الاثنين، 10 أبريل 2017

اللباس حاكٍي عن إيمان المراة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللباس حاكٍي عن إيمانك

لا شكَّ أنَّ كلّ مظهر من لباس وغيره، يعكس شخصية صاحبه، ومن هنا جاءت التوصيات في الشريعة المقدَّسة، للرِّجال والنِّساء، حول آداب اللِّباس والملبوس وشكله وأن لا يكون لباس شهرة أو فتنة أو تشبُّه أو انتقاص أو مهزلة أو ذِلَّة أو رِقَّة أو تَصَابٍ أو تقليد للأعداء.
فمن رقَّ ثوبه رقَّ دينه إلى ما هنالك من مئات الروايات والنصوص والفتاوى الحاكية عن أنَّ اللِّباس يعكس حقيقة الشخصية وجوهر صاحبها وهذا ينطبق على (الحجاب المتبرِّج)!
وحجاب الصغيرات وسياسة التمييع هنا تُثار شُبهة حجاب البنت في سن تسع سنوات وهي ما زالت صغيرة!
والعحب، كلّ العجب من شفقتنا ورأفتنا على هذه الفتاة أكثر من خالقها وباريها الرَّحمن الحنَّان الودود الغفور الرَّحيم الغنيّ.
فالله تعالى هو الأعلم والأحكم في التشريع، وهو العدل الَّذي لا يظلم، وهو العارف فيما يضرُّ العباد وينفعهم، في الآجل والعاجل، وهو الغنيُّ عن كلّ ما عندهم وعن عبادتهم وما يفعلون[1].
وننصح أخواتنا المؤمنات أن يبدأوا بحجاب البنت، ولو بحجاب غير متكامل، في فترة مبكرة وقبل التكليف، لأنَّ البنت دون سن البلوغ تستقبل الحجاب بفطرتها وبراءتها وطهارتها وتقليدها لأُمِّها.
لكن إذا تعدَّت البلوغ، وخاصَّة بسنوات، عندها يصعب الأمر ونكون أمام مشكلة حقيقية تكبر مع الأيَّام.
وما نعرفه تصعب الإحاطة به وقد شاهدنا في مجتمعنا أنَّ أكثر حالات الإهمال يتحمَّلها الأهل بسياستهم الإهمالية أو التبريريَّة أو (الاستصغاريَّة) أو سياسة المياعة والتسويف.
فهي مطلوبة للزواج وأمَّا شُبهة أنَّ الحجاب يعيق زواج البنت! فهذا قولٌ شائع يُمكن إبطاله بقليل من التفكير والتوكُّل. فالمؤمنون يرغبون في المؤمنات، والصالحون للصالحات، والملتزمون للملتزمات.
بل إنَّ هؤلاء مَنْ يرغب بهن أكثر، إمَّا لاستقامتهن أو هرباً من تجارب مرَّة، أو اشمئزازاً من ما سمع أو رأى أو جرَّب.
البعض يدَّعي أنَّ المحجَّبة الملتزمة مرغوبة أكثر. بل لو لم تكن كذلك، ثمَّ آبت إلى الله تعالى والتزمت بالحجاب كثُر خطَّابها والراغبون بها.
فالمعلوم في أوساطنا الإيمانية أنَّ الفتاة لمَّا تكون في كامل حجابها الشرعي فإنَّها تكون مرغوبة أكثر، من قبل الشباب عموماً، وخاصَّة المؤمنين.
فضلاً أنَّ مسألة الانسجام والحب قضيَّة إلهيَّة، وربّ العالمين وعد في كتابه الكريم بتسديد عباده المؤمنين، كما في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَانُ وُدًّا)[2].
وقوله تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)[3] فالإيمان والإحصان، وبنصّ القرآن، طريق الراحة والأمان.
فلقد جاء في (هذه حكمة الإسلام في الأحكام الخاصة بالمرأة) أحكام الإسلام الخاصة بالعفة من الحجاب وغيره لم تكن يوماً حاجزاً أمام المرأة لتبلغ أعلى درجات الكمال المقدر لها من العلم بكل ميادينه، والفضل والإحسان.
