التفسير العلمي من جميع
جوانبه
يعتبر من مدارس التفسير الحديثة العهد
والتي انتشرت في هذا العصر, ولاحظ ان لللتفسير العلمي جذور في ثقافتنا التفسيرية
القديمة، وتقريبا نستطيع ان نقول مثل:
فأوّل عالم فتح هذا الباب هو الشريف
الرضي (المتوفّى406هـ) فألّف كتاب «حقائق التأويل»، في عشرين جزءاً. وبعده أخوه
الشريف المرتضى (المتوفّى436هـ) في أماليه المسمّى بـ«الغرر والدرر».
ثم الغزالي في (الإحياء) و(جواهر
القرآن) و(القسطاس المستقيم) ومثل الرازي في (مفاتيح الغيب) من الباحثين فيه. وتجد
كذلك السيوطي من سار على نحوه من حيث عقد بابا في ( الإتقان) تكلم فيه عن العلوم
المستنبطة من القرآن.
ولكنك تلاحظ في مطلع هذا القرن الهجري
هذا النمط من التفسير بدأ بارتفاع رواجا ونموا، وتوسع وتعدد، الى تخصص فيه بعض
المؤلفين.
وخلاصة التفسير العلمي يقوم على تحكيم
مصطلحات العلوم من خلال فهم الآية، ثم بعدها الربط فيما بين الآيات الكريمة
ومكتشفات العلوم التجريبية والفلكية وغيرها. ومضمن التفسير العلمي والتحليلي إلى
ما روي عن النبيّJ والاَئمّة[1]D.
وكما علمت ان أوّل[2] من فتح هذا الباب هو الشريف الرضي
(المتوفّى406هـ) ألّف كتاب «حقائق التأويل»، في عشرين جزءاً.
ثمّ بعده جاء دور أخيه الشريف المرتضى
(المتوفّى436هـ) في أماليه المسمّى بـ«الغرر والدرر».
ثمّ من بعدهِ تلميذه الاَكبر الشيخ
الطوسي مؤلف تفسير «التبيان» (المتوفّى460هـ) إلى أن اصبح هذا المنهج هو النهج
المتّبع الشائع في جميع الازمان إلى عصر يومنا هذا، فقلّت العناية بالمنهج الروائي
المحض إلاّ في بعض الازمان كـ(القرنين الحادي عشر والثاني عشر) تقريباً.
وقد اشار لهذا التفسير الامام الصدر الاولu[3] وهي التمييز فيما بين البحث التاريخي
او الاجتماعي وبين البحوث الطبيعية، فان لكل منهما اسلوبه وادواته ومنهجه ودليله
الخاص به.
وبشكل عام تلاحظ هناك اختلافات كثيرة
فيما بين تفسير العلوم الانسانية وبين العلوم الطبيعية. تتعلق بالمنهج العلمي
وطريقة البحث واظهار النتائج, وكذلك في طريقة الاستدلال من خلال الدليل العلمي.
و« يسير التفسير العلمي للظواهر
الطبيعية في خط متدرج، فهو يبدأ بوصفه فرضية، اى تفسيراً افتراضياً للواقع، الذي
يعالجه العالم، ويحاول استكشاف اسراره واسبابه، ولا يصل هذا التفسير الافتراضي،
الى الدرجة العلمية الا اذا استطاع الدليل العلمي، ان يبرهن وينفي امكان اي تفسير
آخر، للظاهرة ـ موضوعة البحث، عداه.
فما لم يقم الدليل على ذلك، لا يصل
التفسير المفترض الى درجة اليقين العلمي، ولا يوجد مبرر لقبوله، دون سواه من
الافتراضات والتفاسير»[4].
الف : مناهج التفسير على
طبق العلوم الحديثة : ان
مع تقدم البشرية على الصعيد العلمي وغيره، وكذلك ما أحدثته من تغيير على مستوى
الأبحاث والإكتشافات العلمية، وما قدمته من نظريات، تلاحظ انه ظهر نمط من التفسير
تأثر بهذا التطور والتقدم وهو التفسير على ضوء نظريات العلم الحديث.
