السبت، 15 أبريل 2017

فدك من مصادر اهل السنة


فدك من مصادر اهل السنة
      تسمى فدك الصدِّيقة الطاهرةB يقال إنّه لو كان لها حقّ بفدك لأعاد الإمام عليA هذا الحقّ لأصحابه في زمن خلافته؛ لأنّه كان قادراً على ذلك ويده مبسوطه انذاك.
فلو أرجع الامام عليA فدك لقالوا عنه ثم اتُّهامه بالخيانة واغتنام الفرصة، والسبب انّ أكثر الامة في ذاك الزمان كانت على ضلال وجهالة، حيث كانوا يعتقدون بصحّة جميع افعال الأوّلين أو لا أقلّ من احتمالهم صحّته [1].
     لقد تغير مجرى الاسلام واصبحت حال المسلمين يموج بعض في بعض بسبب خبر احاد لا يستقيم متنا وسندا وظلمت امة باكملها وهو «إنا معاشر الأنبياء لانُورث ما تركناه صدقة»[2].
لكن من خلال تحقيق شامل يتضح لك أن النظام الحاكم الغاصب قد ارتكب في عمله هذا عشرة أخطاء فاحشة، سنقوم بعرض مختصر لها ونوكل الخوض في التفاصيل إلى محل آخر وهي:
1- كانت السيدة فاطمةB تملك فدك، أي أنها كانت «ذو اليد»، وفي رأي قوانين الإسلام وجميع القوانين المعروفة في الوسط العقلائي العالمي فإن «ذو اليد» لايحتاج إلى استشهاد أو تصديق على ما يملكه إلا إذا أظهرت شواهد على ما يبطل ملكيته.
فمثل إذا ادّعى شخص ملكية دار يسكن بها، فلا يمكنك إخراج الدار من يده ما لم يظهر دليل يُنافي إدعائه، كما لا حاجة في أن يشهد أحداً على ديمومة ملكيته، بل هذا التصرف (إن أراد إنجازه بنفسه أو يوكله لممثليه) لأفضل دليل على صحة مالكيته.
2- شهادة فاطمةB لوحدها كانت كافية في هذه المسألة، لأنها معصومة بحكم الآية الشريفة: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)[3] وحديث الكساء المشهور الذي نقلته كتب اهل السنة المعتبرة من كتب الصحاح وغيرها فأبعد الله عز وجل القبح والذنب عن النبيJ وعليّ وفاطمة والحسن والحسينD وطهرهم من كلِّ معصية.
3- شهادة الإمام عليA لوحدها كانت كافية كذلك فهو يتحلى بمنزلة العصمة وآية التطهير والروايات التي دلّ على هذا المعنى كثيرة، منها الحديث المشهور «الحق مع علىٍّ مع الحق، يدور معه حيثما دار»[4] الذي يكفينا دليل على عصمتهA. إذا كيف يدور الحق حول محور وجود علىٍّA لكن شهادته غير مقبولة.
4- تعتبر شهادة «أم أيمB» هي الأخرى كافيةً في إثبات الحق، فكما ينقله ابن أبي الحديد: عندما جاءت فاطمةB بأم أيمنB للشهادة، قالت «أم أيمنB» لألي بكر: لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتجّ عليك بما قال رسول اللهJ أنشدك بالله ألست تعلم أن رسول اللهJ قال: «أم أيمن امرأة من أهل الجنة». فقال أبوبكر: بلى. إذن فكيف تُردُّ شهادتها بعد أن علموا مقامها وهي من أهل الجنة[5].
5- بالإضافة لكلِّ ما سبق، يكتفي الحاكم بتوفر القرائن المختلفة «الحسيةً كانت أم الشبية بها» لكي يقوم بالفصل في الدعوى، فهل يا ترى أن مسألة «ذو اليد» من ناحية، وشهادة الشهود الذين تكفي شهادة كلٍّ منهما في إثبات وإحقاق الحق من ناحية أخرى، لا يوفران العلم واليقين لدى الحاكم.
6- لم تكن رواية ميراث الأنبياءD في الواقع كما صاغه وفسره الغاصبين، إنما كان بشكل ومعنى آخرين، فمصادر الحديث تنقل الحديث بالشكل التالي «إن الأنبياء لم يُورثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظٍّ وافر»[6].
ونستدل أن الحديث قصد الإرث المعنوي الذي يورثه الانبياءD، وليس له علاقة بالإرث المادي، وهو مصداق الحديث المروي عن الرسولJ في أن: «العلماء ورثة الأنبياء». وخاصة عبارة «ما تركناه صدقة» فهي حتماً لم تكن موجودةً بالحديث مطلقاً، فهل يمكن أن يتحدث الرسولJ بما يخالف صريح القرآن.
لاحظ القرآن الكريم يشهد في مواضع متعددة على توريث الأنبياء أبناءهم، وتشير آياته الشريفة بوضوح إلى أن ميراثهم لم يقتصر على الميراث المعنوي فحسب، بل وشمل الجانب المادي كذلك.
واستدلت فاطمةB بهذه الايات المباركة بخطبتها المعروفة التي ألقتها في المسجد النبوي الشريف بين جمع من المهاجرين والأنصار، فلم ينكر عليها أحد منهم ما قالتB، كل ذلك كان دليل على زيف الحديث الذي ادّعاه الخليفة.
7- وإن صحَّت هذه الرواية فكيف لم تعرف ولم تسمع به أي من نساء النبيJ حيث أرسلن إلى الخليفة من يطالب بسهمهنَّ من ميراث الرسول[7]J.
8- وإن صح هذا الحديث، فلماذا الخليفة مباشرة بأصدار حكماً أمر فيه برد فدك إلى فاطمة الزهراءB ذلك الحكم الذي سلبه الخليفة الثاني منها ومزقه[8].
9- إذا كان لهذا الحديث أي واقع، وكان من اللازم تقسيم فدك على المستحقين باعتبارها صدقة، فلماذا استدعى الخليفة الثاني في زمان خلافته الامام عليّA والعباس - بعد فوات الأوان - وأبدى استعداده في تسليمهم فدك كما ذكر في كتب تأريخ الاسلام المشهورة[9].
