الأربعاء، 12 أبريل 2017

ق2 التفسير الفلسفي من جميع الجوانب والاتجاهات


ق2 التفسير الفلسفي من جميع الجوانب والاتجاهات
( 1 ) - منهج التفسير العقائدي: حينما نأتي الى السياق التاريخي تجد انه يطلق علم العقائد على علم الكلام والكلام في اللغة هي بمعنى الحديث, فلم يكن او تجد هنالك اختلاف ملحوظ في المسائل العقائدية في زمن رسول اللهo بل حدث ذلك بعد وفاته الأليمة وخصوصا في مسالة الإمامة والعصمة.
واتسعت دائرة الخلافات تدريجيا حتى وصلت الى مسائل صفات الله ورسول اللهo. ثم بعدها تكون علم الكلام في أواخر القرن الاول الهجري وبداية القرن الثاني الهجري.
وبرزت المدرسة الاعتزالية في علم الكلام بواسطة واصل بن عطاء, ثم بعدها الاشاعرة عن طريق ابي الحسن الأشعري, ثم بعدها ظهرت الفرقة الماتريدية.
وعليك ان تعرف انه قد تكونت المدرسة الكلامية للشيعة الامامية عن طريق أئمة أهل البيتD في بداية ظهور أمر الإسلام.
فتلاحظ من هنا ظهرت الاتجاهات الكلامية بالتفسير في شتى الأنواع المختلفة ومن أهم ما يميز هذا المنهج التفسيري هو كما يلي:-
1-                    تاكيده من خلال الاهتمام بتفسير آيات العقائد مثل (التوحيد – النبوة – العدل – الإمامة - المعاد).
2-                    التركيز من خلال الاهتمام بالآيات المتشابهة في القرآن.
3-                    الإثبات والنفي بعقائد الآخرين عن طريق تفسير الآيات. 
4-                    تلاحظ إن بواعث المفسر هي الدفاع عن عقائد المسلمين أو الدفاع عن المدرسة الكلامية التي تبناها.
5-                    الالتزام من خلال الاستفادة من المنهج الاجتهادي والعقلي في التفسير, وإتباع الطريقة الاستدلالية مع استخدام الاحاديث والآيات, ولهذا فقد تشتمل التفاسير الكلامية على مناهج متعددة ومنوعة علمية.

( 2 ) - أنواع المدارس العقائدية : عندما يأمرنا رسول اللهJ باتباع الحق وهو عليA كما في الحديث نتمسك به كعقيدة يحاسبنا الله تعالى عليها يوم القيامة ولكن من يعرف ذلك ويحاول القاء الحجج لغرض عدم الالتزام بما امر به النبيJ.
فنأخذ لمحة بسيطة كما جاء في كتاب الله العزيز وهو قوله تعالى: (قل اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون)[1].
لقد قال الدكتور فاضل السامرائي ان قوله تعالى: (والضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى)[2] حول دلالة القسم في قوله تعالى (والضحى), يذكر أهل التفسير أن الوحي أبطأ على رسول اللهJ أياماً فشق ذلك عليه وقيل له:
إن ربك قلاك، فأنزل الله تعالى هذه السورة رداً على المشركين وإكراماً للرسولJ فلماذا حزن الرسول الكريمJ وجزع لانقطاع الوحي مع ما يلقاه في سبيل الوحي من العنت والجهد؟
ثم قال الدكتور: في الحقيقة انه اختبار من الله تعالى للرسول الكريمJ: هل هو حريص على الوحي وما فيه من مشقة أم انه سيرتاح من هذا الوحي الثقيل؟ وهذا فيه توجيه إلى الدعاة أنه عليهم أن يصبروا ويثبتوا في الدعوة مهما لاقوا من مشقة وعنت في سبيل الدعوة إلى الله.
اذاً عندنا الضحى في اللغة: هو وقت ارتفاع الشمس بعد الشروق.
وسجى في اللغة : لها ثلاث معاني، فهي بمعنى سكن، أو اشتد ظلامه أو غطى مثل تسجية الميت.
وأقسم الله تعالى بالضحى والليل إذا سجى انه ما ودع رسوله وما قلاه، و(الضحى) هنا يمثل نور الوحي وإشراقه كما قال المفسرون، والليل يمثل انقطاع الوحي وسكونه والدنيا من غير نور الوحي ظلام ولذلك قدم سبحانه الضحى هنا لأنه ما سبق من نور الوحي, وأخر الليل لما يمثل من انقطاع الوحي.
