السبت، 15 أبريل 2017

ق2 من مصادر اهل السنة شواهد ومسانيد طرق الوصول لرواة الحديث لاية التطهير في القران الكريم


ق2 من مصادر اهل السنة شواهد ومسانيد طرق الوصول لرواة الحديث لاية التطهير في القران الكريم
6 - توضيح ( لام الصفة ) : وهي كما في الجمل في النحو[1] قال : ولام كي قولهم أتيتك لتفيدني علما وهذه اللام مكسورة أبدا معناه لكي.
أقول : واللام التي في موضع أن مثل قول الله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا) معناه إلا أن يعبدوا قالت الخنساء:
 وقائله والدمع يسبق خطوها * لتلحقه يا لهف نفسي على صخر
ومثلهِ شاهد (وأمرنا لنسلم لرب العالمين) ومثله ايضا (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم) معناه أن يطفئوا وأن نسلم.
واما في شرح شذور الذهب[2] قال: وأما اللام فلها أَربعة أَقسام أَحدها اللام التعليلية نحو: ( وَأَنزَلْنَا الَيْكَ الذِّكْرَ لتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ) ومنه (إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فتحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ).
فان قلت ليس فتحُ مكةَ علةً للمغفرة قلت هو كما ذكرْتَ ولكنه لم يجعل علة لها وإنما جعل علة لاجتماع الأمور الأربعة للنبي وهي: المغفرة وإِتمام النعمة والهداية إلى الصراط المستقيم وحصول النصر العزيز؟
 ولا شك في أن اجتماعها له حصل حين فتح الله تعالى مكة عليه وإنما مَثَّلْتُ بهذه الآية لأنها قد يخفي التعليلُ فيها على مَنْ لم يتأملها.
 والثانية : لامُ العَاقِبَةِ وتسمى أيضاً لامَ الصَّيْرُورَة ولامَ المآل وهي التي يكون ما بعدها نقيضاً لمقتضى ما قبلها نحو: ( فَالتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لهُمْ عَدُوَّاً وَحزَناً ).
فإِن التقاطهم له إنما كان لرأفتهم عليه ولما ألَقى الله تعالى عليه من المحبة فلا يراه أحدٌ إِلا أحَبَّه فقصدوا أن يُصَيِّرُوه قُرَّةَ عينٍ لهم فآل بهم الأمر إلى أَن صارَ عدواً لهم وحَزَناً.
 والثالثة : اللام الزائدة وهي الآتية بعد فعل متعد نحو: ( يُريدُ الله شرح شذور الذهب لِيُبَيِّنَ لكم ) و( انما يُرِيدُ اللهُ ليُذْهِبَ عَنْكُم الرِّجْسَ) و(وأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالمينَ).
فهذه الأَقسام الثلاثة يجوز لك إِظهار أنْ بعدهن قال الله تعالى (وأُمِرْتُ لأن أكونَ ).
والرابعة : لام الجُحُودِ وهي الآتية بعد كَوْنٍ ماضٍ مَنْفى كقول الله تعالى: ( مَا كانَ الله ليَذَرَ الْمُؤمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيهِ ) و( ومَا كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُم على الْغَيْبِ ).
وهذه يجبُ إِضمار أنْ بعدها وأما كي ففي نحو جِئْتُكَ كي تُكْرِمَني اذا قَدَّرْتها تعليلية بمنزلة اللام والتقدير جئتك كي أن تكرمني ولا يجوز التصريح بأن بعدها الا في الشعر خلافاً للكوفيين وقد مضى ذلك.
واما في شرح قطر الندى[3] بن هشام الأنصاري قال: لام الجر سواء كانت للتعليل كقوله تعالى وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس وقوله تعالى إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله.
 أو للعاقبة كقوله تعالى فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا واللام هنا ليست للتعليل لأنهم لم يلتقطوه لذلك وإنما التقطوه ليكون لهم قرة عين فكانت عاقبته أن صار لهم عدوا وحزنا.
 أو زائدة كقوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت فالفعل في هذه المواضع منصوب بأن مضمرة.
واما اعراب الاية : (يريدون ليطفئوا نور الله بأفوههم): فقد إعراب صاحب الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه مع فوائد نحوية لهذه الآية المباركة:
اللام: زائد (يطفئوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام. والمصدر المؤول (أن يطفئوا) في محل نصب مفعول به لفعل الإرادة.
