الأربعاء، 12 أبريل 2017

ق2 إعجاز بيان تناسق كلمات القرآن الكريم


ق2 إعجاز بيان تناسق كلمات القرآن الكريم
جـيم : خلاصة بيان تدرج الالفاظ : بعد ما عرفت مما سبق نلخِّص هذا البيان البلاغي باختصار وهو ان وقوفهم على النار ثم بعدها الدخول فيها فتُقَلَّب وجوههم في النار.
ويمكنك ان تتأمل التدرج الزمني للآيتين وهو : الآية الأولى في سورة الانعام ورد فيها قولهم بصيغة الماضي في لفظة (فَقَالُواْ) فلا تعتقد أن هذا الكلام وهذه الحسرة عندهم قد انتهت، كلا:
فقد جاء قولهم في الآية الثانية من سورة الاحزاب على ان صيغة الاستمرار في لفظة (يَقُولُونَ)، لكي يبقى الندم مستمراً.
ففي هذا النوع من الإعجاز الزمني لاستخدام كلمات الكتاب الكريم، ألا يدل أن هذا القرآن هو ايات مُحكَمات.
وتلاحظ انه دائماً لفظة كلمة (ليتنا) سُبقت بلفظة كلمة (يا) لكي يظهر لنا الله تعالى المبالغة في التمنِّي للكفار وهم من المعلوم انهم اهل نار جهنم ولكن هل ينفع الندم.
ولكن وعد الله حق, كما ان هناك نار ويدخلها الظالمين فتجد أن الجنة حق, ويصور لنا حياة المؤمنين في الجنة قد تكررت خمسة مرات في الآيات التالية وكما يلي:-
في الاية الاولى من سورة النحل في عبارة قوله تعالى : ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ)[1].
وفي الاية الثانية من سورة الفرقان في عبارة قوله تعالى : ( لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً)[2]
وفي الاية الثالثة من سورة الزمر في عبارة قوله تعالى : ( لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ)[3].
في الاية الرابعة من سورة الشورى في عبارة قوله تعالى : ( تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ)[4].
في الاية الخامسة من سورة ق في عبارة قوله تعالى : ( لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)[5].
ولاحظ انك سترى البيان البلاغي الفائق الدقة في تكرار هذه الكلمة الخاصة بأهل الجنة وهي كما يلي:-
منها :- تحدثت الآية الأولى عن جزاء المتقين جوابه في عبارة : جنات لهم فيها ما يشاءون.
منها : تحدثت الآية الثانية عن تأكيد الله تعالى من أن هؤلاء المتقين خالدين في الجنة التي لهم فيها ما يشاؤون, وأن وعد الله حق ولا يُخلف الله وعده وختمها في عبارة قوله: (كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً).
منها : تحدثت الآية الثالثة عن المحسنين لأن التقوى يُؤدي إلى الإحسان, (والعكس أصح) فهؤلاء المحسنون موصوفين في عبارة قوله تعالى: (لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ), وقد أكدت من أنهم سيكونون بقرب ربهم, ومن كان قريب منه سبحانه فماذا اكثر ذلك.
منها : تحدثت الآية الرابعة عن زيادة تأكيد قرب هؤلاء من ربهم سبحانه وكذلك أكدت من أن هذه الصفات هي نتيجتها في قوله تعالى: (ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ).
منها : تحدثت الاية الخامسة عن ظن الانسان بربه وهو لكي لا يظُنُّ أن هذا كل شيء, فقد ختم الله هذه الآيات بلفظ كلمة (مزيد), ومعناه ان العطاء مفتوح لا حدود له كما جاء في عبارة قوله تعالى: (وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ).
وبعد كل ما حصل عليه ماذا يتمنَّى الانسان المؤمن, فسبحان الذي رتب ونظم هذه الكلمات عبر ايات سور القرآن بهذا الشكل المذهل.
فتجد البحار يوم القيامة التي يُستخدم ماؤها لغرض إخماد النار سوف يحدث لها من ان (تلتهب - تُسَجَّر - تُفَجَّر) فهي إحدى الحقائق عن هذا اليوم (القيامة) فهل هناك مصاديق لهذه الحقيقة.
نفتح كتاب الله وهو القران ونعطر افواهنا بتلاوته عن لفظة كلمة (البحار)، في جميع المصحف لنجد انها جاءت مرتين وفي سورتين وهما كالتالي:-
جاءت في عبارة قوله تعالى : ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ )[6].
جاءت في عبارة قوله تعالى : ( وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ )[7].
ولا تغفل من أن لفظة كلمة (البحار) في القرآن الكريم لم تستخدم إلا فقط للحديث عن يوم القيامة. فلاحظ تسلسل الآيتين في كتاب الله متناسب مع المفهوم المعاصر العلمي وهو:-
في البداية يكون الاشتعال ثم من بعدها الانفجار ولا عكس، فجاء تسلسل الآيتين لفظة كلمة (سُجِّرت) والاخرى لفظة كلمة (فُجِّرت)، وهو ما طابق الحقائق العلمية الحديثة اليوم.
فتلاحظ ان الأرض في يوم القيامة التي نراها ثابتة ومستقرة سوف تتغير ومن ثم تهتزُّ وترجُف في يوم القيامة. وهذه من الحقائق المستقبلية التي لا شك ولا شبهة فيها.
تجد ان لفظة كلمة (تَرْجُف) قد تكررت مرتين بالضبط في جميع ايات سور كتاب الله وتجدها في سورتين وهما فيما يلي:-
الاية الاولى : جاءت ضمن ايات سورة المزمل في عبارة قوله تعالى: ( يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً)[8].
الاية الثانية : جاءت ضمن ايات سورة النازعات في عبارة قوله تعالى: ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ)[9].
فلفظة كلمة (تَرْجُفُ) تسبقها دائماً لفظة كلمة (يوم) وذلك لكي يؤكد لنا الله تعالى أن الأرض ستهتز وترجف في ذلك اليوم أي يوم القيامة. فجاء هذا التسلسل الزمني مطابق لتسلسل الآيتين وهو:
آية سورة المزمل وهي مما سبق الأولى تحدثت هي عن اهتزاز الأرض بينما في آية سورة النازعات وهي مما سبق الثانية تحدث الله عن اهتزاز الأرض المهتزة أصلاً بدليل الاولى، ويعتبر هذا لزيادة الاهتزاز والارتجاف.
