السبت، 15 أبريل 2017

لفظة أهل منصوبة على النداء أو الاختصاص في الاية33 من سورة الاحزاب


لفظة أهل منصوبة على النداء أو الاختصاص في الاية33 من سورة الاحزاب
لفظة أهل منصوبة على النداء أو الاختصاص: لفظة أهل في ( أهل البيت ) بآية التطهير منصوبة على النداء أو الاختصاص والنساء لم يكونا موجودات أثناء نزول الآية !
كيف شملت النساء والآية تخاطب من نزلت فيهم وهن لم يكن موجودات فلاحظ كيف قال (عنكم) ولم يقل (عنهم) ويطهركم ولم يقل (يطهرهم) وقال يا أهل البيت على النداء والمخاطبة.
العطف في الصلاة في قول الرسول الاكرمJ: في مسند الإمام أحمد[1] مسند المدنيين (وعلى محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم).
واما وفي مسند الإمام أحمد [2]مسند باقي الأنصار واما في مجمع الزوائد[3] (وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح).
واما في المصنف[4] عبد الرزاق (اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته) وهو موجود في مسند أحمد[5] وكذلك سنن البيهقي[6].
واما في سنن أبي داود[7] ( اللهم صل على محمد وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت..الخ).
 وكذلك في كتاب الإعتقاد[8] ومسند أبي عوانة[9] والتاريخ الكبير[10] وكتاب أحوال الرجال[11] وكذلك في المحلى[12] ونيل الأوطار[13].
1 - أقوال علماء اهل السنة من كتب المصادر: قال في الصواعق المحرقة[14] أخرج أحاديثه وعلق حواشيه وقدم له عبد الوهاب عبد اللطيف فقال: (ثم عطف الأزواج والذرية على الآل في كثير من الروايات يقتضي أنهم ليس من الآل وهو واضح في الأزواج - وأكثر المفسرين على أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسينD لتذكر ضمير عنكم زمنا بعده وقيل نزلت في نسائه).
وقال في التوفيق الرباني- [15]جماعة من العلماء: (نسأل الله تعالى العافية والسلامة والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وأزواجه وذريته والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا)
وقال في القاموس المحيط [16] : (ونبتهل إلى الله الكريم أن يوصل إليه صلاتنا ويقرب منه بعدنا * وأن يصلى على آله وأزواجه وأصحابه ولاة الحق).
وقال في تاج العروس[17] : (والحمد لله تعالى وحده وصلى الله على خير خلقه محمد النبي وآله وأزواجه وذريته وسلم تسليما كثيرا).
وكذلك قال في المجموع للنووي[18] وروضة الطالبين للنووي[19].
وكذلك مغني المحتاج[20] وحواشي الشرواني والعبادي[21] وإعانة الطالبين[22].
وكذلك في الموطأ[23].
وكذلك في رسالة ابن أبي زيد[24].
وكذلك في تنوير الحوالك للسيوطي[25] ومواهب الجليل[26] .
كذلك في الثمر الداني[27] ونيل الأوطار[28].
 وكذلك في عون المعبود[29].
وكذلك في كنز العمال ـ المتقي الهندي[30] قال: (من سره أن يكتال بالمكيال الاوفى إذا صلى علينا اهل البيت فليقل اللهم صل على محمد النبي وعلى أزواجه وأمهات المؤمنين وذريته واهل بيته كما صليت على آل ابراهيم انك حميد مجيد).
2 - التشكيك بصحة إطلاق لفظ الأهل على الزوجة: قد يقول قائل أنه قد ورد التعبير بأهل البيت عن الزوجة كما في قوله تعالى: (أتعجبين من أمر الله * رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت)[31] وقول موسىA حينما قال لأهله بقوله تعالى: ( امكثوا إني آنست نار)[32] وقوله تعالى: ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته )[33].
وكل هذه الايات ستبطل ما تقولون به من التشكيك في صحة إطلاق الأهل على الزوجة؟
جوابه : لا يمكن استدلالك بهذه الآيات على المدعى لأنه إطلاق أهل على الزوجة بتلك الآيات التي ذكرتها وغيرها ورد على سبيل المجاز أو التغليب لعلة وجود القرينة.
 كما هو كائن مثل قرينة الخطاب لحكاية الملكين للسيدة (سارة) زوج نبي الله إبراهيمA ولكون (سارة) من أهله نسباً.
 وأما قوله تعالى:  ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته )[34] فلا يمكن الحجة فيه لورود الجواز فيه لكي يكون الاستثناء بها منقطع مثله في ذلك كما في قوله تعالى : ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس ... )[35].
في حالة إذا لم يكن إبليس من الملائكة كما هو واضح وأما قوله تعالى: ( إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا ...) هنا في الآية الكريمة تجوز من صورتين:
الصورة الأولى هي التذكير للمؤنث في حالة لم يقل (امكثي) بالضمير المؤنثة. والصورة الاخرى هي خطاب الواحد بخطاب الجمع ( امكثوا ) فـ(الواو) هنا ضمير جمع ٍوهي بدل من الياء التي هي للخطاب المؤنث (امكثي).
وقيل أنه المراد من الأهل في هذا المورد هي زوجة النبي موسىA وابنها وخادمهما ، وهو لعدم الاشتباه بالآية لانها لم تسبق وتلحق بضمائر المؤنث كما هو المورد في آية التطهير بحيث وقع التذكير بالآية في شبهة من المخاطب بالمذكر:
هل هو المؤنث السابق واللاحق وهو خلاف أصل التذكير. أو المذكر ( وهو الأصل في التذكير ).