بل بشكل مطلق من أعظم الوسائل ليتفرغ كل من الرجل والمرأة إلى مهامه، ولا يظل الرجل والمرأة كلاهما مشغولين بالجنس في كل مكان من خلال أظهار المفاتن بدون حجاب.
وقد أثبتت التجارب أن الطلاب والطالبات في الجامعات غير المختلطة أفضل تعليماً وتحصيلاً منهم في الجامعات المختلطة.
إن هذه الأحكام التي شرعها الإسلام صيانة للعرض، وحفاظاً على طهارة النسل، وصحة النسب، قد عارضها متبعو الشهوات، وقصيرو النظر، ممن يريدون أن يعيشوا لشهواتهم، ومنافعهم الفردية.
ولو تأتي من وراء ذلك كل الشرور والآثام، وكان هجوم هؤلاء المنحرفين على تشريعات الإسلام الخاصة بالعفة، وصيانة النسب ليس نابعاً من الرغبة في صون المرأة، أو المحافظة على حقوقها أو إنصافها كما يقولون.
بل كان دافعهم إخراج المرأة وهي فتاة من سترها وخدرها، لتكون في متناول أيديهم حيث شاءوا، وأَنَّى أرادوا، ولإغراء المرأة وهي زوجة ألا تصون زوجاً، ولا تحافظ على نسب.
ولجعل المرأة في كل أدوار حياتها ملهاةً ومتعةً للرجل، يقضي وطره منها بكل سبيل، ويُخَلِّى بينها وبين ما تحمله في أحشائها.
وبينما يتفرغ الرجل للإكثار من الخليلات، والصديقات، والعابرات، وتتفرغ المرأة بعد كل حمل إلى تبعة جديدة من التبعات.
فأما أن ترتكب فيما حملت في بطنها جريمة قتل قبل الولادة أو بعدها، أو تلقيه إلى غيرها.
وأما في دور الرعاية حيث ينشأ بعيداً عن الأسرة كما تنشأ سائر الحيوانات في حظائر التربية.
وإما في سلال القمامة، وإن بقى شيء من عاطفة الأمومة فإن الأم تتحمل نفقات هذا المولود، وقد تبحث عن رجل آخر يقوم مقام صاحبها الأول الذي قضى وطره منها وخلاها.
إن هذا الواقع الأليم هو الذي آلت إليه مجتمعات الإثم والفاحشة التي أدعى الرجال فيها أنهم يريدون الحفاظ على حقوق المرأة ومساواتها بالرجل لهو أكبر دليل على أن حديث المساواة كان حديث كذب وتضليل.
لقد كانت المرأة هي ضحية هذه المساواة فإن العمل لكسب الرزق أصبح عليها واجباً، وهو خلاف طبيعتها وتكوينها.
والرجل يعاشر ألف المرأة، ولا يحمل في أحشائه شيئاً، ويستطيع أن يعاشر ألفاً أخرى.
والمرأة ربما حملت لأول معاشرة مع رجل عابر لا يطلب إلا مجرد شهوة عابرة، وتتحمل المرأة وحدها التبعات.
إذاَ العفة وحفظ العرض، أصل شرعي كلي جاء ضمن المقاصد الشرعية في حفظ ورعاية الضرورات الخمس المجمع على اعتبارها, التي ترجع إليها جميع الأحكام الشرعية وهي[4]:
حفظ الدين، والنفس، والعرض، والعقل، والمال. وأي انتقاص لمبدأ العفة هو عدوان على الشريعة ومقاصدها، وانتهاك لحقوق المرأة والرجل والأسرة والمجتمع، وإشاعة للفاحشة بين المؤمنين، قال تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)[5].
ولذا شرع الحكيم الخبير أحكاماً؛ لرعاية هذا المبدأ، فشرع الزواج وعظم شأنه، وسمى عقده ميثاقاً غليظاً، وذلك في قوله تعالى: (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً)[6].
