السبت، 15 أبريل 2017

ق1 من مصادر اهل السنة شواهد ومسانيد طرق الوصول لرواة الحديث لاية التطهير في القران الكريم



ق1 من مصادر اهل السنة شواهد ومسانيد طرق الوصول لرواة الحديث لاية التطهير في القران الكريم
شواهد ومسانيد طرق الوصول لرواة الحديث: ما جاء من أسانيد فقط هو للروايات المتعارفة لو أردت إيراد أحاديث الكساء بجميع الطرق والشواهد ومتابعاتها ورواتها لأحتاج ذلك عدة مجلدات؟.
أحاديث الوقوف على باب السيدة الزهراء ومخاطبتهم بذلك كما في سنن الترمذي الترمذي[1] قال: [حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا على بن زيد عن أنس بن مالك : أن رسول اللهJ كان يمر بباب فاطمةB ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)].
هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه إنما نعرفه من حديث حماد بن سلمةB. وفى الباب عن أبى الحمراء معقل بن يسار وأم سلمةB.
وقال الحاكم[2] الحديث صحيح وموجود في الكنى للبخاري وكذلك الطيالسي[3] ومسند أبي يعلى[4] ومسند عبد بن حميد[5].
وهناك روايات تحتاج لملجدات وتخص (أحاديث الثقلين - أحاديث المباهلة - أحاديث الصلاة - أحاديث السفينة - أحاديث التذكير - أحاديث المراقبة وغيرها الكثير) قد لا نتعرض لها نأخذ حاجتنا منها فقط؟
ومن باب المثال أحاديث المراقبة ( أرقبوا محمدا في أهل بيته ) التي أخرجها البخاري[6] وأمثاله في فضائل أهل البيتD كقوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
كما ورد عن الامام أحمد في مسنده[7] قال : حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الله بن نمير قال ثنا عبد الملك يعنى بن أبى سليمان عن عطاء بن أبى رباح قال حدثني من سمع أم سلمةB تذكر ثم أن النبيJ كان في بيتها فأتته فاطمةB ببرمة فيها خزيرة فدخلت عليه فقال لها ادعى زوجك وابنيك قالت فجاء على والحسين والحسنD فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة على دكان تحته كساء له خيبري قالت:
وأنا أصلي في الحجرة فانزل الله عز وجل هذه الآية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قالت فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء.
 ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت:
فأدخلت رأسي البيت فقلت وأنا معكم يا رسول اللهJ قال انك إلى جيرانك إلى خير قال عبد الملك وحدثني أبو ليلى عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء قال عبد الملك وحدثني داود بن أبى عوف الحجاف عن حوشب عن أم سلمة بمثله سواء.انتهى.
واما الترمذي[8] فقد قال: حدثنا قتيبة حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن يحيى بن عبيد عن عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبيJ قال:
ثم لما نزلت هذه الآية على النبيJ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا في بيت أم سلمةB فدعا فاطمة وحسنا وحسيناD فجللهم بكساء وعليA خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمةB وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت على خير.انتهى.
وفي المعجم الكبير[9] قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا فضيل بن مرزوق ثنا عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمةB قالت ثم نزلت هذه الآية في بيتي إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وهي جالسة على الباب فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت قال أنت إلى خير.
قال ابن كثير[10] قال : (وقوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا نص في دخول أزواج النبيJ في أهل البيت ههنا لأنهن سبب نزول هذه الآية ...
حديث آخر قال الإمام أحمد حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح حدثني من سمع أم سلمةB تذكر أن النبيJ كان في بيتها فأتته فاطمةB ببرمة فيها خزيرة فدخلت عليه فقالJ لها ادعي زوجك وأبنيك قالت فجاء علي وحسن وحسينD فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له على دكان وكان تحتهJ كساء خيبري قالت:
وأنا في الحجرة أصلي فأنزل الله عز وجل هذه الآية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قالتB فأخذJ فضل الكساء فغطاهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت فأدخلت رأسي البيت فقلت وأنا معكم يا رسول الله فقالJ إنك إلى خير إنك إلى خير).انتهى.
1 - طريق أخر للحديث : قال ابن جرير: ( حدثنا ابن حميد حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن حكيم ابن سعد قال ذكرنا علي بن أبي طالبD ثم أم سلمةB فقالت في بيتي نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قالت أم سلمةB:
جاء رسول اللهJ إلى بيتي فقال لاتأذني لأحد فجاءت فاطمةB فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها ثم جاء الحسنA فلم أستطع أن أمنعه أن يدخل على جده وأمه ثم جاء الحسينA فلم أستطع أن أحجبه عن جدهJ وأمهB ثم جاء عليA فلم أستطع أن أحجبه فاجتمعوا فجللهم رسول اللهJ بكساء كان عليه.
 ثم قالJ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط قالت فقلت يا رسول الله وأنا قالت فو الله ما أنعم وقالJ إنك إلى خير.
طريق أخرى قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن أبي المعدل عن عطية الطفاوي عن أبيه قال إن أم سلمةB حدثته قالت بينما رسول اللهJ في بيتي يوما إذا قالت الخادم إن فاطمة وعلياD بالسدة قالت فقال لي رسول اللهJ قومي فتنحي عن أهل بيتي قالت:
فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسينD وهما صبيان صغيران فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنقJ علياA بأحدى يديه وفاطمةB باليد الأخرى وقبل فاطمة وقبل عليا وأغدق عليهم خميصة سوداء وقال اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي).انتهى.
