المشاركات
قول اللهم صلِ على
محمد وال محمد
في البداية
ما هي الأحكام الولائية والفتوى, وما هو الفارق الأساسي بينهما فـ( الفتوى عبارة
عن الحكم الكلّي الفرعي المستنبط من أدلّته). (الحكم الولائي فهو لمن كانت له
الولاية على الأمر والنهي في الأمور المباحة).
واما الحكم
الولائي وصدوره من غير القائل بالولاية, مثل هل أنّ لأحكامه يمكن أن تصدر من مطلق
فقيه جامع للشرائط، حتّى لو لم يرى ولاية الفقيه المطلقة. نعم ؟ يُمكن أن تصدر من
غير القائل بالولاية، لكي يعمل بها من يُقلّد الفقيه القائل بها، واللّه العالم.
واما تنفيذ
الحكم الولائي, فهل أنّ الحكم الولائي يجب تنفيذه على كافة المسلمين حتى من لم
يقلّدوا الحاكم أم لا. فهنا يجب على المكلف في هذه المسألة كما في سائر المسائل أن
يرجع إلى مقلّده الواجد لشرائط التقليد، واللّه العالم.
فان لم يقل
المسلم اللهم صل على محمد وال محمد فصلاته مردودة لا يقبلها الله تعالى من خلال الاحاديث
والاجماع وكما يلي:
1 - قال
الزمخشري في الكشاف[1] في تفسير
آية المودة ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن
الله غفور شكور). إنها لما نزلت هذه الآية قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء
الذين وجبت علينا مودتهم . قالJ:( علي و فاطمة
وابناهماD).
2 - روى
البخاري في صحيحه[2] (عن ابن
عباس انه سئل عن قوله إلا المودة في القربى . فقال قربى آل محمدD).
4 - روى
القندوزي في ينابيع المودة[4] (قال اخرج
احمد في مسنده بسند عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نزول الآية في الخمسة).
5 - في كتاب
رشفة الصادي[5] (لأبي بكر
بن شهاب الدين الشافعي أن الله جل جلاله أجرى عليكم المودة في القربى وإني سائلكم
عنهم غدا).
6 - روى الكنجي الشافعي في كفاية الطالب[6] (عن جابر بن عبد الله الأنصاريE
قال جاء أعرابي إلى النبيJ
وقال يا محمد اعرض علي الإسلام فقال تشهد أن لا الـه ألا الله وحده لا شريك له وان
محمدا عبده ورسوله. قال تسألني عليه اجرا قال لا ، الا المودة في القربى قال
قرابتي أو قرابتك ؟ قالJ
قرابتي ، قال هاتِ أبايعك فعلى من لا يحبك ولا يحب قرابتك لعنه الله فقال النبيJ:
آميـن).
7
- في مستدرك الصحيحين[7] روى بسنده[8] (عن علي بن الحسينD
قال : خطب الحسن بن عليD
على الناس حين قتل عليA
فحمد الله وأثنى عليه ، فساق الحديث ( إلى أن قال ) ثم قال : أيها الناس من عرفني
فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي وأنا ابن النبيJ
وأنا ابن الوصي وأنا ابن البشير وأنا ابن النذير وأنا ابن الداعي
إلى الله بإذنه وأنا ابن السراج المنير وأنا من أهل البيت الذين كان جبريل ينزل
إلينا ويصعد من عندنا وأنا من أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
وأنا من أهل البيت الذين افترض مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى لنبيهJ
( قل لا أسألكم عليه أجرا ألا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا )
فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت).
وذكره المحب الطبري[9] ثم قال خرجه الدولابي. وذكره الهيثمي[10] ثم قال رواه الطبراني وأبو يعلى والبزار. وذكره ابن حجر[11].
9 - قول الزمخشري في الكشاف : لا شك أن فاطمة وعليا والحسن
والحسينD
كان التعلق بينهم وبين رسول اللهJ
اشد التعلقات ، كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم (الآل), لان النبيJ
كان يحب فاطمةB
ويقول فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ومن يؤذيني فقد آذى الله.
وثبت بالنقل المتواتر عن النبي محمدJ
كان يحب عليا والحسن والحسينD
لذلك وجب على كل الأمة أن تحبهم لقوله تعالى:
(فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته
واتبعوه لعلكم تهتدون)[13] ولقوله تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره)[14] ولقوله تعالى (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)[15] ولقوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)[16].
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز: (أنا نحن نزلنا الذكر وأنا
له لحافظون) وقال أيضا ( ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم)[17]
ثم قال من سورة النحل الآية 43 وفي سورة الأنبياء الآية 7:
(وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
فالذكر هو القران الكريم وهو الذي نزل به جبريل على نبينا محمدJ
بأمر من الله سبحانه وتعالى . فهذه الآيات الكريمة تعرف الناس بأهل البيت الذين هم
أهل الذكر وهم محمدJ
وعلي وفاطمة والحسن والحسينD
ويأمرهم بالرجوع إليهم لان الله سبحانه وتعالى طهرهم تطهيرا وهم الراسخون في العلم
الذين أورثهم الله سبحانه وتعالى علم الكتاب.
10
- وروى ابن جرير الطبري[18] بسند عن جابر الجعفي قال لما نزلت ( فاسألوا أهل الذكر إن
كنتم لا تعلمون ) قال عليA
نحن أهل الذكر.
14 – وكذلك في ينابيع المودة للقندوزي الحنفي.
15 – وكذلك في أسد الغابة لابن الأثير[22] في ترجمة فضة النوبية بسند عن مجاهد عن ابن عباس قال في قوله
تعالى ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا
ويتيما وأسيرا)[23].
16 – وكذلك في أسباب النزول للواحدي[24] في بيان نزول الآية السابقة في سورة ( هل أتى ) قال عن عطاء
عن ابن عباس.