وقال في إعراب: (وأمرنا لنسلم لرب العالمين):
 والمصدر المؤول (أن نسلم) في محل جر باللام متعلق بـ(أمرنا) أو في محل نصب مفعول به إذا كانت زائدة.
وقال الخطيب في كتاب الإعراب الكامل لآيات القرآن[4] قال: إعراب قوله سبحانة تعالى (لنسلم لرب العالمين) وقيل : أنها بمعنى الباء : أي بأن نسلم وقيل : هي زائدة أي نسلم... وفي الهامش قال هذا المصدر في محل نصب مفعول به على اعتبار اللام زائدة. وهذا ينفي كونها للتعليل.
واما في تفسير الخازن[5]صديق حسان خان قال: تفسير ( يريدون ليطفئوا نور الله ) أي يريدون إبطاله وتكذيبه بالقول قاله ابن زيد أو الإسلام قاله السدي ...
قال عطية اللام في ليطفئوا لام مؤكد مزيدة دخلت على المفعول لأن التقدير يريدون أن يطفئوا وقيل هي لام العلة والمفعول محذوف وقيل أنها بمعنى أن الناصبة وأنها ناصبة بنفسها ومثله هذا قوله يريد الله ليبين لكم.انتهى.
فهو قد عرب المصدر المؤول مفعولا به (أي بمعنى يجعل إرادة الإطفاء وقعة على الإسلام لا على أمر تسبب الإطفاء) لا مفعولا لأجله ولا اسما مجرورا إلا في فقط (قيل) وهذا يؤكد دقة الإعراب.
واما في زاد المسير قال : قوله تعالى ( يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) قوله تعالى: ( يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيّنَ لَكُمْ ) اللام بمعنى «أن».
وهذا مذهب جماعة من أهل العربية واختاره ابن جرير، ومثله (وَأُمِرْتُ لاِعْدِلَ بَيْنَكُمُ)[6] (وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ)[7] (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ)[8] والبيان من الله تعالى بالنص تارة، وبدلالة النص أخرى وعلى هذا التقدير أيضا.
فالأمر محسوم لأن المصدر المؤول الأولى إعرابه مفعول به لا مفعول لأجله بل يجب ولأنه لن يكون معنيان كما يذكر بل معنى واحد إن أخذنا بقولك وهو يقول معنيان فراجع!
واما في تفسير البيضاوي[9] قال : قوله تعالى ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) أي يريد أن ييسر عليكم ولا يعسر، فلذلك أباح الفطر في السفر والمرض.
( وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) علل لفعل محذوف دل عليه ما سبق، أي وشرع جملة ما ذكر من أمر الشاهد يصوم الشهر والمرخص بالقضاء ومراعاة عدة ما أفطر فيه.
والترخيص (وَأَحْصُواْ الْعِدَّةَ) إلى آخرها على سبيل اللف، فإن قوله (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ) علة الأمر بمراعاة العدة (وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ) علة الأمر بالقضاء وبيان كيفيته (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) علة الترخيص والتيسير.
 أو الأفعال كل لفعله، أو معطوفة على علة مقدرة مثل لكي يسهل عليكم، أو لتعلموا ما تعلمون ولتكملوا العدة، ويجوز أن يعطف على اليسر أي ويريد بكم لتكملوا كقوله تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ ).
والمصدر المؤول ( لتكملوا ) معطوف على المفعول به اليسر الذي هو مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
واما في تفسير الصابوني[10] صفوة التفاسير قال: في قوله تعالى (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم) قال أي يريد المشركون بأن يطفئوا دين الله وشرعه المنير بأفواههم.
لاحظ جعل الإرادة تتعلق بالإسلام أي يريدون إطفاء الإسلام لا يريدون أمورا بها يطفئون الإسلام وهذا لا يكون إلا بإعرابه المصدر المؤول مفعولا به.
ومن امثلته كهذا: كما في تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان[11] قال: (وأمرنا لنسلم لرب العالمين) بأن ننقاد لتوحيده ونستسلم لأوامره ونواهيه.
وكذلك في تفسير البيضاوي[12] قال: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ ) أي يريدون أن يطفئوا، واللام مزيدة لما فيها من معنى الإِرادة تأكيداً لها كما زيدت لما فيها من معنى الاضافة تأكيداً لها في لا أبا لك، أو ( يُرِيدُونَ ) الافتراء (لِيُطْفِئُواْ).
