السبت، 15 أبريل 2017

الائمة من قريش ولد السيدة فاطمة بنت محمد بن عبدالله ص



الائمة من قريش ولد السيدة فاطمة عليها السلام
الائمة من ولد السيدة فاطمة الزهراءB: فهم أئمة الإسلام وقادتـه لان النبوة هي وظيفة إلهية وسفارة ربانية يجعلها الله لمن يجتبيه ويختاره من عباده الصالحين وأوليائه الكاملين في إنسانيتهم فيرسلهم إلى سائر الناس لغاية إرشـادهم إلى ما فيه منافعهـم ومصالحهم في الدنـيا والآخرة[1] حيث قال جل وعلا : ( واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم )[2].
والغـرض من ذلك هو تنزيه الناس وتزكيتهم من مساوئ الأخلاق ومفاسد العادات ، لذلك قوله تعالى: ( وإنك لعلى خلق عظيم )[3].
وكل ذلك حتى تبلغ الإنسانية كمالها اللائق بها فترتفع إلى درجاتها الرفيعة في الدنيا والآخرة . لان الإنسان خليفة الله في أرضه حيث قال جل وعلا : ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة )[4].
لذلك فانه جل وعلا لم يجعل للإنسان حق تعيين النبيJ أو ترشيحه أو انتخابه وليس لهم الخـيرة حيث قال سبحانه وتعالى: (والله اعلم حيث يجعل رسالته )[5] وقوله تعالى: ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا* وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا)[6]. وقوله تعالى: (انك لمن المرسلين )[7].
فما هي صفات هذا الشاهد على جميع الناس هي الصفات السابقة التي وصفه بها الله تعالى رسوله الكريمJ بها فهو الصادق ، الأمين ، البشير ، النذير ، الهادي ، السراج المنير الذي اذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيرا ، فان الأئمة الذين يقودون الأمـة على اتجاهين وهما :
اتجاه يقود أمته واتباعه إلى النار مثل فرعون وهامان ومعاوية وبقية الطواغيت بقوله تعالى: ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين . وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون)[8] .
والاتجاه الاخر أئمة الهدى كما قال سبحانه وتعالى: ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )[9] وقوله تعالى: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين )[10].
فهؤلاء الأئمة أئمة الهدى الذين هم يهدون الناس بأمر الله سبحانه وتعالى وهم الذين يوقنون بآياته ويقومون بفعل الخيرات جميعها بأمره تعالى لذا فقد خصهم الله سبحانه بعلم لم يشاركهم فيه أحد من الناس فهم اعلم الناس فهل لنا أن نعرف ونختار هؤلاء العباد المصطفين الأخيار كما جاء في صحيح البخاري[11] قال:
روى بسنده عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبيJ يقول ( يكون بعدي اثنا عشر أميرا ) فقال كلمة لم اسمعها ، فقال أبي انه قال كلهم من قريش.
ومثلهِ كذلك في صحيح مسلم[12] قال: روى بسنده عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على النبيJ فسمعته يقول : ( إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ) قال: ثم تكلم بكلام خفي عليّ ، قال فقلت لأبي ما قال ؟ فقال: قال:
(كلهم من قريش) . ورواه أيضا في نفس الباب بسندين عن عامر بن سعد عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول اللهJ يوم الجمعة عشية رجم الأسلمي يقول ( لا يزال الدين قائم حتى تقوم الساعـة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ).
ومثلهِ كذلك في سنن الترمذي[13] قال : عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللهJ ( يكون بعدي اثنا عشر أميرا ) قال ثم تكلم بشيء لم افهمه فسألت الذي يليني فقال : قال ( كلهم من قريش ).
ومثلهِ كذلك في سنن أبي داود[14] قال : عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول اللهJ يقول ( لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثنا عشر خليفة ) قال فكبر الناس وضجوا ثم قال كلمة خفية قلت لأبي : يا أبه ما قال: قالJ : ( قال كلهم من قريش).
وجاء بنفس هذا المعنى غيرهم كثير كما روي في مسند الإمام احمد بن حنبل[15]عن جابر بن سمرة. وكذلك روي في مستدرك الصحيحين[16]. وكذلك روي في كنز العمال[17]ولفظه : ( يكون لهذه الأمة اثنا عشر خليفة قيما لايضرهم من خذلهم كلهم من قريش ).
وكذلك رواه الهيثمي في مجمعه[18]. وكذلك رواه أبو نعيم في حليته[19]. مثلهِ أخرج الحديث الطبرآني. وكذلك مثلهِ اخرج الحديث ابن عساكر وغيرهم.
كما رواه الحمويني[20] عن مجاهد عن ابن عباس قال : قدم يهودي يقال له نعثل. فقال : يا محمد أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فان أجبتني عنها أسلمت على يديك قال : سَل يا أبا عمارة.
