الاثنين، 10 أبريل 2017

اهتمام المرأة بالمظهر والسمعه الحب والكره والكيد والمكر

بسم الله الرحمن الرحيم

اهتمام المرأة بالمظهر والسمعه الحب والكره والكيد والمكر

بعض مظاهر نفسية المرأة : سوف نستعرض فيما يلى بعض مظاهر نفسيه المرأة مثل الرقه والرحمه والمساواة.
فالمرأة تتميز عن الرجل بعطفها وحنانها، ورقه عواطفها ورهف احاسيسها، وشده تاثرها وسرعه انفعالها، كما انها تتميز بصبرها وجلدها وقوه تحملها.
وهذه الخصال الرفيعه تتناسب مع وظيفتها بالحياه فتربيه الطفل تحتاج الى الرقه والحنان والعطف والرحمه، كما تحتاج الى الصبر والتجلد والتحمل.
واما الرجل فيتميز بقسوته وعنفوانه وجبروته وبطشه، ول
ذلك قال القران في صفه الرجال بقوله تعالى: (واذا بطشتم بطشتم جبارين).
كما يتميز بحزمه وعزمه وشجاعته ورباطه جأشه. وهذه الخصال تفرضها عليه طبيعه المهمه التي اوكلت به، وهي تامين حاجات الاسره وحمايتها من الخارج.
واعطى الله تعالى المرأة ايضا خصالا تناسب حاجات الاسره والتربيه، منها النظافه والاناقه وحب الترتيب، فتجد هذه الصفات مطبوعه في فطره اغلب النساء.
والرجل بخشونته وقسوة الطبع عنده وقله رحمته، يحب المرأة التي تعوضه بعض ذلك برقتها ووداعتها ورحمتها. فيجد فيها فيض الحنان والحب، الذي يمتن بينهما اواصر الزوجيه، ويجعلهم ينجبان اولاد طيبين.

والمساواة في الثواب والعقاب لقوله تعالى:
( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[1].
لو أن الله سبحانه وتعالى قال : إن المسلمين والمؤمنين والقانتين والصادقين والصابرين والخاشعين إلى آخر الآية لكانت هذه الآية تشمل كذلك الرجال والنساء.
ولكن الله أراد أن يؤكد ويبين ويزيل اللبس من أن المرأة مثل الرجل مساوية له تماماً في التكاليف الشرعية ، في أصول وفروع الدين.
وقوله تعالى: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)[2].
وقال تعالى : ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[3].
وقال سبحانه : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)[4].
والمساواة في حق الحياة فلقد بقوله تعالى : ( وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ)[5]. واجماع على أن الرجل يُقتل بقتل المرأة ، فكرامتها من كرامته، والعكس كرامته من كرامتها.
والمساواة في التشريف فلقد جعل الذين يرمون المحصنات الغافلات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء جعل قصاصهم من أن يُجلدوا ثمانين جلدة ، وألا تُقبل لهم شهادة أبداً.
حتى لو تابوا لابد من أن يُجلدوا ثمانين جلدة ، فعقاب الدنيا لا يسقط بالتوبة ، لذلك جاء في الأثر قذف محصنة يهدم عمل مئة سنة.
ومن أهم الأدلة على المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[6].

فجعل التفاضل بين كل الناس سواء كانوا رجالاً أم نساءً ، ابيض أو اسود ، عرب أو عجم بالتقوى وحدها.
وكذلك المرأة مساوية للرجل تماماً في الأقارير (أي جمع إقرار) ، والعقود والتصرفات.
يعني بإمكانها أن تشتري ، وأن تبيع ، وأن تقرَّ بيعاً أو شراءً ، فالبر ، والصدقة ، والدين ، والوقف ، والبيع ، والشراء والكفالة ، والوكالة كلها ، المرأة فيها مساوية للرجل بالتمام والكمال.
فلماذا لم ينزل الله سبحانه وتعالى سورة الرجال وحدهم؟.
