الأربعاء، 12 أبريل 2017

المزايدة في الدين من جهة إعجاز البيان في القران الكريم


المزايدة في الدين من جهة إعجاز البيان في القران
المزايدة في الدين : جاء انه روى عن رسول اللهn أنه قال: «وَيْلٌ لِلْمُتَأَلِّينَ مِنْ أُمَّتِي الَّذِينَ يَقُولُونَ: فُلَانٌ فِي الْجَنَّةِ , وَفُلَانٌ فِي النَّارِ»[1].
ان التنافس في الاعمال (الخير والطاعة) هي أمرٌ مطلوب بذاته؛ فقد حثّت آيات القرآني الكريم على ذلك في مواطن متعدّدة، وكذلك النصوص الروائيّة والأدعية؛ حيث دفعت بالإنسان نحو التقدّم في عمل الخير وطاعة الله سبحانه كما في عبارة قوله: (وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُون‏)[2]. وعبارة قوله تعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرات‏)[3].
فقد جاء هذا المعنى في دعاء مكارم الأخلاق للإمام علي بن الحسينA حيث قال: «اللَّهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَبَلِّغْ بِإيْمَانِي أكْمَلَ الإِيْمَانِ، وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ الْيَقِينِ، وَانْتَهِ بِنِيَّتِي إلَى أَحْسَنِ النِّيَّـاتِ، وَبِعَمَلِي إلى أَحْسَنِ الأعْمَالِ»[4].
فمن خلال هذه النصوص على الإنسان أن يكون طموحاً لأن يكون أفضل من الأخرين تديّناً والتزاماً وسبّاقاً إلى الخير وطاعة الربّ.
ولكن يمكن ان تنبثق للإنسان المؤمن بعض الأمراض التي تعيقه عن إكمال مهمته بأخلاص ونيّة وصفاء قلب، مثل: «التفاخر بالتديّن وازدراء تديّن الغير»؛ من حيث تلاحظ إن البعض يرى في تديّنه الأفضل والأحسن، فيكيل التهم للآخرين وأديانهم، وما هذه إلا هي المزايدة باسم الدين.
وجاءت النصوص على مسؤولية ذمّ هذه المزايدة، وتقريع من مارسها بشدّة وصلابة، وهي روايات ربما لا تكون صحيحة الأسانيد بآحادها، ولكن من جهة مجموعها ومجملها تراها منسجمة مع القيم والمقاصد والمفاهيم، مثل ما جاء عنهn أنه قال: (وَيْلٌ لِلْمُتَأَلِّينَ مِنْ أُمَّتِي الَّذِينَ يَقُولُونَ: فُلَانٌ فِي الْجَنَّةِ , وَفُلَانٌ فِي النَّارِ).
والذي يُعني من التألّي على الله تعالى هو: إن الإنسان يُصدر حكم  على المستقبل الأخروي للآخرين، فيبدأ بتصنيف الناس على أساس قناعاته هذا في:
الجنّة والنار، ولا نعلم من هو الذي منح له هذا الحقّ في تقرير مصير الناس فكيف يُسوَّغ له الحكم السلبي على عباد الله خصوصاً من يشاركونه في الدين والعقيدة.
كما ورد في حديث عن أبي ذرّ الغفاري قال: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ يَوْماً وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: مَنْ ذَا الَّذِي تَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَ الْمُتَأَلِّي بِقَوْلِهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ»[5].
ومثلهِ ورد في حديث آخر عنهn: «لَا تَأْلُوا عَلَى اللهِ، لَا تَأْلُوا عَلَى اللهِ، فَإِنَّهُ مَنْ تَأَلَّى عَلَى اللهِ أَكْذَبَهُ اللهُ»[6].