وفي معتصر المختصر[11] قال : في أهل البيت روي أن رسول اللهJ قال لما نزلت هذه الآية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسيناD فقالJ:
اللهم هؤلاء أهلي وروي أنه جمع فاطمة والحسن والحسينD ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى الله تعالى رب هؤلاء أهلي قالت أم سلمة يا رسول الله فتدخلني معهم قال أنتِ من أهلي. يعني من أزواجه كما في حديث الإفك.
 من يعذرني من رجل بلغني إذاه في أهلى لا أنها أهل الآية المتلوة في هذا الباب يؤيده ما روي عن أم سلمةB أن هذه الآية نزلت في بيتي فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت قال أنت على خير إنك من أزواج النبيJ وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسينD.
 وما روي أيضا عن واثلة بن الأسقع أنه قال أتيت علياA فلم أجده فقالت فاطمةB انطلق إلى رسول اللهJ يريده قال فجاء مع رسول اللهJ فدخلا ودخلت الوقوف فدعا رسول اللهJ الحسن والحسينD وأقعد كل واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمةB من حجره وزوجهاA ثم لف عليهم ثوبا وانا منتبذ.
 ثم قالJ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ثم قالJ اللهم هؤلاء أهلي اللهم هؤلاء أهلي إنهم أهل حق فقلت يا رسول الله وأنا من أهلك قال وأنت من أهلي قال واثلة فإنها من أرجى ما نرجو.
وواثلة أبعد من أم سلمةB لأنه ليس من قريش وأم سلمةB موضعها من قريش موضعها فكان قولهJ لواثلة أنت من أهلي لاتباعك إياي وإيمانك بي وأهل الأنبياء متبعوهم.
 ويؤيده قوله تعالى للنب نوحA (أنه ليس من أهلك أنه صالح حرج ابنه بالخلاف من أهله فكذلك يدخل المرء في أهله بالموافقة على دينه وإن لم يكن من ذوي نسبته.
وهنا الكلام لخطاب أزواج النبيJ تم ثم قوله (وأقمن الصلاة وآتين الزكاة) وقوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) استئناف تشريع لأهل البيت وترفيع لمقدارهم.
 ألا ترى أنه جاء على خطاب المذكر فقال (عنكم) ولم يقل (عنكن) فلا حجة لأي أحد في إدخال الأزواج في هذه الآية.
 ويدل عليه ما جاء أن رسول اللهJ كان إذا أصبح أتى باب فاطمةB فقالJ السلام عليكم أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
وفي مجمع الزوائد[12] - الهيثمى قال : قوله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ) عن أبى سعيد قال نزلت هذه الآية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا  في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسينD. رواه الطبراني.
واما رواية الطبراني ( أن أم سلمةB قالت نزلت هذه الآية في بيتي فدعا رسول اللهJ عليا وفاطمة وحسنا وحسيناD فدخل معهم تحت كساء خيبري وقال هؤلاء أهل بيتي وقرأ الآية وقال:
اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة وأنا معهم يا رسول الله قال أنت على مكانك وأنت على خير). أخرجه الترمذي وغيره.
واما في تفسير الطبري[13] قال : ( اختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله أهل البيت فقال بعضهم عنى به رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسينD.
ذكر من قال ذلك حدثني محمد بن المثنى قال ثنا بكر بن يحيى بن زبان العنزي قال ثنا مندل عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول اللهJ نزلت هذه الآية في خمسة في وفي علي وحسن وحسين وفاطمةD إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
 ومثله جاء به (الطبراني) قال: ( حدثني أحمد بن محمد الطوسي قال ثنا عبد الرحمن بن صالح قال ثنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن يحيى بن عبيد المكي عن عطاء عن عمر بن أبي سلمة قال:
نزلت هذه الآيةعلى النبيJ وهو في بيت أم سلمةB إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فدعا حسنا وحسينا وفاطمةD فأجلسهم بين يديه ودعا علياA فأجلسه خلفه فتجلل هو وهم بالكساء ثم قالJ:
هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة أنا معهم مكانك وأنت على خير).انتهى.
واما الحاكم في المستدرك[14] قال: ( حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا عثمان بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار حدثنا شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أم سلمةB أنها قالت:
ثم في بيتي نزلت هذه الآية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قالت فأرسل رسول اللهJ إلى علي وفاطمة والحسن والحسينD أجمعين فقالJ:
اللهم هؤلاء أهل بيتي قالت أم سلمة يا رسول الله ما أنا من أهل البيت قال إنك أهلي خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق هذا) حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.انتهى.
2 - راي علماء الرجال في سند من أسانيد هذا الحديث: الراوي عبد الملك ابن أبي سليمان : قال عنه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل والنسائي : ثقة . وقال عنه ابن عمار : ثقة حجة . وقال عنه العجلي: ثقة ثبت.
الراوي داود بن أبي عوف أبو الحجاف : سفيان الثوري : كان يوثقه ويعظمه . أحمد بن حنبل و يحيى بن معين : ثقة . ابن حبان : وثقه . أبو حاتم الرازي : صالح الحديث . النسائي : ليس به بأس .
