الشفاعة واسباب تعدد زوجات
النبي ص قسم1
شفاعتهِ وأسباب تعدد زواجهِ
o : نذكر حادثة للشيخ الانطاكي مع أحد
مشايخ الازهر حول الطريق الحق الذي يؤدي لشفاعة النبي محمد J فقال: في يوم السابع من شهر ذي القعدة
الحرام عام 1371هـ قبيل الظهر أخبرني أحد وجهاء حلب وهو الاستاذ شعبان أبو رسول
بأن أحد مشايخ الازهر[1] وهو علامة كبير ، ومؤلف شهير يقصد
زيارتكم فمتى يأتكم؟.
فقلت : يا أهلاً وسهلاً ، فليشرّف في هذا اليوم
فجائني بعد العصر ، وبعد أن أخذ بنا المجلس ورحبت به.
سألني قائلاً : إنني قصدتك للاستفسار عن السبب
الذي دعاكم على الاخذ بالمذهب الشيعي وترككم المذهب السني الشافعي ؟.
فأجبته بكل لطف : الدواعي كثيرة جدا ، منها :
رأيت اختلاف المذاهب الاربعة فيما بينهم ، ومنها ، ومنها ، وقد أخذت أعدِّد له
الاسباب التي دعتني إلى الاخذ بالمذهب الشيعي.
ثم قلت : وأهمها أمر الخلافة العظمى التي هي
السبب الاعظم في وقوع الخلاف بين المسلمين إذ لا يعقل أن الرسول الاعظمJ يدع أمته بلا وصي عليهم يقوم بأمر الشريعة
التي جاء بها عن الله كسائر الانبياء ، إذ ما من نبي إلا وله وصي أو أوصياء
معصومون يقومون بشريعته وقد ثبت عندي أن الحق مع الشيعة إذ معتقدهم أن النبيJ قد أوصى لعليA قبل وفاته بل من بدء الدعوة وبعده أولاده
الائمة الاحد عشر ، وأنهم يأخذون أحكام دينهم عنهم ، وهم أئمة معصومون في معتقدهم
بأدلة خاصة بهم.
لهذا وأمثاله أخذت بهذا المذهب الشريف ، ثم أنّا
لم نعثر على دليل يوجب علينا الاخذ بأحد المذاهب الاربعة بل ولا مرجح أيضا غير
أننا عثرنا على أدلة كثيرة توجب الاخذ بمذهب أهل البيتD وتقود المسلم إلى سواء السبيل.
ثم عرضت له كثيرا من الادلة القطعية الصريحة
بوجوب الاخذ بمذهب أهل البيتD وكله سمع يصغي إليَّ ، إلى أن قلت : يا
فضيلة الشيخ أنت من العلماء الافاضل فهل وجدت في كتاب الله وسنة الرسول دليلاً
ترشدك إلى الاخذ بأحد المذاهب الاربعة ، فأجابني : كلا.
ثم قلت له : ألا تعرف أن المذاهب الاربعة كل
واحد منهم يخالف الاخر في كثير من المسائل ولم يقيموا دليلاً قويا وبرهانا جليا
واضحا على أنه الحق دون غيره وإنما يذكر الملتزم بأحد المذاهب أدلة لاقوام لها إذ
ليس لها معضد من كتاب أو سنة فهي : ( كشجرةٍ خبيثةٍ اجتُثَّت من فوقِ الارض ما لها
من قرار )[2].
مثلاً لو سألت الحنفي : لِمَ اخترت مذهب الحنفية
دون غيره ، ولِمَ اخترت أبا حنيفة إماما لنفسك بعد ألف عام من موته ، ولم تختر
المالكي أو الشافعي ، أو أحمد بن حنبل مع بعض مزاياهم التي يذكرونها فلم يجبك
بجواب تطمئن إليه النفس.
والسر في ذلك أن كل واحد منهم لم يكن نبي أو وصي
نبي وما كان يوحى إليهم ، ولم يكونوا ملهمين بل أنهم كسائر من ينتسب إلى العلم
وأمثالهم كثير وكثير من العلماء.
ثم أنهم لم يكونوا من أصحاب النبيJ وأكثرهم أو كلّهم لم يدركوا النبي ولا أصحاب
النبيJ فاتخاذ مذهب واحد منهم وجعله مذهبا لنفسه ،
والالتزام به وبآرائه التي يمكن فيه الخطأ والسهو... الخ.
ففي يوم الحساب اذا كانوا اهل البيتD واصحابهF من الشفعاء فكيف برسول اللهo الشافع لامته كما قال الشيخ طالب السنجري في
حياة محمد o[3].
كان ابو ذرّ E تخلّف عن رسول الله o ثلاثة أيّام ذلك أنّ جمله (بعيره) كان أعجف[4] فلحق
بعد ثلاثة أيّام ووقف عليه جملة في بعض الطريق فتركه وحمل ثيابه على ظهره E.
فلمّا إرتفع النّهار نظر المسلمون الى
شخص مقبل فقال رسول الله o كن أبا ذرّ قالوا : هو أبو ذرّ فقال رسول
الله o أدركوه بالماء فانّه عطشان فأدركوه بالماء
ووافى أبو ذرّ رسول الله o ومعه إداوة فيها ماء فقال رسول الله o.
يا أبا ذرّ معك ماء وعطشت ؟ فقالE : نعم يا رسول اللهo بأبي أنت واُمّي انتهيت الى صخرة فيها ماء
السماء فذقته فاذا هو عذب بارد فقلت لا أشربه حتّى يشربه حبيبي رسول الله o.
