السبت، 15 أبريل 2017

شهادة صحاح اهل السنة المهدي من ولد فاطمة بنت محمد ص


المهدي من فاطمةB بشهادة صحاح اهل السنة
من ذرية السيدة الزهراءB الامام المهديA كما روي الحديث في كنز العمال[1] قال: (المهدي من ولد فاطمة)[2].
وجاء في الفصول المهمة[3] احوال الإمام المهديA قال :(ولد ابو القاسم محمد الحجة بن الحسن الخالص بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة255هـ)؟
وأما نسبه : أبا وأما فهو ابو القاسم محمد الحجة بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالبD.
وأما أمه: ام ولد يقال لها نرجس خير أمة. وأما كنيته : فأبو القاسم وأما لقبه: فالحجة والمهدي والخلف الصالح والقائم المنتظر وصاحب الزمان واشهرها المهدي .A
وجاء في الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي [4] قال :وأما بقاء المهدي A فقد جاء في الكتاب والسنة أما الكتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى:
( ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون).
قال : هو (المهدي من ولد فاطمةD) وهناك رواية اخرى في مسند الامام احمد[5] قال: حدثنا ‏‏فضل بن دكين ‏‏حدثنا ‏ ‏ياسين العجلي ‏عن ‏‏إبراهيم بن محمد ابن الحنفية ‏عن ‏‏أبيه ‏عن ‏عليA‏ ‏قال: قال رسول اللهJ:
[ ‏(‏المهدي) منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة]. ‏
1 -  ولادة الامام المهديA بين النفي والاثبات: نفى تقريباً كل علماء أهل السُّنّة بمذاهبهم ولادة الإمام المهديA إلا من ذكر ولادتهُ واعرض عنها مدّعين من أنّه سيولد في آخر الزّمان من نسل النبيJ ومن فاطمةB بنت الرسولJ ومنهم من ذهب للقول من نسل الحسن المجتبىA واما الشيعة الاثنا عشرية قالت : ولد وحي يرزق وأنّه من نسل الحسينA الشهيد السبط[6].
ونناقش هذه الشبهة السَّنديَّة ومنه التوفيق. ولو قالوا: أين الأدلة التي تُثبت المدّعى من كتب اهل السنّة؟
فالاول قيل الأصل عندهم عدم ولادتهA، وسيولد في آخر الزمان، وقد يكون من ولد فاطمة من نسل الحسن المجتبى السبط[7]D.
والاخر مروي: ان الأصل عندهم، الاعتراف بوجود المهدي ومن نسل الرسولJ وسيخرج في آخر الزمان، هو ثابت في الصحيح من رواياتهم.
وما قيل في الثالث من ان البحث السّندي بهذا الخصوص ومن خلال كتبهم الروائيّة والرّجالية منتفٍي بانتفاء الموضوع. وإن كانت موجودة فهي نادرة فلا يكون لها مَوْطأَ قدم عندنا، ولو اعترافا منهم، فهذا دليل صحة مدّعانا.
ولكن المطلوب إثبات ولادة المهديA بروايات صحيحة سّنداً عندهم من طرق الشيعة، وهذا مفقود بل معدوم في مصادرهم الروائية، اذاً لا يمكن البحث والاعتماد على مصادر اهل السنة الروائية والرجالية لإثبات ولادة المهديA.
وفي الرابع نقول ان صاحب البيت أدرى بما فيه، فهم أعلم وادرى بمن وُلد وكيف وُلد ومتى وُلد...؟ اذا هي قضية شهود وليست مسألة عقلية وفلسفية حتى تحتمل التحليل العقلي والإثبات الفلسفي والمناظرات الكلامية وغيرها.