الراوي شهر بن حوشب : يحيى بن معين : ثقة . يعقوب بن سليمان: ثقة . العجلي : ثقة .أبو زرعة الرازي وأحمد بن حنبل : ليس به بأس.
الراوي ام المؤمنين أم سلمةB : من الصحابة الكرام زوج رسول اللهJ في أرقى مقامات التوثيق.
وهل فاطمةB من ضمن (الال) كما قال البخاري[15] : حدثنا قيس بن حفص وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا أبو قرة مسلم بن سالم الهمداني قال حدثني عبد الله بن عيسى سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لقيني كعب بن عجرة.
 فقال ثم ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي J فقلت: بلى فأهدها لي فقال سألنا رسول اللهJ فقلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت إن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم.
 قالJ: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وهو موجود في المستدرك[16].
وكيف دخل النبي الأعظمJ ضمن أفراد أهل البيت ما دام على مدعاكم لا يدخل؟ فهل المراد هنا من أهل البيت قبيلته؟
لو كان هذا المراد (القبيلة) فكيف دخلت السيدة عائشة وهي ليست من قبيلة النبيJ وكذلك أكثر زوجاته, وعلى سبيل المثال في الصلاة قولهJ موجود في مسند الإمام أحمد مسند المدنيين[17] (وعلى محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم).
ولكن في مسند الإمام أحمد مسند باقي الأنصار[18] موجود هكذا: (اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته ).
وهو موجود في مسند أحمد[19].
وموجود في سنن البيهقي[20].
وفي سنن أبي داود[21] وطبعة دار الفكر تحقيق محمد محيي الدين الدين عبد الحميد هكذا: ( اللهم صل على محمد وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت..).
موجود في كتاب الإعتقاد[22].
وذكره مسلم في صحيحه[23] فقال : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير كلهم عن بن عيينة قال يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
ثم جاء رجل إلى النبيH فقال هلكت يا رسول الله. قالJ: وما أهلكك قال: وقعت على امرأتي في رمضان قال J: هل تجد ما قوما رقبة قال: لا  قالJ : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال: لا  قالJ: فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا قال: لا  قال: ثم جلس فأتي النبيJ بعرق فيه تمر فقال تصدق بهذا.
قال الرجل: أفقر منا فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا فضحك النبيJ حتى بدت أنيابه ثم قال اذهب فأطعمه أهلك.
3 - تفرد حجة اقوال الشيوخ المتشددين: جاء في دقائق التفسير لابن القيم[24] قال: ( ونظير هذا الاسم أهل البيت فإن الرجل يدخل في أهل بيته كقول الملائكة رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت وقول النبيJ:
سلمان منا أهل البيت وقوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت وذلك لأن آل الرجل ممن يؤول إليه ونفسه ممن يؤول إليه وأهل بيته هم من يأهله وهو ممن يأهل أهل بيته).انتهى.
 وكذلك جاء في جلاء الأفهام لابن القيم[25] قال: ( هذا قرن بين الصلاة عليه والتبريك عليه وقالت الملائكة لإبراهيم رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت)[26].
 وكذلك في جلاء الأفهام لابن القيم[27] قال: ( وقال تعالى فيه وفي أهل بيته رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد).
واما في مجموع الفتوى[28] قال: ( ونظير هذا الاسم أهل البيت فإن الرجل يدخل فى أهل بيته كقول الملائكة رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت وقول النبى سلمان منا أهل البيت وقوله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت وذلك لأن آل الرجل من يؤول إليه ونفسه ممن يؤول اليه وأهل بيته هم من يأهله وهو ممن يأهل أهل بيته).
واما في منهاج السنة[29] قال: ( وليس عليA أفضل أهل البيت بل أفضل أهل البيت رسول اللهJ فإنه داخل في أهل البيت كما قال للحسنA أما علمت أنا أهل بيت لا نأكل الصدقة وهذا الكلام يتناول المتكلم ومن معه.
وكما قالت الملائكة رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت وإبراهيم فيهم وكما قال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم آل إبراهيم وإبراهيم داخل فيهم.
وكما في قوله تعالى إلا آل لوط نجيناهم فإن لوطا دخل فيهم وكذلك قوله أن الله اصطفى آدم ونوحا وال إبراهيم وال عمران على العالمين فقد دخل إبراهيم في الاصطفاء).انتهى.
واما في زاد المسير لابن الجوزي[30] قال: ( والثانى أنه خاص في رسول اللهJ وعلي وفاطمة والحسن والحسينD قاله عليهم أبو سعيد الخدري وروي عن أنس وعائشة وأم سلمة نحو ذلك.
والثالث أنهم أهل رسول اللهJ وأزواجه قاله الضحاك وحكى الزجاج أنهم نساء النبيJ والرجال الذين هم آله قال واللغة تدل على انها للنساء والرجال جميعا لقوله تعالى عنكم بالميم ولو كانت للنساء لم يجز إلا عنكن ويطهركن).انتهى.
ولكن هناك من يصر على أنه لا يجوز إعراب (يذهب) على أنه مصدر مجرور باللام فالآية الكريمة من حيث اللغة والنحو عدة إعرابات وسنأتي ببعضها.
واما في تفسير الألوسي[31] قال: ( واختلف في لام - لِيُذْهِبَ - فقيل زائدة وما بعدها في موضع المفعول به ليريد فكأنه قيل: يريد الله إذهاب الرجس عنكم وتطهيركم). انتهى.
