موقف القران والرسول o من الشعر
والشعراء
يمكن اعتبار الشعر بوابة ثقافية بين
الشرق والغرب وغيرها، جسراً يربط فيما بين مختلف الثقافات. لا شك في أنّ الشعراء
من الحواضن المهمة للثقافة والعلوم الإسلامية في عالم الإسلام. وكرامة الانسان
وحريته بحسب رؤية القرآن الكريم تجدهُ اتمتلك كرامة خاصة لدرجة انه اصبح مسجودا
للملائكة كما في قوله تعالى:
(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في
البروالبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا).
وبما ان جوهر الحياة الانسانية يكمن
في الحفاظ على الكرامة والعزة , لذا منع الاسلام اي عمل يؤدي للاضرار بهذه الموهبة
, وبعبارة اوضوح , اي نوع من التسلط على الاخرين.
وكذلك قبول السلطة من الاخرين ممنوع
من وجهة نظر الاسلام منعا باتا, فلابد ان يعيش الفرد حرا كريما بعيدا عن اي شكل من
اشكال الاستسغار والذل كما قال الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب A: (ولا تكن عبدغيرك وقد جعلك اللّه حرا).
وكذلك عنهA : (ان اللّه تبارك وتعالى فوض الى المؤمن كل
شي الا اذلال نفسه).
فمن الواضح جدا ان الحكومات الالهية
المشروعة لاتنافي العقل الانساني فله مكانة خاصة في رؤية الاسلام ونظره , وذلك
لانه ما يميز الانسان عن سائر الاحياء بل ويجعله مفضل عليها هو عقله ومدى قوته
التفكيرية[1].
من هنا دعي جميع البشر من خلال عدة
آيات من القرآن الكريم الى التفكر والتامل والتدبر والتعقل الى درجة اعتبرت تنمية
للقوة العقلية والتفكر في مظاهر الخلق ومنها الشعر بخاصةَ.
1 - موقف الرسول من الشعر
والشعراء o
من الملفت للنظر حينما قال الدكتور
حسين لفتة حافظ[2] إن مفهوم الشعر ونظرة الإسلام إليه
تبدأ من الآيات القرآنية الكريمة، وتكملها الأحاديث النبوية الشريفة، تقرأ في
القرآن الكريم دفاعاً عن الرسولo.
وفي سبيل صون وحفظ الدعوة والنبوة
وتبرئتهما من التهم التي تخبط المشركين في تخيلها وصوغها لانفسهم، كما خيل إليهم
عنادهم وكفرهم من أن ما سمعوه من آيات الذكر الحكيم ليس وحياً يوحى.
بل يعتبر هو ضرب مما يعرفونه في
حياتهم آنذاك؛ فتارة يتهمون رسول اللهo من أنه كاهن، وأخرى انه شاعر، وثالثة يصفون
كلام الله جل وعلا ذكره أنه السحر.
فجاءت الآيات الكريمة معلنة أن ما نطق
به رسول اللهo وحي يوحى، وهو كلام الله سبحانه كما في قوله
تعالى: (وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون)[3].
ولا يمكنك أن تفهم من هذه الآيات
الكريمات الحط من شأن الشعر والشعراء حتى ولو نظرة فيها احتقار أو سخرية لكونها قد
نزهت رسالة السماء من أن تكون نمط من إبداع البشر.
بل الشواهد والحوادث التاريخية خير
دليل على تبني الاسلام ورسول اللهJ استعمال الشعر والشعراء في الوقت المناسب
فهو الجهاز الاعلامي المتعارف في ذلك الزمان كأمثال حسان بن ثابت وعبد الله بن
رواحة، وكعب بن مالك وغيرهم .
لغرض الرد والذب عن الاسلام والمسلمين
امام شعراء المشركين مثل عبد الله بن الزبعري السهمي وأبو سفيان بن الحرث بن عبد
المطلب وهبيرة بن أبي وهب المخزومي ومسافع بن عبد مناف الجمحي وأبو عزة عمرو بن
عبد الله كلهم من قريش وأمية بن أبي الصلت الثقفي[4].
واما نبي الرحمة محمد بن عبداللهJ فهو المسدد والمحفوظ من الله تعالى فلا
يحتاج لنفسهِ شيء سوى الله تعالى.
2 - النقاد القدامى وموقف الإسلام من الشعر
تعتبر مسألة الإسلام والشعر من
القضايا النقدية المهمة التي اخذت وأحرزت اهتمام واسع من قبل المهتمين بالشعر منذ
ظهور امر الإسلام في شبه الجزيرة العربية ليومنا هذا.
