الخميس، 13 أبريل 2017

خروج تسعة من الأئمة لعدم شمولهم لهم اختصّت بثلاثة والقول والقرائن في ادم وحواء


خروج تسعة من الأئمة لعدم شمول لهم اختصّت بثلاثة منهم: قالوا: (ومنها خروج تسعة من الأئمة لعدم شمول الآية – التطهير- لهم حيث اختصّت الآية بثلاثة منهم ) نرد على الشبهة الثانية بجوابه ونقول مايلي :
آية التطهير بحسب التنزيل هي خاصة بأصحاب الكساء فقط واما عصمة الأئمة الآخرين هم من ذرية الحسينD ثابتة عندنا بأدلة أخرى عقلية ونقلية غير آية التطهير.
ولكن بلحاظ الحكم الذي ثبتتهُ الآية الكريمة وماهو مفادها فالعنوان منطبق حتى على الأئمة التسعةD، وبعبارة أخرى ينبغي النظر إلى عنوان أهل البيت من خلال اتجاهين وهما:
اتجاه مناسبة وشأن نزول الآية الكريمة ، ومن هذا الاتجاه فإن أهل البيت هم فقط أصحاب الكساءD.
والاتجاه الاخر هو النظر إلى الآية الكريمة بلحاظ الحكم الّذي تثبته ، أي بمعنى: بلحاظ حكم الطهارة. بلحاظ حكم القداسة. بلحاظ حكم إذهاب الرجس.
ولمّا كان سائر الأئمةD متساوين مع أصحاب الكساء (الخمسة) من خلال مفاد آية التطهير بـ(أدلة عقلية ونقلية لعصمتهم وطهارتهم) فالعنوان منطبق عليهم جميعا.
فصح القول من أنهم ضمن أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فبهذا اللحاظ والبعد يكونون منهم بلا شك ولا إشكال في ذلك عندنا.
إذهاب الرجس لا يكون إلاّ بعد ثبوته ويقولون بعصمة الأئمة: قالوا: (ومنها أن إذهاب الرجس لا يكون إلاّ بعد ثبوته ، والشيعة يقولون بعصمة الأئمة منذ ولادتهم إلى وفاتهم كما مر بك). نرد على الشبهة الثالثة فنقول :
      هذهِ عقيدتنا أن الأئمةD معصومين منذ ولادتهم إلى حين وفاتهم ، فآية التطهير تخبرك أن الله تعالى شاء وأراد بإرادته التكوينية إذهاب الرجس عن هؤلاء الخمسة أصحاب الكساء متضمّنة إخبار من أنه سبحانه وتعالى انه:
انه يرعى أهل البيت. انه عمل على تطهيرهم. انه يعمل على دفع الرجس عنهم. وليس بها دلالة من أنهم كانوا متلبسين بالرجس (اعوذ بالله) والله سبحانه أراد بذلك أن يطهرهم فالإذهاب  يستعمل تارةً:
تارة بمعنى إزالة ما هو موجود. تارة يستعمل في المنع عن طريان أمر على محل قابل له. مثل قوله تعالى : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ) فإن النبي يوسف A لم يقع في الفحشاء قطعاً ، وكما تقول في دعائك للغير: صرف الله عنك كل سوء وأذهب الله عنك كل محذور؟.
ونقول ذلك لمن دعونا له ونخاطبه بهذا الخطاب مع أنه لا يكون شيء من ذلك متحقق وحاصل له أثناء مخاطبتنا له.
ولو (تنزلاً) على فرض صحة ما يقوله المخالف من قوله : ( إن إذهاب الرجس لا يكون إلاّ بعد ثبوته) لكان قولك من باب المثل اهدنا الصراط المستقيم إعترافاً منك بعدم الهداية ودليل على ثبوت الضلال مع أنّه الأمر ليس كذلك.
بل هو مجرد طلب ما هو حاصل وموجود (الهداية) أو طلب لزيادة الهداية مع ترسيخها وتعميقها.
وبإجماع أهل السنة والشيعة أنّ الرسول J (دلت عليه الروايات) هو داخل ومشمول في مدلول آية التطهير ، فهل الرجس يكون موجوداً فيه أيضاً (اعوذ بالله)!.
بالإضافة لذلك أن الإمامين الحسن والحسين D كانا صغيرين حينما نزلت الآية فكيف يتصوّر في حقّهما الرجس!.
وقد يتوهم لك أن القول بأن الإرادة في الآية تكوينية يلزم منه الجبر وجواباً على هذه الشبهة حسب نظرية الشيعة: لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين؟.