18 – وكذلك في نور الأبصار للشبلنجي[26] عن عبد الله بن عباس قال : مرض الحسن والحسينD
وهما صبيان فعادهما جدهما رسول اللهJ
وعادهما عامة العرب فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على وُلدِك نذرا فقال عليA
إن برئا مما بهما ، صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكرا وقالت فاطمةB
كذلك وقال الصبيان ونحن نصوم ثلاثة أيام وقالت جاريتهما فضة وأنا أصوم ثلاثة أيام.
فالبسهما الله العافية فاصبحوا صياما وليس عندهم طعام سوى
ثلاثة أصوم من الشعير فقامت فاطمةB
إلى صاع فطحنته وخبزته وعندما أتى عليA
بعد أن صلى مع رسول اللهJ
ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف على الباب وقال:
السلام عليكم أهل بيت
محمد ، مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة فسمعه
عليA
فأمرهم أن يعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء.
فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمةB
إلى صاع آخر وطحنته وخبزته وصلى عليA
مع رسول اللهJ.
ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب وقال السلام عليكم أهل بيت محمد ،
يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي أطعموني أطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة
فأعطوه الطعام فمكثوا يومين لم يذوقوا إلا الماء.
فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمةB
إلى الصاع الباقي فطحنته وخبزته فصلى عليA
مع رسول اللهJ
ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم أسير فوقف بالباب وقال السلام عليكم أهل بيت النبوة
تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا. أطعموني فآني أسير فأعطوه الطعام.
ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا ألا الماء فاتاهم رسول
اللهJ
فرأى ما بهم من الجوع فانزل الله تعالى: ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر) إلى
قوله تعالى ( لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ).
وجميعهم ذكروا الحديث المتقدم عن ابن عباس. فعلى المسلم أن
يتبع أهل البيت في دينه وإعماله وقد امرنا الله ورسولهJ
بطاعتهم وأخذ منهجهم والسير على خطاهم كما قال الله تعالى:
( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحس أولئك رفيقا)[27].
فآل محمدD
هم الراسخون في العلم الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فهل لأحد من
العالمين كآية تطهيرهم وهم أهل الذكر ، أليسوا من الذين انعم الله عليهم وأشار لهم
في السبع المثاني والقران العظيم إليهم بقولهِ تعالى: ( اهدنا الصراط المستقيم
صراط الذين أنعمت عليهم)[28].
ألم يجعل الله تعالى دينه بولايتهم في غدير خم وكيف فعل يومئذ
بمن جحد بولايتهم وهم خير البرية بقوله تعالى: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
أولئك هم خير البرية)[29].
وهم اصحاب ذو الحق الذين صدع القران بقوله تعالى: (وآتِ ذا
القربى حقه)[30] وهم اصحاب أولوا الفيء حيث اشار لهم قوله تعالى: (ما أفاء الله على رسوله من أهل
القرى فلله والرسول ولذي القربى)[31].
وهم آل ياسين الذين حباهم الله في الذكر الحكيم بقوله تعالى: (
سلام على آل ياسين )[32] وهم الذين قد جعل الله تعالى الصلاة بدونهم بتراء كما سبق في
المعنى فهم المصطفون من عباد الله والسابقون بالخيرات بإذن الله الوارثون كتاب
الله. فهذا هو امر الله وقضاء الله ورسولهJ
وعلينا طاعتهم كما في قوله تعالى: ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله
أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصِ الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)[33].
ومن يرغب ان ينهل من عذوبة آيات فضلهم فعليه بالمزيد ليراجع
مصنفات اهل السنة من الصحاح وكتب التاريخ والمفسرين.
واما من يريد التوضيح والبيان فليراجع كتاب المراجعات للإمام
السيد عبد الحسين شرف الدين الموسويH
وكتاب الغير لامينيH
وغيرها.
[1] - تفسير الكشاف ج2 ص339.
[2] - صحيح البخاري ج6 ص129.
[3] - تفسير الطبري ج25 ص14 .
[4] - ينابيع المودة ص106.
[5] - كتاب رشفة الصادي ص21.
[6] - كفاية الطالب ص31.
[7] - مستدرك الصحيحين ج3 ص172.
[8] - كتاب فضائل الخمسة في الصحاح الستة مرتضى الحسيني
ج1 ص260 .
[9] - ذخائر العقبى للطبري ص138.
[10] - مجمع الهيثمي
ج9 ص146.
[11] - الصواعق المحرقة ص101.
[12] - مقتل الحسين A للخوارزمي ص1.
[13] - سورة الأحزاب الآية 158 .
[14] - سورة النور الآية 63 .
[15] - سورة آل عمران الآية 31 .
[16] - سورة الأحزاب الآية 21 .
[17] - سورة آل عمران الآية 58 .
[18] - الطبري ج14 ص109.
[19] - تفسير الثعلبي تفسير سورة النحل الاية (فسألوا اهل
الذكر ان كنتم لاتعلمون).
[20] - تفسير بن كثير
ج2 ص570.
[21] - تفسير القرطبي ج4 ص272.
[22] - اسد الغابة بن الاثير ج5 ص530.
[23] - سورة الإنسان الآية 7 ، 8 .
[24] - اسباب النزول ص33.
[25] - الرياض النضرة ج2 ص22.
[26] - نور الابصار ص102.
[27] - سورة النساء الآية 68 .
[28] - سورة الفاتحة الآية 7 .
[29] - سورة البينة الآية 7 .
[30] - سورة الإسراء الآية 26 وسورة الروم الآية 38 .
[31] - سورة الحشر الآية 7 .
[32] - سورة الصافات الآية 130 .
[33] - سورة الأحزاب الآية 36 .
