السبت، 15 أبريل 2017

من مصادر اهل السنة الامام المهدي الحجّة



من مصادر اهل السنة الامام المهدي الحجّة A
  هو محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر ابن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبD وكنيتُهُ أبو عبداللّه‏ وأبوالقاسم، وهو الخلف الحجّة صاحب الزمان، القائم المنتظر والتالي، وآخر الأئمة.
أنبأنا عبدالعزيز بن محمود بن البزّاز عن ابن عمر، قال رسول‏ اللّه‏J يخرج في آخر الزمان رجل من وُلْدي اسمهُ اسمي وكنيتُهُ كنيتي يملأ الأرض عدلاً كما مُلِئَت جورا فذلك هو المهدي. وهذا حديث مشهور[1].
إنَّ صاحب تذكرة الخواص عندما ذكر أسماء الأئمة اعترف ضمنا من أنَّ الخلفاء الاثنا عشر كلّهم من قريش، وهم هؤلاء.
وكما إنَّ المهدي التالي (بحسب لفظ الحديث) قال: اسمهُ محمّد واسم أبيه الحسن وليس (عبداللّه‏) كما ذكرُته غالبية الصحاح والسُّنن ماعدا سنن أبي داود، وهو معلوم مشهور.
وذكر الحديث : اسمهُ كاسمي وهو يوافق ما ذكرهُ أبو داود، وإن كنية المهدي كُنيتي، ولكن الحديث ذكر كنية المهدي بأبي عبداللّه‏ وأبي القاسم.
ولعلَّ كنية المهديA بـ(أبي عبداللّه‏) قد أوهَمَ الصحاح والسُّنن والحفّاظ فاصبح التَّحريف السَّهوي في النَّسخ، فكلمة (بأبي) لعلَّهم توهَّموها (أبي)، والأخطاء بالنَّسخ كثير وواضح في الزمن السابق وبالأخص كلمة (بأبي) تشبه كلمة (أبي) ويعضده الاُنس الحاصل في الأحاديث حيث ذَكَرَتْ كثيرا (اسمهُ يواطيء اسمي) فتوهَّم المتوهِّم. والحديث ليس فيه إعتراف مبين بولادة المهديA.
وكما انه يمكن القول بالاعترافَ باسمِهِ وباسمِ والده الحسن وباسم أُمِّهِ صقيل أو صيقل كما أخرجه أبوداود والزهري[2] تجد فيه تصريح ضمني بولادة المهدي الموعود.
واما في شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد المعتزلي[3] لم يصرِّح بولادة المهدي الموعود. ولكن في البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي[4] في ذكر خروجه آخر الزمان؛ قال الكنجي:
قرأتُ على الحافظ أحمد بن محمّد بن هبة اللّه‏ الواسطي بالموصل أخبرنا عمر بن المعمر بن طبرزد... قال: قال رسول اللّه‏J: لاتذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمهُ اسمي، قلتُ قال الحافظ أبوعيسى:  هذا حديث حسن صحيح،  قال: وفي الباب عن عليّ وأبي سعيد وأبي هريرة.
هذا الحديث حسن صحيح وقد ذُكِرَ على لسان الرسول الأكرمJ هكذا رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه إسمي واكتفى ولم يُعقِّب بقوله واسمُ أَبيهِ إسمُ أَبي , واحتمال ذِكرَ جملة (اسم أبيه اسم  أبي) كما ذكر ببعض الصحاح ماعدا أبوداود لايكون إلاّ زيادة.
وذكرُهُ لحديث: أخبرنا أبوالعباس بن أبي الأكرم الخثعمي... عن عاصم عن زر عن عبداللّه‏ عن النبيJ. قال: يلي رجل من أَهلِ بيتي يُواطيء اسمه إسمي. وهو حديث صحيح وهو كالحديث السابقِ لم يُعقَّبْ بقولهِ واسم أبي واقتصر فقط على قولِهِ اسمهُ يُواطيء اسمي.
ومثلهِ أخبرنا العلاّمة الحسن بن محمّد بن الحسن اللغوي في كتابهِ إليَّ بدمشق... عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبداللّه‏ عن النبيJ. قال : لاتذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أَهلِ بيتي يُواطيء إسمُهُ إسمي. قلتُ هذا حديث حسن صحيح أخرجه أبوداود في سُنَنِهِ كما أخرجناه.
