السبت، 15 أبريل 2017

نظرية عدالةُ الصحابة من مصادر أهل السنة


نظرية عدالةُ الصحابة من مصادر أهل السنة
نظرية عدالةُ الصحابة من كتب أهل السنة: ورد عن عقبة بن عامر[1].. ان رسول J قال : « انّي فرط لكم، وانا شهيد عليكم، وانّي والله انظر الى حوضي الآن وانّي اعطيت مفاتيح خزائن الارض أو مفاتيح الارض، وأنّي والله ما اخاف عليكم ان تشركوا بعدي، ولكن اخاف عليكم أن تنافسوا فيها».
وكذلك عن مروان بن الحكم[2]: شهدت عثمان وعلياً، وعثمان ينهى عن المتعة وان يجمع بينهما، فلمّا رأي عليٌّ أهل بهما: « لبيك بعمرة وحجة ». قال: ما كنت لادع سنة النبي J لقول أحد.
ومثلهِ عن سعيد بن المسيب قال: اختلف (الامام) عليٌّ A وعثمان ـ وهما بعسفان ـ في المتعة، فقال (الامام) عليٌّA: ما تريد إلاّ أن تنهى عن أمر فعله النبي J فلمّا راى ذلك عليٌّ أهلَّ بهما جميعاً[3].
ووكذلك عن اُسامة: اشرف النبيJ على اُطم[4] من آطام المدينة فقالJ: « هل ترون ما أرى، انّى لاَرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر»[5].
وعن جابر E: بينما نحن نصلّي مع النبي J إذ اقبلت من الشام عير تحمل طعاماً، فالتفتوا اليها حتى ما بقي مع النبي J إلاّ اثنا عشر رجلاً، فنزلت: (وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا اليها)[6].
وذكر عن عبيد الله بن عمير[7] قال : انّ أبا موسى الاشعري استاذن على عمر بن الخطاب، فلم يؤذن له ـ كأنّه مشغول ـ فرجع أبو موسى، ففرغ عمر فقال: ألم اسمع صوت عبدالله بن قيس ائذنوا له.
قيل: قد رجع. فدعاه، فقال: كنّا نؤمر بذلك. فقال تأتيني على ذلك بالبيّنة فانطلق الى مجلس الانصار فسألهم فقالوا: لا يشهد لك على هذا إلاّ اصغرنا أبو سعيد الخدري، فذهب بأبي سعيد الخدري، فقال عمر:
أخفي هذا عليّ من أمر رسول الله J؟ ألهاني الصفق بالاسواق. يعني الخروج الى تجارة.  ولكن في بعض الروايات: وإلاّ أوجعتك. وكذلك في بعضها: فوالله لاُوجعنَّ ظهرك وبطنك أو لتأتين بمن يشهد لك.
ويستفاد من هذا الحديث أمران وهما : الامر الاول : انّ الخليفة عمر لا يعتمد على كلام ابو موسى الاشعري، ولا يراه صادق، فطلب منه البيّنة عملاً بقوله تعالى: (ان جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا).
والامر الاخر : قلّة علم الخليفة عمر بالسنة القولية حتى عمّا يعلمه الصغار، اشتغال بمعاملة لسوق، فالخليفة رجل عمل لا رجل علم.
واما ارتباط السيدة عائشة في مسألة الافك... فقام سعد بن معاذ... فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً، ولكن احتملته الحمية، فقال[8]:
كذبت لعمر الله لا تقتله ـ أي ابن أبي بن سلول ـ ولا تقدر على ذلك، فقام اسيد بن الحضير فقال: كذبت لعمر الله، والله لنقتلنه، فانك منافق تجادل عن المنافقين، فثار الحيان (الاوس والخزرج) حتى هموا، ورسول الله J على المنبر، فنزل فخفّفهم حتى سكتوا وسكت..
قال عروة[9] أيضاً : (لم يسم من أهل الافك أيضاً إلاّ حسان بن ثابت، ومسطح بن اثاثة، وحمنة بنت جحش في ناس آخرين..)