ويعضده حديث أورده صاحب المستدرك على الصحيحين[36] (... أوَ قالت - قصد أم سلمةB- أنا من أهل البيت ؟ قالJ : إنك من أهلي خير . وهؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق ).
 وهذا الحديث قرر جواز إطلاق كلمة (الأهل) فقط عليهن ومنع إطلاق لفظ (أهل البيت) عليهن ، ويصح إطلاق اللفظ عليهن دون دليل أو قرينة بحيث يتبادر إلى الذهن بمجرد سماع هذه الكلمة.
والدليل على ما ذكرنا من استدلالات وإن جاز ذلك على سبيل الحقيقة في مورد فلا ملازمة من ذلك جوازه في مورد آخر وخصوصا فيما نحن فيه لكثرة الأدلة وتظافر القرائن على نفيه.
وكلام ابن حجر قال : أن للفظة أهل البيت إطلاقين إطلاقاً بالمعنى الأعم وهو ما يشمل جميع الآل تارة والزوجات تارة أخرى ومن صدق في ولائه ومحبته أخرى وإطلاقاً بالمعنى الأخص.
وهو من ذكروا في خبر مسلم وقد قال الحسنA بذلك فإنه حين استخلف وثب عليه رجل من بني أسد فطعنه وهو ساجد بخنجر فقال الإمام الحسن A :
يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم ونحن أهل البيت الذين قال الله فيهم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً قالوا: وأنتم هم؟ قال : نعم. انتهى.
ويقول البيهقي : عندما عرض رواية واثلة وكأنه جعل واثلة في حكم الأهل تشبيها ًبمن يستحق هذا الاسم لا تحقيقاً.
واما طلب واستئذان أم سلمةB من الرسولJ في الدخول تحت الكساء بحادثة الكساء لكي يشملها شرف الدخول في عدة أهل البيت فهو دال على عدم صحة دخولها في مدلول لفظة (أهل البيت) وإلا لما كان لطلبها في الدخول تحت الكساء وسؤالها أي وجهٌ, فتأمل ذلك.
واما في جذب الرسولJ الكساء ومنعها من الدخول وجواب النبيJ لها (ام سلمةB) بتلك الإجابة ( إنك إلى خير - إنك على خير - وأنت من خير أزواجي).
واليك هنا العديد من الامثلة ولك ان تحكم به وهي :
فلو لو قلت لزوجتك ( إلحقي بأهلك) هل يمكن حمل الأهل على الزوجة ؟ ولو قلت لطفل ( أين أهلك ) هل المراد به زوجتك؟ وكذلك لما تقول لصديقك (أنا من أهلك) هل مرادك أنك من أزواجه ؟
وكذلك لما أقول ( ارجع إلى أهلك واتني بالدية أطلق سراحك) هنا من المراد الزوجة أم أقاربك؟ ومثلهِ : لما تقول ( إلزمي أهلك) هل المراد إلزمي يا امرأة زوجتك ؟
ولاحظ في قوله تعالى: ( ليس من أهلك) هل المراد ليس من زوجتك أو ليس من أزواجك ؟
وكذلك حينما تقول ( زيارة أهلك ) فهل المراد به الزوجة أي زيارة زوجتك؟ ومثلهِ لو قلت (زوجتي من أهلي) هل المراد به زوجتي من زوجتي؟
لو قلت لتلميذ عندك أو أي رجل أو امرأة في الدنيا ( ونعم ما رباك عليه أهلك) هل المراد ما ربتك عليه زوجتك أو زوجاتك؟
وكذلك لو قلت لك ( لا تكن كلاً على أهلك ) هل المراد لا تكن كلاً على زوجتك؟ وكذلك لو اعتقل رجل ثم أطلق وقيل له ( أذهب إلى أهلك) فمن المراد زوجته أم أقاربه؟
 وايضاً لما تقول لجماعة ( خلفت عليكم خير أهلي أو خير أهلكم) هل المراد خير زوجاتي أو خير زوجاتك أم خير أقاربك وأقاربي؟
وكذلك لو قلت لزوجتك : ( ائتي أهلك هل المراد زوجتها ؟ ).
وكذلك لو خاطبتك وقلت لك ( أنا أحب أهلك لك ) فل المراد أحب أقاربك لك أم أحب أزواجك لك؟
وايضا لو قال لك رجل: ( صل أهلك فإن صلتهم تطيل في عمرك) ولم يكن عندك إلا أخت وزوجة فمن المراد الأخت أم الزوجة.
ولو قلت لك ( حللت سهلا ونزلت أهلا) هل المراد به نزلت زوجة؟
ولو قلت لك ( أطعم أهلك ) ولم يكن لك من أهلك موجودا إلا أمك أو أخوك فهل كلامي خاطئ.
ولو قلت لرجل ( رحم الله أهلك دلني على الطريق ) فهل المراد به الزوجة أم قرابت ؟  وكذلك لو قلت لك ( قسم مالك على فقراء أهلك) هل المراد به الزوجه أو الزوجات؟
وكما قال تعالى: ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا )[37] من المراد بالأهل هنا ولماذا فسر النبي الأكرمJ ( وأمر أهلك بالصلاة)[38] بأهل الكساء؟
وذكر الشيخ الألباني[39] فقال : وعلمهم أنواعا من صيغ الصلاة عليهJ : (أحمد والطحاوي بسند صحيح ) ( اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ).
وفي صحيح مسلم والبخاري خروج الزوجة عن صدق أهل البيت حقيقة ومجازاً بالطلاق ولهذا قال زيد بن أرقم عندما سئل : ( من أهل بيته نساؤه ؟ قال : لا و أيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أهله وعصبته).