فلو سألت نفسك مَن الذي وضع هذه الكلمة في هاتين السورتين؟ ومَن هو الذي حدَّد استخدام المعنى بما يخصّ يوم القيامة.
أليس الذي حدد معنى الكلمة هو الله سبحانه ؟
اذاً السراج المنير في كتاب الله تعالى لكل لفظة كلمة خصوصيتها, ومن بين تلك الكلمات الكثيرة لفظة كلمة (منيراً) التي جاءت مرتين في جميع القرآن ومن خلال آيتين وهما كالتالي:-
الاية الاولى : جاءت ضمن ايات سورة الفرقان في عبارة قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً)[10].
الاية الثانية : جاءت ضمن ايات سورة الاحزاب في عبارة قوله تعالى: (وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً)[11].
في آية سورة الفرقان وهي الأولى جاء الحديث عن القمر والشمس, أما آية سورة الاحزاب وهي الثانية تحدثت عن رسول اللهn, والمعنى: كأن الله يريد أن يقول لنا إن النبي محمدn واهل بيتهD هم بمثابة الشمس والقمر لجميع المخلوقات.
فالإنسان لا يستطيع العيش بدون شمس وقمر كذلك مثلهِ لا يمكن للمؤمن أن يحيا من دون تعاليم كتاب الله واهل بيتهD فهما الثقلان كتاب الله عترته الطاهرة.
فكيف خلف المسلمين بعد نبيهمn كتابه وهو القران وعترته الطاهرة فأسسوا لفصلهما قاعدة فقالوا في عبارة (حسبنا كتاب الله). بهذا الترتيب للآيتين ثبت أن القرآن من عنده تعالى.
فالبعد الزماني والمكاني لكلمة القرآن لهاتين الآيتين في صفة بني إسرائيل وكيف تلاحظ انه كيف عبَّر عنهم البيان الإلهي وهو كما في:-
في عبارة قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ)[12].
وفي عبارة قوله تعالى : ( مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)[13].
فإن العبارة من (سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا) لم تأتي في جميع القرآن إلا في هذين الموضعين فقط وكما ترى دائماً الحديث على لسان بني إسرائيل، وكأنه تعالى يريد أن يقول لنا من أن هذه الكلمة لا تليق إلا بهؤلاء، فهي لم ترد على لسان أي من البشر إلا فقط بني إسرائيل.
وهي الحقيقة التي نكتشفها اليوم لكي تعلم حقيقة هؤلاء اليهود الذين حرفوا كلام الله، لهذا جاءت لفظة كلمة (وَعَصَيْنَا) وذلك لكي تعبر عن مضمون هؤلاء. فلاحظ ان هناك شيء في الآيتين وهو مايلي:-
ان آية سورة البقرة وهي الأولى جاءت بصيغة الماضي في لفظة كلمة (قَالُواْ)، فهو دليل على ماضيهم وتاريخهم في المعاصي.
ولكي لا يعتقد من أحد أن هذا الماضي لبني اسرائيل انتهى فجاء التأكيد في آية سورة النساء وهي الثانية بصيغة الاستمرار في لفظة كلمة (وَيَقُولُونَ) لغرض الدلالة على حاضرهم ومستقبلهم في المعاصي لأوامر الله تعالى، اذاً هم في حالة عصيان مستمر. كفانا الله شرهم وشرورهم.
فلم يكتفوا بهذا العصيان بل أغلقوا قلوبهم وغلفوها بغلاف من الجحود والكفر، كما في هذا البيان القرآني فيصف قلوب هؤلاء على لسانهم، ولنعطر افواهنا بتلاوة هاتين الآيتين وهما كالاتي:-
الاية الاولى : جاءت ضمن ايات سورة البقرة في عبارة قوله تعالى: (وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ)[14].
الاية الثانية : جاءت ضمن ايات سورة النساء في عبارة قوله تعالى:
(فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)[15].
تلاحظ عبارة قوله: (قُلُوبُنَا غُلْفٌ) لم ترد في جميع القرآن إلا فقط في هذين الموضعين، وهو مما يثبت أن كلمات الكتاب تُستخدم بكل دقة متناهية فلفظة كلمة (غُلْفٌ) هي كلمة خاصة فقط ببني إسرائيل بل لا تليق هذه الكلمة إلا فقط بهم. وبقي شيء اخر وهو انه:
أن : آية سورة البقرة وهي الأولى جاءت على صيغة الماضي في لفظة كلمة (وَقَالُواْ) لكي تخبرنا عن ماضي هؤلاء وحقيقة قلوبهم المظلمة، ثم بعدها جاءت آية سورة النساء وهي الثانية بصيغة الاستمرار في لفظة كلمة (وَقَوْلِهِمْ) لكي تؤكد حاضرهم ومستقبلهم.
فهذا تدرج البيان الزمني تجده كثير في القرآن، فتلاحظ ان تسلسل الآيات والسور يراعي مثل هذه الناحية, ولذلك يمكنك ان تقول من أن الكتاب يحتوي من الإعجازات ما لا يتصوره احد ويعجز عنه العقل.
سواءاَ كان : (تشريعياً - لغوياً - تاريخياً - علمياً –فلسفياً... الخ) ألا تعتقد أنك أمام منظومة إعجازية متشابكة ومتقاطعة متكاملة في هذا الكتاب العجيب الغريب.
أن : في آية سورة البقرة وهي الأولى تجد الرد عليهم في عبارة قوله تعالى: (بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ) ويعتبر منتهى الذل من أن يلعنهم الله فماذا بقي لهم من أمل الدنيا والآخرة.
ولكن آية القران في سورة النساء وهي الثانية تجد الرد عليهم بصيغة ثانية كما في عبارة قوله تعالى: (بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا) وهو مما يؤكد أنه لا أمل لهذه القلوب من أن تنفتح أمام كلام الله، فقد لعنهم وطبع على قلوبهم فما ينتظرون بعدها.
أن : العقاب وغيره من هذه المواصفات هل تنطبق على جميع اليهود فنهاية الآيتين تجيبك على ذلك، فالأولى انتهت بعبارة قوله: (فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ) وهي لغرض الدلالة على قلة إيمانهم.
وأما الثانية فانتهت بعبارة قوله تعالى: (فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) حتى المؤمنين منهم هم عدد قليل جداً.
فالصحيح هو الترتيب الزمني للقصة لكي يبشر عباده بنبي كريم اسمه أحمدn فهي البشرى على لسان المسيح عيسى بن مريم A فيقول هذا الرسول لبني إسرائيل مبشراً لهم في عبارة قوله تعالى:
( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ)[16] ونعلم أنه لا نبي بعد رسول الله محمدn فهو خاتم النبيين.
