موقف رسول الله من غير المسلمينo
حينما نفتح كتاب ونقرأ تأريخ الاسلام
تجد مواقف صعب أن تخرج منها وذلك لوجود أحاديث تربطك بها ولكن الدكتور مصطفى بن
حمزة[1] له
رأي ملفت للنظر بقوله:
نحاول استجلاء الموقف الحقيقي للرسولo من غير المسلمين، فإن المنهج يقتضي الإحالة
على الواقع العملي، وعلى الممارسة الدائمة للعلاقة النبوية بغير المسلمين، لأن
الفعل يظل أقوى فى العبير عن الموقف النبوى مما يمكن أن تفيده أحاديث قد يساق
بعضها مساق المجاز، وقد تكون من قضايا الأعيان وقد يعقبها النسخ.
وتأسيساً على هذا الكلام فمن الأولى
التركيز على استعراض بعض المواقف والتصرفات النبوية الكفيلة بإبراز التوجه النبوي
في الموضوع.
إن نجاح محمد بن عبداللهo فى عقد علاقات محترمة مع غير المسلمين ناشئ
بلا شك عما وجدوه منه من تعامل كريم وإنصاف لهم، فكان لأسلوب الحوار بالقرآن وسنة
ال البيتD أثره في تقريب غير المسلمين واستدعائهم إلى
رحاب الإسلام.
ناقشت ايات القرآن غير المسلمين وسائلتهم
عن الكثير من عقائدهم، وكشف لهم جانب الضعف فيها، كما تحدث القران عن المتبقي
السليم من دينهم، وكل ذلك ساعد كثيراً على تصليح الهوة فيما بينهم وبين الإسلام،
وجعلهم الأقرب إليه ممن لا كتاب لهم.
كما تروي كتب الصحاح والسير أن المسلمين
لما هاجروا إلى الحبشة بعث مشركي قريش فى طلبهم رجلين حاولا استمالة النجاشي
وإقناعه بإخراجهم، وقد ركزا على الجانب العقدي، فقالا للنجاشي:
إن القرآن يقول في مريمB ودفاعه عن طهارتها قال معلقاً: إن هذا والذى
جاء به عيسىA ليخرج من مشكاة واحدة ثم قالا له:
إن هؤلاء يقولون فى عيسىA قولاً عظيماً، فلما سألهم النجاشى عن قولهم
فى عيسىA قالوا نقول فيه عبدالله ورسوله وروحه وكلمته
ألقاها إلى مريمB.
فقال النجاشي والله ماعدا عيسى بن
مريمD ما قلت هذا العود. وقرر النجاشي بعد هذهِ
الحادثة عدم تسليم المسلمين المهاجرين إلى قريش ثم اختار الإسلام لنفسهِ بعد ذلك.
وهذا التصور هو أبعد ما يكون من أن
يقال عنه إنه كان واقع تحت ضغط أو إكراه كما يرغب البعض تفسير كل انتماء للإسلام
ودخوله فيه.
ترى فى العديد من المرات يستدل بعض
الناس بقول النبيo
وهو: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن
محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويوتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم
وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله).
ألـف : اشكالات الدرع
المرهون
هناك حديث مشهور وهو رهن درع النبيJ عند اليهودي وهذا الحديث صحيح الإسناد كما
في صحاح اهل السنة، لكن إدراك معناه يقتضي منك طرح تساؤلات لا شك أنها ستلقي اشكالات
على مضمونه ومنها:
أ - لقد ثبت بالصحاح أن النبي o توفي ودرعه مرهونة عند يهودي والسؤال الذي
يتعين طرحه هو كيف استمر هذا اليهودي على قيد الحياة حتى أدرك النبيo.
لاحظ ان من يشتري من اليهودي طعام بدين (قرض) ويرهن
درعه عند اليهودي إذاً فكيف كان شأن النبيo أن يقاتل كل من لم يصبح مسلم؟.
ألا تستفاد من رهن الدرع عند اليهودي من
أن فيه معنى آخر وهو معنى الأمان وعدم الاستعداد والتهيؤ للحروب. ما دام المحارب
لا يرهن سلاحه، لأن السلاح هو عنوان قتالية المقاتل.
ب - إن صح أن النبي محمدo لا يتعامل مع غير المسلمين إلا من موقع
القتال فكيف ينسجم هذا الفعل مع وصيته باليهود والنصارى، ودعوته إلى حقن دماء
الرهبان والعّباد والمنقطعين في الصوامع في حالات المواجهة المسلحة.
