ق2
انواع تفسير الشيعة
( أ ) :- علماء تفسير
الشيعة القرن الاول: قبل
الدخول بالبحث قال بعضهم ان الشيعة لهم رأي ونظرة خاصة في الشرك بالقرون الاولى
فإن الشرك عند الشيعة الإمامية معناه : أن لا نعدل بالله شيئاً في العبادة. أي
بمعنى أن لا نشرك مع الله في عبادتنا أحداً.
فعلى هذه القاعدة تتفرع أنواع أخرى من
الشرك، فكل مورد جاء فيه القربة إلى الله إلاّ أن الإنسان جعل في ذلك شريك في
عبادته فقد بطلت القربة وتحقق الشرك هنا.
والشرك بمعنى الاشتراك في الأمر,
فاشتراك أحد ما مع الله تعالى في أي مورد من الموارد مطلوب فيه الاخلاص إلى الله
تعالى ثم يجعل الإنسان شريكاً في ذلك فقد تحقق الشرك.
كما روي ذلك في كتاب (اصول الكافي)
للشيخ الكلينيH: (أكبر الكبائر الشرك بالله)[1]. وعرّف الأئمةD أن الشرك ظلم، كما عن أبي جعفرA في حديث طويل...إلى أن قالA:
(فأما الظلم الذي لا يغفره الله
فالشرك), هذا هو الشرك لدى الإمامية وليس شيء ثاني يتعدى هذه القاعدة التي
أثبتناها لك من روايات الائمةD, ثبتكم الله على القول الثابت.
البعض من المسلمين يصورون الشيعة
وكأنهم مشركين. فالشرك الاكبر هو المخرج من الملة ان تجعل لله ندا سبحانه وتعالى
وهذا لا تعتقده الشيعة بل ولا أي احد من المسلمين مهما كان بسيط.
من حيث ان التوحيد واضح والشرك واضح
والدين كله واضح بمعامله واسسه وتعاليمه العامة ولهذا قالJ: (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها
لا يزيغ[2] عنها الا هالك)[3].
وبالنتيجة الاسلام والعقيدة والتوحيد
واضحة جداً في الدين الخاتم والرسول الخاتمJ واكمل الاديان واوضحها ولذلك قالJ كما اخرجه البخاري ومسلم:
( اني والله ما اخاف عليكم ان تشركوا
بعدي ولكن اخاف عليكم ان تنافسوا فيها). وقال في شرح هذا الحديث شارح البخاري
العلامة الخطابي: (ان امته لا يخاف عليهم من الشرك وانما يخاف عليهم من التنافس)[4].
ولهذا اكد رسول اللهJ من ان الشرك في امته انما هو الشرك الاصغر
الذي يحبط العمل وهو الرياء وليس الشرك الاكبر المخرج من الملة كما قالJ: (ان اخوف ما اخاف على امتي الشرك الاصغر
وهو الرياء) [5].
ومن الشواهد على كذب دعواهم ما رواه
الطبراني في معجمه الكبير وابن ابي عاصم في سنته وابن حبان في صحيحه عن النبيJ انه قال: انما اتخوف عليكم رجلا قرأ القرآن
حتى اذا رؤيت بهجته عليه وكان رداؤه الاسلام اعتراه الى ما شاء الله انسلخ منه
ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف (ورماه بالشرك) قال: قلت يا نبي الله ايهما
اولى بالشرك: المرمي او الرامي؟ قال بل الرامي[6].
ويؤيده ما رواه الامام البخاري عن ابن
عمر من انه كان يرى الخوارج شرار خلق الله وقال: (انهم انطلقوا الى ايات نزلت في
الكفار فجعلوها على المؤمنين)[7]. ومن علماء تفسير الشيعة كما يلي:-
الاول : عبد اللّه بن عباسE : فهو يعتبر ترجمان القرآن، وهو ابن عمّ
رسول اللهo ولادته قبل الهجرة المباركة بثلاث سنين، ثم
توفّي بالطائف سنة (68هـ)، ذكره ابن النديم في تسمية الكتب المصنّفة في التفسير
بعد ما ذكر كتاب التفسير للاِمام الباقر A وقال:
كتاب ابن عباس، رواه مجاهد وهو أبو
الحجاج المقري، المفسّر المكّي مجاهد بن جبر، (المتوفّى عام 102هـ)، ورواه عن
مجاهد حميد بن قيس الذي توفّي في زمن السفّاح.
