السبت، 15 أبريل 2017

بناء الاسلام من صحاح المسلمين ومن السير


بناء الاسلام من صحاح المسلمين ومن السير
مظلومية فاطمةB في صحاح اهل السنة: نقلنا من بعض مصادر اهل السنة ندم الخليفة الاول على إصدار الأوامر بمهاجمة بيت الامام علي والسيدة فاطمة D باليوم الثاني أو الثالث لوفاة النبيJ[1].
فعن عبد الرحمن بن عوف قال : دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه الذي توفي فيه ، فسلمت عليه وسألته : كيف أصبحت ؟ فاستوى جالساً فقال : أصبحت بحمد الله بارئاً ، فقال : أما إني على ما ترى وجع وجعلتم لي شغلاً مع وجعي ! جعلت لكم عهداً من بعدي ، واخترت لكم خيركم في نفسي ، فكلكم ورم لذلك أنفه ، رجاء أن يكون الأمر له!
ورأيت الدنيا أقبلت ، ولما تقبل ، وهي خائنة ، وستنجدون بيوتكم بستور الحرير ونضائد الديباج ، وتألمون النوم على الصوف الأذربي ، كأن أحدكم على حسك السعدان . والله لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حد ، خير له من أن يسبح في غمرة الدنيا.
ثم قال : أما إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن ، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن ، وثلاث وددت أني سألت رسول اللهJ عنهن . فأما الثلاث التي وددت أني لم أفعلهن : فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته ، وإن أغلق على الحرب.
ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة ، قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين ، أبي عبيدة أو عمر ، وكان أمير المؤمنين وكنت وزيراً . ووددت أني حين وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة ، أقمت بذي القصة، فإن ظفر المسلمون ظفروا ، وإلا كنت ردءاً ومدداً.
وأما الثلاث اللاتي وددت أني فعلتها : فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيراً ضربت عنقه، فإنه يخيل إلى أنه لايكون شرٌّ إلا طار إليه. ووددت أني يوم أتيت بالفجاءة السلمي ، لم أكن أحرقته ، وقتلته سريحاً أو أطلقته نجيحاً.
ووددت أني حين وجهت خالد بن الوليد إلى الشام ، وجهت عمر إلى العراق فأكون قد بسطت يميني وشمالي في سبيل الله عز وجل.
وأما الثلاث اللاتي وددت أني سألت رسول اللهJ عنهن : فوددت أني سألته فيمن هذا الأمر فلا ينازع أهله . ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر سبب ؟ ووددت أني سألته عن العمة وبنت الأخ فإن في نفسي منهما حاجة. انتهى .
والغرض من اتيان النص تبيان حال الخليفة ويقصد بقوله ( وددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وإن أغلق على الحرب ) أنه نادمٌ على مهاجمة البيت ، حتى لو كان أهله يعدون العدة لحربه!.
ومجمل القصة : أن ابن ابي قحافة أرسل إلى علي بن ابي طالبA يطلب منه أن يبايعه ، فامتنع عن بيعته ، فاتهمهم عليA بخيانة الرسولJ وأجابهم بجواب شديد.
وبلغه أن عدد من الأنصار والمهاجرين قد اجتمعوا في بيت عليA وكان يعرف انذاك ببيت فاطمة الزهراءD فأشار عمر عليه بالهجوم على الدار وتهديدهم بإحراقه عليهم ، إذا لم يخرجوا ويبايعوا !.
وهاجموا الدار وحاصروه بقيادة عمر بن الخطاب بيت فاطمةB وجمَّعوا الحطب على باب الدار، وهددوهما ومن في البيت.
منهم مؤيدون لموقف الامام عليA ومنهم جاؤوا معزين بوفاة الرسولJ فهددوهم إما أن تخرجوا وتبايعوا أبا بكر ، أو نحرق عليكم الدار بمن فيها !.

وأشعلوا الحطب في باب الدار الخارجي!
