إعجاز بيان الالفاظ في ايات وسور القران الكريم
تلاحظ انه من كمال الفصاحة من خلال
اختيار كل لفظ يؤدي المعنى على أدق وجه وأوفاه بما لا يؤديه اي لفظ غير هذا اللفظ.
ويعتبر هذا باب عظيم من أبواب
الإعجاز، كما في مثال لفظة (أغطش) أي بمعنى أظلم، كما في لفظة قوله تعالى:
(وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا)[1] بما حمله اللفظ في أذان السامع من
الإحساس بالظلمة والوحشة والصمت والركود.
فمثلاً لفظة (سكنا) كما في عبارة قوله
تعالى : (فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)[2] أي بمعنى هدوءا وسكونا وطمأنينة، كما
اشار ونبه بها جرس الكلمة، النابع من طبيعة الحرف وتوالي الفتحات في لفظة:
سَكَناً.
ويعتبر هو اختيار دقيق للألفاظ التي
تبدو مترادفة (المتقاربة) بشرط تميزها فيما بين أدق الفروق بالمعنى لكل منها، الى
درجة انه في حال استبدال لفظ بآخر يكون (نظيره) فتجد النص فقد عمق المعنى وجمال
جرسه ودقة التصوير له.
ونقول من باب المثال هو التمييز فيما
بين لفظ كلمة (الرؤيا) التي تدل على الرؤيا الصادقة للأنبياء[3]D وبين لفظ كلمة (الحلم) للرؤى العامة
والهواجس المختلطة[4].
وتلاحظ ان هذا التجانس في دلائل
القرآن لكل لفظ من هذه الألفاظ المتقاربة اينما تكرر استخدامه بالقرآن[5] واما تجانس استخدام الحروف مثل
الالفاظ (الباء - الواو - الفاء - ثم) هي بنفس الدلالة لكل منها في جميع أرجاء
القرآن.
فتجد ان هناك من العلماء من يرى أن
القرآن غير محتاج إلى تفسير إلا في بعض ألفاظه الغريبة على القارئ وهذا هو الذي
يستدعي توضيحاً له أو تقريباً. وإلا في بعض آيات الأحكام والمجملات المبينة في
السنة وما عدا ذلك لا يحتاج إلى تفسير ولا إلى بيان أو توضيح وغيره.
وقد أستدل أصحاب هذا الرأي من آيات
الكتاب الكريم التي تدل على أنه قران مبين وأن آياته بينات. وأنه أنزل لكي يبين
للناس ما اختلفوا فيه.
فكيف أحتاج القران إلى بيان وهو بحد
ذاته يعتبر بيان كما ذكر في كتابه المجيد عبارات للايات وهي كما في عبارة قوله
تعالى:-
( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)[6]. وعبارة قول الله تعالى: (طس تلك آيات
الكتاب وقرآن مبين)[7]. وعبارة قول الله تعالى: (ولقد يسرنا
القرآن للذكر فهل من مدّكر)[8].
فتلاحظ ان في الآيات الواضحة التي
تبين أنه لا شيء في ايات القرآن يتعارض مع ايات آخرى فيه.
فإن وجدت أن تفسيراً ما لايات القرآن
الكريم تتعارض مع جزء آخر فيه. فهو خير دليل على أن ذلك التفسير هو ليس من عند
الله تعالى.
فالمعتبر هو دليل القرآن القطعي وذلك
لاختيار أي تفسير هو أن يكون مطابقاً للدين كله كمجموعة لا لرأي منفرد يعبر عن
رأيه.
حينما تلاحظ إثبات أي نظرية أو رأي من
خلال استخدام نوع معين من الآيات من دون النظر إلى الآيات الباقية الأخرى أو حينما
تجد أي تفسير للدين لا يتوافق مع القرآن كله فتأكد من أنه ليس تفسيراً للقرآن.
وإنما هو تفسير للرأي.
كما في عبارة قوله تعالى: ( فأما
الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم
تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكَّر إلا
أولوا الألباب)[9].