توضيح : إعرابه المصدر المؤول (أن يذهب) مفعول به للفعل يريد يعني أن الذي يريده الله هو إذهاب الرجس لا أنه يريد أمر آخر لكي يذهب الرجس.
لأن المفعول به على القول من أنه يريد أمر آخر بهدف التطهير يجعل المفعول به محذوف لأنه ليس في الجملة ما يصح أن يعرب مفعول به غير المصدر وهذا هو الرأي الثاني بخلاف الرأي الأول وهذا هو نص الرأي الثاني الذي يرى أن اللام للتعليل...
تكملة تفسير الالوسي:  ( وقيل: للتعليل ثم اختلف هؤلاء فقيل المفعول محذوف أي إنما يريد الله أمركم ونهيكم ليذهب أو إنما يريد منكم ما يريد ليذهب أو نحو ذلك).انتهى.
والمصدر المؤول في محل جر باللام أو بكي (اسم مجرور) سواء أقلت أن الجار هو اللام كما يرى بعضهم أو (كي) كما يرى آخرون والمفعول به محذوف.
بيبنا الرأي الأول وذكرنا عدد كبير من العلماء الذين تبنوا الرأي الأول على رأي الخليل وسيبوية يقول الإرادة كائنة أو واقعة للتطهير على أنها مبتدأ وخبر.
والأول والثالث أولى من الثاني كما قلنا لك لعدة أمور أو لا لموافقته لما قاله النبي الأكرمJ والصحابة وجمهورالمفسرين والعلماء بل لم يشذ عن هذا إلا من النواصب امثال عكرمة وفقهم.
وهذا نصه ( قال الخليل وسيبويه ومن تابعهما: الفعل في ذلك مقدر بمصدر مرفوع بالابتداء واللام وما بعدها خبر أي إنما إرادة الله تعالى للإذهاب على حد ما قيل في ـ تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ـ فلا مفعول للفعل). إذن للتعليل للإرادة لا للأوامر؟
الإعراب من جهة أخرى ففي القدير الجامع[32] بين فني الرواية والدراية من علم التفسير قال: وقيل: اللام بنفسها ناصبة للفعل من غير إضمار أن وهي وما بعدها مفعول للفعل المتقدم وهو مثل قول الفراء السابق وقال بعض البصريين: إن قوله (يريد) مؤول بالمصدر مرفوع بالابتداء مثل: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.انتهى.
وللتوضيح أن اللام بمعنى الاداة (أن) وليس بمعنى الاداة (كي) وبيان أن هناك (لام) بمعنى (أن) و(لام) بمعنى (كي) إبطالان لمن زعم أنهما شيء واحد، وبيان أن المصدر المنسبك من (أن) والفعل (يذهب) في محل نصب مفعول به.
4 - شرح وتوضيح الاعراب : جاء في التحرير والتنوير[33] قال : وقوله (يريد الله ليبين لكم) انتصب فعل (يبين) بأن المصدرية محذوفة والمصدر المنسبك مفعول (يريد) أي يريد الله البيان لكم والهدى والتوبة فكان أصل الاستعمال ذكر (أن) المصدرية ولذلك فاللام هنا لتوكيد معنى الفعل الذي قبلها وقد شاعت زيادة هذه اللام بعد مادة الإرادة وبعد مادة الأمر معاقبة لأن المصدرية.
تقول أريد أن تفعل وأريد لتفعل وقال تعالى (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم) وقال ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم) وقال (وأمرت أن أسلم لرب العالمين) وقال (وأمرت لأعدل بينكم).
فإذا جاؤوا باللام أشبهت لام التعليل فقدروا (أن) بعد اللام المؤكدة كما قدروها بعد لام كي لأنها أشبهتها في الصورة ولذلك قال القراء: اللام نائبة عن أن المصدرية.
وإلى هذه الطريقة مال صاحب الكشاف وقال سيبويه: هي لام التعليل أي لام كي.
إذن اللام السابقة ليس هي لام كي لأن لام كي أيضا زائدة ولأن ذكرها على أنها نوعين وهو ما يفهم منه.
وأن ما بعدها علة ومفعول الفعل الذي قبلها محذوف يقدر بالقرينة أي يريد الله التحليل والتحريم ليبين ومنهم من قرر قول سيبويه بأن المفعول المحذوف دل عليه التعليل المذكور فيقدر: يريد الله البيان ليبين فيكون الكلام مبالغة بجعل العلة نفس المعلول.
قال الخليل وسيبويه في رواية عنه: اللام ظرف مستقر هو خبر عن الفعل السابق وذلك الفعل مقدر بالمصدر دون سابك على حد (تسمع بالتكفيري خير من أن تراه) أي إرادة الله كائنة للبيان ولعل الكلام عندهم محمول على المبالغة كأن إرادة الله انحصرت في ذلك.
وقالت طائفة قليلة: هذه اللام للتقوية على خلاف الأصل لأن لام التقوية إنما يجاء بها إذا ضعف العامل بالفرعية أو بالتأخر.