إن الله سبحانه وتعالى بحكمته خاطب الرجال في أغلب الآيات والسبب لأن اللغة العربية تقتضي تغليب الذكر في الخطاب.
وراجِع كتب اللغة لتجد أن جميع الخطابات التي كانت موجهة للنساء والرجال على حد سواء تأتي فيها صيغة المذكر بشكل كبير فهل معنى هذا أن النساء غير معنيات بالأمر؟.
وإن كان هذا الأشكال تام وصحيح فيجب على الجن أن يعترضوا لأن أغلب آيات القرآن تقول ( يا أيها الناس... ) ولم تأتِ ( يا معشر الجن والإنس..) إلا في آيات قليلة.
وأشارت البحوث العلمية إلى أّن العاطفة هي السمة الأساسية التي تتسم بها نفس حواء فمن سمات الأنثى النفسية والعقلية[7] هي:
1- القدرة على التأثير بالإيحاء.
2- سرعة الاستجابة للدوافع. ويعتبر الدافع مؤشر قوي يدفع الكائن الحي إلى القيام بسلوك يرمي إلى تحقيق غرض محدد.
3- سرعة التأثر العاطفي.
4- الرغبة في التنوع.
5- الحساسية والمرونة. وتظهر على كثير من بنات حواء مظاهر النشاط والصحة والمرح والابتهاج، ولكن تنتابهنّ مشاعر الضيق والانقباض في أثناء فترة الحيض مثل العصبية وعدم الانسجام وسرعة التهيج والحساسية المرهفة وكثرة تقلب المزاج.

6- التماس حواء لعون الرجل وحمايته.
7- سمة التقبلية. فمن الناحية الوجدانية تميل المرأة إلى أن تكون الموضوع المعشوق الذي يحظى بالإعجاب فلها الميل الفطري للتزين وأن تكون على أجمل صورة وأبهى منظر لغرض الوصول الى غايتها (عشق - حب).
8 - سمة الحدس والإلهام.
9 - سمة الاحتواء والرعاية. وتظهر سمة الاحتواء عند المرأة فسيولوجياً في عملية الحمل ، ثم في احتضان الطفل.
10 -  الأمومة وهي الغريزة الفطرية المحورية التي تتمركز حولها حياة الأنثى منذ الصبا إلى الشيخوخة[8].
الاهتمام بالمظهر والسمعه
لاحظ ان المرأة تهتم بالمظهر اكثر من الرجل، الذي يهتم بالجوهر. فاذا راقبت اهتمامات المرأة، تجد انها مهما بلغت من العلم والفهم، فهي مسيرتها الاهتمام بالاشكال والمظاهر، مما نسميه زينه الحياه الدنيا.
وغرس الله سبحانه هذه الخاصه في المرأة، لتكون المرأة اكثر جاذبية للرجل، لكي يتمتع بزينتها وجمالها، ويشم رائحتها وعبقها، فتسره اذا نظر اليها، وتجنبه النظر الى غيرها.
وهو مصداق قول الإمام علي A: (المرأة ريحانه وليست بقهرمانه) والقهرمان هو الذي يحكم في الامور ويتصرف فيها برايه.
فالأمام A لا يرغب ان تنصرف المرأة للانشغال بتصريف الامور العامه، فهو مما يمنعها عن مزاوله وظيفتها الاساسيه، وهي ان تظل في بيتها ريحانه لهم وراعيه لاولادها.
وبما ان المرأة عاطفيه، فانها قد تنساق وراء هذه المظاهر، ولا تتحرج لاشباع تلك الرغبه من التساهل في اوامر الشرع، فتستخدم تلك الغريزه بغير محلها الصحيح فبدل ان تتزين لزوجها.
فانها تقوم بعرض مفاتنها امام الغرباء في الازقه والطرقات، ولا تخفى مفاسد هذا التصرف في اشاعه الفحشاء والمنكر في المجتمع.
