الأربعاء، 12 أبريل 2017

ق2 موقف علماء الشيعة من تفاسير أهل السنة


ق2 موقف علماء الشيعة من تفاسير أهل السنة
جيم : وليكم الله ورسوله o : وهي في الاية العطرة كما في قال تعالى : (إنما وليكم الله ورسوله) وهنا ناتي ببعض من نص على ذلك من علماء اهل السنة منها كما يلي:-
منها : جاء انه ذكر السيوطي في الدر المنثور قال :
أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس، قال: [ تصدق عليA بخاتمه وهو راكع، فقال النبي o: من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال: ذاك الراكع. فأنزل الله: (إنما وليكم الله ورسوله) ..الخ][1].
منها : جاء انه أخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه، عن عمار بن ياسر، قال: وقف بعليA سائل، وهو راكع في صلاة تطوع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل.
فأتى رسول الله o فأعلمه بذلك، فنزلت على النبي o هذه الآية: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
فقرأها رسول الله o على أصحابه، ثم قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)[2].
منها : ما أخرجه عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وأبو الشيخ، وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: (إنما وليكم الله ورسوله) الآية، قال: نزلت في علي بن أبي طالب A.
منها : ما أخرجه ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن عساكر، عن سلمة بن كهيل، قال: تصدق عليA بخاتمه وهو راكع، فنزلت: (إنما وليكم الله ورسوله)[3]. وأخرج ابن جرير عن السدي وعتبة بن حكيم مثله.
منها : ما أخرجه أبو الشيخ، وابن مردويه، عن علي بن أبي طالبA قال: نزلت هذه الآية على رسول الله o في بيته:
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) إلى آخر الآية، فخرج رسول اللهo فدخل المسجد، والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم، فإذا سائل، فقال -له رسول الله o-: يا سائل ! هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا، -إلا- ذاك الراكع - يعني عليا Aأعطاني خاتمه[4].
منها : ما أخرجه ابن مردويه من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: أتى عبد الله بن سلام، ورهط معه من أهل الكتاب نبي اللهo عند الظهر.
فقالوا: يا رسول اللهo ! إن بيوتنا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد، وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسولهo وتركنا دينهم أظهروا العداوة.
أقسموا أن لا يخالطونا، ولا يآكلونا فشق ذلك علينا، فبيناهم يشكون ذلك إلى رسول الله o إذ نزلت هذه الآية على رسول الله o: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا)..الخ.
ونودي، بالصلاة، صلاة الظهر، وخرج رسول الله o إلى المسجد فرأى سائلا. فقال: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم. قال: من ؟ قال: ذلك الرجل القائم. قال: على أي حال أعطاكه ؟ قال: وهو راكع. قال: وذاك علي بن أبي طالب A.
فكبر رسول الله o عند ذاك، وهو يقول: (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)[5].
منها : ما أخرجه الگنجي الشافعي في كفاية الطالب، عن أنس بن مالك أن سائلا أتى المسجد وهو يقول: من يقرض الملي الوفي ؟
وعلي A راكع يقول بيده[6] خلفه للسائل أن اخلع الخاتم من يدي، قال - فقال- رسول الله o: يا عمر ! وجبت.
قال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللهo، وما وجبت ؟ قال: وجبت له الجنة، والله ما خلعه من يده حتى خلعه الله من كل ذنب، ومن كل خطيئة.
قال: فما خرج أحد من المسجد حتى نزل جبرئيلA بقوله عز وجل: (إنما وليكم الله ورسوله).. الآية. فأنشد حسان بن ثابت، يقول:
أبـا حـسـن تـفديك نفسي ومهجتي * وكـل بـطـئ فـي الـــــــهـدى[7]
ومـسـارع أيـذهـب مــدحــــــي[8] * الــمــحــبــر ضــائـــــــــــعـا
ومــا الـــمــدح فـــــــي ذاتـــــــ[9] * الإلـــه بــضـــــائـــــــــــــــع
وأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا * زكاة فدتك النفس يا خيرراكع
بخاتـمك المـيـمـون يـا خـير سـيـد * ويا خير شار ثم يا خير بايــع
فـأنـزل فـيـك الله خـيـر ولايـــــــة * وبينها[10] في محكمات الشرائع[11]
منها : تلاحظ ان ممن روى نزول هذه الآية في أمير المؤمنين عليA الفخر الرازي في تفسيره فإنه قال عند ذكرها:
روي عن عطاء، عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالبA روي أن عبد الله بن سلام قال:
لما نزلت هذه الآية، قلت: يا رسول اللهo أنا رأيت علياA تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع، فنحن نتولاه[12].
