الاثنين، 10 أبريل 2017

المرأة في كلام نهج البلاغة والفرق بين المرأة والزوجة في القران والتباين بين نفسيه المرأة والرجل

بسم الله الرحمن الرحيم

المرأة في كلام نهج البلاغة : مكانة المرأة في الإسلام‌[1] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَo : خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي[2]. وما أكرم النساء إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم يغلبن كل كريم ويغلبهن لئيم.
ومثلهِ عنه o: أنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً[3].
وقال o : اعلمي أيتها المرأة ، وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله[4].
وكان o إذا دخل بيته كان بسَّاماً ضحاكاً ، وقد وصف النساء فقال o: إنهن المؤنسات الغاليات..[5].
وروي عنه o قال : ما من مسلم له بنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه ، أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة[6].
وقَالَ o : مَنْ كَانَ لَهُ ثلاثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثلاثُ أَخَوَاتٍ ، أَوِ ابْنتانِ ، أَوْ أُخْتانِ ، فَأَحْسَنَ صُحْبَتهُنَّ ، وَاتقَى اللَّهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الْجَنة[7] وفي رواية أضافة: فأدبهنَّ ، وأحسن إليهنَّ ، وزَوَّجهنَّ فلهُ الجَنة.
فهذا هو الدين وهذه نظرتهُ فركز الاسلام على المرأة فلقد خاطبة بلاغة وفصاحة أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب A وذكر لبيب بيضون اهميه تربيه المرأة فمن ثمرات كون المرأة عاطفيه، انها تستطيع ان تربي اولادها وتوجههم وتغرس فيهم، ما تشاء من الخير، فاذا احسنا توجيه المرأة منذ الصغر، حصلنا على ينبوع غزير من الطاقات الخيره، التي نستطيع بها ان نبني المجتمع الفاضل.