واما من ناحيه السمعه، فقد وجد ان المرأة تحاول المحافظه على سمعتها بين الناس، فهي ان فعلت منكر تفعله بالخفاء بعيدا عن اعين الناس، حتى لا يفتضح امرها وتهدر كرامتها.
اما الرجل فهو حين يفسق لا يتورع ولا يهتم عن ذكر ذلك امام الناس، وربما تفاخر بفعل ذلك، بدون ان يبالى بسمعته وشهرته. وهناك بعض صفات المؤمنات الممدوحات مع أزواجهن منها:
أ - صالحات بعمل الخير والإحسان إلى الأزواج.
ب - مطيعات لأزواجهنَّ فيما لا يسخط الله .
ج - محافظات على أنفسهم في غيبة أزواجهنَّ .
د - محافظات على ما خلفهُ الأزواج من أموال .
هـ - لا يرين أزواجهنَّ إلا ما يسرهم من طلاقة الوجه وحسن المظهر وتسلية الزوج.
وحسن المظهر والهيئة هو من التجمل ويعتبر أمر فطري عند الإنسان فمبدأ التجمل هو للرجال والنساء وكذلك السمت الحسن فقيل للنبي o إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنةً.
قال o : إن الله جميل يحب الجمال. ومثله قال o خيرالنساء من تسُرّك إذا أبصرت.
ولا يعني حسن المظهر أن تكون المرأة جميلة حسناء ، لأن الجمال يعتبر أمر نسبي ، وجمال المرأة هو دينها وحسن خلقها وأدبها ، والمرأة الحكيمة هي التي تتفنن في كيفية إظهار جمالها لزوجها.
وهذا ليس معناه منع الرجل من ان يتزوج بامرأة جميلة إذا كانت على خلق ودين ، فقد قال الرسول o: تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.
الحب والكره
ان المرأة بدافع عاطفتها الشديده، اذا احبت انسانا احبته فوق التصور، و اذا ابغضته فانها لا تنسى بغضها له.
وفي ذلك يقول الامام A: المرأة تكتم الحب اربعين سنه، ولا تكتم البغض ساعه واحده[9].
ومن امثله الصنف الاول حب خديجه B للنبي o وحب فاطمه الزهراء B للامام علي A.
ومن امثلة الصنف الثاني بغض السيدة عائشة للامام علي A لاسباب لا مجال لذكرها هنا، حتى ان ايمانها لم يمنعها بدافع ذلك الكره من ان تحارب الامام عليا A فيذهب بجريرتها خمسه عشر الفا من الضحايا المسلمين وذلك في موقعه الجمل التي جرت قرب البصره.
مخالفه بذلك امر خالق الاكوان في محكم القرآن، حين امرها بملازمه بيتها وعدم التدخل في امور السياسه، وذلك في قوله تعالى مخاطبا نساء النبي o خاصه حيث يقول (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهليه الاولى، واطعن الله و رسوله)[10].
أي ان خروج زوجه النبي o من بيتها هو مخالفه لامر الله وعدم طاعه للرسول o. وقد نظم هذا المعنى الشيخ كاظم الأزري في قصيدته المشهوره فقال:
حفظت اربعين الف حديث * ومن الذكر آية تنساها
وفي المقابل تجد المرأة هي المظهر الصادق[11]، والنموذج الرائع، للفرد الذي يتسامى على وسائل الترهيب، وأساليب الخداع، في ذلك الجو الحالك.
إنها (طوعة) Iالسيدة المؤمنة الواعية، التي احتضنت ممثل الثورة مسلم بن عقيل A حين تفرّق الناس عنه.
وحمت القائد وآوته حين تقاذفته سكك الكوفة وشوارعها فتفوقت بعملها البطولي وموقفها الثوري على جميع رجال مجتمعها الجبناء الخانعين.
واليوم المرأة تعيش الإهانة والاحتقار لان إنسانيتها محل نقاش وموضع جدال، ما كان يتأنى لها بالطبع أن تساهم في تسيير الحياة الاجتماعية، وما كان يمكنها أن تلعب دوراً ما في أحداث عصرها ومجتمعها.