مع عطف الأهل على العترة في جميع روايات حديث الثقلين : (وعترتي أهل بيتي) ( أهل بيتي عترتي ).
كما في بعض رواياته على البدل أو عطف بيان دلالة على أنهما شيء واحد فهل إن زوجات الرسولJ من عترته ( عترتي أهل بيتي ).
3 - العترة في اللغة : هي نسل الرجل ورهطه الأدنى فلا تطلق على الزوجة مطلقا باتفاق العلماء لأن العترة في أوسع دائرة بمدلولها هي ( قبيلة الرجل ) وهن (النساء) لسن من قبيلته وعليه:
 فنساءه لسن من أهل البيتD وصرح ببقاء أناس من أهل البيت ما بقي القرآن الكريم وكما إنهم لا يفارقونه وجودا وتطبيقا إلى يوم الورود على النبيJ عند الحوض ولم تكن أزواجه كذلك.
وليس لزوجاتهJ هذه المرتبة العالية والقدر كما هو مذكور كما في تحفة الأحوذي - المباركفوري[40] وعترتي يعني: [ أي والثاني عترتي (أهل بيتي)].
 وبصدد بيان (لعترتي) قال الطيبي في قولهJ (إني تارك فيكم) إشارة إلى أنهما بمنزلة التوأمين وهل ؟ تساؤلات حائرة أو قل محيرة ليس لها جواب.
كلام أهل الاختصاص علماء اللغة لمعنى (العترة) كما في لسان اللسان تهذيب لسان العرب[41] قال: (عترة الرجل : أقرباؤه الأدنون من ولد وغيره وعترة الرجل : أخصُّ أقاربه...).
وكذلك في المعجم الوسيط للمجمع اللغوي المصري[42] قال: ( العترة: نسل الرجل ورهطه وعشيرته).
 اما في القاموس المحيط للفيروز آبادي[43] قال : ( العترة : نسل الرجل ورهطه وعشيرته الأدنون).
واما في أساس البلاغة للزمخشري[44] قال : العترة : ( أقرباؤه من ولده وولد ولده وبني عمه).
واما في مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر الرازي[45] قال : (عترة الرجل: نسله ورهطه الأدنون).
واما في الرائد لجبران مسعود[46] قال: ( العترة :1ـ نسل الرجل 2ـ عشيرة الرجل ) .
4 – التمسك بالقران بقوله ( به ) ولم يقل ( بهما ): ولو قالوا أن : النبيJ إنما أمر بالتمسك بالقرآن فقط بدلالة أنه قال (به) ولم يقل (بهما). وللرد نقول :
الاول : لاحاجة للتثنية هنا لأن الضمير (الهاء) عائد على الموصول (ما) في لفظة قوله (ما إن تمسكتم) وهي من ألفاظ العموم التي يسمح لك فيها مراعاة اللفظ وايضاً لك فيها مراعاة المعنى والمورد هنا روعي اللفظ والمعنى وهذا لا يخفى حتى على من يحمل المعلومات البسيطة.
 وحينما تقول لي ( تفضل وكل ما أتحفك به رماناً ولحماً) فهل ما قدمت لي من طعام فقط هو الرمان لأنك قلت (به) ولم تقل (بهما)؟
أو حينما أقول لك : ( امسك ما أقدمه لك) وقد أعطيتك كتاب ودفتر وقلم, فهل يعترض او يلزمني أي أحد ما لأنه لا يصح أن يراد به إلا شيء واحد (أي ليس المقدم إلا شيء واحد) لأني قلت لك (ما أقدمه) ولم أقل : (ما أقدمهما أو ما أقدمهم!) لا أعتقد أي شخص يقول به .
الثاني : ماذا تعرب كلمة و(أهل بيتي) السابقة لكلمة (أذكركم) في قوله : ( وأهل بيتي . أذكركم في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي) ولماذا عطفها وهي مضمومة اللام وما هو التقدير:
أليس التقدير (وأهل بيتي) كذلك ثم قال (أذكركم في أهل بيتي؟) كما في قوله تعالى ( ثمرها دائم وظلها ) والتقدير وظلها كذلك أي (وظلها دائم).
الثالث : ماذا تعرب لفظة ( كتاب الله وعترتي ) ونحوها ؟ أليست بدل من الهاء العائد للموصول (ما) في قولهJ (ما إن تمسكتم به) وهو دليل واضح وقوي على أن مرادهJ لكليهما .
الرابع : لاحظ الكلمة وقد رويت بلفظة (بهما) في بعض المصادر كما في : ( كنز العمال[47] - ابن جرير - ينابيع المودة[48] - مجمع الزوائد[49]).
وتجد هناك روايات صحيحة بل ومتواترة: ..إني تارك فيكم الثقلين وبعضها خليفتين وبعضها أمرين.
وإليك حديث الثقلين في رأي( الشيخ الألباني) المعبر عنه لفضله ببخاري العصر في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة[50] قال: (من كنت مولاه، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه).صحيح؟. ولاحظ طرق الحديث وشواهده في الكتاب فهي كثيرة جدا.
وأولها كما عن أبي الطفيل عنه قال: لما دفع النبيJ من حجة الوداع، ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن، ثم قالJ:
كأني دعيت فأجبت، وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن . ثم إنه أخذ بيد عليA فقالJ : (من كنت وليه، فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه).صحيح.
وأما ما ذكره الشيعة في هذا الحديث وغيره أن النبيJ قال : في عليA : إنه خليفتي من بعدي . فلا يصح بوجه من الوجوه . بل هو من أباطيلهم الكثيرة...(ارجع للكتاب). والحديث صححه الترمذي وغيره من العلماء.