وقال بعض المفسرين أن القسم يشير أن الانقطاع يمثل الاستجمام والسكون كما يرتاح الشخص المتعب في الليل ومن معاني سجى السكون وهو يمثل الراحة وهو نعمة. فالقسم هنا جاء لما تستدعيه الحالة التي هو فيها.
ما اللمسة البيانية في كلمة (سجى) وليست في كلمتي غشي أو يسر؟
كما في قوله (والليل إذا يغشى) (والليل إذا يسر) سبق القول أن من معاني سجى: سكن وهذا يمثل سكون الوحي وانقطاعه وهذا هو السكون، والانقطاع ظلمة وهذا المعنى الثاني لسجى فكلمة سجى جمعت المعاني كلها التي تدل على انقطاع الوحي وسكونه.
أما كلمة يغشى أو يسر فهما تدلان على الحركة وهذا يناقض المعنى للقسم في هذه السورة. وعليه فان القسم (والضحى والليل إذا سجى) هو انسب قسم للحالة التي هو فيها من نور الوحي وانقطاعه وكل قسم في القرآن له علاقة بالمقسم به.
-                  فلسفة البيان في كلمة ( والضحى )
ما الحكم البياني في استخدام كلمة (والضحى) بدل والفجر أو النهار؟
الضحى: هو وقت إشراق الشمس أما النهار فهو كل الوقت من أول النهار إلى آخره، والضحى يمثل وقت ابتداء حركة الناس يقابله الليل إذا سجى وهو وقت السكون والراحة.
والفجر: هو أول دخول وقت الفجر (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) ولا يكون هناك ضوء بعد أو نور كوقت الضحى بعد شروق الشمس.
- قوله ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ).
أين مفعول الفعل قلى؟
في هذه الآية الكريمة ذكر مفعول الفعل ودع وهو (الكاف في ودعك) وحذف مفعول الفعل قلى (ولم يقل قلاك).
في اللغة عند العرب التوديع عادة يكون بين المتحابين والأصحاب فقط ويكون عند فراق الأشخاص. اختلف النحاة في سبب ذكر مفعول فعل التوديع وحذف مفعول فعل قلى منهم من قال لظهور المراد بمعنى أن الخطاب واضح من الآيات انه لرسول اللهJ.
ومنهم من قال إنها مراعاة لفواصل الآيات في السورة (الضحى، سجى، قلى، الأولى،...) لكن القرآن العظيم لا يفعل ذلك لفواصل الآيات وحدها على حساب المعنى أبداً ولا يتعارض المعنى مع الفاصلة والمقام في القرآن كله. فلماذا إذن هذا الحذف والذكر؟
الذكر من باب التكريم والحذف من باب التكريم أيضاً. لم يقل الله تعالى قلاك لرسوله الكريم حتى لا ينسب الجفاء للرسولJ فلا يقال للذي نحب ونجل ما أهنتك ولا شتمتك إنما من باب أدب المخاطبة يقال ما أهنت وما شتمت فيحذف المفعول به إكراماً للشخص المخاطب وتقديرا لمنزلته وترفع عن ذكر ما يشينه ولو كان بالنفي.
أما التوديع فالذكر فيه تكريم للمخاطب فيحسن ذكر المفعول مع أفعال التكريم وحذفه مع أفعال السوء ولو بالنفي. وهكذا يوجه الله تعالى المسلمين لأدب الكلام ويعلمنا كيف نخاطب الذين نجلهم ونحترمهم. ولقد جمعت هذه الآية التكريم للرسولJ من ربه مرتين مرة بذكر المفعول مع فعل التوديع ومرة بحذف المفعول مع الفعل قلى.
فلماذا قال تعالى ( ربك ) ولم يقل ( الله ) ؟
هنا تكريم آخر من الله تعالى لرسوله الكريمJ. فالرب هو المربي والموجه والقيم. وذكر الفاعل وهو الرب إكرام آخر فلم يقل لم تودع ولم تقلى.
والرب هو القيم على الأمر فكيف يودعك وهو ربك لا يمكن أن يودع الرب عبده كما لا يمكن لرب البيت أن يودعه ويتركه ورب الشيء لا يودعه ولا يتركه وإنما يرعاه ويحرص عليه.
واختيار كلمة الرب بدل كلمة الله لأن لفظ الجلالة الله كلمة عامة للناس جميعا ولكن كلمة الرب لها خصوصية وهذا يحمل التطمين للرسول الكريمJ من ربه الذي يرعاه ولا يمكن أن يودعه أو يتركه أبداً.
- قوله ( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى )
اختلف المفسرون في معنى كلمة الآخرة فمنهم من قال: إنها ما هو غير الدنيا بمعنى الدار الآخرة. وقسم قال إنها كل ما يستقبل من الحياة على العموم كما جاء في قوله تعالى (فإذا جاء وعد الآخرة..) الآخرة هنا ليست في القيامة.