وقد طبع تفسير خاص به موسوم بـ«تنوير
المقباس من تفسير عبد اللّه بن عباس» في أربعة أجزاء، وطبع في بولاق مصر عام
(1290هـ).
وأمّا من هو الموَلّف لهذا التفسير
فقد نسبه الحافظ شمس الدين السخاوي في مصنف«الضوء اللامع» إلى محمد بن يعقوب
الفيروز آبادي، صاحب القاموس(المتوفّى عام 818هـ).
واما الكلام حول هذا الكتاب ذو شجون،
وتحقيقه في محله ان شاء الله تعالى، وعلى أي حال فهو من أوائل المفسّرين بين
الصحابة والتابعين، وقد عرفت مأخذ تفسيره كما سبق، ولم يثبت له كتاب.
الثاني : الشهيد سعيد ابن
جبيرE: هو سعيد بن جبير (الشهيد سنة95هـ)
بأمر الحجاج بن يوسف الثقفي، ذكره ابن النديم في «الفهرست»، وقد هذا استشهد الرجل
العظيم لولائه وتشيّعه لامام عليA، وقصته معروفة[9].
الثالث : عطيّة العوفي : فهو المعروف بالجدلي، وليس بـ(عطيّة
العوفي المعروف بالبكالي)، فانّ الثاني هو من أصحاب الامام علي بن ابي طالبA، والاَوّل من أصحاب الاِمام محمد الباقرA الذي توفّي سنة (114هـ).
وقد أخذوا منه الحديث كما عن أبان بن
تغلب، وخالد بن طهمان، وزياد بن المنذر، كما ذكر طريق روايته النجاشي في تراجم
هوَلاء، وجاءت ترجمته في كتب رجال العامّة مثل تهذيب الكمال وخلاصة التهذيب[10] غيرها.
( ب ) :- علماء
تفسير الشيعة القرن الثاني : قبل
الدخول في البحث عليك ان تعلم ان هناك من قال أن الإمامة لم يكن لها نص ولم يدع
أحد من الأئمة بعد الامام الحسينA أنه إمام وأخفوها حتى عن أبنائهم وبالتالي
فهم ليسوا أئمة فقتم باختيار الإمام بدعوته للجهاد.
نعم كان هناك تكتم شديد على الإمامة
ولم يكن الإمام يصرح بها إلا للخواص من شيعته ويطلب منهم كتمان السر لكي لا
يتعرضوا للقتل من قبل الأمويين الذين كانوا يتربصون بهم الدوائر وليفتكوا بهم.
كما في روايات سلسلة بحار الأنوار وهو
الكتاب الجامع لعلوم أهل البيتD التي اشارت إلى هذا التكتم ففي الحديث الأول
من الجزء الثاني في الصفحة الثامنة والستين ذكر محمد باقر المجلسيH قال:
عن مدرك بن الهزهاز قال: قال
أبوعبدالله جعفر بن محمدD: يا مدرك إن أمرنا ليس بقبوله فقط، ولكن
بصيانته وكتمانه عن غير أهله، اقرأ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته، وقل لهم:
رحم الله امرءا اجتر مودة الناس إلينا فحد ثهم بما يعرفون وترك ماينكرون.
وفي الحديث الثاني من الجزء الثاني في
الصفحة الثالثة والسبعين ذكر محمد باقر المجلسيH قال:
عن معلى ابن خنيس، قال : قال أبو
عبداللهA: يا معلى، اكتم أمرنا ولاتذعه، فإنه من كتم
أمرنا ولم يذعه أعزه الله في الدنيا، وجعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى
الجنة.
يا معلى من أذاع حديثنا وأمرنا ولم
يكتمها أذله الله في الدنيا، ونزع النور من بين عينيه في الآخره وجعله ظلمة يقوده
إلى النار.
يا معلى إن التقية ديني ودين آبائي،
ولا دين لمن لا تقية له.
يا معلى إن الله يحب أن يعبد في السر
كما يحب أن يعبد في العلانية.
يا معلى إن المذيع لامرنا كالجاحد به.