ففي أوائل القرن الماضي أي القرن
العشرين من السنة الميلادية ألَّف عدد من العلماء تفاسير، تقوم على أساس تفسير
ايات القرآن بما توصل إليه العلم الحديث المعاصر، وذلك من حيث يعتقدون من أن آيات
العلوم تفوق بأضعاف آيات الأحكام، والقرآن جمع فيه من كل هذه العلوم.
فنأخذ صورة من هذا المنهاج الذي ينطلق
أصحابه للتفسير من فكرة قائمة على أن الكتاب أشتمل على إشارات وتلميحات منثورة في
طيّات الآيات الكريمة من القران.
وهذه الإشارات هي تخص أسرار الطبيعة
التي كشف عنها العلم الحديث بواسطة الوسائل والآلات المتطورة.
ولا زال الى اليوم يكتشف المزيد ،
وهؤلاء المفسرين المشغوفون بهذا النمط، المبهورون بالإكتشافات القادمة من لدن
أحضان الحضارة الحديثة المتقدمة، جاءوا بهذه النظريات وفسَّروا بها آيات القرآن
وحملوا ما فيها من إشارات على ما توصلت اليه العلوم الحديثة.
وقد أخرج هؤلاء الكثير من الكتب
والرسائل ادَّعُوا فيها أن القرآن يشير إلى هذه (الحقائق العلمية) تصريحاً أو
تلميحاً، اعتقاداً منهم أن هذا بيان لناحية من أهم النواحي لصدق القرآن ، وإعجازه
، وصلاحيته للبقاء[5].
ولمعرفة خصائص المناهج التفسيرية فإن
معرفة الخطوات التي سار عليها المفسَّر الذي يعتمد منهج علمي، تكشف لنا عن خصائصه
وهذه الخطوات هي التالية:-
1- في البداية يطَّلِع المُفِّسر على
النظرية العلمية الحديثة، وما هو آخر ما توصل إليه العلم من نتائج، وذلك من عدة
اساليب ومنافذ.
2- يبدأ المُفِّسر بالتفتيش عن آيات
القرآن ذات الصلة بهذه النظرية.
3- يبحث المُفِّسر عن أوجه الشبه فيما
بين الآيات والنظرية العلمية، والأوجه التي يمكن تأويل الآية بها بما يتوافق من
النظرية الحديثة.
4-
يجعل المُفِّسر النظرية العلمية هي الوجه الذي يجب أن تفسر به الآية أو
الآيات من القران.
5- قد يقوم المُفِّسر بنفي بعض ما ثبت
بالنقل من أحاديث قد تنفي أو تعارض أو لا تؤيد النظرية العملية، بل أحياناً يسخِّف
المرويات ويحاول ان يتجنبها.
6- تذرع المُفِّسر بالآيات التي تدعو
إلى التفكر والتعقل لكي يجعل النظرية العلمية (العقل) هي الحاكمة في التفسير على
الروايات وآراء العلماء الماضين (النقل).
7- بعد التفسير بالنظرية العلمية يعبر
المُفِّسر من خلال عبارات مفادها مثل هذه معجزة من معاجز القرآن أو مثل هذا ما
ذكره القرآن قبل 1400 سنة وما شابه ذلك.
وعلى هذا فأهم خصائص هذا النهج عبر
النقاط التالية وهي:-
1- استعراض النظرية العلمية الحديثة.
2- يلزم تفسير آيات القرآن وتأويلها
على ضوء هذه النظرية.
3- إظهارهم ان الوجه الإعجازي للقرآن
أنه متوافق مع هذه النظرية.
ونأتي الى سلبيات هذا النهج التفسيري
فسنأتي ببعض الجوانب التي من الممكن أن تحكم فيها على هذا المنهاج وهي:
1- لا يستطيع هذا النهج أن يفسَّر سوى
الآيات المرتبطة بالعلوم العلمية (تقدير صحَّته)، فلا يستطيع تفسير آيات الأحكام،
ولا ايات القصص والمغازي ولا ايات المعجزات.