فالحديث لا غبار عليه لا سندا ولادلالة وهي وجوب إتباع آل محمدD وأنهم كالقرآن : (لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم).
فهم المعصومين كالقرآن وإلا لكان وقوع الافتراق بينهما الذي نفاه الحديث واستفدنا منه وجوب الأخذ عنهم وترك كل من خالف نهجهم؟
 ونستدل به على إمامة اهل البيتD إلى يوم القيامة وننصح بمراجعة كتاب وركبت السفينة[51] لكي يوقفك على العديد من المصادر وأقوال علماء اهل السنة الذين فهموا نفس هذه الدلالة من الحديث.
الخامس : بالنسبة للإفراد أو مراعاة اللفظ كان قصد النبيJ لكي يفهمنا أنهما في الحقيقة شيءٌ واحدٌ فلا يصح الفصل بينهم فهي كقول الله تعالى: ( والله ورسوله أحقّ أن يرضوه ).
ولم يقل يرضوهما لذا هو أقوى واوضح دلالة على أهمية أهل البيتD وضرورة الأخذ عنهم والتمسك بهم.
فما زعموا من أن النبيJ أمر بالتمسك بالقرآن فقط بدلالة أنه قال (به) ولم يقل (بهما) مردود عليهم والحمد لله الذي هدانا وجعلنا من اهل التمسك بتعاليم الرسولJ.
ففي كتاب الصواعق قال ابن حجر في معرض الكلام على الصلاة على النبيJ (وعطف الأزواج والذرية على الآل في كثير من الروايات يقتضي أنهما ليس من الآل وهو واضح في الأزواج).
وقولهJ أول من يلحقني من أهل بيتي أنت ِيافاطمة وأول من يلحقني من أزواجي زينب ) دليل على وجود الفرق بين أهل البيت والأزواج وأنهن لسن من أهل البيت) .
واما اختلاف الضمائر في سياق اية التطهير سواء تذكير أو تأنيثً إذ كانت قبل الآية الكريمة بضمير المؤنث وهو نون النسوة (كنتن - تردن - وقرن) ثم بعدها أصبحت الضمائر عند الخطاب بالتطهير بضمير جمع المذكر (عنكم - يطهركم).
ومن ثم رجع بعدها السياق للخطاب بنون النسوة (واذكرن - في بيوتكن) ومن هذا يدل بوضوح من أن المخاطب بالتطهير غير المخاطب بنون النسوة (المخاطب بضمير نون النسوة تجده لعشرون مرة).
 وتوجيه الاختلاف بالضمائر من خلال القول بالتغليب فهذا بعيد جدا ً وحينما يصار اللجوء إليه من حيث لا نحرز عدم الخصوصية لأي من الطرفين أو الأطراف عند المتكلم وهل يريد شمول الحكم أو الدلالة للجميع مع نصب القرينة الدالة على إرادة التغليب وفي موردنا هنا ليس فقط لا نحرز إرادة الشمول للحكم والدلالة للأزواج (الزوجات).
بل هناك من الدلائل والشواهد والقرائن الكثيرة على بطلان القول بالتغليب المزعوم. ونأتي اليك ببعض الدلائل والشواهد والقرائن فمنها:
الاحاديث الدالة بالاختصاص وانحصار المراد من أهل البيت بأصحاب الكساءD مع خروج الزوجات .
مع ملاحظة وجود المباينة من خلال لون الخطاب بالآيات كما  سبق مضافا لذلك إشكاليات صحة إطلاق أهل البيت على نساءهJ وغير ذلك من القرائن التي لا يمكن حصرها وتعدادها .
ثم ان التغليب هنا سماعي وليس قياسي عند جمهور النحاة ومن رأى أنه قياسي (وهم القلة القليلة من النحاة).
شروط النحاة القائلين بالتغليب القياسي ما يلي: وجود القرينة الدالة على التغليب. وان لا يُوقع التغليب في لبس.
وعليه فالقول بالتغليب من الناحية النحوية في هذا المورد بعيد جدا بالإجماع والسبب لوقوع اللبس وعدم وجود القرينة الدالة بوضوح على إرادة التغليب.
ولو قيل بالتغليب لبقيت وحدة السياق فمقتضاه دخول النبيJ في السياق أو الخطاب السابق واللاحق لآية فحاصله ان الرسولJ مأموراً بالقرار بالبيت وعدم التبرج (استغفر الله) وهذا واضح البطلان لقطعنا بعدم دخوله اذاً السياق مختلف وهذا هو المطلوب .
وكذلك القول بالتغليب يقتضي أن التطهير قد استعمل على نحوين مختلفين تماماً إذ لم يكن تطهيره بمثل تلك الأوامر قطعاً (أقصد عدم التبرج), كما هو الحال في نسائهJ وهو ممنوع وإن جاز فيحتاج لدليل؟
وامتناع جريان التغليب في حق الزوجات كما تقدم وما سنورده لا يمنع بالضرورة من جريانه في حق بضعته فاطمةB والسبب عدم وجود الموانع السابقة الذكر في حق الزوجات, وكذلك تظافر الأدلة وتكاثر القرائن على إرادة هذا التغليب.
مثل أحاديث الكساء بعدة طرق وروايات الوقوف على باب سيدة نساء العالمينB وغيرها الكثير مما تعجز عن حصره أو ذكره .