ونضيف ما أخبرنا به الحافظ إبراهيم بن محمّد بن الأزهر الصريفيني بدمشق والحافظ محمّد بن عبدالواحد المقدسي بجامع جبل قاسيون قالا:
أخبرنا أبوالفتح... حتى يبعث اللّه‏ رجلاً منّي، أو من أَهلِ بيتي يُواطيء اسمُهُ إسمي واسمُ أبيهِ إسمُ أَبي يملأ الأرض قسطا وعدلاً كما مُلِئَتْ جورا وظلما.
قلتُ[5]: ذَكَرَ الحديث الترمذي[6] والخطيب التبريزي[7] وأبوداود[8] ومعظم روايات الحفّاظ والثقات من نقلة الأخبار (إسمهُ اسمي) فقط والذي رواهُ (واسمُ أَبيه اسمُ أبي) فهي زايدة، فهو يَزيدُ في الحديث.
وايضا ما يُضاف إليه بقوله: أخبرنا العلاّمة حجّة العرب شيخ الشيوخ أبو محمّد عبدالعزيز بن محمّد بن الحسن الأنصاري، قال أخبرنا أبو محمّد عبدالله بن أحمد بن أبي المجد.. يُواطيء اسمُهُ اسمي[9] وجَمَعَ الحافظ أبونعيم طُرُقَ الحديثِ عن الجمِّ الغفير[10] كلّهم عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبداللّه‏ عن النبيJ.
 ومنهم سفيان بن عيينة[11] بطريقينِ إليه [12] وطُرُقُهُ عنهُ بطرُقٍ شتَّى ومنهم قطر بن خليفة وطُرُقُهُ عنهُ بطرقٍ شتَّى ومنهم الأَعمش وثمانية وعشرون آخرون ورواهُ غيرعاصم عن زر وهو عمرو بن مُرَّة عن زر، كل هؤلاء رووا (إِسمُهُ إسمي) إلاّ ماكان من عبيداللّه‏ بن موسى عن زائدة عن عاصم فإنّه قال فيه (واسمُ أبيهِ اسمُ أبي) وهذه الزيادة لا اعتبار لها مع إجتماع هؤلاء الأئمة على خلافها.
ولو سَلَّمنا بقول أهل السُّنّة اذا فما معنى الفترة الواردة في حديث عن أبي سعيد الخدري، وما هو معنى إِنقطاعها على ما فسَّر سابقاً بمحله، وأين يكون الإرتباط ومحلَّهُ من الإنقطاع وظهور الفتن، اذا فلابُدَّ من تخلّل شيء بين هذين المعنيين وهي ولادتهA والغيبة الكبرى وطول العمر.
واما اشكال على طول عمر الامام المهديA فلا تذكر آية واحدة من كتاب اللّه العزيز تُثبتْ وتُعيِّن بها عُمُر الإنسان، فكتاب الله تعالى لم يُحدِّد طول عمر الإنسان ولو بآية واحدة، بل جعلهُ مفتوحا ومقهورا بإرادة الله تعالى، وطبقا لما فهم من الآيات منها:
اِنَّ كلام الله لم يُحدِّد عُمُراً للإنسان فتحصل يمكن لهُ أن يعيش آلاف السّنين بل ويمكنهُ أنْ يُعمِّر من بداية خلقة آدمA ولغاية يوم النفخة.
والله تعالى قهرٌ عباده فهو ما قاله يريدهُ وما لم يقلهُ لم يُردْهُ فتحديد طول وقصر العمر في آيات القرآن الكريم لم يقلهُ فلهذا لم يُردهُ ولم ‏يُحدِّدهُ إلاّ أنَّه العوامل الطبيعية واساءة تصرّف الانسان يُقصّر ويُطوِّل من عمرِه ويُفني الجسدَ بأسرع ما تتصور، فكما قال الامام عليّA في نهج البلاغة: (الهَمُّ نصف الهَرَمْ).
وقد تقول كيف علم أهل البيتD جميعاً بولادة المهديA فهذا ما تثبته الروايات الواردة في الباب بعد التحقيق والنظر في سندها. مع الرجوع الى ما ورد عن أبي هريرة[13] قال: سألت رسول اللّه‏J عن قوله عزّ وجل: « وَجَعَلَها كَلمَةٌ باقيةٌ في عقبهِ». قالJ: جعل الإمامة في عقب الحسينA يخرج من صلبه تسعة من الأئمةD، ومنهم مهدي هذه الاُمّةA.