وفي الحديث الثالث من الجزء الثاني في
الصفحة الرابعة والسبعين ذكر محمد باقر المجلسيH قال:
أحمد بن علي السكري، عن الحسين بن
عبدالله، عن ابن اورمة عن ابن يزيد. عن ابن عميرة، عن المفضل، قال: دخلت على أبي
عبداللهA يوم صلب فيه المعلى فقلت له: يا ابن رسول
الله، ألا ترى هذا الخطب الجليل الذي نزل بالشيعة في هذا اليوم؟ قالA: وما هو؟ قال: قلت: قتل المعلى بن خنيس قالA:
رحم الله المعلى قد كنت أتوقع ذلك
لانه أذاع سرنا، وليس الناصب لنا حربا بأعظم مؤونة علينا من المذيع علينا سرنا.
فمن أذاع سرنا إلى غير أهله لم يفارق الدنيا حتى يعضه السلاح أو يموت بخيل.
وفي الحديث الرابع من الجزء الثاني في
الصفحة الرابعة والسبعين ذكر محمد باقر المجلسيH قال:
ابن الديلمي، عن داود الرقي، ومفضل،
وفضيل، قال: كنا جماعة عند أبي عبداللهA في منزله يحدثنا في أشياء، فلما انصرفنا وقف
على باب منزله قبل أن يدخل، ثم أقبل علينا فقالA:
رحمكم الله لا تذيعوا أمرنا ولا
تحدثوا به إلا أهله، فإن المذيع علينا سرنا أشد علينا مؤونة من عدونا، انصرفوا
رحمكم الله ولا تذيعوا سرنا.
وهذه الأحاديث بينت مدى الصعوبة والمحنة
التي كان يعيشها أئمة أهل البيتD في زمانهم من حيث كان الأعداء يتربصون بهم
ليفتكوا بهم فكيف يستطيع الإمام أن يصرح في العلن أمام الناس عامة بإمامته.
ألا يؤدي إلى قتله وحرمان المسلمين من
علمه فلا يظن أحدكم من هذا أن الإمام خائف على نفسه لا والله فأهل البيتD هم أهل الشجاعة والبطولة ولكن الظروف
تحكمهم.
فهم إما أن يعلنوا الامامة فيقتلهم
الحكام الظلمة وإما أن يكتموا الأمر إلا عن الخلص من شيعتهم لكي ينجوا من القتل
فهنا دعوة الإمام في هذا الظرف تكون في غاية التكتم والسرية.
وأما الوضع في ايام الإمام الرضاA فهو مختلف تماماً فقد غيرت الدولة العباسية
سياستها وخففت عن الشيعة فأعلن الإمام إمامته علناً أمام الملأ من دون خوف ولا
كتمان ولو تهيأ الظرف لغيره من الأئمة لفعلوا مثل ما فعل, فمن علماء تفسير في
القرن الثاني كما يلي: -
الاول : السُدّي الكبير : هو أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن
القرشي التابعي الكوفي (المتوفّى سنة127هـ) المشهور بالسدي الكبير، نسبة إلى سدة
مسجد الكوفة، وهو من أصحاب الاَئمّة (علي بن الحسينA ومحمد بن علي الباقرA وجعفر الصادقA).
وكذلك ذكره الامام السيوطي كما قال في
«الاِتقان»: (إنّ تفسير إسماعيل السدّي من أمثل التفاسير، ونرى المرويّات عنه في
كتب التفسير كثيراً)[11].
الثاني : جابر بن يزيد الجعفي
: ذكره النجاشي قال: عربي قديم، ثمّ سرد
نسبه وقال: لقى أبا جعفر وأبا عبد اللّهD مات سنة (128هـ)، له كتب منها التفسير. عدّه
الشيخ في رجاله من أصحاب الاِمام الباقرA[12].
الثالث : زيد بن أسلم العدوي
: اعتبره الشيخ في
رجاله من أصحاب الاِمام السجّادA والاِمام الصادق[13]A وجاء انه ذكر ابن النديم له كتاب التفسير،
قال:-
كتاب التفسير عن زيد بن أسلم، وهو بخط
السكري، وهو أبو سعيد الحسن بن حسين ابن عبد اللّه السكري، النحوي، اللغوي
(المتوفّى عام 275هـ).