فتجد إن أية مسألة أو نظرية أو تفسير
يجب عرضه على القرآن كله وليس على مجموعة آيات منه وتدبر مدى توافق هذا التفسير مع
القرآن ككل مع إستنادك إلى سنة أئمة أهل البيتD (إن وجدت).
ونحاول ان ناتي بمحاولة لغرض فهم
معاني بعض الألفاظ والجمل وآيات القرآن من بعد عرضها على القرآن الكريم ككل.
فهي محاولة بسيطة لغرض فهم القرآن
بالقرآن, وروعي فيها تكرار اللفظ أو جملة القرآن في الكتاب كله بالإضافة إلى معرفة
جو ومعاني الآيات التي جاء بها هذا اللفظ أو الجملة ومثله الآيات التي قبلها والتي
يمكن الإلمام بالمعنى من جميع جوانبه وهي كما يلي:-
1- الإسراء ( بعبده )
والمعراج ( بصاحبكم ) : لقد
جاءت معجزة الإسراء ضمن آية واحدة في القرآن، وجاءت لفظة كلمة (أسرى) مرة واحدة في
القرآن ولفظة كلمة (بعبده) مرة واحدة في القرآن الكريم كله كما في عبارة قوله
تعالى:
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ)[10].
وتلاحظ انه هنا قد وصف الله سبحانه
وتعالى رسول الله محمداًn في حادثة الإسراء بالعبودة الكاملة لله
تعالى كما في لفظة كلمة (بعبده).
وجاء انه قد وردت معجزة حادثة المعراج
في سورة واحدة وهي سورة النجم كما في عبارة قوله تعالى:
( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا
ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا
وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ
بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ
أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا
رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى *
عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى
السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ
آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)[11].
وتلاحظ انه الله تعالى قد وصف النبي
محمدn في المعراج، بلفظة (صاحبكم). فحينما تتدبر
لفظة كلمة (بعبده) فإنها تعني كما في اللفظة هو (بشر) مثلكم تعرفونه.
ولكن في حالة حادثة (الإسراء) ذكر
عبارة قول الله تعالى: (لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا) واما في حالة (المعراج) ذكر
عبارة قول الله تعالى: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى).
فتلاحظ إن الله سبحانه وتعالى يبين
لنا أنه بالرغم من (بشرية) رسول اللهn فقد عرج به إلى السماوات العلى حتى وصل إلى
سدرة المنتهى وقد بلغ الأفق الأعلى ثم دنا وتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى من الحضرة
الإلهية، ورأى من آيات ربه الكبرى العظيمة.
فإن بشرية الإنسان بما هو انسان بغض
النظر عمن يكون فهي لا تنفي أنه من خلال سلطان يختص به من الله فإنه قادر الى ان
يصل لأعلى عليين.
وهو عين عبارة قوله تعالى: ( يَا
مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ)[12].
وتلاحظ ان رسول اللهn مع ملاحظة انه من البشر المعروف بأسم الإنس
بشهادة اية كتاب الله فهو قد نفذ من أقطار السماوات والأرض من خلال سلطان من الله
تعالى.
وأما بالنسبة لحادثة الإسراء فإن الله
تعالى ذكر في القرآن عبارة قوله: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) ولم يقل
أسرى بنبيه أو برسولهo وإنما كان كذلك لأنه أراد الله أن يفتح باب
السريان وهو (الإسراء) للتابعين من بعد رسول اللهn.
فتجد ان الله قد أعلمنا من أن الإسراء
هو من بساط العبودية ومتعلق بمسلكها، فالنبي محمدn قد كان له كمال العبودية، فالنتيجة انه كان
لرسول اللهn كمال الإسراء.
فقد أُسري بروحه الطاهرة وجسمه وظاهره
وباطنه، فكذلك الاوصياء والأولياء لهم قسط من هذهِ العبودية فالنتيجة ان لهم قسط
من الإسراء يسري بأرواحهم لا بأجسادهم[13].
تلاحظ إن الله تعالى لم يختم آية الإسراء
بالقدرة أو بالعزة أو القوة بل ختمها كما في عبارة من أنه (هو السميع البصير).