واما مسطح بدري[10] فعن انس... فلما اتاه ـ أي عبدالله بن أُبي ـ النبي J قال: اليك عنّي، والله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الانصار منهم: والله لحمار رسول الله أطيب ريحاً منك، فغضب لعبدالله رجل من قومه فشتمه، فغضب لكلّ واحد منهما اصحابه، فكان بينهما ضرب بالجريد والاَيدي والنعال، فبلغنا انّها اُنزلت: (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما).
فمما سبق لاحظ جيداً ؟ هل يصح أن يقال من انّ الصحابة جميعهم عدول! لعن الله العصبية الحمقاء[11].
وكذلك عن المسور ومروان ـ في قصة الحديبية ـ: قال رسول اللهJ لاصحابه: « قوموا فانحروا ثم احلقوا». قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلمّا لم يقم منهم أحد دخل على اُمّ سلمة فذكر لها ما لقي من الناس..[12].
وكذلك عن عبيد الله بن أبي رافع قال: سمعت علياًA... فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقينّ الثياب، فاخرجته من عقاصها، فاتينا به رسول الله J فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة الى اناس من مشركين... ولا رضاً بالكفر بعد الاسلام، فقال رسول اللهJ: «لقد صدقكم» قال عمر: يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق[13].
ويدل هذا الحديث على انّ حاطباً اخبر الكفار ببعض أمور النبي J، وهذا عمل حرام بلا شك، والثانية انّ عمر سبّه واستدعى قتله بعد تصديق النبي J باسلامه.
وكذلك عن البراء: جعل النبي J على الرجالة يوم اُحد ـ وكانوا خمسين رجلاً ـ عبدالله بن جبير، فقال:
« ان رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى ارسل اليكم، وان رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى ارسل اليكم» .. قالوا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة.. فنهاهم النبي J ان يجيبوه... فما ملك عمر نفسه فقال..[14].
وكذلك عن ابن عباس قال:... فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله J...[15].
فنسبة الهجر لرسول الله المعصوم J الذي لا ينطق إلاّ عن الوحي اليس هي وحدها تعتبر منافية للعدالة ، بل الاكثر منه ربّما للايمان أيضا.
ما يأتي في منازعة العباس و(الامام) علي A وانّهما استبّا، أي سب كلّ واحد صاحبه[16]، ويأتي فيها اعتقاد عليA في الخليفتين، وكذا اعتقاد العباس في حقهم[17]. وما قيل في تأويله ضعيف ولا يعتدّ به[18].
وكذلك عن انس قال : انّ اناساً من الانصار... فقال لهم J: « انكم سترون بعدي اثرة[19] شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله تعالى ورسوله على الحوض». قال انس: فلم نصبر[20]. والمستبدون تجدهم في التاريخ هم المهاجرون بدون اي نقاش لانه واضح جدا.
ومثلهِ عن عاصم قال : سألت أنساً عن القنوت، قال: قبل الركوع. فقلت: انّ فلاناً يزعم انك قلت بعد الركوع. فقال: كذب[21].
وكذلك عن ابن عباس: قال رسول الله J : « تمشون حفاة... ثم يؤخذ برجال من اصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول: اصحابي، فيقال: انّهم لم يزالوا مرتدّين على اعقابهم منذ فارقتهم، فأقول: كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم (وكنت عليهم شهيداً...)» [22].
وفي حديث آخر... فأقول: يا رب اصحابي، فيقول انك لا تدري ما أحدثوا بعدك...(وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم ـ الى قوله ـ الحكيم) قال: فيقال: انّهم لم يزالوا مرتدّين على اعقابهم[23].
وكذلك عن ابن ميمون قال : ..فقال (العباس لعمر): ان شئت فعلت، قال (عمر): كذبت[24].
وكذلك عنه: فقالوا اوص: يا أمير المؤمنين استخلف، قال: ما أجد أحداً أحقّ بهذا الاَمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفّى رسول الله J وهو عنهم راض، فسمّى علياً وعثمان والزبير وطلحة وسعد وعبدالرحمن..[25].