الرابع : أبان بن تغلب : وهو أبان بن تغلب بن رباح البكري
الجريري، (المتوفّى سنة141هـ)، وجاء انه ذكره ابن النديم قال: كتاب التفسير لابن
تغلب، ثمّ ذكر في مكان آخر ما لفظه:
كتاب معاني القرآن، لطيف وكتاب
القراءات، والظاهر أنّ المراد من معاني القرآن هو تفسير غريبه، وقد مرّ ذكره[14].
الخامس : محمّد بن السائب
الكلبي : هو
محمد بن السائب بن بشر الكلبي، (المتوفّى146هـ)، من أصحاب الاِمامين محمد الباقر
وجعفر الصادقD وهو والد (أبي المنذر هشام الكلبي النسّابة
المتوفّى سنة206هـ) ترجمه ابن النديم وذكر تفسيره وقال: وهو تفسير كبير وقد عدّه
الشيخ من أصحاب الاِمام الصادقA[15].
السادس : أبو حمزة الثمالي : هو ثابت ابن أبي صفيّة. قال عنه
النجاشي: كوفي ثقة، وكان آل المهلب يدّعون ولاءه، وليس من قبيلتهم، لاَنّهم من
العتيك (والعتيك: بطن من الاَزد)، لقي علي بن الحسين (السجاد)A وأبا جعفر (الباقر)A وأبا عبد اللّه (الصادق)A وأبا الحسن (الكاظم)A وروى عنهم.
وكان من خيار أصحاب الائمةD وثقاتهم ومعتمديهم في الحديث، وقد روى عن
أبي عبد اللّهA أنّه قال: أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في
زمانه، ومات سنة (150هـ).
وجاء انه ذكره ابن النديم في فهرسته،
وكذلك ذكره الكاتب الجلبي في كشف الظنون، وقد روي عن هذا التفسير: الثعلبي
(المتوفّى427هـ) في الكشف والبيان.
كما روي عن هذا التفسير ابن شهر آشوب
في مؤلفاته ومنها كتاب «الاَسباب والنزول»، وكتاب «المناقب». وقال[16] عنه ابن حجر: رافضي مات في خلافة أبي
جعفر المنصور[17].
السابع : أبو الجارود : وهو زياد بن المنذر، المعروف بأبي
الجارود الهمداني. عرّفه النجاشي كما في قوله: كوفي من أصحاب أبي جعفر، وروى عن
أبي عبد اللّه، له كتاب تفسير القرآن، رواه عن أبي جعفر.
وتوفي في حياة الاِمام جعفر الصادقA وذكره الشيخ في أصحاب الاِمام محمد الباقرA. وراجع ترجمته في تقريب التهذيب، وتهذيب
التهذيب[18].
الثامن : حسن بن واقد : وهو أخو عبد العزيز، عبد اللّه بن
واقد الذي هو من أصحاب الاِمام (ابو عبدالله) جعفر الصادقA، وذكره ابن النديم في فهرسته كتاب التفسير
له كما ذكر له الناسخ والمنسوخ[19].
التاسع : أبو جنادة السلولي :
وهو الحصين بن
المخارق بن عبد الرحمن السلولي، بن ورقاء بن حبشي بن جنادة ويعدّ جدّه الحبشي من
الصحابة، وقد اعتبره الشيخ في رجاله من أصحاب الامام جعفر الصادقA والامام موسى الكاظمA وذكر له التفسير كما قال النجاشي:
الحبشي (جدّه) صاحب النبيّo، روى عنه ثلاثة أحاديث، أحدها: «عليّ منّي
وأنا منه»، ثمّ قال: له كتاب التفسير والقراءات[20].
العاشر : وهيب بن حفص : هو المعروف بأبي علي الحريري مولى بني
أسد، روى عن أبي عبد اللّه جعفر (الصادقA) وأبي الحسن موسى (الكاظمA)، وكان ثقة وصنّف كتباً، منها: كتاب تفسير
القرآن و كتاب في الشرائع[21].
الحادي عشر : علي بن أبي حمزة
البطائني : وقد
عرّفه النجاشي كما في قوله : كوفي، روى عن أبي الحسن موسى (الكاظمA)، وروى عن أبي عبد اللّه، وصنّف كتباً،
منها:
( ج ) :- علماء تفسير الشيعة القرن
الثالث
الاول : الاِمام الحافظ
الكبير عبد الرزاق بن همام اليماني تولد سنة 126هـ توفي سنة211هـ).
