السبت، 15 أبريل 2017

رأي علماء اهل السنة والشيعة في خطبة فاطمة بنت محمد ص


رأي علماء اهل السنة والشيعة في خطبة فاطمة بنت محمد ص
ان شهرة الخطبة الروائية الواسعة مما جعل العلماء والباحثين يوردونها او جزاً او بعضاً من الخطبة فمثلاً روى الخطبة:
روى الخطبة ابن ابي الحديد المعتزلي[1].
روى الخطبة ابن منظور[2] قال : مادّة (لم) (وفي حديث فاطمةB انها خرجت في لمّة من نسائها تتوطأ ذيلها الى أبي بكر فعاتبته…).
روى الخطبة ابن الاثير[3] قال: في : مادّة (لمّة).
روى الخطبة المسعودي علي بن الحسين[4].
روى الخطبة توفيق أبو علم[5].
روى الخطبة المحقّق عمر رضا كحالة[6].
روى الخطبة أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري[7].
روى الخطبة العلامة المجلسي[8]H قال: (اعلم أن هذه الخطبة من الخطب المشهورة التي روتها الخاصة والعامة بأسانيد متظافرة..).
روى الخطبة العلامة الإردبيلي[9]H قال : (وقد أوردها المؤالف والمخالف …).
روى الخطبة السيد المرتضىH قوله: (وقد روي هذا الكلام على هذا الوجه من طرق مختلفة ووجوه كثيرة، فمن أرادها أخذها من مواضعها).
وما ذكره الاردبيليH والعلامة المجلسيH والمرتضىH لا يقل الإطلاقً في حجيته العقلائية عن نقل ثقة عن ثقة.
روى الخطبة العلامة شرف الدين[10]H قال:
( السلف من بني علي وفاطمةD يروي خطبتها في ذلك اليوم لمن بعده، ومن بعده رواها لمن بعده حتى انتهت إلينا يداً عن يد، فنحن الفاطميون نرويها عن آبائنا، وآباؤنا يروونها عن آبائهم، وهكذا كان الحال في جميع الأجيال إلى زمن الأئمة من أبناء علي وفاطمةD.. ).
وروى الخطبة المسعودي[11].
وروى الخطبة ابن طيفور[12]وغيرهم.
قال المجلسي[13]H ثم اعلم أن هذه الخطبة من الخطب المشهورة التي روتها الخاصة والعامة بأسانيد متظافرة:
قال عبد الحميد ابن أبي الحديد في شرح كتابهA إلى عثمان بن حنيف عند ذكر الأخبار الواردة في فدك حيث قال:
الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم، لا من كتب الشيعة ورجالهم، وجميع ما نورده في هذا الفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في (السقيفة وفدك)، وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدث كثير الأدب، ثقة ورع، أثنى عليه المحدثون، ورووا عنه مصنفاته وغير مصنفاته.
ثم قال: قال أبوبكر: حدثني محمد بن زكريا، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن الحسن بن صالح. قال: حدثني ابن خالات من بني هاشم، عن زينب بنت علي ابن أبي طالبD. قال: وقال جعفر بن محمد بن عمارة: حدثني أبي، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيهD. قال أبو بكر:
وحدثني عثمان بن عمران العجيفي، عن نائل بن نجيح، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن عليD. قال أبو بكر: وحدثني أحمد بن محمد بن زيد، عن عبد الله ابن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن عبد الله بن الحسنD، قالوا جميعاً:
لما بلغ فاطمةB إجماع أبي بكر على منعها فدكاً لاثت خمارها وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول اللهJ حتى دخلت على أبي بكر وقد حشد الناس من المهاجرين والأنصار، فضربت بينهم وبينها ريطة بيضاء، وقال بعضهم:
قبطية، وقالوا: قبطية ـ بالكسر والضم ـ ثم أنت أنة، أجهش لها القوم بالبكاء، ثم أمهلت طويلاً، حتى سكنوا من فورتهم، ثم قالتB: أبتدأ بحمد من هو أولى بالحمد والطول والمجد، الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر بما ألهم. وذكر خطبة طويلة جداً، قالت في آخرها: فاتقوا الله حق تقاته وأطيعوه فيما أمركم به...إلى آخر الخطبة ـ انتهى كلام ابن أبي الحديد.