2- تلاحظه يعترف على نفسه انه من وجوه
تفسير القرآن بالرأي الذي يقوم أساساً على عرض القرآن على النظرية ومن ثم تطبيقه
عليها بدلاً من عرض النظرية على القرآن.
3- تجد انه حصر التفسير بهذا الوجه
العلمي فيه تحديد للقرآن وتضييق لدائرة معارفه المتجددة في كل زمان ومكان.
4- تلاحظ يفسر من خلال نظريات قائمة
على التجربة والإختبار، والمتعارف في العلوم التجريبية أنه لا مسلَّمات ولا ثوابت
وكم من نظرية علمية حكمت قروناً وسنواتٍ ثم جاء ما نسفها من أصلها وبالرغم من كل
ذلك يجعلها هؤلاء تفسيراً للقرآن المعجز الذي لا تتبدل حقائقه.
باء : نماذج أصحاب التفاسير
مع التحليل
( أ ) :- الطبيب محمد بن أحمد
الإسكندراني (توفى سنة 1306هـ) صاحب كتاب كشف الأسرار النورانية القرآنية، قيل انه
أول من ألَّف في التفسير العلمي.
( ب ) :- الشيخ طنطاوي بن
جوهري المصري (توفى سنة 1358هـ)، صاحب تفسير الجواهر في تفسير القرآن ، يعتبر من
أبرز من كتب في هذا النهج.
نأتي بنماذج تحليلية للمنهج لديهم كما
في قوله تعالى: ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِم أَلْسِنَتُهُم وأَيْدِيهِم
وأَرْجُلُهُم بِما كانوا يَعْمَلُون)[6] وكما في قوله تعالى: (اليومَ
نَخْتِمُ على أفواهِهِم وتُكَلِّمُنا أيديهم وتَشْهَدُ أرجلُهُم بما كانوا
يَكْسِبُون)[7].
هاتين الآيتين الكريمتين ناظرتين إلى
بعض الشهود الذين يستشهد الله تعالى بهم في يوم القيامة على أعمال الإنسان ومعاصيه
تحديداً، وكما موجود بالاية منهم بعض أعضاء جسمه مثل اليدين والرجلين، حيث يستنطق
هذه الأعضاء فيُقِرُّ كل عضو بما فعل هو من معصية.
وهذا المعنى كما جاء عن الإمام الصادق
A في تفسير قوله تعالى (إنَّ السمْعَ
والبَصَرَ والفُؤَادَ كلُ أؤلئك كان عنه مَسْؤولاً)[8] قال الامام A (يُسأل السمع عما يسمع، والبصر عما يطرف،
والفؤاد عما يعقد عليه)[9].
لاحظ جيداً مثلاً المفسِّر الذي يعتمد
على منهج تفسير القرآن على ضوء العلم الحديث[10] يفسرها بالتالي حيث يقول:
أوليس الإستدلال بآثار الأقدام، وآثار
أصابع الأيدي في أيامنا الحاضرة، هو نفس الذي صرح به القرآن، وإذا كان الله يعلم
ما في البواطن، بل هو القائل للإنسان ( كفى بِنفْسِكَ اليومَ عليك حَسِيباً)[11].
والقائل ( بل الإنسانُ على نفسِهِ
بَصيرةٌ)[12] أفلا يكون ذكر الأيدي والأرجل
والجلود وشهادتها يوم القيامة ليلفت عقولنا إلى أن من الدلائل ما ليس بالبينات
المشهورة عند المسلمين؟ وأن هناك ما هو أفضل منها؟ وهي التي يحكم بها الله فاحكموا
بها.
ويكون ذلك القول لينبهنا ويفهمنا أن
الأيدي فيها أسرار، وفي الأرجل أسرار، وفي النفوس أسرار، فالأيدي لا تشتبه،
والأرجل لا تشتبه، فاحكموا على الجانين والسارقين بآثارهم، أوليس في الحق أن أقول:
إن هذا من معجزات القرآن وغرائبه؟
وإلا فلماذا هذه المسائل التي ظهرت في هذا العصر تظهر في القرآن بنصها[13].انتهى.