وكيف يمكنها أن تؤدي أي دور وهي تعيش على هامش الحياة، وينظر إليها بازدراء واحتقار! جعلها هي الأخرى تفقد الثقة بنفسها، وترضى بواقعها البغيض.
إن أراءها تعتبر ناقصة، وتحركاتها مشبوهة، وكلماتها تافهة، وما عليها إلا أن تقبل ما يجري وتخضع لما يحدث.
وباختصار: كانت عضواً مشلولاً في المجتمع وطاقة مهملة في الحياة.
ويراد للمرأة أن توجه اهتمامها نحو موديلات الأزياء وتفكر في حفلات الرقص والغناء وتفتش عن أبطال الحب والعشق وتعرض نفسها على شباب المراهقة وتبحث عن مغامرات الجنس.
هذه المرأة هل تستطيع بعد ذلك أن تمارس دوراً اجتماعياً خطيراً، أو تشارك في صنع أحداث الحياة؟
الكيد والمكر
الكيد هو اراده مضره الغير بشكل خفي عن طريق المكر والحيله والخديعة.
والمرأة السيئه تكيد للرجل لتغويه، كما يكيد الشيطان لبنى الانسان. ومن ابرز امثله القرآن على ذلك كيد امرأه العزيز ليوسف A الذي ظل صامدا بتاييد ربه، وفضل السجن على ارتكاب الفاحشه.
وذلك مصداق قوله تعالى على لسان العزيز: (فلما راى قميصه قد من دبر قال انه من كيد كن، ان كيد كن عظيم)[12] وقوله على لسان يوسف A قال:
(رب السجن احب الى مما يدعوننى اليه، وإلا تصرف عنى كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم)[13].
وكذلك كيد المرأة للمرأة اذا تعارضت مصالح احداهما مع الاخرى، وغالبا ما يحدث ذلك بدافع الغيره.
وعندها تصبح المرأة شرا، على الرغم من حاجه الرجل والوجود البشرى اليها فنسب اليه A قال: (المرأة شر كلها، وشر ما فيها انه لابد منها).
وهو قول غير مقبول قط، لا من منطق الإسلام، ولا من نصوصه. كيف والقرآن الكريم يقرن المسلمات بالمسلمين، والمؤمنات بالمؤمنين والقانتات بالقانتين، إلى آخر ما هو معلوم من كتاب الله تعالى.
والتفسير الصحيح لرواية: المرأة شرّ كلها.. مرفوض.
والله تعالى القائل ( ولقد كرمنا بني آدم)[14] فهذا التكريم الإلهي ليس مختص بالرجل وحده بل هو شامل لكل بني آدم من المرأة والرجل.
ولهذا.. فإننا نرفض كل الروايات التي تقلل من شأن المرأة وإنسانيتها، كما نرفض الروايات التي تحط من شأن بعض الأقوام والأعراق.
ونعتقد: أن المعصوم لا يصدر عنه أمثال هذه الروايات المخالفة للقرآن الكريم.
فمن الروايات التي تحطّ من شأن المرأة ما نسب إلى أمير المؤمنينA أنه قال: (المرأة شرّ كلّها، وشرّ ما فيها: أنه لا بدّ منها). فإننا نشك أن هذه الكلمة للإمام علي A... وذلك..
ان الإمام علي وسائر الأئمة Dأن الإنسان لم يخلق شريراً في أصل خلقته.
وأن عنصر الإغراء لا يصلح تفسيراً لهذه الكلمة، لأن الرجال يمثلون عنصر إغراء للمرأة. ولو سلمنا بأن عنصر الإغراء شرّ، فلما يطلق الحكم بهذه السعة، فإن الإغراء ليس هو كل عناصر شخصية المرأة[15].
ويمكن حصر بعض الأخطاء التي يكثر وقوعها في الحوارات الأسرية فمن خلال تلك الحوارات التي تجري داخل البيوت يجد المرء أخطاء كثيرة، تذهب بفائدة الحوار وتبطل أثره في النفوس[16].