واما بالجمل في النحو[34] الخليل بن أحمد الفراهيدي قال: جمل اللامات وهي ثلاثون لاما لام الصفتة ولام الأمر ولام الخبر ولام كي ولام الجحود ولام الاستثغاثة ولام النداء ولام التعجب ولام في موضع إلا ولام القسم ولام الوعيد ولام التأكيد ولام الشرط ولام المدح ولام الذم ولام جواب القسم ولام في موضع عن ولام في موضع على ولام في موضع إلى ولام في موضع أن ولام في موضع الفاء ولام الطرح ولام جواب لولا ولام الاستفهام ولام جواب الاستفهام ولام السنخ ولام التعريف ولام الإقحام ولام العماد ولام التغليظ ولام منقولة.
5 - لام الصفة  : كما جاء بالجمل في النحو[35] قال : ولام كي قولهم أتيتك لتفيدني علما وهذه اللام مكسورة أبدا معناه لكي واللام التي في موضع أن (التعليق مني تدعون أن مقصود النحاة حتى من قال بزيادتها فهي لام كي وبمعنى كي وليس كذلك كما هو واضح بما تقدم وبما يأتي).
مثل قول الله تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا) معناه إلا أن يعبدوا. وقالت الخنساء (وقائله والدمع يسبق خطوها) لتلحقه (يالهف نفسي على صخر).
ومثله قوله تعالى:  (وأمرنا لنسلم لرب العالمين) ومثله قولهِ تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ) معناه أن يطفئوا وأن نسلم.
 واما في شرح شذور الذهب[36] قال : وأما اللام فلها أَربعة أَقسام أَحدها : اللام التعليلية (أي لام كي) نحو (وَأَنزَلْنَا الَيْكَ الذِّكْرَ لتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) ومنه: ( إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فتحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ).
فان قلت ليس فتحُ مكةَ علةً للمغفرة قلت هو كما ذكرْتَ ولكنه لم يجعل علة لها وإنما جعل علة لاجتماع الأمور الأربعة للنبيJ وهي المغفرة وإِتمام النعمة والهداية إلى الصراط المستقيم وحصول النصر العزيز ولا شك في أن اجتماعها له حصل حين فتح الله تعالى مكة عليه وإنما مَثَّلْتُ بهذه الآية لأنها قد يخفي التعليلُ فيها على مَنْ لم يتأملها.
 الثانية : لامُ العَاقِبَةِ وتسمى أيضاً لامَ الصَّيْرُورَة ولامَ المآل وهي التي يكون ما بعدها نقيضاً لمقتضى ما قبلها نحو: ( فَالتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لهُمْ عَدُوَّاً وَحزَناً ).
فإِن التقاطهم له إنما كان لرأفتهم عليه ولما ألَقى الله تعالى عليه من المحبة فلا يراه أحدٌ إِلا أحَبَّه فقصدوا أن يُصَيِّرُوه قُرَّةَ عينٍ لهم فآل بهم الأمر إلى أَن صارَ عدواً لهم وحَزَناً.
 الثالثة : اللام الزائدة وهي الآتية بعد فعل متعد. تأمل كلمة (متعدٍ) نحو ( يُريدُ الله شرح شذور الذهب لِيُبَيِّنَ لكم) و( انما يُرِيدُ اللهُ ليُذْهِبَ عَنْكُم الرِّجْسَ ) و( وأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالمينَ ).
 فهذه الأَقسام الثلاثة يجوز لك إِظهار أنْ بعدهن قال الله تعالى (وأُمِرْتُ لأن أكونَ).
الرابعة : لام الجُحُودِ وهي الآتية بعد كَوْنٍ ماضٍ مَنْفى كقول الله تعالى: ( مَا كانَ الله ليَذَرَ الْمُؤمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيهِ ) وقوله تعالى: ( ومَا كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُم على الْغَيْبِ ).
وهذه يجبُ إِضمار (أنْ) بعدها وأما (كي) ففي نحو (جِئْتُكَ كي تُكْرِمَني) اذا قَدَّرْتها تعليلية بمنزلة اللام والتقدير جئتك كي أن تكرمني ولا يجوز التصريح بأن بعدها الا في الشعر خلافاً للكوفيين وقد مضى ذلك.
واما في فتح القدير[37] قال : وقيل إن اللام في ليعبدوا بمعنى أن : أي ما أمروا إلا بأن يعبدوا كقوله: (يريد الله ليبين لكم) أي أن يبين (يريدون ليطفئوا نور الله) اللام بمعنى أن وليس بمعنى كي.
واما في زاد المسير[38] قال: قوله تعالى وما أمروا أي في كتبهم إلا ليعبدوا الله أي إلا أن يعبدوا الله قال الفراء والعرب تجعل اللام في موضع أن في الأمر والإرادة كثيرا كقوله تعالى:
( يريد الله ليبين لكم )[39] وقوله تعالى : ( يريدون ليطفئوا نور الله)[40] وفي الأمر قوله تعالى : ( وأمرنا لنسلم)[41].
واما في زاد المسير[42] قال: قوله تعالى يريد الله ليبين لكم اللام بمعنى أن وهذا مذهب جماعة من أهل العربية واختاره ابن جرير ومثله: (وأمرت لأعدل بينكم)[43] (وأمرنا لنسلم)[44] (يريدون ليطفئوا)[45].
واما في فتح القدير[46] قال: وقيل إن اللام في ليعبدوا بمعنى أن : أي ما أمروا إلا بأن يعبدوا كقوله : ( يريد الله ليبين لكم ( أي أن يبين و(يريدون ليطفئوا نور الله).