وهي تعني أن الله تعالى قد سمع دعاء
النبي محمدn وبَصُر حالته حينما آذاه الناس وهان عليهم
فأكرمه ربه بمعجزة الإسراء فإن كان الناس قد ابتعدوا عن الله فقد اقترب النبيn من الله.
وكذلك تعني الآية الفيوضات وفتوحات
الله تعالى لعباده المؤمنين كلما صبروا واستقاموا، فإنه هو السميع البصير يقربهم
إليه نجيّاً ويريهم من آياته لإنه هو السميع البصير الواحد الذي لا شريك له.
2- الغلام الحليم والغلام العليم : تعلم انت حادثة الذين دخلوا وبشروا
النبي إبراهيم A بغلام حليم وهو النبي إسماعيلA ثم بعدها بشرته الملائكة بغلام عليم هو
النبي إسحاق A ومن ورائه النبي يعقوبA.
وهو كما يقول الله سبحانه وتعالى في
شأن تلك البشرى بولادة إسماعيل A في عبارة قوله: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ
حَلِيمٍ)[14].
أي بمعنى : أن صفة النبي إسماعيلA المميزة من أنه (حليم) وهي صفة والده النبي
إبراهيم A حيث جاء في عبارة قول الله سبحانه وتعالى: (
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ)[15].
وكذلك يقول الله سبحانه وتعالى في شأن
تلك البشرى بولادة النبي إسحاقA كما في عبارة قوله: (وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ
عَلِيمٍ)[16].
أي بمعنى : أن صفة النبي إسحاقA المميزة هو أنه (عليم). والنبي إسماعيل
A يعتبر هو جد النبي محمدo. والنبي إسحاقA هو جد بني إسرائيل.
واما حلم النبي إسماعيلA : فالحلم الذي هو الصفة المميزة لنبي الله
اسماعيل A يعني: هو الصبر والإرادة والسكون والعقل
السليم، وهذا ضد الطيش ولو جمعنا كل نواحي الحلم فإنه يتكون (التقوى) في كل معناها
من حب الله وخشيته والصفح الجميل.
ولاحظ ان الله يصف النبي إسماعيلA في سورة مريم كما في عبارة قوله: (وَاذْكُرْ
فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا
نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ
رَبِّهِ مَرْضِيًّا)[17].
اذا النبي إسماعيل A كان صادق الوعد، حينما أسلم وجهه له ساعة
الذبح راضياً بقضاء الله كما في عبارة قوله تعالى:
( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ
قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ
مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ
اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)[18].
فإن ذلك كان في منتهى الإيمان الكامل
بالله من الأب المحسن النبي إبراهيمA ومن الابن الصابر النبي إسماعيلA. وعلم النبي إسحاقA ومن ورائه النبي يعقوبA.
وقد صف الله سبحانه وتعالى النبي
إسحاقA بالعلم الذي ورثه بنو إسرائيل أي (بنو يعقوب
بن إسحاق)، وكان من المفترض أن يستخدم بنو إسرائيل هذا العلم الوراثي في أحسن
عبادتهم لله تعالى والتفكر في آياته.
وتجد ان أكثرهم استغل هذا العلم في
ماديات صرفة ولم يتوجهوا إلى الله تعالى، بل أغرقوا أنفسهم في الماديات وظلموا
أنفسهم وقد قال الله في شأن النبي إبراهيم A وشأن ذريته كما في عبارة قوله تعالى:
( سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ *
كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ *
وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ
وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ)[19].
وكذلك قال الله سبحانه وتعالى في شأن
ذرية النبي إبراهيم A كما في عبارة قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي
جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي
الظَّالِمِينَ)[20].
تلاحظ إن الله سبحانه وتعالى قد بين
للنبي إبراهيم A من أن ذريته لن تكون جميعها من الصالحين وأن
ذلك يعتم على استجابتهم لما يحييهم بما أنزل الله على رسله إليهم من البينات
والزبر والكتاب المبين.