ونبدأ بتحليل هذا النص بناءً على
خصائص هذا المنهج العلمي عندهم، وما تقدم من خطوات يتبعها المفسِّر في هذا المنهج
فتلاحظ التالي:
1- ( النظرية الحديثة ) وهي : نظرية
الإستدلال ببصمات الأيدي وآثار الأقدام للوصول إلى الفاعلين.
2- ( التفتيش عن الآيات ذات الصلة )
وهي: يجد عدة آيات مثل التي في سورة النور ، وسورة يس ، وسورة الإسراء.
3- ( أوجه الشبه ) هي : الإستشهاد على
الجاني ببعض أعضائه.
4- ( تطبيق الآيات على النظرية ) هي:
من خلال قول المفسِّر: (أوليس الإستدلال بآثار أصابع الأيدي ..هو نفس الذي صرّح به
القرآن..)
5- ( نفي بعض ما ورد بالنقل ) هي: من
خلال الدعوة إلى استبدال شهادة البيِّنة (شهادة عدلين وغيرها) نبدلها ببصمات
الأيدي وآثار الأرجل.
6- ( التذرع بدعوة القرآن للتعقل )
هي: حيث قال المفسر: (أفلا يكون ذكر الأيدي والأرجل.. لينبهنا ويفهمنا أن الأيدي
فيها أسرار..).
7- ( جعل هذا التفسير وجه الإعجاز )
هي: حيث قال المفسر: (إن هذا من معجزات القرآن).
ومثال اخر فسروا[14] الآية كما في قوله تعالى: ( أولم يرَ الذين كفروا أن السماوات
والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون)[15] فقالوا:
هاأنت قد اطلعت على ما أبرزه القرآن
قبل مئات السنين، من أن السماوات والأرض أي الشمس والكواكب وما هي فيه من العوالم،
كانت ملتحمة، فصلها الله تعالى.
وقلنا: إن هذه معجزة، لأن هذا العلم
لم يكن يعرفه الناس إلا في هذه العصور.. كأنه (تعالى) يقول:
سيرى الذين كفروا أن السماوات والأرض
كانت مرتوقة ففصلنا بينهما، فهو وإن ذكرها بلفظ الماضي فقد قصد من المستقبل كقوله
تعالى (أتى أمر الله)[16] وهذه معجزة تامة للقرآن وعجيبة من
أعجب ما يسمعه الناس في هذه الحياة الدنيا.
لاحظ انه مع ما فسّروا من عبارة (فتق
السماء) فسرت بنزول المطر، وفسرو عبارة (فتق الأرض) من انها خروج النبات، وهناك
احاديث بهذا الخصوص.
كما روي عن سؤال أحد العلماء الشاميين
للإمام محمد بن علي الباقر A عن مسائل جاء منها تفسير قول الله تعالى: (أولَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا
أَنَّ السَّماواتِ والأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما)[17].
فَقَالَ لَه الامام أَبُو جَعْفَرٍ A : (فَلَعَلَّكَ تَزْعُمُ أَنَّهُمَا
كَانَتَا رَتْقاً مُلْتَزِقَتَيْنِ مُلْتَصِقَتَيْنِ فَفُتِقَتْ إِحْدَاهُمَا مِنَ
الأُخْرَى).
فَقَالَ نَعَمْ ، فَقَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ A : اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ فَإِنَّ قَوْلَ
اللَّه جَلَّ وعَزَّ (كانَتا رَتْقاً) يَقُولُ :
كَانَتِ السَّمَاءُ رَتْقاً لَا
تُنْزِلُ الْمَطَرَ وكَانَتِ الأَرْضُ رَتْقاً لَا تُنْبِتُ الْحَبَّ فَلَمَّا
خَلَقَ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى الْخَلْقَ وبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ فَتَقَ
السَّمَاءَ بِالْمَطَرِ والأَرْضَ بِنَبَاتِ الْحَبِّ.