فمن الشواهد التي تعضد لفظ الأهل لا تؤنث فأمامك الشواهد الفصيحة للاية التطهير من اللغة العربية على جواز التأنيث للفظ الأهل بل على الوجوب وهي كما يلي:
أن رسول الله[52]J أراد من صفيةB بعض ما يريد الرجل من أهله فقالوا إنها حائض يا رسول اللهJ   ولكن في البخاري[53] وجلال الدين السيوطي[54] (فغدا إلى رسول اللهJ وقال له إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلا فرأيت بعيني(.
 فلماذا في هذا المقام لم يقل عندهم بالجمع المذكر ؟ وفي صحيح ابن حبان[55] قال:
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عدي بن حاتم.
ثم أن رجلا جاءه فسأله نفقة فقال ما عندي شيء أعطيكه إلا درعي ومغفري فأكتب إلى أهلي إن تعطيكها فلم يرض فحلف أن لا يعطيه شيئا.
ثم رضي الرجل فقال عدي لولا أني سمعت رسول اللهJ يقول من حلف على يمين ثم رأى ما هو أتقى لله منها فليأت التقوى ما حنثت.انتهى.
والشاهد : تعطيكها ولم يقل يعطوكها؟
وكما في الطب النبوي[56] قال: ومما ينبغى تقديمه على الجماع ملاعبته المرأة وتقبيلها ومص لسانها وكان رسول اللهJ يلاعب أهله ويقبلها وروى ابو داود في سننه أنه كان يقبل عائشة ويمص لسانها.انتهى.
ومثلهِ في زاد المعاد[57] قال: وكان من لطفه وحسن خلقه مع أهله أنه يمكنها من اللعب ويريها الحبشة وهم يلعبون في مسجده وهي متكئة على منكبيه تنظر.
وسابقها في السفر على الأقدام مرتين وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة وكان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ولم يقض للبواقي شيئا وإلى هذا ذهب الجمهور.انتهى.
وايضا في زاد المعاد[58]  قال : ( وفي الصحيحين كان لا يطرق أهله ليلا يدخل عليهن غدوة أوعشية ).
واما في منهاج السنة[59] قال: ( عنهم لأنه ذكره بصيغة التذكير لما اجتمع المذكر والمؤنث وهؤلاء خصوا بكونهم من أهل البيت من أزواجه فلهذا خصهم بالدعاء لما أدخلهم في الكساء).
واما في مجمع الزوائد - الهيثمى[60] قال: ( حتى أصبح فغدا على رسول اللهJ فقال يا رسول اللهJ إنى جئت أهلى عشاءا فوجدت عندها رجلا فرأيت بعينى وسمعت بأذنى فكره رسول اللهJ ما جاء به واشتد عليه واجتمعت الانصار).
وكذلك في مسند الإمام أحمد[61] ومسند أبي يعلى[62] وأسباب النزول للواحدي النيسابوري[63] وزاد المسير [64] وتفسير ابن كثير[65] وتقسير الجلالين[66] والدر المنثور[67] ولباب النقول[68].
واما في نيل الأوطار - الشوكاني[69] قال: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) لان ما قبل الآية وبعدها في الزوجات ، فأشعر ذلك بإرادتهن ، وأشعر تذكير المخاطبين بها بإرادة غيرهن.
وبين هذا الحديث وحديث أبي هريرة الآتي من هم المرادون بالآية وبسائر الأحاديث التي أجمل فيها الآل ، ولكنه يشكل على هذا امتناعهJ من إدخال أم سلمةB تحت الكساء بعد سؤالها ذلك ، وقولهJ عند نزول هذه الآية مشيرا إلى علي وفاطمة والحسن والحسينD: ( اللهم إن هؤلاء أهل بيتي بعد أن جللهم بالكساء).
واما في تفسير السمرقندي[70] قال : أهل البيت يعني يا أهل البيت وإنما كان نصبا للنداء ويقال إنما صار نصبا للمدح ويقال صار نصبا على جهة التفسير فكأنه يقول أعني أهل البيت وقال عنكم بلفظ التذكير ولم يقل عنكن لأن لفظ أهل البيت يصلح أن يذكر ويؤنث.
واما في زاد المسير - ابن الجوزي[71] قال : والثانى أنه خاص في رسول الله J وعلي وفاطمة والحسن والحسينD قاله عليهم أبو سعيد الخدري وروي عن أنس وعائشة وأم سلمةB نحو ذلك.
 والثالث أنهم أهل رسول اللهJ وأزواجه قاله الضحاك وحكى الزجاج أنهم نساء النبي اللهJ والرجال الذين هم آله قال واللغة تدل على انها للنساء والرجال جميعا لقوله تعالى عنكم بالميم ولو كانت للنساء لم يجز إلا عنكن ويطهركن.
واما في تفسير النسفي قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) نصب على النداء أو على المدح، وفيه دليل على أن نساءه من أهل بيته. وقال: (عَنْكُمْ)، لأنه أريد الرجال والنساء من آله بدلالة (وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً) من نجاسة الآثام.
واما في تفسير الثعلبي قال : والرجس: اسم يقعُ على الإثم وعلى العذابِ وعلى النَجَاسَات والنقائِص، فأذْهَبَ اللّه جميعَ ذلك عن أهْل البَيْتِ، قالت أم سلمةَB نزلت هذه الآية في بَيْتي؛ فدعا رسولُ اللّهJ عليّا وفاطِمَةَ وحَسَنَا وحُسَيْناD فَدَخَلَ مَعَهم تَحْت كساءِ خيبري، وقالJ:
«هؤلاءِ أهل بيتي، وقرأ الآية، وقَال اللَّهمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَB: فَقُلْتُ: وَأَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ، فَقَالَJ: أَنْتِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّJ وَأَنْتِ إلَىٰ خَيْرَ».