جاء انه ترجمه الذهبي في مصنفه «تذكرة
الحفاظ» واعتبره الشيخ في عداد أصحاب الاِمام جعفر الصادقA وذكر النجاشي اسمه في ترجمة أبي علي محمد بن
همام بن سهيل الاسكافي البغدادي.
وتجد نسخة من تفسيره وسنة كتابتها
(724هـ) في بعض مكتبات مصر، وقد أكثر فيه الحديث عن أبي عروة: معمر بن راشد
الصنعاني البصري من أصحاب الاِمام الصادق A[23].
الثاني : ابن محبوب : وهو الحسن بن محبوب سنة(150 ـ 224هـ) قال عنه الشيخ: كوفي ثقة،
روى عن الامام أبي الحسن (الرضاA) وروى عن ستين رجلاً من أصحاب أبي عبد اللّهA، وكان جليل القدر.
ويعتبر من الاَركان الاَربعة في ايام
عصره، ثمّ ذكر الشيخ كتبه، ثم قال عنه: وزاد ابن النديم كتاب التفسير[24].
الثالث : ابن فضّال الكبير : وهو أبو محمد الحسن بن علي الفضّال
الكوفي، (المتوفي سنة 224هـ) وقد ذكر تفسيره ابن النديم، وله كذلك «الشواهد من
كتاب اللّه».
وذكر له النجاشي خصوص الناسخ
والمنسوخ، وقال عنه الشيخ: روى عن الرضا A وكان خصيصاً به، وكان جليل القدر عظيم
المنزلة زاهداً ورعاً ثقة في الحديث وفي رواياته، ثمّ ذكر كتبه، وقال: وزاد ابن النديم
كتاب التفسير[25].
الرابع : الحسن بن سعيد
الاَهوازي : قال
عنه النجاشي : شارك أخاه الحسين في الكتب الثلاثين المصنّفة. خاله جعفر بن يحيى بن
سعد الاَحول من رجال أبي جعفر الثاني (الامام الجوادA)، وكُتبُ ابني سعيد كتب حسنة معوّل عليها
وهي ثلاثون كتاباً.
الخامس : محمد بن خالد بن عبد
الرحمان الكوفي البرقي : قال
عنه النجاشي : وكان أديباً حسن المعرفة بالاَخبار وعلوم العرب، له كتب منها: كتاب
التفسير، وعدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الجوادA كما عدّه أيضاً في موضع آخر من أصحاب الرضاA[27].
السادس : عبد العزيز بن يحيى
بن أحمد بن عيسى الجلودي: من
أصحاب الاِمام الجوادA، وجاء انه ذكر له النجاشي كتباً كثيرة،
وقال: كتاب التفسير عن علي، ثمّ قال النجاشي: وكتاب تفسيره عن الصحابة، وهو من المكثرين
في التفسير.
وقد سبق وذكرنا من أنّ له كتب التفسير
عن ابن عباس وغيره، وقد ذكر له ما يقرب من مائتي كتاب، وقال عنه الشيخ:
« عبد العزيز الجلودي من أهل البصرة،
امامي المذهب، له كتب في السير والاَخبار...»، وقد ذكر معلّق الكتاب على فهرست
الشيخ من أنّه توفّي سنة (232هـ)[28].
السابع : محمد بن عباس بن
عيسى: قال
عنه النجاشي : كان يسكن بني غاضرة، روى عن أبيه والحسن بن علي بن أبي حمزة وعبد
اللّه بن جبلة، له كتب منها: كتاب التفسير[29].
الثامن : علي بن الحسن بن
فضّال: قال
عنه النجاشي : « كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم وعارفهم بالحديث المسموع
قوله فيه، سمع منه شيء كثير، ولم يعثر له على زلّة فيه ولا ما يشينه.
وقلّما روى عن ضعيف، وصنّف كتباً
كثيرة منها: كتاب التفسير، ومنها: كتاب التنزيل من القرآن والتحريف» ولعلّ قصد
النجاشي كتاب أسباب النزول الصحيحة والمحرّفة.