الآخرة في سورة الضحى جاءت مقابل الأولى ولم تأت مقابل الدنيا فلم يقل وللآخرة خير لك من الدنيا. ومعنى الآية أن ما يأتي خير لك أيها الرسولJ مما مضى.
أي من الآن فصاعداً فيما يستقبل من عمرك هو خير لك من الأولى وأكد ذلك باللام في كلمة (وللآخرة). وقد حصل هذا بالفعل فكل ما استقبل من حياتهJ خير له مما حصل.
فلماذا لم يقل خير لك من الدنيا ؟
لأنه لو قالها لما صحت إلا في الآخرة فكأنما حصر الخير في الآخرة فقط ونفى حصول الخير فيما يستقبل من حياتهJ وهذه الآية توكيد لما سبقها في قوله تعالى (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى).
ولماذا قال تعالى (لك) ولم يقل وللآخرة خير من الأولى؟
هذه السورة وسورة الشرح هما خاصتان بالرسولJ وهو المخاطب المباشر بهما ولو قال تعالى : (وللآخرة خير من الأولى) لما صح هذا القول لأنه سيكون عاماً للناس جميعاً وهذا ما لا يحصل وعندها ستفيد الإطلاق ولا يصح على عمومه.
لان بعض الناس آخرتهم شر لهم من أولاهم ولا يصح هذا الكلام على إطلاقه إنما لا بد من أن يخصص المعنى وهو للرسول الكريمJ بالذات ولهذا قال تعالى (وللآخرة خير لك من الأولى).
-                  قوله ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )
ما هي علاقة هذه الآية بما سبقها من الآيات ؟.
(سوف) دالة على الاستقبال وقد سبق أن قال تعالى (وللآخرة خير لك من الأولى) وهي تدل أيضاً على الاستقبال وجاء أيضاً باللام في (ولسوف) وأكده بنفس التوكيد باللام في (وللآخرة).
ولماذا لم يحدد العطاء بشيء ما وإنما قال ولسوف يعطيك ربك فترضى؟.
لقد أطلق سبحانه العطاء ولم يحدده إنما شمل هذا العطاء كل شيء ولم يخصصه بشيء معين إكراماً للرسول الكريمJ وتوسيعاً للعطاء وكذلك أطلق فعل الرضا كما أطلق العطاء فجعل العطاء عاماً وجعل الرضا عاماً وذكر المعطي أيضاً وهو الرب.
وعلينا أن نتخيل كيف يكون عطاء الرب؟ والعطاء على قدر المعطي وهذا كله فيه تكريم للرسولJ كذلك في إضافة ضمير الخطاب (الكاف) في (ربك) تكريم آخر للرسولJ.
لماذا اختيار كلمة (فترضى) ؟
اختيار هذه الكلمة بالذات في غاية الأهمية ؛ فالرضا هو من أجل النعم على الإنسان وهو أساس الاستقرار والطمأنينة وراحة البال فإن فقد الرضا حلت الهموم والشقاء ودواعي النكد على الإنسان.
وان فقد في جانب من جوانب الحياة فقد استقراره بقدر ذلك الجانب ولذا جعل الله تعالى الرضا صفة أهل الجنة (فهو في عيشة راضية) (فارجعي إلى ربك راضية مرضية).
وعدم الرضا يؤدي إلى الضغط النفسي واليأس وقد يؤدي إلى الانتحار. والتعب مع الرضا راحة والراحة من دونه نكد وتعب، والفقر مع الرضا غنى والغنى من دونه فقر، والحرمان معه عطاء والعطاء من دونه حرمان.
لذا فان اختيار الرضا هو اختيار نعمة من اجل النعم ولها دلالتها في الحياة عامة وليست خاصة بالرسول الكريمJ فإذا رضي الإنسان ارتاح وهدأ باله وسكن وان لم يرض حل معه التعب والنكد والهموم والقلق مع كل ما أوتي من وسائل الراحة والاستقرار.
لماذا قال يعطيك ولم يقل يؤتيك؟
الإيتاء يكون لأمور مادية وغيرها (الملك، الحكمة، الذكر) أما العطاء فهو خاص بالمادة. والإيتاء أوسع من العطاء واعم والعطاء مخصص للمال.
والإيتاء قد يشمله النزع والعطاء لا يشمله النزع. (آتيناه آياتنا فانسلخ منها) (يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء) وقد لا يستوجب الإيتاء لشخص ما أن يتصرف بما أوتي.
