قصة حديث ( الغرانيق ) ومزمار
الشيطان والخلوة بالأجنبية
قصة حديث ( الغرانيق ) : ان الطريق إلى الوحدة بين
الشيعة والسنة متفقون في العقيدة ومختلفون في التاريخ والسياسة، وان الأزمة
الطائفية التي نشاهدها أحيانا هنا وهناك هي وليدة ومفتعلة من جهات لها اغراض
سياسية او غيرها.
وليست الخلافات فيما بين الطائفتين
بخلافات حيوية معاصرة، أو ذات مضمون اجتماعي راهن، بل هي خلافات (اسمية) وهمية،
تاريخية، قشرية، وليست جوهرية يشجع عليها المنافقين وذووا المصالح الدنيئة.
ان الطريق الى الوحدة الاسلامية ينطلق
من العقل والنفس. انها تبدأ من الزهد في الدنيا، والتواضع للآخرين، وعدم التكبر
عليهم والاستئثار بأموالهم وحقوقهم ومصالحهم الخاصة والعامة.
وتنتهي بأهم شيء هو الالتزام بالنظام
الذي يحترم التعددية ويقبل بالآخر المخالف لك، ويعترف بحق الاختلاف للآخرين،
ويحترم مشاعرهم.
ولقد أخطأ كثير من السلف السابقين
والمعاصرين حينما ذهبوا الى تكفير الفرق الأخرى أو تبديعها أو تضليلها، في أمور
خلافية جزئية بسيطة لا تصل الى درجة الكفر بالله تعالى.
وما زالوا يوجهون سهامهم للطعن في
الإسلام، من خلال استهداف طوائف وفرق المسلمين مستخدمين في ذلك أساليب مختلفة، وهم
من حيث يشعرون او لا يشعرون تجدهم تارة يوجهون سهامهم للتشكيك في القرآن، والسنة
وتارة يحاولون النيل من شخصية النبيJ وسيرته العطرة.
معتمدين على أحاديث ذكرها بعض
المحدثين والمفسرين وأصحاب السِيَر في كتبهم، أو مروياتٍ وأحاديث صحيحة في التشكيك
بالقرآن الكريم، والانتقاص من النبي محمدJ والتشكيك في عصمته ونبوته.
ومن ذلك قصة (الغرانيق) التي أثارها
بعض المستشرقين وألصقوها بهجرة المسلمين الأولى إلى الحبشة، وجعلوها سبباً لعودتهم
إلى مكة.
واما القصة ملخصاَ : [ أن النبي محمدJ كان بمكة، فقرأ سورة النجم حتى انتهى إلى
قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ
الْأُخْرَى)[1] فجرى على لسانه: (تلك الغرانيق -
الأصنام- العُلى، وإن شفاعتهن لترتجى).
فسمع ذلك مشركوا مكة، فَسُرُّوا بذلك،
فاشتَدَّ على رسول الله o فأنزل الله قوله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا
مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى
الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ
ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)[2]].
وهذه القصة لها صحة سند صحيح في صحاح
اهل السنة مع أنها ظاهرة واضحة البطلان لكل منصف وعاقل، ـ لما فيها من تشكيك واضح
في القرآن الكريم من جهة، ومن جهة اخرى قدح في نبوة وعصمة النبي محمدJ في أمور الوحي والتبليغ والاعتقاد.
وقدْ ردَّ علماء المسلمين ـ سلفاً
وخلفاً ـ على هذه الفرية والقصة الباطلة وما اشتملت عليه من افتراءات واضحة وجلية
بأدلة كثيرة، نذكر منها العصمة.
فحديث الغرانيق ينافي ما هو مقطوع به
من عصمة النبي محمدJ من الشرك والشك، والضلال والغفلة، ومن تسلط
الشيطان عليه، وكذلك عصمته من الخطأ والسهو.
وهذا ما تعارف إجماع الأمة قديماً وحديثاً
فنبينا محمدJ محفوظ بحفظ الله له، ومعصوم بعصمة الله
إياه، فالعصمة ضرورة من ضرورات صدق الرسالة، وقد تجلت رعايته تعالى وعصمته لرسوله
محمد بن عبداللهJ في عقله وقلبه من الكفر والشرك، والضلال
والشك، ومن تسلط الشيطان عليه وكل شيء, وصدق من قال بشعره:
لا
يَنطقُ الكَلِماتِ إلاَّ عن هُدًى * وَحيٌ هوَ المعصومُ مِن غَفَلاتِ
واما أدلة ايات القرآن الكريم على
بطلان حديث الغرانيق قال الله كما في قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا
ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا
وَحْيٌ يُوحَى)[3].