جبم : كروية الأرض في
القرآن : تلاحظ
انه حتى زمن قريب من عمر الكون لم يكن أحد يصدق من أن أرضنا كروية وهو ما أشار
اليه القرآن الكريم كما في قوله تعالى:
( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارَ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى
اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلِّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً أَلا
هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ)[19].
ومعنى عبارة يغشى الليل على النهار
ويغشى النهار على الليل أي بمعنى كأنه يلف عليه لف الرداء على من يرتديه وقد قيل
أصل التكوير اللف والجمع.
وقد عرّف التفسير العلمي لكروية الارض
بتعاريف مختلفة [20]
منها هو عبارة عن تفسير القرآن على أساس قواعد العلوم التجربية، من العلوم
الطبيعية والفلسفية والنجومية وغيرها من العلوم الحديثة.
وهذا النوع من التفسير غير شامل لجميع
الآيات القرآنية، بل إنّما يقوم بشرح وإيضاح خصوص الآيات المشيرة لعظيم خلق اللّه
وعجائب صنعه وظرائف تدبيره وتقديره.
والاخرى يرجع التفسير العلمي في
الحقيقة إلى تطبيق آيات القرآن المتعرّضة لظرائف خلق اللّه تعالى وبدائع صنعه على
مصاديقها بالتحليل العلمي، كما صرّح بذلك العلّامة الطباطبائيH في تفسيره من أنّ التفسير العملي التجربي
الحسّي بأنحائه المختلفة، ينبغي أن يسمّى تطبيقا، لا تفسيرا[21].
ولكن فيه نظر؛ لوضوح من كون التفسير
العلمي- كثيرا- من قبيل التفسير؛ فهو يرجع إلى استكشاف المعنى المراد من الآية، لا
إلى تطبيق الكبرى- المستفادة من الاية- على مصاديقها.
وذلك كما في تفسير قوله تعالى:
(جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا)[22]
بسكون كروية الأرض.
ومثلهِ كما في فسير قوله تعالى:
(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا)[23].
من كون كرة الشمس من جنس المائع أو
الشيء المذاب ومن كونها متحرّكة بقرينة مادّة الجري وتعلم أنّه لا ربط لهذا
بالتطبيق.
دال : الجبال في القران : وهي كما في قوله تعالى: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ
الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ)[24].
وقد
يسمى شديد السواد الذي لونه كلون الغراب أسود غربيب. ومتدبر معاني الكلمات بالآية
الكريمة يرى توازن ألوان مختلفة في نعوت الجبال ودقة التدرج بها فبدأت بالأبيض
وأنتهت بالسواد ويتوسطه حمرة متدرجة الألوان.
هاء : الرياح في القران : تجد
علمياً اليوم أثبتت التجارب الحديثية أن الرياح من أهم الوسائل لتلقيح النباتات
وغيرها فهي تحمل اللقاح من نبات ذكر للأنثى لكي يتم الإخصاب.
وهي
عملية في الكثير من النباتات المعروفة المكتشفة كما في قوله تعالى (وَأَرْسَلْنَا
الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ
وَمَا أَنْتُمْ لَـهُ بِخَازنينَ)[25]
ونكتفي بهذه الامثلة فلا نطيل.
واو : إعجاز الخلق من طين : تلاحظ انه علمياً أثبتت التحليلات أن
عناصر الطين تتكون من (16عنصر) أولها الأكسجين وآخرها المنجنيز ومن باب المثال بعد
تحليلات قطعة من جسد بشر ميت أن جسد الإنسان أثبتت انه يتكون من (16عنصر)[26] كما
قوله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ)[27]
وهذا مختصر جدا وللمزيد راجع المطولات منه.
زاي : السنة الشمسية والقمرية : تجد ان السنة الشمسية تزيد عن 365 يوم
شمسي واما السنة القمرية أكثر من 354 يوم والفارق بينهما 10.875149 ففي كل ثلاثة وثلاثين سنة هناك فرق مقداره
358.87917 يوم أو تقريباً سنة.