10- جاء في كتب « الشيعة » و«اهل السنة» المعتبرة أن الزهراءB غضبت على الخليفتين الأول والثاني بعد أن منعاها حقها - فدك - وقالت لهما «لن أكلمكما بعد اليوم»[10] وكان الأمر كما قالت إلى أن وافاها الأجل[11]B
1 - الاهتمام بقضية فدك: فدك الزهراء[12]B من صاحب حق في ذلك فمسألة فدك هي لكل الاجيال وسمة في جبين المسلمين لكي ياتي بدراسة موضوعية تاريخية مدعمة بالدليل لمعرفة الحق وأهله من الباطل وجنده ,لتضيء عقول الأجيال وتزيح الظلام المزيف.
ماهي فدك[13] هي الحقيقة الغائبه على البعض قضية فدك والتي استاثرت بقسط كبير من الاخذ والرد عند اهل السنة والشيعة , ولا يزال الحديث عنها والمطالبة بها (فدك) قرية من قرى الحجاز بينها وبين المدينة المنورة (حوالي 140كم) مسيرة يومين او ثلاثة ايام مشياً على ابعد التقادير وتقع الى جوار خيبر التي كانت في وقتها من اكبر القرى اليهودية وامنعها حصونا, وبعد ما تغلب المسلمون وانتصروا على يهود خيبر بعد تلك المعارك الضارية بينهم وبين اليهود.
 فاستولى عليها المسلمين وتركهم النبي الاعظمJ يعملون في الارض (خيبر) بنصف ناتجها واما النصف الاخر للقيادة النبوية انذاك , ولما انتهى الرسولJ من خيبر ضاقت الدنيا بعين سكان فدك واصبحوا على يقين ان النبي الاكرمJ سوف يتجه اليهم فاستولى عليهم الرعب والخوف فارسلوا اليه انهم على استعداد لان يسلموه الارض وجميع ما يملكون بشرط ان يتركهم يعملوا فيها بنصف الناتج كما صنع مع اليهود في خيبر.
 فوافق النبي الاعظمJ على ذلك وصالحهم على نصف ناتجها وبذلك اصبحت خيبر ملك للمسلمين لانهم استولوا عليهم بالحرب. واصبحت فدك ملك للنبيJ لانه لم يوجف عليها بخيل او ركاب, وات ذا القربى حقه.
وصرح كثير من المفسرين أن النبيJ بعدما رجع إلى المدينة المنورة نزل جبرئيلA من عند الرب الجليل بالآية الكريمة بقوله تعالى: (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيراً).
ذي القربى من هم مع ان النبيJ يعلم من همD فنزل ثانياً جبرئيلA فقال له : إن الله سبحانه يأمرك أن فدكاً لفاطمةB. فارسل بطلب ابنته فاطمةB فأعطاها فدك, وتصرفت هي فيها وأخذت حاصلها فكانت تنفقها على المساكين.
وقد روى الكبار من المفسرين والأعلام من علماء اهل السنة منهم الثعلبي في تفسير كشف البيان ورواه جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ورواه أبو القاسم الحسكاني ورواه المتقي الهندي في كنز العمال ورواه ابن كثير الدمشقي الفقيه الشافعي في تاريخه ورواه الشيخ سليمان الحنفي في ينابيع المودة نقلاً عن الثعلبي وعن جمع الفوائد وعيون الأخبار.
لما نزلت الاية المباركة (وآت ذا القربى حقه) دعا الرسولJ فاطمةB فأعطاها فدك الكبير , بشهادة الروايات عن ابن عباس وجماعة وغيره, وهذا نوع من رد جميل لما أنفقت أمها خديجة الكبرىB من مالها في الإسلام , فقبلتها الزهراءB وبقيت تحت تصرفها أيام حياة الرسولJ أكثر من ستة أشهر, تجني ثمارها وتتصرف بها للفقراء.
فما هي المشكلة في ذلك لانها بدأت الظليمة حينما أستولى أهل السقيفة بقيادة أبو بكر على أرض فدك وطردوا العاملين فيها, وتم مصادرتها غصب! فماهي حجتهم. دعوى أبو بكر أنه قد سمع حديث عن رسول اللهJ قال فيه: نحن معاشر الأنبياء لا نورث  فما تركاه صدقة للمسلمين.
فهذا الحديث لم ينقله أي مسلم ولم يسمع من أي أحد سوى أبو بكر فقط دون غيره كما زعم! فيا للعجب! ربما تسأل لماذا هذا العجب ؟ لأنه لم نسمع في يوم من الايام أن النبيJ سنّ تشريع فيختص بالمسلمين ويبلغه لواحد فقط وينقله ويدعيه واحد فقط !
وأذا كان يخص ابنتهB فلماذا لم يخبرها وهي المعنية بالأمر! والادهى والأعجب منه أن ما أدعاه يخالف صريح القران الكريم في آيات متعدده ورغم كل هذا تجد بعض المغفلين يأخذون كلام أبو بكر كحكم تشريعي مع معارضته لآيات كثيرة.
 وكل هذا لكي لايخدشون في شخصيته ومواقفه ثم بعدها يعاندون على خطئهم ويسنون تشريعات في الميراث لغرض تقنين الفقه دون جدوى ولكنها تظلم البنت بغير ما أنزل الله بها من سلطان.
وبعضهم ذهب لنسخ آيات القران, ويغيرون الكلم عن مواضعه , لمحاولة تصحيح مسار أهل السقيفة ولكنه لا تقنين ولا تصحيح بل ايجاد الطرق والسبل للخروج من هذا المأزق الذي غير مسار اتجاه الاسلام فأين التقوى وأين مخافة الله !
طالبت فاطمةB أبو بكر بفدك فاجاب: ان اباك لم يترك درهما ولا دينارا, وانني سمعته يقول :ان الانبياء لا يورثون, فقالت ان ابي وهبها لي فطلب منها من يشهد لها بذلك !
( أ ) - القضاء الاسلامي :: في القضاء على المدعي البينة واليمين على من أنكر, ولكن أبو بكر المدعي أنه سمع حديث الرسولJ أن الأنبياء لايورثون , وعلى هذا الفرض هو عليه احضار البينة لكي يشهد على صحة الحديث الذي قاله الخليفة ؟ وليس فاطمةB.! فالزهراءB صاحبة اليد في التصرف بفدك والسبب لأنه فدك بيدها وتحت تصرفها وصاحب اليد لايحتاج الى بينة وشهود , فهي صاحبة حجة.
