بسم الله الرحمن الرحيم
موقف الإسلام رجعي من المرأة
التحفظ في اطاعه النساء : عقب الامام علي بن ابي طالب بقوله A: (فاتقوا شرار النساء، وكونوا من خيارهن على
حذر ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر).
وهو بيان واضح من ان النساء لسن بصفه واحده، فمنهن الصالحات وهن
المومنات، ومنهن الشريرات وهن الفاسقات والكافرات.
وعلى المؤمن ان يجتنب النساء الشريرات، ولا يستسلم للنساء الصالحات، بل
يكون حذرا من الإنزلاق للحرام.
واذا كن صالحات فلا يطيعهن في كل شى ء، لان اطاعتهن في كل مطلب يشجعهن
على التمادي في الطلب، حتى يطلبن المنكر.
فنظره الإمام علي A هي عين نظره الاسلام، ونفس
نظرة النبيo فهو الذي تربى في احضانهo وزقه العلم زقا، حتى اصبح باب مدينه العلم.
واضافة لعلمه الرحيب، فقد تبدى ذلك العلم في اعماله وافعاله، حتى اصبح
القدوة الرائدة للمسلمين، فسمى لذلك الامامA، دون غيره من الانام.
فتمثل الاسلام في شخصهA وفكره نموذجا حيا صادقا، كما
تمثل هوA في ضمير الاسلام والمسلمين
امام هادي وهو علياA.
ولا عجب في ذلك، فالامام A هو القرآن الناطق في مقابل
القرآن الصامت، وهو احد الثقلين مع القرآن، اللذين لن يفترقا حتى تقوم الساعه،
مصداقا لقول النبيo في حديث الثقلين:
( واني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى ابدا، الثقلين: كتاب
الله عزوجل وعترتي اهل بيتي فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتزهقوا، ولا
تعلموهم فانهم اعلم منكم. وان اللطيف الخبير اخبرنى انهما لن يفترقا حتى يردا على
الحوض. فانظروا كيف تخلفونى فيهما).
ثم اخذo بيد علي A فرفعها فقال:
( هذا عليA مع القرآن، و القرآن مع عليA، لا يفترقان حتى يردا على الحوض).
فمثلاَ كون زوجتك حديثة عهد بالزواج فهي لا تزال مرتبطة مع أمها بعلاقات
ما قبل الزواج؛ ولذا فهي تقدم طاعة أمها على طاعتك ورأيها على رأيك[1].
وهي بهذا تجهل ما ينبغي أن تكون عليه المرأة مع زوجها من طاعة بالمعروف
وتقديم لحاجته ورأيه على حاجة أمها أو أبيها.
وهنا دورك أيها الزوج في مناصحتها وتعليمها حقوق الزوج على زوجته، وتوضح
لها الآثار التي تترتب على تدخل أمها في كل صغيرة وكبيرة في حياتكما الأسرية.
لا سيما إذا تعارض بعض آرائها مع وضعك المادي أو المعاشي وحتى تعرف زوجتك
هذه الأمور وتتأقلم معها يحتاج منك إلى صبر وروية وحسن عشرة حتى تقوى أواصر المحبة
والألفة بينكما، فالمحبة من أكبر دواعي الطاعة والمتابعة.
موقف الإسلام رجعي من المرأة
ولو قيل لك ألا توافقني أن الاسلام كان موقفه رجعي مع المرأة؟ مثل تعدد
الزوجات وبقاء المرأة في البيت والحجاب والطلاق بيد الرجل والضرب والهجر في
المضاجع وحكاية ما ملكت أيمانكم والرجال قوامون على النساء ونصيب الرجل المضاعف في
الميراث وغيرها.
وللاجابة نبدأ من قبل للإسلام وأظنك تعرف أن الإسلام جاء على جاهلية ,
والبنت التي تولد نصيبها الوأد والدفن في الرمل , والرجل يتزوج العشرة والعشرين
ويكره جواريه على البغاء ويقبض هو الثمن.
فكان ما جاء به اللإسلام من إباحة الزواج بأربع تقييدا وليس تعديدا. وكان
إنقاذ للمرأة من العار والموت والاستعباد والمذلة.