والجمهورُ على هذا، وقال ابن عباس وغيره: أهل البيتِ: أزواجه خاصة، والجمهور على ما تقدم... وعلى قول الجمهور: هي ابتداء مخاطبةِ. انتهى.
وذكر القرطبي[72] فقال : وقالت فرقة منهم الكَلْبِيّ: هم عليّ وفاطمة والحسن والحسينD خاصة؛ وفي هذا أحاديث عن النبيّJ، واحتجُّوا بقوله تعالى: ( لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ) بالميم.
ولو كان للنساء خاصة لكان عنكنّ ويطهركنّ إلا أنه يحتمل أن يكون خرج على لفظ الأهل؛ كما يقول الرجل لصاحبه: كيف أهلك؛ أي امرأتك ونساؤك؛ فيقول: هم بخير؛ قال الله تعالى: ( أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ)[73].
والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم. وإنما قال: (وَيُطَهِّرَكُمْ) لأن رسول اللهJ وعَلِيًّا وحَسَناً وحُسَيْناًD كان فيهم، وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غُلّب المذكر لفظ الأهل يذكر ويؤنث كما نص على ذلك الزمخشري في تفسيره[74]. انتهى.
واما في تحفة الأحوذي - المباركفوري[75] قال : ( وقال أبو سعيد الخدري ومجاهد وقتادة وروي عن الكلبي أن أهل البيت المذكورين في الاية هم علي وفاطمة والحسن والحسينD خاصة ومن حججهم الخطاب في الاية بما يصلح للذكور لا للإناث وهو قوله عنكم وليطهركم ولو كان للنساء خاصة لقال عنكن).
فلاحظ انه لماذا لم يقل: (عنكن ويطهركن) بدلاً من (عنكم - يطهركم) ما دام هو بصدد الخطاب؟
لأنه مراعى في عشرون ضمير كلها بالتأنيث فلماذا هنا ذكر؟ ولا سيما من أن دواعي التأنيث صلبة لآنه لفظة أهل البيت على معنى القاطنين فيها هو شامل للرجل وللنساء وتخصيصها بنساء يوجب هذا.
وإن لم نقل يجب . فالأول ذلك . وبما أن الله سبحانه وتعالى لم يفعل ذلك عرفنا أن الحق بخلاف هذا المدعى !
ثم بعدها ياتي الخطاب على حقيقته للنبيJ, لا لنسائه بقوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها) وما وراءها هو كذلك مقول القول أي معناه: ( يا أيها النبي قل لأزواجك - وإن كنتن تردن الله ورسوله).
وما بعدها كذلك أي: ( يا أيها النبي قل لأزواجك ومن يقنت منكن لله ورسوله) وهكذا لما بقي وتستمر الآيات إلى أن تقول: ( إذ تقول للذي أنعم الله عليه) وحذف جملة: ( يا أيها النبي قل لأزواجك) لدلالة ما قبلها عليها.
ولك ان تخرجها على الالتفات أو أنها جملة اعتراضية وكل هذا وارد في القرآن وفي الكلام العربي كثيراً سواء كان شعر أو نثر والشواهد في كتابه الكريم كثيرة ومنها قوله تعالى:
( حرمت عليكم الميتةُ والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسوقٌ ).
ثم بعدها قال الله سبحانه بقوله تعالى: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ثمَّ بعدها رجع: فقال الله سبحانه  وتعالى: ( فمن اضطرَّ( . لتناول تلك المذكورات في السابق بشرط (المخمصةٍ غير متجانفٍ لإثم فإن الله تعالى غفور رحيم).
ونظم القران لم يجري على أساس النزول بحسب التسلسل الزمني, فلربما آية مكية ادرجت بين آيات مدنية والعكس فضلاً عن إثبات الآيات المتسلسلة كان نزولها دفعة واحدة.
فمن خلال روايات أم سلمةB والتي نزلت الاية في بيتها ظاهرا أن نزولها كان منفرد. وهذا ما توحي به مختلف الأجواء التي رسمتها الروايات بأحاطة: ( جمع أهل البيت - إدخالهم في الكساء - منعها من الدخول بضمن الكساء). وهناك الكثير من القرائن. ونفس الخطاب في السابق واللاحق لآية التطهير.
وبقي الكلام حول منع النبيJ كل أسلوب أو وسيلة قد تستغل للتزييف والتحريف من خلال أسلوب علمي وعملي رزين.
فبقى النبيJ ستة أشهر كلما خرج إلى الصلاة يأتي باب فاطمةB ويقول الصلاة يا أهل البيت ثم يتلوا الآية. ( قال الترمذي عنه أسناده حسن).
وقيل تسعة عشر أشهر وبعضها نجدها لم تحدد وقتاً و بعضها إلى وفاتهJ.
ولاحظ ان الألف واللام بلفظ كلمة (البيت) في الآية الكريمة عهدية ومما يؤكد كونها (عهدية) الاحاديث مثل رواية الإمام أحمد بن حنبل[76] من أن أم سلمةB قالت: ( كان النبيJ في بيتي وكنت في مخدعي إذ نزلت آية التطهير فأدخلت رأسي في البيت فقلت : أنا معكم يا رسول اللهJ؟..) فـ(انتبه لكلمة البيت بالحديث)؟.
واما في تفسير القرآن لابن كثير[77] : في رواية جابر بن عبد اللهE قال: ( نزلت هذه الآية على النبيJ وليس في البيت إلا فاطمة والحسن والحسين وعليD -ثم قرأ آية التطهير- فقال النبيJ : اللهم هؤلاء أهلي).