ولاحظ لفظة عبارة قوله: (من بعدي) بالآية دالة على زمن معين، وقد جاءت في الكتاب, ولنعطر افواهنا بتلاوة هذه الآيات الكريمة وهي:-

الاية الاولى : جاءت ضمن ايات سورة البقرة في عبارة قوله تعالى:
(أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )[17].
الاية الثانية : جاءت ضمن ايات سورة الاعراف في عبارة قوله تعالى:
(وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )[18].
الاية الثالثة : جاءت ضمن ايات سورة ص في عبارة قوله تعالى:
(قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)[19].
الاية الرابعة : جاءت ضمن ايات سورة الصف في عبارة قوله تعالى:
(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ)[20].
فتجد إن لفظة كلمة (بعدي) لم تأتي إلا في هذه الآيات الأربعة السابقة في الكتاب، ولكن حال لسان هذه الآيات حينما نستعرض هذه الآيات الكريمة من القرآن تجد أن:-
1 ـ آية سورة البقرة وهي الأولى في سياق قصة النبي يعقوبA.
2 ـ آية سورة الاعراف وهي الثانية في سياق قصة النبي موسىA والنبي هارونA.
3 ـ آية سورة ص وهي الثالثة في سياق قصة النبي داودA والنبي سليمانA.
4 ـ آية سورة الصف وهي الرابعة في سياق قصة السيد المسيحA والبشرى على نبينا محمدn خاتم الانبياء.
لاحظ نحن جميعاً نعلم من دون خلاف من أن التسلسل التاريخي الزمني للأنبياء الأربعة وهم: (يعقوبA ثم موسىA ثم داودA ثم المسيحA).
وتجد التفاتة وهي أن كلام النبي عيسىA والبشارة التي جاء بها، جاء في آخر الآيات وهو دليل على أنه لا نبي بعد الرسول محمد بن عبداللهn.
ويعتبر الإسلام دين العلم والعالم، لهذا علمَّ الله أنبياءهD كما قال في حق النبي يعقوبA في عبارة قوله تعالى:
( وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)[21].
وأما ذلك العبد الصالحA في قصته مع النبي موسىA  فقد قال الله فيه كما في عبارة قوله تعالى: (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً)[22].
وتلاحظ في قصة النبي داودA والنبي سليمان A فقد علمَّ الله الاخير علوماً كثيرة فقال في عبارة قوله تعالى: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ)[23].
وتجد عندما يكون الحديث عن خاتم الانبياء محمدn يأتي البيان الإلهي لكي يمدحه ويؤكد من أن كل كلمة نطق بها إنما هي وحي من عند الله سبحانه وتعالى.
كما يقول الله تعالى عن نبيه وحبيبه المصطفىn في عبارة قوله تعالى:  (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ)[24].
واللطيف أن عبارة كلمة (عَلَّمْنَاهُ) جاءت مع أنبياء الله وعباده المؤمنين دائماً من خلال صيغة الإثبات إلا مع الرسول محمدn فقد جاءت بصيغة النفي في عبارة قوله تعالى: (وما عَلَّمْنَاهُ).
وهي حقيقة لغوية ثابتة وذلك لأن لفظة كلمة (عَلَّمْنَاهُ) تكررت في القرآن جميعه حوالي اربعة مرات، ومن ضمن حديث عن أربعة من عباد الله الصالحين وهم:
( يعقوبA ـ الخَضِرA ـ داودA ـ محمدo) فتلاحظ ورود ترتيب هذه الآيات الأربعة موافق ومطابق لتسلسل زمن التاريخ القصص كما في:-
1 ـ  قصة النبي يعقوب A.
2 ـ  قصة النبي موسىA مع العبد الصالح الخضر A.
3 ـ  قصة النبي داودA والنبي سليمان A.
4 ـ ضمن الحديث عن خاتم الانبياء محمد بن عبداللهn.
ومما سبق تجد في ذهنك سؤال يدور وهو كيف بقي رسول اللهn متذكراً جميع كلمات ايات وسور القرآن الكريم طيلة ثلاثة وعشرون عاماً. فإن كان أعظم مؤلفي الأدب والشعر ينسى ما كتبه في اليوم التالي، فكيف بنبيn أمي لا يقرأ ولا يكتب؟.
وجوابه تجد العديد من الجوانب ولكن نذكر بأختصار جانب واحد من عدة صور وهي كما يلي:-
الصورة الأولى : أن جميع الانبياء ومن ضمنهم نبينا محمدn معصومين وعلى حد سواء قبل بعثتهِ او بعدها وبالتالي ان المعصوم لا ينسى ولا يخطيء ومنزه من جميع الجهات.
الصورة الثانية : إن وصول هذا القران لنا عبر هذه السنوات الطويلة بغض النظر عن الاحداث التي فيها فهو كاشف عن تناسق ونظام لغوي في كتاب قد أُنزل قبل أربعة عشر قرن ويعتبر هذا إثبات مادي على أن هذا الكتاب هو منزل من الواحد الأحد كما في عبارة قوله تعالى:
( وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ)[25].
الصورة الثالثة : تجد عندنا اربعة عشر معصومD ابتداءاَ من خاتم الانبياء محمدn ثم بعده الامام علي بن ابي طالبA ثم بعده سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين فاطمة الزهراء البتولB.
ثم بعده الامام الحسن المجتبى بن علي بن ابي طالبA ثم بعده أبو الائمة المعصومين التسعة وهو الامام الحسين الشهيد بن علي بن ابي طالبA وبعده من ذريته الأئمة التسعة المعصومين D و(للتوسع راجع كتب العقائد).
دال : مجمل إعجاز بيان التشريع في القران: كما تعلم ان بمرور الزمن تحدث تغيرات واحداث وتنقل لنا عبر التاريخ لتجد فيها الكثير من المجريات في بطون الكتب فعلى الرغم من كون الجاحظ[26] معتزلياً وتلميذاً لإبراهيم النَّظَّام.
فقد آمن بفكرة الإعجاز، وقيل انه وضع كتاباً حول الإعجاز الأسلوبي للقرآن أسماه (نظم القرآن)، ولكن اين هو قالوا لم يصل إلينا، ولكن الجاحظ على طريقته في الإشارة لبعض كتبه لبعضها الآخر، ذكر بعض الفقرات من هذا الكتاب في كتابيه: (الحيوان) وكتاب (البيان والتبيين) الموجودين حالياً.