ولم يشأ الامام علي بن ابي طالبA من الخروج إليهم بذي الفقار التزاماً بوصية النبيJ، التي أخبره فيها بكل ما سيحدث وأمره فيها بأوامره (الى اخر الوصية).
 فخرجت إليهم فاطمة B لعلهم يخجلوا او يتراجعوا ، لكن الذي حدث العكس بل أهانوها وضربوها حتى أسقطوا جنينها (إلى آخر الأحداث المؤلمة).
في تلك الظرف، حاولوا (علي وفاطمةD) أن يستنهضا الأنصار ومطالبتهم بالوفاء التزاماً ببيعة العقبة ، والتي شرط عليهم رسول اللهJ فيها أن يحمونه وأهل بيته وذريته ، مما يدافعون عنه أنفسهم وذراريهم ، فبايعوه على ذلك!
 وكانت فاطمة B مريضة مما حدث لها في الهجوم على بيتها فأركبها علي A على دابة ، وأخذا الحسن والحسين وزينب وأم كلثومD.
وجالوا بيوت الرؤساء من الأنصار في تلك الليلة والتي بعدها ، وكلمتهم بنت النبيJ فكان رد أكثرهم :
يا بنت رسول الله ، لو سمعنا هذا الكلام منك قبل بيعتنا لأبي بكر ، ما عدلنا بعلي أحداً! فقالتB:
وهل ترك أبي يوم غدير خمٍّ لأحد عذراً[2]؟.
إن منطقها هو منطق أبيها رسول اللهJ تماماً فهي بضعةٌ منه ومطهرةٌ من منطق المثَّاقلين إلى الأرض وتفكيرهم فكلها من التكوين التفكير والمشاعر والتصرفات ربانية ، ولهذا قال عنها أبوهاJ ( إن الله يرضى لرضا فاطمة ، ويغضب لغضبها)!.
أن الله سبحانه وتعالى يتعامل مع البشر بإقامة الحجة عليهم في أصول الإسلام وتفاصيله ، وفي أسس العقيدة وجزئيات الشريعة ، وفيما يجب على الأمة في حياة النبيJ .
فالرسولJ أقام حجة ربه كاملةً غير ناقصة ، في جميع الأمور ، ومن أعظمها حق زوجها عليA ، وولديها الحسن والحسينD ، الذين أعطاهم الله حق الولاية على الأمة بعد نبيهاJ!.
الزهراءB للأنصار : كانها تقول جوابكم هذا هو جواب سياسي واما منطق الحجة الإلهية أرفع واعلى من منطق اللعبة السياسية. فمتى كانت لكم الخيرة من أمركم لكي تختاروا زيداً أو عمرواً ، بعد أن قضى الله ورسوله أمراً.
فحجة اللهِ عليكم تامةٌ من أبيJ ، والآن مني ، ونعم الموعدُ القيامة، والزعيم محمدJ وعند الساعة يخسر المبطلون فكان إعلان غدير خم عمل رباني خالد، بمنطق التبليغ والأعمال الرسولية.
ولكن الأعمال المقابلة له كانت أعمال قويةً بمنطق العمل السياسي ، وفرض الأمر الواقع ويمكن للعمل السياسي قد يغلب العمل الرسولي لكن غلبةٌ جوفاء بلا حجة ، ولا وزن عند العقل حتى لو استمرت سنوات ، أو إلى ظهور المهدي المنتظرA.
فلا ننسى السيدة عائشة[3] لمّا امرت تلك القوّة المسلّحة من الوقوف امام قبر الرسولJ اثناء تشييع الجسد الطاهر للامام الحسن المجتبىA لغرض منعهم من دفنه بجوار جدهِ الرسول[4]J.
