الأربعاء، 12 أبريل 2017

إعجاز البيان وإعتراضهم على بيان القران الكريم


إعجاز البيان وإعتراضهم على بيان القران الكريم
إعجاز بيان القران : حينما تقلب الكتب تجد ان هناك كتاب مختلف في مكان وضعه بارز ذو قدسية وهيبة تقشعر منه الابدان حينما تفتحة تلاحظ كلمة عنوان له فيتبادر في ذهنك ان معنى لفظ كلمة (القرآن) كما جاء التعريف اللغوي لها فقالوا[1]:
(أما القرآن فاختلف فيه فقال جماعة)‏ هو اسم علم غير مشتق خاص بكلام الله فهو غير مهموز وبه قرأ ابن كثير وهو مروى عن الشافعي‏.‏
كما أخرج البيهقي والخطيب وغيرهم من أنه كان يهمز بالقراءة ولا يهمز القرآن ويقول‏:‏ القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قراءة ولكنه اسم لكتاب الله مثل التوراة والإنجيل‏.‏
وذكر ان الأشعري قال‏:‏ هو مشتق من قرنت الشيء بالشيء‏:‏ إذا ضممت أحدهما إلى الآخر وسمى به القرآن السور والآيات والحروف فيه‏.‏
وجاء مثلهِ ان الفراء قال‏:‏ هو مشتق من القرائن لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضاً ويشابه بعضها بعضاً وهي قرائن وعلى القولين بلا همز أيضاً ونونه أصلية‏.‏
ونقل عن الزجاج قال ‏:‏ هذا القول سهو والصحيح أن ترك الهمز فيه من باب التخفيف ونقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها‏.‏ واختلف القائلون بأنه مهموز فقال قول منهم اللحياني‏:‏ هو مصدر لقرأت كالرجحان والغفران سمى به الكتاب المقروء من باب تسمية المفعول بالمصدر‏.‏
ثم قال :‏ هو وصف على فعلان مشتق من القرء بمعنى الجمع ومنه قرأت الماء في الحوض‏:‏ أي جمعته‏.‏ قال أبو عبيدة‏:‏ وسمى بذلك لأنه جمع السور بعضها إلى بعض‏.‏ وقال الراغب‏ :‏ لا يقال لكل جمع قرآن ولا لجمع كل كلام قرآن‏.‏ قال‏ :‏ وإنما سمي قرآناً لكونه جمع ثمرات الكتب السالفة المنزلة‏.‏ وقيل : لأنه جمع أنواع العلوم كلها‏.‏
وقيل ‏:‏ إنه سمى قرآناً لأن القارئ يظهره ويبينه من فيه أخذاً من قول العرب ما قرأت الناقة سلا قط:‏ أي ما رمت بولد‏:‏ أي ما أسقطت ولداً‏:‏ أي ما حملت قط والقرآن يلقطه القارئ من فيه ويلقيه فسمي قرآناً‏.
فالقران يعتبر كلام الله تعالى (المعجز)، المنزل على محمد بن عبداللهJ بلغة عربية معجزة مؤيدة لرسوله، المتحدى به العرب المتعبد بتلاوته كما في قوله تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ)[2].
وقيل[3]: صحيح أنّ كلمة القرآن تطلق على كل القرآن وجزئه، لكن لا يمكن إنكار أن ظاهر هذه الكلمة هو مجموع القرآن عند عدم وجود قرينة أخرى معها.
وجاء انه ذكر في كتاب (دائرة المعارف البريطانية) في ذيل كلمة (القرآن ): (يعتبر محمدJ من بين الرجال والشخصيات الدينية العظيمة في العالم اكثر الشخصيات توفيقا وظفرا, وكانت رسالته مرادفة للنجاح والانتصار)[4].
تعريف المعجز : نأخذ في البداية تعريف البيان فهو عبارة عن إظهار المعنى بعبارة مبيِّنة عن حقيقته من غير توسع في الكلام، فإنْ تأنقت في إسهاب فهي اذاً البلاغة.
وأما متعلقها الفصاحة فهي عبارة عن الظهور من قولهم: (أفصح الصبح)، إذا ظهر. واللفظ الفصيح يعتبر هو الظاهر، والغالب أنه يستعمل باعتبار اللفظ الكثير الاستعمال في معناه وإنْ خالف القياس[5].