وتلخص رأيه في تبنيه للقول بالصرفة إلى جانب إيمانه من أنَّ العرب عجزوا عجزاً حقيقي مع كل محاولاتهم من الإتيان بمثل القرآن، وقيل ان كتاب الجاحظ المفقود هذا أول كتاب في إعجاز القرآن.
كما يقول الباقلاني (ت 306هـ)، أشار إليه الرافعي وقال: (إنه سبق به عبد القاهر الجرجاني)[27]. وعلى صحة فرض وجوده لعدة احتملات هذا مع عدم وجود هذا الكتاب فتصبح كالسالبة بانتفاء الموضوع.
وتلاحظ في القرن الرابع تجد رسالة للرماني في إعجاز بيان القرآن، أشار لها الرافعي في كتابه (إعجاز القرآن) إلى أنها تعتبر المرحلة الثالثة ـ بعد الجاحظ والواسطي ـ من مراحل القول من أنَّ الإعجاز أسلوبي بياني.
وقد أشار ابن سنان الخفاجي في (سر الفصاحة) والسيوطي في (الإتقان)[28] إلى رسالة الرماني هذه وقد حدث فيها انعطاف وتغير.
وهي تتميز من أنها قد نقلت مباحث البيان خطوة إلى الأمام بتلخيص الرماني لكل ما قيل قبله من آراء في رسالته هذه.
وممن ساروا على هذا الطريق أيضاً الخطابي (ت 388هـ)، في كتاب له عن القرآن من جهة بلاغته، وفصل وجوه الإعجاز من جهة البلاغة، وخرج به عن دائرة النظم إلى دوائر أخرى من المعاني مثل الإخبار بما يحدث في المستقبل، وبهذا يكون البحث في الإعجاز قد بدأ ينتقل إلى طور جديد.
وسار درب التغيير شيئاً فشيئاً حتى وصل الى بداية القرن الخامس الهجري، ومع اتساع مجالات علم الكلام[29], وتفشَّي بعض مظاهر الزندقة والإلحاد[30].
بدأت بحوث إعجاز البيان القرآني تتخذ مسارات أكثر، وساعد على هذا التطور في البحوث اللُّغوية والفنون الأدبية، ويُعَدُّ كتاب الباقلاني من أفضل نتاج هذا القرن في مجال إعجاز البيان، إلى جانب إنجازات عبد القاهر الجرجاني.
الذي وضع نظرية النظم، وحتى قيل إليها يرجع الفضل في تطور علوم البلاغة بعد ذلك، ووصلت الحالة ببعضهم الى ان قال:-
إنَّ ما جاءت به بعض جميع المدارس اللُّغوية المعاصرة التي اهتمت بالأسلوب والتحليل البنائي لتراكيب اللُّغة لم تضف كثيراً إلى ما نادى به عبد القاهر.
وتلاحظ ان كتاب الباقلاني وقد تلا ذلك من عصور، هو المنوال الذي نسج عليه المؤلفين في الإعجاز بعد عصر الباقلاني، وفيه ذكر مسألة وهي أنَّ القرآن لم يجيء معجزاً للكفار في عصر النبيn فقط.
بل إنَّ إعجازه يشمل كل العصور التالية، والدليل عليه ـ في رأيه ـ أنَّ أسلوب القرآن سيبقى أرقى من كل الأساليب مهما تطورت وهذا الطرح نوقش في القرون الاولى قبله ولكن هنا كفة التوهم أقوى.
كما فرَّق الباقلاني بين إعجاز القرآن وإعجاز غيره من كتب السماء، فأوضح أنَّ إعجاز تلك الكتب مقصور على الإخبار بالغيب فقط، والقرآن إعجازه متعدد الجوانب[31].
وأما عبد القاهر فقد فقد بنى نظريته على أساس لغوي، فهو في كتابه: (دلائل الإعجاز) يوضح جوانب نظريته تلك توضيحاً كافياً ويرد على المخالفين له.
وملخص ما ذهب إليه من أنَّ البلاغة التقليدية تقوم على اساس حسن اختيار الألفاظ، فيتقوى بها المعنى بما يبذله المنشئ للأدب من جهد في التقديم والتأخير والاستعارة.
أما القرآن فإنه يقوم بالأساس على فكرة أداء المعنى المراد بصورة جمالية مؤثرة في النفس من خلال العلاقات اللُّغوية[32] وهذه العلاقات الثلاث تساعد في وضعية الدلالة وتأثيرها.
وهكذا استمرت بحوث إعجاز البيان تتميز عن بحوث البلاغة وعلم الكلام، وقد فتح قبل عبد القاهر والباقلاني باب تلك البحوث لمن جاء بعدهما.
كما تلاحظ في القرن التالي لهما، وهو القرن السادس، تلاحظ الاهتمام بالبحث في البيان يتسع لكي يشمل رقعة المتكلِّمين مثل أبي حامد الغزالي، والقاضي عياض، ومفسرين مثل الزمخشري[33] وابن عطية[34].
ووصلنا الى القرن السابع لتجد فخر الدين الرازي، وهو مفسر مشهور ويأخذ تفسيره المُسَمَّى (مفاتيح الغيب) طابعاً خاصاً يهتم بالكلام من هنا وهناك وقيل وقال على فرق كثيرة من المسلمين وخصوصاً المتكلِّمين[35].
وتجد السكاكي البلاغي في كتابه: (مفتاح العلوم) الذي قيل عنه من انهم قالوا هو خاتمة كتب البلاغة القديمة في صورتها الإبداعية، ويعدّون مؤلفات البلاغة بعد السكاكي مجرد شروح وحواش وتلخيصات واجترار لما ذهب اليه السابقين.
كما تلحظ اهتمام في إعجاز البيان بهذا القرن أيضاً كما عند ابن العربي الآمدي، علي بن أبي علي (ت631هـ)، وحازم القرطاجني (ت684هـ)، ثم البيضاوي[36].
واما في القرن الثامن تلاحظ ان هناك آراء للزملكاني (ت727هـ) في كتابه: (التبيان في إعجاز القرآن)، وابن تيمية (ت728هـ) في كتابه: (جواب أهل العلم والإيمان بتحقيق ما أخبر به رسول الرحمن)، والخطيب الذي لخص كتاب: (مفتاح العلوم) للسكاكي.