فقال رسول الله o يا أبا ذرّ رحمك الله تعيش وحدك وتموت وحدك
وتبعث وحدك وتدخل الجنّة وحدك يسعد بك قوم من أهل العراق يتولّون غسلك وتجهيزك
والصلاة عليك ودفنك[5].
وفي تأويل الآيات الكريمة روى الشيخ
أبو جعفر الطوسي u عن رجاله[6]
عن زيد بن يونس الشحام ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر A قال : قلت لأبي الحسن A: الرجل من مواليكم عاقٌ يشرب الخمر ، ويرتكب
الموبق من الذنب نتبرأ منه ؟
فقال A: تبرؤوا من فعله ، ولا تتبرؤوا من خيره ،
وابغضوا عمله.
فقلت : يتسع لنا أن نقول : فاسقٌ فاجر
؟
فقال : لا ، الفاسق الفاجر الكافر
الجاحد لنا ولأوليائنا ، أبى الله أن يكون ولينا فاسقاً فاجراً وإن عمل ما عمل ،
ولكنكم قولوا : فاسق العمل فاجر العمل مؤمن النفس ، خبيث الفعل طيب الروح والبدن.
لا والله لا يخرج ولينا من الدنيا إلا
والله ورسولهo ونحن عنه راضون ، يحشره الله على ما فيه من
الذنوب ، مبيضاً وجهه ، مستورة عورته ، آمنة روعته ، لا خوف عليه ولا حزن.
وذلك أنه لا يخرج من الدنيا حتى يصفى
من الذنوب ، إما بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض ، وأدنى ما يصنع بولينا أن
يريه الله رؤيا مهولة فيصبح حزيناً لما رآه ، فيكون ذلك كفارةً له.
أو خوفاً يرد عليه من أهل دولة الباطل
، أو يشدد عليه عند الموت ، فيلقى الله عز وجل طاهراً من الذنوب ، آمنة روعتة
بمحمد وأمير المؤمنين ، صلوات الله عليهما.
ثم يكون أمامه أحد الأمرين : رحمة
الله الواسعة التي هي أوسع من أهل الأرض جميعاً ، أو شفاعة محمدo وأمير المؤمنينA إن
أخطأته رحمة الله أدركته شفاعة نبيه o وأمير المؤمنين A فعندها تصيبه رحمة الله الواسعة ، وكان أحق
بها وأهلها ، وله إحسانها وفضلها[7].انتهى.
1 - عوامل التزويج : ان الاسباب التي جعلت الرسول o يتزوج بام المؤمنين ام سلمة B وبالسيدة عائشة وحفصة وغيرهما وقد يتزوج
الانسان أحياناً من بعض القبائل أو الاشخاص اما لكي يقوّي أواصر العلاقة معهم.
أو لكي يأمن جانبهم فيما اذا كان يحذر
منهم، فمسألة الزواج تخلق رابطة من الصعب على الطرف تجاوزها وغض النظر عنها. وقد
يكون الزواج لنكتة سياسية فهي تعتبر تقوية للاسلام وخصوصاً اذا كان أب الزوجة له
شأن في قومه بحيث يكون هذا الزواج موجب لدخول القبيلة بأكملها في الاسلام.
زواج رسول اللهo من السيدة عائشة بأمر من الله تعالى وهو من
ضمن الاهداف التي تحصلت من هذا الزواج وغيره ارتباط النبي محمدo بجميع القبائل العربية فهناك حكمه ربانية
وتدبير من الله تعالى وهو التمييز لمن يطيعه في كلام رسولهJ عن من يعصيه ولا ينفعهم ذلك عما ورد
بالاحاديث ومن ضمنها واقعة الجمل.
أن مجرد زواج أي إمرأة من نبي لا
يعطيها العصمة وغيرها، وهذا معروف لكل قرأ ايات القرآن، فقد جعل الله تعالى زوجات
بعض الأنبياء مثالاً للذين كفروا، والسبب عدم إيمانهن به تعالى ومخالفتهن لأوامره
كما في قولهِ تعالى:
« وضرب الله مثلا للذين كفروا إمرأة
نوح وإمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا
وقيل ادخلا النار مع الداخلين»[8].
وكون امرأة النبي نوحA وامرأة النبي لوطA مثالاً للذين كفروا وهذا الحدث لم يقلل من
مكانة النبيين نوح ولوط D ولم يشكك أي واحد فيهما بسبب أن زوجتيهما
كانتا كافرتين وأنهما من أهل النار.
نعم يعتبر زواج المرأة من أي نبي شرف
عظيم لها، ووهي أمانة كبرى في عنقها وعليها أن تقدر هذا التشريف لها ، وتحافظ على
تلك الأمانة، ولهذا عبّر الله سبحانه عن تمرد إمرأتي نوح ولوطD ومخلفتيهما لأوامر الله تعالى من أنه خيانة
عظمى «فخانتاهما».
ولذا وعد الله تعالى من يحافظ على هذه
الأمانة من زوجاته o من أن يؤتها أجرها مرتين، وهدد لمن تخون هذه
الأمانة من أن يضاعف لها العذاب ضعفين كما في قوله تعالى:
« يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة
مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين، وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله
ورسوله وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقاً كريما * يا نساء النبي
لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا
معروفا * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين
الزكاة وأطعن الله ورسوله».