وهل المرأة الآن في أوروبا هي أسعد حالا في هذا الإنحلال الشائع هناك
وتعدد العشيقات الذي أصبح واقع الأمر في أغلب الزيجات أليس أكرم للمرأة أن تكون
زوجة ثابتة لمن تحب.
لها حقوق الزوجة واحترامها من أن تكون عشيقة في السر تختلس من وراء
الجدران.
ومع ذلك فالإسلام جعل من التعدد إباحة شبه معطلة وذلك بأن شرط شرط صعب
التحقيق وهو العدل بين النساء كما قوله تعالى: (وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) (ولن
تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ).
فنفى قدرة العدل حتى عن الحريص
فلم يبق إلا من هو أكثر من حريص وقد أخصها بهم فقط.
أما البقاء في البيوت فهو أمر وارد لزوجات النبيo باعتبارهن مثل عالي ليس لهن
بل لمكانته هوo.
وكرم الإسلام المرأة إنسانًا حينما اعتبرها مكلفة مسئولة كاملة المسئولية
والأهلية مثل الرجل، مَجْزِيَّة بالثواب والعقاب مثله، حتى إن أول تكليف إلهي صدر للإنسان
كان للرجل والمرأة سوياً حيث قال الله للإنسان الأول (آدم وزوجه):
(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا
مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا
مِنَ الظَّالِمِينَ)[2].
فأن الإسلام ليس في نصوصه الثابتة من القرآن الكريم أو السنة الصحيحة نص
يُحَمِّل المرأة تبعة إخراج آدم A من الجنة، وشقاء ذريته من
بعده، كما ذكروا ذلك في (أسفار العهد القديم).
بل القرآن أكد أن آدم هو المسئول الأول ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ
مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)[3] (فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ
لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ
وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ
وَهَدَى)[4].
ولكن بعض المسلمين ظلموا المرأة ظلم كبير وجاروا على حقوقها، وحرموها مما
قرره الشرع لها، باعتبارها إنسان أو أنثى، أو ابنة أو زوجة أو أم.
ولاحظ اكثر مما وقع عليها من ظلم وقع بأسم الدين وهو منه براء. لقد نسبوا
إلى النبي J أنه قال في شأن النساء (
شاوروهن وخالفوهن) وهو حديث موضوع لا قيمة له ولا وزن من الناحية العلمية.
مع أن النبي J شاور زوجته أم سلمة B في أمر من أهم أمور المسلمين، وأشارت عليه،
فأخذ برأيها مختارًا، وكان فيه الخير والبركة.
ترى هل جهل هؤلاء أن القرآن أجاز سؤال أزواج النبي J من وراء حجاب، رغم التغليظ
في أمرهن، حتى حرم عليهن ما لم يحرم على غيرهن وقال الله تعالى: (وَإِذَا
سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ)[5].
ورأيت الفتاه ابنة الشيخ الكبير A المذكورة في صورة القصص تقول
لموسىA: (إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ
لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا)[6].
وتحدثت إليه هي وأختها من قبل حين سألهما: (مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا
نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)[7].
وحكى القرآن ما جرى من حديث بين سليمان A وملكة سبأ، ومثله بينها وبين
قومها من الرجال. فكل ما يُمنع هنا هو التكسر والتميع في الكلام، الذي يراد به
إثارة الرجل وإغرائه.
وقد عبر عنه القرآن باسم (الخضوع بالقول) وذلك في قوله تعالى: (يَا
نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا
تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً
مَعْرُوفاً)[8].
فالخضوع الذي يطمع الذين أمرضت قلوبهم الشهوات، وليس منعًا لجميع الكلام
مع الرجال بدليل قوله تعالى تتمة للآية: (وقلن قولاً معروفًا).
ومن الأحاديث التي أساءت للمرأة ما رواه البخاري عنه J أنه قال: (ما تركت بعدي فتنه أضر على الرجال
من النساء).