ويحيى بن حمزة العلوي صاحب كتاب: (الطراز) (ت 749هـ)، وابن القيم (ت751هـ) صاحب كتاب (الفوائد المشوقة إلى علم القرآن وعلم البيان)، الذي يتناول قضية الإعجاز القرآني وما سبقه من آراء فيها. كما تجد إشارات للإعجاز في تفسير ابن كثير (ت774هـ)[37].
ومن ثم تتابعت الكتابات في إعجاز البيان بعد ذلك، حيث نجد في القرن التاسع آراء لابن خلدون والفيروزآبادي والمراكشي وغيرهم.
وتجد في القرن العاشر ظهر السيوطي بكتابيه : (الإتقان في علوم القرآن) وكتاب (معترك الأقران في إعجاز القرآن)، وكتابه الثاني جامع يقع في ثلاثة مجلدات، وهو في رأي البعض أفضل من الإتقان وأشمل، على خمسة وثلاثين وجهاً، ويقدم لكل وجه بمن ألَّف فيه قبله، وهو مثل سجل للمؤلفين والكُتَّاب في هذا الفن[38]. وكما تلاحظ في هذا القرن أيضاً تفسير أبي السعود[39].
واما في القرن الحادي عشر تجد الشهاب الخفاجي، وفي القرن الثاني عشر تجد الضرير المالكي الإسكندري، الذي تفرَّد بوضع تفسيراً منظوماً كاملاً للقرآن الكريم، كما تجد الجمل الذي وضع حاشية على تفسير الجلالين.
واما في القرن الثالث عشر تجد الشوكاني بتفسيره: (فتح القدير)[40] والألوسي بـ(روح المعاني)[41]. وقد تحدث كل منهما في ثنايا تفسيره عن البيان القرآني وجوانبه المختلفة.
وفي هذا العصر كتاب (البرهان في علوم القرآن) بدر الدين الزركشي، وفيه مبحث في إعجاز بيان القرآن، والكتاب مطبوع حالياً في أربعة مجلدات ومتداول.
ومن الكتب التي تناولت الإعجاز البياني (مناهل العرفان في علوم القرآن) محمد عبد العظيم الزرقاني حيث عرَّف إعجاز القرآن بقوله:
( أصل الإعجاز في اللُّغة: إثبات القرآن عجز الخلق عن الإتيان بما تحداهم به، فهو من إضافة المصدر لفاعله، والمفعول وما تعلق بالفعل محذوف للعلم به.
والتقدير: إعجاز القرآن خلق الله - تعالى - عن الإتيان بما تحداهم به. ولكن التعجيز المذكور ليس مقصوداً لذاته، بل المقصود لازمه وهو إظهار أنَّ هذا الكتاب حق، وأنَّ الرسول الذي جاء به رسول صدق, وكذلك الشأن في كل معجزات الأنبياء.
ليس المقصود بها تعجيز الخلق لذات التعجيز، ولكن للازمه وهو دلالتها على أنهم صادقون فيما يبلغون عن الله - تعالى -، فينتقل الناس من الشعور بعجزهم إزاء المعجزات، إلى شعورهم وإيمانهم, بأنها صادرة عن الإله القادر، لحكمة عالية، وهي إرشادهم إلى تصديق من جاء بها ليسعدوا باتباعه في الدنيا والآخرة)[42].
ولقد تناول في المبحث السابع عشر إعجاز القرآن وما يتعلق به بالتفصيل، فارجع إلى ذلك هناك[43].
ولم يعدم القرن الأخير كُتَّاباً شغلهم إعجاز القرآن فقد ألَّفوا فيه مثل الرافعي في كتابيه: (آداب العرب) وكتاب (إعجاز القرآن)، والدكتور محمد عبد الله دراز في كتابه: (النبأ العظيم) في بعض مباحثه، وسيد قطب في كتابه: (التصوير الفني في القرآن)[44].
وما زال اليوم في الساحة الكثير ممن لا أحصيهم عدداً، وفي ضمير الغيب كثير ممن سَيُقَيَّضُونَ لهذا العمل الجليل، ويورثون علم هذا الكتاب العزيز حتى آخر الزمان وظهور صاحب الامر المهدي المنتظرA.
منها : التدرج بالتشريعات وهو لغرض تعويد الناس على الابتعاد عن الفواحش، كما في آيات تحريم الخمر.
منها : الإظهار من خلال التيسير مع التأكيد على صفات الفلاح والصلاح في الدنيا والآخرة لمن سعى لله تعالى.
منها : صبغة المسائل في كل المواضيع من خلال الهداية والارشاد والموعظة وهكذا.
منها : استمرار المقابلة فيما بين حد الثواب والعقاب في الجنة أو النار اعاذنا الله منها واياكم.
منها : إبراز أسوأ سمات أعمال الكافرين، ولكن في مقابل إبراز أسمى الفعال والخصال للمؤمنين.
هـاء : مجمل إعجاز البيان في سور القرآن : يعتبر البيان القراني من معجزات الأنبياء فقد اقتضت حكمة الله تعالى أنْ يؤيِّد رسله بالمعجزات لكي تصبح تصديقاً لهم فيما يبلغون من رسالاته، إذا ما داخل الشك قلوب أقوامهم.
ومن ثم أنكروا عليهم دعواهم، كما قالت ثمود لنبيهم صالحA في عبارة قوله تعالى: (مَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ)[45].
وكما قال النبي موسىA لفرعون في عبارة قوله تعالى: (يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ)[46].
وكما قال النبي عيسى A لبني إسرائيل في عبارة قوله تعالى: (...أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)[47].
وكما قالت العرب للنبي محمدn في عبارة قوله تعالى: (فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ)[48].
وكأنهم أرادوها آيات حسية على غرار آيات أقوام أنبياء الله صالح، وموسى، وعيسىD فقال الله لهم في عبارة قوله تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ)[49].
فلفت الله تعالى أنظارهم إلى أنَّ بيان ايات القرآن هي آية محمدn ومعجزته، وهو قائم مقام معجزات غيره من الأنبياء في البيان القرآني كما جاءت فمنها:
منها : مطاوعة أحداث الكون، ومعاونتها بدقة لنظام هذه الوحدات البيانية تجده خير شاهد على أن هذا القول وذلك الفعل يجيئان من طريق واحد، والذي صدرت هذه الكلمات عن علمه هو نفسه صدرت تلك الكائنات عن مشيئته[50].