فقد بينت هذه الآيات أن لأزواجهo تكاليف متناسبة مع كونهن زوجات رسول الله o وعليهن الإلتزام بهذه التكاليف وعدم
مخالفتها.
وهذا اقوى دليل على أنهن ليس لديهن العصمة
بل لديهن تكليف زائد متناسب مع التشريف الذي حصلن عليه من خلال ارتباطهن برسول
اللهo.
فلا يوجد لدى الشيعة عداء شخصي مع أي واحدة
من زوجات الرسول محمدo ولا يوجد ولاء لأخرى دون سواها، بل مأمورين
باحترام زوجات الرسول o بشكل عام لانهن امهات المؤمنين.
إلا من يثبت أنها لم تحفظ تلك الأمانة
التي تحدث عنها الله تعالى في ايات القرآن الكريم أو أنها خالفت أوامر الله ورسولهo.
وقد ثبت تاريخياً أن احدى زوجاتهِ لم
ترعى تلك الأمانة وخالفت أوامر الله ورسوله o سواء في حياة رسول اللهo أو بعد وفاته، ومن تلك المخالفات كانت في
حياتهِ.
2 - في حياته o : سجلت ايات الله تعالى كما في القرآن
الكريم أكثر من حادثة على احدى زوجات رسول اللهJ وشريكتها فمنها على سبيل المثال:-
1 ـ أنهما تظاهرتا على نبي اللهo في حادثة المغافير التي سجلها القرآن الكريم
في سورة التحريم، وتسببتا في أذية رسول اللهo حتى حرم على نفسه الزكية العسل، فنزلت سورة
التحريم.
2 ـ أحداهن خالفت أمر الله ورسولهo الذي أمر بالاية الكريمة نساء النبيo من أن يقرن في بيوتهن ولا يخرجن منها كما في
قولهِ تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)[9].
وكذلك قال رسول الله o لنسائه اثناء حجة الوداع: فخرجت من بيتها
وقادت الجيش لمحاربة المسلمين وقتل بسبب خروجها أكثر من عشرة آلاف مسلم.
3 ـ أحداهن خرجت على إمام زمانها وهو الخليفة
الشرعي الإمام علي بن ابي طالبA وقاتلته، وكانت تبغضه ولا تطيق حتى ذكر اسمه
على لسانها، ولما سمعت بموته فرحت بموته، رغم انها سمعت رسول اللهo يقول لهA مرارا وتكراراً قال: (يا علي لا يحبك إلا
مؤمن ولا يبغضك إلا منافق).
وإلى غير ذلك من الأمور والمواقف التي
تظهر عدائها وعصيانها لأوامر نبي اللهo ولم تأت أي واحدة من نساءهِo الأخريات بما أتت به. بل على العكس من ذلك
كن نساء النبيJ
ينتقدنها بما تفعل، ويحاولن منعها من دون جدوى.
وخلاصة القول أن قيام احداهن ببعض
المخالفات لا يؤثر على نزاهة النبي الأكرم o وقد جعل الله زوجتي نبيين وهما من الأنبياء
الكرام نوح ولوط D مثلا للذين كفروا.
ومما دل من أن كون أي مرأة زوجة نبي
لا يعفيها من العقاب عند ارتكاب المخالفة والمعصية كما قال الله تعالى عن إمرأة
نوحA وامرأة لوطA أنهما (كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين
فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين).
وقد حذر الله تعالى نساء النبيo كما في سورة الاحزاب بقوله
تعالى: (من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين، وكان ذلك على الله
يسيرا).
فكما أن الله تعالى يؤتي الحسنة منهن
ويضاعف أجرهن مرتين، وكذلك في حالة مخالفة والمعصية يضاعف لهن العذاب ضعفين.
فالنبي محمدo من خلال دراسة تاريخه له ولسيرته العطرة تجد
أنه كان حسن الخلق فقد قالo ( أدبني ربي فأحسن تأديبي أو تربيتي).
وسماحة خلق رسول اللهo تدل في كثير من الأمور على
مسالمته وتصرفاته الحكيمة ونظرته المستقبلية القادمة وحرصه على بقاء وديمومة
الإسلام. واما ظروف الزواج تريد أن تحدث نوع من التآلف وإتخاذ أمور وقرارات من
شأنها جعل الناس يقبلون على الإسلام ويتألفون فيه.
ولذا تراه تزوج بإبنة أبو بكر وإبنة
عمر لمصلحة وحرص على الإسلام كما فعل من حيث أقر سهم المؤلفة قلوبهم وذلك لكي يعلم
الناس قاطبة أن الفرد في الإسلام مهما كانت درجته.
وحتى لو على صغر مكانته أو إيمانه
مهمش ويعتبر شاذا لا بل العكس من ذلك لقد صاغ النبي محمدo أسس ومبادئ وقواعد الدولة الإسلامية ولكن اكثر
القوم لم يرق لهم هذا الأمر وتركوه بل نبذوه وراء ظهورهم.
ولو سألت كيف كان رسول الله o يناسب أبا بكر وعمر وهو يعلم بما سيحدث به
بعد وفاتهJ وهل ذكر شيئا من الحديث فيهم علما بأنهم من العشرة
المبشرين بالجنة عند اهل السنة؟ وكان يعاملهم بالظاهر فما المقصود.