ولو يُقال هي مسألة ثبتت بالضرورة الدينية، فالفصل هو للبحث السندي، ولهذا أشكالات  المدعوا أحمد الكاتب على روايات ولادة المهديA من خلال صحّة سندها عند الشيعة فقط؟
نقول: لا يمكن التسليم بانحصار طريق ثبوت الولادة بالنصوص فقط بل الحجّة في خصوص موضوع الولادات سواءً بـ(الإثبات أوالنفي) هو:
بمشاهدة العيان وبحضور القابلة المأذونة ووجود قرائن تُعلن عن ذلك كتوزيع الإمام أبي محمّد العسكريA لأرطال من اللحوم على شيعته.
وإبلاغ الامام الحسن العسكريA في السرّ والإعلان بولادة المهدي ورؤية الشيعة له، ومجيء الوفود من خارج سامراء لرؤية المهدي والتعرّف على وصيّ الحسن العسكريA واللقاء به ومُسائلته.
فاثبُّات صحّة مثل هذه المقولات يستدعي التحقيق السندي في روايات ولادة المهديA وهو الذي دفع الكاتبين لطرح الشبهات، فلا دخل للعقل والفلسفة والتنظير الكلامي والضرورة الدينية، فالولادة تثبت سلباً أو إيجاباً عن طريق سند الرواية الناقلة لخبرالولادة فقط.
فاما الروايات: «الخلفاء الاثنا عشر وكلّهم من قريش» و«من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية».
هي تصلح كشاهد ودليل من خلال ضمها لاحاديث الولادة الصحيحة السّند تحقيقاً، وليست الإضافة عكسية واما لو انفردت بها وحدها فلا تصلح لإثبات ولادة الامام الحجّةA.
بن طولون الدمشقي يترجم للمهدي: ولدى بن طولون الدمشقي[8] قسم مختص بترجمة الحجّة المهدي (265 هـ ـ 878 م ) : قال:
وثاني عشرهم ابنه محمّد بن الحسن وهو أبوالقاسم محمّد بن الحسن بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصّادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبD.
وقد ذكرتُ المعتَمَدَ في أمر هذا في تعليقي «المُهدي الى ما وَرَدَ في المهدي» وقد رتَّبْتُ تراجم هؤلاء الأئمة الاثني عشرD على ترتيب التنظيم المتقدِّم.
وهو حسن لذكر تراجم الأبناء عُقيب تراجم الآباء وعند شيعة مدينة تبريز الآن يُقدِّمون ويُوخِّرون بحسب الأفضلية، وقد نظمتهم على ذلك فقلتُ:-
عَلَيْكَ بِالاَئِـمَّةِ الاْثْنَيْ عَــــشَرْ*اَبُو تُـرابٍ حَسَنٌ وَ حُسَـيْنُ
مُـحَـمَّدٌ الـْباقِـرُ كَـمْ عِـلْمٍ دَرى*مُوسىَ هُوَ الْكاظِمُ وَ ابْنُهُ عَلِيّْ
مُـحَـمَّـدٌ الـتَّقِـيُّ قَـلْـبُهُ مَعْـمُـورُ*وَالْعَـسْكَرِيُّ الْـحـَسَنُ الْـمُـطَهَّرُ     
مِنْ آلِ بَيْتِ الْمُصْطَفى خَيْرِ الْبَشَرْ*وَبُغْـضُ زَيْنِ الْعابِدِينَ شَـيْنٌ
وَالْصّادِقُ ادْعُ جَعْفَراً بَيْنَ الْوَرى*لَـقـِّبْهُ بِــالـرِّضـا وَ قَدْرُهُ عَـلِيّْ
عَـلِىُّ الـنَّقِىُّ دُرُّهُ مـَنْـثُورُ*مُحَمَّدٌ الْمَهْدِيُّ سَوْفَ يَـظْهَرُ
سبحان المسدد تلك الأبيات الشعرية مطابقة بالتمام مع حديث خلفائي اثنا عشر كلّهم من قريش، والناظم للشعر صرح بأنَّ المهديA (محمّد بن الحسن العسكري) سيُولد في المستقبل ومن نسل الحسن الخالص العسكري وليس أباهُ عبداللّه‏ كما بمرويات أهل السُّنَّة.