منها : المناسبة في التكامل بالمعاني والتجانس في داخل السورة، بالرغم من تناولها لموضوعات عديدة ونزول آياتها في مناسبات متباعدة بالرغم من أن[51] نزول ايات الكتاب مفرق بحسب الوقائع والدواعي على تباعد مكاني وزماني، في اكثر الاحيان لا يسمح بالتواصل والترابط.
والمناسبة الاخرى ان جميع هذه الأحاديث المختلفة المعاني والمتباعدة الأزمنة والمتنوعة في الملابسات هي ضمن حديث واحد مسترسل يعتبر هو مظنة المفارقة والتفاوت ومظنة التفكك والاقتضاب[52].
والمناسبة الثالثة هي عجز جميع البشر عن الاهتداء إلى تحديد وضع كل جزء من أجزاء المركب قبل تمام أجزائه، اي من قبل ان تعرف طبيعة تلك الأجزاء.
ولك ذلك من ان تطبق ما ذكرنا على أي صناعة او منشأة أو نشاط بشري؛ لكي تتيقن كيف وقع ذلك في القرآن, بل هو تحدي لقدرة البشر جميعا إلى اليوم الموعود.
والمناسبة الاخيرة تلاحظ صنعة البيان من خلال الانتقال من معنى لمعنى أشق من معنى اخر في التنقل فيما بين أجزاء المعنى الواحد.
منها : اجتماع جميع الأسباب في كل سورة نزلت متفرقة من دون أن تغض عن حكم وحدتها، ولا من الاستقامة في وزنها.
وهذا من خلال التحقيق معجزة المعجزات، ولا يجرؤ أي أحد في قرارة الغيب على وضع خطة مفصلة مصممة مسبقا ثم بعدها التنفيذ بدقة، إلا هو فقط عالم عليم فوق أطوار العقول.
زاي : بيان جودة سبك سور القرآن وإحكام سرده : وهو معناه أن الكتاب الكريم بلغ من ترابط أجزائه وتماسك الكلمات والجمل والآيات والسور، مبلغ لا يدانيه أي احد او كلام آخر، مع طول نفسه وتنوع المقاصد والافتنان بالموضوع الواحد لتجد فيما بين كلمات الجملة الواحدة من التآخي والتناسق مما يجعلها من روائع التجانس والتجاذب.
تلاحظ فيما بين عبارات السورة الواحدة من التشابك والترابط مما يجعلها وحدة مصغّرة متآخذة الأجزاء متعانقة في الآيات، وتجد بين سور القرآن من التناسب مما يجعله كتاب سوي الخلق حسن السمت كما في عبارة قوله تعالى: ﴿قرآنا عربياً غير ذي عوج﴾[53].
فتجد كأنه سبيكة واحدة تأخذ ببصرك وتلعب بعقلك وأفكارك على حين أنها مؤلفة من حلقات، لكل حلقة موضع خاص من السبيكة على جهة من جودة السبك مع إحكام السرد فجعل من الأجزاء هذه المنتشرة المتفرقة، وحدة رائعة وبديعة متآلفة مرافقة لكمال الانسجام فيما بين كل جزء وجزء بلا تفكك ولا تخاذل.
فمثلاً تأمل سورة الفاتحة كيفية ترابطها وتناسقها في حسن من معنى إلى معنى ومن مقصد لمقصد اخر ، افتتحت بلفظة كلمة ﴿أسم الله﴾.
وذلك من خلال إضافة الاسم إلى لفظ الجلالة الذي هو إسم الذات الجامع لصفات الكمال، ويوصف لفظ الجلالة بعبارة ﴿الرحمن الرحيم﴾[54].
ومن ثم بعدها انتقل الكلام إعلانه من أن الله سبحانه وتعالى مستحق لجميع المحامد، ثم بعدها انتقل بكلامه الشريف لغرض تدعيم هذا الاستحقاق من خلال ثلاثة أدلة سرت على لفظ الجلالة مجرى الأوصاف في مقام حمده كما في عبارة قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين).
ثم بعدها انتقل الكلام لإعلانه في عبارة قوله تعالى: ﴿الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين﴾ هي وحدانيته في ألوهيته وربوبيته بعدها قال في عبارة قوله تعالى: ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ فهو ما دام هو المعين وحده مستحق المحامد كلها.
ثم بعدها انتقل كلامه تعالى في براعة البيان المطمح الأعلى لكل إنسان، وهي الهداية إلى الصراط المستقيم في عبارة قوله تعالى: ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ وهم ال محمد أهل بيتهD الذين اذهب عنهم الرجز وطهرهم تطهيرا.
ثم بعدها انتقل كلامه تعالى إلى تقسيم الخلق بالنسبة لهذه الهداية ثلاثة أقسام  في عبارة قوله تعالى: ﴿صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾.
وتنتهي من ان الناس أمام عينيك فيما بين منعم عليه بمعرفة الحق واتباعه وهم أهل بيت الرحمةD، وبين مغضوب عليهم بمخالفة الحق مع علمهم به، وضال رضي من أن يعيش عيشه الأنعام؛ فأنغمس في متاهة الجهالة والحيرة والضلال والتيه.
فلو تنظر في ايات سورة البقرة تجدها ترتبط بايات سورة الفاتحة ارتباط المفصل بالمجمل، فهداية الصراط المستقيم من أنعم الله تعالى عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وقد شرحتها ايات سورة البقرة وما تليها من سور القرآن حيث وصلتنا بتفاصيل هذه الهداية من خلال بيان كامل وعرض شامل[55].
وباختصار خلاصة القول في الإعجاز البياني انه اجتمع في بنائه جميع مواصفات الكمال والجمال، في اختيار مفرداته وترتيب ألفاظه وتراكيبه النحوية وصيغه البلاغية الرائعة.
وهو مما يؤدي الى أسمى علو من خلال دقة التعبير عن المعاني المركبة والأحاسيس المتداخلة، من خلال بلوغ غايته في إمتاع السمع وإقناع العقل ثم يسري التأثير في المشاعر لكي تحرك العزائم.
وهذا مما يؤكد أنه قُدِّر تقديرا محكم وصُمِّم قبل النزول من خلال حساب دقيق وموزون حكيم في حرف وجملة وآية وسورة بعدها الى تمام الكتاب، من خلال التكامل والتناسق الداخلي في سوره, بالرغم من نزوله بسور متفرقة.
فأن التباين فيما بين بيان ايات القرآن وسائر البيان غير متمثل في البعض من مكونات البناء من ألفاظ الفصحى وصور البلاغة وأساليب الإنشاء.