وتعلم ان معجزة القرآن هي حينما كان التفوق عنصراً مشتركاً فيما بين المعجزات الحسية والعقلية على حد سواء، كان القرآن ـ وهو معجزة نبيناn متفوقاً عما يشاكله من كلام البشر.
ولكنَّ القوم أنكروا هذا التفوق، وقالوا حين تليت عليهم آياته كما في عبارة قوله تعالى: (قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ)[6] وجاء التحدي في عبارة قوله تعالى: (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ)[7].
وجاء من الفعل الثلاثي: عجز، يعجز فهو عاجز، ومصدر الفعل هو: العجز. والفعل الرباعي: فهو أعجز، يعجز فهو معجز ومصدر الفعل هو الإعجاز.
واما المعجزة : هي اسم الفاعل المؤنث من فعل ذلك الفعل. 
وأما المعجزة في الاصطلاح فهي الأمر الخارق للعادة، السالم من المعارضة يظهره الله سبحانه وتعالى على يد رسولهJ تصديقاً له في دعوى النبوة[8].
ولكن يشترطون في المعجزة[9] من أن تكون فعلاً من الأفعال المخالفة لما تعوَّد عليه الناس وألفوه بينهم. وأن يظهره الله تعالى على يد من يدّعي النبوة.
وأن يحصل الغرض من ظهور هذا الفعل الخارق للعادة هو تحدي المنكرين، سواء صرح بذلك صاحب المعجزة بالتحدي أو كان التحدي مفهوماً من خلال قرائن الأحوال.
وبملاحظة أن تأتي المعجزة موافقة ومصدقة ومطابقة لدعوى النبوة، فإذا حدثت المعجزة وكذبت صاحبها في دعواه فلا يكون صاحب الدعوى صادقاً، فمثلاً كما لو نطق الجماد بتكذيب صاحب المعجزة.
والشرط الاخير أن يعجز المنكرين عن الإتيان بمعجزة مماثلة لمعجزته (صاحب الدعوى) أي يعجزون عن معارضة ما جاء به.
وبقي تعريف الإعجاز في اللغة فهو مصدر، وفعله رباعي هو أعجز، تقول: أعجز يعجز إعجازاً واسم الفاعل معجز[10]. وأهل اللغة في معناها يدور حول الضعف، وعدم قدرة النهوض بالأمر، والقعود عما يجب فعله.
واما العجز: فهو نقيض الحزم, وكذلك العجز: هو الضعف، والمعجزة بفتح الجيم وكسرها: مفعلة من العجز: وهي عدم القدرة، كما في الحديث- كل شيء بقدر حتى العجز والكيس- وقيل أراد بالعجز: ترك ما يجب فعله بالتسويف[11]
ولكن جاء انه ذكر الشيخ الطوسي[12]H فقال: اختلافهم في المعجز، فقال بعضهم: لا يكون إلا بما لا يدخل تحت مقدور العباد. وقال آخرون: قد يكون إلا أنه ما يعلم أنه لا يمكن العباد الاتيان به، ومثل اختلافهم في صفة المبشر به في التوراة، فقال بعضهم: هو يوشع بن نونA.
وآخر الكلام ساق صاحب اللسان أن العجز أعم من أن يكون ضعف وانعدام قدرة، ويمكن أن يعني ترك الأمر تسويف، مما تفهم أنه ما ترك في حيز القدرة عليه، ولكن  الباعث على تركه الكسل الحامل على التأجيل والتسويف.
ولكن الهم لما يتصوره العقل من المكروه في الحال، والحزن لما وقع في الماضي، والعجز ضد الاقتدار، والكسل ضد النشاط[13].
اذاً الإعجاز هو جعل من وقع عليه أمر التحدي بالشيء وهو عاجز عن الإتيان به، ونسبته للعجز، وإثباته له، فالإعجاز بالنسبة للمعجز هو الفوت والسبق، كما قيل أعجزني فلان أي بمعنى فاتني، واما بالنسبة للعاجز عدم القدرة على الطلب والإدراك وقال الليث: أعجزني فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه[14].
ومما تقدم من الاقوال يمكنك ان تقول إذا كان هذا معنى الإعجاز، فمن خلال إضافته للقرآن، ومنهما تكون مصطلح (إعجاز القرآن).