والحديث عن التزاوج بين الإسلام
والشعر حديث ذو تاريخ له رجع بعيد، فهو من الموضوعات الأدبية القديمة التي كثر فيهما
الكلام، وطال حولها الجدل حتى يمكن القول إنها تحولت إلى قضية فكرية وإشكالية
معقدة شغلت الباحثين والمختصين في الدراسات الإسلامية والأدبية على السواء[5].
وتأتي أهمية هذه المسألة من جميع أبعادها
المختلفة، وخصوصاً إذا اصطدمت بالمعجز الرباني (القرآن الكريم) كتاب الإسلام
المقدس، ومحاولة نفي تهمة كونه من الشعر.
وقد اختلفت الاراء ووجهات نظر العلماء
تجاه هذه المسألة تبعاً ثقافة من السعة والاطلاع لكل عالم ونظرته الاجتماعية فقد كان
الأصمعي (ت216هـ) من النقاد الذين يقولون من أن الإسلام قد أضعف الشعر، كما جاء
ذلك في قوله: (طريق الشعر إذا أدخلته في باب الخير لان)[6].
وقال الاصمعي أيضاً: (طريق الشعر طريق
الفحول مثل امرئ القيس وزهير والنابغة من صفات الديار، والرحيل، والهجاء،
والتشبيب، والنساء، وصفة الخمر، والخيل، والحروب والافتخار، فإذا دخل في باب الخير
لان)[7].
وتفهم من كلام الأصمعي أن التحرر وعدم
الالتزام بما فرض عليهم هو الطابع العام لشعر الفحول من الجاهليين، وقد يكون هذا
الموقف واحداً من علل عزوف الأصمعي وجيله من النقاد عن شعر الإسلاميين[8].
وأما ابن سلام الجمحي فقد كان رأيه أن
العرب قد انشغلوا عن رواية الشعر حينما جاء الإسلام فقال:
( فجاء الإسلام، فتشاغلت عنه العرب،
وتشاغلوا بالجهاد، وغزوا فارس والروم، ولهت عن الشعر وروايته، فلما كثر الإسلام،
وجاءت الفتوح، واطمأنت العرب بالأمصار، راجعوا رواية الشعر)[9].
وحجة ودليل ابن سلام هذه لا تكفي في تسويغ
من أن الشعر قد ضعف في صدر الإسلام؛ لأن منهجية ومسار الإسلام استبدل المعارك
القديمة التي كانت تدور بين العرب بحروب أخرى.
فهذه المعارك تدور بين من تصدى ونصب
نفسه خليفة على الإسلام وبين تلك التوسعة للدولة التي تحت قيادتهم بحجة مسمى الكفر
فآنذاك في اذهانهم ان الجميع كفار فلا يوجد اصحاب كتاب (التوراة والانجيل) اوغيرهِ.
وهي حتماً كان في تراثها الشعر
والشعراء وبحاجة للتعامل مع مثيلتها من الشعر والشعراء في تراث الاسلام.
وتجد كذلك من ردد قول ابن سلام السابق
العالم والناقد ابن خلدون في مقدمته حيث قال: ( انصرف العرب عن الشعر أول الإسلام
بما شغلهم من أمر الدين والنبوة، والوحي، وبما أدهشهم من أسلوب القرآن ونظمه،
فأخرسوا عن ذلك، وسكتوا عن الخوض في النظم والنثر زماناً، ثم استقر ذلك وأونس
الرشد من الملة، ولم ينزل الوحي في تحريم الشعر وحظره، وسمعه النبي o وأثاب عليه فرجعوا حينئذ عن ديدنهم منه)[10].
وتجد من النقاد القدامى من رأى أنه
يفصل بين الدين والشعر فتلاحظ هذا عند الصولي في كلامهِ حينما قال: (وما ظننت أن
كفراً ينقص من شعر ولا أن إيماناً يزيد فيه)[11].
ومن ثم تلاحظ خوض ابن عبد ربه
الأندلسي في هذه المسألة حينما قال: (ونحن قائلون بعون الله وتوفيقه في فضائل
الشعر ومقاطعه ومخارجه، إذ كان الشعر ديوان العرب خاصة، والمنظوم من كلامها
والمقيد لأيامها، والشاهد على حكامها)[12].
3 - القرآن والشعراء
في كلام الله تعالى لاحظ انه قد أشار
القرآن الكريم إلى الشعراء في ايات كريمات كما في قوله تعالى: (والشعراء يتبعهم
الغوون * ألم ترَ أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذين
آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين
ظلموا أي منقلب ينقلبون)[13].
ويذكرون في التفاسير أنه بعد ما أن
نزل قوله تعالى « والشعراء يتبعهم الغاوون» بالمدينة توجه حسان بن ثابت وعبد الله
بن رواحة، وكعب بن مالك إلى رسول اللهo وهم يبكون، قالوا:
قد علم الله حين أنزل هذه الآية أنا
شعراء، فتلا النبي o: «إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات» قالJ: أنتم «وذكروا الله كثيراً» قالJ: أنتم «وانتصروا من بعد ما ظلموا» قالJ: أنتم[14].
