بسم الله الرحمن الرحيم
الجنس والأمومه الثقافة الجنسية
1 - الجنس والأمومه : من الفروق الاساسيه بين طبيعه الرجل والمرأة،
هو في الناحيه الجنسيه. فقد جعل الله سبحانه تسلسلا بديعا مترابطا في العلاقه بين
عناصر الخليقه.
فالرجل تستهويه المرأة فتشده اليها، والمرأة
يستهويها الاطفال فتسعى وراءهم، وبذلك يكتمل بناء الاسره القوى، الذي يدفع الحياه
الى الاستمرار على الارض.
فمن الملاحظ ان من اهم ضرورات الرجل اشباع
غريزته الجنسيه، ويكون الدافع له الى الزواج هو تامين حاجته الجنسيه وحفظ نفسه من
الفسوق، دون ان يفكر في موضوع الانجاب والاولاد.
اما المرأة فيضعف دافعها الجنسي امام عاطفه
الامومه التي تسيطر على كيانها. فهي تتخذ الجنس وسيله للحصول على الاولاد[1].
واذا كان اهتمامها وتعلقها ينصب في البدايه على
الزوج، فان ذلك يتقلص مع انجاب الاولاد، الذين تربطها بهم رابطه اقوى من الجنس، هي
رابطه الامومه، فهى تشعر بانهم قطعه من كبدها، لا بل اغلى من حياتها.
وجاء في أحكام الزواج وفقه الاسرة[2] ان
من آداب التعامل مع الرضيع من حيث رغب الاسلام الوالدين على تحمل بكاء الطفل،
ونهاهم ان يضربوه على بكائه.
وروي عن رسول الله o انه قال :لا تضربوا اطفالكم
على بكائهم، فإن بكاءهم اربعة اشهر، شهادة ان لا اله الا الله، واربعة اشهر الصلاة
على النبي وآله، واربعة اشهر الدعاء لوالديه.
وحرضت السنة على ارضاع الطفل، وجاء في حديث شريف
عن النبي o في اجر المرضعة عند الله:
فإذا ارضعت كان، لها بكل مصة تعدل عتق من ولد اسماعيلA فإذا فرغت من رضاعه، ضرب ملك
كريم على جنبها وقال :استأنفي العمل فقد غفر لك.
وقال الامام امير المؤمنين A : ما من لبن رضع به الصبي اعظم بركة عليه من
لبن امه.
وامر الامام الصادق A مرضعة ان ترضع الطفل من
الثديين، وقالت ام اسحاق نظر إليّ ابو عبد اللهA وانا ارضع ابني محمد وإسحاق،
فقال A : يا أم اسحاق لا ترضعيه من
ثدي واحد وارضعيه من كليهما يكون احدهما طعاما والاخر شرابا.
وجعل الاسلام فترة الرضاع حولين كاملين، وقال
الامام الصادق A: ليس للمرأة ان تأخذ في رضاع
ولدها اكثر من حولين كاملين، ان ارادا الفصال قبل ذلك عن تراض منهما فهو حسن
والفصال الفطام.
وحرم الشرع ان يضار الزوجان بعضهما بمنع
المباشرة، خشية الحمل وخوفا على الرضيع، جاء بذلك القرآن ثم فسرته السنة الشريفة
ففي الحديث المأثور عن أبي عبدالله الصادق A حينما سأله ابو الصباح
الكناني عن قول الله عزوجل : لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولد.
فقال A : كانت المراضع مما تدفع
احداهن الرجل، اذا اراد الجماع، تقول :لا ادعك اني اخاف ان احبل فاقتل ولدي هذا
الذي ارضعه، وكان الرجل تدعوه المرأة فيقول اني اخاف ان اجامعك فأقتل ولدي فيدفعها
فلا يجامعها. فنهى الله عزوجل عن ذلك ان يضار الرجل المرأة والمرأة الرجل.
ومن احكام الرضاع كراهة استرضاع الزانية وابنتها
من الزنا، هكذا جاء عن الامام الكاظم A حيث سأله اخوه علي بن جعفر
عن امرأة ولدت من الزنا هل يصلح ان يسترضع بلبنها قال A : لا يصلح ولا لبن ابنتها
التي ولدت من الزنا.
وكذلك المجوسية لا تسترضع حسبما جاء في حديث
مروي عن الامام الصادق A : لا تسترضع الصبي المجوسية
وتسترضع اليهودية والنصرانية ولا يشربن الخمر ويمنعن من ذلك.
وكذلك لا تسترضع الناصبية.