وقول الله تعالى بالاية الكريمة: (مَا
ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) هذا هو المُقْسَم عليه، وهي الشهادة لمحمد بن
عبداللهJ بأنه بار راشد تابع للحق، ليس بضال واما قول
الله تعالى بالاية الكريمة: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) ما يقول قولاً عن هوى
وغرض فهو كما قال الله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) إنما يقول ما أمر
به، يبلغه إلى الناس كامل وموفر من غير زيادة ولا نقصان.
فكيف تفهم هذهِ الكلمات والمعاني وهي
تنتظم معاني هذه الآيات مع ذكره وترديدهJ ما يلقيه إليه الشيطان على أنه آيات قرآنية
إلهية!.
ثم بهذا الحديث الباطل مصادمة لصريح
الكثير من آيات القرآن الكريم، التي تفيد حفظه وصيانته من التحريف والتبديل،
والزيادة والنقص، كما قال الله تعالى:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا
لَهُ لَحَافِظُونَ)[4] وقال الله تعالى: (وَإِنَّهُ
لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ
خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)[5] وقوله تعالى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ
الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[6].
وأما قوله تعالى: (وَإِنْ كَادُوا
لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا
غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ
كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا)[7].
ومما يؤيده قول القاضي عياض فقال:
(وهاتان الآيتان.. أنهم كادوا يفتنونه حتى يفتري!.. وهم يروون في أخبارهم... أنه
زاد على الركون، بل افترى بمدح آلهتهم).
وذكرها الشنقيطي قال: اعلم: أن مسألة
الغرانيق...
وقال البيهقي : هذه القصة .. وقال ابن
حزم: وأما الحديث الذى فيه: (وأنهن الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى ).
ويؤيده ما ذكرهُ الحافظ ابن كثير
فقال: (ذكر كثير من المفسرين قصة الغرانيق، وما كان من رجوع كثير من المهاجرة إلى
أرض الحبشة ظناً منهم أن مشركي قريش قد أسلموا)...
ومما يؤيده ايضاً مما كتبه الشيخ
الألباني فقال: (...وابن حجر المصري.. قواه).
ومما يؤيدهُ ما جاء به الشيخ أحمد
شاكر فقال: (... وقد أشار الحافظ في الفتح إلى أسانيدها، ... أن للقصة أصلاً لتعدد
طرقها).
ومما يؤيدهُ ما جاء به الشيخ الألباني
فقال: (قد يقال: .. ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر من تقويتها كما سبق الإشارة إليه
آنفا).
وهذا الحديث مروي من طرق صحيحة في
مصنف البخاري وغيره عن عدد من الصحابة مثل ابن عباس وابن مسعود وأبي هريرة وغيرهم:
(أن النبيJ سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون
والجن والإنس).
واقتصروا في روايتهم على جزء فيه ذكر
لقصة الغرانيق التي ذكرها الإمام البخارى فى صحيحه (الصحيح)!.
وأما سجود المشركين المذكور في هذه
الحديث الصحيح لامام البخاري وغيره فيه ما يدل على ثبوت هذه القصة على طرقهم
الروائية.
وتنزلاً : لو سلمنا بحديث الامام
البخاري فيمكن انهم فهموا من ذلك ما يشعر بمدح آلهتهم، لأنه يمكن أن يكون سجودهم
لأسباب عدة منها:
أن يكون لدهشة أصابتهم وخوف اعتراهم
عند سماعهم السورة خصوصاً وقد جاء في آخرها من الوعيد الشديد، وإهلاك الله تعالى
للأمم قبلهم كما في قوله تعالى: (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى * وَثَمُودَ
فَمَا أَبْقَى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ
وَأَطْغَى * وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى)[8].
فمثلهِ ما حصل لعتبة بن ربيعة حينما
قرأ عليه النبي محمدJ آيات من سورة فصلت كما في قوله تعالى:
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ
وَثَمُودَ)[9].
فأمسك عتبة بالفم الطاهر لرسول اللهJ وناشده بالرحم واعتذر لقومه، حينما ظنوا به
أنه صبأ، وقال: (كيف وقد علمتم أن محمداً إذا قال شيئا لم يكذب، فخفت أن ينزل بكم
العذاب).