وكذلك ذكر في تفسير مجمع البيان[15] « والشعراء يتبعهم الغاوون » قال ابن
عباس يريد شعراء المشركين وذكر مقاتل أسماءهم فقال منهم:
(عبد الله بن الزبعري السهمي وأبو
سفيان بن الحرث بن عبد المطلب وهبيرة بن أبي وهب المخزومي ومسافع بن عبد مناف
الجمحي وأبو عزة عمرو بن عبد الله كلهم من قريش وأمية بن أبي الصلت الثقفي).
تكلموا بالكذب والباطل وقالوا نحن
نقول مثل ما قال محمد o وقالوا الشعر واجتمع إليهم غواة من قومهم
يستمعون أشعارهم ويروون عنهم حين يهجون النبي o وأصحابه فذلك قوله « يتبعهم الغاوون ».
ثم قال الطبرسيu: وقيل الغاوون الشياطين عن قتادة ومجاهد
وقيل أراد بالشعراء الذين غلبت عليهم الأشعار حتى اشتغلوا بها عن القرآن والسنة
وقيل هم الشعراء الذين إذا غضبوا سبوا وإذا قالوا كذبوا.
وإنما صار الأغلب عليهم الغي لأن
الغالب عليهم الفسق فإن الشاعر يصدر كلامه بالتشبيب ثم يمدح للصلة ويهجو على حمية
الجاهلية فيدعوه ذلك إلى الكذب ووصف الإنسان بما ليس فيه من الفضائل والرذائل.
وقيل إنهم القصاصين الذين يكذبون في
قصصهم ويقولون ما يخطر ويأتي ببالهم وفي تفسير علي بن إبراهيمu أنهم الذين يغيرون دين الله تعالى ويخالفون
أمره تعالى.
قال وهل رأيتم شاعرا قط تبعه أحد إنما
عنى بذلك الذين وضعوا دينا بآرائهم فتبعهم الناس على ذلك وقد روى العياشيu بالإسناد عن أبي عبد اللهA قال:
هم قوم تعلموا وتفقهوا بغير علم فضلوا
وأضلوا « ألم تر أنهم في كل واد يهيمون» أي في كل فن من الكذب يتكلمون وفي كل لغو
يخوضون يمدحون ويذمون بالباطل.
كما عن ابن عباس وقتادة والمعنى أنهم
لما يغلب عليهم من الهوى كالهائم على وجهه في كل واد يعني فيخوضون في كل فن من
الكلام والمعاني التي تعن لهم ويريدونها فالوادي مثل فنون الكلام وهيمانهم فيه
قولهم على الجهل بما يقولون من لغو وباطل وغلو في مدح وذم « وأنهم يقولون ما لا
يفعلون».
ومن ذلك فالقرآن قد ميز بين فريقين من
الشعراء، فريق استغل فنه فيما ينافي هدى الدين وآدابه، فهو الفريق المعيب الذي
حاربه القرآن، وفريق اتجه بشعره إلى العمل الخير الجميل، وإلى نصرة الحق أينما
وجد، فهو الفريق الذي أخرجه من ذلك الوصف العام، وأيده بكل قوة[16].
ولم يكن الشعراء جميعهم في مثل هذه
الصورة المقيتة لكي ينزه عنها رسول اللهo فللشعر مكانته الكبيرة لدى العرب وغيرهم،
وللشعراء أهميتهم الخاصة في القبائل، وما كان جميع الشعراء مادحين مبالغين أو
هجّائين مفحشين، واحتمال أن تنزيه الآيات الكريمة للرسول o عن الشعر جاءت من ادعاء
الشعراء أنفسهم بأمور غيبية تلهمهم الشعر.
كما هي دعوى الكهان والسحرة ذلك على
نبيهJ، ولكن الشعراء يدعون أن لهم شياطين يوحون
إليهم بالشعر مثلما يدعى السحرة بملازمة الأرواح والجن لهم، ولكن القرآن مختلف فهو
كلام الله المنزل.
وقد أنزله الله تعالى على النبي محمدo وهو لا يشبه أي ضرب من ضروب الإبداع من
الشعر وغيره كما جاء في قوله تعالى: (إن هو إلا وحي يوحى)[17].
أما الحديث النبوي الشريف الذي يعتبر
المرجع الثاني للمسلمين بعد القرآن الكريم فنجد فيه أقوالاً لرسول اللهo تسير ضمن إطار مفهوم الآيات القرآنية
الكريمة التي صنفتهم صنفين، شاعر وشعر خير ملتزم بالدين الجديد، وشاعر وشعر منحرف
لا يقدم فائدة أدبية أو أخلاقية.