ألف : تأسيس الاسلام الجديد من صحاح اهل السنة: وبني الاسلام الجديد على هذا الاساس واستمر حتى وصل الى سبط الرسول الحسين بن عليD ولو كانت بقيت المرأة ليوم الطف لربّما انتدبها ابن ميسون لحرب الحسين ابن فاطمةD لعلمه برأيها من وجوب مقاتلة أهل البيت ولهذا خاطبها ابن عباس كما في الصوارم[5] بقوله:
تجمّلتِ تبغّلتِ ولوعشتِ تفيّلت * لك التسع من الثمن وبالكلّ تملّكت
بمعنى تملّكت حجرتك ولك تسع ثمنها وباقي الثمن لزوجاتهJ وسبعة أثمانه للسيدة فاطمة الزهراءB ثمّ لولدهاD.
فإذا كان بعض نسائه هكذا، فكيف يدخلن في آية التطهير من الذنوب! وورد أنّها قالت له مرّة في كلام غضبت عنده: ( أنت الذي تزعم أنّك نبيّ الله)[6].
وفي حادثة الكساء رسول الله J جذب الكساء من يدها (أم سلمةB) وبقوله حينما سألته: ألست من أهلك قال : « لا، قفي مكانك وأنت إلى خير». كما أخرج عائشة وزينب بمنعهما من دخول الكساء معهم وأجابهما بمثل ما أجاب به اُمّ سلمة.
وما غشّى رسول اللهJ عليّاً وفاطمة والحسنان بالكساء لهم: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً): إلاّ ليفصلهم عن غيرهم من المسلمين أجمع، أزواجه وغيرهن وقوله: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي، وفي رواية: أهلي» أي لا غيرهن، فالمفسّر للآية هو رسول اللهJ.
 فأيّ تفسير يقبل بعد تفسيره J؟
لاحظ الشيخان يهددان بضعة النبي فاطمة والإمام عليD بالقتل والحرق.‏ وبعد رفض الامام عليA بيعة أبي بكر ، أخذ يهدد ويتوعد ‏بالقتل والتحريق فبعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى بيته يدعوه للبيعة ، وقال له : ‏إن أبوا فقاتلهم.‏
ورفض أمير المؤمنينA الخروج لبيعة أبي بكر ، فأقبل عمر بن الخطاب ‏بقبس من نار ليضرم عليهم الدار بالنار فلقيته بضعة المصطفىJ فاطمةB. فقالت: ‏يابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟. قال: نعم.‏
وما ذكرنا سابقاً نعضده بما ذكروا من روايات فراجع مصادر اهل السنة وكما يلي:‏ ( روي في تاريخ الطبري[7] روي في العقد الفريد[8] - روي في تاريخ أبي الفدا[9]. روي في أعلام النساء[10]).
وجاء في سند آخر قال : أنه كُشِف بيت فاطمةB بعدما دعا عمر بالحطب قائلاً: والله ‏لتخرجن للبيعة أو لأحرقنها على من فيها. فيقال للرجل: إن فيها فاطمةB. فيقول: وإن.‏ فلم يبالي عمر بمن يكون في داخل الدار ، حتى لو كان أقرب الناس للنبيJ. القائل في حقها فاطمة بضعة مني ، من آذاها فقد آذاني...). ‏
وما ذكر ليس اتهام باطل فقد ذكرته المراجع والمصادر التالية وهي:‏ ( روي في تاريخ الطبري[11] - روي في الإمامة والسياسة لابن قتيبة[12] - روي في مروج الذهب[13] - روي في تاريخ اليعقوبي[14] - روي في أعلام النساء[15] - روي في العقد الفريد[16]).
ومن سند اخر قال: خرجت فاطمةB من خدرها وهي تبكي بأعلى صوتها قائلة: يا ‏أبت يا رسول اللهJ! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة (يعني أبو ‏بكر).‏
وهذه ليست دعوى بلا دليل فراجع المصادر التالية وهي:‏ (روي في الإمامة والسياسة[17] - روي في أعلام النساء[18] - روي في كتاب الإمام علي[19]A ).