واما في التحرير والتنوير[47] قال: قوله ( ليعبدوا الله ) هي اللام التي تكثر زيادتها بعد فعل الإرادة وفعل الأمر وتقدم ذكرها عند قوله تعالى (يريد الله ليبين لكم) في سورة النساء وقوله ( وأمرنا لنسلم لرب العالمين) في سورة الأنعام وسماها بعض النحاة لام (أن).
واما في تفسير القرطبي[48] قال : قوله تعالى : (وما أمروا) أي وما هؤلاء الكفار في التوراة والإنجيل ( إلا ليعبدوا الله) أي ليوحدوه واللام في (ليعبدوا) بمعنى (أن) كقوله (يريد الله ليبين لكم)[49] أي أن يبين و(يريدون ليطفئوا نور الله)[50] و(وأمرنا لنسلم لرب العالمين)[51] وفي حرف عبدالله: (وما أمروا إلا أن يعبدوا الله).
واما في تفسير البغوي[52] قال : يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم قوله تعالى : ( يريد الله ليبين لكم) أي:
أن يبين لكم كقوله تعالى : ( وأمرت لأعدل بينكم }[53] أي : أن أعدل وقوله : { وأمرنا لنسلم لرب العالمين)[54] وقال في موضع آخر (وأمرت أن أسلم)[55] الآية: يريد الله أن يبين لكم أي: يوضح لكم شرائع دينكم ومصالح أموركم.
فهل كل هؤلاء اهل الاختصاص من العلماء الكبار في النحو هم يقولون أيضا أنه مفعول به؟
وأعربها محمد صافي[56] في الجدول في إعراب القرآن الكريم وصرفه وبيانه: وقال: (اللام) زائدة (يذهب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والمصدر المؤول (أن يذهب) في محل نصب مفعول به عاملة يريد.
واعربها في كتاب التطبيق النحوي[57] عبده الراجحي قال: (اللام وزيادتها تفيد التوكيد في المواضع الآتية : قبل المفعول به وذلك كثيرا بعد الفعل أراد).
ونأتي بنموذج من باب المثال: اعرب العبارة التالية : ( أريد لأتخصص في هذا العلم)؟.
أريد : فعل مضارع بالضمة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. اللام : حرف جر زائد.
أتخصص : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به.
فعل أريد فعل متعد يطلب مفعولا به والمصدر المؤول هو المفعول وقد زيدت قبله اللام. وتزاد بين.
وقد أعربه في كتاب النحو الوافي[58] المصدر المؤول (أن أنسى) في قول الشاعر : أريد لأنسى ذكرها فكأنما * تمثل لي ليلى بكل سبيل.
اعربه مفعول به للفعل المتعدي أريد واللام زائدة بينهما.
واما في كتاب المعجم المفصل في النحو العربي[59] (لام التوكيد).
وفي الاصطلاح هي التي تكون زائدة لتأكيد معنى الجملة وتقع بين الفعل ومفعوله أو بين فعلين كقول الشاعر :
وملكت ما بين العراق ويثرب ملكا أجار لمسلم ومعاهد
وكقول الشاعر :
أريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل
فقد وقعت اللام بين الفعل اريد والفعل أنسى فهي زائدة لتأكيد معنى الجملة الأولى والتقدير أريد أن أنسى.
فالمصدر المؤول بعد اللام في محل نصب مفعول به فاللام زائدة بينهما لأن الفعل أريد متعد بنفسه وقد تزاد بين وتسمى: اللام الزائدة. اللام المعترضه. وقد ذكرت لام التعليل منفصلة عن الزائدة للتوكيد.
ولو كان التعليل مفهوم من المصدر المؤول ـ على توجيهكم من كونه مفعول لأجله ـ وزيادة اللام للتوكيد هذا التعليل المفهوم من المصدر لكان التوكيد للجملة الثانية (أن أنسى) لا لجملة (أريد) والتعليل لم يفهم من معنى أراد بل اللام قوة دلالة الإرادة فنأمل أن تراجع.
ولكن في التحرير والتنوير[60] قال: وقوله (يريد الله ليبين لكم) انتصب فعل (يبين) بأن المصدرية محذوفة والمصدر المنسبك مفعول ( يريد ) أي يريد الله البيان لكم والهدى والتوبة فكان أصل الاستعمال ذكر ( أن ) المصدرية ولذلك فاللام هنا لتوكيد معنى الفعل الذي قبلها وقد شاعت زيادة هذه اللام بعد مادة الإرادة وبعد مادة الأمر معاقبة لأن المصدرية.
تقول أريد أن تفعل وأريد لتفعل وقال تعالى: ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ) وقوله تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ) وقوله تعالى: ( وأمرت أن أسلم لرب العالمين ) وقوله تعالى: ( وأمرت لأعدل بينكم ).
فإذا جاؤوا باللام أشبهت لام التعليل فقدروا ( أن ) بعد اللام المؤكدة كما قدروها بعد لام كي لأنها أشبهتها في الصورة ولذلك قال القراء : اللام نائبة عن أن المصدرية.
لهذه الطريقة مال صاحب الكشاف؟
وقال سيبويه هي لام التعليل أي لام كي وأن ما بعدها علة ومفعول الفعل الذي قبلها محذوف يقدر بالقرينة أي يريد الله التحليل والتحريم ليبين ومنهم من قرر قول سيبويه بأن المفعول المحذوف دل عليه التعليل المذكور فيقدر : يريد الله البيان ليبين فيكون الكلام مبالغة بجعل العلة نفس المعلل.