4 - موقف القرآن من الشعر
تلاحظ ان هناك من يخرج عن مدلول
الايات الكريمة والغرض منه لكي يوسع دائرة معارضة الشعر ولكن كلام الأستاذة امل عبد
الجبار كريم الشرع حيث قالت عن موقف القرآن من الشعر من خلال طرح آيات من القرآن
الكريم لا يوجد من يخرج هذه المقامات من دائرة المحاسبه بمعنى جواز الشعر على نهج
الشريعة وما غير ذلك فلديه رقيب عتيد.
وقد ذكر كتاب الله تعالى آيه في
الشعراء قوله تعالى: (يقولون مالا يفعلون ) أي بمعنى من يدعي لنفسه مالا يكون به
كمن يدعي الكرم وهو أصلاً بخيل فمن باب أولى أن رسول اللهo ليس بشاعر ولا يؤتى له أي من الشعر وهذا يدل
كذلك على جواز أن يكون في غيره (أي الشعر).
ونبي اللهo عندما اختار الشاعر حسان لكي يهجو المشركين
وهو أن هذا الإختيار في من يدافع عن دين الاسلام لأبد أن يكون بعيدًا عن الدون فلا
بد ان نختار من كان لديه من العلم والمعرفة فلا نرضى من دون ذلك فيعتبر الشاعر مثل
السفير للدين فلابد أن يكون على درايه بفنونهِ.
فقد كره بعض الاقوام الشعر، وبالغوا كثيراً
في كراهيته؛ حتى حكي عن بعض الزهاد أنه كان لا يتمثل بأي بيت من الشعر، وحينما سئل
عن ذلك قال: لا أحب أن أرى في صحيفتي يوم القيامة أي بيت من الشعر!.
واستشهدوا بحديث عجيب وغريب كدليل وهو
قولهم: (مَنْ قرض بيت شعر بعد العشاء لم تُقْبَلْ له صلاة تلك الليلة)[18] وتجد كذلك قول اخر نسب لرسول اللهo وهو قولهم قالJ: (لما نشأت.. بُغِّضَتْ إِلَيَّ الأوثان،
وبُغِّضَ إِلَيَّ الشعر).
ولعله السبب الرئيسي في ذلك هي
كراهيتهم للشعر فراجع لما ورد في ايات القرآن الكريم، وفي الأحاديث النبوية من ذم
واضح للشعر والشعراء[19]، ثم لاحظ موقف النبيo نفسه من الشعر فإذا ذُمَّ وجب أن نبحث عن
وجه الذم وكما يلي:
الأول : من أن يُذَمَّ الشعر من حيث
مضمونه أي بمعنى من حيث ما تضمنه من قول فُحش ونُبوٍّ عما تقتضيه الأخلاق
المتعارفة.
الثاني : أن يُذَمَّ شعر الشاعر من
حيث الوزن والقافية. وهذه تعتبر ناحية صناعية وفنية.
الثالث : أن يُذَمَّ لاعتبارات تتصل
بالشاعر.
فإذا نظرت إلى الآيات التي جاءت في
ذمِّ الشعر والشعراء، وكذلك الأحاديث الواردة لوجدت أن في الأمر شبهةَ فهمٍ وخلط
عليكم الامر.
فقول الله سبحانه كما في قوله تعالى:
(وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ
يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ
مَا ظُلِمُوا).
ويعتبر هذا تكذيب للمشركين الذين
زعموا أن ايات القرآن الكريم هي شعر ودليله في آية كريمة أخرى كما في قوله تعالى:
(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ).
فلاحظ حديثنا عن ايات القرآن الكريم ،
ونفي الشعر عن نبي اللهo يعتبر هو نفي للشعر عن
القرآن؛ لأن رسول اللهo إذا لم يكن شاعرا فمحال أن تكون ايات القرآن
التي جاء بها شعرا.
فمقصود الاية الكريمة هي شعراء
المشركين الذين كانوا يهجون رسول اللهo وينالون المسلمين بالأذى؛ وذلك بدليل
الاستثناء بعد ذلك كما في قوله تعالى:
( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ
مَا ظُلِمُوا) والمراد هم من شعراء نبي اللهo الذين انتصروا له وللإسلام ولاهل بيتهD وأجابوا شعراء المشركين والظلمة عنهم.
وأما ما جاء في سورة يس كما في قوله
تعالى: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا
ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) فأن الله تعالى منع نبيه o من قول الشعر؛ لكي لا يشتبه على الناس الذين
ليس لديهم معرفة بفنون الشعر ومن الخلط بين القرآن والشعر؛ فلا يجد الطاعنون
بالرسالة مجال للطعن حينما يسمعون ايات القرآن.