حينما تراجع التاريخ تجدهُ لم يفصح
لنا عن أسباب زواج النبي محمدo من بنت أبي بكر، فهل كان ذلك نتيجة الإلحاح
من أبيها، الذي أراد بهذا الزواج أن يكون سبب من أسباب لغرض تدرجه في مواقع النفوذ
بزعمه. أو أن هناك أسباب أخرى.
إن نصوص التاريخ لم تذكر لنا بشكل
مفصل تلك الأسباب؟. وإن كان الباحث الخبير قد يلمح ما يشير إلى أن المبادرة والإلحاح
إنما كانا من أبي بكر[10].
وأما علم رسول اللهo بما سيقوم به أبو بكر وعمر بعد وفاته، فإنه
لا يجب أن يمنعه من الزواج إذا تمت المقتضيات الظاهرية، وفرضت ذلك عليه، لأن النبي
محمدo مكلف بتعاملهِ مع الناس على وفق وسائل
المعرفة الظاهرية.
وأما ما يعلمه من خلال علم النبوة،
فهذا من موجبات كماله في النبوة وفي الذات ومن شؤون شاهديته على الخلق اجمعين،
وليس مما يجب عليه العمل عليه هذا بالنسبة للآخرين. وكما لا يجب عليهِ أن يقضي
بعلمه فيما بين الناس، بل يقضي النبيJ بينهم بالأيمان والبينات.
فكيف عرض أبو بكر ابنتهُ على النبي o للزواج منها ؟
كانت سابقاَ الناس وما زالت ترغب بالمصاهرة
مع الزعماء والوجهاء في الأمم فظهر بالحجاز محمد بن عبداللهo زعيماً للأمم البشرية وسيداً لجميع الأنبياء
والأوصياء فسارعت العوائل لغرض تزويج بناتهم منه لرفع شأنها بهذا التزويج.
وتبعاً لأخلاق النبوة لا يرد النبي محمدo ان طلب منه احد ابداً ومن اوائل المتقدمين
ببناتهم كان أبو بكر وعمر وأبو سفيان وكذلك تقدم الأشعث بأخته قتيلة.
كما تقدم لرسول اللهJ أبو بكر وعمر وعثمان وعبد
الرحمن بن عوف لغرض الزواج من السيدة فاطمةB فردهم نبي اللهo قائلا: ان أمرها بيد الله تعالى.
وبعدما تقدم أبو بكر إلى النبي محمدo بالسيدة عائشة راجياً إياه الزواج منها قبل
سيد الأنبياء. فتعلم عمر ذلك منه وتقدم بالسيدة حفصة الثيب عارضاً إياها على نبي الرحمةo فقبلها رسول الله o.
ثم تتبع هؤلاء أبو سفيان الذي أخبر
ابنته السيدة رملة ـ بعد ان تنصر زوجها في الحبشة من خلال عرض نفسها على رسول الله
o فوافق النبي محمدo على طلبها كذلك.
وكذلك الأشعث بن قيس تقدم بطلبه إلى
النبي محمدo لكي يتزوج من أخته قتيلة فقبل طلبه رسول
اللهo ولم يخجله. فاصبحت تلك العادة سُنة لدى
هؤلاء وخصوصاً لدى الساعين لغرض الوصول إلى السلطة.
فما ان لبث حتى تقدم الأشعث بن قيس ثانية
بابنته جهدة إلى الامام علي بن ابي طالبA ايام خلافنهِ في الكوفة لكي
يزوجها من ابنه الامام الحسن (المجتبى)A فرضي الإمام A بذلك.
3 - اثنان تبغضان زوجيهما : عند تصفح مصنفات اهل السنة تجد ان السيدة
عائشة قد عاشت مع رسول الله o تسع سنين وكانت ضرة مع مجموعة من الأمهات
وكان نبي الرحمة o يفضل أم المؤمنين السيدة خديجة وزينب وأم
سلمة ومارية وأخريات على السيدة عائشة وحفصة.
ويمكنك مراجعة كتب السير والصحاح
للمسلمين من اهل السنة كافة فستعرف الاكثر وعليه نكتفي بهذا القدر تأسياَ بما
فعلهُ الامام علي بن ابي طالب D في معركة الجمل مع السيدة عائشة.
4 - شفاعة النبي وآله D : لو تسأل ماذا ذكرت الصحاح عن رئاسة
المحشر ولواء الحمد ستلاحظ ان البخاري لم يروي أن النبي J سيد ولد آدم يوم المحشر ، ولا أنه يعطى لواء
الحمد ، ولا أنه يكون أول شافع.
فتجد البخاري قلد كعب الأحبار الذي
زعم أن الشافع الأول يوم القيامة هو ابراهيم أو اسحاقD. ولذلك أعطى كعب مقام الشفاعة الأول لأنبياء
اليهود ، وأبقي المحشر بدون رئيس ولا لواء.
ولعل أمر المحشر عند كعب يحتاج الى
سقيفة قرشية لاختيار رئيس له كما فعلوا في سقيفة بني ساعدة.
وأما الامام مسلم روى في صحيحه : 7 /
59 عن أبي هريرة قال قال رسول الله J: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من
ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع. وذكر نحوه في ابن ماجة : 2 /1440 وكذلك
ذكره أبي داود : 2 / 407.
وأما الترمذي فروى حديث لواء الحمد في
: 4 / 294 عن أبي سعيد قال : قال رسول الله J : أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ،
وبيدي لواء الحمد ولا فخر ، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ، وأنا
أول من تنشق عنه الأرض ، ولا فخر. وكذلك رواه بصيغ أخرى في : 4/370 وفي : 5/ 245
و247 و248.