بعد كل هذا أين الإجماع المدعى على بيعة أبي بكر؟ لماذا ماتت فاطمةB وهي غاضبة على ابي بكر ؟ فالشاهد البخاري ومسلم والصحاح والتواريخ كلها.
واليك المزيد من اكابر العلماء الذين نقلوا قول الخليفة وهم:
(روي في تاريخ الامم والملوك[20] - روي في تشييد المطاعن[21] - روي في مجمع الزوائد[22] - روي في مختصر تاريخ دمشق[23] - روي في الاموال لأبي عبيد[24]).
بــاء : أساليب اظهار كشف الحقائق من مصادر اهل السنة: اتخذت فاطمةB أسلوب الدفاع والهجوم، لإحقاق الحق وإبطال الباطل[25]: عبر العاطفة كالبكاء ونحوه. وعبر الثقافة كما في خطبتهاB في المسجد، وفي مجمع النساء اللاتي جئن لعيادتها في البيت.
وعبر المقاطعة الاجتماعية في حياتها، حيث لم تأذن للشيخين في زيارتها ، وقالتB (إليكم عني..)[26]. وعبر الوصية بعد الوفاة من إخفاء مراسم التشييع والصلاة والدفن، وإخفاء القبر الشريف[27].
وعبر التحرك لأجل إرجاع الحق لأهله عبر الخطبة وتوجيه الضغوط من الدفاع السياسي والأجوائي ، وقد يكون اقتصاديا أيضاً بالنسبة إلى مطالبتهاB بفدك، أما الدفاع العسكري لم يكن ذلك بصالح الإسلام والمسلمين كما وصى بذلك النبيJ.
وعن الامام الرضاA قال : ( قال النبيّ: Jلما عُرِج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت الى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسيه فكلما اشتقت الى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاوقد).
 وروى صاحب الذخائر بسنده عن النبيJ  قال : لما أرادت خديجة أن تضع حملها بعثت الي نساء قريش ليأتينها فيلين منها ما تلي النساء ممن تلد فلم يفعلن فقلن لانأتيك وقد صرت زوجة محمد فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف.
 فقالت لها إحداهن أنا أمك حواء. وقالت الأخرى أنا آسية بنت مزاحم. وقالت الأخرى أنا كلثم أخت موسى. وقالت الأخرى أنا مريم بنت عمران ام عيسى جئنا نلي من أمرك ما تلي النساء.
قالت : فولدت فاطمة  فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها؟.
دخل رسول الله Jفسمع خديجة تحدث فاطمة فقال لها: يا خديجة من تحدثين؟ قالت الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني قالJ:
يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني أنها انثى. وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وان الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفائه في أرضه بعد انقضاء وحيه.
وقال رسول الله J ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث وإنما سماها فاطمة لان الله فطمها ومحبيها عن النار؟.
لماذا سميت بـ(الزهراء) قال الامام الصادق[28]A : فقال : لانها تزهر لامير المؤمنين A في النهار ثلاث مرات بالنور.
 فكان يزهر نور وجهها صلاة الغداة والناس في فراشهم فيدخل بياض ذلك النور إلى حجراتهم بالمدينة فتبيض حيطانهم فيعجبون من ذلك فيأتون النبيJ فيسألونه عما رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمةB فيأتون منزلها فيرونها قاعدة في محرابها تصلي والنور يسطع من محرابها من وجهها فيعلمون أن الذي رأوه كان من نور فاطمةB.
فاذا انتصف النهار وترتبت للصلاة زهر نور وجههاB بالصفرة فتدخل الصفرة في حجرات الناس فتصفر ثيابهم وألوانهم فيأتون النبيJ فيسألونه عما رأو. فيرسلهم إلى منزل فاطمةB فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها بالصفرة فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجههاB.
 فإذا كان آخر النهار وغربت الشمس احمر وجه فاطمة فأشرق وجهها بالحمرة فرحا وشكرا لله عزوجل فكان تدخل حمرة وجهها حجرات القوم وتحمر حيطانهم فيعجبون من ذلك ويأتون النبيJ ويسألونه عن ذلك. فيرسلهمJ إلى منزل فاطمةB فيرونها جالسة تسبح الله وتمجده ونور وجهها يزهر بالحمرة فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجه فاطمةB.