فهذا المنع عن النبيJ ليس منع تنزيه أو كراهة؛
وإلا لكان ينبغي لهJ أن ينزه سمعه عن كلامهم الموزون كما نَزَّهَ
لسانهJ؛ بل هذا المنع هو أمر متعلق بالمعجزة وهذا
من الناحية النظرية.
وأما من الناحية العملية فإن نبي اللهo استمع إلى الشعر، وأثنى عليه، وردَّدَ بعضه
كما ذكر ذلك اهل السير والتاريخ.
وقد نهي وصُرف رسول الله o عن قول الشعر بأمر إلهي كما في قوله تعالى:
(وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ) بحيث حتى لو أراد النبيJ الشعر ما تسهل له كما في قوله تعالى: (وَمَا
يَنْبَغِي لَهُ).
مع أن النبي o لم يكن عاجز عن قول الشعر؛ بل كانت أداة
الشعر فيه تامة وكاملة؛ ولو قال الشعر لكان مبرزاً فيه مختلف عن الاخرين؛ بل كان
أشعر الخلق على الإطلاق.. وكيف لا! وهو محمد بن عبداللهJ.
والسبب لانه قد أوتي o جوامع الكلم، وروائع البيان، ووالبلاغة وكان
أفصح العرب لساناً، وأقومهم بيان والشواهد على ذلك كثيرة جداً.
وأما الذي جاء عن نبي اللهo في كتب المسلمين في ذم
الشعر وهو ما مضمون قولهJ (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا يريه خير له من
أن يمتلئ شعرا). فهو يحمل على الشعر المشتمل على الفحش.
ويمكن حمل كلام النبيJ على الوعيد على ما إذا غَلَبَ عليه الشعر،
وملك نفسه؛ حتى اشتغل به عن ذكر القرآن وغيره؛ ولذلك ذكر لفظة (الامتلاء) والمعقول
منه أن يشغل الماليء بشيء جميع أجزائه؛ حتى لا يكون فيها أي فضل لغيره؛ وإن كان
هذا هكذا.
فإنما أراد نبي اللهo بهذا القول من امتلاء جوفه من الشعر؛ لكي لايكون
فيه موضع جاهز للذكر، ولا لحفظ ايات القرآن الكريم، ولا لعلوم الشرائع والأحكام وسنة
ال محمدD
في الحلال والحرام.
إذاً : توصلنا انه يمكن أن نقول من إن
النبي محمدo لم يكن يكره الشعر؛ بل كان يحب أن يستمع
إليه, وقد طلب من الصحابه الشعراء أن ينشدوه شيئاً منه كما جاء أنهJ قال لحسان بن ثابت أنشدني قصيدة من الشعر
فأنشده قصيدة للأعشى.
وكثيراً ما تسمع بعض الناس يردد أقوال
مفادها من أن الإسلام وقف موقف المناويء من الشعر والشعراء، وان ايات القران
الكريم هاجمت الشعراء لأنهم لبسوا ثابتين على العقيدة ، وأن أهوائهم هي التي تقودهم
لكن الواقع يثبت ليس كذلك ، فعندما جاء الإسلام اتجه الشعراء لقسمين وهما:
قسم : امن به وآزره ودعا لتبني مباديء
الإسلام في شعره.
قسم : وقف ضده دافع عن مباديء
الجاهلية السائدة آنذاك.
وذلك للعديد من الأسباب، فقد كان
القسم الأول يمثله الشعراء المسلمين الأوائل ولاسيما شعراء المدينة وهم الأنصار
الذين نصروا نبي اللهJ وآزروه وكذلك المهاجرين واهل
بيتهُ معه.
ثم آخى الرسول الكريمo بينهم كما آخى نفسه الكريمةJ مع خليفته الشرعي على المسلمين الامام علي
بن ابي طالبD واتخذه لنفسهِ.
فكان على راس القسم الأول ثلاثة شعراء
من الصحابة وهم : (حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة).
ويمثل القسم الاخر الشعراء الذين اثروا
على انفسهم عدم الإسلام والتزموا الشرك وهم شعراء قريش أمثال: (عبد الله بن
الربعري وأبي سفيان بن الحارث).
ويؤيد القسم الثاني شعراء المشركين في
الموقف شعراء اليهود الذين نكثوا عهدهم مع رسول اللهo في حسن الجوار مثل كعب بن الاشرف والربيع بن
الحقيق ومرحب اليهودي.
وكل هذا.. بالإضافة الى شعراء بعض
القبائل العربية التي كانت حليفة لقريش مثل أمية بن أبي الصلت الثقفي.
ولاحظ ان الإسلام مثلما هاجم بعض
الشعراء لموقفهم المعادي لمبادئه وتعاليمه، فانه اتخذ موقف المناصر والمشجع
للشعراء وشعرهم للذين دافعوا عنه ووقفوا يصدون عنه هجوم الأعداء بشعرهم.
