الثلاثاء، 11 أبريل 2017

ق2 الشفاعة واسباب تعدد زوجات النبي ص


الشفاعة واسباب تعدد زوجات النبي ص قسم2
( ب ) : - الدعاء للاعطائه الشفاعة : ورد انه روي في كتاب الكافي[1] عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن رجل ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله A قال : تقول :
أشهد أن لا الَه إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله.
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك.
اللهم صل على محمد وآل محمد.
وتقبل شفاعته ، وبيض وجهه ، وأكثر تبعه.
وكذلك روي في الصحيفة السجادية[2] اللهم اجعل محمداً أول شافع وأول مشفع ، وأول قائل ، وأنجح سائل. اللهم صل على محمد وآل محمد سيد المرسلين وامام المتقين وأفضل العالمين وخير الناطقين ، وقائد الغر المحجلين ، ورسول رب العالمين. اللهم أحسن عنا جزاءه ، وعظم حباءه وأكرم مثواه وتقبل شفاعته في أمته وفي من سواهم من الأمم ، واجعلنا ممن تشفعه فيه ، واجعلنا برحمتك ممن يرد حوضه يوم القيامة.
ومثلهِ روي في تهذيب الأحكام[3] قال : وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ، ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة ، والمكان المحمود والمقام المعلوم عند الله عز وجل ، والجاه العظيم ، والشأن الكبير والشفاعة المقبولة.
ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا.
يا ولي الله إن بيني وبين الله عز وجل ذنوباً لا يأتي عليها إلا رضاكم ، فبحق من ائتمنكم على سره ، واسترعاكم أمر خلقه ، وقرن طاعتكم بطاعته، لما استوهبتم ذنوبي ، وكنتم شفعائي ، فإني لكم مطيع.
من أطاعكم فقد أطاع الله ، ومن عصاكم فقد عصى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله.
اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب اليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي ، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك ، أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم ، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنك أرحم الراحمين.
واما طلب الشفاعة لوالديه وأقاربه فذكر الصحيفة السجادية[4] قال : اللهم رب هذه الأمكنة الشريفة ، ورب كل حرم ومشعر عظمت قدره وشرفته.
اغفر لي ولوالدي ولمن ولدني من المسلمين ، وارحمهما كما ربياني صغيرا ، واجزهما عني خير الجزاء ، وعرفهما بدعائي لهما ما يقر أعينهما ، فإنهما قد سبقاني الى الغاية.
وخلفتني بعدهما ، فشفعني في نفسي وفيهما ، وفي جميع أسلافي من المؤمنين والمؤمنات ، في هذا اليوم يا أرحم الراحمين.
فمن الثابت في سير المؤمنين بجميع الأديان ، من زمن أبينا آدمA الى ظهور الإسلام ، هو احترام قبور أنبيائهم وأوصيائهم وأوليائهم ، وتشييدها وزيارتها والاعتناء بها.
بل صار باعتباره سيرة عقلائية لدى كل الأمم والشعوب ، فتراهم يحترمون قبور موتاهم ، وبالاخص المهمين عندهم والعزيزين في قلوبهم.
وهي من عادات العرب كذلك فكانت الاستجارة بالقبر العزيز على القبيلة او العشيرة هو الوسيلة المهمة للعفو لمن استجار به أو تحقيق طلبه.
ولكنه في خلال أيام وفاة النبي o والاختلاف الذي هيمن وظهر بين صحابته وأهل بيته D على خلافته ، ادعى بعض الصحابة أنه o أوصى أن لا يبنى على قبره ، ولا يصلى عند قبره ، ولا يجتمع المسلمون عند قبره وغيرها من الالام مما يندى لها الجبين.
وقد اهتمت واعتنت دولة الخلافة القرشية بترويج هذه الأحاديث ، وتشددت في تنفيذها.
ونحن وباقي المسلمين نعتقد أنها أحاديث غير صحيحة ، والدافع لوضعها هو خوف أهل الخلافة الجديدة من أستجارة المعارضة وخاصة أهل بيت النبيo بقبره الشريف ويعلنوا مرابطتهم عند القبر، مما يؤدي الى مطالبتهم بإرجاع الخلافة لهم؟.
والغرض منه نلفت أنما تأكيد الأئمة من أهل البيت Dعلى زيارة قبر النبي o وقبورهم الشريفة هو الاستمرار لسنتهِ تعالى في الأنبياء والأوصياءD السابقين ، كما كان رداً لمقولة السلطة التي عملت لتكريسها من أنها جزءٌ من الدين؟.