فنقول لك إنّ مفاد الآية الكريمة أنّ الله تعالى لعلمه أن إرادة أهل البيت عليهم السلام تجري دائماً على وفق ما شرّعه لهم من التشريعات لما هم عليه من الحالات المعنوية العالية صحّ أن يخبر عن ذاته المقدّسة:
أنّ الله تعالى لا يريد لهم بإرادته التكوينية إلاّ إذهاب الذنوب عنهم لأنه لا يوجد من أفعالهم ولا يقدرهم إلاّ على هكذا أفعالٍ يقومون بها بإرادتهم لغرض إذهاب الرجس عن أنفسهم .
وردت كلمة الرجس بالقرآن في مواضع عدة: قالوا : معنى الرجس الذي في الآية موضوع حديثنا فنقول وردت كلمة الرجس في القرآن الكريم في مواضع عدة منها:
كقوله تعالى : (يا أيها الّذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)[1] وكقوله : (كذلك يجعل الله الرجس على الّذين لا يؤمنون)[2].
وكقوله : (قل لا أجد في ما أوحي إليّ محرماً على طاعم يطعمه إلاّ ان يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس)[3]. وكقوله : (قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب)[4]. وكقوله : (سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم أنهم رجس)[5].
وكقوله تعالى : (وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم)[6]. وكقوله تعالى : (وما كان لنفس أن تؤمن إلاّ بإذن الله ويجعل الله الرجس على الّذين لا يعقلون)[7]. وكقوله تعالى : (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور)[8].
وليس فيما أوردناه من الآيات دليل على حمل مفهوم الرجس على الدلالة الموجبة للعصمة كما يدّعيها القوم في آية التطهير ، ويؤيد ذلك أيضاً روايات ذكرها القوم عن الأئمة في ذلك منها :
قول الامام الصادقA في قول الله تعالى: إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس .. الآية قال : الرجس هو الشك؟.
وقول الباقرA: الرجس هو الشك ، والله لا نشك في ربّنا – وفي رواية في ديننا – وفي أخرى في الله الحق ودينه – أبداً . وقول الصادقA في قوله تعالى: (كذلك يجعل الله الرجس على الّذين لا يؤمنون ) قال : هو الشك.
فهل ترى في هذه الروايات أو تلك الآيات ما يستوجب القول بالعصمة التي يراها القوم لأئمتهم.
ولا شك أن القوم سيأبون هذا التأويل . لذا لا نرى بداً من أن نورد عليهم ما ينافي تلك العصمة المزعومة ففيها غناء عن كل كلام وترفع عن أي خصام ، ولك بعدها أن تحكم بنفسك؟. انتهت الشبهة
نقول للرد على الشبهة مايلي : من الأولى الأتيان بتلك الوجوه العقلية الكثيرة مع مناقشتها ويثبت البطلان ومن ثم الرد عليها؟
لكنه لم يفعل لغرض الإيجاز وأنه سيقتصر على إيراد النصوص الدالة على خلاف هذا القول فهو أبلغ (حسب كلامه) في المقصود.
ولكننا نشك بهذا الهدف لأن من أمثاله لو كان لديهِ الحيلة والوسيلة في الرد ولو على دليل واحد من أدلة الشيعة سواء كان الدليل عقلي أو غيره لما تردد ابدا في ذلك وكيف يتردد وانت تلاحظ قد تشبث بكل شيء حتى عن طريق المغالطه وليس له علاقة بالموضوع.
وأما مناقشة موضوع الرجس الذي ذكره وقوله بعد سرد مجموعة من الآيات التي قد ورد في نصها كلمة الرجس : ( وليس فيما أوردناه من الآيات دليل على حمل مفهوم الرجس على الدلالة الموجبة للعصمة كما يدّعيها القوم في آية التطهير ).
وقوله بعد أن ذكر روايات واردة من مصادر الشيعة تفسر الرجس بـ(الشك ) فقال : ( فهل ترى في هذه الروايات أو تلك الآيات ما يستوجب القول بالعصمة التي يراها القوم لأئمتهم ).
فهذا من أغرب الأقوال ومن العجائب ما ذهبوا اليه لنفي العصمة من خلال ما ورد في آيات قرآنية. فمن الروايات أن الرجس مفهوم له مصاديق كثيرة ولا ينحصر بمصداق واحد.
بعبارة ثانية اخرى أن كل قذارة سواء كانت معنوية أو مادية تسمى رجساً. كما هو قول بن العربي[9] من فتوحاته حيث قال: (... فإن الرجس هو القذر عند العرب).