فقد توهموا وأوهموا غيرهم أن الفتنة هنا تعني أنهن شر ونقمة، أو مصيبة
يبتلى بها الإنسان كما يبتلى بالفقر والمرض والجوع والخوف، وغفلوا من أن الإنسان
إنما يفتن بالنعم أكثر مما يفتن بالمصائب. وقد قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ
بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)[9].
وليس أدل عليه من اعتبار القرآن الأموال والأولاد، وهما من أعظم نعم
الحياة الدنيا وزينتها، فتنة ليحذر منها، كما قال تعالى : (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ
وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ)[10]
(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ)[11].
واما فتنتها أنها قد تلهي الفرد عن واجبه نحو ربه، وتشغله عن مصيره في
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا
أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)[12].
وكما يخاف على الناس من أن يفتنوا بالأموال والأولاد، يخاف عليهم من أن
يفتنوا بالنساء، كزوجات يثبطنهم عن البذل والجهاد، ويغرينهم بالاشتغال بالمصالح
الخاصة عن الواجبات العامة كما في قوله تعالى: (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ
وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ)[13].
ويفتنوا بهن في حالة إذا أصبحن أدوات للإثارة، وتحريك الشهوات، وتأجيج
نيران الغرائز في صدور الرجال، وهو هو الخطر الأكبر، الذي يخشى من ورائه تدمير قيم
الأخلاق، وتلويث الأعراض، وتفكيك الأسر والجماعات.
وهنا التحذير من النساء مثل التحذير من نعمة المال والرخاء وبسطة العيش
كما في الحديث : والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما
بسطت على من كان قبلكم فتتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم[14].
فلا يعني هذا الحديث أن النبي J يعمل على نشر الفقر، وهو
الذي استعاذ بالله منه، ولا أنه يكره لأمته السعة والرخاء والغنى بالمال، وهو الذي
قالJ: نعم المال الصالح للمرء
الصالح[15].
بل هو يضيء للإشارات الحمراء للمسلم والمجتمع أمام المزالق والأخطار لكي
لا تَزِلَّ قدمه ويسقط في الهاوية من حيث لا يشعر، ولا يريد.
-
( وقرن في بيوتكن )
وهي إشارة إلى أن الوضع الأمثل للمرأة هي أن تكون أما ربة بيت تفرغ
لبيتها ولأولادها ويمكن أن نتصور حال أمة نساؤها في الشوارع والمكاتب وأطفالها في
دور الحضانة والملاجئ.
أتكون أحسن حالا أو أمة النساء فيها أمهات وربات بيوت والأطفال فيها
يتربون في حضانة أمهاتهم والأسرة فيها متكاملة الخدمات.
ومع ذلك فالإسلام لم يمنع المقتضيات التي تدعو إلى خروج المرأة وعملها
وقد كانت في الإسلام فقيهات وطبيبات وكانت النساء يخرجن في الحروب ويخرجن للعلم.
إنما توجهت الآية إلى نساء النبيo كمثل عليا ,وبين المثال
والممكن والواقع درجات متعددة , وقد خرجت النساء مع النبيo في غزواته.
وينسحب على هذا أن الخروج لمعونة الزوج في كفاح شريف هو أمر لا غبار
عليه.
أما الحجاب فهو لصالح المرأة.
وقد أباح الإسلام كشف الوجه واليدين وأمر بستر ما عدا ذلك وبحسب رأي
المجتهد.
وأنت ترى على الشواطئ في الصيف حينما يتراكم اللحم العاري المباح للعيون
يفقد الجسم العريان جاذبيته وطرافته وفتنته ويصبح أمرا عاديا لا يثير الفضول.
ولا شك أنه من صالح المرأة تكون مرغوبة أكثر وألا تتحول إلى شيئ عادي لا
يثير.
أما حق الرجل في الطلاق فيقابله حق المرأة أيضا على الطرف الآخر فيمكن
للمرأة أن تطلب الطلاق من الحاكم الشرعي وتحصل عليه إذا أبدت المبررات الكافية.
ويمكن للمرأة أن تشترط الاحتفاظ بعصمتها عند العقد وبذلك يكون لها حق
الرجل في الطلاق.