اعتبره الشيخ الطوسي في رجاله من
أصحاب الامام علي الهاديA والامام الحسن العسكريA، توفّي أبوه سنة (224هـ). وقال عنه الشيخ:
التاسع : أحمد بن محمد بن
خالد البرقي: وهو
موَلّف كتاب « المحاسن »، وهذا المصنف مشتمل على عدّة كتب فمنها كتاب التفسير
والتأويل، وله كتاب فضل القرآن كذلك، توفي سنة(274هـ)، وذكره الشيخ في رجاله من
أصحاب الامام محمد الجواد والامام علي الهادي D[31].
( د ) :- علماء
تفسير الشيعة القرن الرابع
الاول : فرات بن إبراهيم
الكوفي : وقد
أكثر فيه الحديث عن الحسن بن سعيد الكوفي الاَهوازي الذي أدرك الاِمام علي الرضاA والامام محمد الجوادA والامام علي الهاديA.
وكما أكثر فيه من الحديث عن جعفر بن
مالك البزاز الكوفي (المتوفّى حدود سنة300هـ). وكذلك أكثر من الحديث عن عبيد بن
كثير العامري الكوفي (المتوفّى سنة294هـ).
فالموَلّف يعتبر من أعيان الاِمامية،
في أوائل القرن الرابع، وروي عنه والد الشيخ الصدوق علي بن الحسين ابن بابويه
القمي (المتوفّى سنة 329هـ). وقد طبع مرّتين، وطبعة المرّة الثانية تعتبر طبعة
محقّقة[32].
الثاني : محمد بن أوْرَمة: هو أبو جعفر القمي، ترجمه النجاشي في
رجاله، وذكره الشيخ في باب من لم يرو عن الاَئمّةD وذكر النجاشي له كتباً كثيرة ومنها: كتاب
تفسير القرآن.[33].
الثالث : علي بن إبراهيم بن
هاشم الكوفي القمي: هو
أُستاذ الكليني، وكان في عصر أبي محمد العسكريA وبقي حياً حتى سنة (307هـ) وقد روى الشيخ
الصدوق في كتاب «عيون أخبار الرضا»، عن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر، قال: أخبرنا
علي بن إبراهيم بن هاشم سنة (307هـ)، وطبع تفسيره مرّات.
قال عنه النجاشي : ثقة في الحديث،
ثبت، معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر وصنّف كتباً، وله كتاب التفسير[34].
الرابع : ابن بابويه: هو أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى
بن بابويه القمي، المتوفّى سنة تناثر النجوم (329هـ).
قال عنه النجاشي : له كتب، منها: كتاب
التفسير، ثمّ رواه عنه بواسطة أبي الحسن العباس، بن عمر بن العباس وقال المجيز:
أخذت أجازة علي بن الحسين بن بابويه لمّا قدم بغداد سنة (328) بجميع كتبه.
وقال عنه الشيخ في كتاب «الفهرست»:
كان فقيهاً جليلاً ثقة، وله كتب كثيرة، ثمّ عدّ كتبه، منها: كتاب التفسير، وذكره
في الرجال في باب من لم يرو عن الاَئمّة.
وقال: روى عنه التلعكبري، قال: سمعت
منه في السنة التي تهافتت فيها الكواكب، دخل بغداد فيها وذكر أنّ له منه إجازة
بجميع مرويّاته.
الخامس : العياشي: هو أبو النضر محمد بن مسعود
السمرقندي، الموَلّف لما يزيد على مائتي كتاب في العديد من الفنون مثل: الحديث،
الرجال، التفسير، النجوم، وهو في طبقة مشايخ الكليني، وشيخ الكشي.
قال عنه النجاشي : ثقة، عين من عيون
هذه الطائفة، وسمع من شيوخ الكوفيين والبغداديين والقميين، أنفق تركة أبيه على
العلم والحديث، وكانت ثلاثمائة ألف دينار، وكانت داره كالمسجد بين ناسخ أو مقابل
أو قارىَ أو معلّق، مملوءة من الناس.
وقال عنه الشيخ : جليل القدر، واسع
الاَخبار، بصير بالروايات، مطّلع عليها. له كتب كثيرة تزيد على مائتي مصنّف، ذكر
فهرس كتبه أبو إسحاق النديم، منها:
كتاب التفسير، وقد طبع جزءان من هذا
التفسير ينتهي إلى سورة الكهف، وقد جنى الناسخ على الكتاب وأسقط أسانيد الحديث[36].
السادس : النعماني: هو أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن
جعفر الكاتب النعماني الراوي عن ثقة الاِسلام الكليني (المتوفّى سنة 329هـ).