وهذا معناه أن الدين الإسلامي تمسك
واتخذ منذ البداية مواقف تنسجم وطبيعة المرحلة التي يمر بها ومنها موقفه مع الشعر
والشعراء أو ضده ولكن حتمته المباديء عليه.
فمناصرة شعراء في القسم الاول معينين
ومعاداة شعراء آخرين في القسم الثاني لم تكن اعتباطية أو عشوائية، بل كانت متلائمة
مع الظروف السائدة في زمنهم آنذاك.
وقد هاجم القران نوعاً من الشعر في
مرحلة محددة وهي مرحلة بداية او عصر صدر الإسلام في المدينة المنورة، حيث اتهم
المشركين الرسول الكريمo من أنه شاعر ومن ان حديثه شعر وانه واضع
لآيات القران ولكن الإسلام من خلال شعراء المسلمين حينما هاجم هؤلاء لم يمنعهم عن
قول الشعر.
لكن الاسلام اتسم بالتوجيه الأخلاقي
وبكثرة التهذيب لأتباعه ، والحث على مكارم الأخلاق والكثير من الافعال الحميدة
التي لا يسع ذكرها هنا.
فلهذا يمكنك أن تقول ان النبيo ومن بعدهِ أئمة أهل البيت الاطهارD شجعوا الشعر مع التوجيه على الخلق الرفيع
والابتعاد عن الأمور وصغائرها وعن الرذائل.
وذلك بحسب مقتضيات الأحوال وطبيعة
الأحداث التي رافقت الدعوة الإسلامية متمثلة برسول اللهJ، فلا يمكنك النظر إلى الشعر بمعزل عن الظروف
الأخرى التي أحاطت بالدين الإسلامي آنذاك.
لقد فّند واطاحَ الإسلام اتهامات
الأعداء لرسوله الكريم o بأنه هو من كتب القران كما في قولهِ تعالى: (وما
علمناه الشعر وما ينبغي له ، إن هو إلا ذكر وقران مبين).
كما انه رد على موقف الشعراء المعادي كما في قوله
تعالى: (والشعراء يتبعهم الغاوون * الم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون
ما لا يفعلون إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد
ما ظلموا).
لأن المعروف من طبيعة الشعراء
المغالاة والعاطفية وأنهم يقولون ما لا يفعلون ، فهم بصراحة يتصفون بالغلو والمبالغة
ومجانبة الصواب في أغلب شعرهم، حتى وصل الحال كما ذكره اصحاب التاريخ والسير من (ان
أعذب الشعر أكذبه).
فآثر بعض الشعراء من خلال التزامهِ بالصمت
مثل لبيد والنابغة الجعدي، وبعضهم تلاحظ انه ضعف شعره ، والسبب لأنه ابتعد عن
الهجاء المقذع والفخر الفاحش والمديح الكاذب ، لان الإسلام أبطل الدوافع الجاهلية
التي تنشط الشعر ونهى عنها ولذا لا تسمع لهم في التأريخ أثر إلا ما ندر.
5 - موقف الشعر وعلاقته بالأخلاق
ذكرنا سابقاً كثرة الاعتراض على الشعر
لانه لا يضع موازين للاخلاق كما في الحديث النبوي الذي قد يفهم منه موقف نقدي قاس
إزاء الشعراء عامة والجاهلية خاصة فهو قوله o واصفاً امرأ القيس بأنه (صاحب لواء الشعراء
إلى النار.. أو إنه أشعر الشعراء وقائدهم إلى النار)[20].
وفي حديث أخر تجد تفصيل أكثر لحال الشاعر
امرئ القيس في الدنيا والآخرة وكما قيل: (ذلك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها، منسي
في الآخرة خامل فيها يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء إلى النار)[21].
وعندما تقف أمام الحديث وقفة تأمل
وتحليل لمفرداتهِ تلاحظ أن رسول اللهo عربي بذوقه البياني الرفيع، وبلاغته التي
جعلت من أقواله وأحاديثه أعلى نمط أدبي وقدسية عرفته اللغة العربية بعد القرآن
الكريم.
فكيف يحط من شأن ذوق البيان والبلاغة
الادبية التي يحملها شعر امرئ القيس إذ بحسب صحة الحديث نقده لامرئ القيس نابع من
المفهوم الإسلامي للشعر والشعراء.
ويكون حكم النبيJ منصب على الجوانب التي فيها وصف فاحش خاصة
في غزل الشاعر امرئ القيس التي تتنافى مع ما جاء من مبادئ الدعوة الإسلامية التي
تنادي بالعفة والخلق الكريم عموماً.