وقال الخليل وسيبويه في رواية عنه : اللام ظرف مستقر هو خبر عن الفعل السابق وذلك الفعل مقدر بالمصدر دون سابك على حد (تسمع بالناصبي خير من أن تراه) أي إرادة الله كائنة للبيان ولعل الكلام عندهم محمول على المبالغة كأن إرادة الله انحصرت في ذلك.
وقالت طائفة قليلة : (هذه اللام للتقوية على خلاف الأصل لأن لام التقوية إنما يجاء بها إذا ضعف العامل بالفرعية أو بالتأخر).
واما في زاد المسير[61] عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي قال: ( قوله تعالى يريد الله ليبين لكم اللام بمعنى أن وهذا مذهب جماعة من أهل العربية واختاره ابن جرير ومثله (وأمرت لأعدل بينكم)[62] (وأمرنا لنسلم)[63] (يريدون ليطفئوا)[64].
واما في زاد المسير[65] قال: قوله تعالى وما أمروا أي في كتبهم إلا ليعبدوا الله أي إلا أن يعبدوا الله قال الفراء والعرب تجعل اللام في موضع أن في الأمر والإرادة كثيرا كقوله تعالى (يريد الله ليبين لكم) و(يريدون ليطفئوا نور الله) وقال في الأمر (وأمرنا لنسلم).
واما في التحرير والتنوير[66] قال: واللام في قوله (ولتكبروا) تسمى شبه الزائدة وهي اللام التي يكثر وقوعها بعد فعل الإرادة وفعل الأمر إي مادة أمر للذين مفعولها إن المصدرية مع فعلها.
فحق ذلك المفعول أن يتعدى إليه الإرادة وفعل مادة الأمر بنفسه دون حرف الجر ولكن كثر في الكلام تعديته باللام نحو قوله تعالى (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم).
قال في الكشاف : أصله يريدون أن يطفئوا ومنه قوله تعالى (وأمرت لأن أكون أول المسلمين) والفعل الذي بعد اللام منصوب بأن ظاهرة أو مقدرة.
وكذلك في التحرير والتنوير[67] قال: في قوله تعالى (يريد الله بكم اليسر) إلى قوله ( ولتكملوا العدة ) فاللام شبيه بالزائد وما بعد اللام من الفعل المقدرة معه ( أن ) مفعول به.
كما في قوله تعالى ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ) قال الله عز وجل (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ) والمعنى يريدون إطفاء نور الله.
واما في الجمل في النحو[68] الخليل بن أحمد الفراهيدي قال: جمل اللامات وهي ثلاثون لاما لام الصفتة ولام الأمر ولام الخبر ولام كي ولام الجحود ولام الاستثغاثة ولام النداء ولام التعجب ولام في موضع إلا ولام القسم ولام الوعيد ولام التأكيد ولام الشرط ولام المدح ولام الذم ولام جواب القسم ولام في موضع عن ولام في موضع على ولام في موضع إلى ولام في موضع أن ولام في موضع الفاء ولام الطرح ولام جواب لولا ولام الاستفهام ولام جواب الاستفهام ولام السنخ ولام التعريف ولام الإقحام ولام العماد ولام التغليظ ولام منقولة.

[1] - سنن الترمذي الترمذي ج 5 ص 352 ح 3206 الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون عدد الأجزاء : 5 الأحاديث مذيلة بأحكام الألباني عليها والحديث برقم 3130 ط: العالمية من كتاب التفسير.
[2] - الكنى للبخاري ج1ص25 ح205 ط: دار الفكر بيروت تحقيق السيد هاشم الندوي.
[3] - الطيالسي ج 1 ص 274 ط دار المعرفة المعجم الكبير [ جزء 3 صفحة 56 ح 2672] ط: الناشر : مكتبة العلوم والحكم – الموصل العراق الطبعة الثانية ، 1404 - 1983 تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي عدد الأجزاء: 20.
[4] - مسند أبي يعلى جزء 7 - صفحة 59 ح 3978 الناشر : دار المأمون للتراث - دمشق الطبعة الأولى ، 1404 – 1984.
[5] - مسند عبد بن حميد ج1 ص367 الناشر: مكتبة السنة القاهرة الطبعة الأولى ، 1408 - 1988تحقيق: صبحي البدري السامرائي، محمود محمد خليل الصعيدي عدد الأجزاء:1.
[6] - صحيح البخاري كتاب المناقب ح 3436 و: ح 3468.
[7] - أحمد في مسنده  ج 6 ص 292 ط : مؤسسة قرطبة ح 26551.
[8] - الترمذي ج 5 ص 351 ح 3205 و في ص 663 ح 3787 – 3205.
[9] - المعجم الكبير  ج 3 ص 53 ط : مكتبة العلوم والحكم ح 2662.
[10] - ابن كثير التفسير ج 3 ص 484 ط : دار الفكر.
[11] - معتصر المختصر ج 2 ص 266 ط مكتبة المتنبي القاهرة.
[12] - مجمع الزوائد للهيثمى ج 7 ص 91.
[13] - تفسير الطبري ج 22 ص 6 ط : دار الفكر - ومثله في ص 7 وفي ص 8.
[14] - الحاكم في المستدرك ج 2 ص 451 ح 3558.