فلو كان الرسول J راضياً عن جميع اصحابه لبطل كلام الخليفة عمر هذا، فلو كان كلّهم عدول لكان النبي Jعنهم راضيا بدون أي شك.
.. فقال ابن عباس: كذب عدو الله[26] يريد به نوفاً البكالي المؤمن، لكنّ الظاهر انّ ابن عباس لم يقله، وانّما وضعه عليه بعض الفاسقين.
وكذلك عن ابن عباس قال : أود أن اسأل عمر، فقلت: يا أمير المؤمنين من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله J، فما اتممت كلامي حتى قال: عائشة وحفصة[27].
وعن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ( ذهبت اسّب حسان..)[28]. فإذا كان عروة يسبّ حسان الصحابي ـ مع أنّ سبّ المؤمن فسوق[29] فكيف تعتمدون على ما رواه حسان؟ والله العالم كم افترى من لسان خالته.
وكذلك عن عبدالله ـ في تقسيم غنائم حنين ـ :... فقال رجل: والله انّ هذه القسمة ما عدل فيها، وما اريد فيها وجه الله[30].
وكذلك عن سالم قال : كان عبدالله بن عمر إذا قيل له الاحرام من البيداء، قال: البيداء تكذبون فيها على رسول الله J، ما أهلَّ رسول اللهJ إلاّ من عند الشجرة حين قام به بغيره[31].
فمعنى كلام عبدالله انه يرى من انّ الصحابة كذبوا على النبي J، ومن هؤلاء جابر بن عبدالله E حيث نقل انّ النبي J أهلَّ من البيداء[32].
وكذلك عن السيدة عائشة[33] قالت : .. فدخل عليَّJ وهو غضبان، فقلت: من اغضبك يا رسول الله ادخله النار، قالJ: «أوَما شعرت انّي أمرت الناس بأمر فإذا هم يتردّدون...».
لاحظ الصحابة لم يقبلوا من النبي J الاحلال من العمرة، فهو على خلاف عادتهم في الجاهلية كما ظهر من الروايات، ومن اشد المنكرين عليه هو عمر كما هو معروف ومنصوص في الصحاح، فعن أبي نضرة قال:
كان ابن عباس يأمر بالمتعة، وكان ابن الزبير ينهى عنها، قال: فذكرت ذلك لجابر بن عبدالله، فقال: على يديَّ دار الحديث، تمتّعنا مع رسول الله J، فلمّا قام عمر قال: انّ الله كان يحلّ لرسوله ما شاء بما شاء وإنّ القرآن قد نزل منازله، فاتمّوا الحجّ والعمرة لله كما أمركم لله وأبتّوا نكاح هذه النساء، فلن أُوتى برجل نكح امرأة الى أجل إلاّ رجمته بالحجارة[34].
وكذلك عن ابن عباس[35] قال : انّ سمرة باع خمراً فقال عمر: قاتل الله سمرة، ألم يعلم انّ رسول الله J قال: « لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها».
وكذلك عن أبي عبد الرحمن قال: خطب عليA فقال: ايّها الناس اقيموا على ارقّائكم الحد من احصن منهم ومن لم يحصن، فان أمة رسول الله J زنت فامرني أن اجلدها..[36].
وكذلك عن أبي اسحاق قال: ( سمعت البراء وسأله رجل من قيس أفررتم عن رسول الله J يوم حنين؟ فقال البراء: ولكن رسول الله J لم يفر...).
لاحظ ان الفرار من الجهاد يعتبر من الكبائر وهو ينافي العدالة حتى وان لحقه العفو، فانّ العفو عن العقاب شيء وبقاء العدالة شيء اخر.
فعن الامام علي بن أبي طالب[37] A : (.. فغضب رسول الله J وقال: ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا..).
وكذلك عن زيد بن خالد قال : انّ رجلاً من اصحاب النبي J توفي يوم خيبر، فذكروا ذلك لرسول الله J، فقال: «صلّوا على صاحبكم» فتغيّر وجوه الناس لذلك، فقال: «انّ صاحبكم غلّ في سبيل الله» ففتّشنا متاعه فوجدنا خرزاً من خرز اليهود لا يساوي درهمين[38].