مع أنه الأصل في بقاء أي دين مخالف
بما يقدمونه من توصيات بالاستمرار عليه. فلو تعلق الأمر باستئصال ذلك الدين
المخالف لكان رجال الدين أولى بأن تتجه إليهم المقاتلة للقضاء عليهم.
ج - كيف يتفق موقف القتال المطلق
للمخالفين للاسلام مع ما ثبت من أن النبي محمدo عامل يهود خبير على رعاية
النخيل وأصلاحها، وبعث معاذاً إلى اليمن وأمره أن يأخذ من غير المسلم ديناراً أو
مقابله من ثياب.
د - إن كان النبي محمدo لا يتعامل مع غير المسلمين إلا بأسلوب
القتال والقتل فكيف يؤسس أحكام المعاهدات والذمة وغيرها، وأحكام الإبقاء على
الكنائس وعدم مضايقة أهلها وحمايتهم.
هـ - إذا كان الإسلام يقاتل ويقتل غير
المسلمين فكيف يسمح بالزواج بالكتابيات بغض النظر عن الاجتهاد. ومن أين تأتي
الكتابيات في المجتمع المسلم لكي يتزوج بهن المسلمين.
وإذا كان النبي محمدo قد أمر من بعد حياتهِ بمقاتلة كل من لم يكن
مسلم فكيف يوصي بالأقباط خيراً. بل كيف أستمر الوجود الفعلي لليهود والنصارى فى
بلاد الإسلام والمسلمين بكثافة قوية
وواضحة جداً.
فكيف استمرت معابدهم وكنائسهم القديمة
ماثلة وإلى اليوم حتى بلغت أحد عشر ألف كنيسة في زمن الحاكم العباسي (المأمون) كما
أكد ذلك (وول ديورانت) وغيرهم.
وكيف تمكن غير المسلمين وعبر تاريخ
الإسلام من اعمار وبناء كنائس جديدة ولربما زادت عن حاجتهم وعن نسبة وجودهم في
الأماكن التي بنائها من ديار المسلمين.
والكثير من هذه أسئلة يمكن طرح أخرى
مثلها، بلا شك أن الإجابة عنها تؤدي الى أن التعامل مع غير المسلمين كان تعامل
متنوع لا يتأسس على الرغبة في استئصال الاخر المخالف.
إن الفهم الصحيح للحديث هو قصد النبي محمدo ان يحدد الغاية من القتال
حينما يقع ومن خلال هذا الحديث الذي كفر جميع الناس وادخلهم تحت منصة الاعدام
وابسط نموذج واقعي له ما يحدث اليوم من قتل وتهجير وسفك دماء وتهجير بأسم الاسلام فمن
خلال هذا الحديث وغيره من الاحاديث يتبناها احد العلماء فتصبح حجة عنده لكي يفتي
بقتل الناس.
ويجب الاعتراف من أنه ليس كل حديث
وارد بالصحاح هو صحيح فيجب عرضه على القواعد والاصول والصحاح وليست كما اتخذ
الصحاح كعقيدة منزلتها منزلة القران من الصحة.
وبهذا الحديث يريد استبعاد أن يكون
القصد منه الاستيلاء على خيرات الآخرين أو إبادتهم للحلول مكانهم أو لإنهاء دورهم
الحضاري، وهي مقاصد التى طالما تحذر منها الغزاة الذين لم يحملوا إلى الآخرين
رسالة أو مسألة، بل سعوا إلى إزاحتهم عن بلادهم والاستيلاء على خيرات بلادهم.
فالموقف الحقيقي والنهائي لرسول الله محمد
بن عبداللهo من غير المسلمين لا يمكنٍ استمداده
واستخلاصه من جملة من النصوص المتعلقة بالموضوع من صحاح اهل السنة فقط دون باقي
المسلمين.
وعلى طريقة المقابلة والترجيح بينها،
فيجب استخلاصه من الواقع العملي ومن المواقف المتعددة التى ترشد إلى الإطار العام
لغرض التعامل مع غير المسلمين.
وهذهِ الأسئلة التي طرحت من قبل الغرض
منها اثارة الانتباه إلى وجوب التأمل والتريث والتحقق من كل المعطيات النصية والفعلية
التي كانت تتظافر في إفادة موقف نهائي للمسلمين اتجاه المخالف لهم.