ومع روايات الخلفاء إثنا عشر والتي هي أكثر من 270 رواية مأخوذة من أشهر كتب الحديث عند الشيعة والسنّة بما في ذلك البخاري ومسلم والترمذي ومسند أحمد ومستدرك الحاكم على الصحيحين، وليست الكثرة العدديّة لهذه الروايات هي الأساس الوحيد لقبولها، بل هناك إضافة الى ذلك مزايا وقرائن تبرهن على صحتها[14].
 فالبخاري نقل هذا الحديث وكان معاصر للإمام الجواد والإمامين العسكريينD وفيه مغزى كبير لأنه يبرهن على أنّ هذا الحديث قد سُجّل عن النبيّJ قبل أن يتحقق مضمونه ويكتمل النص الالهي للأئمة الإثني عشر فعلاً.
 ومعناه أن نقل الحديث متأثراً بالواقع الإمامي الإثني عشري وإنعكاساته. لأنّ الأحاديث المزورة المنسوبة للنبيّJ هي إنعكاس أو تبرير لواقع متأخّر بزمن لا تسبق في ظهورها وتسجيلها في كتب الحديث وغيرها ذلك الواقع الذي يشكل انعكاساً له.
وما دمنا قد ملكنا الدليل المادي على أن الحديث المذكور سبق التسلسل التأريخي للأئمة الاثني عشر، وضبط في كتب الحديث وغيرها قبل تكامل الواقع الإمامي الاثني عشري، أمكننا التأكد من أن الحديث ليس إنعكاساً لواقع، بل هو تعبير عن حقيقة ربّانية نطق بها الرسولJ فقال: « إن الخلفاء بعدي إثنا عشر»
ففرض نفسه (الواقع الإمامي الإثنا عشري) ابتداءً من الامام عليA وانتهاءً بالمهديA لكي يصبح التطبيق الوحيد المعقول لذلك الحديث النبوي الشريف.
فكيف تقولون الطريق لإثبات الولادة (ولادة المهديA) مُنحصر أوّلاً وبالذات بالطريق والبحث السَّندي ثم تأتي الأدلة الاُخرى مثل روايات الثقلين والأرض لا تخلو من قائم للّه‏ بحجّة مثل:
« ومن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» وكذلك «والخلفاء اثنا عشر كلّهم من قريش». كشواهد وقرائن تصلح لإثبات الولادة فهذه الأحاديث جاءت على لسان النبيّJ.
 فالامام البخاري كان معاصر للجواد والعسكريين وهو الذي خرّج حديث الخلفاء الاثنا عشر وصحّحه قبل أن تكتمل دائرة الأئمة الاثني عشر كواقع حال مفروض لابد منه.
ومما سبق نقول : أمّا حديث: « لا تخلو الأرض من قائم للّه‏ بحجّة»؛ فالقرآن هو حجة اللّه‏ القائمة في أرضه ولا تخلو منها الى يوم القيامة.
وأمّا أن نعطف الحديث على المهدي A وبها نثبت ولادتهA مستقلاًّ وهو غير تام، إلاّ من خلال ضميمة حديث الثقلين إليها، وسيأتي تفصيله عند الكلام عن حديث الثقلين.
واما حديث : «من مات ولم يعرف إمام زمانه» فمعرفة الإمام الكليّة تثبت المعنى وإن كان في زمن صدور الرواية مثل معرفة الخلفاء والأئمة الاثني عشر تصدق في جميع الأزمان: ( من زمن الصدور الى زمن الولادة).
فلا تختص بها وتشمل زمن الغيبة حتى وإن قيل بولادته في مستقبل الأيام وهذا الحديث لا يتم ولا يكتمل معناه إلاّ بضميمة حديث الثقلين له.
فالمراد من الحديث هو؛ على المسلم أن يبحث ويتحقق ويعرف من هو إمام زمانه وخليفته حتى وإن لم يكن من الطائفة الشيعية ولا علاقة ورابطة للحديث بالولادة، إلاّ من خلال ضميمة حديث الثقلين إليه. واما حديث: «أنّ الخلفاء بعدي إثنا عشر كلّهم من قريش»؛ هذا الحديث كسابقيه.