وجاء عن عبدالله وحذيفة[39] عن النبي J قال: « أنا فرطكم على الحوض، وليرفعنَّ رجال منكم ثم ليختلجنَّ دوني فاقول: يا رب اصحابي! فيقال: انّك لا تدري ما أحدثوا بعدك!».
فلاحظ الخطاب في لفظة قوله (منكم) متوجّه للحاضرين الموجودين، فلا يشمل من خالف أبا بكر في اداء الزكاة[40].
وورد ايضا عن انس[41] عن النبي J قال: « ليردنَّ عليَّ ناس من أصحابي الحوض حتى عرفتهم اختلجوا دوني، فاقول: اصحابي! فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك».
وكذلك ذكر عن سهل بن سعد[42] ان النبي J قال: « انّي فرطكم على الحوض، من مرَّ عليَّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً ليردنَّ عليَّ أقوام اعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم... فقال (النعمان): اشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها:
فاقول: انّهم منّي، فيقال: انّك لا تدري ما احدثوا بعدك، فاقول: سحقاً سحقاً لمن غير بعدي».
وكذلك جاء عن أبي هريرة[43]، عن رسول الله J قال : « يرد عليَّ يوم القيامة رهط من أصحابي، فيجلون عن الحوض فأقول: يا رب أصحابي! فيقول: انّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انّهم ارتدّوا على ادبارهم القهقرى».
ومثلهِ جاء عن ابن المسيب انّه كان يحدّث عن اصحاب النبيJ: انّ النبي J قال: « يرد عليَّ الحوض رجال من اصحابي فَيُحَلَّؤن عنه فأقول: يا رب اصحابي، فيقول: انّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى»[44]. وكذلك رواه أبو هريرة.
وجاء عن اسماء بنت أبي بكر: قال النبي J: « انّي على الحوض حتى انظر من يرد عليَّ منكم، وسيؤخذ ناس دوني، فاقول: يا رب منّي ومن اُمتّي، فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون على اعقابهم».
فكان ابن أبي مليكة يقول[45] : « اللّهم انّا نعوذ بك أن نرجع على اعقابنا أو نفتن عن ديننا».
وكذلك عن أبي هريرة، عن النبي J قال: « بينا أنا نائم إذا زمرة حتى عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلمَّ. فقلت: أين؟ قال: الى النار والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: انّهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلمَّ. قلت: أين. قال: الى النار. قلت: ما شأنهم. قال: انّهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم، إلاّ همل[46] النعم»[47].
وكذلك عن أبي هريرة[48]: انّ سعد بن عبادة الانصاري قال: « يا رسول الله أرأيت الرجل يجد مع امرأته رجلاً أيقتله؟ قال رسول الله J: (لا). قال سعد: بلى، والذي كرمك بالحق. فقال رسول الله J: (اسمعوا الى ما يقول سيدكم)».
وكذلك عن ابن عباس[49]: قام رسول الله J بالموعظة فقال: «..أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، وانّه سيؤتى برجال من اُمّتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فاقول: ربّ أصحابي، فيقال: انّك لا تدري ما احدثوا بعدك..فيقال: هؤلاء لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم».
وكذلك عن السيدة عائشة[50] قالت: سمعت رسول الله J يقول وهو بين ظهراني اصحابه: « انّي على الحوض انتظر من يرد عليَّ منكم، فوالله ليقتطعنَّ دوني رجال، فلاَقولنّ أي ربّ منّي ومن اُمتّي، فيقول: انّك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على اعقابهم».
وكذلك عن السيدة ام المؤمنين[51] اُم سلمة... فقال رسول الله J «انّي لكم فرط على الحوض، فإيّاي لا يأتينَّ أحدكم فيُذَبّ عنّي كما يذبُّ البعير الضّال، فاقول: فيم هذا ؟ فيقال: انّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً».
وكذلك عن عقبة بن عامر[52] قال: انّ رسول اللهJ.. فقال: « انّي فرط لكم... وانّي والله لاَنظر إلى حوضي الآن.. وانّي والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها».