لاحظ جعل الإرادة تتعلق بالإسلام أي يريدون إطفاء الإسلام في المعنى الأول إلا بإعراب المصدر المؤول مفعول به وفي المعنى الثاني يريدون أمورا بها يطفئون الإسلام.
واما في تفسير القاسمي[13] المسمى محاسن التأويل قال: تفسير قوله تعالى ( وأمرت لأعدل بينكم) وقال قتادة أمر النبيJ أن يعدل حتى مات قال ابن كثير استعملت هذه الآية الكريمة على عشر كلمات مستقلات. كل منها منفصلة عن التي قبلها . حكم برأسها.
فمثل هذه التقدير والمعنى لا يتأتى إلا بالقول أن المصدر المؤول مفعول به لا غير كما هو واضح من كلام قتادة وكلام ابن كثير هذا لأن ابن كثير جعلها جملة مستقلة لا ارتباط لها بما سبق.
وهذا لا يتأتى على إعراب المصدر المؤول مفعول لأجله أو اسم مجرور باللام أو كي ويؤكد ذلك قول قتادة (أمر النبيJ أن يعدل حتى مات) لأن هذا لا يتأتى إلا على إعراب المصدر المؤول مفعول به لأن على ادعائكم لم يؤمر بالعدل بل أمر بأمور لأجل أن يعدل وقتادة يقول (أمر النبيJ أن يعدل حتى مات).
ومثله ايضا في تفسير أبي السعود[14] قال: قوله تعالى ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم) أي يريدون أن يطفئوا دينه أو كتابه أو حجته النيرة واللام زائدة لما فيه من معنى الإرادة تأكيدا لها كما زيدت لما فيها من معنى الإضافة تأكيدا لها في لا أبا لك يريدون الإفتراء ليطفئوا أنوار الله.
واما في شرح قطر الندى[15] تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد قال: ( أو زائدة كقوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت). فعلى المعنى الأول مفعول به وعلى الثاني اسم مجرور.
اذاً : من هذا كله فلماذا نأخذ برأي ضعيف جدا ونترك الآراء القوية فرأيك إن جاز لغة فغير مراد لمخالفته لما عليه الأحاديث المتواترة وما فهمه النبيJ والصحابة والعلماء.
ومع ذلك يحوجنا إلى تقدير مفعول به محذوف للفعل يريد والأصل عدم التقدير كما لا يخفى وما أخذتم به من إعرابات مع القول بصحتها وقوتها مدعمة بالروايات المتواترة وفهم الرسول الأعظمJ والصحابة والعلماء لهذا ونظائره.
فلاحظ هذا لكي تعلم فهمنا انما هو ما عليه جمهور وفطاحل علمائكم مثل تفسير الثعلبي قال: «والرجس» اسم يقعُ على الإثم وعلى العذابِ وعلى النَجَاسَات والنقائِص، فأذْهَبَ اللّه جميعَ ذلك عن أهْل البَيْتِ.
 قالت أم سلمةَB نزلت هذه الآية في بَيْتي؛ فدعا رسولُ اللّهJ عليّا وفاطِمَةَ وحَسَنَا وحُسَيْناD فَدَخَلَ مَعَهم تَحْت كساءِ خيبري، وقالJ:
« هؤلاءِ أهل بيتي، وقرأ الآية، وقَال اللَّهمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَقُلْتُ: وَأَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ، فَقَالَ: أَنْتِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّJ وَأَنْتِ إلَىٰ خَيْرَ».
 والجمهورُ على هذا، وقال ابن عباس وغيره: أهل البيتِ: أزواجه خاصة، والجمهور على ما تقدم سابقا وعلى قول الجمهور: هي ابتداء مخاطبة, فلو كانت اللام لتعليل الأوامر فكيف ستكون الجملة جملة ابتدائية؟
وفي الدر المنثور[16] قال : وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عكرمة في قوله (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)[17] قال: ليس بالذي تذهبون اليه.
فجعلها اللام للتعليل بالكيفية التي يريدها الجمال تجعل من النبيJ مأمورا وكذا آل محمدD بالمكوث وعدم التبرج وهذا ما لا يقول به عاقل.
7 - قول عكرمة وابن عباس ومقاتل بن سليمان بنزولها في نساء النبيJ:
وأما ما نقل عن عكرمة وابن عباس ومقاتل بن سليمان من قولهم بنزولها في نساء النبيJ فهو لا ينهض دليل على ما يدعون وكما يلي فمنها:
منها : هذا اجتهاد في مقابل النص إذ لم ينسبوا هذا الرأي إلى النبيJ.