فقد امتحن الله تعالى بني إسرائيل وهو
الذي (فضلهم على العالمين بزمانهم) واختارهم على علم العالمين، فكيف هي كانت
استجابتهم لله هي ظلم بنو إسرائيل أنفسهم على مدى التاريخ.
فكانوا يقتلون الانبياء من غير حق
ويقتلون الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وبالتالي يعصون الله فيما أمرهم
وينقضون ميثاقهم مع الله تعالى.
تجدهم يحاربون كل من يقول لهم يا بني
اسرائيل توجهوا بقلوبكم إلى الله واتركوا التعلق بالحب الشديد للماديات وآمنوا
بالله الذي ليس كمثله شيء فهو الرزاق الكريم.
تلاحظ انهم لا يتناهون عن منكر فعلوه
ويتحايلون على أوامر الله حينما قال لهم لا تعتدوا في يوم السبت، ويتشددون على
انفسهم في أي أمر حينما قال لهم النبي موسىA كما في عبارة قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً)[21].
فاشتطوا في الأمر من خلال استكبارهم
بالعلم الذي ورثوه فلم يؤمنوا إلا من خلال الأشياء المادية أما الناحية الروحية
ومنها الحلم فقد ابتعدوا عنها الى درجة أنه من فرط ماديتهم قالوا لنبيهم موسى A كما في عبارة قوله تعالى: (اجْعَلْ لَنَا
إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ)[22].
وتجد كذلك إنهم طلبوا إله مادي
يلمسونه بأيديهم فتمكنوا من صنع عجل جسدي ومادي ولم يقبلوا من أن ينزل لهم المن والسلوى
من السماء ولكنهم فضلوا طعام الأرض فكل توجهاتهم كانت للأرض ولم يرفعوا رؤوسهم إلى
السماء كما في عبارة قوله تعالى:
( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ
نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا
تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا
وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)[23].
كما استبدلوا الأرض بالسماء وكذلك
استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير فكان ذلك مبدأهم والى يومنا هذا. فالعلم
الوراثي الذي وهبه الله تعالى لبني إسرائيل واختارهم على العالمين به كما في عبارة
قوله تعالى: (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)[24].
وها قد امتحنهم الله به لكي يعلم هل
يشكرون أم يكفرون ولم يرعوا هذا العلم بل اتجهوا به فقط لتسخيره لكي يطيع الماديات
ولكن بالرغم من أنهم أصبحوا من خلال هذا العلم الوراثي أساطين في الاقتصاد.
ولكنهم استغلوه في إفساد جميع
الموجودات في الأرض وإفساد الذمم والربا والمكر واللعب وإشعال الحروب. بالتالي غضب
الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذاباً شديداً.
وتلاحظ بعد اختبار الله لبني إسرائيل
بهذا العلم وإظهارهم للعالمين من أنهم قوم سوء شاء الله أن يكون خاتم الانبياء
محمد بن عبداللهn من ذرية النبي إسماعيلA ثم من بعده الائمة المعصومين الاثني عشرD.
فهي ذرية الحلم والتقوى فوهب الله لهم
العلم المباشر من الله تعالى وهو القرآن غير ذي عوج فكان ال محمدD خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن
المنكر وتؤمن بالله كما في عبارة قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)[25].
وكما يقول الله سبحانه وتعالى في
الآية من سورة الأنعام كما في عبارة قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ
خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ
فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)[26].
فقد وضع الله للناس درجات في هذه الحياة
الدنيا لغرض تستقيم عمارة الأرض وذلك لأنه لا يمكن أن يكون الناس جميعهم في درجة
واحدة فلا يمكن أن تستقيم عمارة الأرض بجعل الناس جميعهم قادة.
أو كلهم علماء أو جميعهم في وظيفة
واحدة فلابد من الوظائف المتعددة والدرجات المتفاوتة وأوضح الله سبحانه هذه المسألة
كما في عبارة قوله تعالى: (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ
لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا)[27].
ولكن تجد هذا التمييز في درجات الدنيا
ليس هو تكريم وإنما هو نوع من الابتلاء والاختبار كما في عبارة قوله تعالى: (
لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ)[28].