أما العطاء فلصاحبه حرية التصرف فيه بالوهب والمنح ولذا قال تعالى (إنا أعطيناك الكوثر) لأن الكوثر أصبح ملكاً للرسولJ وكما قال الله تعالى لسيدنا سليمانA (هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب) أي له الحق بالتصرف فيه كما يشاء.
- قوله [ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى].
هذه الآيات مرتبطة بالآيات السابقة (ما ودعك ربك وما قلى) (وللآخرة خير لك من الأولى) ومرتبطة أيضاً بالقسم في أول السورة (والضحى والليل إذا سجى) والآية (ألم يجدك يتيماً فآوى) تؤكد أن ربه لم يودعه ولم يقله.
وكذلك في ( وجدك ضالاً فهدى ) وهي كلها تصب في ( وللآخرة خير لك من الأولى) فالإيواء خير من اليتم ؛ والهداية خير من الضلالة ؛ والاغناء خير من العيلة فكلها مرتبطة بالآية (ما ودعك ربك وما قلى) وتؤكد معناها.
( وللآخرة خير لك من الأولى ) فالله تعالى لم يترك رسولهJ ليتمه أو لحاجته أو للضلال هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخرى هي مرتبطة بالقسم فقد اقسم الله تعالى بالضحى والليل وما سجى.
و(اليتم) ظلمة و(الإيواء) هو النور وكذلك (الضلال) ظلمة و(الهدى) نور (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) سورة البقرة، والحاجة والعيلة ظلمة أيضاً والغنى نور وبهجة.
في هذه الآيات بدأ سبحانه وتعالى بالظلمة ثم النور (اليتم) ثم الإيواء، (الضلال) ثم الهدى، (العيلة) ثم الغنى وهذا ليناسب ويتوافق مع قوله تعالى (وللآخرة خير لك من الأولى) والأولى هي الظلمة أما الآخرة فهي النور وهي خير له من الأولى.
لماذا لم يقسم سبحانه بالليل إذا سجى أولاً ثم الضحى؟
(الضحى) هو نور الوحي وكان السكون بعد الوحي وكان القسم على اثر انقطاع الوحي فانقطاع الوحي هو الذي تأخر وليس العكس لذا جاء قسم الضحى أولاً ثم الليل.
لماذا تكررت كلمة ربك في هذه السورة ؟
(الرب) معناه انه هو المعلم والمربي والمرشد والقيم وكل آيات السورة مرتبطة بكلمة الرب (ألم يجدك يتيماً فآوى...) اليتيم يحتاج لمن يقوم بأمره ويرعاه ويعلمه ويوجهه ويصلح حاله وهذه من مهام الرب.
واليتيم يحتاج هذه الصفات في الرب أولاً, ثم إن الضال يحتاج لمن يهديه والرب هو الهادي والعائل أيضاً يحتاج لمن يقوم على أمره ويصلحه ويرزقه فكلمة الرب تناسب كل هذه الأشياء وترتبط بها ارتباطاً أساسياً.
وكثيراً ما ارتبطت الهداية في القرآن الكريم بكلمة الرب (ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) (يهديهم ربهم بإيمانهم) (الحمد لله رب العالمين....اهدنا الصراط المستقيم).
لماذا حذف المفعول للأفعال: فآوى ، فأغنى، فهدى مثلما حذف في فعل قلى؟ ذكر المفسرون هنا عدة آراء منها:
أن الحذف هو لظهور المراد لأنه تعالى كان يخاطب الرسولJ والمعنى واضح، وقسم قال إنها مراعاة لفواصل الآيات حتى لا يقال آواك وأغناك وهداك فتختلف عن فواصل باقي الآيات.
ولكن كما سبق آنفاً قلنا إن القرآن الكريم لا يراعي الفاصلة على حساب المعنى مطلقاً وهي قاعدة عامة في القرآن:
المعنى أولاً ثم الفاصلة القرآنية ومثال ذلك الآية في سورة طه ( إلهكم واله موسى فنسي) وكانت الفاصلة في باقي السورة مختلفة وعليه فان الحذف هنا جاء للإطلاق والدلالة على سعة الكرم.
فآوى بمعنى فآواك وآوى لك وآوى بك وأغناك وأغنى لك وأغنى بك وهداك وهدى لك وهدى بك، فلو قال سبحانه وتعالى فوجدك عائلا فأغناك لكان الغنى محصوراً بالرسولJ فقط لكن عندما أفاد الإطلاق دل ذلك على انه سبحانه أغنى رسوله وأغنى به وبتعليماته فيما خص الإنفاق وغيره خلقاً كثيراً وأغنى له خلقاً كثيراً.