 مع ذلك احضرت الامام عليA وام ايمنB وشهدوا بان الرسولJ قد وهبها اياها ثم ابو بكر رد شهادة الامام بقولهم: ان عليا يجر النار الى قرصه وأما أم أيمن فهي أعجمية لا تفصح عما تريد. فلابد من رد لموقف ابو بكر وعمر من هذه الحادثة.
العجب من أبو بكر وعمر كلاهما قد سمعا الرسولJ يقف على باب السيدة الزهراءB ويسلم قائلا: السلام عليكم ياأهل البيت النبوة, بعدها يتلوا الآية: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فأهل البيت علي وفاطمة والحسن والحسينD فهم مطهرون معصومين قد أذهب الله عنهم الرجز(الرجز وهو كل عمل قبيح) وطهرهم تطهيرا.
وسمع أبو بكر وعمر إن رسول اللهJ قال عن فاطمةB: (فاطمة بضعة مني ، من أغضبها أغضبني ومن أغضبني فقد أغضب الله)[14] وكذلك سمعا الرسولJ اكثر من مرة يقول: علي مع الحق والحق مع علي كما قال علي مع القرآن والقرآن مع علي.
والكثير من الروايات التي تؤكد بالامام عليA حق وهو معصوم فإن لم يكن معصوم فكيف يكون مع القرآن دائما والقرآن معصوم يكون معه دائما أيضا. هذا احد الادلة من دلائل العصمة له فكلاهما عليA والقرآن معصومان).
( ب ) - في مسجد الرسول J فاطمة المعصومةB تحتج على أبو بكر وتقف غاضبه ساخطة على أعدائها والغاصبين لإرثها وحق زوجها في خلافة الرسولJ في المسجد وتلقي خطبتها , وأقتطع جزء مهم من الخطبه لغرض الأختصار.
قالتB : وانتم الان تزعمون : أن لا إرث لنا، افحكم الجاهلية تبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ؟ ! أفلا تعلمون ؟ بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية : أني ابنته .
ايها المسلمون أأغُلَبُ على ارثي ؟ يابن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا ارث أبي ؟ لقد جئت شيئا فريا !. أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟ اذ يقول : (وورث سليمان داود)[15] وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا اذ قال :
(فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب)[16] وقال: (واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله)[17] وقال: (يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين)[18] وقال: (إن ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين)[19].
وزعمتم : ان لا حظوة[20] لي ولا ارث من أبي ، ولا رحم بيننا ، افخصكم الله بآية اخرج أبي منها ؟ ام هل تقولون : أن اهل ملتين لا يتوارثان ؟ أو لست انا وأبي من اهل ملة واحدة ؟ أم انتم أعلم بخصوص القرآن من أبي وابن عمي ؟
فدونكها مخطومة[21] مرحولة[22] تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم والزعيم محمد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم اذ تندمون ، ولكل نبأ مستقر ، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم. ثم رمت بطرفها نحو الانصار فقالت : يامعشر النقيبة[23] واعضاد الملة وحضنة الاسلام ، ماهذه الغَميزَة[24] في حقي والسِنة[25] عن ظلامتي ؟
أما كان رسول الله أبي يقول : (المرء يحفظ في ولده) ؟ سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ذا إهالة[26] ولكم طاقة بما احاول ، وقوة على ما اطلب وأزاول ، أتقولون مات محمد....نهاية الخطبة الشريفة.
فلماذا خطبتB وما هي مناسبة الخطبة على إثر الأحداث المريرة والفتن الصعبة التي شهدتها المدينة المنورة بعد وفاة النبي الأعظمJ مثل اولاً قضية اغتصاب الخلافة من بيعة الغدير وثانياً الاعتداء على حق أمير المؤمنينA وثالثاً غصب فدك من فاطمة الزهراءB ورابعاً الهجوم على دارها وكسر ضلعها وسقوط جنينها.
وغيرها من الأحداث المؤلمة، فرأت سيدة نساء العالمينB أن الواجب يفرض عليها الوقوف مع الحق وتقول كلمة الحق . وهكذا ذهبت إلى مسجد النبيJ ووقفت أمام جموع المهاجرين والأنصار وخطبت بهذه الخطبة القيّمة.
رسالة المظلومية وصية بنت الرسولJ لكل العصور والأجيال ينقل هذه الكلمات زين المحدثين النيسابوري[27] إذ يقول: مرضت فاطمةB مرضا شديدا , فلما نعيت اليها نفسها دعت أم أيمنB , وأسماء بن عميس , وأحضرت عليA.
 فقالتB : يا أبن عم إنه قد نعيت لي نفسي , وأنني لاأرى ما بي إلا أنني لاحقة بأبيJ ساعة بعد ساعة وأنا أوصيك بأشياء في قلبي.
قال لها عليA: أوصيني بما شئت يابنت رسول اللهJ فأنك تجديني فيها أمضي كما أمرتيني وأختار أمركي على أمري. ثم قالتB: جزاك الله عني خير الجزاء يا أبن عم رسول اللهJ أوصيك (الى ... ).
ثم قالتB: أوصيك أن تتخذ لي نعشا فقد رأيت الملائكة صوروا صورته. فقالA لها : صفيه لي, فوصفته فأتخذه لها, فأول نعش عمل على وجه الأرض ذلك.
ثم قالتB: أوصيك أن لايشهد جنازتي أحد من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي, فأنهم عدوي وعدو رسول اللهJ ولا تترك (لاتدع) أن يصلي عليّ أحدِ منهم, ولامن أتباعهم, وأدفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار. وعفر موضع قبري, وتعهد قبري بقراءت القرآن.
واهم ماورد وذكر في وصية سيدة نساء العالمينB انها ماتت وهي غاضبة على قومها خصوصا أبو بكر وعمر لما ظلماها وظلما زوجها وأولادها وطلبتB أن لايشهد جنازتها والصلاة عليها وأمرتB أن يخفى موضع قبرها.
وهذه رسالة ليس لنهايتها زمان ومكان لعموم المسلمين من اراد زيارة قبر بضعة النبيJ ويتسائل أين قبر فاطمةB بنت الرسولJ. لحد الآن لايعرف أين ! وهي رسالة مظلومية ترفعها الزهراءB لكل الأجيال لكي يعرفوا مدى ظلامتها من أبو بكر وعمر ومن المقربين منهم من أهل السقيفة حتى لا يأتي من يحاول ان يضع التبريرات أو يكذب حقائق التاريخ زورا وبهتانا.