ومن اغرب التبريرات ما قالوا لغرض دفع
مضمون هذا الحديث هو:
[ ان للقصة أصلاً فيمكن أن يقال: إن
الشيطان هو الذي زاد عما قاله النبيJ وذلك لأنه كان يقطع قرائته فيقف عند كل آية،
فيتبع الشيطان تلك السكتات بكلام يقلد فيه صوت النبيJ فيسمعه المشركون فيظنوا أنه من قراءة النبيJ فبعد وقفة النبي في قراءته:
(وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى)
قال: -الشيطان- تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترجى، فأما المشركون والذين في
قلوبهم مرض فنسبوها للنبيJ بجهلهم، حتى سجدوا معه اعتقاداً منهم أنه
أثنى على آلهتهم، وعلِمَ الذين أوتوا العلم أن القرآن حق من عند الله تعالى لا
يلتبس مع غيره].انتهى.
وقد استحسن ابن العربي هذا التأويل.
وخلاصة الكلام أن حديث الغرانيق باطل وهو مما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية
الصحيحة لدى كتب الشيعة.
وهو يخالف الحقائق والتواريخ والأحداث
ووقائع السيرة المشرفة للنبيJ، لأنها مذكورة في سياق من ساقها في آيات
سورة النجم، التي تتحدث عن المعراج في رحلة الإسراء والمعراج لرسول اللهJ.
ومستحيل شرعاً وعقلاً أن يلقي الشيطان
على لسان نبيهJ هذه الألفاظ الشركية الفاسدة، خصوصاً في مثل
هذا الأمر الخطير، الذي قال الله عنه كما في قوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ
الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[10].
قال عمر ما بلت قائما منذ
أسلمت : مع الاسف
والعتب كل العتب على من يرى ان كل ما جاء في كتب الصحاح فهو صحيح فلماذا تدَّعون
أن رسول الله o يبول واقفاً
في سباطة قوم لتجد من روى هذا الحديث العديد من الحفاظ منهم قال:
حدثنا سليمان بن حرب عن شعبة عن منصور
عن أبي وائل عن حذيفة قال: لقد رأيت رسول الله o أو قال لقد أتى النبي o سباطة قوم فبال قائما[11].
ولاحظ كذلك فقد اخرج نور الدين
الهيثمي في مجمع الزوائد : عن عمر قال: ( ما بلت قائما منذ أسلمت ) كما رواه
البزار ورجاله ثقات[12].
فهل عمر بن الخطاب أفضل من رسول الله o كما اخرج النسائي
في بسند صحيح في سننه حيث قال:
أخبرنا علي
بن حجر قال أنبأنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت من حدثكم: ( أن
رسول الله o بال قائما
فلا تصدقوه ما كان يبول إلا جالسا)
وقال الشيخ الألباني[13]:
صحيح.
ومثلهِ كذلك اخرج
النسائي بسند صحيح في سننه قال : حدثنا
علي بن حجر أخبرنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت:
من حدثكم أن النبي o كان يبول قائما فلا تصدقوه ما كان يبول إلا
قاعدا - قال - وفي الباب عن عمر وبريدة وعبد الرحمن بن حسنة - قال أبو عيسى - حديث
عائشة أحسن شيء في الباب وأصح.
وحديث عمر إنما روى من حديث عبد
الكريم بن أبي المخلوق عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال رآني النبيo - وأنا - أبول قائما فقال يا عمر لا تبل
قائما فما بلت قائما بعد - قال أبو عيسى - وإنما رفع هذا الحديث عبد الكريم بن أبي
المخارق وهو ضعيف عند أهل الحديث ضعفه أيوب السختيانى وتكلم فيه.
وروى عبيد الله عن نافع ابن عمر قال
قال عمر ما بلت قائما منذ أسلمت وهذا أصح من حديث عبد الكريم وحديث بريدة في هذا
غير محفوظ.
ومعنى النهي عن البول قائما على
التأديب لا على التحريم وقد روى عن عبد الله بن مسعود قال إن من الجفاء أن تبول
وأنت قائم. قال عنه الشيخ الألباني: صحيح[14].
لاحظ تركهم
الراوي لأنه يبول وهو واقف فقد ذكر العقيلي في الضعفاء قال : حدثنا أحمد ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا
جرير قال أتيت سماك بن حرب فرأيته
يبول قائما فرجعت ولم اسأله عن شيء قلت قد خرف[15].
فكيف تدعي
الروايات زورا وبهتانا أن رسول اللهo انه بال
واقفا في سباطة[16] قوم
وأين قاعدة صحة كل ماجاء في كتب الصحاح فهو صحيح.