منها : وكذلك قال: روي عن أبي ذر E أنه قال: صليت مع رسول الله o يوما صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول اللهo فما أعطاني أحد شيئا !.
وعليA كان راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى، وكان فيها خاتم، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي o فقالo: اللهم إن أخي موسى سألك، فقال: رب اشرح لي صدري.. إلى قوله.. وأشركه في أمري[13].
 فأنزلت قرآنا ناطقا (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا)[14] اللهم وأنا محمدo نبيك وصفيك، فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيرا من أهلي علياA اشدد به ظهري.
قال أبو ذرE: فو الله ما أتم رسول الله o هذه الكلمة حتى نزل جبرئيل A فقال: يا محمدo (إنما وليكم الله ورسوله).
منها : جاء انه روي هذا الحديث الشبلنجي في (نور الأبصار)[15] مسندا إلى أبي ذرE.
منها : جاء انه ممن روى نزولها في أمير المؤمنين عليA: الواحدي في (أسباب النزول)[16].
منها : ما صرح الزمخشري به أيضا في تفسيره (الكشاف) فقال عند ذكر هذه الآية: وإنما نزلت في علي كرم الله وجهه حين سأله سائل، وهو راكع في صلاته، فطرح له خاتمه كأنه كان مرجا[17] في خنصره، فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته، إلى آخره[18].
منها : وذكروا انه ممن روى نزولها في أمير المؤمنين A ابن حجر العسقلاني في كتاب (الكاف الشاف في تخرج أحاديث الكاشف) في مقام تخريج الحديث قال ما لفظه:
فقد رواه ابن أبي حاتم من طريق سلمة بن كهيل، قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع، فنزلت (إنما وليكم الله ورسوله).
ولابن مردويه من رواية سفيان الثوري، عن ابن سنان، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: كان علي A قائما يصلي، فمر سائل وهو راكع، فأعطاه خاتمه، فنزلت الآية[19].
منها : جاء انه ممن روى نزولها في علي A أبو بكر أحمد بن علي الرازي الحنفي في كتاب (أحكام القرآن) فإنه أورد فيه عدة روايات دالة على نزولها في حق علي A تنتهي أسانيدها إلى مجاهد، والسدي، وأبي جعفر، وعتبة ابن أبي حكيم، وغيرهم[20].
منها : ذكروا ممن أوردها في علي A القرطبي الأندلسي في كتابه (الجامع لأحكام القرآن) حيث نقل عن الإمام أبي جعفر باقر العلوم A نزولها في حق مولانا أمير المؤمنين A.
 وعن مجاهد، والسدي، وقال في آخر كلامه: (ويؤتون الزكاة وهم راكعون) يدل على أن صدقة التطوع تسمى الزكاة، فأن عليا A تصدق بخاتمه في الركوع، انتهى[21].
منها : وقد ذكر رشيد رضا المصري الموطن، الوهابي المذهب، في تفسيره (المنار) ما لفظه: ورووا من عدة طرق أنها نزلت في أمير المؤمنين علي المرتضى كرم الله وجهه إذ مر به سائل، وهو في المسجد، فأعطاه خاتمه، انتهى[22].
منها : قد ذكر شهاب الدين الآلوسي في كتابه (روح المعاني) رواية نزول الآية الشريفة في حق مولانا أمير المؤمنين A بعدة طرق، ينتهي بعضها إلى ابن عباس، وبعضها إلى عبد الله بن سلام[23].
 منها : جاء انه ممن نص على ذلك محب الدين الطبري في كتابه (ذخائر العقبى) وأورد روايات صحاحا (صراحا) في الباب[24].