ورغب الاسلام في انتخاب المرضعة حسب القيم
الشرعية والعقلية فقد قال الامام امير المؤمنين A :
انظروا من يرضع اولادكم فإن الولد يشب عليه ومن
ذلك كراهة استرضاع الحمقاء او العمشاء، فإن اللبن يعدي.
وهكذا ندب الاسلام الى استرضاع الحسناء، دون
القبيحة، فجاء في حديث عن الامام الباقر A : عليكم بالوضاء من الضئورة
فإن اللبن يعدي.
واما حينما يبلغ ليصل الى دور المراهقة فلقد ذكر
في المتابعة علم وفن[3]
لتكون فترة المراهقة في المجتمعات البدائية قصيرة ، وذلك لسهولة تحقيق الاستقلال
الاقتصادي (وعند الفتيات يظهر هذا النمو مبكراً بمقدار عامين أو ثلاثة).
أما في المجتمعات المتحضرة ، فإنها تطول نظراً
لما يتطلبه استقلال المراهق من الإعداد العلمي والفكري والمهني والتخصصي الطويل
ليقوى على مسايرة الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية السائدة ، والتي تتسم في ظل
الحضارة الحديثة بالتعقيد.
وقد تواجه المراهق مشكلات وأزمات ، بسبب نظرة
المحيطين به إليه؛ فإن تصرف كرجل كان محل انتقادهم ، وإن تصرف كطفل عابه الآباء.
وفترة الانتقال هذه من مرحلة الطفولة إلى مرحلة
الرجولة تجعله في عالم يجهل معظم أسراره وخباياه وطرائق التعامل فيه، وقد يعتري
المراهق بعض الحالات منها :
- صداع حاد يحول بينه وبين الاستمرار في القراءة
والاستذكار.
- إهمال الواجبات الدراسية ، أو التأزم لصعوبتها
.
- عدم التكيف مع المعلمين ، والزملاء والإخوة
والأخوات .
- الشعور بالحياء والخجل والانطواء والتأمل
الذاتي والنقد وخاصة الموجه من الآباء والآخرين .
- فقدان الشعور بالثقة تجاه ذاته.
- الشعور بالضيق والقلق والاكتئاب والخوف
والحزن.
- الشعور بالتعب والإرهاق والإعياء دون سبب.
- الرغبة بالنوم لفترات طويلة .
- البقاء خارج المنزل لساعات طويلة من الليل .
- الإكثار من الاهتمام بمظهره الخارجي .
- ركب المخاطر وإظهار الرجولة .
- الميل للكذب وعدم الأمانة والسرقة ، أو
التدخين أو الإدمان على المخدرات ، أو شرب الخمر ، وربما التورط في الجريمة .
ويتوقف نمط المراهقة على ظروف تربية الشاب أثناء
طفولته ، ومقدار ما حمل من مؤثرات إيجابية أو سلبية جعلها مقياساً له في اتخاذ
قراراته.
ومدى صحته العقلية والنفسية والجسدية وموقف
الآخرين منه ، وقابليته للتمسك بآداب الدين وأخلاقياته ومبادئه، وصولاً إلى سن
المراهقة التي تأخذ أشكالاً متعددة مثل المراهقة التي يميل صاحبها إلى المشاكسة
والعدوان والعناد .
والظاهرة الأبرز لدى المراهق، النمو الجسدي ،
والدافع الجنسي القوي الذي يصعب إخفاؤه وسط رقابة الأهل والمجتمع ، وقد تسبب هذه
الظاهرة للفتاة الخوف والقلق.
إن لم تجد في محيطها من تتواصل معه، كالأم
والجدّة والخالة والعمة، لتبوح بالتغيرات المفاجئة التي تحدث معها، وتلاحظها فتخشى
منها.
ويرافق هذه الظاهرة حساسية عصبية ، ويقظة وتحفز
لكل كلمة، أو حديث يدور حول هذه التغيرات، أو ما يرافقها من الشرح المفصل
والمكشوف؛ في حين يسعى صاحبها جاهداً ليكون الحديث عنها همساً وسراً.
وكما يسعى الإنسان لاختيار ما لذّ وطاب ، من
طعام وشراب ، لإشباع دوافع الجوع والعطش ، بعد استبعاد القبيح منها ، وما حرمه
الله.
فيجب أن يسعى أيضاً للتعقل والتبصر والمقاومة ،
إزاء قدرته ورغبته الجنسية ، وما يفرضه الدين والعادات الاجتماعية السائدة ،
وأحياناً يضعف أمام رغباته ، فيلجأ إلى العادة السرية ، أو الميل إلى الجنس الآخر
، أو ربما من نفس جنسه لإشباع هذه الرغبة.