وكذلك هو قول الألوسي[10] في روح المعاني : ( والرجس في الأصل الشيء القذر... وقيل يقع على الإثم ، وعلى العذاب وعلى النجاسة ، وعلى النقائص ، والمراد هنا - أي آية التطهير - ما يعم ذلك).
ومثلهِ قول الآبادي[11] في القاموس المحيط : ( الرجس - بكسر- القذر، ويحرك ويفتح الرّاء وتكسر الجيم ، والمأثم وكل ما استقذر من العمل ، والعمل المؤدي إلى العذاب، والشك والعقاب والغضب...). 
وعلى هذا فكل ما هو مستقذر شرعاً فمنها الذنوب والمعاصي والشكوك وغيرها أعتبر من الرجس واما هم (اهل البيت) مطهرون من كل ذلك وهذا يعتبر عين العصمة.
والإمام الصادق والباقرD عندما فسرا الرجس بأنه الشك إنّما هو من باب تفسير اللفظ بأبرز مصاديقه لا أنهما حصرا الرجس ومفهومه بهذا المصداق (الشك).
فكيف والفاظ القرآن الكريم تعطي لهذا المفهوم تلك المصاديق الكثيرة كما هو مبين من تلك الآيات ولهذا تجد ان الإمام الصادقA في رواية عنه يصف الوزغ بأنه رجس.
وهو دليل على أن تفسير الرجس حسب ما ورد عن الصادقينD إنما هو بحسب ما ذكرناه من تفسير اللفظ بأظهر مصاديقه وكما أن قوله تعالى ( ويطهركم تطهيرا ) فيه الدلالة على التطهير من كل شيء مستقذر كان معنوي أو مادي فهي العصمة والله بعينها.
وما دام دلت هذه الآية على الإمامة فنقول : أن لهذه الآية دلالة الإلتزام على إمامة علي بن ابي طالب A لأنّه ادّعى الخلافة لنفسه وادّعاها له الحسن والحسين وفاطمةD فلا يكونون كاذبين لأن الكذب من الرجس الذي أذهبه الله عنهم وطهّرهم منه تطهيرا.
فمن يرغب مناقشة عقيدة قوم واثبات بطلانها عليه أن بأستعراض مجموع أدلة القوم على عقيدتهم ومن ثم يناقشها ويبطلها لا أن يكتفي بمناقشة دليل واحد ويعرض عن البقية.
فأرجع إلى كتب العقائد والكتب المخصصة لهذا الموضوع سيجد هناك من الأدلة ما يجعله يذعن لما عليه الشيعة من عقيدة في مجال (العصمة) بالنسبة للأنبياء D ومنها كتاب تنزيه الأنبياء للشريف المرتضىH.
وقالوا : في قول الله تعالى : (وعصى آدم ربّه فغوى)[12] روى القوم عن الصادقA أنه قال : كان لسان آدم العربية ، فلما عصى ربّه أبدله بالجنة ونعيمها الأرض والحرث وبلسان العربية السريانية.
وعنهA أيضاً قال : إذا كان يوم القيامة وحشر الناس يأتون إلى آدم فيقولون : أنت أبونا وأنت نبي فسل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، فيقول: لست بصاحبكم خلقني ربي بيده وحملني على عرشه وأسجد لي ملائكته ثم أمرني فعصيته.
نرد على الشبهة فنقول : الرواية الأولى التي استشهد بها كدليل هي من كتاب الإختصاص للشيخ المفيدH أوردها صاحب البحار[13]. وشاهد الرواية الاولى كلمة (عصى).
والرواية الثانية من كتاب تفسير العياشي نقلها عنه العلامة المجلسيH في البحار[14]وهي مرسلة أي ضعيفة فهي مما لا يحتج به لضعفها. وشاهد الرواية الثانية كلمة (وعصيته).
والمخالف بشبهته يريد القول من أن الشيعة مع أنهم يعتقدون بأن الأنبياء معصومين عن الذنوب صغائرها وكبائرها من يوم ولادتهم وإلى حين الوفاة قبل البعثة وبعدها فإن مصادرهم تروي وأئمتهم يقولون ما يخالف هذه العقيدة لديهم؟.
نرد ونقول : ليس فقط بهاتين الروايتين جاء على ما يدل أن آدمA عصى بل إن القرآن الكريم يقول : (وعصى آدم ربّه فغوى) ولكن الكلام حول العصيان الصادر من آدمA.
هل هو عصيان لأمر مولوي إلزامي؟ أو لأمر إرشادي تنزيهي؟ لأن مخالفة كلاهما النوعين من الأمر يصدق عليه لغة أنّه عصيان يقول الفخر الرازي[15]:  ( وأما الثالث : فالجواب أنا نقول : لا نسلّم أنّ النهي للتحريم فقط ، بل هو مشترك بين التحريم والتنزيه ...).