ونأتي بعدة نماذج من الأحاديث الشريفة ، اقتصرنا منها على ما تضمن شمول شفاعة الرسولo وأهل بيته الطاهرينD لمن زار قبورهم الطاهرة.
فقد جاء في علل الشرائع[5] حدثنا أبي قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن ابراهيم بن أبي حجر الأسلمي ، عن أبي عبدالله A قال قال رسول الله o:
من أتى مكة حاجاً ولم يزرني الى المدينة جفاني ، ومن جفاني جفوته يوم القيامة، ومن جاءني زائراً وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة.
وقيل : العلة في زيارة النبي o أن من حج ولم يزرهo فقد جفاه ، وزيارة الأئمةD تجري مجرى زيارته ، بما قد روي عن الامام الصادقA.
وكذلك في كتاب الكافي[6] عن أبو علي الأشعري ، عن عبد الله بن موسى ، عن الحسن بن علي الوشاء قال : سمعت الرضا A يقول :
إن لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته ، وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء : زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه ، كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة[7].
وشفاعتهُ J تجري مجرى اهل بيتهِ في الامام علي والأئمة من ذريتهD كما جاء في كنز العمال : 13 / 156 :
عن عليA قال : قال رسول الله J: إن أول خلق الله يكسى يوم القيامة أبي ابراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقام عن يمين العرش ، ثم أدعى فأكسى ثوبين أخضرين ثم أقام عن يسار العرش ، ثم تدعى أنت يا علي فتكسى ثوبين أخضرين ثم تقام عن يميني ، أفما ترضى أن تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وأن تشفع إذا شفعت.
وقد ذكر هذا الحديث الدارقطني في العلل ، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال : تفرد به ميسرة بن حبيب النهدي والحكم بن ظهير عنه، والحكم كذاب.
قلت : الحكم روى له الترمذي ، وقال فيه البخاري : منكر الحديث ، وروى عنه القدماء سفيان الثوري ومالك ، وك فصحح له ، وقد تابع ميسرة عن المنهال عمران بن ميثم ، وهو الحديث الذي قبله. انتهى.
وانتبه هنا أن المتقي الهندي رد على ابن الجوزي ! ووثق الراويين اللذين تعلل بهما ابن الجوزي لغرض تضعيف الحديث ، ثم ذكر له متابعا وبذلك يقول لابن الجوزي :
إذا أصريت على تضعيفه فهو حسن أو صحيح بمتابعه؟. وقصد بالحديث الذي قبله المرقم 36481 وهو من مسند علي قال :
قال لي رسول الله J : ألا ترضى يا علي إذا جمع الله الناس في صعيد واحد حفاة عراة مشاة قد قطع أعناقهم العطش ، فكان أول من يدعى ابراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقوم عن يمين العرش ، ثم يفجر لي مثعب من الجنة الى حوضي ، وحوضي أعرض مما بين بصرى وصنعاء فيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة ، فأشرب وأتوضأ وأكسى ثوبين أبيضين ، ثم أقوم عن يمين العرش ، ثم تدعى فتشرب وتتوضأ وتكسى ثوبين أبيضين ، فتقوم معي ، ولا أدعى لخير إلا دعيت اليه ؟ قلت : بلى.
( ابن شاهين في السنة ، طس وأبو نعيم في فضائل الصحابة ، أبو الحسن الميثمي : هذا حديث لا يصح وآفته عمران بن ميثم ، وقال عق : عمران بن ميثم من كبار الرافضة يروي أحاديث سوء كذب ) انتهى.
ودلالة جعل المتقي الهندي لهذا الحديث متابع ومؤيد للحديث السابق ، دال على أنه لم يتأثر بما قالوه عن عمران بن ميثم ، أو أن (المؤيد عنده) يتسع لكي يشمل محتمل الصحة بمطلق الاحتمال.
واما في شرح الأخبار : 2 / 201 ، من حديث عن ابن عباس مع الشامي الناصبي :
فقال لها رسول الله J: يا أم سلمة : اسمعي واحفظي واشهدي ، هذا أخي في الدنيا ، وقريني في الآخرة.