 فذكر سنة ولادته (المهدي) هي (265هـ)، ولكن المشهور لدى الشيعة ولادة المهدي A سنة (255هـ)، وابن طولون ظاهراً انخلط الأمرُ عليه وهذا بعيد عن مؤرِّخٍ مثلهُ، او خطأ في النَّسخ.
ومن خلال تعيينِهِ لسنةِ ولادة المهدي (الحجَّةA) هو اقِرار منه بأنَّ المهدي محمّد بن الحسن العسكريD قد وُلِدَ ولهذا نظمَ الشعر فيه وقال سوف يظهر الحجّة المهدي المولود سنة (255هـ) هو ابن الحسن.
وقد يقال الذي ذكرُه ابن طولون هو غير الذي ذكرهُ في شعرِهِ بأِسم محمّد المهدي بن الحسن العسكري، وقصدَهُ (المهدي الموعود) هو الثاني الذي سيظهر (محمّد المهدي بن الحسن العسكري) وليس هو (الحجّة المهدي) فإنهُ قد وُلِدَ في سنة (265هـ) ومات. ومنه بإنّ المهدي الموعود الذي سيظهر فيما بعد لم ‏يولد بَعْدُ ومن نسل الحسن العسكريA.
فقد ورد عليه ان تعيين ابن طولون سنة ولادته وتعيينه الثاني عشر من الأئمة الاثنا عشر وتعيين اسم والدَهُ واسم آبائِهِ وأجدادهِ. وهذا بدوره دافع لوهم التناقض والتخالف فيما بين :
بين ما قاله في بداية الفصل من تعيين سنة ولادة المهديA.
بين ما قاله في آخر الأبيات التي نظمها، وأنَّهما شخصٌ واحد وهو الحجّة المهدي محمّد بن الحسن العسكريD.
وجاء في اليواقيت والجواهر في عقائِد الأكابر[9] قال في بيان جميع أشراط السَّاعة التي أخبرنا بها الشارع حقّ لابُدَّ ان تقع كلّها قبل قيام الساعة.
وذلك مثل خروج المهديA ثمّ الدّجال ثمّ نزول عيسى بن مريمD وخروج الدّابة وطلوع الشمس من المغرب ورفع القرآن وفتح سد يأجوج ومأجوج حتى لو لم يبق من الدنيا إلاّ مقدار يوم واحد لوقع ذلك كلّه.
 قال الشيخ تقي الدين ابن أبي المنصور في عقيدته : وكل هذه الآيات تقع في المائة الأخيرة من اليوم الذي وعد به رسول اللّهJ وذلك الإضمحلال يكون بدايتهُ من مضي ثلاثين سنة في القرن الحادي عشر، فهناك يُترقّب خروج المهدي وهو من أولاد الإمام الحسن العسكريD.
 ومولدُهُA ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وهو باقٍ إِلى أن يجتمع بعيسى بن مريمD فيكون عمُرهُ إلى وقتنا هذا وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة، سبعمائة سنة وست سنين.
 هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كرم الريش المطل على بركة الرطلي بمصر المحروسة عن الإمام المهدى حين اجتمع به.
وفي الصواعق المحرقة[10]: قال فمع ما ظهر عنه من الإنحرافِ والعداء، إِعتَرَف بأحقيّة عقيدة الشيعة الإماميّة وأصالتها الإسلاميَّة عند الكلام عن الإِمام الثاني عشر في هذا الفصل من الصواعق وفي القول المختصر. وكتاب الصواعق المحرقة. وكذلك ورده في الصواعق المحرقة[11] قال أبو محمّد الحسن الخالص:
وجعل ابن خلّكان هذا هو العسكري، وُلِدَ سنة إثنتين وثلاثين ومائتين. ووقع لبهلول معهُ، أنَّهُ رآهُ وهو صبي يبكي والصبيان يلعبون ...الى قوله.... وزالت الشبهة عن الناس ورجع الحسن إلى دارِهِ. وأقام عزيزا مكرّما وصِلاتُ الخليفة تصلُ إليه كلَّ وقتِ إلى أن مات بسرَّ من رأى ودُفن عِند أبيه وعمِّهِ وعمُرهُ ثمانية وعشرون سنة.
