ذهاب الرجس بالارادة التكوينية اوالتشريعية
كما قالوا : قد استدل القوم على إثبات
عقيدة العصمة التي هي من موجبات الإمامة والإمام
بآيات وروايات سنذكرها إن شاء الله تعالى ونتكلّم فيها :
الدّليل : قول الله تعالى : ( إنّما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)[1]
ونزولها في أهل الكساء خاصة وهم علي وفاطمة والحسن والحسينD وهي تدل على عصمتهم بلا شك في صحة حديث
الكساء وأنّه J قد أدخل علياً
وفاطمة والحسن والحسينD فيه ثم قال :
(إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فهذا لا يعني هذا بالضرورة صحة كل ما ورد في القصة إذْ
أنّ معظمها لا يصح سنداً أو متناً إلاّ بالقدر الّذي أوردناه أو قريباً منه.
من حيث أن القصة وردت من طرق صحيحة
فإن هذا يغنينا عن الكلام في أسانيد طرقها الأخرى ولكن نتكلّم في دلالتها على
مقصود القوم، ونذكر الردود عليها فنقول :
ليس في استدلالنا هذا دلالة على
العصمة ولا الإمامة ، وبيان ذلك من وجوه : منها ان قوله تعالى: ( إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
هي كقوله تعالى: ( ما يريد الله ليجعل
عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم)[2]
وكقوله تعالى: ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)[3].
وكقوله تعالى: ( يريد الله ليبين لكم
ويهديكم سنن الّذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم)[4]
وكقوله تعالى: ( يريد الله أن يخفف عنكم)[5].
فإن إرادة الله تعالى في هذه الآيات
متضمن لمحبته لذلك المراد ورضاه به وأنّه شرّعه للمؤمنين وأمرهم به ، ليس في ذلك
أنه خلق هذا المراد ولا أنّه قضاه وقدره ولا أنه يكون لا محالة ، وبدليل أن النبيJ بعد نزول هذه الآية فقالJ:
( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا) فطلب من الله لهم إذهاب الرجس والتطهير عنهم؟.
فلو كانت الآية تتضمن أخبار الله بأنه
قد أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا لم يحتج إلى الطلب والدعاء ولقال الله تعالى :
(إنّ الله أذهب عنكم الرجس أهل البيت وطهركم تطهيرا) وتؤكدها الرواية الأخرى التي
قال فيها بعد نزول هذه الآية : (اللهم أنا وأهل بيتي إليك لا إلى النا).
فلو كان مفهوم الرجس متحقق هنا كما
يرى القوم لما كان للدعاء هنا محل . ولو كانت مفيدة للعصمة ينبغي أن يكون جميع
الصحابة لا سيما الحاضرون في غزوة بدر قاطبة معصومين لقوله تعالى فيهم : (ولكن
يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون).
وأفيد هذا لما فيه من قوله سبحانه : (
وليتم نعمته عليكم) فوقوع هذا الاتمام لا يتم تصوره بدون الحفظ عن المعاصي وشر
الشيطان؟ انتهت الشبهة.
رد جواب الشبهة الاولى ما
يلي : أنّ
آية التطهير هي أحد أدلة الشيعة الجعفرية الإمامية الإثنا عشرية على عصمة أصحاب
الكساء D ودالّة بالملازمة
على إمامة علي بن أبي طالب والحسن والحسينD.
كما ان حديث الكساء من الروايات
المستفيضة من طرق اهل السنّة والشيعة عن ما صح عند علماء أهل السنة في السند
والمتن. وسننقل لك بعض النماذج من المرويات لحديث الكساء ومما يعتبر صحيح عند
علماء اهل السنّة.