من المحتمل ان الحديث دال على انّ سبب الارتداد والمنع عن الحوض تنافسهم بالدنيا.
ومثلهِ في حديث أُخر: ان تتنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا.... فكانت آخر ما رأيت رسول الله J على المنبر.
وجاء عن قيس[53] قال : ( قلت لعمار.. ولكن حذيفة أخبرني عن النبي J في أصحابي اثنا عشر منافقاً، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سمّ الخياط..).
وجاء عن حذيفة[54] قال : ... كنّا نخبر انّهم (اصحاب العقبة، وهي عقبة في طريق تبوك) أربعة عشر.. واشهد بالله انّ اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد.. فقال: «انّ الماء قليل فلا يسبقني اليه أحد» فوجد قوماً قد سبقوه فلعنهم يومئذ[55].
وعن السيدة عائشة كما جاء في صحيح مسلم : صنع رسول اللهJ أمراً فترخص فيه، فبلغ ذلك ناساً من اصحابه فكأنهم كرهوه وتنزّهوا عنه، فبلغه ذلك فقام خطيباً فقالJ: «ما بال رجال بلغهم عنّي أمر..». وفي رواية اخرى: فغضب حتى بان الغضب في وجهه.
وكذلك جاء عن أبي هريرة[56] ـ في قصة رجم الاسلمي ـ : فسمع النبي J رجلين من اصحابه.. حتى رجم رجم الكلب.. فقال J: «انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار». فقال يا نبي الله من يأكل من هذا؟ قالJ: «فما نلتما من عرض اخيكما آنفاً اشدّ من أكل منه..».
ولو تريد المزيد من عصمة الصحابة عليك بمراجعة كتاب حدود السنن لاَبي داود ففيه ذكر من زنى أو زنت أو شرب الخمر من الصحابة الكثير الكثير.
وورد عن السيدة عائشة[57] انها قالت : لمّا نزل عذري قام النبيJ.. أمر بالرجلين والمرأة فضربوا حدّهم[58].
وكذلك عن قيس قال[59]: قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر عليA، أرأياً رأيتموه أو شيئاً عهده اليكم رسول الله J، فقال: ما عهد الينا رسول الله J شيئاً لم يعهده الى الناس كافة، ولكن حذيفة أخبرني عن النبي J قال: قال النبي J:
« في اصحابي اثنا عشر منافقاً، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سمّ الخياط، تكفيكهم الدبيلة» وأربعة لم احفظ ما قال شعبة فيهم.
ولقد فسر الدبيلة في حديث آخر : بسراج من النار، وزاد: يظهر في اكتافهم حتى ينجم من صدروهم. وإن لاحظت هذا الكلام اكثر تعرف انّ الصحابي عمارE طبّق هذه الاسماء على محاربي الامام علي A، ويؤيده انّ النبي J قال له: « تقتلك الفئة الباغية الداعية الى النار».
وكذلك أخرج الحاكم عن أبي سعيد الخدري وصحّحه انّ النبي J قال لعليA: « انّك تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله».
فعن سعيد بن جبيرE قال[60]: [ قلت لابن عباس: سورة التوبة، قال: التوبة؟ قال: بل الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا ان لا يبقى منّا أحد إلاّ ذكر فيها..].
وكذلك عن المسور بن مخرمة[61] قال: [ انّ عمر... فقال المغيرة بن شعبة: شهدت رسول الله J... فقال (عمر): ائتني بمن يشهد معك، فاتاه بمحمد بن مسلمة..].
وعن الامام علي بن أبي طالب A قال[62]: « كنت إذا سمعت من رسول الله J حديثاً.. وإذا حدّثني عنه غيره استحلفته، فإذا حلف  صدّقته..» .
وكذلك عن عبدالله بن عمرو[63]: كان على ثقل النبي J رجل يقال له كركرة فمات، فقال النبي J : «هو في النار» فذهبوا ينظرون، فوجدوا عليه كساء أو عباءة قد غلّها.