ويُقال إنَّه سُمَّ أيضا ولم يَخْلُفْ غير وَلَدِهِ أبي القاسم محمّد الحجَّة وعمرُهُ عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة ويُسمَّى القاسم المنتظر. قيل: لأنّه سُتر بالمدينة وغاب فلم يُعرف أين ذَهَبَ ومرَّ في الآية الثانية عشرة قول الرافضة فيه أنَّهُ المهدي. انتهى كلام بن حجر.
واما (المدينة) مقصوده هي سامراء لأن أباهُ العسكري كان فيها وقد ولد فيها. ومن كلام ابن حجر، أنَّ الحسن الخالص هو أبو محمّد وقد وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ عمرُهُ خمس سنوات في ايام حياتِهِ وكنيتهُ أبوالقاسم محمّد الحجّة وسُتر بمدينة سامراء وآتاهُ الله تعالى الحكمة.
ولكن هذا كله مما في الادلة والنصوص فهو لا يرضي ابن خلكان وابن حجر. ولا يرتضي أن يكون محمّد الحجّة أبوالقاسم هو المهدي. ويَرْضَوْنَ بتسميتِهِ بالقاسم المنتظر. والتصحيف قد حصل فيها والصحيح أبوالقاسم كما عرَّفهُ بكنية أبو القاسم وليس القاسم. فيبدو أن التصحيف قد حصل فيها وكما قلنا ان الصحيح هو أبوالقاسم كما عرَّفهُ هو بكنيته (أبوالقاسم) وليست لفظة (القاسم) .
وكذا نقل عن ابن خلكان في كتاب حقِّ اليقين بقولَهُ القائِم المنتظر ومعلوم أنَّ ما قاله ابن حجر في الحسن الخالص وابنه محمّد أبوالقاسم هو نقلٌ عن إِبن خلكان.
والمفسر السيّد عبدالله شبَّرH نقل عن ابن خلكان بالقائِم بدلاً من القاسم ودليل نقلَهُ إمَّا عن نسخة كانت عنده غير التي دوَّنها الآخرون عند طبع الصواعق المحرقة. وإمّا أن يكون ابن حجر اشتبه عليه الأمر ولأنَّ نقله عن ابن خلكان والنسخة التي كانت عند صاحب الصواعق قد حصل فيها الخطأ في النسخ.
وقول ابن حجر وابن خلكان بلحاظ الذكر والتدوين لكنية أبو القاسم مع لقبهُ بالمنتظر يُفهم السامع منهُ؛ هو المنتظر الذي تعتقد به الشيعة بعد غيبته بالمدينة وهو نفسه المهدي الموعود (المصلح).
وفي أَخبار الدول وآثار الاُول[12] قال في الفصل الحادي عشر في ذكر الخلف الصالح الإمام أبي القاسم محمّد بن الحسن العسكريD وكان عمُرهُ عند وفاة أبيه خمس سنين آتاهُ الله فيها الحكمة كما اُوتيها يحيىA وكان مربوع القامة واتَّفق العلماء على أنَّ المهدي هو القائم في آخر الوقت وقد تعاضدتْ الأخبار على ظهوره وتظافرت الروايات على إشراق نوره...انتهى.
وفي فيض القدس شرح الجامع الصغير[13] قال «المهدي من عترتي من ولد فاطمة» لا يعارضه ما يجيء عقبه (الرواية التالية له) ، أنّهُ من ولد العبّاس لحملِهِ على أنَّهُ شعبة منه.