ودليلنا أين قبر الزهراء بنت الرسولJ , ضياع القبر هو العلامة البارزة الشامخة والواضحة لكي يستبين الحق من الباطل, ومن مع الرسولJ وأهل بيتهD ومن ضدهم.
2                       - شبهات وردود حول فدك : قال البعض إن فاطمةB ماتت وهي راضية على أبو بكر وصاحبه عمر وهذا غير صحيح بنص صحيح البخاري[28] قال: أن رسول اللهJ قال : (فاطمة بضعة مني ، من أغضبها أغضبني ومن أغضبني فقد أغضب الله).
ثم يروي البخاري[29] نفسه ويعترف بأن فاطمةB ماتت وهي غاضبة على أبي بكر فلم تكلمه حتى ماتت والحق لا بد أن يظهر مهما ستر وحاول أنصار الباطل التمويه والتلفيق ، فحجة الله قائمة على عباده من يوم نزول القرآن وإلى قيام الساعة.
وقيل ما قيمة فدك بالنسبة للحكام لماذا لم يرجعوها اليها. تعلمون جيدا ان فدك مورد أقتصادي قوي ومهم وكان يصرف أغلبه للفقراء والمحتاجين وهذا بدوره سيولد الحب والأنشداد اللاارادي الى أهل البيتD وهذا لايصب في مصلحة الحكام هذا.
ولو أستجاب الحاكم لمطالب فاطمةB في فدك وأرجعها لها من البديهي ستكون نتيجة تفكيره ان في الغد ستأتي الزهراءB وتطالب بالخلافه التي يعلم هو غصبيتها. وبالتالي إرجاع الإمام عليA الى الخلافة والحكم, وهذا مايخشاه الجميع وخصوصا أبو بكر وعمر وأهل السقيفة.
وحينما أبو بكر طلب الشهود من الصديقةB لماذا أكتفت بالامام عليA وام المؤمنين أم أيمنB دون الصحابة الآخرين ,وللعلم الكثير منهم كان يعلم بملكيتها لفدك. والزهراء[30]B لا يستعصي عليها الشهود ولكن وقفت هذا الموقف لانه موضوع  فدك لم يكن يهمها كثيرا كـ(مورد مالي) وهو داخل ضمن الامور الخصوصية.
 فهيB كانت توزع وارد فدك على المحتاجين , وليس لها حرصا حتى تشرك القوم به, ولكنها احضرته للشهادة لغرض الزامهم حجتها وظلامتها بردهم الصريح لنصوص القرآن. مع العلم انه لو لم تتصرف هكذا الزهراءB لوصل الينا اليوم ان سكوتها بمثابة اقرار منها على ما تصرفوا الشيخين بفدك.
ومن باب اخر أرادتB أن تكشف هذه المؤامرة عن الامام عليA وأهل بيتهD وتتحدث في مركز العاصمة الإسلامية ومن موقع يمثل محور القيادة وهو مسجد النبيJ. ولو قالوا حينما أستلم الإمام عليA الخلافة , لماذا لم يرجع فدك الى ورثة فاطمة المظلومةB.
بسبب ان لا يتقول احد فيقول أستفاد زوج البتولD الخلافة وأستأثرها لنفسه ولأموره الشخصية واسترجع فدك لهم. واخرى ان فدك لو استخدم الامامA سلطته واسترجعها بالتالي سيضعها في بيت المال وسيصرف بيت المال على المسلمين والفقراء, وهذا ما كانت السيدة فاطمةB تفعله عندما تجلب واردات فدك تصرفه على الفقراء.
ولو قيل إن فدك هبة الرسولJ فلماذا أثارت قضية الميراث. لانه أبو بكر هو الذي انكر عليها هبة ابوها وهو الذي أدعى وتفرد بالحديث (نحن معاشر الأنبياء لانورث) ولهذا السبب قامت الصديقةB بالأحتجاج عليه بالقرآن وبآيات الميراث للأنبياء.
ولو قيل كان للنبيJ أولاد أكثر من فاطمة مثل زينب وأم كلثوم وغيرها فلماذا تركيزكم على فاطمة كوريث وحيد دون سواه. ابو القاسمJ ليس عنده أي ذرية غير فاطمة الزهراءB وهي البنت الوحيدة للنبيJ وأما أم كلثوم وزينب فهن بنات أخت زوجته خديجة وكذلك هن ربائب النبيJ كما فصلناه سابقا بالمقدمة.
اذاً : فعلينا الاهتمام بمسألة فدك لانه ليس بعد الحق إلا الظلال , لنصطف مع الزهراء وأبيها وعلي والحسن والحسينD فهم سفن النجاة كما قال نبي الهدىJ: (مثل اهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها فقد نجى ومن تخلف عنها فقد غرق وهوى) وهو (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ).
فالمودة تعني الحب والأتباع والقربى وهم الزهراء وعلي وأبنائهما المعصومينD لنركب سفينة النجاة ونوصل ظلامة الصديقة الطاهرةB لكي تكون الناقوس الذي يدق في عالم النسيان وغفلة وجهل البعض.
فيجب علينا الاهتمام بقضيتنا المنسية فدك، لغرض إرجاعها إلى أيدي أصحابها وإعمارها وبمزيد الاهتمام بها، فإنها معلم من معالم الدين وشعيرة من الشعائر كما في قوله تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)[31] فستقول كيف نسترجعها والموضوع انتهى منذ قرون واي مصداق له لكي نسلمها له نقول ليس هكذا تفهم الامور.
بل نقصد العطاء العلمي والفكري من خلال البحوث والدراسات والندوات والمؤتمرات لما يترتب عليه من الآثار والنتائج العظيمة، المادية والمعنوية، ومن المعلوم أن الفوائد المعنوية منها أهم من الفوائد المادية. كمـا احتج امير المؤمنينA لاثبات ان فدك ملك الزهراءB، وكما طالب الامام الكاظمA بفدك.
هذا ومما استفدناه من بعض الروايات ان الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراءB تشكو لأبيهاB في يوم القيامة أمر فدك [32].
احتجاجات فدك في مصادر اهل السنة: ونورد لك روايات واحاديث من مصادر ومسانيد وصحاح اخواننا اهل السنة لقضية فدك وكما يلي:
1-                    فقد رُوِيَ في كتاب الاحتجاج[33].