قال عنه الشيخ الحرّ العاملي : رأيت
قطعة من تفسيره[37] وذكر القمي في أوّل تفسيره كلاماَ
حوله، وكذلك السيد هاشم البحراني في تفسير البرهان.
السابع : ابن الوليد : هو محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد.
قال عنه النجاشي: شيخ القميين وفقيههم ومتقدّمهم ووجههم ثقة ثقة أي مسكون إليه، له
كتب منها: كتاب تفسير القرآن.
وقال عنه الشيخ : جليل القدر، عارف
بالرجال، موثوق به، له كتب منها: كتاب الجامع وكتاب التفسير، وقال ابن النديم مثله[38].
الثامن : محمد بن أحمد بن
إبراهيم الصابوني: هو
موَلّف كتاب تفسير «معاني القرآن» من قدماء أصحابنا، وأعلام فقهائنا وهو ممّن أدرك
الغيبتين: الصغرى والكبرى لامام المهديA.
وقد ذكر النجاشي فهرس كتبه وذكر منها:
التفسير، كما اعتبره الشيخ في رجاله من أصحاب الاِمام الهاديA، وهو أُستاذ جعفر بن محمد بن قولويه
(المتوفّى عام 369هـ)[39].
التاسع : أبو منصور الصرام: وجاء انه عرّفه الشيخ في فهرسته، وقال
عنه:- وكان رئيساً مقدّماً، وله كتب كثيرة، منها: كتاب في الاَصول سمّاه بيان
الدين ، وقال:
له كتاب تفسير القرآن كبير حسن، ورأيت
ابنه أبا القاسم، وكان فقيهاً وسبطه أبا الحسن، وكان من أهل العلم[40].
العاشر : الصدوق: هو محمد بن علي بن بابويه، نزيل الري.
قال عنه النجاشي: شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان، وكان ورد بغداد سنة
(355هـ)، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن، ثمّ ذكر فهرس كتبه الكثيرة منها:
كتاب مختصر تفسير القرآن.
وقال عنه الشيخ : جليل القدر، يكنّى
أبا جعفر، كان جليلاً حافظاً للاَحاديث، بصيراً بالرجال، ناقداً للاَخبار، لم ير
في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه، له نحو ثلاثمائة مصنّف، وفهرس كتبه معروف وقد
توفّي عام (183هـ).
وعلماء الشيعة الامامية السابقين حافظوا بكتبهم على روايات رسول اللهo والائمة من أهل بيته المطهّرينD فتراهم قد ضربوا آباط الاِبل لغرض تحصيل
الحديث ومن يراجع تاريخ حياتهم يعرف ذلك.
فهاجروا من بلد إلى بلد وشهدت بذلك
تراجمهم، فلو أردنا أن نستقصي ونذكر أسماء من ألف وكتب تفسيراً للقرآن من علماء
الشيعة في هذه القرون الاَربعة لضاق بنا الحال ولتجاوز احصائهم اكثر من مئة اسم
مؤلف ومن يرغب في التوسّع عليه الرجوع للمعاجم.
ولا تغفل من ان النمط السائد في كتبهم
هو التفسير بالاَثر والرواية، ولكنّ الذين جاءوا من بعدهم شعروا من أنّ هناك نمط
آخر من التفسير الأكمل والاوسع من السابق وهو تفسير القرآن علمي جامع ممّا تعلّق
بلفظ القرآن, والله العالم.
[1]- صول الكافي 2 / 278 .
[2]- في (الف): لا يرتفع.
[3]- راجع : النبي ومستقبل الدعوة تأليف
: مروان خليفات ج3 ص27 ورواه مسند أحمد 4/126 وابن ماجه 43 والحاكم 1 / 96 وابن
أبي عاصم 48، 49 وقد صححه الألباني.
[4]- راجع عمدة القاري للعيني 8/157.
[5]- مسند احمد (5/428) وقال الهيثمي
في مجمع زوائده (1/102) : رواه احمد ورجاله رجال الصحيح.
[6]- وقال ابن كثير تلميذ ابن تيمية
الحراني عن هذا الحديث: اسناد جيد. تفسير ابن كثير (2/276). وقال عنه الهيثمي في
مجمع زوائده (1/188): رواه البزار واسناده حسن.