وكذلك آوى الرسولJ وآوى به خلقا كثيراً بتعاليمه الكثيرين وتعاليمه كانت تحض على رعاية اليتامى وحسن معاملتهم واللطف بهم وآوى لأجله الكثير من الناس لان من الناس من يؤوى اليتامى حبا برسول الله وطمعا في صحبة الرسولJ في الجنة (خصوصاً ايتام اهل بيتهJ فقد حاربتهم بني امية ثم ظلمة بني العباس).
كما ورد في الحديث: أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار إلى إصبعيه. وكذلك بالنسبة للهداية فالله تعالى هدى رسوله الكريمJ وهدى به خلقاً كثيراً (وانك لتهدي إلى صراط مستقيم) وهدى له ولأجله من أراد سبحانه وتعالى.
إذن خلاصة القول أن الحذف هنا جاء لظهور المراد وفواصل الآيات وسعة الإطلاق كلها مجتمعة لا يتعارض احدها مع الآخر. وكذلك تناسب سعة الإطلاق هنا قوله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى). فالحذف هنا جاء للعموم والإطلاق في المعنى.
لماذا ترتيب الآيات على هذا النحو [أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى].
هذا هو الترتيب الطبيعي في الحياة. (اليتم) يقال لمن فقد والديه أو احدهما وهو دون سن البلوغ فإذا بلغ انتفت عنه صفة اليتم، وإذا بلغ دخل في سن التكليف الشرعي فهو يحتاج إلى الهداية ليتعلم كيف يسير في الحياة قبل أن يكون فقيراً أو غنياً, وكيف يجمع المال الحلال لأن كل مال جمع من غير طريق الهداية هو سحت.
ثم تأتي (العيلة) وهي أمر آخر بعد البلوغ؛ من الناس من يكون فقيراً أو غنياً وعلى الاثنين أن يسيرا وفق التعاليم التي تعلماها بعد البلوغ مباشرة وهذا طبيعي ويمر به كل الخلق.
فهذا هو التسلسل الطبيعي في الحياة. لذا فقد بدأ سبحانه بالحالة الأولى (اليتم) ثم إذا بلغ تأتي (الهداية) في المرتبة الثانية ، وثالثاً (العائل) والغني يجب أن يسيرا على الهداية.
- قوله [ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ]
(القهر) في اللغة : هو التسلط بما يؤذي ولا تقهره بمعنى لا تظلمه بتضييع حقه ولا تتسلط عليه أو لا تحتقره أو تغلب على ماله، كل هذه المعاني تدخل تحت كلمة (القهر).
(السائل) اختلف المفسرون فيها فقال بعضهم: هو سائل المال والمعروف والصدقة ومنهم من قال: انه سائل العلم والدين والمعرفة وقسم قال انه مطلق ويشمل المعنيين، فسواء كان السائل سائل مال وصدقة أو سائل علم ومعرفة.
يجب أن لا ينهر مهما كان سؤاله. لا يصح أن يزجز أو ينهر سائل المال أو سائل العلم والدين. إذا كان سائل مال أعطيناه أو رددناه بالحسنى وسائل العلم علينا أن نجيبه ونعلمه أمور الدين.
أما (النعمة) فقال بعض المفسرين إنها النبوة وتعاليمها. وقال آخرون إنها كل ما أصاب الإنسان من خير سواء كان في الدنيا أو الآخرة. وقال آخرون إنها نعمة الدين (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) (وهو يوم الغدير).
والواقع أن (النعمة) هنا (ولاية علي بن ابي طالبA) أيضاً تشمل كل هذه المعاني فهي نعمة الدين يجب أن يتحدث بها ويبلغ عنها وهي نعمة الدنيا والله سبحانه يحب أن يرى اثر نعمته على عباده وان يتحدث الإنسان بنعم الله عليه.
وان يظهرها والنعمة عامة في الدنيا والدين وعلى الإنسان أن يحدث بهذه النعمة. (النعمة) بفتح النون وردت في القرآن بمعنى العقوبات والسوء كما في قوله (ونعمة كانوا فيها فاكهين) (الكافرين أولي النعمة).
-                  لماذا اختيار كلمة ( فحدث ) ولم يقل ( فأخبر )
(الإخبار) لا يقتضي التكرار يكفي أن تقول الخبر مرة واحدة فيكون إخباراً. أما (التحديث) فهو يقتضي التكرار والإشاعة أكثر من مرة، وفي سياق الآية يجب أن يتكرر الحديث عن الدعوة إلى الله مرات عديدة ولا يكفي قوله مرة واحدة.
ولهذا سمي الله تعالى القرآن حديثا (فليأتوا بحديث مثله). فمعنى (فحدث) في هذه الآية هو المداومة على التبليغ وتكرارها وليس الإخبار فقط فيمكن أن يتم الإخبار مرة واحدة وينتهي الأمر.