ولوقاية هذا المبدأ من أن ينتهك، حرم الزنى على الجنسين -على حد سواء-، واعتبره من الفواحش بقوله تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)[7].
كما أغلق كل ذريعة مثل الخلوة بالأجنبية، والاختلاط ، والخضوع بالقول، وشدد في تحريم الرغبة في إشاعة الفاحشة في مجتمع المؤمنين.
كذلك شرع أحكام الحجاب وغض البصر؛ لذات المقصد وعاقب المعتدين على هذا المبدأ، فشرع حد الزنى، وحد القذف، وعقوبة التعزير. كل ذلك حفاظاً على الأعراض ومراعاة للعفة.
لا حرية في قضية الحجاب : وأمَّا شُبهة أن لا نفرض عليها الحجاب حتَّى تقتنع! فهذه الشُّبهة كثيراً ما تتردَّد على مسامعنا، بل يعتبرها البعض فضيلة، ويظنُّها سلوكاً (حضارياً).
 من ضمن الأساطير الَّتي شاعت في السنوات الأخيرة تحت شعار حرية التعبير وحرية المعتقد وحقّ الاختلاف وحرية الأديان!
أصبحنا نُقلِّد العلمانيِّين في معتقداتهم الفاسدة، كأنَّه الله تعالى لم يُنْزل ديناً ولا شرعاً ولا نظاماً ولا حدوداً ولا حلالاً ولا حراماً! ولا أمراً بالمعروف ولا نهياً عن المنكر ولا نصيحة!
فالحجاب فرضٌ واجب يجب العمل لتطبيقه والدعوة لالتزامه، ولا يجوز التسليم بالواقع أو الرِّضى أو التبرير كما يفعل البعض. هذا هو حكم الله، شاء مَنْ شاء، وأبى مَنْ أبى.
نعم، هذا هو حكم الله وهو المُسمَّى في عرف العلماء بـ(التعبُّد الشرعي) وهو العمل والانصياع بغض النظر عن معرفة الأسرار وإدراك العلل، ومن لا يعمل إلاَّ بعد معرفة العلَّة والفائدة، فتكون تبعيته للعلل والأسرار لا لحكم المولى الجبَّار!
وورد عن النَّبيّ الأكرم J أنَّه قال: يا عباد الله أنتم كالمرضى وربّ العالمين كالطبيب فصلاح المرضى بما يعلمه الطبيب ويدبّره لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه، ألا فسلموا الله أمره تكونوا من الفائزين.
ومن حفرتِ حفرةً ووقعت فيها إنَّ الرَّجل عندما يرى جمال المرأة معروضاً مباحاً متتالياً دون مانع ولا حسيب ولا رقيب، حيث تأتيه امرأة بفتنتها وجمالها وخضوع كلماتها وشيطانيَّة غنجها، تزول سعادته الزوجية الخاصَّة، والأُنس الأسري، فالمرء يُحبُّ كلّ جديد.
وهذا يؤدِّي إلى خروج الرَّجل من بيئته الاجتماعيَّة الأُسريَّة السليمة، وتعرُّض عائلته بأكملها من الزوجة والأطفال إلى التشتُّت، كلّ ذلك بفعل ذلك الإغراء الَّذي صنعته المرأة بيديها، فحفرت حفرة وكانت أوَّل من وقع فيها!
فإثارة الفتنة في كلّ مكان، في الصحافة والشارع والإعلام، والسوق والجامعة والإعلان بسبب فعل وتعاون الفتيات والنسوان، تكون كماء البحر، كلَّما شرب منه الإنسان ازداد عطشاً أو كحطب في النَّار، كلَّما جُعل فيه حطب أكلته النيران.
الله ربّ العالمين أنزل العذاب على أقوام، ولكن عندما وصل إلى قوم لوط (وفسادهم معروف)، قَلَبَ الأرض بهم وجعل عاليها سافلها.
وفي هذه الأيَّام هنالك أحزاب سياسية من المثليِّين وتشريعات وقوانين للزواج الرسمي (للواطيين)![8].