منها : قد ذكروا ان ممن نص على ذلك سبط ابن الجوزي في كتاب (التذكرة)[25].
منها : قد ذكروا ان ممن نص على ذلك فخر الدين الرازي في تفسيره (مفاتيح الغيب) قال - نقلا عن جماعة -:
إن هذه الآية دالة على أن الإمام بعد رسول الله o هو علي بن أبي طالبA. وهو كذلك وجب أن يكون ذلك الإمام هو علي بن أبي طالبA[26].
منها : ما تعرض له صاحب (غاية المرام)[27] للأحاديث الواردة في نزول هذه الآية في أمير المؤمنين علي A فأورد في ص103 أربعة وعشرين حديثا من طرق الشيعة.
منها : ما أورده العلامة الأمينيu في موسوعة (الغدير) أسماء ستة وستين شخص من أعاظم علماء السنة ممن ذكروا هذا الحديث، ونصوا على أنها نزلت في أمير المؤمنين علي A مع ذكر رواته[28].
فأوردنا هذا بأختصار من ذكر كلمات انفسنا اهل السنة[29] وأما علماء الإمامية، من شيعة العترة الطاهرةD، فقد اتفقت كلمتهم في كتب الحديث والتفسير والكلام وغيرها على نزول الآية الكريمة في حق الامام علي بن ابي طالبD.
 فهو وحده المعني بها، ولم يخالف فيه أي أحد، بل يحق من يدعى التواتر في شأن نزول الاية، إذاً لا مجال للتشكيك والترديد إلا في حال أن يكون الشخص المعارض مبغض (ناصبي) أو سوفسطائي[30] في الامور الطبيعية.
بدلالة مما سبق تعين من خلال هذه الآية المباركة أن يكون الإمام والخليفة من بعد رسول اللهo هو علي بن أبي طالبA وذلك من حيث قرن الله تعالى ولايتهُ بولايتهِ وولاية رسوله محمد بن عبداللهo ولفظة اداة (إنما) تفيد الحصر وهذا باتفاق أهل اللغة العربية، فتكون الولاية محصورة بهمDلا في غيرهم.
والمراد بلفظ كلمة (الولي) هنا إنما هو الأولى بالتصرفات، ولا يكون أولى إلا إذا كان خليفة وإمام. وهذا المعنى مشهور عند أهل اللغة والشرع[31].
ولاحظ انهم قالوا : السلطان ولي من لا ولي له، ومثلهِ قالوا: ولي الدم، وولي الميت، وفلان ولي أمر الرعية، وفلان ولي القاصر، وكذلك مثلهِ قول رسول اللهo:
( أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل)[32] والمراد من الولي هنا، في هذا كله وأمثاله هو (الأولى).
وكما هو كلام المبرد في كتاب العبارة عن صفات الله تعالى قال: (إن الولي هو الأولى، والولي وأن صح إطلاقه في اللغة على الناصر والمحب إلا أنهما لا يناسبان المقام).
لأنهما عامين غير منحصرين فيمن أريد في الآية الكريمة، وهي كما في قوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)[33].
فإن قيل لك: كيف يراد من الذين آمنوا هو الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالبA وحده، وهنا اللفظ جاء للعموم ؟ فيقال لك لجوابه:-
1 -  إنه جاء كثير في كلام العرب إطلاق لفظ الجمع وإرادة الواحد منه مع القرينة، ومثلهِ بالعكس، وهذا شائع ذائع فيما بينهم.
كما ورد في القرآن المجيد كما في قوله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم)[34] والمراد منه بالاية نعيم بن مسعود الأشجعي وحده بإجماع المفسرين والمحدثين.
2 – هنا الله تعالى وصف الذين آمنوا بالآية الكريمة من خلال وصف غير شامل للجميع وهو: (يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
3 – تجد إن أهل اللغة يعبرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التعظيم والتفخيم، كما ذكر ذلك الشيخ الطبرسيu في تفسير هذه الآية من تفسير مجمع البيان قال: إن النكتة من إطلاق لفظ الجمع على أمير المؤمنين علي A تفخيمه وتعظيمه.