واما في الإتحاف[14] بحبِّ الأشراف قال: الثاني عشر من الأئمة أبوالقاسم محمّد: الحجّة الإمام قيل هو المهدي المنتظر وُلِدَ الإمام محمّد الحجّة ابن الإمام الحسن الخالصD (بسرَّ من رأى) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين قبل موت أبيه بخمس سنين، وكان أبوهُ قد أخفاهُ حين ولد وستر أمرهُ لصعوبة الوقت وخوفه من الخلفاء، فإنَّهم كانوا في ذلك الوقت يتطلَّبون الهاشميين ويتصدونهم بالحبس والقتل ويريدون إعدامهم.
وكان الإمام محمّد الحجّة يلقب أيضا بالمهدي والقائِم والمنتظر والخلف الصالح وصاحب الزمان وأشهرها المهدي، ولذلك ذهبت الشيعة أنَّه الذي صحَّتْ الأحاديث.
 بأنّه يظهر آخر الزمان وأنّه موجود في السَّرداب الذي دخله في سُرَّ من رأى ولهم في ذلك تآليف والصحيح خلاف ذلك.
وأن المهدي الذي صحَّت به الأحاديث وأنّه يظهر آخر الزمان خلافَهُ وإن كان أيضا من أشراف آل البيت الكريم لكنه يولد وينشأ كغيره لا أنّهُ من المعمِّرين وقد أشرق نور هذه السلسلة الهاشميّة والبيضة الطاهرة النبويّة والعصابة العلويّة.
 وهم اثنا عشر إماما مناقبهم عليَّة وصفاتهم سنيّة ونفوسهم شريفة أبيّة وأرومتهم كريمة محمّديّة وهم: محمّد الحجّة بن الحسن الخالص بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين ابن الإمام الحسين أخي الإمام الحسن وَلَدَيْ الليث الغالب عليّ بن أبي طالبD.انتهى.
وجاء في نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار[15] ذكر مناقب محمّد بن الحسن الخالص (الى قال) ابن عليّ بن أبي طالبD اُمّه اُم ولد يُقال لها نرجس وقيل صقيل وقيل سوسن وكنيتُهُ أبوالقاسم ولقَّبَهُ الإِماميَّة بالحجة والمهدي والخلف الصالح والقائِم والمنتظر وصاحب الزمان وأشهرها المهدي. شابٌ مربوع القامة حسن الوجه والشعر يسيل شعرُهُ على منكبيه أقنى الأنف أجلى الجبهة. (بوَّابهُ) محمّد بن عثمان (معاصرهُ) المعتمد، وهو آخر الأئمة الاثني عشر على ما ذهب إليه الإماميّة.
قال الشيخ أبوعبدالله محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي لا امتناع في بقائِهِ بقاءَ عيسى ابن مريم والخضر وإلياس من أولياء الله تعالى وبقاء الأعور الدّجال وإبليس اللعين وهؤلاء قد ثبت بقاؤُهم بالكتاب والسُّنَّة.انتهى.
هنا كلامه واضح جدا في الولادة والبقاء واسم الأب واسم الاُم والخليفة العباسي المعاصر لهُ وسفيرهُ وبوَّابُه محمّد بن عثمان.
وقوله (هذا ما ذهبتْ إليه الشيعة) فمردود عليه برواياتهم الصحيحة والصريحة الحسنة الثابتة من حيث انت ذكرتهُ باسمه واسم أبيه واُمّه وألقابِهِ وكنيتِهِ وتاريخ الولادة والعلامات الفارقة.
 لكن البعض يشكَّكَ بأن المذكور هو محمّد الحجّة ابن الحسن الخالص العسكري وهذا الذي هو ما بشّرَ به النبي الأعظمJ بخروج رجل من عترتي من وُلدِ فاطمة عند انقطاع الزمان وظهور الفتن وبظهوره يخرج المسيح ابن مريم والدجال فهما شخصان.