وروى الخطبة علي بن عيسى الإربلي[14] قال: نقلتها[15] قال: روى عن رجاله من عدة طرق: أن فاطمةB لما بلغها إجماع أبي بكر.. إلى آخر الخطبة.
وأشار لخطبة الزهراء B المسعودي[16].
وروى الخطبة السيد المرتضى[17]H قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني، عن محمد ابن محمد الكاتب، عن أحمد بن عبيد الله النحوي، عن الزيادي، عن شرفي بن قطامي، عن محمد ابن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن عروة، عن عائشة. قال المرزباني:
وحدثني أحمد بن محمد المكي، عن محمد بن القاسم اليماني، عمن قال: حدثنا ابن عائشة، قالوا: لما قبض رسول اللهJ، أقبلت فاطمةB في لمة من حفدتها إلى أبي بكر.
وفي الحديث الأول: قالت السيدة عائشة: لما سمعت فاطمةB إجماع أبي بكر على منعها فدكاً لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها.
ثم اتفقت الروايتان من هذهِ العبارة وهي (ونساء قومها)، وساق الحديث نحو ما مر إلى قوله: افتتحت كلامها بالحمد لله عزوجل والثناء عليه، والصلاة على رسول اللهJ ثم قالتB: لقد جاءكم رسول من أنفسكم... إلى آخرها.
وكذلك روى الخطبة الصدوق[18]H بعض فقراتها قال: عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمد بن جابر، عن زينب بنت عليD. قال:
وأخبرنا علي بن حاتم، عن محمد بن أسلم، عن عبد الجليل البقاطاني، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن عبد الله بن محمد المعاوي، عن رجال من أهل بيته، عن زينب بنت عليD عن فاطمةB (بمثله).
وأخبرني علي بن حاتم، عن ابن أبي عمير، عن محمد ابن عمارة، عن محمد بن إبراهيم المصري، عن هارون بن يحيى، عن عبيد الله بن موسى العبسي، عن حفص الأحمر، عن زيد بن علي، عن عمته زينب بنت علي، عن فاطمةD.
وزاد بعضهم على بعض في اللفظ. روى الشيخ المفيدH الأبيات المذكورة فيها بالسند المذكور في أوائل الباب.
وكذلك روى الخطبة السيد ابن طاووس[19]H قال : موضع الشكوى والاحتجاج من هذه الخطبة، عن الشيخ أسعد بن شفروة[20] عن الشيخ المعظم عندهم الحافظ الثقة بينهم:
أحمد بن موسى بن مردويه الإصفهاني[21]، قال: أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم، عن شرفي بن قطامي، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.انتهى.
وروى الخطبة الشيخ أحمد اين أبي طالب الطبرسي[22]H.
كما ذكرH بعض فقرات الخطبة في (مكارم الأخلاق).
فخطبة الصديقة الطاهرة فاطمةB في المسجد إضافة إلى القرائن المقالية والمقامية الكثيرة الشاهدة لها مثل نقل المخالفين لها مع توفر الدواعي على عدم النقل.
وكقوة المضمون في الكثير من مقاطعها بل في كلها. وكتطابق مضمونها مع الأصول والقواعد من خلال مجموع ما سبق ذكره يتوجب هنا اعتبار عقلائي أقوى بكثير من الوثاقة الحاصلة من (خبر الواحد).
فإن المعصومينD كانوا يحرضون أصحابهم على الرواية ونشر العلم والثقافة [23]، كما كانوا يتصدون بنحو واسع لذلك حيث رواها العديـد مـن المعصومينD ويتعاهدون هذه الخطبة، ويتواصون بها، ويعلمونها أولادهم جيلاً بعد جيل[24].
فهي مقبولة سنداً لتلقي الأصحاب والعلماء عصراً بعد عصر بالقبول، وهو دليل اعتبار عقلائي، وشهرتها الروائية كبيرة جداً.
وانتم تعلمون انه يحرم الغصب ومصادرة الأموال والأراضي والعقارات والمزارع وغيرها، كما قال تعالى: (ولاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)[25]. وقال رسول اللهJ:  (من اخذ أرضاً بغير حق كلف ان يحمل ترابها الى المحشر)[26]. وقالJ:  (من خان جاره شبراً من الأرض جعله الله في عنقه من تخوم الأرضين السابعة حتى يلقى الله يوم القيامة مطوقا الا ان يتوب ويرجع)[27].