وحينما نرجع للنصوص مثل قول ابن عباس
الذي رواه البخاري وفيه يقول : كان المشركون على منزلتين من النبي o ومن المؤمنين، كانوا مشركي أهل حرب يقاتلهم
ويقاتلونه، ومشركي أهل عهد لا يقاتلهم ولا يقاتلونه.
بـاء : أصناف غير المحاربين
وغير المحاربين من غير المسلمين تجدهم
أصناف بحسب المواقف التي يتخذونها والأوضاع التي يكونون عليها في علاقاتهم مع
المسلمين، ويمكن حصرها في ثلاثة أنواع وهي:
أهل الذمة : وهم الذين يسكنون مع المسلمين بشكل
دائم، ويوفر لهم المسلمين حقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية، ويدافعون عنهم ضد
أعدائهم وهذا بموجب انتمائهم للمجتمع الإسلامي.
أهل هدنة : وهم الذين تصالحوا مع المسلمين على
أن يكونوا في ديارهم آمنين وتجمتع بينهم وبين المسلمين مقتضيات المعاهدة التي
بينهم وما تتضمنه من تعاون وتبادل للمصالح والزيارات وغيرها، ولا يشترط أن يكون من
مقتضى المعاهدة بأستمرار دفع مقابل مالي.
وساعد هذا الوضع على انتقال معارف
العلوم فيما بين المسلمين وغيرهم، ومن آثاره جلب الكثير من كتب العلوم الطبيعة ثل الطب
والحساب والفلك والكمياء وغيرها وكذلك الكثير من كتب المنطق والفلسفة وغيرها.
واصبح التراجمة من غير المسلمين جسور لغرض نقل المعرفة.
و( المستأمنون ) : من غير المسلمين وهم
من الوافدين إلى بلاد الإسلام من غير أن يستوطنوها، ومن هؤلاء السفراء وحملة
الخطاب الرسمي والتجار والمستجيرون، (اللاجئين الفارين من حرب أو ظلم)، ومنهم
طالبو الحاجات، وكما يدخل بضمنهم طلاب العلم والسائحين.
وهذا التقسيم المتنوع لغير المسلمين هم
ممن لا يشتبكون مع المسلمين بحرب فهذا هو الذي عرفته أمة الإسلام والتزمت به
وبأحكامه وصممت على ضوئه علاقاتها، فله الأثر الكبير على استمرار وجود غير المسلمين
في البلاد التى حكمها المسلمين.
وكما له الأثر العمران والاجتماع
المتمثل من خلال وجود كنائس وبيع ودور نار ومقابر لغير المسلمين، كما كان له الأثر
التجاري والاقتصادي المتمثل من خلال وجود صناعات.
فكانت موجودة كما ينقلها التاريخ
والحوادث والسير وغيرها من تجارات لا يتعاطاها المسلمين مثل تربية الخنازير وبيع
الخمور والصلبان والأجراس والألبسة الكنيسة ولوازم الدفن والأطعمة المرتبطة ببعض
الأعياد والمناسبات الدينية لغير المسلمين.
والخطأ حالياً يعود الى تصعيد الوقوع
في شراك مشاريع عملاقة مثل الإسلاموفوبيا الذي تقوم اساس فكرته الجوهرية على تخويف
الناس من الإسلام ومنعهم من الانفتاح عليه، أو التعرف على حقائقه، مما يمكن أن
يشكل مناخ صالح لغرض التفاهم والتقارب.
ومما يؤيد هذه الافكار لكي يزيدها
صلابة حتى في أفكار المسلمين أنفسهم كما نقلت الصحاح من كلمات الخليفة الثاني
بالاحاديث ( أقتله - دعني أقطع رقبته – وغيرها).
وابسط ما تجده بتأريخ المسلمين مثلاً تصرف
خالد بن الوليد مع مالك بن النويرةE من اليمن حينما قتله خالد ودخل بزوجته بنفس
الليلة وهو يعتبر وزير الدفاع للخلافة.
والى اليوم هذه الافكار التكفيرية
الراسخة في ذهن المسلم من قتل الاخر وتفجير نفسه (انتحاري) وغيرها حتى قيل ان (
السني أذا اصبح متدين بدأ بكتفير الناس) و (الشيعي اذا اصبح متدين كف الناس شرهُ).