وكذلك ذكر ابن مسعود.. بعرفات[64] انه قال J: « ألا وانّي فرطكم على الحوض وأكاثر بكم الاُمم، فلا تسوّدوا وجهي! ألا وانّي مستنقذ اُناساً ومستنقذ منّي اُناس فاقول: يا ربي اصحابي؟ فيقول: انّك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
وورد عن ابن عباس انه قال : كانت امرأة تصلّي خلف رسول الله J حسناء من أحسن الناس قال: وكان بعض القوم يتقدم في الصف الاَول لئلا يراها، ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخّر إذا ركع، يعني نظر من تحت ابطه، فانزل الله عزّ وجلّ: (ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين)[65].
بعد استعراض هذه الروايات وغيرها فما تقول بنظرية عدالة جميع الصحابة مع هذه الاحاديث.
مواقف علمتها فاطمةB لأجيال: سيبقى موقف الزهراءB درساً يعلم الأجيال الاستبسال في الدفاع عن الحق والوقوف بوجه الظلم وعدم الركون إلى القهر والاستبداد حينما دخل أبو سفيان المدينة لتجديد العهد بين رسول اللهJ وبين قريش ، عندما كان من بني بكر في خزاعة وقتلهم من قتلوا منها ، فقصد أبو سفيان لكي يتلافى الفارط من القوم ، وخاف من نصرة رسول اللهJ لهم ، وأشفق مما حل بهم يوم الفتح . فأتى النبيJ وكلمه في ذلك ، فلم يردد عليه جوابا .
فقام من عنده ، فلقيه أبو بكر فتشبث به وظن أنه يوصله إلى بغيته من النبيJ فسأله كلامه له.
فقال : ما أنا بفاعل لعلم أبي بكر بأن سؤاله في ذلك لايغني شيئاً . فظن أبو سفيان بعمر بن الخطاب ما ظنه بأبي بكر فكتمه في ذلك ، فدفعه بغلظة وفضاضة كادت أن تفسد الرأي على النبيJ.
فعدل إلى بيت أمير المؤمنينJ فاستأذن عليه ، فأذن له وعنده فاطمة والحسن والحسينD فقال له : يا علي ، إنك أمس القوم بي رحماً، وأقربهم مني قرابةً ، وقد جئتك فلا أرجعن كما جئت خائباً ، إشفع لي الى رسول اللهJ فيما قصدته.
فقال لهA : ويحك يا ابا سفيان ، لقد عزم رسول اللهJ على أمر ما نستطيع أن نكمله فيه[66]. فالتفت أبو سفيان إلى فاطمةB فقال لها: يا بنت محمدJ هل لك أن تأمري ابنيك أن يجيرا بين الناس فيكونا سيدي العرب إلى آخر الدهر.
فقالتB: ما بلغ بنياي أن يجيرا بين الناس ، وما يجير أحد على رسول اللهJ. فتحير أبو سفيان وسقط في يده ، ثم أقبل على أمير المؤمنينA فقال: يا با الحسن ، أرى الأمور قد التبست عليّ فانصح لي.
فقال له أمير المؤمنين A: ما أرى شيئاً يغني عنك ولكنك سيد بني كنانة فقم فأجر بين الناس ، ثم الحق بأرضك. قال : فترى ذلك مغنياً عني شيئاً. قالA: لاوالله لا أظن ولكني لا أجد لك غير ذلك.
فقام أبو سفيان في المسجد فقال: أيها الناس ، إني قد أجرت بين الناس. ثم ركب بعيره فانطلق ! فلما قدم على قريش قالوا : ما ورائك.
قال: جئث محمداً فكلمته ، فوالله ما رد عليّ شيئاً ، ثم جئت ابن أبي قحافة فلم أجد فيه خيراً ، ثم لقيت ابن الخطاب فوجدته فظاً غليظاً لاخير فيه ، ثم أتيت علياً فوجدته ألين القوم لي، وقد أشار فيّ شئ فصنعته ، والله ما أدري يغني عني شيئاً أم لا.