فقال : يا محمد صف لي ربك فقال J : لا يوصف إلا بما وصف به نفسه . وكيف يوصف الخالق الذي تعجز العقول أن تدركه والأوهام أن تناله والخطوات أن تحده والأبصار أن تحيط به ، جل وعلا عما يصفه الواصفون ، نائي بقربه وقريب في نأيه ، هو كيف الكيف ، وأين ألاين ،  فلا يقال له أين هو ، وهو منقع الكيفية والاينونية  فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه ، والواصفون لا يبلغون نعته ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .
قال صدقت يا محمد فاخبرني عن قولك انه واحد ، لا شبيه له ، أليس الله واحد والإنسان واحد .
فقال J : الله عز وعلا واحد حقيقي أحادي المعنى أي لا جزء ولا تركيب له والإنسان واحد ثنائي المعنى مركب من روح وبدن.
 فقال : صدقت فاخبرني عن وصيك من هو ؟ فما من نبي إلا له وصي وان نبينا موسى بن عمران أوصى ليشوع بن نون.
فقال : إن وصيي علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسينD. قال : يا محمد فسمهم لي.
قال : إذا مضى الحسين فابنه علي فإذا مضى علي فابنه محمد فإذا مضى محمد فابنه جعفر فإذا مضى جعفر فابنه موسى فإذا مضى موسى فابنه علي فإذا مضى علي فابنه الحسن فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي فهؤلاء اثنا عشرD. قال: اخبرني كيفية موت علي والحسن والحسينD.
قال J : يقتل علي بضربة على قرنه والحسن يقتل بالسم والحسين بالذبح . قال : فأين مكانهم .
قال : في الجنة في درجتي. قال : اشهد أن لا اله إلا الله وانك رسول الله واشهد انهم الأوصياء بعدك ، ولقد وجدت ذلك في كتب الأنبياء وفي ما عهد إلينا موسى بن عمرانA.
فانشأ نعثل شعرا :
صلى الإله ذو العلا عليك يا خير البشر
أنت النبي المصطفى والهاشمي المفتخر
بكم هدانـا ربنا وفيـك نرجو ما أمــــــر         
ومعشـر سميتـهم أئمة اثنـا عـــــــــشـر
حياهم رب العلا ثم اصطفـاهم من كدر
قد فاز من والاهم وخاب من عاد الزهر
آخرهم يسقي الظمأ وهو الإمام المنتظر
عترتك الأخيـار لي والتابعـين ما أمـــر
من كان عنهم معرضا فسوف يصلاه سقر
وقد قال فيهم الشاعر الفرزدق :
من معشر حبهم دين وبغضهم * كفـر وقربهـم منجـى ومعتصـم
إن عدّ أهل التقى كانوا أئمتهم * أوقيل من خيرأهل الأرض قيل هم
وقال الإمام علي A : ( لا يقاس بال محمدJ من هذه الأمة أحد ولا يساوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا . هم أساس الدين وعماد اليقين، إليهم يفيء الغالي وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثة)[21].
وفي خطبة أخرى قالA: ( وإنما الأئمة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه وان الله تعالى خصكم بالإسلام وأستخصكم له)[22].
ووصف الامام علي أهل البيت D في خطبة له فقالA:
( نحن الشِّعار والأصحاب والخزنة والأبواب ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا . فيهم كرائم القران وهم كنوز الرحمن إن نطقوا صدقوا وان صمتوا لم يسبقوا)[23].
وكذلك من خطبة لهA يذكر فيها آل محمدD فقالA:
(هم عيش العلم وصوت الجهل يخبركم حلمهم عن علمهم وصمتهم عن حكم منطقهم لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه هم دعائم الإسلام  وولائج الاعتصام بهم عاد الحق في نصابه وانزاح الباطل عن مقامه وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية فان رواة العلم كثير ورعاته قليل)[24].
ومن هذا تستظهر إن كلاهما (النبي والامامD) في كل أمة يمتازون بسمو روحي وحياة معنوية رفيعة وعالية وهدفه متلبس فيه باستمرار هداية الناس لطريق الذي رسمهُ الله تعالى لهم..
وبما انهم قادة (وهم النبي والامامD) لجميع أفراد ذلك المجتمع اذاً: فهم افضل من سواهم في كافة المجالات.
وبعد أن اصبح قائدا (النبي والامامD) للامة بأمر من الله تعالى فهم بالضرورة قادة للحياة الظاهرية والحياة المعنوية معا وبخط واحد وما هو متعلق بهم من أعمال تسير مع سيرهم ومنهجـهم كما في قوله تعالى: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات).
ومما سبق بمقتضى ما جاء في الكتاب بكل نصوصه فان أئمة الإسلام اثنا عشر بالترتيب التالي وهم :
الامام الاولA: علي بن أبي طالب (أمير المؤمنين) : ولد في13 رجب عام 23 قبل الهجرة واستشهد في 21 رمضان عام 40 هـ.
الامام الثانيA: الحسن بن علي ( الزكي ) : ولد في 15 رمضان عام 3هـ ومات مسموم شهيداً في 7 صفر عام 50 هـ .