[15] - صحيح البخاري ج 3 ص1233 ح3190 ط : كتاب أحاديث الأنبياء ابن كثير تحقيق والحديث برقم 3370 ط: دار إحياء التراث العربي كتاب أحاديث الأنبياء باب 11 وبرقم 3119 ط: العالمية.
[16] - المستدرك  ج 3 160 ح 4710 هـ دار الكتب العلمية.
[17] - مسند الإمام أحمد مسند المدنيين  ح 15992 و 15993 ط : العالمية ج 4 ص61 ط: مؤسسة قرطبة مصر.
[18] - مسنداحمد مسندباقي الأنصار ح22060 وفي المصنف عبد الرزاق ج2ص211 ح3103 باب الصلاة على النبيJ ط: المجلس العلمي تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.
[19] - هو موجود في أحمد  ج 5 ص 374 ح 23221.
[20] - وسنن البيهقي  ج 2 ص 151 ح 2686 ط : مكتبة دار الباز مكة المكرمة ط: سنة1414هـ تحقيق محمد عبد القادر عطا.
[21] - سنن أبي داود  كتاب الصلاة ح 832 ط: العالمية وج 1 ص 258 ح 982 ط: دار الفكر تحقيق محمد محيي الدين الدين عبد الحميد.
[22] - كتاب الإعتقاد ج1ص326 ط: دارالآفاق الجديدة بيروت تحقيق أحمد عصام الكاتب.
[23] - صحيح مسلم  ج 2 ص 781 باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان ح1111 ط: دار إحياء التراث العربي.
[24] - دقائق التفسير لابن القيم  ج 2 ص 256.
[25] - جلاء الأفهام لابن القيم  ج 1 ص 168.
[26] - سورة هود الاية 73.
[27] - جلاء الأفهام لابن القيم  ج 1 ص 308.
[28] - مجموع الفتوى  ج 2 ص 282.
[29] - بن تيمية في منهاج السنة  ج 7 ص 241.
[30] - زاد المسير - ابن الجوزي  ج 6 ص 198.
[31] - تفسير الألوسي  ج 22 ص 43 ط: دار إحياء التراث العربي.
[32] - القدير الجامع  بين فني الرواية والدراية من علم التفسير جزء 1 صفحة681  فتح: محمد بن علي الشوكاني عدد الأجزاء : 5.
[33] - التحرير والتنوير جزء 1 - صفحة 932 .
[34] - الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي الطبعة الخامسة ، 1995 تحقيق : د.فخر الدين قباوة جزء 1  صفحة 266.
[35] - الجمل في النحو  جزء 1 - صفحة 269 جزء 1 - صفحة 276.
[36] - شرح شذور الذهب  جزء 1 - صفحة 383.
[37] - فتح القدير  جزء 5 صفحة 673.
[38] - زاد المسير جزء 9 صفحة 198المؤلف : عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي الناشر : المكتب الإسلامي بيروت الطبعة الثالثة ، 1404 عدد الأجزاء : 9.
[39] - سورة النساء الاية 26.
[40] - سورة الصف الاية 8.
[41] - سورة الانعام الاية 71.
[42] - زاد المسير لعبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي الناشر : المكتب الإسلامي بيروت ط:3 سنة 1404هـ عدد الأجزاء : 9 جزء 2 - صفحة 59.
[43] - سورة الشورى الاية 15.
[44] - سورة الانعام الاية 71.
[45] - سورة الصف الاية 8.
[46] - فتح القدير  جزء 5 - صفحة 673.
[47] - التحرير والتنوير  جزء 1 - صفحة 4881.
[48] - تفسير القرطبي   جزء 20 - صفحة 134.
[49] - سورة النساء الاية 26.
[50] - سورة الصف الاية 8.
[51] - سورة الانعام الاية 71.
[52] - تفسير البغوي جزء 1 - صفحة 198.
[53] - سورة الشورى الاية 15.
[54] - سورة الانعام الاية 71.
[55] - سورة غافر الاية 66.
[56] - محمد صافي في الجدول في إعراب القرآن الكريم وصرفه وبيانه طبعة دار الرشيد المجلد11 ج 21 و22.
[57] - كتاب التطبيق النحوي تأليف الدكتور عبده الراجحي أستاذ العلوم اللغوية بجامعتي الإسكندرية وبيروت العربية ص 372 ط: دار النهضة العربية.
[58]- وهو رئيس قسم النحو والصرف والعرض عضو مجمع اللغة العربية في كتاب النحو الوافي في ج 2 ص 474 ط : دار المعارف.
[59] - كتاب المعجم المفصل في النحو العربي إعداد الدكتورة عزيزة فوال بابتي ج2 ص872 ط: دار الكتب العلمية.
[60] - التحرير والتنوير جزء 1 - صفحة 932.
[61] - زاد المسير لعبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي الناشر : المكتب الإسلامي بيروت الطبعة الثالثة 1404 عدد الأجزاء : 9 جزء 2 صفحة 59.
[62] - سورة الشورى الاية 15.
[63] - سورة الانعام الاية 71.
[64] - سورة الصف الاية 8.
[65] - زاد المسبر ج9 ص198.
[66] - التحرير والتنوير جزء 1 صفحة 524.
[67] - التحرير والتنوير  جزء 1 صفحة 568.
[68] - الجمل في النحو المؤلف : الخليل بن أحمد الفراهيدي الطبعة الخامسة ، 1995 تحقيق: د.فخر الدين قباوة عدد الأجزاء : 1 جزء 1 - صفحة 266.