وحديث الثقلين: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه‏ وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»؛ فهذا الحديث ثبتت صحّة سنده وتواتره فهو الدليل القاطع على أنه الإمام الذي يجب معرفته والخليفة الذي لا يفارق القرآن فهو المفسِّر له وإن غاب عن الأنظار، فقد قضى أحد عشر خليفةD وبقي الثاني عشر فهو لا يُفارق القرآن أبداً منذ وفاة الخليفة الحادي عشر ليُقال:
ولو ثبت صحّة سند حديث واحد وكان برتبة التواتر مثل حديث الثقلين مثلاً يكفي ذلك لإثبات ولادة الامام الثاني عشر المهديA ولسنا بحاجة الى أي دليل آخر يضم إليه، بل يعتبر هو دليل مستقل بحدِّ ذاته.
فالطريق السَّندي هو البحث الصحيح وليس الوحيد، فمروايات الغيبة وإثبات الهوية له من أنه قرشي وهاشمي وغيرها من أولاد عبدالمطلب ومن ولد أبي طالب من ولد عليّ ومن ولد النبي من ولد فاطمة وأنه التاسع من ولد الحسينD.
والأحاديث التي ذكرناها آنفاً باستثناء حديث الثقلين كلّها قرائن وشواهد سبقت الاحداث على لسان النبيّJ والإمام الصادقA وبقية أهل البيتD فعلم الشيعة بالغيبة وأنها غيبتان إحداهما أطول من الاُخرى كلّها أدلّة قوّية تُعضد أدلة الولادة.
فعندنا نوعين من الأدلّة : الاُولى : صريحة على الولادة وهي ما ذكرناه مع رد الإشكالات وفي مدى صحة سند تلك الأخبار ـ فهي أدلة مستقلّة.
والاخرى غير صريحة على الولادة بل كما ذكرنا سابقاً مع التسليم من إنّها أدلّة قويّة فهي كالقرائن والشواهد تُضم الى الأدلة الاُولى بإستثناء حديث الثقلين فهو يعتير دليل مستقل بحدِّ ذاته.
وذكر الحافظ أبوالحسين محمّد بن الحسين الآمدي السجستاني صاحب كتاب « مناقب الشافعي» حيث قال: تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول اللّه‏J بذكر المهديA.
وذكر الشيخ محمّد السفاريني في « لوامع الأنوار البهيّة» قال: بلغت روايات المهدي حدّ التواتر المعنوي فلا معنى لانكارها، وقد روي ما يفيد مجموعه العلم القطعي، فالإيمان (بخروج المهدي واجب كما هو مقرّر عند أهل العلم ومدوّن في عقائد أهل السنّة والجماعة).
وذكر محمّد البرزنجي، قال: بلغت روايات المهدي حد التواتر المعنوي، فلا معنى لانكارها.
وذكر القاضي محمّد عليّ الشوكاني، قال: الأحاديث الواردة في المهدي متواترة بلا شك ولا شبهة.
وذكر الشيخ صدِّيق حسن القنوجي البخاري في الإذاعة، قال: الأحاديث الواردة في المهدي على اختلافها كثيرة جداً تبلغ حدّ التواتر.
وذكر الشيخ محمّد بن جعفر الكتاني في كتابه «نظم المتناثر في الحديث المتواتر» ما لفظه: (الحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي متواترة).
وجاء في « تاج الاُصول » ـ وهو من الكتب المعتبرة عند أهل العلم من السنّة يُدرس في الخرطوم وأندونيسيا وبعض مدارسهم الاُخرى في دول إسلامية اُخرى يُذكر فيه الحديث التالي: عن رسول اللّه‏J: «يخرج رجل في آخر الزمان إسمه يواطئ اسمي وكنيته كُنيتي يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً».
فهذه شهادات لكبار علماء اهل السنة بضرورة خروج المهدي لتواتر الأحاديث في ذلك، فمن ينكر هكذا تواتر ونرجع لكلامنا وهو جاء في عقد الدرر في أخبار المنتظر[15] عن قتادة قال: قلتُ لسعيد بن المسيَّب، المهدي حقٌّ؟ قال: حقّ، قلتُ مِمَّن؟ قال: من كنانة. قلتُ ثمَّ مِمَّن؟ قال: من قريش، قدَّم أحدهما على الآخر. قلتُ مِمَّن؟ قال: من بني هاشم، قلتُ ثمَّ مِمَّن؟ قال: من وُلد فاطمةB.