ففي كتاب المستدرك[6] على
الصحيحن (صحيح مسلم والبخاري) روايات صحيحة منها مايلي:
الحديث الاول : قال الحاكم النيسابوري (هذا حديث
صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن
الوليد بن مزيد أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي يقول حدثني أبو عمار قال حدثني واثلة
بن الأسقع قال :
( جئت أريد عليا A فلم أجده فقالت فاطمةB انطلق إلى رسول اللهJ يدعوه فاجلس فجاء مع رسول اللهJ فدخل ودخلت معهما قال فدعا رسول اللهJ حسنا وحسينا فأجلس كل واحد منهما على فخذه
وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبه وأنا شاهد فقال إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا اللهم هؤلاء أهل بيتي).
الحديث الثاني : رواية الحاكم أيضاً في المستدرك قال[7] :
حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه وأبو العباس محمد بن يعقوب قالا ثنا الحسن بن
مكرم البزار ثنا عثمان بن عمر ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبي
نمر عن عطاء بن يسار عن أم سلمةB قالت :
في بيتي نزلت (إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت) قالت فأرسل رسول اللهJ إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال هؤلاء
أهل بيتي.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم
يخرجاه وقال الذهبي في التلخيص : ( على شرط البخاري ).
الحديث الثالث : رواية الحاكم في المستدرك قال[8]:
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر
الخولاني قالا ثنا بشر بن بكر وثنا الأوزاعي حدثني أبو عمار حدثني واثلة بن الأسقع
قال:
( أتيت عليا فلم أجده فقالت لي فاطمة
انطلق إلى رسول اللهJ يدعوه فجاء مع
رسول اللهJ فدخلا ودخلت معهما
فدعا رسول اللهJ الحسن والحسين
فأقعد كل واحد منهما على فخذيه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبا وقال
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ثم قال هؤلاء أهل بيتي
اللهم أهل بيتي أحق).
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم
يخرجاه- قال الذّهبي في التلخيص ( على شرط مسلم).
الحديث الرابع : رواية الحاكم في المستدرك قال[9]:
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر
الخولاني قالا ثنا بشر بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن
موسى أنا زكريا بن أبي زائدة ثنا مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت حدثتني عائشة
قالت :
( خرج النبي J غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن
والحسين فأدخلهما معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها معهما ثم جاء علي فأدخله معهم ثم قال
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم
يخرجاه - قال الذّهبي في التلخيص ( على شرط البخاري ومسلم).
الحديث الخامس : رواية الحافظ النيسابوري في
المستدرك قال[10]:
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا عثمان بن عمر
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار حدثنا شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن
أم سلمة B أنها قالت :
في بيتي نزلت هذه الآية ( إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) قالت فأرسل رسول الله J إلى علي وفاطمة والحسن والحسينD فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي قالت أم سلمة يا
رسول الله ما أنا من أهل البيت قال إنك أهلي خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم
يخرجاه - وقال الذّهبي في التلخيص (على شرط مسلم ).
الحديث السادس : رواية الترمذي في صحيحه قال[11]:
حدثنا قتيبة حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن يحيى بن عبيد عن عطاء بن أبي رباح
عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبيJ قال :
لما نزلت هذه الآية على النبيJ ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا) في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي
خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت على خير.
قال هذا حديث غريب من حديث عطاء عن
عمر بن أبي سلمة. وصحح الشيخ الألباني هذا الحديث.
الحديث السابع : رواية الترمذي في صحيحه قال[12]:
حدثنا قتيبة حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن يحيى بن عبيد عن عطاء بن أبي رباح
عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبيJ قال :
نزلت هذه الآية على النبيJ ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا) في بيت أم سلمة فدعا النبيJ فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف
ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت إلى خير.
قال وفي الباب عن أم سلمة ومعقل بن
يسار وأبي الحمراء وأنس قال وهذا حديث غريب من هذا الوجه. وصحح الشيخ الألباني هذا
الحديث في سلسلته.