لذلك شدد النبي o على اهميه تعليم البنت و تربيتها، حتى قالo: (من كانت عنده بنتان، فاحسن تربيتهما وتهذيبهما كفلت له الجنه).
وفي هذا المعنى قال الامام الخمينيu : المرأة نصف المجتمع، ومربيه النصف الاخر وذلك لبيان قيمتها في المجتمع، واهميه تربيتها والعنايه بها.
وفي معناه أفاد سيد الفقهاء الأمام الخوئي u : لا مانع من أن تطرح المرأة رأيهما إذا لم يستلزم محرما من المحرمات[8] وكذلك يجب تعليم المسائل الدينية كفائيا على كل أحد[9].
وقال u ما معناه : جعل الله للمراة كأم لا يمكن للرجل ان يعوض اولاده عن امهم ولو اتى بامراة اخرى ودورها كزوجة في اكمال دين الرجل.
فالرجل ناقص الدين حتى يتزوج فصارت المراة مكملة لدين الرجل وليس العكس فالرجل اذا تزوج سكن وهدأت نفسه وانتج اكثر وكان صالحا اكثر وهنا اكمل دينه[10].
ومن هذه الوجهه نفسر مدى اكرام الام والتوصيه بها. فقد اوصى النبي o كثيرا بالام فقال (الجنه تحت اقدام الامهات) وما ذلك الا لفضلها الكبير على الانسانيه والبشريه، فهي الحامله والوالده والمربيه والمتحمله لصنوف العذاب والالام.
فالإسلام في القرن السابع الميلادي حرر المرأة، ووضع حجر الأساس لذلك، متماشياً مع التطور ضمن قفزات نوعية لا يمكن احتمالها (بالنسبة للناظر لها قبل الاسلام).
فأعطاها الحق السياسي منذ أول يوم للدعوة، وحضرت النساء بيعتي العقبة الأولى والثانية، اللتين تعتبران بمثابة المؤتمر التأسيسي لقيام الدولة الإسلامية في المدينة.
وسمح للمرأة أن تقاتل وتهاجر وتناضل فالنبي o أقام دولته وحكم وفق حدود الله ووفق ما يتناسب مع المجتمع الحضاري مع ظروف التطور التاريخي.
-   الفرق بين المرأة والزوجة في القران
عندما تستقرء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين تلحظ أن لفظ كلمة (زوج) يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها ، بدون أي اختلاف.
فلاحظ القران حينما لم يكن التوافق والإنسجام كامل بينهم ، ولم تكن الزوجية متحقّقة ، فإنه يطلق عليها (امرأة) وليست زوجاً ، كأن يكون أي اختلاف بينهما.
فمن الأمثلة على ذلك كما في قوله تعالى : ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ[11].
وقوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾[12].
وهكذا جعل القرآن السيدة حواء زوجاً لآدم D في قوله تعالى : ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾[13].
وكذلك بهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي J (أزواجاً) له ، في قوله تعالى : ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾[14] على المشهور.
فإذا لم يتحقّق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى (امرأة) وليس (زوجاً).
كما في قول القرآن : (امرأة نوح - امرأة لوط) ولم يقل : زوج نوح أو زوج لوط في قوله تعالى : ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا﴾[15].
مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي ، ولكن كفرهما لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها وهو نبي. فلهذا خي ليست (زوجاً) له ، وإنما هي (امرأة) تحته.
وكذلك بهذا الإعتبار قول القرآن في امرأة فرعون كما في قوله تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ﴾[16].
لأن بينها وبين فرعون مانع من تلك الزوجية ، فهي مؤمنة وهو كافر، ولذلك لم يتحقّق أي إنسجام بينهما ، فهي (امرأته) وليست (زوجته).
وكذلك من روائع تعابير القرآن العظيم في التفريق بين (زوج) و(امرأة) ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا A من أن يرزقه ولداً يرثه . فلقد كانت امرأته عاقر لا تنجب، ورغب هو في آية من الله تعالى، فاستجاب الله له ، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة.
فعندما كانت امرأته عاقراً أطلق القرآن عليها كلمة (امرأة) كما في قوله تعالى على لسان زكريا A: (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا)[17].
وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه ، وسيرزق بغلام ، أعاد الكلام عن عقم امرأته ، فكيف تلد وهي عاقر كما في قوله تعالى : (قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء)[18].
وإطلاق كلمة (امرأة) على زوج زكريا A لأن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها ، بالرغم من أنه نبي ، وامرأته كانت مؤمنة صالحة، وكانا على الوفاق التامّ من كل النواحي.
ولكن عدم هذا التوافق والإنسجام التامّ بينهم سببه عدم إنجاب امرأته ، والهدف (النسلي) من الزواج هو النسل والذرية ، فإذا وُجد المانع البيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب. اذا : إن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة.
ولأن امرأة زكريا A عاقر ، فالزوجية بينهم لم تتمّ بصورة متكاملة، ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة (امرأة).
فبعدما زال مانع هذا الحمل ، وأصلحها الله تعالى ثم ولدت لزكريا A ابنه يحيى A فإن القرآن لم يطلق عليها لفظ (امرأة) وإنما أطلق عليها كلمة (زوج).
لأن الزوجية تحقّقت بينهم في أتمّ صورة كما في قوله تعالى : (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ)[19].
فلاحظ أن امرأة زكريا A قبل ولادتها يحيى A هي (امرأة) زكريا A في القرآن ، لكنها بعد ولادتها يحيى A هي (زوج) وليست مجرّد امرأته .
وبهذا تعرف الفرق من القران بين (زوج وامرأة) في التعبير القرآني العظيم ، وأنهما ليسا مترادفين. كما في قوله تعالى : ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾[20].
التباين بين نفسيه المرأة والرجل
ويذكر علم النفس فرقا بينا بين نفسيه الرجل ونفسيه المرأة، فقد بينت الدراسات ان نفسيه الرجل (فاعليه) بينما نفسيه المرأة (انفعاليه).
وهذا يفسر رغبه الرجل في الاعتداء على غيره، بينما يفسر رغبه المرأة في العيش في ظل رجل يؤمن حمايتها وسعادتها.
ولذلك وجد ان اغلب جرائم الرجال هي القتل والسرقه والاعتداء والبطش، بينما اغلب جرائم النساء هي الزنا (اعوذ بالله).
حينما نقول الإنسان الحر، نحلم أن نصل إلى رفع كل أشكال الطغيان عن مكونات المجتمع، الرجل والمرأة بشكل عام، ومعالجة وضع المرأة بشكل خاص، فالمرأة تعاني ما يعانيه الرجل، مضافاً إليه اضطهاد المجتمع بتقاليده وأعرافه.
فلا يمكن حل مشاكل المرأة المعاصرة إلا من خلال فهم نظرة الإسلام لها، ضمن رؤية معاصرة تنطلق من كون هذا الدين عالمي وصالح لكل زمان ومكان.
فبالرغم من تكريم الإسلام للمرأة، إلا أنه لا يخفى على أحد كيف كرس فقه أهل السنة موروث قد أوجد وضعاً مهيناً لها يناسب مجتمعات ذكورية تسودها الروح القبلية والعشائرية.
فالمرأة وفق فقه صحاح أهل السنة متاع مع الأشياء والحيوانات، وناقصة عقلٍ ودين، تحتاج لولي يزوجها ومحرم يسافر معها، باعتبارها ضلع قاصر لا تستطيع تولي أمور حياتها.
ضمن نظرة دونية بعيدة كل البعد عما جاء في التنزيل الحكيم، نظرة تقدم الحجج الجاهزة لكل من يتهم الإسلام بالتخلف والرجعية، وتعطي مسوغاً لظلم النساء حتى من أنفسهن.
أما إذا نظرنا إلى وضع المرأة في التنزيل الحكيم، فنجد نظرة مختلفة تماماً، حيث ساوى الله تعالى بين الذكر والأنثى على المستوى الإنساني العاقل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[21].
وعلى المستوى البشري الفيزيولوجي ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى)[22] وخاطب المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات دون أفضلية لأحد الطرفين.
فإما بشكلٍ عام ( يا أيها الناس ) و( يا أيها الذين آمنوا ) أو بشكلٍ خاص
( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)[23].
وفي حوار امرأة عمران مع ربها جملة أوضح من أن يختلف فيها اثنان ( فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ)[24].
ففي اللغة العربية المشبه به أفضل من المشبه في مجال التشبيه، سواء كان قول ( وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ) على لسان الله تعالى أم على لسان امرأة عمران، فيمكننا أن نفهم من هذا أن هناك جوانب معينة الأنثى أفضل من الذكر.
ونتيجة لفهم خاطئ لمعنى لفظة (النساء) في الآية (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)[25].
جرى اعتبار المرأة (متاعاً) و(المتاع) هو ما ينتفع به من الأشياء، بينما لا يمكن اعتبار أن (النساء) هنا تعني أزواج الرجال، لأن الخطاب موجه للناس ذكوراً وإناثاً.
و(نساء) من (النسيء) وهو التأخير، كقوله ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ)[26] والناس قاطبة تحب الجديد من الأشياء كـ(الموضة) وهذه الرغبة التي هي بمستوى الشهوة التي تحرك التقدم الذي يخضع للتجديد.
وفي حين تكرست المرأة في الوعي الجمعي كمتاع وموضع شهوة، نرى التنزيل الحكيم يعبر بمنتهى الرقي عن العلاقة بين الرجل والمرأة (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ)[27].
والزواج علاقة متبادلة من السكينة والمودة والرحمة (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[28].
وهو ميثاق غليظ تأخذه المرأة من الرجل أمام الله فلا ينقضه ( وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً* وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً)[29].
والتعددية لها شروطها ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا)[30].
وأما القوامة، فيتكئ المجتمع عليها وهي قوله تعالى:
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً)[31].
والمرأة الصالحة هي من تحفظ كرامة من تحت قوامتها، سواء كان أخ أم أب أم ابن أم زوج، فإن تجبرت واستبدت بالأسرة يمكن نصحها، وإن كانت زوجة هناك اساليب مثل قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ)[32].
أو استخدم أفعالاً أخرى من الآية التي تلي آية القوامة (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً)[33].
ولأن الزواج ميثاق، فإن فكه بيد الطرفين، وليس أحدهما فقط، وعبر التنزيل الحكيم عن ذلك بدقة، فإن أراد الرجل الطلاق فعليه التزام المعروف (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[34].
 وكما يحق للرجل يحق للمرأة (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً)[35].