ولا يمكنك أن تعقل إنكار رسول اللهo لوجود الظاهرة الشعرية في المجتمع العربي عامةً
ولا أن يمنع العرب عموماً عن قول الشعر وهو الذي يقولJ: (لا تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحنين)[22].
هذا فضلاً عما عرفت سابقاً من أن
استعمال رسول اللهo للشعر كسلاح في المعارك ضد المشركين، لكي
تسجل فضيلة أخرى من فضائل الشعر جاء ذلك في قول النبيo حتى ولو لم يكن من فضائل
الشعر إلا هذهِ فانها من أعظم الجنود قد جندها رسول الله o على المشركين.
وذكروا ان الشاعر حسان بن ثابت بعد ان
شعر أخرج لسانه، فضرب به أرنبة أنفه، وقال: (والله يا رسول اللهo إنه ليخيل لي أني لو وضعته على حجر لفلقه،
أو على شعر لحلقه)[23].
وكما ذكرنا سابقاً ان قريش جندت
الشعراء للنيل من الإسلام[24] وأعدَّ رسول اللهo الصحابة حسان بن ثابت،
وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة للرد عليهم.
وقد قال رسول اللهo لحسان بن ثابت: (هيج الغطاريف على بني عبد
مناف) اهجهم (هاجمهم)[25] وإن قوله فيهم أشد عليهم من وقع
النَّبْل[26]. واخرى قال لهJ: والله لشعرك أشد عليهم من وقع السهام، في
غبش الظلام[27].
وكان الصحابة الشعراء حسان وكعب بن
مالك يعارضون شعراء المشركين بمثل قولهم في الوقائع والأيام والمآثر ويذكران
مثالبهم.
وكذلك تجد الصحابي عبد الله بن
رَوَاحة يعيرهم بالكفر وعبادة ما لا يسمع ولا ينفع، فقوله يومئذٍ أهون القول عليهم[28]. وفي نفس هذا المعنى ورد في شعر عبد
قيس بن خفاف البرجمي[29] فأنشد:
فأصبحت أعددت للنائبات * عرضًا بريئًا
وغضبًا صقيلا
ووقع لسـان كحد السـنان * ورمـحًا
طويلا القناة عـسولا
ولما كان لشعر المشركين واليهود يحدث
أثره الكبير في نفس رسول اللهo ونفوس المسلمين عامةً ويعمل على تعويق
الدعوة والتنفير منها.
كان لزاماً للشعراء من رسول اللهo أن يجندوا شعرهم في المعركة ضد المشركين،
وهذا التجنيد كما يراه ابن عبد ربه فضيلة تحتسب لصالح الشعر. فمن الأبيات الشعرية
التي أعجبت نبي اللهo قول عمرو بن الأهتم[30] (من الرجز) حينما انشد:
ذريني فإن البخل يا أم هيثم * لصالح
أخلاق الرجال سروق
ذريني فإني ذو فعال تهمني * نوائب
يغشى رزؤها وحـقوق
وليس منه[31] o بالأمر العجيب فقد ولد محمد بن عبداللهo في الجزيرة العربية، ونشأ وترعرع بين قوم
يعتبرون الشعر ديوان فضائلهم وسجل مفاخرهم ووسيلة تخليد مآثرهم وغيرها.
فحياتهم تجدها قوم يتعشقون الكلمة
الحلوة العذبة، ويطربون لسماع اللحن العذب، ويقيمون الأسواق والمواسم تحقيقاً
لمتعة سماع الشعر[32].
فالشعر يعتبر جزء من حياتهم ووجودهم،
ولا يمكن أن يهجروه في أي حال من الأحوال كما لا يوجد سبب مقنع من أن يدعو رسول
اللهo إلى مخالفة الطبيعة العربية والإنسانية البليغة
وهو مظهراً من مظاهر الإبداع الفكري الإنساني.
ونبي اللهJ الذي يعجب بالكلام الفصيح، ويهتز للشعر
الجميل الذي يرضي الله تعالى، كما ذكروا عنهJ في قصة أحد الوفود بأنه وصف شعر شاعر وكلام
بليغ من وفد تميم بقولهم من إن (من البيان لسحراً، وإن من الشعر لحكمة)[33].
وتلاحظ ان هناك أقوال أخرى قد تكون
أكثر وضوحاً لكونها تبين نظرة نبيناo إلى الشعر ومنها قولهم (إنما الشعر كلام ومن
الكلام طيب وخبيث)[34].
كذلك قولهم (إنما الشعر كلام مؤلف فما
وافق الحق فهو حسن، وما لم يوافق الحق فلا خير فيه)[35] وغيره كثير لا يسع المجال هنا لذكرهِ.
فتلاحظ الشعر المتمم لمكارم الأخلاق
من هذه الناحية الشعرية هو للحق وللخير، وطبعاً ما كان منافياً للحق بمفهومه العام
فلا خير فيه ابداً.