 فما زال ذلك النور في وجهها حتى ولادة الامام الحسينA فهو يتقلب في وجوهنا إلى يوم القيامة في الائمة منا أهل البيت إمام بعد إمام.
واما من فضائل سيدة نساء العالمينB بالاسناد إلى دارم قال : حدثنا على بن موسى الرضا ومحمد بن عليD قالا : سمعنا المأمون يحدث عن الرشيد ، عن المهدي ، عن المنصور ، عن أبيه ، عن جده قال:
قال ابن عباس لمعاوية : أتدري لم سميت فاطمة فاطمة B؟ قال : لا قال : لانها فطمت هي وشيعتها من النار سمعت رسول اللهJ يقوله.
وطريق اخر للحديث بالاسانيد الثلاثة عن الامام الرضا عن آبائهD قال: قال رسول اللهJ: إني سميت ابنتي فاطمةB لان الله عزوجل فطمها وفطم من أ حبها من النار .
وقال الامام جعفر الصادقA عن نور فاطمة[29]B لم سميت فاطمة الزهراءB زهراء. فقال A: لان الله عز وجل خلقها من نور خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات والارض بنورها وغشيت أبصار الملائكة وخرت الملائكة الله ساجدين.
 وقالوا : إلهنا وسيدنا ما هذا النور فأوحى الله إليهم هذا نور من نوري وأسكنته في سمائي خلقته من عظمتي اخرجه من صلب نبي من أنبيائي افضله على جميع الانبياء واخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري يهدون إلى حقي وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي .
قال رسول اللهJ : فاطمة بضعة مني من اذاها فقد اذاني . نعم اوذيت سيدتنا وحبيبة النبيJ او كما يسميها (ام ابيها) واسقطت جنينها (المحسن) واحرقت دارها من قبل الشيخين.
 ماتتB وهي غاضبه عليهم واوصت زوجها وبنيها وثله من الصحابه بدفنها ليلا وعدم السماح لاحد بالصلاة عليها او معرفة قبرها ولازال قبرها الى اليوم غير معروفا؟
جـيم : دفاع فاطمةB عن الولاية : بحسب اختلاف الموارد يجب الاهتمام بما هو مرتبط بولاية الامام عليA والأئمة المعصومينD والذب عن حريمهم، فقد ورد انه: بني الإسلام على خمس دعائم: على الصلاة والزكاة والصوم والحج وولاية أمير المؤمنين والائمة من ولده عليهم السلام[30].
ولهذا قامت السيدة فاطمةB بتلك الأعمال الجليلة واتخذت تلك المواقف العسيرة والمصيرية في الدفاع عن الإمامA حتى استشهدت في سبيل ذلك[31]. وهذا الأمر مهم جدا ومما يلاحظ في مراتبه: الأهم والمهم كما يلي:
فإن كان الأمر أهم جاز حتى الاستشهاد، ويجب أحياناً، كما لو توقف عليه حفظ بيضة الإسلام وكما في التصدي للبدع وما أشبه ذلك. وإن كان بقاء الإنسان أهم بما هو هو، أو من حيث الآثار الأخرى التي ستترتب على وجوده، لم يجز إلى هذا الحد.
والحال ما دون الاستشهاد مثل الجرح والضرب وما أشبه، حسب ما تقتضيه القواعد العامة، وعلى ما يقتضيه باب التزاحم[32]. وتشخيص ذلك عائد للفقيه، أو مرجع التقليد، أو إلى الفرد نفسه أحياناً، حسب اختلاف الموارد[33] على ما فصل في بعض الكتب[34].