والإسلام يعطي الزوجة حقوقا لا تحصل عليها الزوجة في الغرب[16] فالزوجة
عندنا تأخذ مهرا. وعندهم تدفع دوطة. والزوجة عندنا لها حق التصرف في أملاكها
وعندهم تفقد هذا الحق بمجرد الزواج ويصبح الزوج هو القيم على أملاكها.
ومثل هذه المرأة لا حل لها سوى انتزاع شوكتها وكسر سلاحها التي تتحكم به.
وسلاح المرأة انوثتها وذلك بهجرها في المضجع فلا يعود لها سلاح تتحكم به.
أما المرأة الأخرى التي لا تجد لذتها إلا في الخضوع فإنه لها علاج ومن
هنا كانت كلمة القرآن (واهجروهن في المضاجع واضربوهن).
ولا تغفل عن قول رسول الله J : ( أي رجل لطم امرأته لطمة
أمر الله عز وجل خازن النيران فيلطمه على حر وجهه سبعين لطمة من نار جهنم).
وتجد اليوم اعجازا علميا وتلخيصا لكل ما أتى به علم النفس في مجلدات عن
المرأة الناشز وعلاجها فراجع.
وأجاد أسماء بن خارجة الفزّاري حيث قال لإبنته عند التزويج :
( إنّك خرجت من العش الذي فيه درجت وصرت إلى فراش لم تعرفيه ، وقرين لم
تألفيه ، فكوني له أرضاً يكون لك سماءاً ، وكوني له مهاداً يكون لك عماداً ، وكوني
له أمة يكون لك عبداً ، لا تلحقي به فيقلاك[17] ولا تباعدي عنه فينساك ، إن
دنا فاقربي منه ، وإن نأى فابعدي عنه ، واحفظي أنفه وسمعه وعينه ، لا يشمّ منك
إلاّ طيباً ، ولا يسمع إلاّ حسناً)[18].
-
القضاء على نظام رق المرأة بالاسلام
أما حكاية (ما ملكت أيمانكم) التي أشير إليها فإنها تسحبنا إلى قضية الرق
في الإسلام.
واتهام المستشرقين للإسلام بأنه دعا إلى الرق والحقيقة أن الإسلام لم يدع
إلى الرق بل كان الدين الوحيد الذي دعا لتصفية الرق.
ولو قرأنا الإنجيل وما قاله بولس الرسول في رسائله إلى أهل افسس وما أوصى
به العبيد لوجدناه يدعو العبيد دعوة صريحة إلى طاعة سادتهم كما الرب: (أيها
العبيد.. أطيعوا سادتكم بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كم الرب).
ولم يأمر الإنجيل بتصفية الرق كنظام وإنما أقصى ما طالب به كان الأمر
بالمحبة وحسن المعاملة بين العبيد وسادتهم.
وفي التوراة المتداولة كان نصيب الأحرار أسوأ من نصيب العبيد. ومن وصايا
التوراة أن البلد التي تستسلم بلا حرب يكون حظ أهلها أن يساقوا رقيقا وأسارى.
والتي تدافع عن نفسها بالسيف ثم تستسلم يعرض أهلها على السلاح ويقتل
شيوخها وشبابها ونساؤها وأطفالها ويذبحوا تذبيحا.
كان الاسترقاق إذا حقيقة ثابتة قبل مجئ الإسلام وكانت الأديان السابقة
يوصي بولاء العبد لسيده.
فنزل القرآن ليكون أول كتاب سماوي يتكلم عن فك الرقاب وعتق الرقاب. ولم
يحرم القرآن الرق بالنص الصريح.
والرقيق الموجود بالفعل فتكون تصفيته بالتدرج وذلك بجعل فك الرقاب وعتق
الرقاب كفارة الذنوب صغيرها وكبيرها وبهذا ينتهي الرق بالتدريج.
وإلى ان تأتي تلك النهاية فماذا تكون معاملة السيد لما ملكت يمينه ..أباح
له الإسلام أن يعاشرها كزوجته.