وذلك أن أهل اللغة - قد- يعبرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل -التفخيم و- التعظيم، قال: وذلك أشهر في كلامهم من أن يحتاج إلى الاستدلال عليه[35].
4 -  بالاية يلزم على إرادة الجميع اتحاد الولي والمتولي، واللازم اختلافهما. فقد قال الزمخشري في الكشاف[36]:
بعد التصريح بنزول الآية في أمير المؤمنين A فإن قلت: كيف صح أن يكون لعلي A واللفظ لفظ جماعة ؟
قلت: جئ به على لفظ الجمع، وإن كان السبب فيه رجلا (واحدا) ليرغب الناس في مثل فعله، فينالوا مثل ثوابه، ولينبه على أن سجية المؤمنين.
يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان، وتفقد الفقراء حتى أن لزهم[37]. أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة لم يؤخروه، إلى الفراغ منها.
فإن قيل: إن أمير المؤمنين A كان إذا صلى يقبل على ربه بقلبه بحيث لا يشعر بشئ خارج عن الصلاة، فكيف شعر بكلام السائل وفهمه؟
وجوابه إن فهمهA كلام السائل لا ينافي ما كان عليهA من الخشوع في صلاته إذ أنه عبادة. وما أحسن ما أجاب به أبو الفرج الجوزي حينما سئل عن ذلك فقال:
يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته * عن النديم ولا يلهو عن الكأس
أطـاعـه سـكـره حتى تمـــكـــــــــن مــــن * فعل الصحاة فهذا أوحد النـاس
وفي أسباب النزول عن الواحدي (ومن يتول) يعني يحب (الله ورسوله والذين آمنوا - يعني علياA- فإن حزب الله) يعني شيعة الله ورسوله ووليه (هم الغالبون) يعني هم الغالبون، وفي نسخة: العالمون بدل الغالبون، وهو الظاهر[38].
واما في الحساب (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ووزنه محمد المصطفىo وبعده المرتضى علي بن أبي طالبA وعترته D وعدد حساب كل واحد منهما (ثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانون).
وجاء في كتاب الكافي: عن جعفر بن محمدA عن أبيهA عن جدهA قال: لما نزلت (إنما وليكم الله ورسوله) اجتمع نفر من أصحاب رسول الله o في مسجد المدينة، وقال بعضهم لبعض:
ما تقولون في هذه الآية ؟ قال بعضهم: إن كفرنا بهذه الآية كفرنا بسائرها، وإن آمنا فإن هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالبA !
فقالوا: قد علمنا أن محمداo صادق فيما يقول، ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا A فيما أمرنا. قال: فنزلت هذه الآية:
(يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) يعرفون يعني ولاية علي بن أبي طالبA (وأكثرهم الكافرون) بالولاية[39].
وجاء في كتاب أمالي الصدوقu: قال عمر بن الخطاب:
والله لقد تصدقت بأربعين خاتما وأنا راكع لينزل في ما نزل في علي بن أبي طالب A فما نزل[40]!.
فإن علمت مما تقدم من الأدلة (سنة وشيعة) فيمكنك ان تقول لا يجوز تقديم غيره على الامام علي A كما لا يجوز تقديم أي أحد على النبيo إذ أن الله تعالى جعل محمدo وعليA معه في الولاية.
ولكن المخالف حتى وإن علم أن هذه الآية نازلة في حق الامام عليA قطعا كما تقدم ولكن تلاحظ ينحرفون عن معناها حسب ما يقتضيه مذهبهم وأهواؤهم! لان دورهم منظرين لبلاط الدولة ومصلحتها تتعارض مع ذلك.
ومن باب المثال لاحظ موقف النواصب من حديث حجر السجيل فالمبعضون لأهل بيت رسول اللهo لم نعثر على أحدٍ منهم رد هذا الحديث وكذبه قبل ظهور ابن تيمية الحراني.
ولكن بعد ظهور امر بن تيمية تلاحظ انه هاجم الحديث بعنف وتخبط في رده! وتبعه من بعدهِ على ذلك من المتأخرين الشيخ محمد رشيد رضا في كتابه تفسير المنار.