فواضح جدا من هذا الحديث إنّ المهدي من قريش من بني هاشم من ولد فاطمة وعليّD ويؤيِّده الروايات الكثيرة التي تقول، الخلفاء بعدي إثنا عشر خليفة كلّهم من قريش... من ولد فاطمة فإنْ كان المهدي من ولد فاطمة ومن بني هاشم فمن باب أولى بذلك آباؤهُ وأجدادُهُ.
ولكن قال القرطبي[16]: فلم نجد فيها ما يشير إلى ولادة المهدي.
واما في ذخائر العقبى في مناقب ذوي القُربى[17] ذكر ماجاء أنَّ المهدي في آخر الزمان منهما؛ أي من الحسن والحسينD ولم ‏يَذكُر في الرواية المطوَّلة كيفيَّة ولادة المهدي الموعود.
وجاء في منهاج السُّنَّة النبويَّة[18] قال منه: يعترف بصحَّة أحاديث المهدي وخروجه وأنَّه من وُلدِ فاطمة ولكنه لم ‏يُشر لولادتِهِA.
واما في فرائد السمطين[19] أشار إلى أنَّ المهدي هو الثاني عشر من الحديث المشهور، إثنا عشر خليفة كلهم من قريش وأنَّه من النبيJ ولا يشير لزمن ولادتِهِ إلاّ من خلال الدلالة الإلتزاميَّة من حيث الأوّل الامام عليّ وولديه الحسن والحسين والسجاد الى المهديA والتاريخ يشهد لذلك، ولد لأنَّه الثاني عشر خليفة وهو ابن الحسن الخالص الامام الخليفة الحادي عشر ومات ولم يُخلِّفَ وَلَد ذكر سواه.
واما في مشكاة المصابيح[20] لم يذكر شيئا سوى تكرار ما في الصحاح والسُّنن على ما سبق.
واما في تلخيص المستدرك[21] قال: وهو واضح، فهو تلخيص، ولاحاجة في مراجعته.
واما في خريدة العجائب وفريدة الغرائب[22] قال: لم نجد فيه ما يشير إلى ولادة المهديA.
واما في المنار المنيف في الصحيح والضَّعيف[23] قال: لم ‏نَرَ فيه سوى ما ذكر في الصحاح والسُّنن على ما سبق.
واما في الفتن والملاحم[24] قال في فصل في ذكر المهدي يكون في آخر الزمان؛ وهو أيضاً تأكيد وتكرار لما في سابقاتها وأكثر.
واما في شرح المقاصد[25] قال كذلك كسابقه بل اختصر.
واما في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد[26] حديث واحد لكنه طويل.
وخلاصة أحاديث الصحيح والحسن عندهم في الصحاح والسُّنن من أنَّ المهدي حقيقية لا وهم فيها وخارج لا محالة ومن ذُريَّة النبيJ من ولد فاطمةB. وعلى الاختلاف في رواياتهم فهل هو من نسل الامام الحسن السبط الأكبرA أم انه من نسل الامام الحسينA.
ومن مميزات يعرف بها يُقَسِّم المال صحاحا فيرضى عنه الساكن في السَّماء والساكن بالأرض ويملئها قسطا وعدلاً كما مُلئت ظلما وجورا. ولكن صاحب مجمع الزوائد لم يتطرَّق بهل وُلِدَ أم سيُولد والحديث الصحيح ثابت عندهم من أنَّ عيسى بن مريمD يُصلِّي خلفَهُ.
وجاء في موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبَّان[27] باب ماجاء في المهدي وهذا الباب والكتاب تجد فيه حديث يشير إلى ولادة المهدي الموعود يغنيك عما تجده في غيره.
وجاء في الفصول المهمَّة[28] الفصل الثاني عشر يذكر رواية عن أبي سعيد الخدري قال؛ قال رسول اللّه ‏J: يكون عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال لهُ المهدي عطاؤُهُ هنيئا، أخرجهُ الحافظ أبونعيم في الرّد على من زعم أن المهدي هو المسيح.
وهذا فيه إشارة لولاّدتهA فقالJ: يكون عند انقطاع من الزمان، يعني: يكون خروج المهدي في فترة من الزمان، وبعبارةٍ اخرى لابُدَّ وأنْ يكون اما قد خرج أو اما قد ظهر أو اما قد وُلِدَ لكي يصدق الظهور الثاني عند الفتن.