فقالوا : بم أمرك. قال : أمرني ان أجير بين الناس ففعلت. فقالوا له: فهل أجار ذلك محمد. قال : لا. قالوا : ويلك والله ما زاد الرجل على أن لعب بك ، فما يغني عنك ؟ قال أبو سفيان : لاوالله ما وجدت غير ذلك!انتهى.
وكذلك مما رواه التاريخ أن عثمان بن عفان[67] : ضرب يوماً على وتر قرابته مع بني هاشم  في الايضاح لابن شاذان الأزدي : عن شريك أن السيدتان عائشة وحفصة أتتا عثمان بن عفان تطلبان منه ما كان أبواهما يعطيانهما.
فقال لهما : لا ولا كرامة ، ما ذاك لكما عندي ! فألحتا وكان متكئاً فجلس وقال : ستعلم فاطمةB أي ابن عم لها أنا اليوم ! ثم قال لهما: ألستما اللتين شهدتما عند أبويكما ولفقتما معكما أعرابياً يتطهر ببوله مالك بن أوس بن الحدثان فشهدتما معه أن النبيJ. قال: لانورث ، ما تركناه صدقة ؟! فمرة تشهدون أن ما تركه رسول اللهJ صدقة ، ومرة تطالبون ميراثه ؟!!انتهى.
ومثلهِ في سيرة ابن هشام قال[68]  : أنشدني أبو عبيدة للحجاج بن علاط السلمي يمدح أبا الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبA ، ويذكر قتله طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار ، صاحب لواء المشركين يوم أحد:
لله أيُّ مذبـبٍ عن حرمةٍ أعني * ابن  فاطمة  المعِمَّ  المخْوِلا
سبقت يداك له بعاجل  طعنـةٍ * تركت طليحة  للجبين مجدلا
وشددت شدةَ  باسلٍ فكشفتـهم * بالجر إذ يهوون أخول أخولا

[1] -  صحيح البخاري رقم 1279 كتاب الجنائز.
[2] -  صحيح البخاري رقم 1488.
[3] -  صحيح البخاري رقم 1494 كتاب الحج.
[4] -  هذا التشبيه بمواقع القطر هو دالّ على عموم الفتنة مع شمولها. واما الاطم: هي الحصون التي تبنى بالحجارة، أو هو كلّ بيت مربع مسطح كما قيل.
[5] -  صحيح البخاري رقم 1779 كتاب فضائل المدينة.
[6] - صحيح البخاري رقم 1953، وصحيح مسلم 6: 150.
[7] -  صحيح البخاري رقم 1956، وصحيح مسلم 14: 130 و134.
[8] -  صحيح البخاري رقم 2518 كتاب الشهادات، وانظر صحيح مسلم 17: 109.
[9] -  صحيح البخاري رقم 3910 كتاب المغازي.
[10] -  صحيح البخاري رقم 2545.
[11] -  صحيح مسلم 12: 159.
[12] -  صحيح البخاري رقم 2581 كتاب المشروط.
[13] -  صحيح البخاري رقم 2845 كتاب الجهاد.
[14] -  صحيح البخاري رقم 2874 كتاب الجهاد، وسنن أبي داود 3: 53.
[15] -  صحيح البخاري رقم 2888 كتاب الجهاد.
[16] -  صحيح البخاري رقم 6875 الاعتصام بالكتاب والسنة.
[17] -  وهذا التساب وسب الخليفتان وقع في محضر في جمع من الصحابة مثل عثمان وابن عوف والزبير وسعد وغيرهم، ولم يقل أحد بأنّه مخالف لعدالة الصحابة، والواقع انّهم لا يرونها في حق انفسهم وانّما هي اختراع الغلاة في حقهم.
[18] -  صحيح مسلم 12: 72 كتاب الجهاد.
[19] -  قوله: اثرة، اي استبداد بالاموال وحرمانكم منها.
[20] -  صحيح البخاري رقم 2978 كتاب الخمس.
[21] -  موسوعة صحيح البخاري رقم 2999 كتاب الجزية.
[22]-  صحيح البخاري رقم 3263 كتاب الانبياء، و4349 كتاب المغازي.