ولاحظ  شخصية محمد رضا تجده متأثرٌ بابن تيمية وتلميذه ابن قيم المدرسة الجوزية، بل قلدٌ لهما في كثير من أفكارهما وترك الاخذ من استاذه الشيخ محمد عبدة.
وأدخلها في تفسيره، وقد استفاد ذلك من اسم أستاذه الشيخ محمد عبدهw وادعى أنه ميز بين أفكاره وأفكار أستاذه.
ومن يطالع تفسير المنار يلمس الفرق فيما بين الجزئين الأولين اللذين كتبهما في حياة الشيخ محمد عبده، واستفاد مما سجله من دروسه، وفيهما من عقلانيته w واعتقاده بولاية أهل البيتD.
وارجع الى الأجزاء التي أخرجها الشيخ رشيد رضا بعد وفاة الشيخ محمد عبده، أو أعاد طباعتها، وفيها الكثير من الأفكار الجامدة وناصبة العداء لأهل البيتD.
كما نقل صاحب تفسير المنار[41] عن تفسير الثعلبي:  أن هذا القول من رسول اللهo في موالاة الامام عليA شاع وطار فى البلاد.
فبلغ الحارث بن النعمان الفهري فأتى النبيo على ناقة وكان بالابطح فنزل وعقل ناقته وقال لرسول اللهo وهو في ملأ من أصحابه:
يا محمد أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إلَه إلا الله وأنك رسول اللهo فقبلنا منك... ثم ذكر سائر أركان الإسلام... ثم لم ترض بهذا حتى مددت بضبعي ابن عمك وفضلته علينا وقلت:
من كنت مولاه فعلي مولاه! فهذا منك أم من الله! فقالo: والله الذي لا إلَه إلا هو هو أمر الله.
فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجاره من السماء أو ائتنا بعذاب اليم؟.
فما وصل الى راحلته حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وأنزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع الحديث.
وهذا الحديث موضوع، واما سورة المعارج فهي مكية، وما حكاه الله من قول بعض كفار قريش:
اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك كان تذكيراً بقول قالوه قبل الهجره وهذا التذكير في سورة الأنفال، وقد نزلت بعد غزوة بدر قبل نزول المائدة ببضع سنين.
وظاهر الحديث أن الحارث بن النعمان هذا كان مسلماً فارتد، ولم يعرف في الصحابة، والأبطح بمكة والنبي o لم يرجع من غدير خم الى مكة، بل نزل فيه منصرفه من حجة الوداع الى المدينة.
وتلاحظ كأن رشيد رضا اغتاظ من مثل هكذا حديث، فحاول تكذيبه من ناحية سنده فلم يجد ما يشفي غليله وثورته، وحينما وجد تكذيب ابن تيمية له بنقد متنه فرح به ومن ثم تبناه، ولكن صاحب المنار لم ينسبه اليه؟ والله العالم.

[1]- المجلد 2 ص 293 . قال المؤلف : وقد أورد السيوطي عدة روايات دالة على نزولها في حق علي A وتنتهي طرقها إلى ابن عباس وسلمة ابن كهيل وعمار، وغيرهم.
[2]- رواه الطبراني في الأوسط في ترجمة محمد بن علي الصائغ، عنه إحقاق الحق:2/404. وللاطلاع اكثر راجع كتاب إحقاق الحق: 2/400 وما بعدها حيث ذكر الأخبار الآتية بألفاظها وأسانيدها.
[3]- ذكر المؤلف في متنه آية التطهير: (إنما يريد الله...) الآية، وهذا غير صحيح لان نزول آية التطهير في موقف آخر، والصحيح ما ثبت سابقاً.
[4]- روى مثله الحاكم في علوم الحديث من رواية عيسى بن عبد الله بن عمر بإسناده إلى عليA عنه إحقاق الحق: 2 / 404.
[5]- سورة المائدة الاية 56.
[6]- قال بيده:  يعني أشار بيده.
[7]- (الهوى) خ.
[8]- (مديحك) خ. وقبل المحبر حرف واو لتصبح (والمحبر)
[9]- (جنب) خ.