وأما أحاديث أن الامام عليA حامل لواء المحشر ، وأنه الساقي على حوض
النبي J فقد اصبحت من نصيب المصادر البعيدة عن رقابة
الخلافة. وهذا جيد لأن بعض المصادر أقدم من الصحاح، وكل مصنفيها محترمين موثقين
عند اهل السنة ، وبعضهم شيوخ أصحاب الصحاح.
وذكر الشيخ الأمينيH في موسوعة الغدير : 2 / 321 ، عدداً من هذه
الأحاديث ، وذكر فيها لواء الحمد والسقاية على الحوض معاً وناتي بما ذكر وغيره
باختصار كما في مناقب الصحابة لأحمد بن حنبل / 661 قال:
حدثنا محمد بن هشام بن البختري ، ثنا
الحسين بن عبيد الله العجلي ، ثنا الفضيل بن الاستثناء ، عن عطية العوفي ، عن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول اللهJ: أعطيت في علي خمساً هن أحب إليّ من الدنيا
وما فيها:
أما واحدة : فهو تكأتي الى بين يدي ،
حتى يفرغ من الحساب.
وأما الثانية : فلواء الحمد بيده ،
آدمA ومن ولد تحته.
وأما الثالثة : فواقفٌ على عقر حوضي
يسقي من عرف من أمتي.
وأما الرابعة : فساتر عورتي ومسلمي
الى ربي.
وأما الخامسة : فلست أخشى عليه أن
يرجع زانياً بعد إحصان أو كافراً بعد إيمان.
ورواه كذلك أبو نعيم في الحلية : 10 /
211 وايضاً الطبري المؤرخ في الرياض النضرة 2 / 203 ورواه في كنز العمال 6 / 403.
ومثلهِ جاء في مناقب الخوارزمي / 203
عن عليA قال قال رسول اللهJ: يا علي ؟ سألت ربي عز وجل فيك خمس خصال
فأعطاني :
أما الأولى : فإني سألت ربي : أن تنشق
عني الأرض وانفض التراب عن رأسي وأنت معي ، فأعطاني.
وأما الثانية : فسألته أن يوقفني عند
كفة الميزان وأنت معي ، فأعطاني.
وأما الثالثة : فسألته أن يجعلك حامل
لوائي وهو لواء الله الأكبر ، عليه المفلحون والفائزون بالجنة ، فأعطاني.
وأما الرابعة : فسألت ربي أن تسقي
أمتي من حوضي فأعطاني.
وأما الخامسة : فسألت ربي أن يجعلك
قائد أمتي الى الجنة فأعطاني. فالحمد لله الذي من به علي.انتهى. وكذلك رواه في
فرائد السمطين في الباب الثامن عشر ، وفي كنز العمال 6 / 402.
واما في الدر المنثور : 6 / 379 فقد أخرج
ابن مردويه عن علي قال: قال لي رسول الله J : ألم تسمع قول الله : إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ، أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت
الأمم للحساب ، تدعون غراً محجلين.
ومثلهِ جاء في الطبراني الصغير : 2 /
88 عن عبد الله بن عكيم الجهني قال : قال رسول الله J : إن الله عز وجل أوحى إليّ في علي بن أبي
طالبA ثلاثة أشياء ليلة أسرى بي : إنه سيد
المؤمنين وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين.انتهى.
وكذلك روى نحوه الحاكم : 3 / 138 ، عن
أسعد بن زرارة ، وقال: إسناده صحيح. واما معنى قائد الغر المحجلين : أن الامام علي
A صاحب لواء أهل الجنة.
واما في الطبراني الكبير في 2 / 247
عن جابر : قالوا يا رسول الله ، من يحمل رايتك يوم القيامة ؟ قالJ : من يحسن أن يحملها إلا من حملها في الدنيا
، علي بن أبي طالبA.
واما في فردوس الأخبار في 5 / 8346 عن
اُبي بن كعب أن النبي J قال لعلي : يا علي أنت تغسل جثتي ، وتؤدي
ذمتي ، وتواريني في حفرتي ، وتفي بذمتي ، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة.
ومثلهِ جاء في كنز العمال : 13 / 145
عن ابن عباس قال قال رسول الله J لعلي : أنت أمامي يوم القيامة فيدفع إلي
لواء الحمد فأدفعه اليك ، وأنت تذود الناس عن حوضي.
ذكره ابن عساكر ، وقال : فيه أبو
حذيفة إسحاق بن بشر ، ضعيف. وكذلك روي في إحقاق الحق : 6 / 179 عن أرجح المطالب /662
، طبعة لاهور.
وجاء في إحقاق الحق : 27 / 199 عن
كتاب التبر المذاب لأحمد الحافي الشافعي / 81 قال الواقدي وهشام بن محمد : لما
رآهم الحسينA مصرين على قتلهِ ، أخذ المصحف ونشره ، ونادى
: بيني وبينكم كتاب الله وسنة جدي رسول الله J بم تستحلون دمي ؟
ألست ابن بنت نبيكم ؟ ألم يبلغكم قول
جدي فيّ وفي أخيA : هذان سيدا شباب أهل الجنة ؟... فبم
تستحلون دمي وجدي الذائد على الحوض يذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الشارد عن
الماء ، ولواء الحمد بيد أبي يوم القيامة... الخ.