[8]- كما في فهرست ابن النديم: 56.
قال في فهرس كتبه: الكتب المتعلّقة بعبد اللّه بن العباس: مسنده ، كتاب التنزيل
عنه، كتاب التفسير عنه، كتاب تفسيره عن أصحابه، كتاب القراءات عنه، كتاب الناسخ
والمنسوخ عنه.(الذريعة إلى تصانيف الشيعة:4/243ـ 244 برقم 1185).
[9]- فهرست ابن النديم: 57. يعتبر
سعيد بن جبير أوّل موَلّف من الشيعة في التفسير. وعلى فرض ثبوت مؤلف لابن عباس
يكون هو الموَلّف الاَوّل، وأثبت ابن النديم لهما كتاباً.
[10]- الذريعة : 4 / 282 برقم 1293.
[11]- راجع : فهرست ابن النديم : 57؛
وكذلك الذريعة :4 / 276 برقم 1275.
[12]- رجال النجاشي : 1 /313 برقم 330؛
وكذلك رجال الطوسي : 111 برقم 6.
[13]- فهرست ابن النديم: 57؛ ورجال
الطوسي:90و197؛ والذريعة : 4/275برقم 1273.
[14]- فهرست ابن النديم:50 وص 322.
[15]- فهرست ابن النديم: 57؛ رجال
الطوسي : 289 برقم 144.
[16]- التقريب ابن حجر 1 / 116
[17]- راجع : فهرست ابن النديم : 57؛
ورجال النجاشي : 1 / 289 برقم 294؛ وكذلك راجع الذريعة: 4/252 برقم1205.
[18]- رجال النجاشي: 1 / 387 برقم 446؛
وراجع : رجال الطوسي: 122برقم 4 وتعليقته للعلاّمة السيد صادق بحر العلوم.
[19]- فهرست ابن النديم: 57؛ والذريعة
:4 / 271 برقم 1260.
[20]- رجال الطوسي: 178 برقم 222؛
ورجال النجاشي:1/342 برقم 374.
[21]- رجال النجاشي: 2/393 برقم 1160.
[22]- رجال النجاشي:2/69 برقم 654؛
ورجال الطوسي: 242 برقم 312.
[23]- رجال النجاشي: 2/295 برقم 1033؛
الذريعة:4/350 برقم 1200.
[24]- فهرست الطوسي:71 برقم 162؛
وراجع: الذريعة:4/248 برقم1193. ولاحظ فهرست ابن النديم:309. والغريب أنّ النجاشي
لم يعقد لابن محبوب ترجمة مستقلة له مع أنّه من أصحاب الاِجماع كما ذكروا.
[25]- رجال النجاشي:1/127 برقم 71؛
وفهرست الطوسي:73 برقم164؛ وراجع: فهرست ابن النديم:226.
[26]- رجال النجاشي: 1/171 برقم 135؛
رجال الطوسي: 395.
[27]- راجع: رجال النجاشي: 2/200، برقم
899؛ ورجال الطوسي:404و386.
[28]- رجال النجاشي: 2/54 برقم 638؛
وفهرست الطوسي: 145؛ فهرست ابن النديم:172.
[29]- رجال النجاشي: 2 / 232 برقم 917.
[30]- راجع : رجال النجاشي: 2/82
برقم674؛ وفهرست الشيخ الطوسي: 118 برقم393؛ ورجال الشيخ الطوسي: 419و 433.
[31]- رجال النجاشي: 1/204 برقم 180؛
ورجال الطوسي: 398 برقم8و410 برقم16.
[32]- الذريعة:4/298 برقم 1309.
[33]- رجال النجاشي:2 / 211 برقم 892؛
رجال الطوسي: 502 برقم 112.
[34]- راجع : رجال النجاشي: 2 / 86
برقم 678؛ وكليات في علم الرجال:311ـ 320.
[35]- رجال النجاشي: 2 / 9 برقم 681؛
فهرست الطوسي: 119 برقم 394؛ الرجال له أيضاً: 482 برقم34؛ فهرست ابن النديم:291.
[36]- رجال النجاشي: 2/247 برقم 945؛
فهرست الطوسي: 163.
[37]- الذريعة:4/318 برقم 1342.
[39]- رجال النجاشي:2 / 282 برقم 1023؛
وتنقيح المقال:3 / 65 برقم 10291.