منها : عكرمة هذا من الخوارج والناصبين العداءَ لأهل البيتD بالإضافة لشهرتهِ بالكذب وقيده (أوثقه) ابن عبد الله بن عباس لكثرة كذبه على أبيه ومتهم في أمور الصلاة واللعب بالنرد وغيره فراجع كتب التراجم.
ونفس الامر تجده في مقاتل بن سليمان فهو كذاب فاسق فاجر. أما ما نسب إلى ابن عباس فهو عن طريق عكرمة ورواية عكرمة فاسدة كما تقدم وعرفت.
منها : روي عن ابن عباس ما يخالف ذلك ، وبسند قوي جدا وهو حديث اختيار الله تعالى لرسولهJ ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً وذلك قوله عز وجل - إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً- بل وقال به جلياً في رده على من وقع (طعن) في الأمام عليA إذ قال بحادثة الكساء وملابساتها ونزول الآية فيهمD.
رواه النسائي[18] في خصائص أمير المؤمنينA.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده[19].
الطبراني في الكبير[20].
الحاكم في المستدرك[21].
أخرجه البزار[22].
مجمع الزوائد[23] قال : (ورجال البزار رجال الصحيح غير أبي بلج وهو ثقة).
وغيرها من المصادر وللعلم أن الحديث مروي بعدة طرق ومن يرغب بالمزيد فعليه مراجعة كتاب الحلي بتخريج خصائص عليA لأبي اسحاق الحويني الأثري[24] .
وفي لجوء واضطرار عكرمة للمباهلة في الأسواق لإثبات مدعاه ومخالفة ما هو بديهي عند أهل عصره من نزولها في أهل الكساء كما يشعر بذلك أيضاً قوله:
( ليس بالذي تذهبون إليه إنما هو نساء النبي) ما كاشف عن المعاناة والمعارضة لإثبات رأيه مع تاكيد الوضع وتزوير الحقائق مع ظهور دخيلة أعداء أهل البيت وبعدها عن منطق التسليم حتى جره هذا للقول بهذا المدعى الواهي جدا ولا سيما ان ثبوت نزولها في أهل الكساء يعتبر إبطال لمذهب الخوارج الذي هو احدهم .
وقالوا المراد بأهل البيت (آل علي - آل عقيل - آل جعفر - آل العباس) مستندين لقول زيد بن أرقم في حديث الثقلين (لكن أهله من حرموا الصدقة بعده وهم آل علي وآل عقيل) وسجل الكنجي الشافعي على هذا الحديث بعض المؤاخذات ما يلي منها:
منها : تحريم الصدقة غير محصور بما هو بعد وفاتهJ.
منها : غير محصور بهؤلاء فبنو عبد المطلب يشملهم ذلك.
منها : خروج النبيJ وهو بديهي داخل بالاتفاق بآية التطهير.
منها : مع كل هذا فهو اجتهاد في مقابل النص.
منها : على فرض كلامه صحيح لكان على النبيJ أن يدخل (آل عقيل -آل العباس -آل جعفر) وغيرهم من الأقارب تحت الكساء ويمر على باب بيوتهم ويقرأ الآية الكريمة ولو على شكل دفعات.
منها : زيد بن أرقم لم يكن بصدد بيان المراد من أهل البيت في آية التطهير بل في حديث الثقلين.
الغاية من إقحام أية التطهير بين الآيات : وقد يتبادر لك سؤال ما هي الغاية من إقحام أية التطهير بين الآيات التي تخاطب نساء النبيJ ؟
يقال لك هو جرياً على الأسلوب البلاغي الرفيع الذي امتاز به القران المجيد فقام بإقحام الآية المباركة كالفات نظر لها، فالنفس أشد التفاتاً لما غاير المألوف ومن هذا الباب فكلمة (الصابئون) بقوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى).
 حيث رفعت كلمة (الصابئون) عطف على محل (إن) واسمها أو على أنها مبتدأ على نية التأخير وخبره محذوف لدلالة خبر (إن) عليه والتقدير هو ولا هم يحزنون والصابئون كذلك أو غير ذلك من التوجيهات المذكورة في الكتب المطولة في إعراب القرآن الكريم.
 مع العلم كان من حقها أن تنصب عطف على اسم (إن) كما في قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله).