فإن الوقوف عند مهمة الشاعر، وجدوى القاء
الشعر في الحياة أمرين يشغلان بال الناقد والسامع والشاعر معاً، ورسول اللهo من خلال تعريفه للشعر قدم لنا البعض من جوانب
هذه الصورة لمهمة الشاعر التي لم يحددها في الدفاع عن الحق.
أو الدعوة فحسب بل جعل مهمة الشاعر
إنسانية شاملة كبيرة مؤثرة كما هو في القضية الحسينية لواقعة الطف يوم عاشوراء
حينما استشهد الامام الحسين بن علي بن ابي طالبD وعائلتهِ.
ومنها كشف جوانب الجمال والوجدان في
الحياة، وأن تحرك مشاعر الناس في النفوس، فيجعلها الشاعر تعيد النظر فيما كانت
تتصور، وأن يلفت انتباه السامع إلى أمور ما كان يلتفت إليها مثلاَ بيعة غدير خم
حينما ولى الرسولo زمام الامور بعده الى الامام علي بن ابي
طالبD.
فلولا الشعر لافتقدت الحياة إلى الكثير
من المعاني الفضيلة والجمال، ونقصد جمال المثل والأخلاق الشخصية مثل الكرم والعفة
والصدق وغيرها.
إن مهمة الشاعر تفوق مهمة الفارس في
بعض الأحيان إذا أحسن استعمال موهبته الشعرية فكان عنصر فعال فيما بين مجتمعه ينير
سبل الخير والمحبة والسلام ويحرك مشاعر العطف والحنان والعفو إذا اقتضى أي موقف وساطة
شاعر.
وأخيراً أدّى الشعراء وشعرهم دوراً
بارزاً في نشر رسالة الإسلام وقدم الشعراء مواهب وقدرات بيانية ولغوية بلاغية لرفع
الكلمة العليا. فالإسلام لم يهجّن الشعر كله بل إنما اتخذ موقف مناهض للشعر
والشعراء الذين يحملون في طيات شعرهم تلك المعاني التي لا تتفق مع جلالة الرسالة
ووقار الإسلام وكمال سموه.
[1] -
راجع : كتاب العقيدة الاسلامية على ضوء مدرسة أهل البيتD
تأليف آية الله الشيخ جعفر السبحانيK.
و: عقيقي بخشايشي 5: 82 ـ 83. و: محمد حسين فضل اللهH من
وحي القرآن1/27.
[2]- الدكتور حسين لفتة حافظ - موقف النبي الأكرم o من الشعر والشعراء: مجلة ينابيع، العدد62 .الجمعة - 13 / جمادي
الثاني / 1436هـ.
[3]- سورة الحاقة الاية 31.
[4]- تفسير مجمع البيان لامين الاسلام أبي على الفضل بن الحسن
الطبرسيu
طبعة المجمع العالمي لأهل البيتD.
ج7 ص324.
[5]- قضية الإسلام والشعر/ 7
.
[6]- الموشح / 85.
[7]- م.ن/85 وناقش د. سامي
مكي العاني هذا الرأي. راجع: الإسلام والشعر/24.
[8]- دراسات نقدية في الأدب
العربي /344-345 .
[9]- طبقات فحول الشعراء: 1/25 .
[11]- أخبار أبي تمام / 172 .
[12]- العقد : 6 / 118 .
[13]- سورة الشعراء الايات : 224-227.
[15]- تفسير مجمع البيان المؤلف : امين الاسلام أبي على الفضل بن
الحسن الطبرسيu ط:
المجمع العالمي لأهل البيتD.
ج7 ص324.
[16]- الإسلام والشعر د. سامي مكي العاني 45 .
[17]- سورة الاية 4.
[18]- راجع : اعجاز القران مصطفى صادق الرافعي.
[19]- راجع : دلائل الاعجاز عبدالقاهر.
[20]- الجامع الصغير للسيوطي :
122 .
[21]- فيض القدير الرقم 1624 .
[22]- إحياء علوم الدين :
2/136 .
[23]- العقد: 6 / 127 .
[24]- راجع: المفصل فى تاريخ
العرب قبل الإسلام للدكتور جواد علي الناشر: دار الساقي.
[25]- الإصابة 1 / 325 رقم
1704.
[26]- الاستيعاب 1/ 337 حاشية على الإصابة.
[27]- البيان والتبيين 1 /
273.
[28]- الاستيعاب 1 / 337 حاشية على الإصابة.
[29]- المفضليات 386.
[32]- الإسلام والشعر، يحيى الجبوري 46 .
[33]- غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب : 1 / 234 .
[34]- العمدة في محاسن الشعر وآدابه : 1 / 78 .