واما بيان المراد من هذا المصطلح إذ انت عرفت مسبقاً أن إعجاز القرآن حينما تحداهم عن الإتيان بمثله أو بشيء من مثله ليس هو أمر مقصود لذاته، وليست هو غاية في نفسه.
وتلاحظ ان المقصود لازم فهو ناتج عن هذا الإعجاز، وبالتالي إظهار وإثبات من أن هذا الكتاب حق، ووحي من عند الله تعالى، ومقتضاه إثبات صدق رسولهJ.
وتلاحظ ان الإعجاز بالاصطلاح له العديد من التعاريف كما ذكر احداها الجرجاني في كتابه التعريفات فقال: (أنْ يؤدي المعنى بطريق، هو أبلغ من جميع ما عداه من الطرق)[15].
وجاء انهم عرَّفوه كما في قولهم إنما الإعجاز شيئان: ضعف القدرة الإنسانية في محاولة المعجزة، ومزاولته على شدة الإنسان واتصال عنايته. ثم استمرار هذا الضعف على تراخي الزمن وتقدمه. فكأنَّ العالم كله في العجز إنسان واحد، ليس له غير مدنه المحدودة بالغة ما بلغت[16]
المحور الاول : الإعجاز البياني : ورد انه قد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم ايات كريمات اثبت فيها اللغة العربية على باقي جميع اللغات وهي كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾[17].
وكذلك قوله تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾[18]. وكذلك قوله تعالى: ﴿كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾[19]. وكذلك قوله تعالى: ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾[20].
وتلاحظ من انه قد تكفل الله تعالى بحفظهم كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾[21].
ولكن أكثر الأقوال التي وردت انحصرت في ثلاثة عناصر من الإعجاز وتلاحظ أغلبها اشتمل على الجانب اللغوي.
وأما المحدثين فاغلب كلامهم تجده أنحصر في الإعجاز العلمي.  وتلاحظ وجود تكرار مباشر أو غير مباشر في تلك الوجوه، لهذا أفضل وأهم ذكر عناصر الاعجاز اللغوي بلا تكرار وكما هي:
منها : النظم والتأليف في لغة آيات القرآن الكريم. 
منها : الفصاحة في كلمات القرآن الكريم.
منها : عذوبة أسلوب البيان في لغة القرآن الكريم.
منها : السلامة من العيوب في كلمات لغة القرآن الكريم.
منها : صحة معاني الكلمات في لغة القرآن الكريم.
منها : البلاغة في اعلى مقام اللغة بالقرآن الكريم.
منها : التدبر بعلم البيان في كلمات لغة القرآن الكريم.
منها : إيجاز الكلام في غاية البلاغة بلغة القرآن الكريم. 
منها : اشتماله لمعاني دقيقة بصورة معجزة في القرآن.
منها : كونه خارج عن جنس كلامهم من النثر والشعر والخطب مع ان كلامه كونه من حروف لغتهم وقد صححتها لغة القرآن الكريم.
منها : كونه خارج عن جنس كلامهم من خلال اختلاف مطالعه ومقاطعه وفواصله في لغة القرآن الكريم.
منها : الكلمة تتميز بسلامة اللفظ مما يشينه مثل التعقيد والاستكراه في لغة القرآن الكريم.
المحور الثاني : إعتراضهم على بيان القران الكريم : تلاحظ انه ثبت عجز أصحاب اللغة العربية عبر كل زمان ومكان من الإتيان بمثل بيانه أو أي سورة من القران، بالرغم تحديه لهم كما في قوله تعالى: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾[22].
فبالرغم من وجود الدافع عند أعداء الإسلام في كل امة وجيل الى يوم يبعثون بالرغم من انتفاء المانع، إن كانوا هم أهل فصاحة البلاغة؛ فالكتاب بلغتهم وأساليبهم وألفاظهم.
ولكن هناك ممن نعتبرهم اصحاب كتاب كما في معرض كلامهم حول من أشكل على الإعجاز البياني في القران على قوله تعالى:
(هو الذي خلقكم مِن نفسٍ واحدةٍ وجعل منها زوجها ليسكن إليها، فلما تَغَشَّاها حَملَتْ حَملا خفيفاً فمرّت به، فلما أَثْقَلتْ دعوا الله ربهما: لئِن آتيتنا صالحاً لنكوننّ من الشاكرين*فلما آتاهما صالحاً، جعلا له شركاء فيما آتاهما، فتعالى الله عما يُشْرِكون)[23].