يا أم سلمة : اسمعي واحفظي واشهدي ، هذا علي عيبة علمي ، والباب الذي أوتى من قبله ، والوصي على الأحياء من أهل بيتي ، وهو معي في السنام الأعلى ، صاحب لوائي ، والذائد عن حوضي ، وصاحب شفاعتي.
يا أم سلمة : إسمعي واحفظي واشهدي ، إن الله عز وجل دافع إليّ يوم القيامة لواءين : لواء الحمد ولواء الشفاعة ، ولواء الشفاعة بيدي ، ولواء الحمد بيد علي ، وهو واقفٌ على حوضي ، لا يسقى من حوضي من شتمه أو شتم أهل بيته ، ولا من قتله ولا من قتل أهل بيته.
فقال له الشامي : حسبك يابن عباس رحمك الله ، فرجت عني كربتي وأحييتني وأحييت معي خلقاً ، فأحياك الله الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة. أشهد الله وأشهدك ومن حضر أن علياً مولاي ومولى كل مسلم.
ثم انصرف الى الشام فأعلم الذين أرسلوه بما كان من ابن عباس ، فرجع معه خلق من أهل الشام عن سب عليA.
واما في تفسير فرات الكوفيH 116 : عن جعفر بن محمد ، عن أبيهD قال : قال رسول اللهJ :
يا علي : إن فيك مثل من عيسى بن مريم قال الله تعالى : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا.
يا علي : إنه لا يموت رجل يفتري على عيسى حتى يؤمن به قبل موته ، ويقول فيه الحق حيث لا ينفعه ذلك شيئاً ، وإنك على مثله لايموت عدوك حتى يراك عند الموت فتكون عليه غيظاً وحزناً حتى يقر بالحق من أمرك ، ويقول فيك الحق ويقر بولايتك حيث لا ينفعه ذلك شيئاً ، وأما وليك فإنه يراك عند الموت ، فتكون له شفيعاً ومبشراً وقرة عين.
ومثلهِ في بشارة المصطفى125  قال: أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه في خانقانه بالري ، في شهر ربيع الأول سنة عشرة وخمسمائة ، وأخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد وأبو عبد الله محمد بن شهريار الخازن ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد الطوسيH قال:
حدثنا الشيخ المفيدH محمد بن محمد ، قال حدثني أبوبكر محمد بن عمر الجعابي، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال حدثنا أبو حاتم ، قال حدثنا محمد بن الفرات ، قال حدثنا حنان بن سدير ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرD قال : ما ثبت الله تعالى حب عليA في قلب أحد فزلت له قدم إلا ثبت الله له قدما أخرى.
أخبرنا والدي أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه H وعمار بن ياسر وولده أبو القاسم سعد بن عمارF جميعاً عن ابراهيم بن نصر الجرجاني ، عن السيد الزاهد محمد بن حمزة الحسيني F عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن بابويه w قال حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة ، قال:
حدثنا اسماعيل بن رزين بن أخي دعبل الخزاعي ، عن أبيه ، قال حدثني علي بن موسى الرضا ، قال حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، قال حدثني أبي الحسين بن عليD قال : قال رسول اللهJ: يا علي : أنت المظلوم بعدي فويلٌ لمن قاتلك ، وطوبى لمن قاتل معك.
يا علي : أنت الذي تنطق بكلامي ، وتتكلم بلساني بعدي ، فويلٌ لمن رد عليك وطوبى لمن قبل كلامك.
يا علي : أنت سيد هذه الأمة بعدي ، وأنت إمامها وخليفتي عليها ، ومن فارقك فارقني يوم القيامة ، ومن كان معك كان معي يوم القيامة.
يا علي : أنت أول من آمن بي وصدقني ، وأول من أعانني على أمري وجاهد معي عدوي وأنت أول من صلى معي والناس يومئذ في غفلة الجهالة.
يا علي : أنت أول من تنشق عنه الأرض معي ، وأنت أول من يبعث معي ، وأنت أول من يجوز الصراط معي ، وإن ربي جل جلاله أقسم بعزته لا يجوز عقبة الصراط إلا من كان له براءة بولايتك وولاية الأئمة من ولدك.
وأنت أول من يرد حوضي ، تسقي منه أولياءك وتذود عنه أعداءك.
وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود ، تشفع لمحبنا فيهم.
وأنت أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي لواء الحمد ، وهو سبعون شقة الشقة منه أوسع من الشمس والقمر.
وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة ، أصلها في دارك ، وأغصانها في دور شيعتك ومحبيك.
وكذلك مثلهِ في شفاعة الأئمة من أهل بيت النبي D كما ورد في المحاسن 1/ 183 قال: عن معاوية بن وهب قال : سألت أبا عبد اللهA عن قول الله تبارك وتعالى : لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا.
قالA : نحن والله المأذون لهم في ذلك اليوم ، والقائلون صواباً. قلت: جعلت فداك ، وما تقولون إذا تكلمتم ؟ قال : نمجد ربنا ونصلي على نبينا ، ونشفع لشيعتنا ، فلا يردنا ربنا.
وبإسناده قال : قلت لأبي عبد اللهA : قوله : من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم. من هم ؟ قال : نحن أولئك الشافعون.
وروى الاسناد الأخير في تفسير العياشي : 1 / 136 ، وكذلك في تفسير نور الثقلين : 1 / 258 ورواه المجلسيH في بحار الانوار: 8/41، عن المحاسن. واما في بحار الأنوار في 7 / 335 .
جاء في روايات أصحابنا F مرفوعاً الى النبي J أنه قال : إني أشفع يوم القيامة فأشفع ، ويشفع علي فيشفع ، ويشفع أهل بيتي فيشفعون ، وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع في أربعين من إخوانه ، كل قد استوجبوا النار.
وكذلك جاء مثلهِ في بصائر الدرجات / 496 قال : حدثنا أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن بريد العجلي قال : سألت أبا جعفر A عن قول الله : وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلاً بسيماهم ؟ قالA: أنزلت في هذه الأمة ، والرجال هم الأئمة من آل محمد.
قلت : فالأعراف ؟ قالA : صراط بين الجنة والنار ، فمن شفع له الأئمة منا من المؤمنين المذنبين نجا ، ومن لم يشفعوا له هوى.
واما في كفاية الأثر / 194 قال : حدثني علي بن الحسن ، قال حدثني هارون بن موسى ، قال حدثني أبوعبد الله الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني ، قال حدثنا أبوعمر أحمد بن علي الفيدي ، قال حدثنا سعد بن مسروق ، قال حدثنا عبد الكريم بن هلال المكي ، عن أبي الطفيل ، عن أبي ذرE قال سمعت فاطمةB تقول:
سألت أبيJ عن قول الله تبارك وتعالى : وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم ، قال : هم الأئمة بعدي علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين ، هم رجال الأعراف ، لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم ويعرفونه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وينكرونه ، لايعرف الله إلا بسبيل معرفتهم.
وجاء في تأويل الآيات : 1 / 55 قال : وقوله تعالى : واتقوا يوما لاتجزى نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفعة ولا يؤخذ منها عدل ولاهم ينصرون. قال الإمام A : قال الله عز وجل : واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً :
أي لا تدفع عنها عذابا قد استحقته عند النزع. ولا يقبل منها شفاعة : من يشفع لها بتأخير الموت عنها. ولا يؤخذ منها عدل : أي ولا يقبل منها فداء مكانه ، يموت الفداء ويترك هو.
قال الصادق A : وهذا اليوم يوم الموت فإن الشفاعة والفداء لا تغني منه ، فأما يوم القيامة فإنا وأهلنا نجزي عن شيعتنا كل جزاء ، ليكونن على الأعراف بين الجنة والنار محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، والطيبون من آلهم ، فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات ، فمن كان منهم مقصراً في بعض شدائدها فنبعث عليهم خيار شيعتنا كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار ونظائرهم في العصر الذي يليهم ، ثم في كل عصر الى يوم القيامة.. فينقضون عليهم كالبزاة والصقور يتناولونهم ، كما تتناول الصقور صيودها، ثم يزفون الى الجنة زفاً.
وإنا لنبعث على آخرين من محبينا من خيار شيعتنا كالحمام فيلتقطونهم من العرصات ، كما يلتقط الطير الحب ، وينقلونهم الى الجنان بحضرتنا.انتهى.
وقد تسأل : كيف يكون أصحاب الأعراف هم النبيJ والأئمة D ، مع أن الله تعالى قال عنهم ( لم يدخلوها وهم يطمعون ) !
جوابه أن ضمير ( لم يدخلوها ) لا يعود عليهم ، بل على أصحاب الحجاب الذين يعرفونهم بسيماهم ، فراجع القران في الآيات 44 ، وما بعدها من سورة الأعراف ، وما جاء في تفسيرها.