ولا فرق بالغاصب بين الدولة والفرد، سواء كانت لهم هيئـة اجتماعية بأن كانوا بصورة تجمع، مثل الحزب او المنظمة او الهيئة او الجماعة، أم لا، ككل فرد فرد معين. ولا فرق بين أن يكون الغاصب أو المغصوب منه رجلاً أو امرأة، كبيراً أو صغيراً. وإن كانت الحرمة في الدولة والجماعة، أشد، لتآزرهم وتعاونهم واجتماعهم على الباطل كما قال تعالى: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)[28].
واكثر الاحيان عدم القدرة على استردادها إلا بصعوبة، حيث إن التجمع يوجب قوة في جانب الغاصب، ولأن الدولة والجماعة يقتدى بها بما لا يقتدى بالفرد وحده فهي عادة من أظهر مصاديق (من سن سنة سيئة...)[29].

[1] - ابن ابي الحديد المعتزلي في كتاب شرح النهج ج 16/252 ذيل ( كتابه A الى عثمان بن حنيف).
[2] - ابن منظور في لسان العرب مادّة (لم) (وفي حديث فاطمة B انها خرجت في لمّة من نسائها تتوطأ ذيلها الى أبي بكر فعاتبته…).
[3] - راجع : ابن الاثير في ( النهاية ) مادّة (لمّة).
[4] - المسعودي علي بن الحسين في مروج الذهب 2/311.
[5] - الاستاذ توفيق أبو علم في ( أهل البيت / 157).
[6] - المحقّق عمر رضا كحالة في أعلام النساء 4/ 116.
[7] - أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في ( السقيفة ) نقل عنه العلامة الأربلي في كشف الغمة 1/47.
[8] - المجلسي H في البحار عن الرحماني: 381.
[9] - الإربلي في كشف الغمة ج1 ص 479.
[10] - شرف الدين النص والاجتهاد، المورد 7 هامش ص 106ـ 107.
[11] - راجع : ابن طيفور بلاغات النساء.
[12] - المسعودي في كتاب عوالم العلوم ومستدركاته ج2 ص698-700.
[13] - قال المجلسي H: كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في (السقيفة وفدك).
[14] - راجع : علي بن عيسى الإربلي H كتاب كشف الغمة.
[15] - راجع : كتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري قال الاردبيليH : من نسخة قديمة مقروءة على مؤلفها المذكور قرأت عليه في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
[16] - راجع : كتاب مروج الذهب للمسعودي.
[17] - السيد المرتضى H في كتاب الشافي.
[18] - راجع : كتاب أحمد بن أبي طاهر علل الشرئع - الصدوقH.
[19] - السيد ابن طاووس H كتاب (الطرائف).
[20] - أسعد بن شفروة في كتاب (الفائق).
[21] -  الشيخ المعظم عندهم الحافظ الثقة بينهم : أحمد بن موسى بن مردويه الإصفهاني في كتاب (المناقب).
[22] - ورواها الشيخ أحمد اين أبي طالب الطبرسيH  في كتاب (الاحتجاج) مرسلا.
[23] - راجع : منية المريد للشهيد الثانيH وفقه الزهراءB السيد محمد الشيرازيH.
[24] - ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج16 ص 252 الطبعة الثانية 1967م: الى ان قال : فقال لي (يقصد زيد بن علي بن الحسينD) :
رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه (يعني كلام الزهراءB عندما منعها أبي بكر فدك) عن آبائهم، ويعلمونه أولادهم…وقد حدثني به أبي، عن جدي يبلغ به فاطمة B على هذه الحكاية، وقد رواه مشايخ الشيعة وتدارسواه...الى اخر الكلام.
[25] -  سورة البقرة الاية 184.
[26] - غوالي اللئالي ج3 ص474 باب الغصب ح6.
[27] - الأمالي للشيخ الصدوق H ص427 المجلس 66 ح1.
[28] - سورة المائدة الاية 2.
[29] - وفي مكارم الاخلاق ص454 ( فان العبد اذا سن سنة سيئة لحقه وزرها ووزر من عمل بها) والاختصاص: ص251 (من استن بسنة سيئة). وبحار الانوار ج71 ص204 ب14 ح41 عن النبيJ (من سن سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها) وقالJ بضده: (من سن سنة سيئة كان عليه وزرها وزر من عمل بها).