2-                   وكذلك رُوِيَ في كتاب قرب الإسناد[34].
3-                   وكذلك رُوِيَ في كتاب الإمامة والسياسة[35].
4-                   وكذلك رُوِيَ في كتاب إحقاق الحق[36].
5-                   وكذلك رُوِيَ في كتاب حلية الأولياء[37].
6-                   وكذاك رُوِيَ في كتاب مستدرك الحاكم[38]على الصحيحين.
7-                   وكذلك رُوِيَ في كتاب أسد الغابة[39].
8-                   وكذلك رُوِيَ في كتاب الاستيعاب[40].
9-                   وكذلك رُوِيَ في كتاب مقتل الحسين[41]A للخوارزمي.
10-            وكذلك رُوِيَ في كتاب إرشاد الساري[42].
11-            وكذلك رُوِيَ في كتاب الإصابة[43].
12-            وكذلك رُوِيَ في كتاب تاريخ الخميس[44].
13-            وكذلك رُوِيَ في كتاب صحيح البخاري[45].
14-            وكذلك رُوِيَ في كتاب صحيح مسلم[46].
15-            وكذلك رُوِيَ في كتاب تاريخ الطبري[47].
16-            وكذلك رُوِيَ في كتاب السنن الكبرى[48].
17-            وكذلك رُوِيَ في كتاب مسند فاطمة[49].
18-            وكذلك رُوِيَ في كتاب الطبقات الكبرى[50].
19-            وكذلك رُوِيَ في كتاب مسند أحمد[51].
20-            وكذلك رُوِيَ في كتاب شرح النهج[52]
فمن تلك المصادر وهي حجة على المطلع فيحق مطالبة المرأة بحقها[53] وفضح الطغاة جوازاً بالمعنى الأعم الشامل للوجوب والاستحباب والإباحة، ولا فرق بين الرجل والمرأة من جهة المطالبة.
كما قال قال الامام عليA: (طلب التعاون على إقامة الحق ديانة وأمانة)[54]. وكما في الحديث: (ثلاث لا يستحيى منهن: ..وطلب الحق وإن قل)[55]. وقالA: (اخسر الناس من قدر على ان يقول الحق ولم يقل)[56].
ولها أن تحضر مجلس القضاء، وترفع الشكوى، إلى غير ذلك مما هو مذكور في أبواب الفقه، وإن لم ينفع ذلك فلها أن ترفع ظلامتها على رؤوس الأشهاد، كما فعلت السيدة فاطمة الزهراءB بذلك.
ومن الضروري فضح سياسة السلطات الجائرة ورجالاتها وتربية الناس عليهِ كما قال رسول اللهJ: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)[57] وبالمعنى الأعم المطالبة بالحق، فيكون شامل للمستحب والواجب، كل في مورده، حتى ولو كان الحق مادي ودنيوي.
ولا يخفى إن فاطمةB كانت تهدف من موقفها وخطبتها كخطوط عامة هدفين، وهما أهم من الجانب المادي الاول كشف القناع عن الحقيقة، وإثبات أن الحق في أمر الخلافة مع عليA عبر الاستدلال والمطالبة بحقه.
والاخر نتائج معنوية وتاريخية عبر فضح الغاصبين إلى يوم القيامة، ورسم المقياس لغرض معرفة الحق من الباطل، وتربية الأمة على التصدي للجور، وعدم السكوت عن الحق، والتضحية بكل غال ونفيس في سبيله.
وحققتB كلا الهدفين، بالإضافة إلى تحقق الجانب المادي بعد حين، كما يدل على ذلك رد جماعة مـن الحكام فدك وإن اغتصبها جماعة آخرين[58]. وقد كشفتB القناع عن وجه الحقيقة، وأثبتت أن الحق لعليA وفضحت الغاصبين، ورسمت ميزان الحقيقة للأجيال، وأعطت خير نموذج للتصدي للجور والظلم.
إضافة لذلك، كان دفاعها عن حق الإمام عليA أثر في عمق التاريخ، حيث أن جماعة من ذريتهِA وشيعته وصلوا إلى الحكم طول التاريخ الإسلامي، وليومنا هذا، في مسائل مفصلة، مذكورة بالتواريخ من جهاد الشيعة بين الماضي والحاضر والمستقبل ودور الدول الشيعية في التاريخ.
اذاً : يستحب نصرة الحق والانتصار له، إن أمكن. وهذا الاستحاب إذا كان الأمر مستحب، وإلا بخلافة يرتفع الى الواجب، وكما في الدعاء (ووفقنا لـ .. نصرة الحق واعزازه)[59] وقال الامام عليA: (لو لم تتخاذلوا عن نصرة الحق لم تهنوا عن توهين الباطل)[60].
والظاهر أن الزهراءB كان عليها جانب الوجوب، لأن نصرة الامامA خاصة في المواطن الخطيرة من الواجبات المؤكدة، وقد قال الرسولJ: (وانصر من نصره واخذل من خذله)[61]. وكذلك لمكانتها من رسول اللهJ وبين المسلمين أقدر من غيرها على ذلك.
خطبة فاطمة B واسانيدها واقوال العلماء: هذهِ الثورة العظيمة التي قامت بها الزهراءB فلولا هذه الخطبة التي وصلت لنا لما عرفنا امور عجيبة وغريبة على مرور الزمن وسنذكر ان شاء الله تعالى الشهرة الروائية الواسعة للاسانيد والرواة وراي العلماء فيها واما نص الخطبة[62] فهي :
روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه قال: أنه لما أجمع أبو بكر وعمر على منع فاطمةB فدكا بلغها ذلك لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول اللهJ.
 حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فنيطت دونها ملاءة، فجلست ثم أنت أنة أجهش القوم لها بالبكاء، فأرتج المجلس.
ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسولهJ، فعاد القوم في بكائهم، فلما أمسكوا عادت في كلامها، فقالتB:
الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدم، من عموم نعم ابتداها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن أولاها، جم عن الإحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها , واستحمد إلى الخلائق بإجزالها، وثنى بالندب إلى أمثالها.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة جعل الإخلاص تأويلها، وضمن القلوب موصولها، وأنار في التفكر معقولها، الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الألسن صفته، ومن الأوهام كيفيته، ابتدع الأشياء لا من شي‏ء كان قبلها، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها، كونها بقدرته، وذرأها بمشيته، من غير حاجة منه إلى تكوينها، ولافائدة له في تصويرها ، إلا تثبيتا لحكمته، وتنبيها على طاعته، وإظهارا لقدرته، تعبدا لبريته، وإعزازا لدعوته , ثم جعل الثواب على طاعته، ووضع العقاب على معصيته، ذيادة لعباده من نقمته، وحياشة لهم إلى جنته.
وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله، اختاره قبل أن أرسله، وسماه قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة، علما من الله تعالى بمآيل الأمور، وإحاطة بحوادث الدهور، ومعرفة بمواقع الأمور.
ابتعثه الله إتماما لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذا لمقادير حمته، فرأى الأمم فرقا في أديانها، عكفا على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بأبي محمد ظلمها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، فأنقذهم من الغواية، وبصرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم.
ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار، ورغبة وإيثار، فمحمد من تعب هذه الدار في راحة، قد حف بالملائكة الأبرار، ورضوان الرب الغفار، ومجاورة الملك الجبار، صلى الله على أبي، نبيه وأمينه، وخيرته من الخلق وصفيه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ثم التفتت B إلى أهل المجلس. وقالتB: أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم، وبلغاءه إلى الأمم، زعيم حق له فيكم، وعهد قدمه إليكم، وبقية استخلفها عليكم.
 كتاب الله الناطق، والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللامع، بينة بصائره، منكشفة سرائره، منجلية ظواهره، مغتبطة به أشياعه، قائدا إلى الرضوان اتباعه، مؤد إلى النجاة استماعه، به تنال حجج الله المنورة، وعزائمه المفسرة، ومحارمه المحذرة، وبيناته الجالية، وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة.
فجعل الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيها لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتا للإخلاص، والحج تشييدا للدين، والعدل تنسيقا للقلوب، وطاعتنا نظاما للملة، وإمامتنا أمانا للفرقة.
 والجهاد عزا للإسلام، والصبر معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، وبر الوالدين وقاية من السخط، وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد، والقصاص حقنا للدماء، والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييرا للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس، واجتناب القذف حجابا عن اللعنة، وترك السرقة إيجابا للعفة، وحرم الله الشرك إخلاصا له بالربوبية، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه، فإنه إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ.
ثم قالتB: أيها الناس اعلموا أني فاطمة، وأبي محمد ، أقول عودا وبدوا، ولا أقول ما أقول غلطا، ولا أفعل ما أفعل شططا، (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ(.
فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، ولنعم المعزى إليه، فبلغ الرسالة صادعا بالنذارة، مائلا عن مدرجة المشركين، ضاربا ثبجهم، آخذا بأكظامهم، داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يجف الأصنام، وينكث الهام، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر.
حتى تفرى الليل عن صبحه، وأسفر الحق عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين، وطاح وشيظ النفاق، وانحلت عقد الكفر والشقاق، وفهتم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص.
وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب، ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون القد، أذلة خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد.
 بعد اللتيا والتي، وبعد أن مني ببهم الرجال، وذؤبان العرب، ومردة أهل الكتاب، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله، أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه، ويخمد لهبها بسيفه، مكدودا في ذات الله، مجتهدا في أمر الله، قريبا من رسول الله، سيدا في أولياء الله، مشمرا ناصحا، مجدا كادحا، لا تأخذه في الله لومة لائم، وأنتم في رفاهية من العيش، وادعون، فاكهون، آمنون، تتربصون بنا الدوائر، وتتوكفون الأخبار، وتنكصون عند النزال، وتفرون من القتال.
فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه، ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسكة النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الأقلين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه، هاتفا بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللعزة فيه ملاحظين.
ثم استنهضكم فوجدكم خفافا، وأحشمكم فألفاكم غضابا، فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير مشربكم، هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، والرسول لما يقبر، ابتدارا زعمتم خوف الفتنة، ألا في الفتنة سقطوا، وإن جهنم لمحيطة بالكافرين.
فهيهات منكم، وكيف بكم، وأنى تؤفكون، وكتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة، وأعلامه باهرة، وزواجره لائحة، وأوامره واضحة، وقد خلفتموه وراء ظهوركم، أرغبة عنه تريدون، أم بغيره تحكمون، بئس للظالمين بدلا، ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين.
ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها، ويسلس قيادها، ثم أخذتم تورون وقدتها، وتهيجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي، وإطفاء أنوار الدين الجلي، وإهمال سنن النبي الصفي، تشربون حسوا في ارتغاء، وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء، ويصير منكم على مثل حز المدى، ووخز السنان في الحشا، وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا، أفحكم الجاهلية تبغون، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون، أ فلا تعلمون، بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته.
أيها المسلمون، أأغلب على إرثي؟ يا ابن أبي قحافة، أفي كتاب الله ترث أباك، ولا أرث أبي، لقد جئت شيئا فريا، أفعلى عمد تركتم كتاب الله، ونبذتموه وراء ظهوركم، إذ يقول: (ووَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا، إذ قال:
( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي ويَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) وقال: (وأُولُوا الارْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ) وقال: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الانْثَيَيْنِ) وقال: (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ والأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ(.
وزعمتم أن لا حظوة لي، ولا إرث من أبي، ولا رحم بيننا، أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها، أم هل تقولون إن أهل ملتين لايتوارثان، أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة، أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي، فدونكها مخطومة مرحولة، تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولاينفعكم إذ تندمون، ولكل نبأ مستقر، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه، ويحل عليه عذاب مقيم.
ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالتB: يا معشر النقيبة، وأعضاد الملة، وحضنة الإسلام، ما هذه الغميزة في حقي، والسنة عن ظلامتي، أما كان رسول الله أبي يقول:
 المرء يحفظ في ولده، سرعان ما أحدثتم، وعجلان ذا إهالة، ولكم طاقة بما أحاول، وقوة على ما أطلب وأزاول، أتقولون: مات محمد، فخطب جليل، استوسع وهنه، واستنهر فتقه، وانفتق رتقه، وأظلمت الأرض لغيبته، وكسفت الشمس والقمر، وانتثرت النجوم لمصيبته، وأكدت الآمال، وخشعت الجبال، وأضيع الحريم، وأزيلت الحرمة عند مماته، فتلك والله النازلة الكبرى، والمصيبة العظمى، لا مثلها نازلة، ولا بائقة عاجلة.