ونبهنا الرسول o إلى ذلك حينما قال يا معشر
الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه
بالصوم فإنه له وجاءٌ.
وفي هذه الفترة ، يميل المراهق إلى التأمل في
مكونات جسده ، ويقارنها مع أجساد الآخرين ، ويستعرض عضلاته بحجمها وقدرتها ، فتبرز
المنافسة والمبارزة بين الأقران.
وفي حال فاز أحدهم يعتريه الابتهاج ونشوة النصر
، ليكسب مبايعة أقرانه من حوله ، فيشعر بالقيادة ، ونجده يطرح آراءه لتشكيل تكتلات
هو مركزها.
أما في حال الخسارة فإنه يشعر بالنقص والهروب
والانعزال، وربما يلجأ للانضمام إلى فئة أخرى، ليأخذ بثأره و(يكيل الصاع صاعين)
ليعيد اعتباره ومعنوياته التي فقدها أمام زملائه.
كما أنه ينزع إلى الاستقلالية وتحرير ذاته من
قيود وأنظمة المجتمع والأسرة ، التي يصعب اختراقها والخروج عنها.
ويمكن في هذه الفترة أن تقوده أفكاره للثورة على
كل أشكال الاستبداد والتسلط وقهر الشعوب ، فيميل للانضمام إلى الأحزاب التي تحمل
المثل العليا لتحرير هذه الشعوب.
ومن أجل مساعدة المراهق والإمساك بيده للانتقال
من مرحلة الطفولة وصولاً إلى بر أمان النضج والرشد ، يجب على الأهل الانتباه
والحذر في التوجهات التي يوجهون بها أولادهم ؛ على أن تكون إيجابية وبناءة ، وأن
يستمعوا إليه ،ويحسنوا الحوار معه لطرح آرائه.
فيساعد ذلك على كشف توجهاته ، وإصلاح ما عاب
منها ، وتكليفه بتحمل المسؤولية مع الوالدين لقضاء حاجات الأسرة اليومية ، وتأمين
ما يلزم من أدوات وتقنيات راقية ؛ تضمن غزارة المعلومات والوصول إليها بسهولة
ولتحقيق التعلم يلزم ما يلي :
1-
الصبر
وبذل الجهود الكبيرة والمستمرة بالمتابعة اليومية للعلم المراد ترسيخه.
2-
الالتحاق بالدورات التعليمية المختلفة، والتأسيسية المتابِعة لجميع مواد
المنهاج.
3- تعود التكلم باللغة العربية الفصحى ، ونطق
الحروف من مخارجها؛ لتكون واضحة ومفهومة ، ويمكن أيضاً طرح أسئلة وأجوبة باللغة
المراد تعلمها.
4- التدريب على مهارات التركيز والدراسة والحفظ.
5- تعلم فن الاستماع والحوار.
6- رياضة الفكر ونشاطه الذي ينمي التفكير
والإبداع، ومعالجة المواضيع على أساس المنطق والعلم السديد.
7- تنمية الوعي من خلال أفلام ثقافية هادفة
وموجهة.
8- التعلم عن طريق اللعب والمسابقات الثقافية.
9- تعلم مبادئ المعلوماتية لأهميتها في مختلف
نواحي الحياة.
10- تعلم الإسعافات الأولية لضرورتها في الحالات
الطارئة.
وكل هذا يجب أن نعي جانبين أساسيين :
1-
تلقين
العلوم, وهذه مهمة الأستاذ المختص في المدرسة.
2-
متابعة
حل المسائل والتمارين كواجبات مدرسية، وهذه من مهام الأسرة في البيت؛ والإشراف على
تنفيذها ، أو المساعدة من قبل المختصين.
2
- الثقافة الجنسية
لو سئلت لماذا الحديث عن الجنس وهذا التركيز عليه ولماذا هذا الربط القوي
في الرسالة بين الزواج والجنس أو المرأة والجنس أو الرجل والجنس؟
طبعاً جوابه بسيط جداً لأهميته والسبب لتعلق استمرار الحياة فيه وخلافه
تتوقف كل مفاصل الحياة الدنيا.
اذاً : الجنس جزء أساسي من الحياة عموما ومن الحياة الزوجية خصوصا. فأنت
صادفت في حياتك الكثير من الأزواج ومن الزوجات كاد الأمر بين الزوجين أن يصل إلى
الطلاق.