ومن مجموع هذه الروايات تعرف إن التفاخر بالدين أمرٌ محظور ومنبوذ من الناحية الشرعيّة، وذلك كونه من مصاديق الرياء؛ فالله لا يقبل من عبده المؤمن - مهما كانت تديّنه- أن يتفاخر محاولاً اكتساب السمعة والفخر فيما بين الناس على أساس عمله الديني؛ كما جاء في الحديث:
«عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّهُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ يَقُولُهُ فَذَكَرْتُهُ، فَأَبْكَانِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي الشِّرْكَ، وَالشَّهْوَةَ الْخَفِيَّةَ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتُشْرِكُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ... أَمَا إِنَّهُمْ لَا يَعْبُدُونَ شَمْسًا وَلَا قَمَرًا وَلَا حَجَرًا وَلَا وَثَنًا، وَلَكِنْ يُرَاءُونَ بِأَعْمَالِهِمْ..»[7].
فمن هنا تلاحظ إن الإمام زين العابدين علي بن الحسينA يتضرّع إلى الله وذلك كي يجعله في قمّة الالتزام بالقيم والأخلاق، من دون أن يسبب له شعوراً بالتعالي على الآخرين، أو بالتفاخر فيما بينهم، حيث قالA في دعاءه: «وَهَبْ لي مَعالِيَ الأخْلاقِ، وَاعْصِمْني مِنَ الفَخْرِ»[8].
ويعتبر مكمن الداء في أوساط مجتماعتنا المسلمة إن البعض يمنحون لأنفسهم الحقّ في تصنيف الناس، وتوزيعهم المواقع عند الله بوعي أو من دون وعي، وربما يظنون إنها مهمة منحها الله تعالى لهم، فيصدرون أحكاماً في نجاة هذا وهلاك ذاك، وفساد عقيدة شخص وصلاح عقيدة الآخر ومن ثم الوصول للتكفير.
 وهذه المزايدة تعتبر واحدة من المساوئ القائمة في ضمن حياة المسلمين مع إن الدين بتعاليمه قد ربّي المسلم على حسن الظنّ بإخوانه حتى وإن تملّك درجة أفضل في العلم والمعرفة.
وجاء انه قد روى الصَّبَّاحِ بْنِ سَيَابَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِA القَولَ: مَا أَنْتُمْ وَالْبَرَاءَةَ؟ يَبْرَأُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ، وَبَعْضُهُمْ أَكْثَرُ صَلَاةً مِنْ بَعْضٍ، وَبَعْضُهُمْ أَنْفَذُ بَصَراً مِنْ بَعْضٍ، وَهِيَ الدَّرَجَاتُ[9].
فليس هذا الداء مقتصراً فقط على يومنا، بل تجد جذوره موجودة منذ عصور الأئمةD أيضاً؛ من حيث كشفت بعض الاحاديث عن اختلاف المراتب في أصحاب الرسولn والأئمةD فكشفت عن وجود هذه الظاهرة فيما بينهم. كما روي عنهA قال:
« عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَرَاطِيسِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فَذَكَرْتُ لَهُ شَيْئاً مِنْ ..وَمِنْ أَقَاوِيلِهِمْ، فَقَالَ يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ: الْإِيمَانُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ بِمَنْزِلَةِ السُّلَّمِ لَهُ عَشْرُ مَرَاقِيَ، وَتُرْتَقَى مِنْهُ مِرْقَاةً بَعْدَ مِرْقَاةٍ.
فَلَا يَقُولَنَّ صَاحِبُ الْوَاحِدَةِ لِصَاحِبِ الثَّانِيَةِ لَسْتَ عَلَى شَيْ‏ءٍ. وَلَا يَقُولَنَّ صَاحِبُ الثَّانِيَةِ لِصَاحِبِ الثَّالِثَةِ لَسْتَ عَلَى شَيْ‏ءٍ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْعَاشِرَةِ. قَالَ: وَكَانَ سَلْمَانُ فِي الْعَاشِرَةِ. وَأَبُو ذَرٍّ فِي التَّاسِعَةِ. وَالْمِقْدَادُ فِي الثَّامِنَةِ.
يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ: لَا تُسْقِطْ مَنْ هُوَ دُونَكَ فَيُسْقِطَكَ مَنْ هُوَ فَوْقَكَ، إِذَا رَأَيْتَ الَّذِي هُوَ دُونَكَ فَقَدَرْتَ أَنْ تَرْفَعَهُ إِلَى دَرَجَتِكَ رَفْعاً رَفِيقاً فَافْعَلْ، وَلَا تَحْمِلَنَّ عَلَيْهِ مَا لَا يُطِيقُهُ فَتَكْسِرَهُ. فَإِنَّهُ مَنْ كَسَرَ مُؤْمِناً فَعَلَيْهِ جَبْرُهُ؛ لِأَنَّكَ إِذَا ذَهَبْتَ تَحْمِلُ الْفَصِيلَ حَمْلَ الْبَازِلِ فَسَخْتَهُ»[10].
فلم تكتفي الروايات بالابتعاد عن هذه الظاهرة ونقدها، بل طرحت الحلول لكي تتجاوزها من خلال بيان كيفيّة التعامل مع الذي لا يتفق مع الإنسان في شيء من المسائل، فأوردت ثلاثة أحتمالات أحدهما احتمال الخطأ والصواب, والثاني: القبول وعدم القبول, والثالث: احتمالات حسن العاقبة وسوئها.
في احتمالات الخطأ والصواب ما ضمانك من صحّة الرأي الذي يختاره الإنسان وسقم رأي غيره، فلربما يحصل العكس تماماً؛ فلا يمكنك أن تدعي العصمة في آرائك بإستثناء اهل البيتD.
وهي تعتبر قضايا اجتهاديّة سواء كانت فكريّة أو فقهيّة، ومن الطبيعي المجتهد يختلف في رأيه عن المجتهد الثاني، ومن أطمئن بمجتهد محدد فأخذ رأيه الفقهي أو الفكري فيعتبر معذور امام الله تعالى.
وذلك كونه أخذ برأي مجتهد، أو إنه بنفسه اجتهد، ان كان له القدرة على ذلك، فلا يحق له الحكم القطعي بصواب رأي معين ويخطأ خيار الآخر؛ فجميعهم ذهب إلى لفظة كلمة «التخطئة» التي تعني عدم إمكانيّة دعوى الجزم من الوصول للحكم الواقعيّ الحقيقي على الإطلاق؛ وذلك لإن كلّ مسألة تحتمل الخطأ والصواب بأستثناء الضروريّات المتفق عليها.
وكم وكم من أفكار تنازع الناس عليها، واختلف فيها، لكن بعد مرور فترة من الزمان تغيّرت الأمور، وسيطر رأي غير الرأي الذي كان سائداً انذاك في الماضي؛ ومع ان الأمر كذلك فلا ينبغي للفرد أن يتهم الآخرين في دينهم وذلك كونهم يمتلكون رأي آخر.
اما احتمال القبول وعدم القبول فانت تلاحظ المؤمن يجتهد في تبني ما يعتقد من أنه الحق، مع العمل بما يوصله إلى رضا الله تعالى، ولكنه لا يستطيع إحراز قبول عمله من قبله تعالى، فتراه يتهم نفسه بالتقصير باستمرار.
وهذا مما يجعله يشعر بالخوف والوجل من عدم تحقق موجبات قبول طاعة الله تعالى لعمله، فكيف للمؤمن أن يجزم من أن ما يمارسه هو المقبول عنده تعالى، وأن غيره المختلف معه غير مقبول؟ فيمكن ان يكون عمل أخيك مقبول، وعملك انت غير مقبول.
فمن هنا وردت الروايات الكثيرة التي تنصّ على عدم إخراج الإنسان نفسه عن حدود التقصير، لكي يبقى متردّداً في قبول عمله وعدم قبوله؛ فإن القبول وعدمه تعتبر ليست من صلاحيات الفرد لكي يحكم فيها ويقرر المصير.