 أعلن بها كتاب الله جل ثناؤه في أفنيتكم، وفي ممساكم ومصبحكم، يهتف في أفنيتكم هتافا وصراخا، وتلاوة وألحانا، ولقبله ما حل بأنبياء الله ورسله، حكم فصل، وقضاء حتم.
( وما مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإِنْ ماتَ أَو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ومَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).
إيها بني قيله، أ أهضم تراث أبي، وأنتم بمرأى مني ومسمع، ومنتدى ومجمع، تلبسكم الدعوة، وتشملكم الخبرة، وأنتم ذوو العدد والعدة، والأداة والقوة، وعندكم السلاح والجنة، توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون، وأنتم موصوفون بالكفاح، معروفون بالخير والصلاح، والنخبة التي انتخبت، والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت، قاتلتم العرب، وتحملتم الكد والتعب، وناطحتم الأمم، وكافحتم البهم، لا نبرح أو تبرحون، نأمركم فتأتمرون، حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام، ودر حلب الأيام، وخضعت ثغرة الشرك، وسكنت فورة الإفك، وخمدت نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج، واستوسق نظام الدين.
فأنى حزتم بعد البيان، وأسررتم بعد الإعلان، ونكصتم بعد الإقدام، وأشركتم بعد الإيمان، بؤسا لقوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم، وهموا بإخراج الرسول، وهم بدءوكم أول مرة، أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه، إن كنتم مؤمنين.
ألا وقد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض، وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض، وخلوتم بالدعة، ونجوتم بالضيق من السعة، فمججتم ما وعيتم، ودسعتم الذي تسوغتم، فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا، فإن الله لغني حميد.
ألا وقد قلت ما قلت هذا، على معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضة النفس، ونفثة الغيظ، وخور القناة، وبثة الصدر، وتقدمة الحجة، فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر، نقبة الخف، باقية العار، موسومة بغضب الجبار، وشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة.
فبعين الله ما تفعلون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وأنا ابنة نذير لكم، بين يدي عذاب شديد، فاعملوا إنا عاملون، وانتظروا إنا منتظرون.
فأجابها أبوبكر عبد الله بن عثمان وقال: يا بنت رسول الله لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما، رؤوفا رحيما، وعلى الكافرين عذابا أليما، وعقابا عظيما، إن عزوناه وجدناه أباك دون النساء، وأخا إلفك دون الأخلاء، آثره على كل حميم، وساعده في كل أمر جسيم، لا يحبكم إلا سعيد، ولا يبغضكم إلا شقي بعيد، فأنتم عترة رسول الله الطيبون، الخيرة المنتجبون، على الخير أدلتنا، وإلى الجنة مسالكنا، وأنت يا خيرة النساء، وابنة خير الأنبياء.
 صادقة في قولك، سابقة في وفور عقلك، غير مردودة عن حقك، ولا مصدودة عن صدقك، والله ما عدوت رأي رسول الله، ولا عملت إلا بإذنه، والرائد لا يكذب أهله، وإني أشهد الله وكفى به شهيدا.
 أني سمعت رسول الله يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة، ولا دارا ولا عقارا، وإنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة، وما كان لنا من طعمة فلولي الأمر بعدنا، أن يحكم فيه بحكمه، وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح، يقاتل بها المسلمون، ويجاهدون الكفار، ويجالدون المردة الفجار، وذلك بإجماع من المسلمين، لم أنفرد به وحدي، ولم أستبد بما كان الرأي عندي، وهذه حالي ومالي، هي لك وبين يديك، لا تزوى عنك، ولا ندخر دونك، وإنك وأنت سيدة أمة أبيك، والشجرة الطيبة لبنيك، لا ندفع ما لك من فضلك، ولا يوضع في فرعك وأصلك، حكمك نافذ فيما ملكت يداي، فهل ترين أن أخالف في ذاك أباك.
فقالت (فاطمة B): سبحان الله ما كان أبي رسول الله عن كتاب الله صادفا، ولا لأحكامه مخالفا، بل كان يتبع أثره، ويقفو سوره، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا عليه بالزور، وهذا بعد وفاته شبيه بما بغي له من الغوائل في حياته، هذا كتاب الله حكما عدلا، وناطقا فصلا، يقول: ( يَرِثُنِي ويَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) ويقول: ( ووَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ).
 وبين عز وجل فيما وزع من الأقساط، وشرع من الفرائض والميراث، وأباح من حظ الذكران والإناث، ما أزاح به علة المبطلين، وأزال التظني والشبهات في الغابرين، كلا بل سولت لكم أنفسكم أمرا، فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون.
فقال أبوبكر: صدق الله ورسوله، وصدقت ابنته، إنت معدن الحكمة، وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين، وعين الحجة، لا أبعد صوابك، ولا أنكر خطابك، هؤلاء المسلمون بيني وبينك، قلدوني ما تقلدت، وباتفاق منهم أخذت ما أخذت، غير مكابر، ولا مستبد، ولا مستأثر، وهم بذلك شهود.
فالتفتت فاطمةB إلى الناس. وقالتB: معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل، المغضية على الفعل القبيح الخاسر، أفلا تتدبرون القرآن، أم على قلوب أقفالها، كلا بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم، فأخذ بسمعكم وأبصاركم، ولبئس ما تأولتم، وساء ما به أشرتم، وشر ما منه اغتصبتم، لتجدن والله محمله ثقيلا، وغبه وبيلا، إذا كشف لكم الغطاء، وبان بإورائه الضراء، وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون، وخسر هنالك المبطلون، ثم عطفت على قبر النبيJ وقالتB:
قد كان بعدك أنباء وهنبـــــــــثة*إنــا فقدنـاك فـقـد الأرض وابلها
وكل أهل له قربى ومــــــــنـزلة*أبدت رجال لنا نجوى صدورهم
تـجـهمـتـنا رجـال واستخف بـنا*وكنت بدرا ونورا يستضاء بــه
وكان جـبرائيل بالآيات يؤنسـنا*فليت قبلك كان الموت صادفـنا   
لوكنت شاهدها لم تكـثر الخطب*واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
عند الإلـه على الأدنـين مقـترب*لما مضيت وحالت دونك الترب
لما فقدت وكل الأرض مغتصب*عليك ينزل من ذي العزة الكتب‏
فقد فقدت و كل الخير  محتجـب‏*لما مضيت وحالت دونك الكثب
ثم انكفأت وأمير المؤمنينA يتوقع رجوعها إليه، ويتطلع طلوعها عليه، فلما استقرت بها الدار.