[10]- (فأثبتها) خ.
[11]- كما في كفاية الطالب: ص 106 ب 61 طبعة النجف الأشرف. وروى أيضا نزولها في الامام عليA في الباب62 ص122 من الكتاب المذكور، بإسناده عن ابن عباس، ثم ذيله بكلمات إلى أن قال: هكذا ذكره حافظ العراقيين في مناقبه، وتابعه الخوارزمي، ورواه الحافظ محدث الشام بطريقين، وذكر الخوارزمي عقيب شأن نزول هذه الآية ما لفظه: ولبعضهم في حق عليA شعر:
وافى الصلاة مع الزكاة فقاما * والله يرحم عبده الصبارا   ...إلى أن قال:
من ذا بخاتمه تصدق راكعا  * وأسرها في نفسه إسرارا  ...أنظر: إحقاق الحق: 2/402 أخرج الحديث عن كتاب المباهلة (مخطوط) نقلا عن كتاب كفاية الطالب.
[12]- تفسير الفخر الرازي: 12 / 20 و 26، عنه إحقاق الحق: 3 / 505.
[13]-  سورة طه: 25 و 32.
[14]- سورة القصص الاية 35.
[15]- ص 105، عنه إحقاق الحق: 3 / 511.
[16]- أسباب النزول: 148، عنه إحقاق الحق: 2 / 400.
[17]- أي قلقا  غير ثابت.
[18]- الكاشف: 1 / 649  وص 347 طبعة مصر، عنه إحقاق الحق 2 / 403.
[19]- الكاف الشاف: 56، عنه إحقاق الحق: 2 / 404.
[20]- أحكام القرآن: 2 / 543، عنه إحقاق الحق: 2 / 406.
[21]- الجامع لأحكام القرآن: 6 / 221 طبعة مصر.
[22]- تفسير المنار: 6 / 442 ط. مصر.
[23]- روح المعاني: 6 / 149 الطبعة الثانية بالقاهرة.
[24]-  ذخائر العقبى: 102 ط. مصر.
[25]-  التذكرة: 18 طبعة النجف.
[26]-  مفاتيح الغيب: 12 / 26.
[27]-  هو السيد هاشم البحراني.
[28]- موسوعة الغدير: 2 / 25 و ج 3 / 156 وللعلامة الفيروزآبادي في كتابه (فضائل الخمسة من الصحاح الستة) والعلامة السيد شرف الدين في كتابيه (المراجعات) و (النص والاجتهاد) طائفة أخرى من الكتب المعتبرة والمصادر المهمة.
[29]- ونذكر مجموعة أخرى من المصادر المعتبرة عند اهل السنة كما يلي:-
جامع الأصول 9 / 478 عن الجامع بين الصحاح الستة.
والطبري المكي في ذخائر العقبى: 88.
والقاضي الشوكاني في تفسير فتح القدير الجامع بين فني الدراية .
والرواية من علم التفسير: 2 / 50.
والغرناطي الأندلسي في تفسيره: 2 / 50 طبع مصر.
والأندلسي في تفسيره البحر المحيط: 3 / 513.
والطبري في التفسير: 6 / 165.
والخطيب البغدادي في تفسيره: 1 / 475.
والنسفي: 1 / 484 (المطبوع بهامش تفسير الخازن).
والبلخي القندوزي في ينابيع المودة: 1 / 114.
ونظام الدين النيسابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري: 6 / 145.
وابن كثير الدمشقي في تفسيره: 2 / 71 عنها الإحقاق: 2 / 399 - 410.
ورواه الحاكم النيشابوري في كتاب معرفة علوم الحديث: 102.
وصاحب ترجمان القرآن: 930.
وصاحب تفسير فتح البيان: 3 / 80.
والحقاني في تفسيره: 3 / 30.
وأبونعيم في نزول القرآن في أمير المؤمنينA في كفاية الخصام: 178عدة طرق.
والعلامة رزين مؤلف كتاب الجامع بين الصحاح الستة من الجزء الثالث من أجزائه الثلاثة للعلامة رزين من الكتاب.