قال تعالى ( يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأِزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[9].
أذاَ الحجاب واجب بدلالة القرآن على جميع النساء والأدلة القرآنية على وجوب الحجاب على العموم قوله : ( ذلكم أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ)[10] وهي قرينة على عموم حكم آية الحجاب.
ومن الأدلة القرآنية على احتجاب المرأة وسترها جميع بدنها حتى وجهها ، قوله تعالى : ( يا أيها النبي قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ المؤمنين يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ)[11].
فقد قيل إن معنى : يدنين عليهن من جلابيبهن : أنهن يسترن بها جميع وجوههن ، ولا يظهر منهن شيء إلا عين واحدة تبصر بها ، وممن قال به ابن مسعود ، وابن عباس ، وعبيدة السلماني وغيرهم.
فإن قيل : لفظ الآية الكريمة وهو قوله تعالى : (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ) لا يستلزم معناه ستر الوجه لغة ، ولم يرد نص من كتاب ، ولا سنة ، ولا إجماع على استلزامه ذلك.
وقول بعضهم يستلزم المعارضة بقول بعضهم : إنه لا يستلزمه ، وبهذا يسقط الاستدلال بالآية على وجوب ستر الوجه.
جوابه أن في الآية الكريمة قرينة واضحة على قوله تعالى فيها : (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ) يدخل في معناه ستر وجوههن بإدناء جلابيبهن عليها.
والقرينة المذكورة : هي قوله تعالى : (قُل لأَزْوَاجِك ) ووجوب احتجاب أزواجه وسترهن وجوههن ، لا نزاع فيه بين المسلمين.
فذكر الأزواج مع البنات ونساء المؤمنين يدل على وجوب ستر الوجوه بإدناء الجلابيب كما ترى.
ومن الأدلة عليه في سورة النور قوله تعالى : ( إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا)[12] من أن استقراء القرآن يدل على أن معنى إلا ما ظهر منها الملاءة فوق الثياب ، وأنه لا يصح تفسير إلا ما ظهر منها بالوجه والكفين.
وقول من قال : إنه قد قامت قرينة قرآنية على أن قوله تعالى : (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ)[13] لا يدخل فيه ستر الوجه.
وأن القرينة المذكورة هي قوله تعالى : (ذلك أدنى أَن يُعْرَفْنَ)[14] قيل قد دل قوله : أن يعرفن على أنهن سافرات كاشفات عن وجوههن ، لأن التي تستر وجهها لا تعرف باطل ، وبطلانه واضح ، وسياق الآية يمنعه منعاً باتاً لأن قوله : (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ) صريح في منع ذلك.
أذاَ : أن الإشارة في قوله : (ذلك أدنى أَن يُعْرَفْنَ ) راجعة إلى إدنائهن عليهن من جلابيبهن ، وإدناؤهن عليهن من جلابيبهن ، لا يمكن بحال أن يكون أدنى أن يعرفن بسفورهن ، وكشفهن عن وجوههن كما ترى ، فإدناء الجلابيب مناف لكون المعرفة معرفة شخصية بالكشف عن الوجوه.
وقوله في الآية الكريمة لأزواجك كذلك دليل على أن المعرفة المذكورة في الآية ، ليست بكشف الوجوهن لأحتجابهن لا خلاف فيه بين المسلمين.
وحاصله أن الكلام الوارد دل على عكسهِ أدلة متعددة :
الأول : سياق الآية كما مر قبل قليل.
الثاني : قوله : (لأزواجك).
الثالث : أن المفسرين الاوائل فمن بعدهم فسروا الآية مع بيانهم سبب نزولها ، بأن نساء أهل المدينة كن يخرجن بالليل لقضاء حاجتهن خارج البيوت وكان بالمدينة بعض الفساق يتعرضون للإماء ، ولا يتعرضون للحرائر.
وكان بعض نساء المؤمنين يخرجن في زي ليس متميزاً عن زي الإماء ، فيتعرض لهن أولئك الفساق بالأذى ظناً منهم أنهن إماء.