الامام الثالثA : الحسين بن علي (سيد الشهداء) : ولد في 3 شعبان عام 4 هـ ومات شهيدا في 10 محرم عام 61 هـ .
الامام الرابعA: علي بن الحسين (زين العابدين) : ولد في 5 شعبان عام 38 هـ ومات مسموم شهيداً في 25محرم الرواية المشهورة والاخرى في 11محرم عام 95 هـ.
الامام الخامس A: محمد بن علي ( الباقر): ولد في 1رجب الرواية المشهورة و2صفر عام 57 هـ ومات في 7 ذي الحجة مسموم شهيدا عام 114 هـ .
الامام السادس A: جعفر بن محمد (الصادق) : ولد في 17 ربيع الاول عام 89 هـ ومات 25 شوال مسموم شهيدا عام 148هـ.
الامام السابع A: موسى بن جعفر ( الكاظم): ولد عام 128 هـ ومات في 25 رجب مات مسموم شهيداً عام 183 هـ .
الامام الثامن A: علي بن موسى (الرضا): ولد في 11 ذي القعدة عام 148 هـ ومات في 17 صفر مسموم شهيداً عام 203 هـ .
الامام التاسع A: محمد بن علي (الجواد): ولد في 10 رجب عام 195 هـ ومات اخر يوم من ذي القعدة مسموم شهيداً عام 220 هـ .
الامام العاشر A: علي بن محمد ( الهادي): ولد في 2 رجب عام 212 هـ ومات في 3 رجب مسموم شهيداً عام 254 هـ .
الامام الحادي عشر A: الحسن بن علي (العسكري): ولد في 10 ربيع الاخر عام 232 هـ ومات في 8 ربيع الاول مسموم شهيداً عام 260هـ وبداية امامة بقية الله الاعظمA.
الامام الثاني عشرA : محمد بن الحسن ( المهدي ) : ولد في 15 شعبان عام 256 هـ ويسمى إمام العصر والزمان الحجة حي يرزق الى ان ياذن الله تعالى له.
وقال رسول الله J : ( لا تتقدموهـم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكـوا ولا تعلمّوهم فانهم اعلم منكـم)[25].
وقال عز من قائل بقوله تعالى: ( إن الذين يحآدّون الله ورسوله اولآئك في الاذلين )[26].
وقد صدق من قال[27] : إن تعبدنا في الأصول بغير المذهب الاشعري وفي الفروع بغير المذاهب الأربعة لم يكن لتحزب أو تعصب ولا للريب في اجتهاد أئمة تلك المذاهب ولا لعدم عدالتهم وأمانتهم ونزاهتهم وجلالتهم علما وعملا.
ولكن كما قال جل وعلا في كتابه الكريم :
( لا تجدوا قوما يؤمنوا بالله واليوم الآخر يوآدون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أؤلآئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أؤلآئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)[28]. والله العالم.



[1]- راجع : كتاب عقائد الامامية للشيخ محمد رضا المظفر الفصل الثاني النبوة - سفينة النجاة / تأليف لَبـيـبْ الـسَّعدي - جمعية إخوان البر.
[2] -  سورة التوبة الآية 101 .
[3] - سورة القلم الآية 4 .
[4] - سورة البقرة الآية 30 .
[5] -  سورة الأنعام الآية 24 .
[6] - سورة الأحزاب الآيات 45 ، 46 .
[7] - سورة ياسين الآية 3 .
[8] - سورة القصص الآيات 40 ، 41 .
[9] - سورة السجدة الآية 24 .
[10] - سورة الأنبياء الآية 73 .
[11] - صحيح البخاري ج4 في كتاب الأحكام وكذلك في ج2 ص127.
[12] - صحيح مسلم ج2 ص79 كتاب الإمارة في باب الناس وكذلك في ج6 ص3.
[13] - سنن الترمذي  ج2 ص35 روى بسندين.
[14] - سنن أبي داود  قال :ج2 ص207.
[15] - مسند الإمام احمد بن حنبل  ج5 ص86 وفي ص92 و ص106.
[16] - مستدرك الصحيحين  ج4 ص501.
[17] - كنز العمال ج6 ص201.
[18] - الهيثمي في مجمعه  ج5 ص190.
[19] - أبو نعيم في حليته  ج4 ص333.
[20] - الحمويني فرائد السمطين ونقله عنه القندوزي ينابيع المودة ص440.
[21] - نهج البلاغة للشيخ محمد عبدة مطبعة الرحمانية ص34 .
[22] - المصدر السابق ص294 .
[23] - نهج البلاغة للشيخ محمد عبدة مطبعة الرحمانية ص297.
[24] - المصدر السابق ص495 .
[25] - انظر في الدر المنثور للسيوطي ج2 ص60 والصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص148 وكنز العمال ج1 ص168 وأسد الغابة في معرفة الصحابة ج3 ص137.
[26] - سورة المجادلة الآية 20 .
[27] - راجع : السيد عبد الحسين شرف الدين الموسويH كتاب المراجعات.
[28] - سورة المجادلة الآية 22 .