بل وربما جلبت الشقاق والنزاع والخلاف وأورثت البغض والحقد والكراهية، ومن هذه الأخطاء:
1- الحوار في ظروف غير مناسبة:
لكي يكون الحوار مؤثراً في النفوس، ومحققاً للأهداف التي يراد الوصول إليها، لا بد أن يتحين المرء الأوقات الملائمة، والأمكنة المناسبة، فلكل مقام مقال وعلى سبيل المثال:
تخطئ الزوجة التي تفتح باب الحوار (بل باب المشاجرة) مع زوجها وهو غضبان؛ ولذلك قال أحد الرجال قديما يوصي زوجته:
خذي العفومني تستديمي مــــــــــــــــــــــــودتي*ولاتنطقي في سورتي حين أغضب
ولا تنقريني نـــــــقرك الــــدف مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة*فإنك لا تدرين كيف المغـــــــــــــــــــــــــــيب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى*ويأباك قلبي والقلوب تقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلب
فإني وجدت الحب في القلب والأذى*إذااجتمعا لم يلبث الحب يذهب
ولما دخل أبو الدرداء على زوجته قال لها: إذا رأيتني غضباناً فرضيني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لا نعيش بعد اليوم أبداً!
وتخطئ الزوجة التي تفتح مع زوجها حواراً تطلب منه أشياء تريدها عند دخوله للبيت بعد فترة غياب في العمل لا تدري كيف قضاها الزوج!
ويخطئ الزوج الذي فتح باب الحوار لتقويم زوجته أمام الأهل والأولاد والأقرباء.
2- الاستئثار بالكلام:
هناك بعض الأزواج لا يدع مجالاً للمحاورة داخل الأسرة، سواء كانت زوجة أو بنتاً أو أختاً إما لعرف خاطئ أو لتكبر في نفسه واعتداد بذاته وغرور برأيه. وإما لاحتقار واستصغار للمقابل.
ويتولد عن هذا الخطأ: البغض أو الكره للزوج أو العزلة عنه أو عدم القناعة بما يمليه عليهم، فإذا حضر الزوج التزم أهل البيت - على مضض- بما يريد وإذا خرج عادوا إلى ما يريدون بعد أن يحمدوا الله على خروجه!.
فدع أهل بيتك يعبرون عن آرائهم بصراحة في حواراتهم معك، وأحط هذه الصراحة بسور من أدب الحديث الذي أجبنا به الإسلام، وها هو سيد البشر o يسمح لزوجاته أن يراجعنه في القول فتدلي كل واحدة منهن برأيها وتعبر عما في صدرها بل وتدافع عن نفسها، فليس هو وحده الذي يتكلم في البيت.
3- عدم ضبط النفس عند الحوار:
وله مظاهر عديدة وصورة كثيرة فمنها بعض الأزواج ما إن تحاوره زوجته حتى يحمر وجهه وتنتفخ أوداجه، ويعلو صوته حتى يسمعه الجيران فضلاً عن الأولاد.
فصدره ضيق لا يتسع لأحد ولو كان أقرب الناس إليه فما أعظمها من وصية تلك التي أوصى لقمان بها ابنه وهو يقول: (واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)[17].
وقد قيل قديماً إن كثرة صخب الرجل دليل على حماقته وقلة عقله. وإذا كان ارتفاع الصوت في غير موضعه من الرجال قبيحاً فهو من النساء أقبح وأشنع.
وروي أنه أغلظ أبو بكر لعائشة عندما سمعها ترفع صوتها على النبي o حيث جاء للنبي o فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله o فاذن له، فدخل. فقال لها: يا إبنة أم رومان!
الكلمات الجارحة والعبارات البذيئة:
فإن من الناس من لم تستقم ألسنتهم على هدي القرآن وسنة سيد الأنامo وأهل بيته الاطهارD فألسنتهم كالحصان الجموح، إذا تكلموا شتموا، وإذا تحدثوا سبوا، وإذا تحاوروا لعنو.