كما ورد في الحديث عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي خَلَفٍ:عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى قَالَ: قَالَ لِبَعْضِ وُلْدِهِ: يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِالْجِدِّ، لَا تُخْرِجَنَّ نَفْسَكَ مِنْ حَدِّ التَّقْصِيرِ فِي عِبَادَةِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَطَاعَتِهِ؛ فَإِنَّ اللّهَ لَا يُعْبَدُ حَقَّ عِبَادَتِهِ[11].‌
وكذلك روى ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة عن محمد بن فضيل بن غزوان قال: قيل لعليA: كم تتصدق؟ كم تخرج مالك؟ ألا تمسك؟ قالA: إني والله لو أعلم أن الله تعالى قبل مني فرضاً واحداً لأمسكت، ولكني والله ما أدري، أقبل الله مني سبحانه شيئاً أم لا[12].
بربك هل قرأت او سمعت اجمل وابلغ واحكم من هذا الكلام فهو دون كلام الله ورسوله وقول اعلى من جميع البشر سلام الله عليك يا امير المؤمنين.
واما الاخير فهي احتمالات حسن العاقبة وسوئها, فمن هذا الفرد الذي يضمن حسن عاقبته وسوء عاقبة الشخص الذي تنازع معه، فعلى كلّ إنسان أن يدعو الله تعالى بحسن عاقبته، ولكن يبقى مجال احتمال سوئها باقي قائم ما دام حي يرزق.
كما جاء عن رسول اللهn قال: إن الرجل منكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة[13].
فلاحظ ان كلّ ما سبق يكشف لك عن ضرورة عدم الإعجاب سواء كان على المستوى العقدي أو السلوكي، وهذا بدوره لا يمنع من إبداء الرأي والدفاع عنه.
ولكن من أكبر الاخطاء تجهيل الآخرين وازدرائهم، ومن ثم تحمّل مسؤولية تصنيفهم وإثابتهم ومعاقبتهم؛ فقد جاءت آيات القرآن من انه شأن إلهيّ خالص، كما في عبارة قواه تعالى: (إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ)[14] وعبارة قوله: (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)[15].
ونهاية الكلام نقف امام محاورة جرت بين محمد بن مسلم الزهريّ وبين الإمام عليّ بن الحسينD؛ حينما دخل الزهريّ مهموم وكئيب عليه فبادره الإمامA بسؤال عن السبب الذي يقف وراء همّه وكآبته وغمّه، فبدى له الزهري انزعاجه ممن أحسن إليه، وهكذا يستمر الحديث بينهما حتى يقول له الإمامA:
« إِنْ عَرَضَ لَكَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ بِأَنَّ لَكَ فَضْلًا عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَانْظُرْ إِنْ كَانَ أَكْبَرَ مِنْكَ فَقُلْ قَدْ سَبَقَنِي بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي.
وَإِنْ كَانَ أَصْغَرَ مِنْكَ فَقُلْ قَدْ سَبَقْتُهُ بِالْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي؛ وَإِنْ كَانَ تِرْبَكَ فَقُلْ أَنَا عَلَى يَقِينٍ مِنْ ذَنْبِي وَفِي شَكٍّ مِنْ أَمْرِهِ فَمَا لِي أَدَعُ يَقِينِي لِشَكِّي»[16].



[1]- كنز العمال: ج 3، ص559 , حديث 7902.
[2]- سورة المطففون، الآية 26.
[3]- سورة البقرة، الآية 148.
[4]- الصحيفة السجّاديّة: ص92.
[5]- وسائل الشيعة. ج15، ص336؛ وصحيح مسلم. حديث 2621.
[6]- الطبراني، المعجم الكبير: ج8، ص229.
[7]- الإمام أحمد، مسند أحمد: ج28، ص346.
[8]- الصحيفة السجّاديّة، ص92.
[9]- الكلينيH، الكافي: ج2، ص45.
[10]- الشيخ الصدوقH، الخصال: 2، ص448.
[11]- الشيخ الكلينيH،اصول الكافي: ج4، ص185.
[12]- شرح نهج البلاغة. ج2، الطبعة الأولى1407ه، بيروت: دار الجيل ص202.
[13]- كنز العمال. ج1، ص121.
[14]- سورة الشعراء الآية 112.
[15]- سورة الغاشية الآية 26.
[16]- الطبرسي، الاحتجاج: ج2، ص320.