وفي تسلسل الأحاديث في كتب (الشيعة والسنة) نلاحظ أنهم يقولون: حدثنا فلان عن فلان ويكررون ذلك مرة أو مرات عديدة حتى يصلوا إلى أخبرنا رسول اللهJ فالرسول الكريمJ يخبر بالحديث ثم يتناقله الصحابة فيما بينهم ويستمر تناقل الحديث حتى يعم وينتشر.
لماذا جاء ترتيب الآيات على هذا النحو؟ ( فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث ).
أثار هذا الترتيب الكثير من الأسئلة عند المفسرين لماذا رتبت الآيات على هذه الصورة لأنه لا يرد بنفس تسلسل الآيات السابقة (الم يجدك يتيما فآوى، ووجدك ضالا فهدى، ووجدك عائلاً فأغنى).
لنستعرض الآيات واحدة واحدة: أما اليتيم فلا تقهر جاءت بنفس تسلسل الآية (ألم يجدك يتيما فآوى) نفس النسق.
أما السائل فلا تنهر كان من المفروض أن تأتي مقابلة للآية (ووجدك عائلا فأغنى) لكنها جاءت في مقابل الآية (ووجدك ضالاً فهدى).
( وأما بنعمة ربك فحدث )، كان يجب أن تقدم باعتبار النعمة دين ويجب أن تكون مقابل ( ووجدك ضالاً فهدى ).
لكن الواقع أن ترتيب الآيات كما ورد في السورة هو الترتيب الأمثل، كيف؟ (اليتيم) ذكر أولا مقابل (اليتيم)، ثم ذكر (وأما السائل فلا تنهر) قلنا سابقا أن السائل يشمل سائل العلم والمال وهنا اخذ بعين الاعتبار السائل عن المال والسائل عن العلم.
فهي إذن تكون مقابل (ووجدك ضالاً فهدى) وأيضاً (ووجدك عائلا فأغنى) لان السائل عن المال يجب أن لا ينهر والسائل عن العلم يجب أن لا ينهر أيضاً وعليه فان الآية جاءت في المكان المناسب لتشمل الحالتين ومرتبطة بالاثنين تماما.
( وأما بنعمة ربك فحدث )، هي في انسب ترتيب لها فان كان المقصود بالنعمة كل ما أصاب الإنسان من خير في الدنيا فلا يمكن أن نتحدث عن النعمة إلا بعد وقوعها وليس قبل ذلك.
والآيات السابقة تذكر نعم الله على الرسولJ فاقتضى السياق أن يكون التحدث بالنعمة آخراً أي بعد حدوث كل النعم على الرسولJ.
وإذا كان المقصود بالنعمة الدين، فيجب أن يكون التحديث في المرحلة الأخيرة لأن على الداعية أن يتحلى بالخلق الكريم وفيه إشارة أن الإنسان إذا أتاه سائل عليه أن يتصف بهذه الصفات قبل أن يبلغ الناس عن النعمة (الدين).
فعليه أن لا يقهر يتيماً ولا ينهر سائلاً ولا يرد عائلاً وقد جاءت هذه الآية بعد إسباغ النعم وهو توجيه للدعاة قبل أن يتحدثوا أن يكونوا هينين لينين فقد قال تعالى (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) فعلى الداعية أن يتحلى بالخلق الحسن ولا ينهر سائلاً.
وكذلك جعل التحديث بالنعمة (وأما بنعمة ربك فحدث) جاءت بعد (وأما السائل فلا تنهر) لان كل داعية يتعرض لأسئلة محرجة أحيانا تكون لغاية الفهم وقد تكون لنوايا مختلفة فعليه أن يتسع صدره للسائل مهما كانت نية السائل أو قصده من السؤال وعلى الداعية أن لا يستثار وإلا فشل في دعوته وقد يكون هذا هو قصد السائل أصلاً.
من الدروس المستفادة من هذه السورة إضافة إلى ما سبق انه يحسن للإنسان تذكر أيام العسر والضيق لأنه مدعاة للشكر ومدعاة لمعاونة المبتلى أيضاً لذا يجب التذكير بالماضي وما يتقلب فيه المرء من نعم ليشكر الله تعالى عليها مهما كان في ماضيه من أذى أو حرج أو ضيق فلا بأس أن يتذكر أو يذكر به حتى يشكر الله تعالى على نعمه فيكون من الشاكرين لله تعالى.