واما في تفسير فرات الكوفيH / 116 قال : عن أبي جعفر A قال: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ، وذلك حين باها الله بفضلنا وبفضل شيعتنا حتى إنا لنشفع ويشفعون. قال: فلما رأى ذلك من ليس منهم قالوا فما لنا من شافعين ، ولا صديق حميم.
وكذلك في المحاسن : 1 / 184 : عن عمر بن عبد العزيز ، عن مفضل أو غيره ، عن أبي عبد الله A في قول الله : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ؟ قال A: الشافعون الأئمة ، والصديق من المؤمنين. وكذلك رواه في تفسير نور الثقلين : 4 / 61.
واما في كتاب الكافي : 8 / 101 قال : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن عمر بن أبان ، عن عبد الحميد الوابشي ، عن أبي جعفر A قال : قلت له : إن لنا جاراً ينتهك المحارم كلها حتى إنه ليترك الصلاة فضلاً عن غيرها :
فقالA : سبحان الله !! وأعظم ذلك ! ألا أخبركم بمن هو شرٌّ منه ؟ قلت : بلى. قالA :
الناصب لنا شرٌ منه ، أما إنه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلا مسحت الملائكة ظهره وغفر له ذنوبه كلها إلا أن يجيء بذنب يخرجه من الايمان، وإن الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب ، وإن المؤمن ليشفع لجاره وماله حسنة ، فيقول : يارب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه ، فيقول الله تبارك وتعالى : أنا ربك وأنا أحق من كافي عنك ، فيدخله الجنة وماله من حسنة ! وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنساناً فعند ذلك يقول أهل النار : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم.
ومثلهِ في تفسير نور الثقلين : 4 / 60 قال : عن تفسير على بن ابراهيم: حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أسامة ، عن أبي عبد الله وأبي جعفر D أنهما قالا :
والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم. فلو أن لناكرة فنكون من المؤمنين. قال: من المهتدين ، قال: لأن الايمان قد لزمهم بالاقرار. وكذلك روي في بحار الأنوار : 8 / 36 ، وقالH:
بيان : أي ليس المراد بالايمان هنا الإسلام ، بل الاهتداء الى الأئمةD وولايتهم أو ليس المراد الايمان الظاهري.
واما في المحاسن : 1 / 61 جاء عن ليث بن أبي سليمان ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحسن بن عليD قال : قال رسول الله J : الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقى الله وهو يودنا أهل البيت دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله إلا بمعرفة حقنا. وقد رواه في شرح الأخبار 3 /487 ، وتقدمت روايته عن الطبراني وايضاً مجمع الزوائد ، أن ولايتهم D شرط لقبول الأعمال.
واما في تأويل الآيات : 2 / 349 فقد روي عن الصادق A في قوله ( إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم ) قالA: إذا حشر الله الناس في صعيد واحد أجل الله أشياعنا أن يناقشهم في الحساب ، فنقول :
إلهنا هؤلاء شيعتنا ، فيقول الله تعالى : قد جعلت أمرهم إليكم ، وقد شفعتكم فيهم وغفرت لمسيئهم ، أدخلوهم الجنة بغير حساب.انتهى. والمقصود بهؤلاء : أي النوع المقبول من شيعتهم وأوليائهمD.
واما في أمالي المفيد 48 قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد قال: حدثنا عيسى بن مهران قال: حدثنا مخول قال: حدثنا الربيع بن المنذر، عن أبيه قال: سمعت الحسن بن عليD يقول : إن أبا بكر وعمر عمدا الى هذا الأمر وهو لنا كله فأخذاه دوننا ، وجعلا لنا فيه سهماً كسهم الجدة ، أما والله لتهمنهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا.
وفي بحار الأنوار : 8 / 36 : عن الحسن عن رسول الله J قال : يقول : الرجل من أهل الجنة يوم القيامة : أي رب عبدك فلانٌ سقاني شربة من ماء في الدنيا فشفعني فيه ، فيقول : إذهب فأخرجه من النار ، فيذهب فيتجسس في النار حتى يخرجه منها.