فعليه قوله سبحانه وتعالى (ومن أوفى بما عاهد عليهُ اللهَ) بضم الهاء (عليه ُ) بدل كسرها. وكما أنه النفس أشد التفاتاً للون المغاير للون العام في اللوحة وغيرها؟
8 - الثمرة او الفائدة من آية التطهير:
الاول : الاختصاص : نبدأ من هم اختصاصهم بتفسير القرآن واقتصار تفسير الايات عليهم ولهم ومنهم بدلالة قوله سبحانه (لا يمسه إلا المطهرون) فلا يراد ما فهمه بعضهم من إرادة المتوضئ.
 فالمتوضئ مطهر أو متطهر لا مطهر ولهذا قال تعالى (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) والمطهرين. المطهر، اسم فاعل من فعل تطهر الخماسي فيه إبدال تاء التفعل طاء.
أي بمعنى الأصل أنها طاء انقلبت إلى تاء ثم بعدها أدغمت في الطاء الثانية لاقتراب المخرجين أما وزنه فـ(متفعل) أي فالأصل (المتطهرين) كما في قوله تعالى (أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)
وإما المطهرون فأسم مفعول أي من وقع عليه التطهير وهم أهل قوله تعالى: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).
والآية الشريفة (لا يمسه إلا المطهرون) إخبارية لا إنشائية في ظاهرها نافية لوقوع لمس القرآن الكريم لا ناهية عنه بدلالة كون (يمسه) مرفوعة بدلالة وجود الضمة فوق السين فلو كانت ناهية لكانت مجزومة وحركة السين هي السكون.
نعم: ستحرك السين بالفتح للاتقاء الساكنين (السكون الموجود في الحرف الأول من حرف السين المشدد والسكون العارض بسبب الجزم).
ولكن : ذلك لم يحدث وبقية السين مضمومة وهذا يعتبر دليل على ما قلنا به من كون الفعل مرفوع وكون (لا) نافية لا ناهية.
  ومس القرآن بمعنى لمسه واقع لا محالة فالمسلم قد يلمس بنحو الخطأ أو الجهل ولم يكن هو على طهارة وقد يلمسه غير المسلم متعمدا.
 اذا : فكيف صح نفي وقوع اللمس بدون اللجوء إلى ما قلنا وبالخصوص تعزيز القسم بالنفي والإثبات الذي جاء لكي يؤكد هذا المضمون كله وما ذكره الطبري في تفسيره[25] وقارن ذلك بروايات حديث الثقلين كلها في المضمون من الأحاديث التي لا حصر لها.
الثاني : العصمة : ذكرنا في فقرات سابقة من هذا الكتاب مباحث تخص العصمة ومن خلال اثبات اية التطهير دون غيرهم فهي العصمة بعينها وهذا يجري على جميع الايات. وذكرنا البحث في كل جزء بشكل مغاير لاخر في موسوعتنا وهي (اتقان القران وعلوم الرحمن) فراجع.
الثالث : أصحاب الكساء هم أفضل الأمم : أن قول النبيJ (فجعلني في خيرهم بيتاً) فذلك قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).
فهو يدل على أنهم استحقوا أن يكونوا خير الخلق وقولهJ (إنهم مني وأنا منهم) فمن كان النبيJ يفتخر بكونه منهمD.
فكيف لنا ان نعرف قدرهم أو نحيط بكنههمD وقول النبيJ (أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم) فمن كان ناصره النبي الأعظمJ فيا ترى اي عظمة وجلالة قدرهم لهم بعد هذا؟
الرابع : ثمرة لطف الإمامة والنصرة والمحبة:
ففي المورد السابق ثبتت العصمة لهم فهي عاصم عن الزلات وقد أوتي أرقى الكمالات وانكشاف أسرار الآيات له فوجبت محبته ونصرته بالمتيقن من كلامهِJ (إنهم مني وأنا منهم).
 وقد كانوا من النبيJ في أعلى المقامات فلابد من وجوب إمامتهم ولزوم طاعتهم بحكم العقل السليم وهو (العقل) يحكم انه لقبيح تقديم المفضول على الفاضل.
وعلى فرض ان هناك عالمان (أحدهم متبحر حاذق في طريق ال محمدD والعالم الاخر بعيد عن هذا الوصف) وطلب النصح منهما ضال.