وينبغي ألا ننسى موقف الإسلام من العبد الرقيق وكيف جعل منه أخا بعد أن
كان عبدا يداس بالقدم بقوله تعالى:
(إنما المؤمنون إخوة) وقوله تعالى: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة) وقوله
تعالى: (لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله).
وقد ضرب محمد o وعلي A المثل حينما تبنى عبيداَ
رقيقا هما زيد بن حارثة للرسول o فأعتقه وخيره بين الذهاب
والبقاء فأختار الرسول o.
والاخر للامام علي A تصرف مع عبده كما فعل الرسول
o.
وجعلوا من تحرير العبيد موقف يقتدى به وليقال بالفعل وبالمثال أن رسالة
الرسولo عتق الرقاب.
أما أن الرجال قوامون على النساء فهي حقيقة في كل مكان في البلاد
الإسلامية. وفي البلاد المسيحية. وكذلك في البلاد التي لا تعرف إلها ولا دينا.
في موسكو الحكام رجال من أيام لينين وستالين وخروشوف وبولجانين إلى اليوم وفي فرنسا الحكام رجال وفي
لندن الحكام رجال وفي كل مكان من الأرض الرجال هم الذين يحكمون ويشرعون ويخترعون[19].
وجميع الأنبياء كانوا رجالا وجميع الفلاسفة كانوا رجالا , حتى الذين
صنعتهم الخيال هم رجال , وحتى صناعة الطهي والحكاية والموضة وهي تخصصات نسائية
تفوق فيها الرجال ثم انفردوا بها.
وهي ظاهر لا دخل للشريعة الإسلامية فيها فهي ظواهر عامة في كل بقاع الدنيا
حيث لا تحكم شريعة إسلامية ولا يحكم قرآن إنما هي حقائق أن الرجل قوام على المرأة
بحكم الطبيعة واللباقة والحاكمية التي خصة بها الخالق.
وإذا سمعت أو ظهرت أمس أو اليوم أو غداَ وزيرة أو زعيمة أو حاكمة أو ملكة
فإنها تكون الطرافة التي تروى أخبارها والاستثناء الذي يؤكد القاعدة (ولكل قاعدة
شواذ).
والإسلام لم يفعل سوى أنه سجل هذه القاعدة. وهذا يفسر لنا بعد ذلك لماذا
أعطى القرآن الرجل ضعف النصيب في الميراث.
أولاَ : لأنه هو الذي ينفق. وثانياَ : لانه هو الذي يعول. وثالثاَ : لأنه
هو الذي يعمل.
فلقد كان موقف الإسلام من المرأة هو العدل. وكانت سيرة النبي o مع نسائه هي المحبة والحب والحنان الذي يؤثر
عنه قوله o حبب إلى من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في
الصلاة.
فذكر النساء مع الطيب والعطر والصلاة وهذا غاية الإعزاز وكان آخر ما قاله
o في آخر خطبة له لما نصب
الامام عليA خليفة على المسلمين قبل موته
هو التوصية بـ(النساء).
وإذا كان الله قد اختار المرأة للبيت والرجل للشارع فلأنه عهد إلى الرجل
أمانة التعمير والبناء والإنشاء بينما عهد إلى المرأة أمانة أكبر وأعظم هي تنشئة
الإنسان نفسه.
وإنه من الأعظم لشأن المرأة أن تؤتمن على هذه الأمانة. فهل الاسلام رجعي
وقد ظلم الإسلام النساء؟. والله العالم.
[16] - يقسم علم
النفس هذا المسلك المرضي إلى نوعين :
(المسلك
الخضوعي) وهو ما يسمى في الإصلاح العلمي (ماسوشزم masochism) وهو تلك الحالة
المرضية التي تلتذ فيها المراة بأن تضرب وتعذب وتكون الطرف الخاضع. والنوع الثاني
هو :
(المسلك
التحكمي) وهو ما يسمى في الاصطلاح العلمي (سادزم sadism) وهو تلك الحالة
المرضية التي تلتذ فيها المرأة بأن تتحكم وتسيطر وتتجبر وتتسلط وتوقع الأذى
بالغير. وهو يتفق مع أحدث ما وصل إليه علم النفس العصري في فهم المسلك المرضي
للمرأة.