[23] - كتاب صحيح البخاري رقم 6161 كتاب الرقاق، وصحيح مسلم 17: 194.
[24] - صحيح البخاري رقم 3497 كتاب المناقب.
[25] - البخاري في صحيحه  رقم 3497 كتاب المناقب.
[26] - صحيح البخاري رقم 4448 كتاب التفسير.
[27] - صحيح البخاري رقم 4630.
[28]-  صحيح البخاري رقم 5798 كتاب الادب.
[29]-  لم يقولوا حسان تلوث في قصة الاِفك؟ كلا بل يقولون لا يحق لعروة ان يسب حسان حتى وان لم يتب حسان عن تلوثه بالافك ولم يغفر الله ذنبه ولم تغفره عائشة. وهذا واضح. ومع انهم ذكرو عنه: J : لا تسبوا أصحابي. وعنهJ : سباب المؤمن فسوق كما في البخاري برقم6656 كتاب الفتن.
[30] -  صحيح مسلم 7: 158 كتاب الزكاة.
[31] -  صحيح مسلم 8: 92.
[32] -  مسلم في صحيحه  8: 173.
[33]-   صحيح مسلم 8: 155.
[34] -  صحيح مسلم 8: 168.
[35] -  صحيح مسلم 11: 7، وانظر سنن النسائي 7: 177. (اجمل الشحم وجمله أي اذابه).
[36] -  صحيح مسلم 11: 214.
[37] -  سنن أبي داود 3: 65 كتاب الجهاد.
[38] -  نفس المصدر ص68.
[39] -  صحيح البخاري رقم 6205 كتاب الرقاق ورقم 6642 كتاب الفتن.
[40] -  صحيح مسلم 14: 59.
[41] -  صحيح البخاري رقم 6211 كتاب الرقاق.
[42] -  البخاري رقم 6212 كتاب الرقاق ومسلم 14: 53 و54.
[43] -  صحيح البخاري رقم 6213 كتاب الرقاق.
[44] -  صحيح البخاري رقم 6214.
[45] -  صحيح البخاري رقم 6220 كتاب الرقاق وكذلك صحيح مسلم 14: 55.
[46] -  الهمل: ضوال الاِبل، واحدها: هامل. اي انّ الناجي منهم قليل في قلة النّعم الطالة «النهاية لابن الاثير 5: 274».
[47] -  صحيح البخاري رقم 6215 كتاب الرقاق.
[48] -  صحيح مسلم 10: 131.
[49] -  جامع الترمذي 3: 78.
[50] - صحيح مسلم 15: 56.
[51] - صحيح مسلم 15: 56.
[52] - صحيح مسلم 15: 57.
[53] - مسلم في صحيحه  17: 124.
[54] -  صحيح مسلم 17: 126.
[55] -  صحيح الامام مسلم 17: 126.
[56] -  سنن أبي داود 4: 146 كتاب الحدود.
[57] -  نفس المصدر ص160.
[58] -  أي حسان بن ثابت، ومسطح بن اثاثة، وحمنة بنت جحش.
[59] -  صحيح مسلم بن الحجاج 17: 124.
[60] - صحيح مسلم 18: 165.
[61] - سنن أبي داود 4: 190 كتاب الديات، وفي سنن ابن ماجه ـ كتاب الفرائض برقم 2724 فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله J... فقال أبو بكر: هل معك غيرك؟ فقام محمّد بن مسلمة...الخ.
[62] - سنن ابن ماجه رقم 395 اقامة الصلاة.
[63] - سنن ابن ماجه رقم 2849 الجهاد.
[64] -  نفس المصدر 3057 المناسك.
[65] -  سنن النسائي 3: 66، وجامع الترمذي أيضاً.
[66]- ابن كثير في البداية والنهاية : 4 / 319.
[67] - هامش الايضاح لابن شاذان الأزدي ص 258 وأما أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبريH الشيعي الامامي فنقل الحديث في كتابه الموسوم بالمسترشد ضمن كلام له بهذه العبارة ص 133 من طبعة النجف.
[68] - سيرة ابن هشام : 3/655.