فحدوث الظهور الأوّلي وبالخصوص بعد الفترة التي بين عيسى ابن مريمD والنبيJ ولم يكن هناك وصيّ قريبَ عهدٍ للنبيJ اذا الفترة هي الزمان الفاصل بدون حجَّةَ ظاهرة وظهور الفتن يكون الظهور الثاني والخروج والقيام الثاني.
على فرض لو قلنا بالظهور الأوَّلي بإنَّهُ حقيقة مثل الظهور الثاني (من حيث المعنى) فالقيام والخروج والظهور والثورةَ كلها مردود لماذا.
 لانه على طبق روايات اهل السُّنَّةَ والشيعة؛ إنَّ المهدي الموعود بالإجماع لم يخرج خروجه كثورة لحد الآن عند الطرفين. وإذا قلنا بالظهور الأوَّلي وهي الولادة، فهو ما ذهب إليه الإماميَّة وينكرهُ اكثر أهل السُّنَّة.
وجاء في الحاوى للفتاوي[29] الجزء الثاني منه : العرف الوردي في أخبار المهدي وفيه: وأخرج (ك) أبو يعلى، وابن عساكر عن أبي سعيد قال، قال رسول اللهJ: يكون في آخر الزمان عند تظاهر من الفتن وانقطاع من الزمن أميرٌ أوَّل ما يكون عطاؤُهُ للنّاس أن يأتيه الرجل فيحثي لهُ في حجره يهمّه من يقبل منه صدقة ذلك المال لما يصيب النّاس من الفرج.
فمن النظرة الاولى لهذا الحديث تؤكد الرواية السابقة (رواية ابن الصَّبَّاغ في فصوله المهمة).
واما من النظرة الثانية فهل فهمنا القاصر والمقصر من الروايات قاطبةً لدى الطرفين، وخصوصا هذا الحديث، أنَّ لفظة آخر الزمان، أو الألفاظ الاُخرى الدالة على هذا المعنى، مُختصٌّ بزماننا الفعلي، وعصرنا الحاضر يصدق ان يُطلق عليه آخر الزمان، أو لم يأتِي بعدُ أو قد تحقِّق منذ زمن النبيJ. فلقد قال تعالى: «إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ»[30].
وفي تفاسير الشيعة أن الآية مختصُّة بزمن ظهور المهديA ونحن الآن في سنة (1437هـ 2016م) ولم يتحقق ظهور الصبح للعيان فيُزيح ستار الوهم عن العيون والعقول.
وجاء في الإنجيل والتوراة بأنَّه سيأتي نبي في آخر الزمان مُبشَّرا  به إِسمُه أحمد. فلفظ (آخر الزمان) قد بدأ منذُ ولادة النبيJ ولحد الآن وها نحن متلبسين بلفظ آخر الزمان.
والآية الكريمة « ليُظهرَهُ على الدِّين كُلِّه » فمحل اتفاق بين اهل السُّنَّة والشيعة، على أنَّها تخصُّ زمن ظهور الموعود ومفهوم الاية لم يتحقَّق:-
لم يتحقق بان الدين الإسلامي يظهر على الأديان. ولم يتحقق بان الدين يحكم ويقهر العالم ليبقى الإسلام. ولم يتحقق بانه الدين الأوحد والوحيد الذي يحكم العالم وهو ظاهر وقاهر ولا غيره موجود.
فحينها زمام العالم واُمُورهُ بيد الامام المهدي الموعودA الذي يملك العقول والقلوب والشعوب وانصياع الاُمم له وهذا ما هو داخل ضمن استراتيجيات وخطط اليهود واتباعهما ومؤيدهم، فيكون خروجه مشابه لخروج النبيJ فَتُكون الشعوب مطيعهُ له فتطيح بحكوماتها بدون حاجة لحربٍ نوويّة أو حربٍ سُّيوف مع توقّف الأسلحة عن العمل وتعطُّلها بحكمة الله تعالى وقدرته.
اذا فآخر الزمان ممتدّ من زمن عصر النبيJ ولغاية يومنا هذا وليس له اختصاص بزمن ظهور وخروج المهدي الموعود فقط.

[1]- راجع : ظفر المظفر في ولادة المهدي المنتظرA محاولة سندية في الردّ على شبهات أحمد الكاتب / تاليف جليل آقائي كاظمي/ المعاونية الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت1427هـ الطبعة الاولى المطبعة : اسراء.
[2] - كما قال تذكرة الخواص.