حينها قالوا : ان التوراة تعلِّمنا أن آدم عرف حواء امرأته فحبلت وولدت قايين، ثم عادت فولدت أخاه هابيل، وبعد ذلك عرف آدم امرأته أيضاً فولدت ابناً ودعت اسمه شيثاً...
ومن ثم قالوا : تأمَّل كيف تعبِّر التوراة بكلمة عرف عن معنى الجماع، وهي ألطف وأرقّ من عبارة القرآن. وانظر إلى عبارة التوراة تجدها لم تنسب إلى آدم وحواء الإشراك بالله. والمسلمون يعتقدون بنبوَّة آدم. فكيف يكون نبياً ومشركاً؟.
ومن ثم بعدها ذكروا الاية قوله تعالى: (ولقد هَمَّت به وهَمَّ بها * لولا أن رأى برهان ربه. كذلك لنصرفَ عنه السُّوءَ والفحشاء. إنه من عبادنا المخْلَصين)[24].
ومن ثم بعدها قالوا : الكتاب المقدس يشهد أن يوسف منزّهٌ عن قوله هَمَّت به وهَمَّ بها. (أنه لما طلبت امرأة فوطيفار من يوسف أن يضطجع معها. قال: إن سيدي سلّم كل شيء ليدي في هذا البيت، ولم يُمسك عني شيئاً غيرك، لأنك امرأته، فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟ وكانت تكلمه من يوم إلى آخر فلم يلتفت إليها)[25].انتهى.
جوابه تلاحظ لفظ هذه الكلمة (تغشاها) فهي تحمل كل معاني الستر والأدب. فهنا الـ(غشاء) هو غطاء الشيء الذي يستره من فوقه، والغاشية هي الظلة تظله من سحابة أو غيرها، كما في قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى)[26].
أي بمعنى يحجب الأشياء ويسترها بظلامه. وتغشاها أي أتاها كغشيها ـ ويزيد ما يعطيه صيغة التفعُّل من جهد ـ ويعتبر كناية نزيهة عن أداء وظيفة الزوجية، أشارت إلى أن مقتضى الفطرة وأدب الشريعة فيها الستر.
إن هذا اللفظ يعتبر كناية تدل على الجماع، وايات القرآن كنّت بما يُستحيى منه في جميع الآيات ـ وليس هنا فقط ـ وهو أسلوب واضح لمن ينظر بعين الفحص الموضوعي إلى ايات القرآن الكريم في جميع مواضعه التي تحدث فيها عن الجماع، والدخول إلى الخلاء.
كما عن ابن عباس قال: الدخول، والتغشي، والإفضاء، والمباشرة، والرفث، واللمس: هذا الجماع. ولكن الله سبحانه حيي كريم، يكني بما شاء هو عما شاء هو وحده.
وتلاحظ إن القرآن الكريم يكني في كل آياته عند الإشارة إلى ما يُستحيى منه، في بيئة معينة لها لفظ واحد او الفاظ ولم يكن ذلك عيباً فيها.
بل هو الذي هذَّب ألفاظ العرب، فاستبدل ما يُستحيى من ذكره الواقع العاقل، بلفظ لا يُستحيى منه شائع ومقبول ومهذب، وهو من جانب التعليم لهم والأدب والرقي في الخطاب كـ(لفظ الغائط) للتعبير عما يُستحيى من ذكره علناً أمام الناس.
فأصل الغائط في اللغة هو الوادي أو المكان المنخفض من الأرض، ومنه سميت غوطة دمشق.
ثم بعدها اصبح هذا اللفظ يعتبر كناية عن عملية إخراج الفضلات من قبل الإنسان، لأن استمرار الناس كانوا يقولون: (سأذهب إلى الغائط لأقضي حاجتي).
ولكن في عصرنا انحصر هذا المعنى ولما شاع استخدام هذا اللفظ فأصبح دلالة على الفعل، حتى اصبح أكثر الناس يستحيون من ذكره.
وأجمالاً لا توجد في كلمات ايات القرآن الكريم أيّ لفظ مما يُسحيى مِن ذكره، أو قرائته أمام الصغار والكبار وطلاب المدارس كما هو في كتبهم المقدسة.