أ :- مزمار الشيطان
كما تعرفون ان الغناء محرم في الإسلام
فهناك أحاديث كثيرة وردت تدل عليه فلقد اخرج العديد من الحفاظ ومنهم الهيثمي قال: وعن أنس بن
مالك قال:
قال رسول
اللهo صوتان
ملعونان في الدنيا والآخرة : (مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة). كما رواه البزار
ورجاله ثقات[17].
ومثلهِ كذلك اخرج الشيخ الألباني في
السلسلة الصحيحة قال: (صوتان ملعونان: صوت مزمار عند نعمة وصوت ويل عند مصيبة )[18]. ولكن لاحظ أنهم يخرجون بأصح كتبهم
مثل سنن البيهقي وصحيح البخاري حيث قال:
حدثنا أحمد
قال حدثنا ابن وهب قال أخبرنا عمرو أن محمد بن عبد الرحمن الأسدي حدثه عن عروة عن
عائشة قالت :
دخل عليّ
رسول اللهo وعندي
جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني
وقال مزمارة الشيطان عند النبي o فأقبل عليه
رسول الله فقال (دعهما).
فلما غفل
غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي o وإما قال
(تشتهين تنظرين).
فقلت نعم
فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول (دونكم يا بني أرفدة). حتى إذا مللت قال
(حسبك). قلت نعم قال: (فاذهبي)[19].
أننا نترك للقارئ المنصف فهل تقبل ذلك
على رسول الله o في اصح الكتب عند اهل السنة بعد كتاب الله.
ب :- كلب وتمثال
تفتري بعض
الروايات على رسول الله o وتقول بشكل
صريح وواضح ان في بيته كلب وصنم والعياذ بالله.
كما اخرج ذلك
العديد من الحفاظ منهم الإمام احمد في المسند وابن حبان في صحيحه قال : أخبرنا عبد
الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا النضر بن شميل حدثنا
يونس بن أبي إسحاق قال: سمعت مجاهدا يقول : حدثني أبو هريرة قال :
قال رسول
الله o : ( أتاني
جبريل فقال : إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أدخل البيت الذي كنت فيه إلا
أنه كان في البيت تمثال رجل وكان في البيت ستر فيه تماثيل وكان في البيت كلب فأمر
برأس التمثال أن يقطع وأمر بالستر الذي فيه التمثال أن يقطع رأس التمثال وجعل منه
وسادتان وأمر بالكلب فأخرج وكان الكلب جروا للحسن والحسين تحت نضد لهم قال: ثم
أتاني جبريل فما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)[20]. قال شعيب
الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم.
يامسلمين هل تقبلون هذا الكلام في
رسول الله o من ان يكون في بيته تمثال لرجل وكلب صغير
لولديه ؟
وكذلك مروي
في الاحاديث اتهام رسول الله o من انه يصف
نفسه بالشرك كما اخرج ذلك عدة من الحفاظ منهم الامام احمد في مسنده قال: حدثنا عبد
الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عيسى بن عاصم عن زر بن حبيش
عن عبد الله قال قال رسول الله o : (الطيرة
شرك وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل)[21].
تعليق شعيب
الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى بن عاصم فقد روى له
أصحاب السنن عدا النسائي.
ج :- الخلوة بالأجنبية
انت تعلم ان
الإسلام دين عظيم يحث عن الابتعاد عن الرذيلة ويحث على العفة ولكن تلاحظ في الكتب
ينقل ان الرسول o يختلي
بالأجنبية.
ثم يعللون
ومن ثم يأتون بتأويلات واهية وباطلة من غير دليل من اين أتيتم بهذه التأويلات
الفاسدة لتثبتوا الطعن برسول الله o فقط كما
اخرج عدة من الحفاظ منهم ابن حبان في صحيحه والبيهقي في سننه وقال الالباني في
مشكاة المصابيح متفق عليه ومسلم في صحيحه قال:
حدثنا يحيى
بن يحيى قال قرأت على مالك عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك: أن
رسول الله o كان يدخل
على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول
الله o يوما
فأطعمته.
ثم جلست تفلي
رأسه فنام رسول الله o ثم استيقظ
وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك ؟ يا رسول الله قال ( ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في
سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة ) (
يشك أيهما قال ) قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها.
ثم وضع رأسه
فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك ؟ يا رسول الله قال ( ناس من أمتي
عرضوا علي غزاة في سبيل الله ).
كما قال في
الأولى قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال ( أنت من الأولين ) فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية
فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت)[22].
فهل تقبلون
بهذا الطعن الصريح بسيد البشرية والداعي إلى العفة ونبذ الرذيلة أن يتصف بهذا
الاتصاف وهذا الجزاء منهم.