فقالوا الطريق لهدايتك كذا وكذا وكان وصف العالمان مختلفا ً فالعقول السليمة حاكمة بضرورة إتباع المتبحر الحاذق وقبح ترك وصفه وتقديم وصف الآخر عليه وإليك من كتاب الله ما يؤكد هذه الحقيقة بقوله تعالى: (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير).
لاحظ انه سبحانه وتعالى استقبح هذا الاستبدال وتقديم اللأدنى على ما هو بخير، ومثلهِ قوله تعالى: ( أفمن يهدي للحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون).
والاية واضحة وصريحةٌ من أن الهادي إلى الحق بعلمه فهو أحق ان يتبع ممن يحتاج اليه بالاهتداء إلى من يهديه.
 فالأحق بالشيء من ليس لغيره (الاحق) فيه حق معه فالآية تنص على وجوب إتباع الأفضل وترك المفضول، وحثّت وهددت عن المخالفة بصريح قوله تعالى: (فما لكم كيف تحكمون).
ومثلها الكثير الكثير ولهذا قال الإمام الصادقA بعد ان ذكر الآية الكريمة قال: ( فطاعتهم طاعة الله عز وجل ومعصيتهم معصية الله).
وكما في كتاب الشرائع[26] وتفسير نور الثقلين[27] رواية عبد الله بن كثير؟ فالثمرة المحصلة من مصادر اهل السنة والشيعة[28] فنأتي بما مكنا الله تعالى من الحصول عليه.

[1] - الجمل في النحو  جزء 1 صفحة 269 – 276.
[2] - شرح شذور الذهب  جزء 1 صفحة 383.
[3] - شرح قطرالندى ج1 ص66 المؤلف: أبو محمد عبد الله جمال الدين بن هشام الأنصاري القاهرة ط: 11 سنة1383هـ تحقيق: محمد محيى الدين عبد الحميد.
[4] - أ.د عبد الجواد الخطيب كتاب الإعراب الكامل لآيات القرآن ط: مكتبة الآداب ص138 حزب14 في إعراب قوله تعالى: (لنسلم لرب العالمين).
[5] - تفسير الخازن العلامة المحقق صديق حسان خان ج 9 ص 408 ط: مطبعة العاصمة القاهرة في تفسير قوله تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله).
[6] - سورة الشورى الاية 51.
[7] - سورة الانعام الاية 17.
[8] - سورة الصف الاية 8.
[9] - تفسير البيضاوي ج 1 ص 463.
[10] - تفسير الصابوني  صفوة التفاسير المجلد 3 ط : دار القرآن الكريم في قوله تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم).
[11] - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان تاليف : عبد الرحمن السعدي ط: مؤسسة الرسالة ص223.
[12] - تفسير البيضاوي  ج 5 ص 332.
[13] - تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل ج 14 ص 302 طبعة دار الفكر في تفسير قوله تعالى: (وأمرت لأعدل بينكم).
[14] - تفسير أبي السعود  ج 5 ص 191 طبعة مكتبة محمد علي صبيح وأولاده مصر في قوله تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم).
[15] - شرح قطرالندى ج1ص66 تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ط:11 سنة138هـ.
[16] - الدر المنثور  ج 6 ص 597.
[17] - سورة الاحزاب الاية 33.
[18] - النسائي في خصائص أمير المؤمنينA صفحة 44 ط : دار الكتاب الذي بذيله كتاب الحلي بتخريج خصائص علي A تصنيف أبي اسحق الحويني الأثري قال أبو اسحق الحويني الأثري في الهامش.
[19] - مسند الإمام أحمد في  ج 1ص 330و331.
[20] - الطبراني في الكبير ج12 ص97 ح 12593.
[21] - الحاكم  في المستدرك  ج3 ص 132و133.
[22] - البزار 185/3 .
[23] - مجمع الزوائد  ج9 ص 109.
[24] - كتاب الحلي بتخريج خصائص علي A لأبي اسحاق الحويني الأثري  في صفحة44 ط: دار الكتاب العربي.
[25] - كتاب مكنون والمكنون المستور وما أورده الطبري في تفسيره  ج 27 ص 118 طبعة المعرفة (مجمل في النقطة رقم-1- من الثمرة).
[26] - كتاب الشرائع  :205ب 156 ح 2.
[27] - تفسير نور الثقلين  ج4 ص 273.
[28] - كتاب حديث الكساء في مصادر المدرستين للسيد جعفر العسكري.