فمن ذلك ما جاء في الإصحاح السابع قال: (1 - ما أجمل رجلَك بالنعلَين يَا بنت الكريم؟ دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يديْ صناع.. ما أجملك وما أحلاكِ أيتهَا الحبيبة باللذاتِ؟ 7- قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياكِ بالعناقيد. 8- قلت: إني أصعد إلى النخلةِ وأمسك بعذوقها. وتكون ثدياك كعناقيدِ الكرمِ ورائحة أنفكِ كالتفاح وحنككِ كأجود الخمرِ..)[27].
ومثلهِ ما ذكر في سفر الأمثال حين تقول زانية متزوجة لرجل: (بالديباج فرشت سريري بموشّى كتان من مصر. عطرت فراشي بمرّ وعود وقرفة. هلم نرتو ودًا إلى الصباح. نتلذذ بالحب. لأن الرجل ليس في البيت)[28].
وتلاحظ مثلهِ سبقه تغزل بثدي المرأة ؟ يقول سفر الأمثال: (وافرح بامرأة شبابك الظبية المحبوبة والوعلة الزهية، ليروك ثدياها في كل وقت)[29].
وتجد التشبيه الأشد غرابة، هو ما جاء في سفر حزقيال حول زانية تدعى أهوليبا: (فأكثرت[30] زناها بذكرها أيام صباها التي فيها زنت بأرض مصر وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل)[31].
وانظر إلى التعليمات المذكورة في سفر راعوث: (ومتى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه وادخلي واكشفي ناحية رجليه واضطجعي وهو يخبرك بما تعلمين)[32].
وافتروا حينما ذكروا فعل غريب للنبي داودA فقد جاء في سفر صموئيل الأول أنه حين طلب الزواج بابنة شاول الملك، اشترط شاول عليه أن يكون المهر 100 غلفة[33] وغير ذلك الكثير الكثير.
فهل بعد هذا الكلام كله يزعمون أن كتابهم المقدس أكثر أدباً من القرآن الكريم، وأبلغ في إيصال المعنى المراد بلا فحش؟.
كما قال الله تعالى في القران الكريم الذي جاء به النبي محمدo صدقاً وعدلاً وأمانتاً بقوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)[34].

[1]- الإتقان في علوم القرآن  ج1 ص153و154 طبعة المكتبة التوفيقية.
[2]  - سورة الفتح الاية  15.
[3] - تفسير الامثل للشيخ مكارم الشيرازيK ج16 ص120
[4] - دائرة المعارف البريطانية - مادة (قرآن). نفحات القران ج7 ص108.
[5] - كمال الدين عبد الواحد بن عبد الكريم: البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن.
[6] -  سورة الأنفال، الآية  31.
[7] - سورة الطور، الآية  34.
[8]  - شرح الجلال على العقائد العضدية، 2/276.
[9]  - كتاب عنوانه: بحوث في الثقافة الإسلامية، تأليف عدد من أساتذة جامعة قطر، ص 275.
[10]  - المصباح المنير ص 149.
[11]  -  لسان العرب: مادة ( عجز) .
[12]  -  التبيان في تفسير القران للشيخ الطوسيH ج8 ص108.
[13] - كما في شرح الحديث في فتح الباري , باب الاستعاذة من الجبن والكسل.
[14]  - لسان العرب مادة عجز.
[15]  - البيان في إعجاز القرآن  الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي ص 23-31.
[16]  - إعجاز القرآن  للرافعي  ص 139.
[17]  - سورة الشعراء الاية 192-195.
[18]  - سورة الزخرف الاية 3.
[19]  - سورة فصلت الاية  3.
[20]  - سورة الزمر الاية 28.
[21]  - سورة الحجر الاية 9.
[22]  - سورة يونس الاية 38.
[23] - سورة الاعراف الاية 189 – 190.
[24] - سورة يوسف الاية 24.
[25] - الكتاب المقدس / تكوين 3/ 9.
[26] - سورة الليل الاية 1.
[27] - يمكنك الرجوع الى: الإصحاح السابع من سفر نشيد الانشاد. ويستحيل من أن يكون مثل هذا من كلام رب يستحق العبادة.
[28] - سفر الأمثال   7 / 16 .
[29] - سفر الأمثال  5 / 18 .
[30] - يقصد اهوليبا.
[31] - سفر حزقيال  23 / 19 .
[32] - سفر راعوث  3 / 4 .
[33] - صموئيل الأول  18 / 25 .
[34] - سورة التين الاية 4 و 5 و 6.