وجاء في كنز العمال : 11 / 625 وج 13 /
129 عن الخطيب والرافعي عن عليA قال قال رسول الله J :
سألت الله يا علي فيك خمساً ، فمنعني
واحدة وأعطاني أربعاً : سألت الله أن يجمع عليك أمتي فأبى علي ، وأعطاني فيك أنك
أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي ، ومعك لواء الحمد أنت تحمله بين
يدي تسبق به الأولين والآخرين ، وأعطاني فيك أنك ولي المؤمنين بعدي.
وقد روى في كنز العمال : 13 / 152 ، حديثان
في الموضوع جاء في أولهما : أن تسقي أمتي من حوضي ، وأن يجعلك قائد أمتي الى الجنة
، فأعطاني.
وذكروا أن ابن الجوزي والذهبي ضعفوا
هذا الحديث بعبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه ، وقال : ولم أقف لهذا الرجل على
ترجمة ، وللحديث الأخير شاهدٌ من حديث ابن عباس ، إلا أن ابن الجوزي أورده في
الموضوعات ، وللحديث الأول شاهد.انتهى.
فقد اتجه الى كفة تصحيح الحديثان
بشواهدهما ، وهو أمر متفق عليه في علم الحديث ، وكم من حديث ضعيف لديهم صححوه
بشواهده. ولكنه لم يذكر شواهدهما ! ومن العادة لدى المعتدلين من اهل السنة أنهم لا
يحبون أن يفتحوا نقاش صريح مع المتعصبين.
والأحاديث التي ذكرناها من مصادرهم
كافية للشهادة لهم ، وفيها صحيحٌ سالم بشهادتهم ! وتفهم من كلام صاحب كنز العمال
أيضاً من أنه لا يأخذ بتضعيفات ابن الجوزي والذهبي لأحاديث فضائل أهل البيتD.
وأما مصادر الشيعة فقد تواترت فيها
أحاديث أن لواء الحمد يكون بيد عليA كما في أمالي الصدوقH/ 61 عن أمير المؤمنين A قال قال رسول الله A: يا علي أنت أخي ووزيري ، وصاحب لوائي في
الدنيا والآخرة ، وأنت صاحب حوضي ، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني.
ومثلهِ في بشارة المصطفى للطبري
الشيعي/125 بسنده عن الحسين بن عليD قال قال رسول الله J : يا علي أنت المظلوم بعدي ، فويل لمن قاتلك
وطوبى لمن قاتل معك... يا علي أنت أول من تنشق عنه الأرض معي ، وأنت أول من يبعث
معي ، وأنت أول من يجوز الصراط معي... وأنت أول من يرد حوضي ، تسقي منه أولياءك
وتذود عنه أعداءك.
وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود
تشفع لمحبنا فيهم. وأنت أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي لواء الحمد ، وهو سبعون شقة
، الشقة منه أوسع من الشمس والقمر. وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة ، أصلها في دارك
وأغصانها في دور شيعتك ومحبيك.انتهى.
وكذلك روى نحوه في 220 علي A آمر السقاية على حوض النبيJ يوم القيامة حوض النبي J أو حوض الكوثر ، قضيةٌ كبيرة يوم القيامة..
فهو عين الحياة في أرض المحشر ، يصب ماؤها من نهرين من أنهار الجنة ، وكل الخلائق
يحتاجون الى الشرب منه ، لأنه لا يمكن لأحد أن يدخل الجنة إلا بأن يشرب منه.
كما في كنز العمال : 14 /420 : ما
أنتم بجزء من مائة ألف جزء ممن يرد على الحوض ـ حم ، د ، ك ، عن زيد بن أرقم.انتهى.
والشربة الواحدة منه تروي الانسان
رياً أبدياً خالداً، فلا يظمأ بعدها أبداً.. ويبدو أن شربة الماء هذهِ تؤثر على
التركيب الفيزيائي لبدن الانسان ، فتجعله صالحاً للحياة في الجنة.
وخص الله تعالى به سيد المرسلين J وجعل أمره بيدهJ ويد أهل بيته الطاهرينD ، فلا يشرب أحد منه إلا ببطاقة (اذن) منهمD ؟.
كما أن أحاديث حوض الكوثر مسالة كبيرة
أيضاً في مصادر المسلمين ونحمده تعالى من أنها بقيت في الصحاح ولم تحذف منها لأنها
كانت مهددة بالنسيان والحذف وذلك بسبب أن النبي J في آخر سنة من عمره الشريف ركز على العقيدة
بالحوض.
وخاصة في خطب حجة الوداع ، وربطه
بوصيتهJ بالقرآن وأهل بيته الطاهرينD ، وأكد على أن من لا يطيع وصيته في اهل بيته
يمنعه الله تعالى من ورود الحوض والشرب منه ، وبالتالي يمنع من دخول الجنة.
وأخبر J أن أكثر أصحابه سوف يطردون عن الحوض ، ولا
يسمح لهم بالشرب منه كما في الاخبار فأحاديث الحوض تضمنت بيان مقام أهل البيت
الطاهرين ، والأمر باتباعهم ، وأنهم ومحبيهم الواردون على الحوض ، والساقون عليه.
كما تضمنت ذم مبغضيهم ومخالفيهم ،
وأنهم مطرودون عن الحوض ، ممنوعين من الورود عليه والشرب منه ، حتى لو كانوا صحابة
؟.