وأمّا عن قول الشبهة ( إن قوله تعالى
: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا كقوله... إلى... فلو
كان مفهوم الرجس متحققاً هنا كما يرى القوم لما كان للدعاء هنا محل ). وهذا النص[13]
بالكامل هو كلام لإبن تيمية من كتاب منهاج السنة في (4/20) وقد نقلوا عنه بتصرّف.
فنقول للرد على تكملة
الشبهة : ليس
الإرادة الواردة في قوله تعالى : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت..). هي كالإرادة في بقية الآيات التي ذكرت سابقاً.
فالإرادة في آية التطهير هي إرادة
تكوينية بينما الإرادة في الآيات الأخرى إرادة تشريعية من حيث تقسم الإرادة إلى
نوعين هما: ( إرادة تكوينية - إرادة تشريعية).
فالإرادة التكوينية هي إرادة الشخص
صدور الفعل عنه بنفسه من دون تخلل إرادة غيره في صدوره كما في إرادة الله تعالى
خلق العالم وإيجاده الأرض والسماء وكإرادة الإنسان الأكل والشرب والصلاة والصيام.
واما الإرادة التشريعية هي إرادة
الشخص صدور الفعل من غيره بإرادته واختياره كما في صدور العبادات والواجبات من
عباده باختيارهم وإرادتهم لا مجرّد حصولها بأعضائهم وصدورها بأبدانهم بدون تخلل
القصد منهم.
كما في إرادة العبد صدور الفعل من
إبنه بلا إجبار منه له في ذلك ونماذجها في القرآن كثيرة منها الآيات الأخرى التي
ذكرت سابقاً لغير إرادة التطهير.
وعلى فرض التسليم جدلاً بأنها من
التشريعية فيكون معنى الآية (إنما شرعنا لكم – أهل البيت – الأحكام لنذهب عنكم
الرجس ونطهركم).
وهذا التفسير للإرادة ينافي الحصر
المستفاد من كلمة (إنما) فالغاية من تشريع الأحكام إذهاب الرجس عن جميع المكلفين
لا عن خصوص أهل البيتD.
ولا خصوصية لهم في تشريع الأحكام ،
وليس لهم الأحكام المستقلة عن أحكام باقي المكلفين ، وحملها (أي الإرادة) على
التشريعية يبعدها عن كون انها منقبة للمخاطبين بها وهم أهل البيت.
لأنها تكون إنشاءً وطلب للتطهير
وإذهاب الرجس من المخاطبين بها وكأنه هو المطلوب من أهل البيت فهو ايضاً مطلوب
ومراد من غيرهم من بقية المكلفين.
وهذا بخلاف ما أجمع عليه المفسرين من
فهم هذه الآية (أنها بصدد الإخبار عن منقبة وفضيلة لأهل البيت) لتجد النزاع قائماً
فيما بينهم في شأن نزولها.
وهو شاهد من أن الآية ليس بصدد
الإنشاء والطلب كما حاول مدعين الإرادة التشريعية بل هي إخبار عن أمر خارجي وهذا
لا ينسجم إلا أن تكون إرادة التكوينية.
وعلى هذا فإن الإرادة هنا إرادة
تكوينية لا تشريعية ؟
فالله سبحانه وتعالى بإرادته
التكوينية قد أذهب عن أهل البيت الرجس وطهرهم تطهيرا ويعتبر هذا عين العصمة.
فالله سبحانه وتعالى عصمهم من الأرجاس
والذنوب وطهرهم من كل دنس تطهيرا. وإرادته سبحانه لا يمكن أن يتخلف عنها المراد
وهو (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون).
فالإرادة في قوله تعالى التي وردت في
الشبهة: ( ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ) وهو جزء من قوله
تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى
الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين
وإن كنتم جنباً فاطهروا أو كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لا
مستم النساء فلم تجدوا ماءا فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما
يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون).
هي إرادة تشريعية ؟ أي بمعنى ان الهدف
الرباني من جعل هذه الأحكام هو تطهير الناس.