ولكن الواقع أن رسول اللهo رسم للمسلمين طرقاً عديدة لغرض التعامل مع
غيرهم وهي الأساليب التى تمثلها المسلمين عبر التاريخ.
فلقد كان للنبي محمد o تصرفات متنوعة مع غير المسلمين تبعاً لما
تقتضيه المصلحة الفعلية، فقد كان من مواقفه في بعضها الصبر عليهم وتحمل أذاهم. ومن
مواقفهo التحالف معهم، وكما قال o (أيما حلف كان في الجاهلية
لم يزده الإسلام إلا شدة وقوة).
وكان من تصرفاتهo معاهدتهم والاتفاق معهم على الدفاع المشترك
كما فعل مع يهود يثرب وما حولها بعد دخوله المدينة المنورة، وكما فعل في صلح
الحديبية بالرغم من اعتراض بعص الصحابة ولكن أصرّ النبي محمدo على الصلح.
وكذلك من تصرفات نبي الرحمةo التعاون معهم، وطلب العون والامداد منهم،
كما فعل مع نصارى الحبشة حينما طلبوا منهم ذلك فنصرهم.
وبعد طرح هذهِ التساؤلات والإيضاحات
عن دلالة الحديث المرتكز عليه فى تقديم الإسلام بصورة (القاتل) المتحفز إلى قتل كل
الناس مثل دولة بني أمية كما هي مذكورة بالتأريخ.
فيتعين الخروج من التنظير الصاعد الى التمثيل
بالواقع من خلال إيراد نماذج من تصرفات نبوية سلمية تحققت فعلاً وتجسد فيها موقفه الشريفo من غير المسلمين.
كما ذكر السرخسي في شرح كتاب السير
الكبير لمحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أن النبي محمدo بعث إلى أهل مكة خمس دينار حينما أصابهم
القحط.
وأمر بدفع ذلك على فقراء أهل مكة،
منهم قبل العطاء من الرسولJ ومنهم رفض أمثال أبو سفيان
وأبي صفوان وقال ما يريد محمدo بهذا إلا أن يخدع شبابنا. وجاء في كتب السير
لما بلغه ما فعله خالد بن الوليد ببني جذيمة رفع يده وقال النبيo:
( اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد
ثلاث مرات، ثم دعا عليا o فقال يا علي أخرج إلى هؤلاء القوم فانظر في
أمرهم).
فخرج الامام علي A حتى جاءهم ومعه مال بعثه رسول الله o فودى لهم الدماء وما أصيب لهم من الأموال،
حتى إنه ليدي لهم ميلغة الكلب، حتى غذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلا وداه بقيت
معه بقية من مال.
فقال لهم: إني أعطيكم هذه البقية من
المال احتياطاً لرسول الله o بما يعلم ولا تعلمون. ورجع بعد ان ارضى جميع
الاطراف.
ولكن مع الاسف النتيجة تبلورت مدرسة
اهل السنة وإتضحت معالمها اليوم فقد كان أبو حنيفة النعمان، الفقيه المعروف، إعتمد
في اصول مدرسته الفقهية على (الرأي والقياس).
فسُميَ أتباعه بأهل الرأي، وحينما
أمره الحاكم المنصور العباسي بتسلّم منصب قاضي القضاة، رفض تنفيذ ذلك الامر
لإيمانه وعلمهِ بظلم خلفاء بني العباس، فأمر به المنصور في السجن حتى مات فيه.
وفي العهد العباسي نشأة المذاهب
الاربعة المعروفة، ومن ثم مذاهب ومدارس سُنّية كثيرة، وحينها موجود المئات من
المجتهدين الذين لم يكونوا أصحاب مذاهب، إذ ليس لديهم أتباع سوى قلة قليلة في بعض
الأحيان.
وفي هذا العهد بالذات، تبلورت ونضجت واستوعبت
كل المذاهب الفقهية المنضوية تحت ظل الحكّام من بني العباس وأتباعهم.
فنشأ مذهب «أهل السُنّة والجماعة» في
العهدين الأموي والعباسي، بالرغم من ان جذوره بدأت منذ سقيفة بني ساعدة حيث تم
تجريد اهل البيتA من حقهم في الخلافة وقيادة الأمّة سياسياً
ودينياً.