وتلاحظ النتيجة ان تكون كما ذكرها
الله سبحانه في عبارة قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ
الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ
رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)[29].
ولكن تلاحظ أن وضع الناس على درجات مختلفة في
الحياة الدنيا قد جعل من ذوي السلطة منهم وذي الشأن والملأ والشهرة له تأثيراً
كبيراً في حياة عامة الناس فهم أولو القوة والسلطة والبطش وغيرها.
فقد وضع الله سبحانه ميزاناً دقيقاً
في آيات القرآن الكريم، إنه ميزان العدل المطلق كما في عبارة قوله تعالى:
(وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ
* وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ)[30].
فكان الوزن هو المقياس والأجر وقيمة
العمل وتأثيره وتأتي آيات كثيرة في القرآن الكريم توضح مسؤولية ووزن أصحاب الهرم
والقمم والسلطة والشهرة والقيادة والأجر المقابل ونأتي بالأمثلة وكما يلي:-
مثل نساء رسول اللهn كما يقول الله سبحانه في عبارة
قوله تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ
مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ
يَسِيرًا * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا
نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا)[31].
فنساء النبي n هن أمهات المؤمنين فيعتبر هن القمم وتأثيرهن
ليس مثل باقي تأثير النساء العاديات كما في عبارة قوله تعالى: ( لَسْتُنَّ
كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ)[32].
فالنتيجة
التي تؤذي النبي محمد n ليست هي ام
المؤمنين والتي تخرج على امام زمانها وتنبح عليها كلاب الحوئب كما في حديث رسول اللهn لذلك كان الأجر مرتين لهن في اية القران
والعذاب ضعفين.
واما المنافقين فهو كما يقول الله
سبحانه في عبارة قوله تعالى: (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ
مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا
تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ
إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ)[33].
فتجد إن المنافقين تأثيرهم ووزنهم
ليست ذات تأثير عادي لإنهم يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ويشوّهون العقيدة
ويخادعون ويخدعون المؤمنين ويضربون الأمثال السيئة للذين لم يؤمنوا بعد.
وكما يقول الله سبحانه في عبارة قوله
تعالى: ( الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ
* وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ
رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ
أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[34].
اذاً اليهود بشكل عام ممتنعين في
الدين يعلمون الحق ولا يتبعونه تراهم يقولون سمعنا وعصينا لهذا جاء الأمر مرتين
لهؤلاء الذين جاهدوا هذه الطبيعة السيئة وانتصروا على أنفسهم.
فخرجوا من أمر يهوديتهم المتعنتة
وصبروا على أذى بقية قومهم لكي يصبحوا قمم إيمانية تبين كذب بني إسرائيل وإصرارهم
على الباطل وآمنوا بخاتم الرسل محمد بن عبداللهn والقرآن الكريم.
3 - القمم والكبراء في
الضلال والصلاح : تلاحظ ان قول الله سبحانه في شأن
هؤلاء القسم في الضلال والإضلال كما في عبارة قوله تعالى:
( أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا
مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ
أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ
وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ)[35]. وكذلك عبارة قوله تعالى:
( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا
أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا
آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا)[36] وكذلك عبارة
قوله تعالى:
( قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ
رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ
لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ)[37].
فإن هؤلاء القمم في الضلال والإضلال
ويستحقون العذاب ضعفين بما لهم من تأثير واضح في باقي الناس العاديين وكذلك بما
لهم من سطوة وقوة وقهر وبريق وإعلام وإعلان وشهرة وغيرها.
وكذلك هؤلاء قمم الضلال والإضلال من
بعد صلاح حالهم نتيجتهم من جزاء التوبة كما يقول الله سبحانه في عبارة قوله تعالى:
( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ
اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ
إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا *
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا *
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ
اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[38].
ثم بعدها أفاقوا واهتدوا إلى الحق
وجاهدوا أنفسهم وشهرتهم وسطوتهم وانتصروا على كل هالات البريق الذي يحوطهم وعلى كل
شلل من أصحاب الأخدان وحاشية السوء.