 فالألف واللام هنا في لفظة كلمة (البيت) للعهد أي معنى) البيت الذي اجتمعوا فيه) بدلالة الحديث ولذا ترى ان الآيات التي سبقت آية التطهير أو لحقتها كلها جاءت بصيغة الجمع المحلى بنون النسوة مثل (بيوتك).
وهو شاهد آخر جاء لكي يؤكد الحقيقة فلو كان مراده مجرد بيت السكنى لم يحصل لطلب من أم سلمةB منها الدخول تحت الكساء وغيرها له أي بمعنى ولو كان قالوا فلماذا اختصاص الآية بنسائه والبيت يسكنه غيرهن أيضاً.
ونصب لفظ كلمة (أهل) في قوله تعالى بعبارة (أهل البيت) بآية التطهير: ( نصب على النداء - نصب على الاختصاص).
فهل كان الخاطب لهن أثناء النزول والتطبيق لمدلول اية التطهير فالمتأمل لأسباب نزول الآية الكريمة كلها من حيث المرويات المتواترة من جميع الاطراف تقول آن الخطاب كان لـ( آل) محمدJ بالمفهوم الذي نذكره لا بالمفهوم المدعى.
اذا الألف واللام في لفظة كلمة (البيت) للعهد أي بمعنى (البيت الذي اجتمعوا فيه) بدليل الحديث ولذا لاحظ الآيات السابقة لآية التطهير أو لاحقة لها جاءت بصيغة الجمع المحلى بنون النسوة (بيوتكن) وهو شاهد اخر.
ثم نلاحظ مدلول لفظ (الآل) فقد ذكر الرازي[78] فقال ما نصه : وأنا أقول آل محمد الذين يؤول أمرهم إليه فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ولاشك أن فاطمة وعليا والحسن والحسينD كان التعلق بينهم وبين رسول اللهJ أشد التعليقات.
وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل وأيضا اختلف الناس في الآل فقيل هم الأقارب وقيل أمته فإن حملناه على القرابه فهم الآل وإن حملناه على الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضا آل فثبت أن جميع التقديرات هم الآل وأما غيرهم فهل يدخل تحت لفظ الآل فمختلف فيه.انتهى.
وناتي الى الأحاديث الصريحة التي تحصر أهل البيت في الخمسة فقطD فأخرج مسلم في صحيحه[79] قال:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا محمد بن بشر عن زكرياء عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة:
خرج النبيJ غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسنA بن عليA فأدخله ثم جاء الحسينA فدخل معه ثم جاءت فاطمةB فأدخلها ثم جاء عليA فأدخله ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.انتهى.
ويعتبر تصرف الرسولJ هو التفسير العملي للآية الشريفة مع تكرار الحوادث في أكثر من وقت ومكان.
ومثلها وقوف النبيJ على باب السيدة فاطمةB وقوله لهم الصلاة أهل البيت ثم يتلوا الآية.
ويؤكده الحديث الذي ينفي من ان نساء النبيJ من أهل البيتD فاخرج مسلم في صحيحه كتاب فضائل[80] قال:
حدثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا حسان يعنى بن إبراهيم عن سعيد وهو بن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال:
ثم دخلنا عليه فقلنا له لقد رأيت خيرا لقد صاحبت رسول اللهJ وصليت خلفه وساق الحديث بنحو حديث أبي أنه قال ألا وإني ثقلين أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة وفيه فقلنا من أهل بيته نساؤه قال:
لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.انتهى.

[1] - مسند الامام أحمد مسند المدنيين ح15992 و15993 ط العالمية ج 4 ص61 ط: مؤسسة قرطبة مصر.
[2] - مسند الإمام أحمد مسند باقي الأنصار ح 22060 ط العالمية.
[3] - مجمع الزوائد ج 2 ص144 ط: دار الديان للتراث القاهرة 1407هـ.
[4] - المصنف عبد الرزاق ج 2 ص 211 ح 3103 باب الصلاة على النبيJ ط: المجلس العلمي تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.
[5] - مسند أحمد ج 5 ص 374 ح 23221 ط: مؤسسة قرطبة مصر.
[6] - سنن البيهقي  ج 2 ص 151 ح 2686 ط مكتبة دار الباز مكة المكرمة ط: سنة 1414هـ تحقيق محمد عبد القادر عطا.
[7] - سنن أبي داود  كتاب الصلاة ح 832 ط العالمية وج 1 ص 258 ح 982 ط: دار الفكر تحقيق محمد محيي الدين الدين عبد الحميد.
[8] - كتاب الإعتقاد ج1 ص326 ط: دار الآفاق الجديدة بيروت تحقيق أحمد عصام الكاتب.
[9] - مسند أبي عوانة  ج4 ص 160 و ج 2 ص 381.
[10] - التاريخ الكبير ج 3 ص 87 ط: دار الفكر تحقيق السيد هاشم الندوي.
[11] - كتاب أحوال الرجال  ج 1 ص 215 و: ج 4 ص 135 ط: مؤسسة الرسالة بيروت ط:1 تحقيق صبحي البدري السامرائي.
[12] - المحلى  ج 4 ص 134 ط: دار الآفاق الجديدة تحقيق لجنة إحياء التراث العربي.
[13] - نيل الأوطار  ج 2 ص 320 ط: دار الجيل 1973 م.
[14] - الصواعق المحرقة  ص 176 أخرج أحاديثه وعلق حواشيه وقدم له عبد الوهاب عبد اللطيف الأستاذ المساعد بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر وقال في ص 172 وأكثر المفسرين على أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسينD.