فعاشت الأمّة المسلمة وترعرعت حتى
أواسط القرن الثاني الهجري، تحت ظل حكّام مارسوا شتى الوسائل والاساليب لاخفاء
الحقيقة الكبرى المتمثلة في أحقية أهل البيتD للخلافة والامامة بعد رسول اللهo.
إذ سعوا لمنع تداول الأحاديث النبوية على ألسنة
المسلمين، وعدم تدوينها بحجة الخوف من اختلاطها بالقرآن ولم تُدوّن بالتفصيل، إلا
في أوائل العهد العباسي.
ولكن بعد ماذا : بعد ان اختلطت بها
أضعافها من الأحاديث التي وُضعت في العهد الاموي والعباسي بهدف التغطية على أحاديث
النبيo بوجوب اتّباع أهل بيتهD كحَمَلة لعلمه وفقهه.
والتفرد في قيادة الأمّة من بعده دون
غيرهم من الصحابة والمسلمين فتحصل من هذا كله (حقائق) كان مبعثها الاوهام
والاحاديث الموضوعة في الصحاح وغيرها.
جـيم : حقائق ثابتة
أنتبه أغلب المسلمين في القرن الثاني
من الهجرة، لكي يجدو أمامهم ركام وكم هائل من الاحاديث التي وضعت في العهد الاموي،
لكي يؤمنوا بها كحقائق ثابتة لا تقبل النقاش فمنها:
1 – من الحقائق الثابتة ان رسول اللهo لم يخلف أي أحد بل انما مات وترك الأمّة
تائهة بدون أي شيء وهي التي تختار الخليفة الأصلح لها.
2 - من الحقائق الثابتة ان الصحابة كلهم
عدولٌ ولا يحق لأي احد المساس بهم، أو نقدهم والاعتراض على تصرفاتهم او الطعن
فيهم، أو لعنهم وسبّهم، لأن فعل ذلك يؤدي إلى سب رسولهo ومن سبه فقد سب الله تعالى.
3 - من الحقائق الثابتة ان الصحابة
بما انهم جميعاً عدول، فهم لا يكذّبون على رسول اللهo، لأنهم حملة السُنّة النبوية، وهم الذين
نقلوا لنا هذه السُنّة التي في الصحاح بامانة.
4 - من الحقائق الثابتة ينبغي
الاقتداء بالصحابة، وأخذ أقوالهم وفتاواهم وآرائهم وأفعالهم، على الصحة، لأنهم
أفضل الخلق بعد رسول اللهo.
5 - من الحقائق الثابتة ان الأمّة انتخبت
الخلفاء الراشدين بعد رسول اللهo، وسُنّة الخلفاء الراشدين ينبغي الأخذ بها
والعض عليها بالنواجذ مهما كلف الامر والمخالف لها مرتد او كافر.
6 - من الحقائق الثابتة الاختلافات
الفقهية والمذهبية فيما بين المسلمين، أمر طبيعي يؤكد الثراء الفقهي، والتنوّع
المذهبي الذي هو ضروري للأمّة.
7 - من الحقائق الثابتة المسلمين الشيعة
في نظر عموم أهل السُنّة والجماعة، هم شواذ وقلة لا يُعْتدّ بهم، فهم ابتدعوا مذهب
خاص بهم، يغاير ما اتفق عليه جمهور المسلمين وتبنّوه في القرن الثاني الهجري وما
بعده، ومن خلال اعتقادهم بالأئمة الاثني عشر، لا يعود إليهم الجمهور في العقائد
والاحكام الشرعية، ولا يثق بهم السلف الصالح.
فهذه الثوابت عند الجمهور المسلم، هي
واقع فعلي وحقائق وقناعات ثابتة عندهم منذ القرون الاولى للاسلام، وليس عندهم أي
إستعداد لغرض التراجع عنها أو نقدها والنقاش حولها.
لأنها عندهم حقائق سلَّموا لها امورهم،
وراسخة ومتجذِّرة في نفوسهم وخصوصاً أهل السُنّة والجماعة فلا يحق لأي احد المساس
بها، أو التشكيك فيها والخوض بها.
ولكنك لو ألتفت لهذه التحذيرات،
وتحركها في كل المجريات التأريخية، فستتوصل إلى حقيقة تجعلك تفيق من سبات عميق
لسنين.فراجع.
[1] - الدكتور مصطفى بن حمزة موقف الرسول o من غير المسلمين رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة وعضو المجلس
العلمي الأعلى.