وتابوا إلى الله وأنابوا إليه وعملوا الصالحات
وانتقلوا ومن ثم غفر الله لهم ذنوبهم ونقل أعمالهم وسيئاتهم وتبدلت السيئات إلى
حسنات وتضاعف أجرهم جزاء بما صبروا على شهوات النفس.
وفي قصص المسلمين مع رسول الله n أسوة حسنة فقد كان في أول الدعوة يرجو إسلام
الملوك والقياصرة والأكاسرة وقمم السلطة في رسائلهn إلى القياصرة والأكاسرة التي دعاهم فيها إلى
الإسلام كان صلب الرسالة عبارة الآتي: (أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين).
فإن رسول اللهn يعلم أثر إسلام هؤلاء القمم في شعوبهم وأنهم
حينما يسلمون فهم يساعدون في إزالة الغشاوة عن أعين الناس العاديين البسطاء.
فالأجر مرتين للصابرين عندما صبر نبي
الله إبراهيم A على البلاء المبين بذبح ابنه الوحيد النبي
إسماعيلA بشره الله بإسحاقA نبياً من الصالحين كما في عبارة قوله تعالى:
(وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)[39].
وكذلك عندما صبر النبي أيوبA على النصب والعذاب وعلى فقد أهله وهبه الله
أهله ومثلهم معهم رحمة منه وذكرى لأولي الألباب فقد منحه الله تعالى الأجر مرتين
كما في عبارة قوله تعالى: ( وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ
رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ)[40].
وتلاحظ هذا الأجر مرتين ومعناه ضعف
أقصى أجر يمنحه الله للناس المؤمنين من شيعة الامام علي بن ابي طالب A.
وتجد انه ذكرت ايات القرآن الكريم أن
الله يضاعف هذا الأجر العادي أضعافاً مضاعفة. كما أن هناك تجد رضوان من الله أكبر
وبذلك يكون الأجر مرتين هو ضعف هذه المضاعفات جميعاً.
بقي قبل الاخير ان هناك أمر آخر هو إن
القمم مستويات وأي مسؤول له تأثير في موظفيه يعتبر هو قمة في هذا النوع من
المسؤولية كما أن أي شخص في أي مكان له أي تأثير على شخص أو أشخاص آخرين هو القمة
في الموقف.
ونفس الحال بالنسبة للأب أو الأم في
الأسرة والمدرس في الصف والمدير في الإدارة والرئيس في المرؤوسين والكاتب الذي
ينشر فكره والممثل الذي يؤدي دوراً والإعلامي والصحفي والفنانين والعالم والفقيه
والواعظ وغيرهم.
فهؤلاء جميعاً يؤتون أجورهم مرتين
وهذا بحسب نص القرآن إذا صبروا وآمنوا ورعوا الله في مسؤولياتهم وبنفس الوقت يضاعف
لهم العذاب إذا ضلوا وأضلوا.
كما أن هؤلاء الذين أفسدوا في الأرض
ثم عرفوا الحق وعادوا وتابوا إلى الله ورجعوا عن غوايتهم وإغوائهم للناس فالله
يبدل سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً.
وبقي لدينا الاخير وهي من القمم عبارة
(أنزل – نزّل) : فالاولى لفظة (أنزل) وهي تعني الإنزال مرة واحدة أو جملة واحدة.
واما الاخرى لفظة (نزل) وهي تعني الإنزال على مراحل أو أجزاء متفرقة.
وتعلم ان القرآن الكريم أنزله الله
سبحانه وتعالى جملة واحدة في ليلة القدر من شهر رمضان إلى السماء الدنيا على صدر
النبيn حسب الروايات المتعددة في هذا المجال وحسب
ما توحي به نصوص الآيات الكريمة التي جاءت في نزول القرآن الكريم.
ثم بعدها نزله سبحانه وتعالى تنزيلاً
على النبي محمدn متفرقاً خلال ثلاث وعشرين سنة وهي مدة
الرسالة وذلك للرد على أسئلة وأمثلة المشركين وأهل الكتاب.
وفي هذا يقول سبحانه كما في عبارة
قوله تعالى: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ
جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ
تَرْتِيلًا * وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ
تَفْسِيرًا)[41].