فنحن الشيعة نقول : بأن النهي الموجه الى النبي آدمA من الله تعالى بعدم الأكل من الشجرة المعينة لم يكن أمراً مولوياً إلزامياً يستحق المخالف والعاصي له العقاب من المولى سبحانه وتعالى. بل هو أمر إرشادي تنزيهي؟.
فمخالفة النهي (عن الأكل من الشجرة) هو معصية بالمعنى المصطلح إذا كان النهي مولوياً صادراً عن الله سبحانه بما هو مولى واجب الطاعة فيما يأمر. لا ما إذا كان النهي إرشادي وارد بصورة النصح.
والآثار الحاصلة لآدمA كنتيجة لهذه المخالفة هي أثر طبيعي وضعي لمثل هذه المخالفة لا أنها تعتبرعقاب منه تعالى له على ذلك.
فهناك القرائن العديدة للآيات الخاصة من خلال قصة آدم عليه السلام لهذا الموضوع تدل على أن النهي كان:
إرشادي تنزيهي لا يترتب على مخالفته غير الآثار الطبيعية الوضعية المترتبة على نفس وذات العمل. لا أنه مولوي إلزامي حتى يترتب عليه إضافة إلى الآثار الوضعية الطبيعية عقاب المخالفة والمؤاخذة على التجروء على أوامر المولى.
قرائن آيات قصة آدم A : من قرائن آيات القران الخاصة لقصة النبي آدمA فمن هذه القرائن هي:
ألــف : الأثر المترتب على المخالفة بقى على حاله رغم توبة آدمA وإنابته إلى الله سبحانه وتعالى مع أنه لو كان النهي نهي تحريمي فيجب أن يرتفع الأثر بعد التوبة والإنابة ، وهذا لم يحصل.
فدليل الخروج من الجنة والتعرّض للشقاء والتعب كان أثر طبيعي لنفس العمل لا انه عقاب من المولى عز وجلّ على مخالفته.
فالنهي كان من الله تعالى لآدمA لأجل صيانة آدم عن تلك الآثار والعواقب ، مثلما نهى طبيب مصاب بالضغط عن تناول الملح ، فهذا التوجيه والإرشاد من الطبيب لهذا المصاب بالضغط هو لعلمه بما في تناول الاملاح من أثر سلبي على صحة وجسم هذه الإنسان المصاب.
فإذا طبق المريض ارشادات وقول الطبيب فالآثار السلبية المترتبة على تناول الاملاح لمثله تنعدم وذلك لإلتزامه بالأوامر الطبيبه ، ولكن إذا خالف أوامر الطبيب ولم يلتزم بتوجيهاته وإرشاداته فإنه بلا شك تلحقه تلك الآثار السلبية.
بــاء : الآيات الواردة في سورة ( طه ) كشفت عن نوعية هذا النهي وصرحت بأنه كان إرشادي لصيانة آدم عما يترتب عليه من الآثار المكروهة ، والعواقب غير المحمودة، كقوله تعالى:
( فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى* إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى)[16].
فإن قوله سبحانه: ( فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى). صريح في أن الأثر من امتثال النهي هو الخلود والبقاء في الجنة ونيل السعادة المتمثلة في قوله تعالى: ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى).
واما أثر المخالفة هو الخروج من الجنة والتعرض للشقاء المتمثل بالحياة التي فيها: ( الجوع والعرى والظمأ وحرّ الشمس).
وكل ذلك يدل على أن الله سبحانه لم يتخذ لدى النهي موقف الناهي الواجب الطاعة. بل كان ينهى بصورة إرشادية ونصح وهداية، ولو خالف لترتب عليه الشقاء في الحياة والتعب والنصب فيها.
جـيـم : بعد ان ذاق آدم وزوجتهD الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ناداهما الله تعالى: ( ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين)[17].
فلسان الناصح المشفق الذي أرشد المخاطب للمصالح والمفاسد في حياتهِ, ولكن عندما خالفه ولم يسمع قوله، عاد وخاطبه بقوله : ( ألم أقل لك ... ألم أنهك عن هذا الأمر؟).
وذكروا في قوله تعالى : ( فتلقى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه)[18] عن الصادقA قال : إن آدمA نظر إلى أرواح الأئمة ومنزلتهم في الجنة فحسدهم وتمنى منزلتهم.