والبيضاوي في تفسيره: 2 / 156.
والنيسابوري في تفسيره (المطبوع بهامش تفسير الطبري): 6 / 146.
ومحيي الدين الأعرابي في تفسيره: 294.
ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة: 206.
وخواند مير في حبيب السير:2 / 12.
والسيوطي في لباب النقول في أسباب النزول: 90 وفي الإكليل: 93.
والهيثمي في مجمع الزوائد: 7 / 17، عنها إحقاق الحق:3 / 502 - 512.
ورواه أبو نعيم الأصفهاني في نزول القرآن: 106 (بإسناده إلى عمار بن ياسر وابن عباس وسلمة بن كهيل).
والحسكاني في شواهد التنزيل: 1 / 165 و 167 و 173 و 174 و 177 و 181.
والحمويني في فرائد السمطين: 105 مخطوط.
والزرندي في نظم درر السمطين: 85 – 87.
ومحمد بن محمد في أرجع المطالب: 40 و 79 و 169 و 443.
والصفوري في المحاسن المجتمعة: 162.
والشيباني في المختار في مناقب الأخبار: 4.
وأبو علم في أهل البيت: 60 و 223.
والنقشبندي في شرح وصايا أبي حنيفة: 177.
والهروي في الأربعين حديثا : 19 مخطوط.
وأخطب خوارزم في المناقب:177، 179.
والبدخشي في مفتاح النجا (مخطوط).
والثعلبي في تفسيره على ما في مناقب الشافعي: 114 (مخطوط).
والسيوطي في الحاوي للفتاوي: 1 / 119.
وابن كثير الدمشقي في تفسير القرآن المطبوع بهامش فتح البيان: 3 / 367.
وابن المغازلي الشافعي في المناقب: 104.
ومحمد بن أبي الفوارس في الأربعين: 22.
والحنفي في درر بحر المناقب:109.
ومحمد بن عثمان في المنتخب من صحيح البخاري ومسلم: 216 مخطوط.
والقندوزي في ينابيع المودة: 218.
والحبري في تنزيل الآيات:9.
والنيسابوري في معرفة علوم الحديث: 102.
وابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية: 7 / 357.
والمتقي الهندي في كنز العمال: 15 / 146عنها إحقاق الحق: 14 / 2 - 31.
ورواه الشافعي في توضيح الدلائل: 157 – 158.
والبازي في غاية المرام: 75.
والحنفي في آل محمد صلى الله عليه وآله: 56.
والبروني في الكوكب المضئ: 48.
وصاحب كتاب مختار مناقب الأبرار: 18.
والشجري في الأمالي: 1 / 137.
والقيرواني في التحصيل لفوائد كتاب التفصيل: 172.
والثعلبي في الكشف والبيان: 167.
والكفوي في أعلام الأخيار: 124.
وأبو رقيعة الحنفي في تعليقاته على الاختيار لابن مودود: 4 / 176.
والإسكافي في المعيار والموازنة: 228، عنها إحقاق الحق: 20 / 2 - 20.
[30]-  السفسطة: هي الاستدلال والقياس الباطل أو الذي يقصد به تمويه الحقائق.
[31]- راجع مادة (ولي) من الصحاح، أو من مختار الصحاح، أو غيرهما من معاجم اللغة. وكذلك راجع في معنى (الولي) كتاب الشافي للسيد المرتضىH: 2/258 - 325 ففيه ما يغني الكثير.
[32]- عوالي اللئالي: 1 / 306 ح 7، ومسند أحمد بن حنبل: 6 / 66.
[33]- سورة التوبة الاية 71.
[34]- سورة آل عمران الاية 173.
[35]- مجمع البيان: 2 / 211 نشر المكتبة العلمية الإسلامية.
[36]- المجلد الأول ص 649 نشر أدب الحوزة.
[37]- لزهم بالتشديد: أي اضطرهم.
[38]- أسباب النزول: 148 طبعة مصر المطبعة الهندية.
[39]- الكافي للكليني: 1 / 427 ح 77.
[40]- أمالي الصدوق: 108 ذ ح 4.
[41]- تفسير المنار   6 /464.