[1] - مثلاَ : أحصائية لسنة واحدة كسنة 1990كان مبلغ 164 مليار دولار ميزانية التنصير في العالم 24580  عدد المنظمات التنصيرية في العالم  منها 20700 منظمة في مجال الخدمة و3880 منظمة تبعث منصرين متخصصين في مجالات التنصير والإغاثة98720  معهدا تنصيريا 273770 عدد المنصرين المتفرغين للعمل خارج إطار المجتمع النصراني.
و1900 إذاعة تبث إلى أكثر من 100 دولة وبلغاتها أكثر من 150 مليار دولار مجموع التبرعات التي حصل عليها المنصرون خلال عام واحد - كتاب التنصير – د. علي النملة.
[2] - أخرجه الترمذي وابن ماجه والدارمي
[3] - ابن عساكر عن علي ، انظر الجامع الصغير
[4] - أخرجه البيهقي عن أسماء بنت يزيد الأنصارية
[5] - حديث 17837 - حديث عقبة بن عامر الجهنى - مسند أحمد.
[6] - سنن ابن ماجه ( 3801)
[7] - أخرجه الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه
[8] - صراط النجاة - استفتاءات لآية الله العظمى الخوئيu مع تعليقة لاية الله العظمى التبريزيu ط1 : الجمهورية الاسلامية الايرانية – سؤال رقم 897
[9] - كتاب : صراط النجاة - استفتاءات لآية الله العظمى الخوئيu مع تعليقة وملحق لاية الله العظمى التبريزيu الطبعة :الاولى في الجمهورية الاسلامية الايرانية – سؤال 867
[10] - هذا المعنى تجده في مؤلفاته u حينما تستخلص معاني كلماتهِ الشريفة.
[11] - سورة الروم 21
[12] - سورة الفرقان 74
[13] - سورة البقرة 35
[14] - سورة الاحزاب 6
[15] - سورة التحريم 5
[16] - سورة التحريم 11
[17] - سورة مريم 5
[18] - سورة مريم 8
[19] - سورة الانبياء 89
[20] - سورة النساء 82
[21] - سورة الحجرات 13
[22] - سورة النجم 45
[23] - سورة الاحزاب 35
[24] - سورة ال عمران 36
[25] - سورة ال عمران 14
[26] - سورة التوبة 37
[27] - سورة البقرة 187
[28] - سورة الروم 21
[29] - سورة النساء 20 - 21
[30] - سورة النساء 3
[31] - سورة النساء 34
[32] - سورة النساء 94
[33] - سورة النساء 35
[34] - سورة النساء 231
[35] - سورة الطلاق 2