ومثلهِ في علل الشرائع : أبي عن محمد العطار ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن أحمد بن مدين ، عن محمد بن عمار ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله A قال : شيعتنا من نور الله خلقوا واليه يعودون ، والله إنكم لملحقون بنا يوم القيامة ، وإنا لنشفع فنشفع ، ووالله إنكم لتشفعون فتشفعون ، وما من رجل منكم إلا وسترفع له نارٌ عن شماله وجنةٌ عن يمينه فيدخل أحباءه الجنة ، وأعداءه النار.
واخيراً كما في بصائر الدرجات / 62 قال حدثنا عباد بن سليمان عن أبيه قال قال أبو عبد الله A : إن الله تبارك وتعالى انتجبنا لنفسه ، فجعلنا صفوته من خلقه ، وأمناؤه على وحيه ، وخزانه في أرضه ، وموضع سره، وعيبة علمه ، ثم أعطانا الشفاعة ، فنحن أذنه السامعة ، وعينه الناظرة ولسانه الناطق بإذنه ، وأمناؤه على ما أنزل من عذر ونذر وحجة.
وكذلك مشاهدهم المشرفة ناتي باختصار بنماذج مشرقة من أحاديث شفاعة النبيJ لزوار مشاهدهم المشرفة فقد جاء في الاثر ان الشفاعة لمن زار قبر أمير المؤمنينA كما في تهذيب الأحكام : 6 / 107 قال:
وعنه عن محمد بن علي بن الفضل قال : أخبرني الحسين بن محمد بن الفرزدق قال: حدثنا علي بن موسى بن الأحول قال : حدثنا محمد بن أبي السري إملاءً قال: حدثني عبد الله بن محمد البلوي قال : حدثنا عمارة بن زيد عن أبي عامر الساجي واعظ أهل الحجاز قال : أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمدD فقلت له : يابن رسول الله ، ما لمن زار قبره ؟ يعني أمير المؤمنين  وعمّرَ تربته ؟
قال A: يا أبا عامر ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده الحسين بن علي ، عن عليD ، أن النبي J قال له : والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن بها.
قلت : يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها ؟ فقال لي : يا أبا الحسن ، إن الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنة ، وعرصة من عرصاتها ، وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده تحن اليكم ، وتحتمل المذلة والأذى فيكم ، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرباً منهم الى الله ، مودة منهم لرسوله. أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي والواردون حوضي ، وهم زواري غداً في الجنة.
يا علي ، من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس. ومن زار قبوركم عدل ذلك له ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام ، وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه ، فأبشر وبشر أولياءك ومحبيك من النعيم وقرة العين بما لا عينٌ رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
ولكن حثالةً من الناس يعيرون زوار قبوركم بزيارتكم ، كما تعير الزانية بزناها ! أولئك شرار أمتي ، لا نالتهم شفاعتي ولا يردون حوضي.
ومثلهِ في علل الشرائع : 2 / 585 : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه6 قال : حدثنا علي بن ابراهيم عن عثمان بن عيسى عن أبي الجارود رفعه فيما يروى الى عليA قال : إن ابراهيمA مر ببانقيا فكان يزلزل بها ، فبات بها فأصبح القوم ولم يزلزل بهم ، فقالوا ما هذا وليس حدث؟!.
قالوا : نزل هاهنا شيخٌ ومعه غلامٌ له. قال فأتوه فقالوا له : يا هذا إنه كان يزلزل بنا كل ليلة ، ولم يزلزل بنا هذه الليلة فبت عندنا ، فبات فلم يزلزل بهم ، فقالوا: أقم عندنا ونحن نجري عليك ما أحببت.
قال A: لا ، ولكن تبيعوني هذاالظهر ، ولا يزلزل بكم. فقالوا : فهو لك. قال : لا آخذه إلا بالشراء ، فقالوا : فخذه ما شئت فاشتراه بسبع نعاج وأربعة أحمرة فلذلك سمي بانقيا ، لأن النعاج بالنبطية نقيا.
قال : فقال له غلامه يا خليل الرحمن ما تصنع بهذا الظهر ليس فيه زرع ولا ضرع ؟ فقال له : أسكت ، فإن الله تعالى يحشر من هذا الظهر سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ، يشفع الرجل منهم لكذا وكذا.انتهى.
وهذا الاسم (بانقيا) كما ذكره اللغويين هي أول جهة العراق من جهة الحجاز ، وهي منطقة النجف وأبي صخير الفعلية ، وقد تشمل كربلاء.