وفي رواية : لمّا اسكن الله تبارك وتعالى آدم الجنة مثل له النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسينD فنظر إليهم بحسد ثم عرضت عليه الولاية فأنكرها فرمته الجنة بأوراقها ، فلما تاب إلى الله من حسده وأقر بالولاية ودعا بحق الخمسة: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسينD غفر الله له وذلك قوله فتلقى آدم من ربّه كلمات ...الآية.
الرد على الشبهة : بما أنّ هذه الشبهة لم تذكر مصادر ما ذكر بها من الروايات في مصنفات الشيعة فمن الصعوبة الطريق لمصادر هذه الروايات ، وبحثت عن الحديث الأول في بعض المصادر فلم أتوفق لها ومن المفروض منه ذكر المصدر لها لكي يبحث المطلع على هذه الشبهة مدى صحة هذه الروايات من عدمها ولكن من جاء بها لم يفعل ذلك.
وظاهراً هذا الحديث ضعيف وكما أنه غير مقبول باي حال من الأحوال عندنا؟.
وأما الرواية الثانية فهي من تفسير العياشي وذكرها العلامة المجلسي[19] H في كتاب بحار الانوار, وهي مرسلة فإذاً هي ضعيفة سنداً فليست من موارد الاحتجاج على الشيعة.
القول في الآيات التي نزلت في ادم وحواء : قالوا : ارجع إلى القول في الآيات الأخرى التي نزلت في شأنه وحواءD:
كقوله تعالى : (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عمّا يشركون)[20].
وقوله تعالى : ( وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما أن الشيطان لكما عدو مبين )[21].
جواب الشبهة فنقول : لاحظ ان مخطئي الأنبياءD ومجوّزين المعاصي والذنوب عليهم استنادا على الاية الاولى بـ: قوله تعالى : ( فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما ).
فمقصودهم بالّذين جعلا لله تعالى شركاء هم آدم وزوجته حواءD؟ وبذلك ينسبون لآدم وزوجته حواء معصية الشرك (اعوذ بالله)؟
ولكن جواب المسألة[22] هو المراد من نفس واحدة هو الواحد النوعي، والمراد أن كل واحد منّا قد ولد من أب وأم واحدة والدليل على ذلك قوله سبحانه : ( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث).
وكذلك مثلها الآية المبحوث عنها في المقام إذ ليس المراد منها شخص آدم أبو البشر بعينه بل المراد والد كل إنسان ووالدته ، فالجنسان عندما يتقاربان يتولد منهما الولد.
 فقوله تعالى في ذيل الآية : (فتعالى الله عما يشركون) هو دليل على أنها غير مرتبطة بآدم وزوجته حواءD فلو كان المراد من النفس وزوجها في الآية شخصين معينين ( آدم وحواء ) كان الصحيح أن يقول تعالى : (فتعالى الله عما يشركان ).
 وأمّا لو قلنا بأن المراد من النفس وزوجها هنا الطبيعة الإنسانية في جانبي الذكر والأنثى فحينها يصح أن يجمع ( يشركون ) لكثرة أفراده.
وأمّا الآية الاخرى قوله تعالى : ( وناداهما ربّهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما أن الشيطان لكما عدو مبين). فقد تبيّن أن النهي هو تنزيهي إرشادي لا يترتب على مخالفته معصية بالمعنى المصطلح. #ساجد_شريف


[1] -   سورة المائدة الاية 90. [2] -   سورة الانعام الاية 125. [3] -   سورة الانعام الاية 145. [4] -   سورة الاعراف الاية 71. [5] -   سورة التوبة الاية 95. [6] -   سورة التوبة الاية 125. [7] -   سورة يونس الاية 100. [8] -   سورة الحج الاية 30. [9] -   فتوحات محي الدين بن العربي باب 29. [10] -  الالوسي في روح المعاني – 22/12. [11] -   القاموس المحيط  للفيروز ابادي- 2/318. [12]- سورة طه الاية 121. [13] -  بحار الانوار ج11 ص56 رواية57 باب1. [14] -  بحار الانوار ج8 ص45 رواية46 باب21. [15] -  عصمة الانبياء الفخر الرازي ص25. [16] -  سورة طه الاية 117-119. [17] -  سورة الاعراف الاية 22. [18] -  سورة البقرة الاية 37. [19] - موسوعة بحار الانوار للمجلسي H ج 11 ص 187 رواية 39 باب 3 وفي ج26 ص326 رواية9 باب7. [20] - سورة الاعراف الاية 189. [21] - سورة الاعراف الاية 220. [22] - الشيخ جعفر السبحانيK - عصمة الانبياء في القران الكريم ص106.