وكذلك الجهر بالحق يلزم منه البيان بان فدك كانت ملك للزهراءB كما يجب الاعتقاد بذلك، على ما يستفاد من مطاوي خطبتها، ومن شدة اهتمامها بذلك، ولغير ذلك من الأدلة الكثيرة المذكورة في محالها، حيث أعطاها الرسولJ في حياته بأمر من الله سبحانهِ، كما ورد في متواتر الروايات[35].
وفي تفسير قوله تعالى: (وآت ذى القربي حقه)[36]. روي عن الامام الصادقA قال: لما نزلت هذه الآية، وآت ذى القربى حقه، اعطى رسول اللهJ فاطمة فدك. فقال أبان بن تغلب: رسول اللهJ أعطاها، فغضب جعفرA. ثم قال: الله أعطاها. [37] . وروى عن أبى سعيد الخدري قال: لما نزلت (وآت ذى القربى حقه)  قال: دعى رسول اللهJ فاطمة فأعطاها فدك[38].
دال : فاطمةB تعلم الجهاد: من المعطيات، والأهداف، والحوافز، والدروس، والرسالة الرئيسية لوقائع السيدة الزهراءB هي الجهاد، الذي هو مظهر قدرة وعزّ أمّة الإسلام، ومظهر الإيمان بالله وبالآخرة لدى المسلمين، والأمّة التي تتقاعس عن الجهاد في سبيل أهدافها المقدّسة وتطلّعها النبيل، تلبس ثوب الذلّ والمسكنة.
يعتبر الجهاد من أركان الدين، وقادة الدين هم أولى الناس به، من خلال دعوة المسلمين في حالة استلزام الأمر له. وقد يكون الجهاد ضد الأجنبي المعتدين والكفّار المهاجمين واخرى ان يكون ضد منافقين وأعداء داخليين الذين يتمردون على الحكومة الاسلامية الشرعية، أو قد يكون ضد الظلمة، وأهل البدع، والمحرّفين، والمروّجين للباطل، والمعطّلين لحدوده تعالى، والعابثين بأمن الامة الإسلامية، وغاصبين الحكم الإلهي المشروع من أصحابه المنصوص عليهم منه تعالى.
وفاطمةB عاصرت ذلك كله واوضح مصداق هو من عاش في عهد تأهّب فيه الأمويون لهدم الإسلام ومحو الشريعة، والقضاء على دين الله، وكان جهادها السبب في إحياء الدين وبعث روح جديدة في نفوس المسلمين فاستند حامل راية التصحيح (الامام الحسينA) إلى قول رسول الله:
( من رأى سلطاناً جائراً مُستحّلاً لحرام الله، ناكثا عهده، مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قولٍ كان حقّاً على الله أن يُدخله مُدخله).
فرأىA هذا الشروط تنطبق على الأمويين فقالA: (الاّ إنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله. وأنا أحقّ ممّن غيّر).
ورأى نفسه أولى منهم بالحكم، فأمر الناس بالامتثال لأمر مندوبه مسلم بن عقيل، إلى أن ينتهي هو إلى الكوفة[39].
فكانت من جملة الدوافع الأخرى التي جعلت ابا عبداللهA يسارع إلى الجهاد، هو عدم السكوت أمام السلطة الجائرة، والتصدّي للأهواء والبدع، والسخط على قتل الأبرياء، وهتك الأعراض، ومنع الحقوق عن أصحابها. وجاء في الكتب التي بعثهاA بعد دخوله مكة لأهالي البصرة والكوفة أنّ بني أميّة قد أماتوا السنّة وأحيوا البدعة. ثم أنه دعاهم لطاعته لمحاربة الباطل، وهدايتهم إلى طريق الرشاد.
فقد جاء في وصيتهA لمحمد بن الحنفيّة عند خروجه من المدينة بأنّ خروجه لأجل طلب الإصلاح في أمّة جدّه، وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمن كلمته المشهورة: (وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً وإنّما)[40].