( أ ) :- الاتجاه الكلامي الاعتزالي في التفسير
ان اتجاه المعتزلة وهم إتباع وجماعة واصل بن عطاء (ت131هـ) يعتقدون إن الإنسان حر ومختار بكل شيء, وان القرآن يمكن تفسيره عن طريق العقل.
واما في حالة تعارض الحديث او النص الروائي مع العقل فأنهم يقدمون العقل ومن أهم التفاسير للمعتزلة وكما هي:
1-    تفسير الكشاف للزمخشري (توفي 538هـ).
2-    تفسير أنوار التنزيل للبيضاوي (توفي685هـ).
3-   تفسير جامع التأويل لمحكم التنزيل لأبي مسلم الاصفهاني (توفي322هـ).
مثلاً التفسير الفلسفي للقرآن الكريم في سورة الكهف وما تحمله من معاني باطنيه وظاهريه فهؤلاء الشباب الذين رفضوا ان يتخذوا مع الله إلهه بل أنكروا ذلك كما في قوله تعالى: (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدي).
فكلمه فتية قصد بها الشباب لان الهرمين لايصلحون بسبب تلطخ فطرتهم التي فطرهم الله بها ولانهم تطبعوا واصطبغوا بحب الشهوات والميول فلم ينكروا نكرا بل خاضوا واتبعوا اهواءهم.
ولكن الفطرة السليمة في هؤلاء الشباب أنكرت ذلك فانسحبوا فقيل الخمسه او السبعه على كلا الاحتمالين وجلسوا تحت شجرة فاتي الأول ثم جاء الثاني ثم الثالث ثم الرابع ثم الخامس.
والكل كتم ما بداخلهِ ولكنّ الأول عندما سأل الثاني لماذا خرجت اخبرة أنه أنكر الشرك بالله لان فطرته سليمه لم تصبغ بالكفر فبدأت الرحله من داخل النفس الى الخارج فهداهم ربهم لان الإيمان واحد وهو الرابط فيما بينهم.
بالبرغم من انهم كانوا قليلين جداً ولكنهم لجأوا الى ركن شديد قوي عزيز وهو الله الكافي من كل شئ مهما كان الظلم كثيرجداً, فهداهم ربهم.
فهؤلاء الفتيه عندما اشتدت عليهم الفتن لجأوا الي الكهف, ومثلها اليوم في حياتنا فقد قدم الله لنا خير ملجأ وهو النبيJ وامرنا عندما تحدث الفتن فعليك بألزام بيتك وبمصلاك والبكاء من خوف الله والتمسك بسنته من بعده وهم اله الاطهارD.
وهذا الذكر السابق هو لغرض الحماية لنا من حيث ان اهل الكهف في كهفهم ناموا فعرجت أرواحهم الي ربهم، ولكننا نحن نلزم مصلانا فتعرج أرواحنا الى مولانا والجسد طريح على الارض.
فأصحاب الكهف عرجت أرواحهم ونحن عرجت أرواحنا لكن هم ناموا ونحن عرجنا أحياء فلهذا صدق رسول اللهJ عندما قال الله تعالى (أقيموا الصلاة)[3] لأننا أمه فضلها الله تعالى في كل شئ.
وما هو مطلوب منا الإتباع والتدبر والتفكر في كل معاني الألفاظ الموجوده في قراننا الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو اكبر نعمه ولهذا بدأت سورة الكهف بحمد الله لأننا من امة محمد وكتابنا حق ولايشوبه اي شك.
فخاطب القران الانسان وقال له انت جوهر لابد ان تنطلق من داخلك لتعلوا بنفسك واسرتك وقريتك ومجتمعك وعالمك لكي ترقى بالدين، فهناك متسع من الوقت.
فاستيقظ من سباتك كفاك لهو ولعب، واتق الله حيثما كنت فأنت كنز، حرمتك عند ربك اكبر من حرمة بيته الحرام.
( ب ) :- الاتجاه الكلامي الأشعري في التفسير : حينما نأتي الى السياق التاريخي تجد ان الاشاعرة هم أتباع أبي الحسن الأشعري (ت330هـ) والاشاعرة لا يعتقدون بحرية الاختيار.
إن منهج الاشاعرة في التفسير هو الاهتمام بظواهر الآيات والاجتناب عن العقل في التفسير ومن أهم التفاسير الكلامية المدونة للاشاعرة هي:
1- تفسير تأويلات القرآن للماتريدي (ت 333هجري).
2- تفسير مدارك التنزيل المعروف بـ(تفسير النسفي) للنسفي في القرن السابع من الهجرة النبوية.
3- تفسير مفاتيح الغيب المعروف بـ(التفسير الكبير) للفخر الرازي (توفي 602هجري).