وعلى
هذا فكل مئة سنة شمسية تجد لها فارق قمري ثلاث سنوات وحاصله ثلاثمائة سنة شمسية
تقابل 309 سنة قمرية وتعتبر هذه حقيقة علمية كما في سورة الكهف قوله تعالى: (
وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)[28].
والمتأمل
بالآية الكريمة في كلمة (سنين) ولم يقل كلمة سنة ترى كأنه قال ولبثوا في كهفهم
ثلاثمائة بعدها قال سنين أي بمعنى هي ليس شهور ولا أيام[29], والله العالم.
[1]- مفاهيم القران ج78 ص6.
[2]- على وجه التقريب، لاَنّه لم يصل
لنا ممّن تقدّم عليه، تفسير عليه ذاك الطابع.
[4]- السيد الشهيد محمد باقر الصدرu، اقتصادنا، الطبعة العشرون، دار
التعارف للمطبوعات، بيروت1987، ص82.
[5]- تاليف الشيخ حسين جفال بحث حول
دراسة منهج التفسير على ضوء العلم الحديث منهج التفسير العلمي حوزة اهل البيتD.
[6]- سورة النور الاية 34.
[7]- سورة يس الاية 65 .
[8]- سورة الإسراء الاية 36.
[9]- سلسلة بحار الأنوار ج7 / ص 267.
[10]- نأخذ كلام الشيخ طنطاوي.
[11]- سورة الإسراء الاية 14.
[13]- كتاب الجواهر ج 2 / ص 9.
[14]- هو الشيخ طنطاوي.
[17]- سورة الأنبياء الاية 30.
[18]- اصول الكافي ج8
ص121.
[20] - عرّفه بعضهم من أنّ : هذا اللون من التفسير يرمى إلى جعل القرآن مشتمل على
إشارات عابرة إلى كثير من أسرار الطبيعة التي كشف عنها العلم الحديث ثمّ أضاف :
وكان من أثر هذه النزعة التفسيرية الخاصّة، التي تسلطت على قلوب أصحابها، أن أخرج
لنا المشغوفون بها كثيرا من الكتب والرسائل التي يحاول أصحابها فيها أن يحمّلوا
القرآن كثيرا من علوم الارض والسماء، وأن يجعلوه دالّا عليه بطريق التصريح، أو
التلميح اعتقادا منهم أنّ هذا بيان لناحية من أهم نواحي صدقه، وإعجازه، وصلاحيته
للبقاء.(التفسير والمفسّرون: ج2ص443. للشيخ محمّد هادي المعرفة).
وعن بعض آخر : « نريد بالتفسير العملي: التفسير الذي يحكّم الاصطلاحات
العلميّة في عبارات القرآن ويجتهد في استخراج مختلف العلوم والآراء الفلسفية منها»
الدكتور الذهبي:ص474.
وعن اخر : «هو تفسير يذهب قائله إلى استخراج جملة العلوم القديمة والحديثة
من القرآن ويرى في القرآن ميدانا يتّسع للعلم الفلسفي والانساني في الطب، والتشريح
والجراحة، والفلك والنجوم والهيئة، وخلايا الجسم، وأصول الصناعات ومختلف المعادن،
فيجعل القرآن مستوفيا بآياته لهذه الحيثيات، ويحكّم الاصطلاحات العلميّة في
القرآن، ويجتهد في استخراج هذه العلوم».أمين الخولي: مناهج التجديد ص287.
وعن اخر : «هذا النوع من التفسير يقوم أصلا على شرح وإيضاح الاشارات
القرآنية التي تشير إلى عظيم خلق اللّه تعالى وكبير تدبيره وتقديره». عبد الرحمن
العك: أصول التفسير وقواعده: ص217.
[26] - انظر : من آيات الإعجاز
العلمي للقرآن الكريم الدكتور زغلول النجار. وانظر: إعجاز القرآن للشيخ الشعراوي.