قد ثبت أنَّ الذي يظهر آخر الزمان هو من ولد الامام الحسينD وثبت ايضا هو محمّد الحجة القائم المنتظر ابن الحسن الخالص العسكري ابن صيقل أو صقيل من نسل فاطمة الزهراءD ومن عترة النبي الأعظمJ من قريش من ولد الحسين سبط الرسول الأصغرD.
 وأمَّا قولهم بالاثنينيّة (المهدي اثنان) ترجيح بلا مُرجِّح واستبعاد عقلي لطول الزمان فالأوّل كيف يكون لكي يمتد به العمر لغاية ظهوره مع المسيح ابن مريم والدَّجال.
 ولذا فرضوا خروج ثاني من نسل الامام الحسن المجتبىA من ولد فاطمة الزهراءB ومن عترة النبيD في آخر الزمان. والكلام هذا غير تام غير مستند لرواية محكمة صحيحة عن النبيA وتوضح لنا هذه الاثنينيّة إلاّ اللهم أن يكون هذا استبعاد لا تحتملُهُ العُقول.
اذا فلا اثنينيّة ومن حيث طول العمر لا يكون مانع من بقاء الأوّل وهو محمّد الحجّة المهدي ابن الحسن الخالص إلى زمان ظهور الدجال والمسيح ابن مريمD.
 وننصح بمطالعة ما أجاب الإمام العلاّمة القرشي العدوي النَّصيبي الشافعي[16] في مطالب السؤول في مناقب آل الرسولJ.
وفي الإذاعة لما كان وما يكون بين الساعة[17] يقول: والأحاديث الواردة في المهدي التي اُمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثا فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها على جميع الاصطلاحات المحرَّرة في الاُصول، وأمّا الآثار عن الصحابة المصرّحة بالمهدي فهي كثيرة أيضا، لها حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك.
وجاء في لوامع الأنوار البهيَّة [18] قال : وروى عمَّن ذكر من الصحابة وغير ما ذكر منهم بروايات مُتعدّدة، وعن التابعين ومن بعدهم ما يُفيد مجموعة العلم القطعي، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرَّر عند أهل العلم ومُدوَّن في عقائد أهل السُّنّة والجماعة، ونقل في فوائد الفكر[19] عن محمّد بن الحسين، إنّه قال: قد تواترت الأحاديث واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفىJ بمجيء المهدي وأنّهُ من أهل بيتِه.إنتهى.
واما في عيون المعبود في شرح سنن أبي داود[20] قال : واعلم أنّ المشهور بين الكافّة من أهل الإسلام على ممرِّ الأعصار أنّه لابدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يُؤَيِّد الدين ويُظهر العدل ويتّبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلاميّة.
ويسمَّى بالمهدي خرَّجوا أحاديث المهدي جماعة من الأئمة منهم أبو داود والترمذي وابن ماجة والبزّاز والحاكم والطبراني وأبو يعلى الموصلي، وأسندوها إلى جماعة من الصحابة.
مثل عليّ وابن عباس وابن عمر وطلحة وعبدالله بن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري واُم حبيبة واُم سلمة وثوبان وقرَّة بن إياس وعليّ الهلالي. وحسن وضعيف وقد بالغ الإمام المؤرِّخ عبد الرحمان بن خلدون المغربي في تاريخِهِ في تضعيف أحاديث المهدي كلّها فلم يُصبْ بل أخطأَ.
وأحاديث التي خرَّجها الأئمة في خصوص المهدي عج، كما رأيت يُقوِّي بعضها بعضا، وأثرا عن الصحابة الكبار عند أهل العلم بالحديث، ومثله لا يقال بالرأي. والله العالم.

[1] - كنز العمال  قال في : ج7 ص186.