[15] - التوفيق الرباني - جماعة من العلماء ص175.
[16]-  القاموس المحيط للفيروز آبادى ج 4 ص 416.
[17] - تاج العروس للزبيدي ج 5 ص 267.
[18] - المجموع للنووي  ج 3 ص 464 ط: دار الفكر.
[19] - روضة الطالبين للنووي ج 8 ص 557 ط: دار الكتب العلمية تحقيق: الشيخ عادل عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض.
[20] - مغني المحتاج  ج 1 ص 176 ط: دار إحياء التراث العربي ط: 1377هـ.
[21] - حواشي الشرواني والعبادي ج 3 ص 54 ط: دار إحياء التراث العربي.
[22] - إعانة الطالبين  ج 1 ص 201 و: ج 2 ص 356 ط: دار الفكر طبعة1.
[23] - الموطأ  ج 1 ص 3 ط: دار إحياء التراث العربي تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي.
[24] - رسالة بن ابي زيد ص24 طبعة المكتبة الثقافية.
[25] - تنوير الحوالك للسيوطي ص182.
[26] - مواهب الجليل ج 1 ص 25 ط: دار الكتب العلمية تحقيق الشيخ زكري عميرات ط1.
[27] - الثمر الداني  ص 724 ط: المكتبة الثقافية.
[28] - نيل الأوطار  ج 2 ص 320 ط: دار الجيل.
[29] - عون المعبود ج 3 ص 189 ط: دار الكتب العلمية.
[30] - كنز العمال للمتقي الهندي ج 1 ص 493 :2175عن ابي هريرة.
[31] - سورة هود الاية 73.
[32] - سورة طه االاية 10.
[33] - سورة الاعراف الاية 83 .
[34] - سورة الاعراف الاية 83.
[35] - سورة الحجر الاية 30.
[36] - المستدرك على الصحيحين ج2 ص416 تلخيصه في الهامش.
[37] - سورة التحريم الاية 6.
[38] - سورة طه الاية 132.
[39] - صفة الصلاة للالباني ص65.
[40] - تحفة الأحوذي - المباركفوري ج 01 ص 197.
[41] - لسان اللسان تهذيب لسان العرب  ج2 ص 132 ط: دار الكتب العلمية.
[42] - المعجم الوسيط للمجمع اللغوي المصري ج 2 ص 582 ط: دار الدعوة.
[43] - القاموس المحيط للفيروز آبادي.
[44] - أساس البلاغة للزمخشري  ص 408 ط: دار الفكر.
[45] - مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر الرازي  ص362 ط: مكتبة لبنان.
[46] - الرائد لجبران مسعود ج2 ص 1002 ط: دار الملايين بيروت .
[47] - كنز العمال ج1ص342 ط: حيدر آباد.
[48] - ينابيع المودة ص32 ط: إسلامبول عن الثعلبي وقيل وأحمد.
[49] - مجمع الزوائد  ج 9ص 143.
[50] - الألباني كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع: المناقب والمثالب تعبير الرؤيا رقم الحديث1750 الصفحة 330 نوع الحديث ( صحيح ) مطبعة المعارف للنشر والتوزيع بالرياض سنة الطبع1415.
[51] - راجع : كتاب وركبت السفينة للمستبصر الأردني مروان خليفات.
[52] - ج2 ص 965.
[53] - صحيح البخاري  ج 2 ص 618 .
[54] - جلال الدين السيوطي  ص 139.
[55] - صحيح ابن حبان : ج 10 ص 187 ح 4346 . نشر وطبعة مؤسسة الرسالة تحقيق : شعيب الأرنؤوط.
[56] - الطب النبوي  ج 1 ص 196.
[57] - زاد المعاد  ج 1 ص 152.
[58] - زاد المعاد  ج 2 ص452.
[59] - منهاج السنة  ج 4 ص 23.
[60] - مجمع الزوائد للهيثمى  ج 5 ص 12.
[61] - مسند الإمام أحمد  ج 1 ص 238 ط: دار صادر بيروت.
[62] - مسند أبي يعلى  ج 5 ص 125 ط: دار المأمون للتراث.
[63] - أسباب النزول للواحدي النيسابوري ص213 ط: مؤسسة الحلبي وشركاه القاهرة.
[64] - زاد المسير  ج 5 ص 344 ط: دار الفكر.
[65]-  تفسير ابن كثير  ج 3 ص 276 ط: دار المعرفة.
[66] - تقسير الجلالين  ص 564 ط: دار المعرفة.
[67] - الدر المنثور ج 5 ص 22 ط: الفتح جدة.
[68] - لباب النقول ص 139 ط:  دار الكتب العلمية.
[69] - نيل الأوطار للشوكاني  ج 2 ص 327 .
[70] - تفسير السمرقندي  ج3 ص56.
[71] - زاد المسير لابن الجوزي  ج 6 ص 198.
[72] - القرطبي  ج 14 ص 128 .
[73] - سورة هود الاية 73.
[74] - تفسير الزمخشري  ج1 ص535 عند كلامه عن الآية 75 من سورة النساء.
[75] - تحفة الأحوذي للمباركفوري  ج 9 ص 48.
[76] - رواية الإمام أحمد بن حنبل (أم سلمةB قالت) ج1 ص 177 ح2657.
[77] - تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج3 ص 492.
[78] - الرازي المجلد 9 ص 595 ط : دار إحياء التراث العربي.
[79] - صحيح مسلم فضائل أهل بيت النبيJ  ج4 ص1883 الحديث برقم: 2424.
[80] - صحيح مسلم كتاب الفضائل ج 4 ص 1874 ح2408.