وتلاحظ إنزال القرآن الكريم جملة
واحدة في ليلة واحدة جاء في الآيتين الكريمتين كما في عبارة قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ)[42] وعبارة قوله تعالى: (إِنَّا
أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ)[43].
واما في تحديد الشهر الذي أنزل فيه
القرآن جملة واحدة جاء ذلك في الآية الكريمة كما في عبارة قوله تعالى: (شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ)[44].
فكذلك إن ما يؤكد إنزال القرآن الكريم
جملة واحدة إلى السماء الدنيا، ثم تنزله على مراحل من السماء الدنيا إلى النبي
محمدn هو ما ذكرته الجن في سورة الجن عن نزول
القرآن الكريم كما في عبارة قوله تعالى:
(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ
فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ
مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا
رَصَدًا)[45].
فهذا الوصف يوضح العناية والحفظ الذي
هيأه الله سبحانه وتعالى للقرآن الكريم في أثناء تنزله من السماء الدنيا إلى
الأرض. فهو يذكر كما في عبارة قوله تعالى: (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ
* وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ)[46].
فالكلام هنا عن التنزيل فيما بين
السماء الدنيا والأرض حيث توجد الشياطين. كما يقول سبحانه في عبارة قوله تعالى:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[47].
واستخدم الكتاب لفظة كلمة (نزلنا) بدل
من لفظة (أنزلنا) لكي يبين لنا أن هذا الذكر قد حفظه الله من الشياطين أثناء فترة
تنزله من السماء الدنيا إلى الرسولn على طوال ثلاث وعشرين سنة. كما أنه سيحفظه
من شياطين الإنس والجن إلى قيام الساعة والله العالم.
[3]- مثل آيات الفتح 27 وكذلك ايات الإسراء60: للرسولn وايات الصافات 104-105: لإبراهيمA ويوسف 4-5 ثم100: ليوسفA وكذلك رؤيا الملك التي تحققت (يوسف43).
[6]- سورة المائدة الاية 15.
[7]- سورة الحجر الاية 1.
[8]- سورة القمر الاية 17.
[9]- سورة ال عمران الاية 7.
[10]- سورة الاسراء الاية 1.
[11]- سورة النجم الاية 1 – 18.
[12]- سورة الرحمن الاية 33.
[13]- راجع : كتاب لطائف المنن لابن عطاء السكندري.
[14]- سورة الصافات الاية 101.
[15]- سورة هود الاية 75 .
[16]- سورة الذاريات الاية 28.
[17]- سورة مريم الاية 54 – 55.
[18]- سورة الصافات الاية 102.
[19]- سورة الصافات الاية 109 – 113.
[20]- سورة البقرة الاية 124.
[21]- سورة البقرة الاية 67.
[22]- سورة الاعراف الاية 138.
[23]- سورة البقرة الاية 61.
[24]- سورة الدخان الاية 32.
[25]- سورة ال عمران الاية 110.
[26]- سورة الانعام الاية 165.
[27]- سورة الزخرف الاية 32.
[28]- سورة المائدة الاية 48.
[29]- سورة النازعات الاية 37 – 41.
[30]- سورة الرحمن الاية 7 – 9.
[31]- سورة الاحزاب الاية 30 – 31.
[32]- سورة الاحزاب الاية 32.
[33]- سورة التوبة الاية 101.
[34]- سورة القصص الاية 54 – 52.
[35]- سورة هود الاية 20.
[36]- سورة الاحزاب الاية 67 – 68.
[37]- سورة الاعراف الاية 38.
[38]- سورة الفرفان الاية 68 – 70.
[39]- سورة الصافات الاية 112.
[40]- سورة ص الاية 43.
[41]- سورة الفرقان الاية 32 – 33.
[42]- سورة القمر الاية 1.
[43]- سورة الدخان الاية 3.
[44]- سورة البقرة الاية 185.
[45]- سورة الجن الاية 8 – 9.
[46]- سورة الشعراء الاية 210.
[47]- سورة الحجر الاية 9.