واما إسقاط ظواهر القرآن بالسنّة فهو الأخبار المتوهّم دلالتها على النهي عن اتّباع ظواهر القرآن الكريم. وتمام الروايات التي رأيناها في المقام ترجع إلى طوائف ثلاث[4]:
1 ـ ما تصدّى لبيان أنّ المراد من القرآن لا يفهمه إلاّ الأئمّةD، وغيرهم يجب أن يأخذوا تفسير القرآن منهمD.
2 ـ ما تصدّى لبيان عدم جواز الاستقلال عن المعصومينD في فهم القرآن، فهو وحده ليس حجّة وإنّما هو أحد الثقلين.
3 ـ ما تصدّى للنهي عن تفسير القرآن بالرأي.
وردت بمضمونها عدّة روايات[5] مع اختلاف في أساليب التعبير. وهي تامّة من حيث الدلالة، فإنّ حصر الفهم بالأئمّة المعصومينD يعني إلغاء الحجّيّة.
وسدّ باب الاستنباط العرفيّ وإعمال القواعد العرفيّة لاستخراج المعاني من القرآن من قِبَل غيرهمD، إلاّ أنّ هذه الأخبار غير تامّة من حيث السند[6].
 ( ج ) :- الاتجاه الكلامي للشيعة في التفسير: ان الشيعة الامامية هم أتباع ما وصى به النبيJ الأئمة ألاثني عشرD (من الإمام علي A إلى الإمام المهديA).
وقد استفادت الشيعة من أئمة أهل البيت D في القرون الثلاثة الأولى, وأخذوا عنهم أهم مسائل الكلام, ونضج علم الكلام عند الشيعة بواسطة علماءها اعزهم الله أمثال:
الشيخ المفيد , والسيد المرتضى , والشيخ الطوسي, والخواجة نصير الدين الطوسي وغيرهم الكثير الكثير رحم الله السابقين واطال الله عمر الحاضرين.
وتعتقد الشيعة بالتوحيد الصفاتي والافعالي, والعدل الإلهي وقد أعطوا أهمية لكل من العقل والنقل, وذهبوا إلى أن الإنسان حرّ في كل أفعله (ليس بصورة مطلقة ولكن أمر بين أمرين).
وينكرون التكليف بما لا يطاق , ويعتقدون من أن الله لا يرى بالعين المادية لا بالدنيا ولا بالآخرة.
ومن الضرورات وهي أهم المسائل الكلامية للشيعة هو الاعتقاد بعصمة الأنبياء والأئمة D من بعده.
وأما الاتجاه التفسيري للشيعة الامامية فهو الالتفات إلى كل من الظاهر والباطن للقرآن. ومن أهم التفاسير (الكلامية) للشيعة هي كما يلي:
1 – تفسير غرر الفوائد ودرر القلائد (أمالي السيد المرتضى) الشريف  المرتضى (ت436هـ) والذي جمع بين الظاهر والباطن.
2 - تفسير التبيان لشيخ الطائفة الطوسي (ت460هـ).
3 – تفسير الميزان في تفسير القرآن : محمد حسين الطباطبائي (ت1402هـ) وهو يتعرض كثيرا إلى المباحث الاعتقادية وخصوصا في المجلدات الأولى من تفسيره , ورغم ان منهجه هو تفسير القرآن بالقرآن ولكنه أهتم كثيرا بالمباحث الكلامية والفلسفية.
ومن أهم الموضوعات والآيات التي كانت مورد بحث ونقاش في التفاسير الكلامية هي:
 1- التوحيد الصفاتي. 2- التوحيد الافعالي. 3- عصمة الأنبياء. 4- العدل الإلهي. 5- الهداية والضلال وعلاقتهما بحرية واختيار الإنسان.
وغيرها من المسائل والله العالم.


[1]- سورة الزمر الاية 46.
[2]- سورة الضحى الاية 1و2.
[3]- سورة البقرة: آية 43 و 83 و 110 النساء آية 76. الحج آية 78 النور آية 56 المجادلة آية 13 الزمل آية 2. الكتاب :التبيان في تفسير القرآن ج1 ص4 شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسيH تحقيق وتصحيح : أحمد حبيب قصير العاملي.
[4]- راجع : مباحث الاُصول ظواهر القرآن لاية الله العظمى السيد كاظم الحائريK.
[5]- الوسائل، ج 18، ب 13 من أبواب صفات القاضي، ح 25 و38 و41 و64 و69 و73 و74.
[6]- قال اية الله العظمى السيد الحائريK: ومعه نشكّك في الردع، ونستصحب عدم الردع الثابت في أوّل الشريعة كما نقل عن الدورة الأخيرة لاُستاذنا الشهيد (محمد باقر الصدرH).