ولعل للنساء من هذا حظاً كبيراً لا سيما إذا كان الطرف الآخر في الحوار أحد الأبناء فتسمع من اللعن والسب ما يصخ مسامعك، ولهذا قال الرسول o معللاً سبب كثرة النساء في النار بـ(تكثرن اللعن، وتكفرن العشير).
الأحكام القاسية والعقوبات الجائرة:
بعض الرجال ينهي حواره - أحياناً - بأحكام قاسية على زوجته وأبنائه، بل قد يصل به الحوار إلى الطلاق فيعض أصابع الندم حسرة على استعجاله بعد أن يرى بيته وقد تهدم بناؤه، وقوضت أركانه فالأطفال مع أمهم أو عند جدتهم أو عند الخادمة!.
والتي كانت زوجته بالأمس رحلت إلى بيت أهلها، وظل هو في بيته فلم يعد يسمع تلك الأصوات التي كانت تملأ البيت حياة وأنس والتي طالما استأنس بسماعها دون أن يشعر بقيمتها.
وكم رأيت من أمثال هؤلاء يقول الواحد منهم - بعد فوات الأوان - وهو يفرك يديه النادمة: هل لي من رجعة إلى زوجتي؟!
أتبكي على لبنى وأنت قتلتها * فقد ذهبت لبنى فما أنت فاعل
وهناك من النساء من تسلك مثل هذا المسلك فتختم بعض حواراتها مع زوجها بـ( وإلا سأذهب إلى بيت أهلي.. أو وإلا طلقني! أو وإلا....).
يا أمة الله يقول الرسول J ايما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة.
أيها الأزواج، طهروا حواراتكم من هذه الأساليب فإن عاقبتها مرة!.
4- عدم الاعتراف بالخطأ:
فالإنسان يخطئ بأستثناء المعصومين الاربعة عشر والانبياء D وكما قال الرسول o كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
 وقد يعمل المرء عملاً يرى صوابه ثم يحاوره آخر فيتبين له خطأ ما فعل والمسلم أواب تواب، يرى أن الرجوع إلى الحق خير له من التمادي في الباطل، فلا تتحرج إذا حاورتك زوجتك في قضية ترى أن الحق لم يحالفك فيها أن تقول لها: لقد أخطأت!.
وهناك الكثير من النماذج لحوارات أسرية فلقد عرضها القرآن الكريم تجلى فيها أدب الحوار الاسري، ومعالم الخطاب التربوي الذي يؤصل في النفوس حقيقة الإيمان وأخلاق القرآن.



[1] - سورة النساء 35
[2] - سورة النحل 97
[3] - سورة المائدة 38
[4] - سورة النور 2
[5] - سورة التكوير 8
[6] - سورة الحجرات 13
[7] - انظر : ( النوع الاجتماعي ) الجندر : سيما عدنان أبو رموز - إشراف : الدكتور مصطفى أبو صوي - القدس- فلسطين.
[8] - راجع : محمد عثمان الخشت وليس الذكر كالأنثى، ص 59-70 وكذلك : الدكتور محمد وصفي الرجل والمرأة في الإسلام، تقديم محمد عبد الله السمان، خرّج أحاديثة محمد صدّيق المنشاوي الوهاجي ص 44-58 القاهرة، دار الفضيلة.
[9] - الحكمه 228 الملحقه بآخر تفسير ابن أبي الحديد
[10] - سورة الاحزاب 34
[11] - راجع : مسئولية المرأة الشيخ حسن الصفار
[12] - سورة يوسف الاية 28
[13] - سورة يوسف الاية 33 - 34
[14] - سورة الاسراء 70
[15] - كتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ج5 ص36
[16] - راجع : كتاب : حوارات أسرية  تأليف : مازن بن عبد الكريم الفريح / السعودية الرياض: 11652/ ص.ب87782
[17] - سورة لقمان الاية 19