فمثلاً عندما تتاح لك الفرصة للتدخل من أجل الصلح بينهما تجدتهما مستعدين
للحديث عن كل شيء إلا عن سبب الخلاف الأساسي وهو (الجنس).
وتجدتهما يرفضان بشدة سواء كان تلميحا أو تصريحا عن الحديث في هذا
الموضوع لعدة اسباب منها كما في قوله تعالى: ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء
قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا)[4]. وايضاً مجتمعاتنا تعتبر
الحديث عن الجنس يمس شخصية الزوجين.
فينبغي أن نكون على ذكر من أن الله سبحانه وتعالى، وقد أنزل في القران
الكريم من أمور الجنس الكثير مما فيه شواهد تطبيقية على أن ذكر الأمور الجنسية في
مناسبتها لا يتعارض مع الحياء بجهة من الجهات.
وهناك من الشواهد تبين كيف عالج القرآن الكريم في أدب كثيرًا من القضايا التي
لها علاقة بالأعضاء التناسلية أو بالمتعة الجنسية، فقدم بذلك للمسلمين ثقافة جنسية
رصينة.
فهناك فرق بين أن نتحدث عن الجنس بكلام بذيء فاحش وهو ذِكرُ ما يستقبحُ
ذكرُه بألفاظ صريحة.
وبين أن نتحدث عن الجنس بألفاظ مؤدبة يحكمها العلم والدين فهذا ما لا
يجوز أن يناقشه أحد في حِله وجوازه.
وتجد المراهقين والمراهقات يعانون أشد ما يعانون من وطأة الكثير من
الأسئلة والمشاعر. فكيف يتم إعداد الأبناء لاستقبال هذه المرحلة الخطرة من حياتهم
بما تحتويه من متغيرات نفسية وجنسية وفسيولوجية وحتى مظهرية.
وهكذا يستمر الموضوع سرًا غامضًا تتناقله ألسنة المراهقين فيما بينهم،
وهم يستشعرون أنهم بصدد فعل خاطئ يرتكبونه بعيدًا عن أعين رقابة الأسرة.
وفي عالم الأسرار والغموض تنشأ الأفكار والممارسات الخاطئة وتنمو وتتشعب
دون رقيب أو حسيب, ثم يجد الشاب والفتاة نفسيهما فجأة عند الزواج وقد أصبحا في
مواجهة حقيقية.
ويواجه كل من الزوجين الآخر بكل مخزونه من الأفكار والخجل والخوف
والممارسات المغلوطة، ولكن مع الأسف يظل الشيء المشترك بينهما هو الجهل وعدم
المصارحة بالرغبات والاحتياجات التي تحقق الإحصان.
ويضاف لكل ذلك الخوف من الاستفسار عن المشكلة أو طلب المساعدة، وعدم طرق
أبواب المكاشفة بما يجب أن يحدث وكيف يحدث, لأن الجاهلين منا سيقولون للسائل
(عيب.لا يجوز أن تسأل ولا يجوز أن نجيبك)!.
مع الأسف يشارك المجتمع في تفاقم المشكلة وأجهزة الإعلام مساهمة حقيقية
في هذا الاتجاه رغم كل الغثاء والفساد على شاشاتها والذي لا يقدم بالضرورة ثقافة
بقدر ما يقدم صور خليعة.
وإذا أردنا العلاج والإصلاح فمن أين نبدأ ؟.إننا بحاجة إلى رؤية علاجية
خاصة بنا تتناسب مع ثقافتنا الإسلامية حتى لا يقاومها المجتمع وأن نبدأ في بناء
تجربتنا الخاصة.
[1] - ولو قلت : أن
هناك نساء تفضل وترغب ممارسة الجنس مع الرجل أكثر من حصولها على الاطفال ؟ جوابه :
أنه
اولاَ
: لكل قاعدة شواذ وهذا يعتبر من الشواذ.
ثانياَ
: تأمل لو تزوجت أمرأة ولم تنجب اولاداَ ومثلاَ جميع النساء عقيم ستجد ان الحياة
توقفت وأنتهت وهو خير دليل على أن المرأة هي نواة وأساس المجتمع وليس الرجل.
[3] - كتاب المتابعة
علم وفن تأليف : محمد منير لكود تقديم : المربية غازية لكود تدقيق لغوي : ريم لكود
- حسام لكود تنسيق : م.حنان لكود الطبعة الأولى نشر : معهد المحيط للغات والمتابعة
سورية - دمشق - داريا هـ6210393 الجمهورية العربية السورية.