فتلاحظ أمثالها في ايات القرآن كما تجدها في كلام العرب، ولا يتمثل في البعض من صفات الكلام من تأثير وتعبير وجمال تلمسه من خلال درجات متفاوتة في كلام البشر والله العالم.
ولغرض بيان جودة سبك سور القرآن وإحكام سرده  نأخذ نماذج من القرآن الكريم دالَّة على إعجازه البياني, لنأتي ببعض الأمثلة الدالَّة على الإعجاز البياني على سبيل الإيضاح لبعض الجوانب المهمة في براعة أسلوب البياتي للقرآن كونه معجزاً.
فتلاحظ حسن التأليف، من حيث التركيب فيما بين حروفه، وكلماته، وآياته، وسوره، وقصصه، وحكاياته، وانتظام كلماته، في سلك مبانيها المتناسبة لمقتضى معانيها المتناسقة.
وهذا هو السبب من أنَّ الكتاب لم يخرج عن معهود العرب في لغتهم، من حيث ذوات المفردات والجمل وقوانينها العامة، بل جاء جارياً على مألوف العرب من هذه الناحية، فمن حروف القران تألَّفت كلماتهم، ومن كلماته تألَّفت تراكيبهم، وعلى قواعده العامة في صياغة هذه المفردات وتكوين التراكيب جاء تأليفهم.
إنَّ الكتاب مع ذلك كله وبرغم ذلك كله؛ أعجزهم بأسلوبه، ومذهبه الكلامي المعجز. فلو دخل عليهم من غير هذا الباب الذي يعرفونه، لأمكن أنْ يلتمس لهم عذر أو شبه عذر، وأنْ يسلم لهم طعن أو شبه طعن كما في عبارة قوله تعالى:
(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ آأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ)[56]. ولهذا المعنى وصف الله كتابه بالعروبة في غير آية. فقال جَلَّ ذكره بسورة يوسف كما في عبارة قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[57].
وقال في سورة الزخرف كما في عبارة قوله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[58] وقال في سورة الزمر كما في عبارة قوله تعالى: (قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)[59].
ومن فصاحة القرآن وضوح بيان معانيه، مع اقتصاد مبانيه، مع إيجازه، وذلك بإيفاء واكتفاء وإيماء[60], غير مخل ولا ممل، ومن بلاغته في عجائب التراكيب، وغرائب الأساليب، مع بدائع العبارات، وروائع الإشارات، المتجاوزة لعادة العرب من فصاحتهم وبلاغتهم.
حتى إنهم تساجلوا في النظم والنثر وتفاخروا وتكاثروا، فما راعهم إلاَّ رسول كريم جاءهم على خلاف هواهم لكنه معه هداهم, حتى أتاهم بكتاب عزيز كما في عبارة قوله تعالى:
(لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)[61]. وعبارة قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[62].
وكل هذا مما جعل القرآن الكريم في فصاحته وبلاغته خارقاً للعادة، يعجز المنكرين واعتراف المفترين، ولنأخذ مثلاً في إعجاز بيانه متأملاً الإيجاز الباهر في الإعجاز الظاهر في عبارة قوله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ)[63].
تجد من بدائع التركيب وروائع الترتيب، مع ما فيه من المطابقة بين معنيين متقابلين، وهما: (القصاص والحياة). فمن الغرابة من جعل القتل الذي هو مفوت الحياة ظرفاً لها.
ومن البلاغة والبيان حيث أتى بلفظ يسير متضمن لمعنى كثيرة، فإنَّ الإنسان إذا علم أنه إذا قَتل اقتُصَّ منه دعاه ذلك إلى ردعه عن قتل صاحبه، فكأنه أحيا نفسه وغيره، فتجد انه يرتفع بالقصاص الكثير من قتل الناس بعضهم بعضاً, فيكون القصاص حياة لهم مع ما في القصاص من زيادة الحياة الطيبة بالآخرة.
وبهذا تجد أنه أولى من كلام موجز عند العرب وهو أنَّ: (القتل أنفى للقتل)، وذلك في قلة المباني، وكثرة المعاني، وعدم تكرار اللفظ المنفر، وفي الإيماء إلى أنَّ القصاص ـ الذي هو المماثلة ـ يعتبر سبب للحياة من دون مطلق القتل بالمقابلة، إذ لربما يكون سبباً لفتنة فيها قتل فئة وفساد جماعة اخرى .
ولاحظ ان لغة القرآن هي مادة صوتية، تبعد عن طراوة لغة أهل الحضر، وخشونة لغة أهل البادية، وتجمع ـ تناسق حكيم ـ فيما بين رقة الأولى وجزالة الثانية، وتحقق السحر المنشود، بفضل هذا التوفيق البديع بينهما[64].
اذاً إنها ترتيب في مقاطع الكلمات من نظام أكثر تماسكاً من النثر، وأقل نظماً من الشعر، يتنوع في خلال الآية الواحدة لكي يجذب نشاط سامعه، ويتجانس في آخر الآيات سجعاً، فلا يختل الاشعار العام للوقفات في كل سورة[65].
وأما كلماته فمنتقاة من بين الكلمات المشهورة، من دون أنْ تهبط إلى الدارج، ومختارة من بين كلمات سامية، التي لا توصف بالغريب إلاَّ النادر منها.
وكذلك تمتاز بالإيجاز العجيب في الكلام، إذ تُعَبِّر في أقل عدد من الكلمات عن أفكار كبيرة ومعاني عظيمة يصعب التعبير عنها في العادة إلاَّ بجمل مطوَّلة نسبياً, والله العالم.



[1]- سورة النحل الاية 16 / 31.
[2]- سورة الفرقان الاية 25 / 16.
[3]- سورة الزمر الاية 39 / 34.
[4]- سورة الشورى الاية 42 / 22.
[5]- سورة ق الاية 50 / 35.
[6]- سورة التكوير الاية 6 / 81.
[7]- سورة الانفطار الاية 82 / 3.
[8]- سورة المزمل الاية 73 / 14.
[9]- سورة النازعات الاية 79 / 6.
[10]- سورة الفرقان الاية 25 / 61.
[11]- سورة الاحزاب الاية 33 / 46.
[12]- سورة البقرة الاية 93.
[13]- سورة النساء الاية 46.
[14]- سورة البقرة الاية 88.
[15]- سورة النساء الاية 155.