فأمر الله نبيه o أن يأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين أن يتميزن في زيهن عن زي الإماء وذلك بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ، فإذا فعلن ذلك ورآهن الفساق ، علموا أنهن حرائر ، ومعرفتهم بأنهن حرائر لا إماء هو معنى قوله (ذلك أدنى أَن يُعْرَفْنَ)[15].
فهي معرفة بالصفة لا بالشخص . وهذا التفسير منسجم مع ظاهر القرآن كما تعلم فقوله ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ)[16].
لأن إدنائهن عليهن من جلابيبهن يشعر بأنهن حرائر ، فهو أدنى وأقرب ، لأن يعرفهن : أي يعلم أنهن حرائر ، فلا يؤذين من قبل الفساق الذين يتعرضون للإماء.
وهذا هو الذي فسر به أهل العلم بالتفسير هذه الآية ، وهو واضح ، وليس المراد منه أن تعرض الفساق للإماء جائز بل هو حرام.
ولا شك أن المتعرضين لهن من الذين في قلوبهم مرض ، وأنهم يدخلون في عموم قوله : ( والذين فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ)[17].
وفي قوله تعالى : ( لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ المنافقون والذين فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ والمرجفون فِي المدينة لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ)[18] إلى قوله : (وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلاً)[19].
ومما يدل على أن المتعرض لما لا يحل من النساء من الذين في قلوبهم مرض ، قوله تعالى : ( فَلاَ تَخْضَعْنَ بالقول فَيَطْمَعَ الذي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)[20] وذلك معنى معروف في كلام العرب ، ومنه قول الأعشى :
حافظ للفرج راض بالتقى * ليس ممن قلبه فيه مرض
وهنا لا إشكال في أمر الحرائر بمخالفة زي الإماء ليهابهن الفساق ، ودفع ضرر الفساق عن الإماء لازم ، وله أسباب أخر ليس منها إدناء الجلابيب.
في قوله تعالى : ( إِنَّ هذا القرآن يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)[21] أن الفعل الصناعي عند النحويين ينحل عن مصدر وزمن . كما قيل ان المصدر اسم ما سوى الزمان من. مدلولي الفعل كأمن من أمن.
وإذا عرفته فاعلم أن المصدر والزمن كامنان في مفهوم الفعل إجماعاً  وقد ترجع الإشارات والضمائر تارة إلى المصدر الكامن في مفهوم الفعل ، وتارة إلى الزمن الكامن فيه .



[1] - فلا بُدَّ للبنت التسع سنوات هجرية و(9,8 سنوات ميلادية) أن تلتزم بما أمرها ربُّها.
[2] - سورة مريم 96
[3] - سورة التحريم الاية 12
[4] - راجع : كتاب موسوعة البحوث والمقالات العلمية تاليف : علي الشحود ( وثيقة حقوق المراة المسلمة وواجباتها).
[5] - من سورة النور
[6] - سورة النساء 21
[7] - سورة الاسراء 32
[8] - انتُخبت أوَّل امرأة لرئاسة الكنيسة الإنجيلية الأميركية (كاترين سكوري)، ونال انتخابها الترحيب الفوري من جمعيات تُمثِّل المثليين الإنجيليين، وذلك لدعمها السابق لقضيَّة الاعتراف بالأساقفة المثليين جريدة السفير 2/6/2006..
هذا بعضُ قليلٍ ممَّا أصاب الغرب، فهل نتعلَّم ونتَّعظ؟
[9] - سورة النور الاية 31
[10] - سورة الاحزاب الاية 53
[11] - سورة الاحزاب 59
[12] - سورة النور 31
[13] - سورة الاحزاب 59
[14] - سورة الاحزاب 59
[15] - سورة الاحزاب 59
[16] - سورة الاحزاب 59
[17] - سورة الاحزاب 60
[18] - سورة الاحزاب 60
[19] - سورة الاحزاب 61
[20] - سورة الاحزاب 32
[21] - سورة الاسراء 9