ودعا في خطبته التي ألقاها في مكّة- بعد بيانه لحسن الشهادة وشوقه للقاء أسلافه من الشهداء – الناس إلى: (من كان باذلاً فينا مُهجته موطِّناً على لقاء الله نفسه فَلْيرحَل معنا)[41] كان جهاد الحسين بن عليD لأجل أحياء الدين، ومن يخرج لهذه الغاية لا يبالي سواء قَتَل أم قُتِل.
فالجهاد والشهادة من شيمة الأحرار الذين يبذلون ويضحّون، فتكون النتيجة توعية الناس وإحقاق الحقّ، وهذا هو منهج التجارة مع الله الذي اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم، مبشّراً إيّاهم بأنَّ لهم الجنّة، سواء قَتَلوا أم قُتِلوا أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم[42].
لذا أكدت زيارات الإمام الحسينA والأنصارF على تكرار كلمة (الجهاد) ووصفت أبا عبد اللهD بأمثال التعابير التالية: ( الزاهد، الذائد، المجاهد، جاهد فيك المنافقين والكفّار، وجاهدت في سبيل الله، وجاهدت الملحدين، وجاهدت عدوّك، وجاهدت في الله حق جهاده)[43].
كما جاءت بحقّ شهداء كربلاء الكلمات والتعابير التالية: ( نصحتم لله وجاهدتم في سبيله، أشهد أنّكم جاهدتم في سبيل الله، والذّابّون عن توحيد الله). وجاءت مسبوقة بعبارة ( أشهد أنّك..) لأجل إفشال دعايات الأعداء، وشهادة من الزائر على أنّهم كانوا مجاهدين في سبيل الله، وأنّ موقفهم كان جهاداً مقدّساً ضد الباطل.
لقد أصبحت عاشوراء مدرسة استلهم منها المجاهدين معاني الجهاد على مدى التاريخ، وأضحت دماء الحسين بن علي وشهداء كربلاء سبباً لحماس أصحاب الملاحم المقارعين للظلم.
فحرم الاجتماع على الباطل شرعا بصورة عامة، ويحرم من باب المقدمية كل ما يعد لذلك، ويحرم حتى تكثير السواد لجبهة الباطل[44]. فالمتصفح لروايات المسانيد والصحاح حول قضية[45] رضا فاطمة وأذاهاB يجد أن تصنيف الروايات لعدة اتجاهات وكما يلي:


[1]-  في مجمع الزوائد : 5 / 202.
[2]- الخصال : 1/173.
[3] - راجع : لماذا اخترت مذهب الشيعة لمحمد مرعي الانطاكي تحقيق عبدالكريم العقيلي.
[4] - روى أبو الفداء في المختصر في أخبار البشر: 1 / 183 قول السيدة عائشة: البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه!! وكذلك عنه إحقاق الحقّ: 11 / 179.
[5] - الصوارم المهرقة: 158، جاء فيه:... مع أن احتمال ملكيّة الأزواج لبيوتهنّ ممّا أبطله انشاد ابن عباس على عائشة حين مجيئها راكبة على بغلة لمنع أن يطاف بجنازة الحسنA في حجرة النبيّ J وذكر البيت.
وكتاب «الصوارم المهرقة» هو للعلاّمة المجاهد القاضي نور الله التستري الملقب «الشهيد الثالث»، ألّفه ردّاً على كتاب «الصواعق المحرقة» لابن حجر الهيثمي، وهو أوّل ردّ على «الصواعق» باُسلوب متين رصين يعضده قلمه البالغ قمّة مراتب البلاغة وجودة التقرير، فهو والحقّ يقال سفر نفيس، ومؤلّف نافع، وكتاب شريف.
[6] - أورده الغزالي في الباب الثالث من الجزء الثاني من «إحياء العلوم» وفي الباب الرابع والتسعين من كتابه «مكاشفة القلوب».
[7] - تاريخ الطبري ج3 ص210.
[8] - العقد الفريد ج2 ص250.
[9] - تاريخ ابي الفدا ج1 ص156.