 قالتB لأمير المؤمنين: يا ابن أبي طالب اشتملت شملة الجنين، وقعدت حجرة الظنين، نقضت قادمة الأجدل، فخانك ريش الأعزل، هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحلة أبي، وبلغة ابنيّ، لقد أجهد في خصامي، وألفيته ألد في كلامي، حتى حبستني قيلة نصرها، والمهاجرة وصلها، وغضت الجماعة دوني طرفها، فلا دافع ولا مانع، خرجت كاظمة، وعدت راغمة، أضرعت خدك يوم أضعت حدك، افترست الذئاب وافترشت التراب، ما كففت قائلا، ولا أغنيت طائلا، ولا خيار لي، ليتني مت قبل هنيئتي، ودون ذلتي، عذيري الله، منه عاديا، ومنك حاميا، ويلاي في كل شارق، ويلاي في كل غارب، مات العمد، ووهن العضد، شكواي إلى أبي، وعدواي إلى ربي، اللهم إنك أشد منهم قوة وحولا، وأشد بأسا وتنكيلا.
فقال أمير المؤمنينA : لا ويل لك، بل الويل لشانئك، ثم نهنهي عن وجدك يا ابنة الصفوة، وبقية النبوة، فما ونيتُ عن ديني، ولا أخطأتُ مقدوري، فإن كنت تريدين البلغة، فرزقك مضمون، وكفيلك مأمون، وما أعد لك أفضل مما قطع عنك، فاحتسبي الله. فقالتB: حسبي الله وأمسكت[63].انتهى.الخطبة.

[1] - للاطلاع اكثر راجع الاحتجاج للطبرسي H: ج1 ص131-146.
[2] - الزهراءB سيدة نساء العالمين ج5 ص13.
[3] - سورة الاحزاب، آية 32.
[4] - شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد، ج 16، ص219.
[5] - راجع : شرح نهج البلاغه ابن أبي الحديد.
[6] - كتاب الكافي للشيخ الكلينيH ج1 ص34.
[7] - راجع : معجم البلدان للحموى، ج4 مادة فدك ص239 شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد، ج6، ص223.
[8] - السيرة الحلبية في سيرة الأمين والمأمون، ج3، ص391.
[9] - صحيح البخاري باب فضل الخمس وكتاب «الصواعق المحرقة» لابن حجر ص9.
[10] - الإمامة و السياسة لابن قتيبة، ص14.
[11] - الزهراء سيدة نساء العالمين B ج5 ص13.
[12] - راجع : سلسلة في رحاب الإمام الحسينA ماهي أهمية فاطمةB ودورها في الإمامة المحاضرة 21 الشيخ محمد كاظم الخاقانيK. وفقه الزهراءB اية الله العظمى السيد محمد الشيرازيH.
[13] - قصة فدك الزهراء B تاليف ابو محمد العطار/1433-2012.
[14] - صحيح البخاري  : ج 4 ص  210 .
[15] - سورة النمل الاية 16.
[16] - سورة مريم الاية 6.
[17] - سورة الانفال الاية 75.
[18] - سورة النساء الاية 11.
[19] - سورة البقرة الاية 180.
[20] - أي : المكانة .
[21] - من الخِطام وهو : كل ما يدخل في انف البعير ليقاد به .
[22] - الرَحل : هو للناقة كالسراج للفرس .
[23] - أي : الفتية.
[24] - أي : ضعفة في العمل.
[25] - النوم الخفيف.
[26] - أي : الدسم.
[27] - رواية زين المحدثين الشهيد محمد بن الفتال النيسابوري  ت 508 هـ.
[28] - صحيح البخاري  ج 4  ص 210.
[29] - صحيح البخاري : ج 5  ص 82 و ج 8 ص 3.
[30] - راجع : أبو محمد العطار ( شبهات فدك ).
[31] - سورة الحج الاية 32.
[32] - العوالم ومستدركاته مجلد فاطمة الزهراءBج2 ص749وص751وص772.
[33] - كتاب الاحتجاج 1/119، 127، 207.
[34] - كتاب قرب الإسناد ص 47.
[35] - كتاب الإمامة والسياسة 1/13، 14.
[36] - إحقاق الحق 10/217.
[37] - حلية الأولياء 20/43.
[38] - مستدرك الحاكم 3/163.
[39] - أسد الغابة 5/254.
[40] - الاستيعاب 2/751.
[41] - مقتل الحسين A 1/83.
[42] - إرشاد الساري 6/362.
[43] - الإصابة 4/378.
[44] - تاريخ الخميس 1/313.
[45] - صحيح البخاري 4/96 و 5/177.
[46] - صحيح مسلم 5/25.
[47] - تاريخ الطبري 3/208.
[48] - السنن الكبرى 6/300.
[49] - مسند فاطمة B ص 15 ح 15.
[50] - الطبقات الكبرى 2/315.
[51] - مسند أحمد1/13.
[52] -  شرح النهج 16/232.
[53] -  راجع : فقه الزهراء B السيد محمد الشيرازي H.
[54] - غرر الحكم ودرر الكلم ص69 ح977.
[55] - كتاب : غرر الحكم ودرر الكلم ص69 ح978.
[56] - غرر الحكم ودرر الكلم ص70 ح985.
[57] - غوالي اللئالي ج1 ص432 المسلك الثالث ح131.
[58] - راجع : موسوعة بحار الانوار للمجلسيH ج22 ص295 ب7 ح1. و: ج46 ص326 ب8 ح3. و: ج75 ص181 ب22 ح6.
[59] - الصحيفة السجادية ص51 من دعائهA لنفسه ولأهل ولايته.
[60] - غرر الحكم ودرر الكلم ص70 ح983.
[61] - بحار الأنوار: ج23 ص145 ب 7 ح 103.
[62] - راجع : عوالم العلوم ومستدركاتها ج 2 ص 652-697 تحقيق ونشر مؤسسة الامام المهدي A قم المقدسة.
[63] - عوالم العلوم ومستدركاتها ج2ص652-697مؤسسة الامام المهديA قم المقدسة.