خلع الطربوش والحجاب ولبس البرنيطة بالتنوير
الحجاب بين الشرع والموظة : لقد تفنن المختصين بأخراج لبس الحجاب بصور مرة
رائعة جميلة الستر والعفاف ومرة اخرى كما ذكر السيد سامر خضرة فقال: صدّق أو لا
تُصدّق لم يكن الحجاب يوماً مظهراً للموضة، أو سبباً للإغراء.
إلاّ أنَّ العقدين الأخيرين، حملا ذلك، وخاصّة ترى وسائل الاعلام محجَّبة
(حضارية) تشارك لكي ترقص وتستعرض وتُغني!
ونماذج أخرى منها تشترك في ما اصطُلح على تسميته (برامج الواقع) وفيها ما
فيها مما يُخالف الإسلام إن لم نقل: ليس فيها شيءٌ يوافق عليه الإسلام[1]!
ومَنْ بدأ من هنا، معلوم أين يصير! إنّه حجاب (الموضة) حجاب الإثارة
والإغراء والفتنة و(السفور) أو سمِّه ما شئت، إلاَّ الحجاب الشرعي فإنّه ليس منه
في شيء!
أليسوا هم مَن أوجد التطرف؟ ليس هذا فحسب، بل ينسون فعلتهم ثم يشيرون إلى
أن الإسلام غير قادر على تمثل الحضارات، وأن الإسلام معيق للتطور، وهي دعوة يدحضها
الواقع.
فالدولة الإسلامية[2]
السلفية التي التزمت المنهج العلماني المغالي (تركيا) والتي تدخلت حتى في زي الناس
وحريتهم في العبادة وتعليم القرآن.
وظنت أنها بمجرد خلع الطربوش ولبس البرنيطة، وخلع الحجاب وتقصير الثياب
تأخذ بأسباب الحضارة.
نجد أنها بعد أكثر من (50) عامًا من تطبيق هذا المذهب لم تقدم أي شيء في
شتى المجالات الاقتصادية والتقنية والحضارية والثقافية، بالرغم من استخدام الحرف
الأوروبي وإلغاء الحرف العربي، وبالرغم من الاستسلام الكامل للمذهب العلماني.
إلا أن أوروبا مازالت ترفضها ولا تعتبرها منها بالرغم من أن إخلاصها
للعلمانية كان أشد إخلاصًا من الأوروبيين للعلمانية.
وتثور اليوم صيحات عن الصدام الحضاري، ولأول مرة في التاريخ نسمع باصطدام
حضاري، فالحضارات المادية لا تتصادم ولكن تتكامل، فالعلم حقيقة علمية تُكتشف
وتُبنى عليها حقيقة أخرى وهكذا.
فالاصطدام إذن ليس صدامًا حضاريًّا، وإنما هو صدام مفتعل بين من يرغب في
فرض نموذجه على الآخرين، وفرض الدواء الذي قد يناسب جسمه على من لا يناسبه هذا
الدواء.
وحينما يقولون ويحتفلون بالتنوير الذي أتانا مع حملة نابليون، فإن كان
ثمة تنوير فقد كان عندهم وبالنسبة لهم، أما في تلك العصور فكنا نعيش أزهى فترات
حياتنا.
فإن كان الدين عندهم كما قال (فرانسيس بيكون): (الدين يحد من كل ألوان
المعرفة)[3]
فالدين عندنا يفتح جميع أبواب المعرفة.
فإذا لم يكن لديهم وحي مقدس، واعتبروا أن الطبيعة هي الوحي المقدس،
فوحينا ولله الحمد محفوظ موثق لا يتعارض مع العقل أو المنطق.
فنحن نُخدع بمظاهر احترام الغربي للمرأة في الأندية والمجتمعات، ونُغفل
النظر عن معاملته لها في البيوت، وموقفه من تقديره لها ورأيه فيها في القصص
والأمثال والروايات[4].
وتقدير الأمة للمرأة يظهر في أمثالها وقوانينها، لا في مجالس لهوها
وعبثها، ولقد رأيت الغربيين يقدمون المرأة في الحفلات ويؤخرونها في البيوت.
ويقبلون يدها في المجتمعات العامة، ويصفعون وجهها في بيوتهم الخاصة،
ويتظاهرون بالاعتراف لها في حق المساواة، وهم ينكرون عليها هذه المساواة في قرارة
أنفسهم.
ويحنون لها رؤوسهم في مواطن الهزل، وينصرفون عنها في مواطن الجد، والمرأة
عندنا تخدعها الظواهر كما يخدعها الذين يريدون إرواء شهواتهم من أنوثتها.
فلا تلازم بين احترام المرأة وبين تحللها ولا تلازم بين اعتراف المرأة
بحقوقها، وبين السماح لها بغشيان المجتمعات، اقرأ إن شئت عن المرأة في حضارة
اليونان والرومان، والحضارة الغربية الحديثة.
والمرأة في حضارتنا وحضارتهم فهم يزعمون أننا احتقرنا المرأة في حضارتنا،
مع أننا لم نضربها قط، ويزعمون أنهم احترموا المرأة في حضارتهم، وهم يضربونها
دائماً، فمن الذي يحترمها ومن الذي يحتقرها ؟
وفي أثر المرأة في صيانة شرف الأمة التي ترى سعادتها في صيانة شرفها،
تعرف كيف تربي أولاداً يصونون شرف الأمة.
والمرأة التي ترى سعادتها في إشباع لذائذها تربي أولاداً أسهل شيء عليهم
أن يخونوا شرف الأمة في سبيل إشباع أهوائهم، وشتان بين جيل يصون شرف الأمة وجيل
يخونه.