وقد وردت الشفاعة لمن زار قبر المظلوم الإمام الحسين A كما جاء في كتاب الكافي : 4 / 582 قال:
عن محمد بن يحيى ، وغيره ، عن محمد بن أحمد ، ومحمد بن الحسين جميعا، عن موسى بن عمر ، عن غسان البصري ، عن معاوية بن وهب ، وعلي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا ، عن ابراهيم بن عقبة ، عن معاوية بن وهب قال : استأذنت على أبي عبد الله A فقيل لي :
أدخل فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته فجلست حتى قضى صلاته ، فسمعته وهو يناجي ربه ويقول : يا من خصنا بالكرامة وخصنا بالوصية، ووعدنا الشفاعة ، وأعطانا علم ما مضى وما بقي ، وجعل أفئدة من الناس تهوي الينا ، اغفر لي ولاخواني ، ولزوار قبر أبي الحسينA.
ومثلهِ في تهذيب الأحكام : 6 / 108 عن أحمد بن محمد الكوفي قال: أخبرني المنذر بن محمد عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : كنت عند أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد D فدخل رجل من أهل طوس فقال:
يا بن رسول الله ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي D ؟ فقال له : يا طوسي من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي D وهو يعلم أنه إمام من قبل الله عز وجل مفترض الطاعة على العباد ، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وقبل شفاعته في خمسين مذنباً ، ولم يسأل الله عز وجل حاجة عند قبره إلا قضاها له.
قال : فدخل موسى بن جعفر وهو صبي فأجلسه على فخذه ، وأقبل يقبل ما بين عينيه ، ثم التفت الي وقال : يا طوسي إنه الإمام والخليفة والحجة بعدي ، سيخرج من صلبه رجلٌ يكون رضاً لله عز وجل في سمائه ولعباده في أرضه ، يقتل في أرضكم بالسم ظلماً وعدواناً ، ويدفن بها غريباً ، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أنه امام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عز وجل ، كان كمن زار رسول اللهJ.
اذاً اخذ الشفاعة لمن زار قبر الإمام الرضا A كما في كتاب من لا يحضره الفقيه : 2 | 584 فقد روى الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا D أنه قال له رجلٌ من أهل خراسان :
ياابن رسول الله رأيت رسول الله J في المنام كأنه يقول لي : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي ، واستحفظتم وديعتي ، وغيب في ثراكم نجمي ؟
فقال له الرضا A: أنا المدفون في أرضكم ، أنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله عز وجل من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنا شفعاؤه نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والانس ، ولقد حدثني أبي عن جدي عن أبيهA أن رسول اللهJ قال:
من رآني في منامه فقد رآني ، لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ولا في صورة أحد من أوصيائي ، ولا في صورة واحد من شيعتهم ، وإن الرؤيا الصادقة جزءٌ من سبعين جزء من النبوة.
ومثلهِ في كتاب من لا يحضره الفقيه : 2 / 583 فقد روى البزنطي عن الرضا A قال : ما زارني أحد من أوليائي عارفاً بحقي ، إلا شفعت فيه يوم القيامة. وكذلك روي في كتاب وسائل الشيعة : 10/ 434.
وكذلك مثلهِ جاء في تهذيب الأحكام : 6 / 108 عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال : أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضاD أنه قال : إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمانٌ تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوجٌ ينزل من السماء وفوجٌ يصعد الى أن ينفخ في الصور ، فقيل له : يا بن رسول الله ، وأية بقعة هذه ؟
قال A: هي أرض طوس ، وهي والله روضة من رياض الجنة. من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول اللهJ، وكتب الله له ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة. وقد روي في كتاب من لايحضره الفقيه : 2 / 585 وايضاً في كتاب وسائل الشيعة: 10/445.


[1]- ثقة الاسلام الكلينيu كتاب اصول الكافي  : 3 – 187.
[2]- الصحيفة السجادية  1 – 291.
[3]-  تهذيب الأحكام  : 6 – 100.
[4]- الصحيفة السجادية  1 - 347  للامام زين العابدين A.
[5]- علل الشرايع  2 / 460.
[6]- اصول الكافي 4 / 567 .
[7]- ورواه في علل الشرائع : 2 / 459 ، وكذلك في تهذيب الأحكام : 6 / 78 و93 ، والفقيه: 2/577 ، والمقنعة / 474 وللمزيد راجع كتاب العقائد الاسلامية ج4 ص 222 ـ ص 245.