 [2]- كتاب أرجح المطالب للشيخ عبيدالله آمر تسرى الهندى الحنفى صفحة 385 نقلا من كتاب الجرح والتعديل للدارقطنى قال :
عن ابى هارون العبدى قال :أتيت أبا سعيد الخدرى فقلت له هل شهدت بدرا؟ قال نعم قلت ألا تحدثنى بشىء مما سمعت من رسول اللهJ فى عليA.  قال : يابنى أخبرك ان رسول اللهJ مرض مرضه نقهة ودخلت عليه فاطمةB تعوده وانا جالس عن يمين رسول اللهJ فلما رأت ما برسول الله  Jمن الضعف خنقتها العبرة حتى بدت دموعها على خدها فقال لها رسول اللهJ ما يبكيك يافاطمة ؟
قالتB أخشى الضّيعة بعدك يا رسول الله . فقالJ : يافاطمة إن الله تعالى اطلع على اهل الارض اطّلاعة فأختار منهم بعلكA فأوحى إلىّ فأنكحته منك واتخذته وصيّا أمل علمت أنك بكرامة الله اياك زوجك أعلمهم علما وأكثرهم حلما وأقدمهم سلما فضحكت فاطمةB واستبشرت فأراد رسول اللهJ أن يزيدها مزيد الخير كله الذى قسمه الله لمحمد وآل محمدD فقال لهاJ:
يا فاطمة لعلي ثمانية أضراس - يعنى مناقب - إيمان بالله ورسوله -وحكمته وزوجته وسبطاه الحسن والحسينD  وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر .يافاطمة نحن بيت أعطينا ستَّ خصال لم يعطها أحد من الأولين ولايدركها الآخرون غيرنا :
نبينا خير الأنبياء وهو أبوكJ  ووصينا خير ألأوصياء وهو بعلكA  وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزةA عم أبيكJ  ومنا سبطا هذه ألأمة وهما ابناك D ومنا مهدى الأمةA الذى يصلى عيسىA خلفه.
ثم ضرب على منكب الحسين A فقال J من هذا مهدى الأمة .انتهى.
[3] - الفصول المهمة الشيخ علي بن محمد بن احمد المالكي المعروف بابن الصباغ ص273و274 من الباب 12 احوال الإمام المهدي A.
[4] - الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص281.
[5] - مسند احمد رقم الحديث 610.
[6]- راجع : ظفر المظفر في ولادة المهدي المنتظرA محاولة سندية في الردّ على شبهات أحمد الكاتب تاليف جليل آقائي كاظمي المعاونية الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت1427هـ الطبعة الاولى المطبعة : اسراء.
[7]- راجع : معالم السُّنن: أبي سليمان أحمد بن محمّد الخطابي، و سُنن أبي داود.
[8] - كتاب الأئمة الاثنا عشر ص118: شمس الدين محمّد أبوعبدالله الشهير (بابن طولون الدمشقي) الحنفي (880 ـ 953 هـ) كان مُحدِّثا مسندا فقيها مؤرِّخا نحويّا عالما بالطب والتعبير وغيره من العلوم، ولد وتوفي في دمشق، سمع وقرأَ على جماعة من العلماء والمحدّثين وتفقّه عند عمّه جمال بن طولون وآخرين، له تصانيف كثيرة في شتّى الموضوعات منها (الأئمة الاثنا عشر) ذكرهُ الزركلي بعنوان (الشذور الذّهبيّة في تراجم الأئمة الإِثنا عشر عند الإماميّة) طبع بتحقيق الدكتورصلاح الدين المنجد في بيروت لبنان.
[9]- اليواقيت والجواهر في عقائِد الأكابر: للإمام عبدالوهاب الشعراني الشافعي المصري المتوفى سنة973هـ الجزء الثاني المبحث الخامس والستون في بيان جميع أشراط السَّاعة.