[3] - شرح نهج البلاغة لأبوحامد المدائني المشهور بأبن أبي الحديد المعتزلي  (سنة586 ـ 655هـ) عالم بالأدب مؤرِّخ وكاتب وشاعر، أصبح من أعلام المتكلِّمين الجزء الأوّل منه تحقيق محمّد أبوالفضل إبراهيم.
[4] - البيان في أخبار صاحب الزمان: الحافظ أبي عبداللّه‏ القريشي الكنجي الشافعي المتوفى 658هـ الباب الاول منه.
 [5] - قول للشافعي الكنجي.
 [6] - شرح صحيح الترمذي لابن العربي  ج 9 ص 74.
 [7] - واخرجه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح  ص 122.
 [8] - وذكرهُ أبوداود في سُننه  ج 2 ص 207.
 [9] - مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 376 وص 377 وص 430 وص 448 وكذلك البغوي في المصابيح ج 2 ص 193.
[10] - راجع : مناقب المهدي للحافظ ابو نعيم.
[11] - أخرج الحديث بطريقِهِ الحمويني في فرائد السِّمطين (مخطوط) بطريقينِ إليه.
[12] - الشافعي الكنجي.
[13] - كفاية الأثر ص86.
[14]  - راجع : السيد الشهيد الصدر الثانيH كتاب موسوعة الامام المهدي A.
[15] - عقد الدرر في أخبار المنتظر : ليوسف بن يحيى بن عليّ بن عبدالعزيز المقدَّسي الشافعي السَّلمي (من علماء القرن السّابع) تحقيق الدكتور عبدالفتّاح الحلو الطبعة الاُولى 1399هـ  ـ 1979م.
[16] - تذكرة القرطبي: أبوعبداللّه‏ محمّد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي المتوفى671هـ مالكي من كبارالمفسِّرين في كتابه بابان حول المهدي.
[17] - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القُربى تأليف : الحافظ مجد الدين أحمد بن عبداللّه‏ الطبري (ت615 ـ 694هـ).
[18] - منهاج السُّنَّة النبويَّة : أبوالعباس تقي الدين أحمد بن عبدالحليم الشهير بـ  (ابن تيميَّة) الحرَّاني الدمشقي الحنبلي (661 ـ 728 هـ)، الجزء الرابع.
[19] - فرائد السمطين : للحموئي الخراساني (644 ـ 732 هـ) من أعلام السُّنَّة وحفّاظ الحديث من أعلام القرن السابع والثامن المجلد الثاني جاء فيه: الحديث برقم 562.
[20] - مشكاة المصابيح : للخطيب العمري التبريزي (بعد 741هـ) الجزء الثالث.
[21] - تلخيص المستدرك على الصحيحين: للذهبي الشافعي673 ـ 748هـ الجزء الرابع.
[22] - خريدة العجائب وفريدة الغرائب: لابن الوردي المتوفى سنة (749هـ ).
[23] - المنار المنيف في الصحيح والضَّعيف: تأليف المشهور بأبن قيِّم الجوزيَّة الحنبلي الدمشقي(691 ـ 751هـ) من أركان المذهب الحنبلي ولآرائهِ سهمٌ وافر في ظهورِالوهّابيَّة تتلمذعلى يد بن تيمية وكثير من علماء عصره. حقَّقهُ عبدالفتّاح أبوغدَّهَ فصل50.
[24] - الفتن والملاحم: لابن كثير701ـ774 هـ محدِّث مؤرِّخ ومفسِّر فقيه ج1 ط1.
[25] - شرح المقاصد: مسعود التفتازاني الشافعي الخراساني (712ـ793هـ)ج1.
[26] - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: الحافظ أبوالحسن الهيثمي القاهري الشافعي (735ـ 807هـ) من أعلام الحديث وأئمة التاريخ الجزء السابع باب ما جاء في المهدي.
[27] - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبَّان: لأبي الحسن سليمان الهيثمي (735 ـ 807 هـ) هو نفس مؤلف كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. باب ماجاء في المهدي.
[28] - معرفة أحوال الأئمة وفضلهم : لمؤلفِهِ المعروف بابن الصَّبَّاغ المالكي (784ـ 855هـ).
[29] - الحاوى للفتاوي : المتوفى سنة (911 هـ ) عالم مصر في الفقه والتفسير وعلوم الحديث والاُصول والنحو والإعراب الجزء الثاني.
[30] - سورة هود الاية 81.