( أ ) :- المسلم
لا يحتاج الى الشفاعة : وردت أحاديث تنصح المسلم بأن يكون
تقياً في سلوكه ، ويتوب الى ربه من سيآته في الدنيا ، حتى يكون من أهل الجنة ، ولا
يحتاج الى شفاعة لغفران ذنوبه يوم القيامة[11].
ففي نهج البلاغة : 4 / 87 : 371 ـ وقال A: لاشرف أعلى من الإسلام، ولا عز أعز من
التقوى ، ولا معقل أحصن من الورع ، ولا شفيع أنجح من التوبة.
وفي كتاب من لا يحضره الفقيه : 3 /
574 : وقال الصادق A: شفاعتنا لاهل الكبائر من شيعتنا ، وأما
التائبون فإن الله عز وجل يقول : ما على المحسنين من سبيل.
وجاءت الكثير من الاخبار في النهي عن
الاتكال على الشفاعة كما في كتاب الكافي : 8 / 405 قال : وإياكم ومعاصي الله أن
تركبوها ، فإنه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الاساءة الى نفسه ، وليس
بين الاحسان والاساءة منزلة ، فلأهل الاحسان عند ربهم الجنة ، ولأهل الاساءة عند
ربهم النار ، فاعملوا بطاعة الله واجتنبوا معاصيه ، واعلموا أنه ليس يغني عنكم من
الله أحد من خلقه شيئاً ، لا ملكٌ مقرب ولانبيٌّ مرسل ، ولا من دون ذلك، فمن سره
أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله ، فليطلب الى الله أن يرضى عنه.
واعلموا أن أحداً من خلق الله لم يصب
رضا الله إلا بطاعته ، وطاعة رسوله ، وطاعة ولاة أمره من آله ، ولم ينكر لهم فضلاً
، عظم ولا صغر.
ومثلهِ في كتاب الكافي : 6 / 400 عن علي
بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن العطار ، عن أبي بصير ، عن أبي
عبد اللهA قال : قال رسول الله J : لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته ، ولا يرد
عليّ الحوض ، لا والله ؟ لا ينال شفاعتي من شرب المسكر ، ولا يرد علي الحوض ، لا
والله ؟.
وعن أحمد بن محمد ، عن محمد بن
اسماعيل ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي الحسن A قال : إنه لما احتضر أبي A قال لي : يا بني إنه لا ينال شفاعتنا من
استخف بالصلاة ، ولا يرد علينا الحوض من أدمن هذه الأشربة. فقلت : يا أبَه ، وأي
الأشربة ؟ فقال : كل مسكر. ورواهما كذلك في تهذيب الاحكام : 9 / 106.
واما في علل الشرائع : 2 | 356 عن أبي
6 قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن
محمد بن عيسى ، عن علي بن حديد وعبد الرحمان بن أبي نجران ، عن حماد بن عيسى
الجهني ، عن حريز بن عبد الله السجستاني ، عن زرارة ، عن أبي جعفر A قال :
لا تستخفن بالبول ولا تتهاون به ، ولا
بصلاتك ، فإن رسول الله J قال عند موته : ليس مني من استخف بصلاته ،
لا يرد علي الحوض ، لا والله ، ليس مني من شرب مسكراً لا يرد علي الحوض ، لا
والله. وكذلك رواه في المحاسن : 1 /79.
وفي كتاب الكافي : 5 | 469 عن محمد بن
يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبي شبل
قال قلت لأبي عبدالله A : رجلٌ مسلم ابتلي ففجر بجارية أخيه فما
توبته ؟
قال : يأتيه فيخبره ويسأله أن يجعله
من ذلك في حل ، ولا يعود. قال: قلت : فإن لم يجعله من ذلك في حل ؟ قال : قد لقي
الله عز وجل وهو زان خائن. قال : قلت : فالنار مصيره ؟
قال : شفاعة محمد J وشفاعتنا تحيط بذنوبكم يا معشر الشيعة ، فلا
تعودون وتتكلون على شفاعتنا ، فوالله ما ينال شفاعتنا إذا ركب هذا حتى يصيبه ألم
العذاب ويرى هول جهنم. وكذلك رواه في الفقيه : 4 / 39.
وفي الصحيفة السجادية : 1 /324 قالA وسألتك مسألة الحقير
الذليل ، البائس الفقير ، الخائف المستجير ، ومع ذلك خيفةً وتضرعاً وتعوذاً
وتلوذاً، لا مستطيلاً بتكبر المتكبرين ، ولا متعالياً بدالة المطيعين ، ولا
مستطيلاً بشفاعة الشافعين ، وأنا بعد أقل الأقلين وأذل الأذلين ، ومثل الذرة...