[10] - الصواعق المحرقة : شيخ الإسلام، أبو العباس، شهاب الدين، أحمد بن  محمّد بن عليّ بن حجر الهيتمي السَّعدي الأنصاري الشافعي المكِّي (909ـ974هـ) تلقّى العلم بالأزهر، كان فقيها، محدِّثا، ولهُ تصانيف كثيرة منها «الصواعق المحرقة في الرَّد على أهل البدع والروافض والزندقة» طبع لأوّل مرَّة في (1312هـ) بالقاهرة ثمَّ طبع مرارا مع تحريفات كثيرة أشار الى بعضها السيد قطب الجزائري في مقدَّمة الطبعة الزنكوغرافيّة عن الطبعة الاُولى.وابن حجر خصَّ الفصل الثاني من كتابِهِ «الصواعق» بالبحث حول أحاديث المهدي.
وفي القول المختصر. وكتاب الصواعق المحرقة مراجعة وضبط جماعة من العلماء وبإشراف الناشر ـ نشر دار الكتب العلمية بيروت لبنان ـ إِعتمدها الناشر والعلماء في الضبط على النّسخة المطبوعة في مصر والتي حقّقها الاُستاذ عبد الوهاب عبد اللطيف، الطبعة الأولى (1403هـ ـ 1983م) بيروت لبنان .
[11] - الصواعق المحرقة لابن حجر ص 313.
[12] - أَخبار الدول وآثار الاُول : أبوالعباس أخزد بن يُوسف بن أحمد الشهير بالقرماني الدمشقي (939 ـ 1019 هـ) من مشاهير المؤرِّخين، والكتاب مع مقدّمة في التاريخ القديم الى ظهور الإسلام  وتاريخ الخلفاء والأئمة الاثني عشر والصحابة ويتكون من إثنين وثمانين بابا كل باب دولة، طبع على الحجر في بغداد سنة (1282 هـ )وفيه قسم يتعلق بالمهدي المنتظر .
[13] - فيض القدس شرح الجامع الصغير : للعلاّمة المناوي وهو شرحٌ نفيس للعلاّمة المحدِّث محمّد المدعو بعبد الرؤوف المناوي على كتاب (الجامع الصغير) من أحاديث البشير النذير للحافظ جلال الدين عبد الرحمان السيوطي. نشر دار المعرفة بيروت لبنان ـ الطبعة الثانية سنة (1391هـ ـ 1972م ) الجزء السادس : الحديث 9241.
[14]- الإتحاف بحبِّ الأشراف: تأليف الشيخ عبدالله بن محمّد بن عامر الشبراوي الشافعي.
[15] - كتاب نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار : للعالم الفاضل الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن. فصل في ذكر مناقب محمّد بن الحسن الخالصA.
[16] - كتاب مطالب السؤول في مناقب آل الرسول تاليف: القرشي العدوي النَّصيبي الشافعي المتوفى سنة (625هـ) راجع الجزء الثاني منه الباب الثاني عشر في أبي القاسم.
[17] - الإذاعة لما كان وما يكون بين الساعة: السيد محمّد صدِّيق حسن القونجي الهندي البخاري (1248-1307هـ) باب في الفتن العظام والمحن التي تعقبها السَّاعة ص113.
[18] - العلاّمة الشيخ محمّد بن أحمد السفاريني الحنبلي كتابِ لوامع الأنوار البهيَّة وسواطع الأسرار الأثريَّة لشرح الدرَّة المضيئة في عقد الفرقة المرضيّة.
[19] -  راجع : الشيخ المرعي في كتاب فوائد الفكر.
[20] - عيون المعبود في شرح سنن أبي داود العلاّمة أبي الطّبيب محمّد شمس الحقّ العظيم الآبادي مع شرح الحافظ ابن قيِّم الجوزيّة، ضبط وتحقيق عبد الرحمان محمّد عثمان.الجزء الحادي عشر: أوَّل كتاب المهدي الحديث رقم 4259.