فهي هنا وضع أحكام الطهارة من غسل
ووضوء وتيمم الهدف منها طهارة الناس من الحدث والخبث ومن البديهي أن البعض سيمتثل
لهذه الأحكام ويطبقها , بينما البعض الاخر سيعرض عنها.
وأما لو كانت إرادة تكوينية على نحو
التكوين لما أمكن لأي أحد أن يتخلف عن تطهير نفسه ، ومثل هذا التفسير للآية أو
نحوه من التوجيه يكون تفسير الآيات الأخرى التي وردت في الشبهة (لابن تيمية).
ومن خلال ما ثبت من أن الإرادة في آية
التطهير ارادة تكوينية نقضت الشبهة وهي:
(ليس في ذلك أنه خلق هذا المراد ولا
أنّه قضاه وقدره ولا أنه يكون لا محالة) فإن قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
هو إخبار من الله تعالى على حصول
التطهير وإذهاب الرجس (مقصود العصمة) لا محالة ولا شك في صدق إخباره تعالى وتحقق
ما أخبر به.
وقوله : وأيضاً لو كانت مفيدة للعصمة
ينبغي أن يكون جميع الصحابة لا سيما الحاضرون في غزوة بدر قاطبة معصومين لقوله
تعالى فيهم : (ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون) بل لعل هذا أفيد
لما فيه من قوله سبحانه : (وليتم نعمته عليكم) فإن وقوع هذا الاتمام لا يتصور بدون
الحفظ عن المعاصي وشر الشيطان. فهذا التوجيه باطل ومردود.
ونكمل شبهة ذهاب الرجس بالارادة
التكوينية والتشريعية قوله في الشبهة سابقا : (فلو كانت الآية تتضمن أخبار الله
بأنّه قد أذهب عنهم الرجس وطهرهم لم يحتج إلى الطلب والدعاء...الخ )
فالجواب والرد تكملة الشبهة الاولى
هو: دعاء الرسولJ بقوله : اللهم
هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا:
فمراده تحديد وبيان من هؤلاء
المقصودين من أهل البيت فالنبيJ يخاطب ربّه ويحدد
في خطابه: ( أن هؤلاء هم أهل بيتي ) لكي يعرف الناس من هم أهل البيت الّذين أراد
الله تطهيرهم وإذهاب الرجس عنهم.
فهو غرض الرسولJ من هذا الدعاء؟ وإلاّ فمعنى نتيجته من حيث
التحقق تحصيل حاصل؟.
وهناك صورة ثانية لمثل هذه الأدعية (
المضمونة النتيجة) هي إقرار العبد بالفقر وحاجته لإستمرار الفيض الإلهي ومواصلته
ودوام العطاء الرباني له.
وكمثال الداعي يعلم أن الله تعالى خلع
عليه الوجود وأفاض عليه الجوارح ووهب له النعم تكويناً ولكنه مع ذلك يسأل الله
تعالى ويدعوه استمرارها مع مواصلة الإنعام بها من الله تعالى عليه وعدم زوالها ،
بل وينزل الدّعاء لمثل هذا, تصبح منزلة الشكر والحمد على النعمة من الباري سبحانه
وتعالى.
وكما أن نفس الشبهة ترجع على قائلها
بل ما هو أكبر منه وهي إذا افترضنا (تنزلاً) أنّ الإرادة بالآية تشريعية لا
تكوينية ، فما معنى أن يقول الرسولJ ويدعوه.
فيكون معنى دعائه (على فرض هي تشريعية)
(اللهم اجعل أهل بيتي مشمولين بأمرك ونهيك وأبعدهم عن الآثار السلبية للنواهي
بتشريع النهي وفرضه عليهم!).
أليست آيات القران (التكليف من أوامر
ونواهي) متوجه بالأصل من خلال الخطاب والتكليف لهم ولغيرهم لكي يأتي النبيJ ويتوجه بالدعاء لله تعالى أن : إلهي أشمل أهل
البيت بهذه التكاليف؟ وهذا هو الفرض على القول بالإرادة التشريعية؟.