وفي مستدرك الوسائل : 11 | 174 : جامع
الأخبار : عن أمير المؤمنين A أنه قال : المؤمن يكون صادقاً في الدنيا ،
واعي القلب ، حافظ الحدود ، وعاء العلم ، كامل العقل ، مأوى الكرم ، سليم القلب ،
ثابت الحلم ، عاطف اليقين ، باذل المال ، مفتوح الباب للاحسان ، لطيف اللسان ،
كثير التبسم ، دائم الحزن ، كثير التفكر ، قليل النوم ، قليل الضحك ، طيب الطبع ،
مميت الطمع ، قاتل الهوى ، زاهداً في الدنيا ، راغباً في الآخرة ، يحب الضيف ،
ويكرم اليتيم ، ويلطف الصغير ، ويرفق الكبير ، ويعطي السائل ، ويعود المريض ،
ويشيع الجنائز ، ويعرف حرمة القرآن ، ويناجي الرب ، ويبكي على الذنوب ، آمراً
بالمعروف ، ناهياً عن المنكر ، أكله بالجوع ، وشربه بالعطش ، وحركته بالأدب ،
وكلامه بالنصيحة ، وموعظته بالرفق ، ولا يخاف إلا الله ، ولا يرجو إلا إياه ، ولا
يشغل إلا بالثناء والحمد ، ولايتهاون ، ولا يتكبر ، ولا يفتخر بمال الدنيا ،
مشغولٌ بعيوب نفسه ، فارغٌ عن عيوب غيره ، الصلاة قرة عينه ، والصيام حرفته وهمته
، والصدق عادته ، والشكر مركبه ، والعقل قائده ، والتقوى زاده ، والدنيا حانوته ،
والصبر منزله ، والليل والنهار رأس ماله ، والجنة مأواه ، والقرآن حديثه ، ومحمد J شفيعه ، والله جل ذكره مؤنسه.
وكذلك روي في مستدرك الوسائل[12] بهذا الاسناد : عن علي بن أبي طالبD قال: قيل يا رسول اللهo ما أفضل حال أعطي للرجل ؟ قالo: الخلق الحسن ، إن أدناكم مني وأوجبكم عليّ
شفاعة : أصدقكم حديثاً، وأعظمكم أمانة ، وأحسنكم خلقاً ، وأقربكم من الناس.
وكذلك روي في تفسير نور الثقلين[13] في كتاب الخصال عن أبي عبد الله A قال : ثلاثٌ من كن فيه استكمل خصال الايمان
: من صبر على الظلم وكظم غيظه ، واحتسب وعفى وغفر ، كان ممن يدخله الله تعالى
الجنة بغير حساب ، ويشفعه في مثل ربيعة ومضر.
وكذلك روي في المقنعة[14] قال o: إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو
جاؤوا بذنوب أهل الدنيا : رجلٌ نصر ذريتي ؟ ورجلٌ بذل ماله لذريتي عند الضيق ؟ ورجلٌ
أحب ذريتي بالقلب واللسان ؟ ورجلٌ سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا وشردوا؟
وكذلك روي في تفسير نور الثقلين[15] عن أنس بن مالك : وعدني ربي عز وجل
في أهل بيتيD : من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ ، أن لا
يعذبهم.
وكذلك روي في كتاب فردوس الأخبار[16] عن عبد الله بن عمر : أول من أشفع له
يوم القيامة من أمتي أهل بيتيD ثم الأقرب فالأقرب ثم الأنصار. ثم من آمن بي
واتبعني من اليمن ، ثم سائر العرب والأعاجم. ومن أشفع له أولاً أفضل.
ومثلهِ روي في الطبراني الكبير[17] عن ابن عمر قال : قال رسول الله o: أول من أشفع له يوم القيامة أهل بيتيD ، ثم الأقرب فالأقرب من قريش ، ثم الأنصار
ثم من أمن بي واتبعني من اليمن ، ثم سائر العرب ، ثم الأعاجم ، وأول من أشفع له
أولوا الفضل.
وكذلك روي في مجمع الزوائد[18] باب في أول من يشفع لهم : عن ابن عمر
قال قال رسول الله o: أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي ، ثم
الأقرب فالأقرب من قريش والأنصار ، ثم آمن بي واتبعني من أهل اليمن ، ثم من سائر
العرب ، ثم الأعاجم. وأول من أشفع له أولو الفضل. رواه الطبراني ، وفيه من لم
أعرفهم....يتبع....
[1]- الازهر : هو مسجد في القاهرة ،
بناه سنة 972م جوهر الصقلّي بأمر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله ، سمّي بالازهر
، إشارة الى السيدة فاطمة «الزهراء»B يقصده اهل التقى لاسيما طلاب
العلم من كل صوب ، يسمون بـ«المجاورين» لسكناهم بجواره ، أما الاساتذة فيه
فيُسمّون انفسهم «خدمة العلم» وتتناول النحو واللغة والبيان والمنطق والادب
والعلوم الدينية من علم التوحيد والفقه والحديث والتصوّف وغيرها في سنة 1936م
اصبحت جامعة تضم كليات الشريعة واصول الدين واللغة العربية اضيفت اليها عدة كليات
بعد سنة1961 (المنجد ـ قسم الاعلام ـ ص38 ـ 39).
[2]- سورة ابراهيم الاية 26.
[3]- كتاب حياة محمد o في أحاديث الشيعة تأليف : الشيخ طالب السنجري دامت توفيقاته
الإخراج : ميثم الجاسم الطبعة الأولى.
[7]- ورواه في أصل زيد الزراد
51.
[8]- سورة التحريم الاية 10.
[9]- سورة الاحزاب الاية 33.
[10]- راجع : سماحة السيد جعفر العاملي
كتاب الصحيح من سيرة النبي الأعظم o الجزء الثاني عشر وغيره من
الأجزاء.
[13]- تفسير نور الثقلين : 1 – 77.
[15]- تفسير نور الثقلين : 1 – 77.
[16]- فردوس الأخبار : 1 - 54 ح 28.
[17]- راجع : الطبراني الكبير : 12 - 421 ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : 10
– 381.
[18]- مجمع الزوائد للهيثمي : 10 –
380.