[16]- سورة الصف الاية 61 / 6.
[17]- سورة البقرة الاية 133.
[18]- سورة الاعراف الاية 7 / 150.
[19]- سورة ص الاية 38 / 35.
[20]- سورة الصف الاية 61 / 6.
[21]- سورة يوسف الاية 68 / 12.
[22]- سورة الكهف الاية 18 / 65.
[23]- سورة الانبياء الاية 21 / 80.
[24]- سورة يس الاية 36 / 69.
[25]- سورة يونس الاية 10 / 37.
[26] - هو: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء الليثي، أبو عثمان الشهير بـ(الجاحظ)، رئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة، مولده ووفاته في البصرة، له تصانيف كثيرة منها: (الحيوان)، و(البيان والتبيين)، و(سحر البيان) وغيرها. انظر ترجمته في: إرشاد الأريب، 6/80، والوفيات، 1/388، وأمراء البيان، 311، ولسان الميزان، 4/355، وتاريخ بغداد 12/212.
[27] - راجع : الإعجاز البياني واللغوي في القرآن الكريم الدكتور عمر يوسف حمزة.
[28] - الإتقان للسيوطي، 2/326 وما بعدها.
[29] - علم الكلام هو: علم التوحيد، والكلام في أصل اللُّغة: هي الأصوات المفيدة، وعند المتكلِّمين: (المعنى القائم بالنفس الذي يعبر عنه بألفاظ يقال: في نفس الكلام).
واما في اصطلاح النُّحاة: (الجملة المركبة المفيدة، نحو: جاء الشتاء، أو شبهها مما يكتفي بنفسه، نحو يا علي). المصباح المنير206، والمعجم الوسيط2/796، وشرح الأصول الخمسة لعبد الجبار6.
[30] - الزنديق: المشهور على ألسنة الناس هو الذي لا يتمسك بشريعة، ويقول بدوام الدهر، والعرب يعبِّر عن هذا بقولهم: (ملحد أي طاعن في الأديان)، وفي (التهذيب): وزندقة الزنديق أنه لا يؤمن بالآخرة ولا بوحدانية الخالق. (المصباح المنير، 98).
[31] - انظر : بحث الإعجاز القرآني نظرة تاريخية، د. مصطفى رجب، مجلة المنهل، العدد 491، أكتوبر91، ص38.
[32] - صوتياً بين الحروف، ونحوياً بين الكلمات، وصرفياً باختيار بناء صرفي محدد.
[33] - كما في الكشاف للزمخشري، 4 / 295.
[34] - كما في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية، تفسير سورة البقرة.
[35] - كما في تفسير الفخر الرازي، 14/22. وانظر: كشف الظنون، مادة (تفسير)، 431.
[36] - راجع تفسير البيضاوي، 5 / 204 .
[37] - تفسير ابن كثير تلميذ بن تيمية، تحقيق سامي محمد السلامة، 1 / 47.
[38] -  الدكتور إسماعيل أحمد الطحان: دراسات حول القرآن الكريم، ص 97.
[39] - إرشاد العقل السليم لأبي السعود، 5/390.
[40] - فتح القدير للشوكاني، مؤسسة الريان، بيروت، ط/1، 1418هـ، 1/69. ومحاسن التأويل للقاسمي، 1/72، وتفسير النسفي، 4/381.
[41] - روح المعاني للألوسي، 30/256.
[42] - مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني، 2/331.
[43] -  انظر: 2/331-434، وراجع: مناهل العرفان لتقف على تفصيل أكثر، 1/56-84.
[44] - سيد قطب: التصوير الفني في القرآن، ص 11، وما بعدها، و د. محمد عبد الله دراز: النبأ العظيم، ص80-109.
[45] - سورة الشعراء، الآيتان  154ـ155.
[46] - سورة الأعراف، الآيات  104-108.
[47] - سورة آل عمران، الآية  49.
[48] - سورة الأنبياء، الآية  5.
[49] - سورة العنكبوت، الآيتان  50-51.
[50] - طبق مثالٌ عملي من خلال تحليل ترابط المعاني بسلسة واحدة من الفكر تتلاحق بها الحلقات والفصول، من خلال نسق واحد من البيان مع تعانق الجمل والكلمات، كما في سورة البقرة، وهي أطول السور في القرآن بـ(282 آية).
[51] - راجع : النبأ العظيم لمحمد عبد الله دراز تخريج وتعليق عبد الحميد أحمد الدخاخني.
[52] - طبق هذا على أي مجموعة من نصوص الروايات أو من الأحاديث المتفرقة لأحد البلغاء في موضوع ما أجعل منها على شكل سرد واحد لكي يتضح لك ذلك.
[53] - سورة الزمر الاية 39 / 28.
[54]- سورة الواقعة ومنهجها في العقائد (دراسات في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم) المؤلف: محمود محمد غريب, دار التراث العربي القاهرة طبعة3- ج1/184.
[55] - مناهل العرفان في علوم القرآن لمحمد عبد العظيم الزُّرْقاني نشر: مطبعة عيسى البابي الحلبي الطبعة الثالثة 2/315.
[56]- سورة فصلت، الآية  44.
[57]- سورة يوسف، الآية  2.
[58]- سورة الزخرف، الآية  3.
[59]- سورة الزمر، الآية  28.
[60]- مناهل العرفان، 2/334.
[61]- سورة فصلت، الآية  42.
[62]- سورة النحل، الآية  90. وراجع: تفسير الآية في: زاد المسير للسيوطي، 4/483 وما بعدها، وتفسير ابن كثير، 4/596 وما بعدها، والطبري، 14/409، والحلية، 8/255، والإصابة، 1/118، والاستيعاب، 1/146، ومسند أحمد، 5/36.
[63]- سورة البقرة، الآية 179. يقول ابن قتيبة: (يريد أنَّ سافك الدم إذا أُقيد منه، ارتدع مَنْ يهم بالقتل فلم يَقتل خوفاً على نفسه أنْ يُقتل، فكان في ذلك حياة). انظر: تفسير غريب القرآن، 72. وانظر: تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، 5، والدر المنثور للسيوطي، 1/17.
[64]- د. محمد عبد الله دراز: مدخل إلى القرآن الكريم، ص 115.
[65]- هناك استثناءات من هذه القاعدة، فقد لا ينتظم السجع إلاَّ على مراحل، ويختلف بين مجموعات الآيات في نفس السورة، انظر مثلاً، سورة الحاقة والسورة التالية.