[10] - أعلام النساء  ج 3 ص1207.
[11] - تاريخ الطبري  ج 3 ص 198 وكذلك في: ج 4 ص 52.
[12] - الإمامة والسياسة لابن قتيبة  ج 1 ص18 وكذلك في: ج 1 ص 13.
[13] - مروج الذهب  ج 1 ص 414.
[14] - تاريخ اليعقوبي  ج 2 ص 105.
[15] - أعلام النساء  ج 3 ص 1205.
[16] - العقد الفريد ج 2 ص 254‏.
[17] - الإمامة والسياسة لابن قتيبة  ج 1 ص13.
[18] - أعلام النساء ج 3 ص 1206‏.
[19] - الإمام علي A لعبد الفتاح عبد المقصود ج 1 ص 225.
[20] - تاريخ الامم والملوك  ج3 ص430.
[21] - تشييد المطاعن  ح1 ص340.
[22] - مجمع الزوائد ج5 ص203.
[23] - مختصر تاريخ دمشق ج13 ص122.
[24]- الاموال لأبي عبيد ص194.
[25]- راجع : فقه الزهراء- اية الله السيد محمد الشيرازي H مركز الرسول الاعظم J للتحقيق والنشر العاصمة بيروت – لبنان.
[26] - عوالم العلوم: ج11 ص 467 ب20 ح1 ط2. والبحار ج43 ص160 ب7 ح9.
[27] - بحار الأنوار ج78 ص390 ب10ح56 وفيه عن فاطمة الزهراءB: (انا اوصيك في نفسي.. اذا انا مت فغسلني بيدك وحنطني وكفني وادفني ليلا ولايشهدني فلان وفلان) الحديث. وفي البحار ج43 ص214 ب7 ح44:
(يا علي حنطني وغسلني وكفني بالليل وصل علي وادفني بالليل ولاتعلم احداً). وراجع أيضا علل الشرايع ج1 ص185 باب العلة التي من اجلها دفنت فاطمة B بالليل ولم تدفن بالنهار.
 [28] - عن أبي ،عن سعد ، عن جعفر بن سهل الصيقل ، عن محمد بن إسماعيل الدارمي ، عمن حدثه ، عن محمد بن جعفر الهرمزاني ، عن أبان بن تغلب قال : قلت لابي عبداللهA.
[29] - مصباح الانوار : ع : أبي ، عن محمد بن معقل القرميسيني ، عن محمد بن يزيد الجزري ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفرA.
[30]- الأمالي للشيخ الصدوقH ص268 المجلس 45 ح14.
[31]-  راجع : فقه الزهراء السيد محمد الشيرازي H
[32]- راجع : موسوعة الفقه ج48 وج48 كتاب الجهاد وكذلك كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
[33] - كونه موضوع صرف بدون أي مضاعفات خارجية، أو بدوره مستنبط ، أو في الشؤون العامة.
[34] - مثل كتب التي توضح تطبيقات ولاية الفقيه او نظرية الشورى في الإسلام اوإلى جوانب من مختصة في الفقه والسياسة والفقه والدولة الإسلامية وغيرها.
[35] - عوالم العلوم ج11 ص433 ب10 ح1 ط2 /  وكتاب ولأول مرة في تاريخ العالم ج2 ص39-40.
[36] - سورة الإسراء: 26. وفي سورة الروم الآية 38: (فآت ذى القربى حقه).
[37] - تفسير فرات الكوفي H ص239 ح322.
[38] - تفسير فرات الكوفي H ص240 ح323.
[39] - الكامل لابن الأثير 280:3، حياة الإمام الحسينA 3: 80.
[40] - مقتل الخوارزمي 1: 188.
[41] - راجع ك اللهوف: 3.
[42] - إشارة إلى الآية :111 من سورة التوبة .
[43] - راجع مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي H .
[44] - كما في الفقه : المكاسب المحرمة والفقه الواجبات والمحرمات.
[45] - صحيح البخاري ج5 ص 177.